تاريخ النوبة

تاريخ النوبة بالهيروغليفية
N17Aa32X1
N18
[1]
Ta-seti
T3-stj
Curved land[1]
O34
X1
Aa32N18
N25
A1
Z2
[2]
Setiu
Stjw
Curved land of the Nubians[2]
N35Hz
t
N25
G21HsM17M17G43A13
N35
G21
HsZ4T14A2

Nehset / Nehsyu / Nehsi
Nḥst / Nḥsyw / Nḥsj
النوبة / Nubians
Nubia NASA-WW places german.jpg
Nubia
نقش على جدران معبد في مدچاي

النوبة هي المنطقة الواقعة في جنوب مصر على طول نهر النيل حتى شمال السودان. تقع معظم النوبة في السودان ويقع ما يوازي 25% منها في مصر.

في العصور القديمة كانت النوبة مملكة مستقلة. وكان وادى الخوىّ، جنوب الشلال الثالث عبارة عن حوض قديم للنيل طوله حوالى 123 كم إلى الشرق من مجرى النيل الحالى. فمنذ الألفية الرابعة ق.م. كان حوضاً زراعياً غنياً ادي لظهور الجنمعات النيوليتية. اكتشف به جبانات كانت تجسيداً على الأرض للتنظيم الاجتماعي لمجتمعاتها إبان الألفية الثالثة ق.م.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النوبة وقدماء المصريين

كان قدماء المصريين يطلقون علي بلاد النوبة بلاد كوش التي تقع من جنوب أسوان وحتي الخرطوم حيث يعيش شعب النوبة ، وحيث قامت ممالك إمتد نفوذها علي وادي النيل بمصر حتي البحر الأبيض المتوسط شمالا . ويرجع تاريخ النوبة للعصر الحجري في عصر ما قبل التاريخ. ففي منطقة الخرطوم وجدت آثار حجرية ترجع لجنس زنجي يختلف عن أي جنس زنجي موجود حاليا .وفي منطقة الشخيناب شمال الخرطوم وجدت آثار ترجع للعصر الحجري الحديث من بينها الفخار والخزف. وكان النوبيون الأوائل يستأنسون الحيوانات.

وفي شمال وادي حلفا بمنطقة خور موسى وجدت آثار تدل علي أن الإنسان في هذه الفترة كان يعيش علي الصيد وجمع الثمار وصيد الأسماك .وكانت الصحراء هناك سافانا أصابها الجفاف في فترة لاحقة. حيث كان النوبيون يمارسون الزراعة. وقد قامت حضارة منذ 10 آلاف سنة في منطقة خور بهان شرقي مدينة أسوان بمصر (الصحراء الآن)، وكان مركزها في مناطق القسطل ووادي العلاقي حيث كان الأفراد يعتمدون في حياتهم على تربية الماشية إلا أن بعض المجموعات نزحت ولأسباب غير معروفة جنوبا وتمركزت في المناطق المجاورة للشلال الثاني حيث اكتسب أفرادها بعض المهارات الزراعية البسيطة نتيجة لاستغلالهم الجروف الطينية والقنوات الموسمية الجافة المتخلفة عن الفيضان في استنبات بعض المحاصيل البسيطة ، مما أسهم في استقرارهم هناك و قيام مجتمعات زراعية غنية على مستوى عال من التنظيم في منطقة القسطل. وهذا يتضح من التقاليد في المناطق الشمالية من النوبة.

وكانت متبعة في دفن الموتى وثراء موجودات المدافن مما يدعو إلى الاعتقاد بوجود ممالك قوية لبس ملوكها التاج الأبيض واتخذوا صقر حورس الشهير رمزا لهم قبل زمن طويل من ملوك الفراعنة في مصر العليا لأن التاج الأبيض وشعار حورس اتخذا فيما بعد رمزا للممالك المصرية التي نشأت في مصر لاحقا ، مما أدى إلى الاعتقاد بان هذا التقليد منشؤه ممالك مصر الفرعونية . ولكن في الواقع فإن وادي النيل الأعلى لم يكن قد عرف بعد الكيانات البشرية المتطورة في تلك الحقبة البعيدة من التاريخ عندما نشأت حضارة المجموعة الأولى كما يبدو من آثارها المنتشرة في المنطقة عندما إحتلت جزءا من وادي النيل امتد من جبل السلسلة ( في مصر العليا ) شمالا وحتى بطن الحجر عند الشلال الثاني في الجنوب .

