خير الدين حسيب

خير الدين حسيب
خير الدين حسيب بالعرض.jpg
مدير عام، مركز دراسات الوحدة العربية
في المنصب
1975 – الحاضر
محافظ البنك المركزي العراقي
الرئيس عبد السلام عارف
تفاصيل شخصية
وُلِد 1929
الموصل، العراق
توفي 12 مارس 2021
بيروت، لبنان
الجامعة الأم جامعة بغداد (1954)
مدرسة الاقتصاد بلندن
جامعة كمبريدج دكتوراه في الدخل القومي

خير الدين حسيب (أغسطس 1929 - 12 مارس 2021) ، هو مفكر قومي عربي من العراق ، ويشغل منصب المدير العام مركز دراسات الوحدة العربية ومنذ أكثر من ثلاثين عاما ، الذي أنشأه في بيروت سنة 1975.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة

ولد الدكتور خير الدين حسيب في مدينة الموصل بالعراق. نال شهادته الجامعية من بغداد عام 1954، ثم تابع دراساته العليا بالمملكة المتحدة بـ "مدرسة الإقتصاد بلندن" ونال درجة الدكتوراه من جامعة كمبريدج، في المالية العامة.

الولادة كانت في الموصل في آب (أغسطس) 1929. بعد 15 يوماً، توفي والده، فتولى جده وجيه المنطقة رعايته. صار طفل الجدّ المدلل: يحضر مجالسه، ينقل إليه مطالب الأولاد والأحفاد. عائلته الثرية كانت تملك الأراضي والمواشي، لكنّ مرض الجدّ دفعها إلى بيع تلك الممتلكات. حين أنهى خير الدين المرحلة الثانوية، توفي الجد، فاضطر إلى البحث عن عمل للمساعدة في إعالة عائلته، وقَبِل بوظيفة في المتصرفية براتب 11 ديناراً.[1]

لم يلتحق بالجامعة إلّا بعد عامين، على أثر افتتاح قسم مسائي في «كلية التجارة» في بغداد، عام 1950. في السنة الدراسية الأولى، كانت نسبة حضوره قليلة، أمّا في السنوات اللاحقة، فانتقل للعمل في قسم التفتيش الإداري في وزارة الداخلية في العاصمة بغداد، وتخرّج الأول على دفعته. حين ذهب إلى لندن لمتابعة دراسة الماجستير في «مدرسة الاقتصاد في لندن» عام 1954، كانت المرة الأولى التي يغادر فيها العراق. في عاصمة الضباب، نشط بفاعلية في جمعيات الطلابية العربية، حتى صار نائب رئيس «رابطة الطلاب العرب» في بريطانيا.

تحت عنوان «تقدير الدخل القومي في العراق»، عمل على أطروحته لنيل الدكتوراه، ما تطلّب منه دراسة ميدانية. هكذا، عاد إلى بلاده عام 1957، وزار مناطق مختلفة، في مرحلة مثّلت بدايةً للنفوذ الأميركي في العراق. في أحد الأهوار، شاهدَ رجلاً عارياً يزرع الأرز، تحت حرارة تصل إلى أكثر من خمسين درجة مئوية. في هور آخر التقى سكاناً، لم تلحظهم الإحصاءات السكانية الأولى للعراق، وفلاحين لا يملكون حتّى مياهاً نقيةً للشرب. يقول «أثّر هذا النوع من الفقر كثيراً على نظرتي إلى الأمور، وكان بداية لتوجهي التقدمي». هنا، يتوقّف عند كتاب يوسف الصايغ «الخبز مع الكرامة» الذي صار شعار «مركز دراسات الوحدة العربية».

حسيب

ولأنّ حسيب أُوفد لإكمال دراسته في بريطانيا، ضمن بعثة على حساب وزراة النفط، حلّ مكان الموظفين الأجانب في العراق لدى عودته، وعُيّن رئيساً لـ«شعبة الإحصاء والأبحاث» في شركة النفط العراقية... لكنّ الأمور المالية كانت تُبت في لندن، فطلب حسيب من وزير النفط حينها طلعت شيباني نقله إلى جامعة بغداد ليدرّس فيها. عام 1961، اختير مديراً عاماً لاتحاد الصناعة، وفي العام نفسه زار مصر. بعد عودته إلى بغداد، بدأ العمل على مخطط لتشريعات اشتراكية، منها «قانون تأمين البنوك» وتعديل قانون ضريبة الدخل والتركات. بعد ذلك بعامين، وافق على تولي وظيفة «محافظ البنك المركزي». نستمع إلى سيرة حسيب شاباً، فنتذكر ما قرأناه عن العراق «أرض السواد» التي تعيش دوماً على فوهة بركان سياسي. فقد عاصر الرجل تطورات سياسية، بدأت بإطاحة نوري السعيد والنظام الملكي عام 1958، وتولي عبد الكريم قاسم رئاسة أول جمهورية... وما تلى ذلك من صراعات بين البعثيين والشيوعيين، والقوميين، والمعادين للتجربة الناصرية. من تلك الأحداث كلها، يختار حسيب أن يخبرنا عن ليلة 13 تموز (يوليو) 1964، حين التقى بإبراهيم يسري الرجل الثاني في السفارة المصرية في العراق. طلب منه حسيب إبلاغ عبد الناصر أن التشريعات الاشتراكية في العراق ستُعلن في اليوم التالي، وستُنشأ بموجبها مؤسسات اقتصادية. يُحسب لخير دين حسيب الذي كان «حاكماً للمصرف المركزي»، إعطاء قرض لمصر. ويُحسب له أيضاً، دوره المتقدم في النضال ضد سيطرة الشركات الأجنبية على نفط العراق وكبريته وثروته، ومشاركته في محاربة الفساد فيه. كلّ ذلك لم يمنعه من أن يجد نفسه في السجن عام 1968، رغم أنّه لم يكن على خلاف فكري مع التيار الحاكم. تنقّل خلال تسعة أشهر بين أربعة سجون، وذاق جميع أصناف التعذيب، لكن صلابته ساعدته على تحمُّل الآلام.

