عبد الرحمن تاج

الشيخ عبدالرحمن تاج
Taag.jpg
شخصية
ولد1314 هـ / 1896م
توفي1395 هـ / 1975
أبرز الاهتماماتشيخ الجامع الأزهر

عبد الرحمن تاج (1896 - 1975) شيخ الأزهر رقم . منصب شيخ الأزهر في (7 يناير 1954م) وبادر بأن قرر تدريس اللغات الأجنبية والتدريب العسكري في الأزهر.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نشأته

في أواخر القرن التاسع عشر (عام 1896م) قدر للشيخ عبد الرحمن تاج أن يولد في مدينة أسيوط ليصبح فيما بعد أحد فقهاء الشريعة الإسلامية المعاصرين. وتنحدر أسرته من بلدة (منية الحيط) إحدى مركز إطسا في محافظة الفيوم ، وقد أطلق عليها العامة هذا الإسم تحريفا لإسمها الأصلي (ميناء الحائط) حيث أقام "محمد علي باشا" حول هذه البلدة حائطا مرتفعا سميكا لتخزين مياه بحر يوسف أثناء فترات الفيضان. ولم تزل بقايا هذا الحائط بادية للعيان حتى الآن.

ورحل جده وأسرته إلى أسيوط للعمل في البناء خاصة القناطر التي بدأ العمل فيها لصالح الزراعة في تلك الفترة. كما قدر لهم الهجرة إلى الإسكندرية بعد ذلك. ولضرورات العلم والعمل إنتقلت الأسرة أيضا إلى القاهرة. وصدر القرار الجمهوري في يناير عام 1954 بإختياره شيخا للأزهر وأول ما فكر فيه هو النهوض بالأزهر – كما أشرنا من قبل – وأول من فكر في إدخال نظم التربية العسكرية بالأزهر ، وتشجيع الأنشطة الرياضية بشتى أنواعها وأدخل تعليم اللغات الاجنبية وظل شيخ للأزهر حتى عام 1958م حين عين وزيرا في أوئل سبتمبر عام 1958 في الوزارة الإتحادية وظل هذا الحل الشكلي قائما حتى عام 1961 عقب إنفصال سوريا عن مصر. وكانت علاقاته وثيقة باللواء "محمد نجيب" الذي واجه صعوبات كثيرة من رفاق 23 يوليو. وحرص أيضا في مراحله المختلفة على العلاقات الودية مع رجال الدين المسيحي. أختير عضوا في مجمع البحوث الإسلامية ، وعضوا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وواصل الكتابة في الصحف – فيما يهم الناس – حتى توفاه الله بالقاهرة عام 1975م.

قال "عبد الرازق" وهو من هو عنه: "إن فضيلة الأستاذ قد حصل من الرتب العلمية والدرجات ما رفعه إلى مستوى لا مطمع لكثير من الناس أن يصلوا إليه ، ولكن هو نفسه إستطاع أن يبلغه ، وأن يبلغ من الفضل مقاما فوق ذلك مظهرا أو أرفع قدرا ، وأكبر مقاما ، مقام تتهاوى دونه درجات العلماء ومقامات الخبراء ، وتتخاذل دونه الألقاب. وترتد المطامع عنده ، كان ذلك يوم إنتخاب "الشيخ تاج" عضوا في مجمع اللغة العربية عام 1963. وقال "الشيخ علي الخفيف" في يوم رحيل "الشيخ تاج" عام 1975م: "كان فقيدنا الدكتور الأستاذ الإمام – رضي الله عنه – من أولئك الذين حبوا بعلمهم ، وسموا بأخلاقهم ، وعملوا بعملهم فكتبوا لأنفسه الخلود بما تركوا من علم يتوارث. وأفكار تهدى ، فكان فيه الأسوة الحسنة لمن أراد لنفسه سموا لمنزلة عليا ، ولذكره بقاء ، ولحياته خلودا. لقد فقدنا بفقده – رضي الله عنه – الشيخ الجليل ، والإمام العظيم ، فكان الخطب فيه جللا ، والخسارة فادحة لا للأزهر وحده ولا لمجمع اللغة العربية فحسب. بل للأمة الإسلامية جمعاء).