وكان قدماء المصريون يسمون النوبة آنذاك تا سيتي أي ارض الأقواس نسبة لمهارتهم في الرماية ، و كانت بينهم نزاعات حدودية انتهت باحتلال النوبة للأجزاء الجنوبية من مصر العليا لفترة من الوقت . وساعد انتقال الخبرات النوبية إلى مصر على استقرار المجتمعات البشرية في شمال الوادي وتطورها مما كان له الفضل في قيام الممالك المصرية القديمة لاحقا .

وأهم ما يميز المجموعة الحضارية الأولى أنواع الفخار المميز ذو اللون الوردي والأواني المزركشة بالنقوش، وقد عثر على بعض الأنواع المشابهة لهذا الفخار في مناطق متفرقة من شمال السودان حتى أم درمان. كما تميزت هذه الحقبة بطريقتها المميزة في دفن الموتى حيث كان الميت يدفن في حفرة بيضاوية الشكل على جانبه الأيمن متخذا شكل الجنين ومتجها جهة الغرب.

ومع بدايات توحيد ممالك مصر العليا في مملكة واحدة متحدة واجهت النوبة قوة لا تقهر في الشمال بدأت تهدد وجودها واستقرارها. وبازدياد نفوذ وهيبة المملكة المصرية المتحدة اتجهت أطماعها جنوبا صوب النوبة ، في الوقت الذي بدأت فيه المجموعة الأولى تفقد قوتها العسكرية والاقتصادية مما جعلها عاجزة عن تأمين حدودها الشمالية التي بدأت تتقلص تدريجيا نحو الجنوب ، وقد بدا علامات الضعف والتدهور واضحة في آثار هذه الفترة مما دفع بعض العلماء إلى الاعتقاد بوجود مجموعة أخري تعرف باسم " المجموعة الحضارية الثانية " تلت المجموعة الأولى وكانت أضعف منها نسبيا.

Das Anglo-Ägyptische Kondominium (dunkelrot


مملكة كرمة

وبحلول عام 2900 ق.م أصبحت النوبة السفلى بكاملها تحت السيطرة المصرية وخلت تماما من سكانها بعد تراجعهم جنوبا إلى منطقة النوبة العليا ليختلطوا بحضارة كرمة الوليدة ، وظلت النوبة السفلى بعد ذلك مهجورة لعقود طويلة وانقطعت أخبارها خاصة بعد تعرض آثارها ومدافنها الملوكية للحرق والتدمير من قبل جيوش المملكة المصرية . في نفس الوقت الذي كانت تشهد فيه منطقة أخرى من النوبة ميلاد حضارة جديدة ظهرت بوادرها في منطقة مملكة كرمة 3000 ق.م. – 2400 ق.م. )(مادة). وسيطرت مصر مابين 1950 ق.م وحتي 1700 ق.م. حيث كانت النوبة على امتداد تاريخها الطويل عرضة للاعتداءات المصرية على أطرافها الشمالية . وكان من أهم أسباب هذه الاعتداءات الرغبة في تامين الحدود الجنوبية و تأمين طرق التجارة التي كانت تربط مصر بإفريقيا عبر بلاد النوبة ، بالإضافة إلى الأطماع المصرية في ثروات المنطقة المختلفة.

لهذا تعددت المناوشات المصرية على حدود النوبة منذ عهود ما قبل الأسر في مصر ، واستمرت على امتداد التاريخ النوبي ، وكانت تنتهي في أحيان كثيرة باحتلال أجزاء منها ، خاصة منطقة النوبة السفلى.