بعد خروجه من السجن، عاد إلى «جامعة بغداد» ــــ فهو كما يلفت نظرنا يستمتع بمهنة التدريس ــــ لكنّ أصحاب السلطة ضاقوا ذرعاً به. هكذا، شد الرحال عام 1974 إلى بيروت، حيث عُرضت عليه وظيفة في اللجنة الاقتصادية التابعة للأمم المتحدة، وشارك في تأسيس «مركز دراسات الوحدة العربية» الذي أصبح عمره اليوم 31 عاماً. يعتز المدير العام بهذا المركز وبدار نشره، فهو لم يعد يحتاج إلى دعم مالي، بل يعتمد على المبيعات المرتفعة نسبياً لإصدارات المركز في العديد من المعارض العربية.

حين تسأل حسيب عن الانتماء القومي العربي، يذكرك بداية: «أنا من جيل نشأ وعيه على نكبة 1948». يتحدث رجل الاقتصاد عن عروبة حداثية، ثم يضيف: «هناك اتجاه عالمي نحو التكتلات الكبرى، وتشير الدراسات إلى أنّ الكتلة التي تقل عن 300 مليون نسمة لا أمل لها في المنافسة في عصر العولمة». هنا يأسف لغياب السلطة السياسة الديموقراطية التي تسمح للشعوب العربية بالمشاركة واتخاذ القرارات بشأن الوحدة وغيرها من القضايا. حين تسأله عن المستقبل العربي، تخونه صلابته، يتسلل شيء من العاطفة إلى كلامه. تعلو الابتسامة شفتيه، ويشي وجهه بالفرح مستعرضاً التجارب النيرة للمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق. الرجل الذي التقى عبد الناصر مرات عدة، يصمت قليلاً ويضيف أنّه تردد قبل إعداد مذكراته. خاف أن يقرأ الجيل الجديد عن العذابات والمصاعب التي عاناها جيله دفاعاً عن القومية العربية فينصرف عنها.


الحياة العملية

عمل خير الدين حسيب محاضرا في جامعة بغداد في الستينيات والسبعينيات. [2] وشغل بعدها منصب محافظ البنك المركزي العراقي بدرجة وزير، وأصبح في نفس الوقت رئيسا للمؤسسة الاقتصادية العامة في العراق ، التي أشرفت على جميع الانشطة الاقتصادية بعد تأميم المشاريع الكبرى. وكان وراء دراسة اعتمدت كأساس في عملية تأميم النفط بالعراق.

المنظمات الأهلية

منذ 1974 كان خير الدين حسيب خارج العراق ، ولكنه لازال يحتفظ بالجنسية العراقية. وقام في تلك الفترة بتخصيص جهده لإنشاء مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت وذلك في عام 1975. ويقوم المركز بتقديم الدراسات في الموضوعات المتعلقة بمختلف القضايا العربية والسياسية. وباعتباره مديرا عاما لمركز دراسات الوحدة العربية ، أشرف على نشر أكثر من 500 دراسة ، ظهرت بشكل كتب، بيع منها أكثر من مليون نسخة.

ويدير أيضا المجلة الشهرية الهامة: المستقبل العربي منذ 1978 بدون انقطاع. وصدر منها حتى شهر أغسطس عام 2007 ، 342 عددا وقد فاقت في توزيعها مليوني نسخة.

وقام خير الدين حسيب بإنشاء منظمة "المؤتمر القومي العربي"، منذ عام 1990 ، الذي أصبح يضم اليوم قرابة 800عضو من نخبة من المثقفين العرب، بمن فيهم المفكرون والكتاب وكبار السياسيين المخضرمين، ومنهم رؤساء دول وحكومات ووزراء ونواب سابقين. وقد شغل منصب أمينه العام في السنوات الأولى بعد إنشائه.

وكذلك كان بخير الدين حسيب له دورا فعالا في المؤتمر القومي الإسلامي، و المنظمة العربية لحقوق الإنسان , المنظمة العربية للترجمة، المنظمة العربية لمكافحة الفساد، والتي أنشئت مؤخرا في 2004.

تسجيل مرئي

<embed width="480" height="385" quality="high" bgcolor="#000000" name="main" id="main" >http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayer.swf?f=http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayercfg.php?id=ea2f369918c5e1e12bc" allowscriptaccess="always" allowfullscreen="false" type="application/x-shockwave-flash"/>

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ بيسان طي. "خير الدين حسيب: الخبز مع الكرامة... والديموقراطيّة مع القوميّة العربيّة". [[]]. Retrieved 2009-10-16.
  2. ^ iraqs nuclear mirage