الإمام الأكبر:

منذ يوم 7 يناير عام 1954م الذي صدر فيه القرار الجمهوري بتعيين "الشيخ الدكتور عبد الرحمن تاج" شيخا للجامع الأزهر ، وهو يضع كرامة الأزهر من كرامة الإمام الأكبر شيخ الأزهر. حدث عام 1955م أن تلقى "الإمام الأكبر" دعوة رسمية من "سوكارنو" رئيس جمهورية أندونيسيا لزيارتها والمشاركة في إحتفالها القومي بوصفه شيخ للأزهر. وفي الوقت نفسه سافر وفد الحكومة برئاسة قائد الجناح "جمال سالم" ووضعه معروف بين الضباط الذي إستولوا على السلطة في مصر في يوليو عام 1952. وسافر وفد الأزهر برئاسة الإمام الأكبر ووفد الحكومة برئاسة "جمال سالم" في طائرة واحدة. ومرت الطائرة بباكستان أولا وعندما هبطت كان الإستقبال بالغ الحفاوة بالوفدين وفي غيرها من البلاد في الطريق إلى أندونيسيا كان الإستقبال بالغ الحفاوة بوفد الأزهر والشيخ الجليل ، وإنصرف الناس – إلى حد الإهمال - لوفد الحكومة ولجمال سالم. وهاج "جمال سالم" وطلب أن يعود شيخ الأزهر ورجال الأزهر الذين معه ورفض "الإمام الاكبر" بشكل قاطع وحاسم وإستمر في الرحلة يرد التحية بأحسن منها لمستقبليه الرسميين والشعبيين وأهمل "جمال سالم" وصحبه في وفد الحكومة.

وكان "علي صبري" وزير الدولة لشئون الرئاسة.. وكانت له سلطات واسعة .. وطالما إتصل بالشيخ "تاج" طالبا منه مطالب معينة ولكن "الشيخ" كان يرفض هذه المطالب ، وفي أوائل عام 1957م فوجئ "الإمام الأكبر" وهو في مكتبه بقرار جمهوري بتفويض "علي صبري" في جميع صلاحيات رئيس الجمهورية في كل ما يختص بالأزهر. ورأى "الإمام الأكبر" في هذا القرار مخالفة دستورية وقانونية للقانون 26-1936 ، ومحاولة لفرض وصاية وزير على (المشروعية الإسلامية) التي يحمل الأزهر أمانتها. وقرر "الشيخ" ألا ينفذ هذا القرار الجمهوري. وفعلا بعد صدور هذا القرار بأيام ، أصدر "علي صبري" بإعتباره مشرفا على الأزهر بإسناد منصب مدير إدارة الثقافة بالأزهر إلى "الدكتور محمد البهي".

وكان "الشيخ" نفسه يعتزم إسناد هذه الوظيفة للدكتور البهي ، ولكن ذودا عن كرامة الازهر وكرامة شيخه رفض تنفيذ قرارعلي صبري. وأصدر "الدكتور تاج" فرارا بإلغاء إدارة الثقافة وإعادة الدكتور "البهي" إلى منصبه أستاذا بكلية اللغة العربية. ولم ينجح "علي صبري" في فرض وصايته على الازهر. وكان لابد من حيلة لإبعاد "الشيخ تاج" عن مشيخة الأزهر. وتكون أول إتحاد بين مصر وسوريا واليمن. وفي أول سبتمبر عام 1958 صدر قرار بتعيين "الشيخ والدكتور عبد الرحمن تاج" وزيرا في الوزارة الإتحادية على إعتبار أنه شخصية دينية كبيرة. وأن "الإمام أحمد حميد الدين" إمام اليمن يسعده أن يكون لجواره في الإتحاد شخصية دينية كبيرة. وبهذا أبعد شيخ الأزهر العنيد على كرامة الأزهر وكرامته.


بحر العلوم:

الذين إقتربوا منه. والذين كتبوا عنه أشاروا إلى علمه الغزير مما أدى إلى إختياره عضوا بمجمع اللغة العربية عام 1963 ، وشارك "الدكتور الشيخ عبد الرحمن تاج" في أعمال المجلس مشاركة مثمرة في مؤتمراته ولجانه خاصة لجان القانون والإقتصاد والأصوول والمعجم الكبير. وقدم عدة بحوث وكلمات لها وقعها العلمي. وقدم للمكتبة العربية كتبا ودراسات وبحوثا في مجالات كثيرة نذكر منها مذكرات في الفقة المقارن – مذكرات في تاريخ التشريع – أحكام الشريعة الإسلامية في الأحوال الشخصية – السياسة الشرعية والفقه الإسلامي – التأمين على الحياة من وجهة نظر الشريعة الإسلامية – شركات التأمين من وجهة نظر إسلامية – حكم الربا في الشريعة لا إسلامية – تاريخ التشريع الإسلامي – وكتاب ضخم باللغة الفرنسية عن (البابية والإسلام) يعد من المراجع المهمة في مواجهة المذاهب العربية في الإسلام والمناوئة له. ومع علمه الغزير كان تقيا ورعا وكان يرى (أنه لا فقه بدون ورع) وبجانب ذلك كان يتمتع بخلق كريم صقلته التجارب التي خاض غمارها كما سميت به عقيدته الدينية إلى آفاق عالمية. ويعد أحد فقهاء الشريعة الإسلامية المعاصرين.