وأول محاولة فعلية لاحتلال النوبة كانت في عهد الأسرة المصرية الثانية عشر عندما غزا المصريون النوبة حتى منطقة سمنة وبنوا فيها العديد من الحصون والقلاع لتأمين حدودهم الجنوبية. ومنذ ذلك التاريخ خضعت النوبة للنفوذ المصري لما يقرب من 250 عاما تمكنت خلالها من الاحتفاظ بخصائصها وهويتها الثقافية. وانتهت هذه السيطرة الأولي عندما تفككت المملكة المصريةالوسطى,وضعفت قوتها مما شجع مملكة كرمة على مد نفوذها شمالها وضم كل منطقة النوبة السفلى في عام 1700 ق.م. وكان عصر السيطرة المصرية الثانية منذ 1550 ق.م. وحتي 1100 ق.م. بعد طرد الهكسوس على يد أحمس مؤسس الأسرة الثامنة عشر حيث تجددت الأطماع المصرية في بلاد النوبة ، وتوالت المحاولات لغزو أطرافها الشمالية ، إلى أن تم إخضاع النوبة بكاملها حتى الشلال الرابع في عهد " تحتمس الثالث " وظل حتي 550 م. وعرف بحضارة إكس . عندما بدأت الثقافة النوبية في التغير اثر دخول مجموعات بشرية جديدة لوادي النيل حيث دفن الملوك في مدافن ضخمة مع قرابين من الرعايا والأحصنة والحمير والجمال وغيرها من الحيوانات . وأخبارهم غامضة لا يعرف عنها إلا القليل.

مملكة مروي

وقامت مملكتان في منطقة النوبة هذا العصر وهما مملكة البليمي (عند الإغريق) وهم قبائل سكنت شرق النيل وحتى البحر الأحمر وكان العرب يطلقون عليهم البدجا ومملكة النوباديين وهم القبائل المعروفة بالنوبة الآن. وقد سيطر النوباديين على معظم مصر والنوبة السفلى لدى تفكك الدولة الرومانية ، لكنهم اخرجوا منها فاكتفوا بالسيطرة على النوبة السفلى جنوب أسوان. وتمتيزت البليمي بنوع من الفخار ، وتوجد آثارهم الآن في منطقة كلابشة. بعد انهيار مملكة مروي عام 300 م قامت مملكة النوباديين عام 375 م قرب الحدود السودانية المصرية.

استمر النوباديين في عبادة الآلهة المصرية القديمة ، كما استخدموا الرموز الفرعونية في الكتابة . واتحد النوباديين مع البليمي لمقاومة الغزو المسيحي القادم من الشمال .ووجدت آثار ثراء دلت عليه موجودات معابدهم في القسطل وبلانة والمتألفة من المجوهرات والسيوف الأفريقية والتيجان والأسلحة . وكان المعبود الأول في النوبة هو الإله ابيدماك وهو مصور في آثارهم برأس أسد .وكانت الصناعة الأساسية في مروي هي صناعة الحديد، وقد دلت الحفريات على الأفران التي كانت مستخدمة في صهر الحديد.

مملكة كوش

فراعنة النوبة

بدأ الاحتكاك بالرومان عندما احتل قيصر مصر بعد هزيمة كليوباترا في العام 30 بعد الميلا، عندما أرسل قائده بترونيوس لمنطقة النوبة بهدف السيطرة على مناجم الذهب في عام 24 ميلادي، إلا أن الملكة النوبية أماني ري ناس تصدت له وتمكنت من إلحاق هزائم متلاحقة بجيشة في أسوان والفنتين . ولكن تفوق الجيوش الرومانية لم يمكنها من الصمود طويلا ، فانسحبت إلى الجنوب ليحتل الرومان النوبة السفلى بينما ظلت النوبة العليا تحت سيطرة مملكة مروي . كره النوبيون الرومان، ووجد تمثال لراس القيصر اوغسطس مدفونا تحت عتبة احد المعابد بعد عقد اتفاق مع الرومان في مصر أمكن للنوبة الاستمرار في مناطق أسوان ، مما أدى إلى تسهيل التجارة وانتقال الثقافة والفنون النوبية لمصر . ( أنظر : مروي . نباتة . كرمة .) وفي النوبة تطورت عبادة الإله آمون إلي أشكال آمون التشبهية بالإنسان وبرأس الكبش في المعابد النوبية ولاسيما في مملكة مروي (مادة) حيث ظهر التمثيل التشبيهى الإنسانى لآمون في الآثار الكوشيَّة حتى نهاية مملكة مروى نتيجة إقتباس هذا الشكل من التصوير الإيقونى له في طيبة بمصر ولاسيما عندما كانت كوش خاضعة للملكة الحديثة المصرية . وظهرت هذه الصورة البشرية للإله آمون في الأيقونات المروية المتأخرة.

وتؤكد هذه الصور حرص المصريين علي أن يوجدوا بكوش في جبل البركل عبادة روح (كا) آمون الطيبى، وأنهم إعتبروا آمون النباتي واحداً من الأشكال التعبدية لآمون طيبة بوصفه إله الدولة في مصر. وعد آمون في النوبة كاءً (روح) لآمون في طيبة إنما تدعم الفكرة القائلة بأن عبادته كانت تواصلاً منطقياً لعبادة آمون في مصر. وفي النوبة ظهرت أيقونات Icons لآمون الكبشى الرأس ولاسيما في أيقونات المعبد الرسمى مما يدل أنه أصبح إلها رسميا في عبادات النوبة . لهذا ظهرت تماثيله في شكل آمون الكبشى الرأس مع قرص الشمس والصل على الرأس في أبى سمبل و المعابد السودانية القديمة.وكان آمون في مصر قبل ظهور الأسرة 18 بها ،مرتبطاً بالأوزة أو الحيَّة لكن ليس بالكبش أبداً. الكشف في مقابر كرمة عن قرابين حملان، ونعاج، وكباش متوجة بموضوعات كروية أو بريش نعام بدأت تشير إلى أن تلك الحيوانات قد تكون ألهمت الشكل الكبشي الجديد لآمون . فقبل الإحتلال المصرى ظهرت عبادة محلية للكبش في النوبة ولاسيما في كرمة (مادة) .وظهور آمون كبشى الرأس يرمز لإتحاد آله مصر آمون مع إله كوش الكبش .وهذا الإتحاد أدي إلى خلق أشكال جديدة لآمون.

فظهرت في الإيقونات الرسمية والتماثيل منذ حكم الرعامسة في شكل آمون كبشى الرأس في كل من كوش ومصر. وتطورت عبادة آمون بعد دخولها للنوبة. ففي معبد أبوسمبل يلاحظ صل ضخم امام آمون .وهذاالشكل لم يلاحظ في المعابد المصرية . وأصبح الصل الضخم سمة نوبية مميزة لآمون في البيئة السودانية . و ظل آمون الكبشي معبودا محليا للنوبة ، بينما ظل آمون البشري معبودا بمصر الفرعونية .وعبادة آمون في النوبة تمَّ تطويرها عبر إستعارة العديد من الأفكار والسمات الإيقونية من الثيولوجيا المصرية؛ لكنه على كل ومع مرور الوقت تمَّ نسيان الأصل المصرى لآمون، وإختفت الكثير من أشكاله المصرية ووضع العديد من الصور الإيقونية الجديدة لآمون كوش (مادة) الكبشي في المعابد والبيئة السودانيَّة القديمة.

والتشابه القوى بين صور آمون في مصر والنوبة كانت سبباً للتاثير المتبادل وللإحلال المتبادل القادم من الجانبين. مارس آمون الكوشى تأثيراً على عبادة آمون في مصر. أتاح الخلق الجديد إمكان تركيب نظاماً ميثولوجياً جديداً عكس نزعات تطور الدولة السودانية القديمة. ومن ثم نجد أن العبادة بالنوبة كانت مرتبطة بتطور العبادات الفرعونية بمصر .لهذا مرت بمراحل مختلفة . ففي عهد أمنوحتب الأول أعاد إحتلال النوبة السفلي وشيد هياكل بالقلاع المصرية للإله حورس Horus ولما توسع بعد الشلال الثاني أوجد معبودا جديدا سماه حورس سيد النوبة . وأيام حكم حتشبسوت وتحتمس الثالث وأمنحوتب الثاني أدخلت معابد جديدة بالقلاع وخارجها ومن بينها المعبد المزدوج لآمون – رع ،و رع – حارختي . وتم إدماج حورس سيد النوبة مع آمون – رع . وغيرها من الآلهة الإندماجية التي صورت مراحلها علي المعابد المصورة ، وفي عهد رمسيس الثاني انتشرت صور لعبادة الملك وبجواره الآلهة الثلاثة الرسمية آمون – رع ، ورع - حاراختى، وبتاح - تاتجينان ، مع إنتشار الأشكال المقدسة للحاكم. . ففى أواخر الأسرة 18 والأسرة 19، اعتبر آمون-رع في النوبة بجنوب الشلال الثانى معبوداً رئيساً, حيث صورت آلهة مصر وآمون في المقدمة و يتبعه آلهة حورس في النوبة. وتعتبر الأربع مدن الكوشية الرئيسية القديمة مدنا حضارية حيث كان يمارس بها الطقوس الدينية. ينقسم النوبيين الحاليين إلى الكنوز، والفديجا، وأيضا نوبيين جبال النوبة.