حياته العلمية:

حفظ القرآن ودرس مبادئ العلوم الدينية والعربية وإلتحق بالكتاب في أسيوط بعد أن تجاوز الخامسة من عمره ، ويبدوا أن ألمعيته قد أضاءت مبكرا. تقول بعض المصادر إن "سعد زغلول باشا" وهو في جولة تفقدية للمؤسسات التعليمية بأسيوط لمح ذكاء الطفل "عبد الرحمن تاج" وسرعة خاطره وإجاباته السديدة ، ما يشير إلى عمر عقلي يتفوق على العمر الزمني دون أقرانه في الكتاب ، ورأى الباشا أن يكافئه ويشجعه فقرر إلحاقه بالمدارس الأميرية على نفقة الدولة إلا أن أسرة الطفل حرصت على أن يكون تعلميه – بعد الكتاب – هو الأزهر الشريف ، وكانت مسيرته في الأزهر كما هو معروف.

هذه الرواية تشابه إلى حد كبير ما حدث للتلميذ إسماعيل القباني الذي أمر سعد باشا بتعليمه على نفقة الدولة في المدارس الأميرية وأصبح فيما بعد وزيرا للتربية والتعليم. وإنتقلت الأسرة إلى الإسكندرية ، فإلتحق بالسنة الثانية بمعهد الإسكندرية الديني سنة 1910م. وكان أول الناجحين في (العالمية) عام 1923م ، ونال جائزة أول الناجحين ونال شهادة التخصص عام 1926م. وعين مدرسا لمعهد أسيوط الديني ونقل عام 1931 مدرسا بمعهد القاهرة. وعام 1933 أصبح مدرسا لكلية الشريعة وعضوا فمــمثلا للمذهب الحنفي بلجنة الفتوى بالأزهر. وعام 1936 سافر في بعثة تعليمية إلى باريس ليحصل من (السوربون) على درجة الدكتوراه في الفلسفة وتاريخ الأديان عام 1942 ، وقد سافر إلى باريس في صحبة زوجته والطفاله الثلاثة. ولظروف الحرب العالمية الثانية طالت إقامته في فرنسا فتعلم اللغة الفرنسية وأجادها وكان يكتب بها. وقد أشرنا من قبل إلى كتابه باللغة الفرنسية (البابية والإسلام).

عاد إلى أرض الوطن وأختير للتدريس في قسم تخصص القضاء الشرعي وأصبح سكرتيرا فنيا لجنة الفتوى. وعهد إليه بإدارة كلية الشريعة ، وإدارة معهد الزقازيق الديني. وعين شيخا للقسم العام والبعوث الإسلامية فوضع للبعوث الإسلامية أسس النظام الإداري والدراسي. وفي عهده سعي لبناء (مدينة البعوث الإسلامية) لسكنى طلاب العالم الإسلامي بدلا من السكن في الأروقة. وعام 1951 تقدم برسالة عن "السياسة الشريعية" نال بها عضوية (جماعة كبار العلماء). عمل أستاذا للشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة عين شمس بالقاهرة. ثم عضوا بلجنة الدستور.

أبرز الإنجازات

من أبرز إنجازاته أنه قرر تدريس اللغات الأجنبية في الأزهر، كما سعى إلى بناء مدينة البعوث الإسلامية لسكنى الأزهريين المغتربين من أبناء العالم الإسلامي. أثرى المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات القيمة في الشريعة والفقة الإسلامي، ومن أبرزها كتاب الأحوال الشخصية في الشريعة الإسلامية، وكتاب السياسة الشرعية والفقه الإسلامي ودراسات مطولة عن الهجرة والإسراء والمعراج والحج والصوم، وليلة القدر، وفى الشئون الكونية وغيرها. كما اثرى المكتبة اللغوية العربية ببحوث تخصصية دقيقة أثناء عضويته بالمجمع اللغوى.

الأسانيد:

1- الأزهر الشريف في عيده الألفي: الشيخ سعد فرهود وآخرون. 2- أبو بكر عبد الرازق: الشيخ عبد الرحمن تاج. 3- الإعتصام (مجلة): عدد ديسمبر عام 1974. 4- د. محمد مصطفى البسيوني: الأخبار (جريدة 21/12/1990م). 5- عصام العيسوي( مهندس): حديث معه.


سبقه:
محمد الخضر حسين
شيخ الأزهر
1954 - 1958
لحقه:
محمود شلتوت