النوبة القبطية

دخلت المسيحية إلي بلاد النوبة منذ القرن الأول الميلادي. ويذكر العلامة أوريجانوس إن القديس متي هو أول من بشر بالمسيحية السودان، ثم إثيوبيا، ويذكر أيضاً أن أول مسيحي سوداني كان من حاشية الملكة كنداكة، الملكة الأم في مملكة مروي عام 37.[3]

ويمكن تقسيم المراحل التي مرت بها النوبة القبطية إلى ثلاث مراحل:

  • العصر المسيحي المبكر، من منتصف القرن السادس إلى حوالي منتصف القرن التاسع، وكان عصراً انتقالياً نقلت فيه النوبة انجازات الحضارات المجاورة لها.
  • عصر الرخاء والازدهار، من منتصف القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن الثاني عشر، وكان عصر تميز بالرخاء والاستقرار وازدهر فيه البناء والفنون بتأثيرات خارجية وخاصة من مصر.
  • العصر المسيحي المتأخر، وكان عصر امضحلال من حوالي منتصف القرن الثاني عشر حتى سقوك آخر الممالك النوبية في منتصف القرن الرابع عشر، وفيه انعزلت الحضارة النوبية وقامت فيه صراحات داخلية وكانت تحت حكم القوى الخارجية.

وبدء الدخول الرسمي للمسيحية في السودان في عهد الإمبراطور جستنيان الذي حكم (527-565) وكان علي المذهب الكاثوليكي وكانت زوجته الإمبراطورة ثيودورا تؤمن بالمذهب الأرثوذكسي وكان الإمبراطور ينوي إرسال بعثة تبشيرية ولكن سبقته الإمبراطورة وأرسلت بعثة يقودها الكاهن يوليانوس الذي نشر المسيحية وشرح نصوصها علي المذهب الأرثوذكسي ونتج عن ذلك إعتناق ملك النوبة وزوجته المسيحية ونستدل من ذلك علي إن البعثات التبشرية بدأت من الكنيسة القبطية وتركت أثارها هناك حيث تكتب اللغة النوبية بالأحرف القبطية مع زيادة ثلاث أحرف كما بينا سابقا ومن المعروف أنه عند وصول المسيحية كانت هناك ثلاث ممالك مسيحية تمتد من الشلال الأول وحتي منطقة سوبا الحالية والقريبة من الخرطوم وهذه الممالك هي:

وإعتنقت مملكة نوباتيا وعلوة المسيحية علي المذهب الأرثوذكسي بينما إعتنقت مملكة المقرة المذهب الكاثوليكي علي أيدي البعثة التبشرية التي أرسلها جوستنيان ثم حدث إن توحدت نوباتيا وعلوة وغابت الكنيسة الغربية عن الساحة فتحولت مملكة المقرة للمذهب الأرثوذكسي. وبعد وفاة يوليانوس تم رسامة لونجينوس أسقفا علي للنوبة عام 566 الذي تحول علي يدي أهل المقرة للمذهب الارثوذكسي. وازداد عدد الأبرشيات حتي بلغ 17 أبرشية وكانت تعين لهم بابوية الإسكندرية الأساقفة. ويقول المؤرخ حنا السوري إن عدد الكنائس كان مائة وخمسين كنيسة بمملكة علوة. ويقول أبو صالح الأرمني أنه في منتصف القرن الثالث عشر كان عدد الكنائس في مملكة علوة 400 كنيسة.

ويذكر التاريخ إن ملوك النوبة كانوا حماة للكنيسة القبطية ففي عهد البابا خائيل البطريرك الواحد والأربعين طالبة حاكم البلاد المصرية وهو حفص بن الوليد بأموال كثيرة وسافر البابا للصعيد لجمع الاموال وعندما علم الملك قرياقوص ملك النوبة (744-768) قدم علي رأس مائة ألف من الفرسان ومثلها من الجمال ولما سمع والي مصر طلب من البابا أن يكتب للملك ان يرجع علي أن لن يعود ان يطلب من أموال مرة اخري وقد كان.

بعد دخول العرب مصر لم يستطيعوا السيطرة علي السودان ولكنهم لم يأسسوا فعاودوا حملاتهم علي الجنوب حتي وقعت مدينة بعد الأخري في أيديهم. وجاء الأتراك لينهوا علي البقية الباقية وقاموا بعزل كل حاكم مسيحي حتي لو كان حكمة علي قرية صغيرة وتعيين حاكم مسلم بدلا منه. وأنحسرت المسيحية في السودان وبقيت مجرد أثار في المتحف السودان القومي والمتاحف بالخارج.

النوبة الإسلامية

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

دخول الإسلام

لما فُتحت مصر، بعث عمرو بن العاص، عقبة بن نافع الفهرى إلى بلاد النوبة ليدعو أهلها إلى الإسلام، فلقى من أهل النوبة قتالاً شديداً، ورمى أهل النوبة المسلمين بالنَّبْل وكانوا فيه ذوى مهارة عالية فكثرت إصابات المسلمين، وفقد عدد منهم أعينهم، حتى أطلقوا على أهل النوبة رماة الحَدَقِِ لكثرة من أصيب من المسلمين، يومئذٍ، في عينه.[4]

وتوالت محاولات المسلمين لدخول النوبة، لكنها استعصت على الفتح نحو عشر سنين. ثم كانت ولاية عبد الله بن سعد بن أبي سرح لمصر في عهد الخليفة الراشد الثالث، عثمان بن عفان فغزا النوبة وقاتل أهلها، حتى سألوه الصلح والموادعة، فأجابهم إلى هدنة اتُفِقَ فيها على أن يدفع أهل النوبة إلى المسلمين، ويدفع المسلمون إلى أهل النوبة، أموالاً متقابلة في كل سنة، وكان هذا الصلح في رمضان سنة 31 هـ وبه دخل الإسلام النوبة، فلم يمض إلا زمن قليل ليسلم أهل النوبة كلهم، وكان صلح عبد الله بن سعد بن أبي سرح مع أهلها فتحاً حقيقياً أبقى من كل قتال سبقه بين النوبة وبين المسلمين.

وقد روى أن المسلمين لم يروا قوما أشد في الحرب من أهل النوبة، ولا أمهر منهم في الرمى. قال أحد المقاتلين في حصار النوبة في زمن عمر بن الخطاب: «لقد رأيت أحدهم يقول للمسلم أين تحب أن أضع سهمى منك؟ فربما عبث الفتى منا (أى من المسلمين) فقال في مكان كذا، فلا يخطئه النوبى».

وأورد العلامة محمد حميد الله الحيدر آبادي نص المعاهدة بين عبد الله بن أبي سرح وبين أهل النوبة في كتابه "مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوى والخلافة الراشدة"، ومما جاء في هذه المعاهدة تحديد مساحة النوبة وأنها من جنوب أسوان إلى أرض علوة، وأن الأمان والهدنة يجريان بينهم وبين المسلمين ممن جاورهم من أهل صعيد مصر، وغيرهم من المسلمين وأهل الذمة، وأنهم آمنون بأمان الله وأمان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم لا يحاربهم المسلمون ولا يُعِدُّون لحربهم ولا يَغْزُونَهُم، وأن لكل من الفريقين أن يدخل بلد الآخر دون أن يقيم فيها، وأن على أهل النوبة حفظ من نزل بلدهم أو مر به من مسلم أو معاهد حتى يخرج عنهم، وعليهم أن يحفظوا المسجد الذى أنشأه المسلمون في مدينتهم ولا يمنعوا منه مصلياً (وهو مسجد أنشأه بعض من كان يمر ببلاد النوبة للتجارة وغيرها في غير أوقات الحرب بينهم وبين المسلمين، واتخذ مع الوقت مقرا لكل من يدخل من المسلمين بلاد النوبة). ثم ذكرت الوثيقة الأموال التى يتبادلها الطرفان في أثناء سريان هذه الهدنة.

والأصل أن الهدنة مؤقتة وأنها قابلة للتجديد، لكن التاريخ لا يحدثنا بشىء عن تجديد العهد مع أهل النوبة، إذ إن الزمن لم يَطُلْ بهم حتى دخلوا في الإسلام جميعا.

والثابت أن المسلمين صالحوا أهل النوبة على غير جزية، وإنما على هدايا يتبادلها الفريقان، بقيم متساوية، في كل عام.

اتفاقية البقط

بدأ تاريخ النوبة الحديث مع غزو العثمانيين لمصر عام 1751 بعد الانتصار الذي أحرزه السلطان سليم الأول على المماليك في موقعة الريدانية، وبانتهاء حكم المماليك خضعت مصر ومعها النوبة للحكم العثماني، وقد عين سليم الأول حكاماً على النوبة أقاموا الحصون في أسوان وابريم وجزيرة صاي وغيرها من المواقع ووضع فيها حاميات من جنود البوسنة ومن سلالة هؤلاء لا يزال يوجد بعض النوبيين الذين يتميزون ببشرتهم البيضاء.[5]

مع ضعف الحكم العثماني خاصة في القرن الثامن عشر الميلادي زاد نفوذ المماليك الذين كانوا حكاما للسناجق في العصر العثماني وكانوا حكاما للبلاد قبل مجيء العثمانيين وأعرف الناس بشئونها فآلت إليهم أمور الحكم ومع تطلع هؤلاء الى السيطرة عانت النوبة مما عانته مصر من اضطراب نتيجة الصراع بين امراء المماليك بعضهم البعض من ناحية وبينهم وبين السلطة العثمانية من ناحية أخرى خاصة في منتصف القرن الثامن عشر في الفترة التي سيطر فيها على مصر إبراهيم بك ومراد بك (1775ـ1798). واستمر ذلك الاضطراب والنزاع بين زعماء المماليك على الحكم حتى كانت حملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798.

فتحت الحملة الفرنسية على مصر صفحة جديدة في تاريخ مصر والنوبة وأفريقيا بصفة عامة. فقد كانت أول حملة أوروبية على العالمين العربي والإسلامي في العصر الحديث. وجاءت بعلمائها المزودين بكل ما يحتاجه البحث العلمي من كتب وآلات علمية وأدوات. وقد حرصوا في بحوثهم ودراساتهم على كشف النقاب عن تاريخ وآثار البلاد التى وقعت في قبضتهم، وبحثوا في مناخها وطبيعتها وحيواناتها وأجناسها وعادات أهلها.وقد زار علماء الحملة الفرنسية صعيد مصر وبلاد النوبة وجاءت دراستهم في كتاب وصف مصر الذي انتهى العمل فيه عام 1822، وتضمن دراسة النوبة والنوبيين وضعها العالم الفرنسي كوستاز تحدث فيها عن موقع بلاد النوبة الذي حدده بين مصر ومملكة سنار،وتَحدث عن سكانها وميزهم عمن جاورهم من شعوب سواء مصر في الشمال وزنوج سنار في الجنوب والقبائل المتجولة حولهم في الصحراوات الواقعة شرق النيل وغربه ،وقد وصف الشلال عند أسوان بأنه ليس شلالا لعدم وجود مساقط مائيه كثيرة ووصف وسائل انتقال النوبيين وتجارتهم مع مصر التى كانت تعتمد على المقايضة كما ذكر خضوع النوبة للسيطرة العثمانية وكان النوبيون يؤدون للسلطان ضريبة من التمور والرقيق الذين كانوا يشترونهم من قوافل سنار وكانوا لا يسترقون مطلقا رجالا من أبناء جلدتهم ووصف طبائع النوبيين ومعيشتهم السلمية مع من جاورهم ولطافة معشرهم واستقامتهم ووصفهم بالأمانة والإخلاص وتمسكهم الشديد بالدين الإسلامي مما جعلهم محلا للثقة وتحدث عن ملابسهم وعاداتهم ولغتهم وقارن بينها وبين العربية، غير أنه لم يجمع عن لغتهم المعلومات الكافية كي يقارن بينها وبين اللغات واللهجات الأفريقية الأخرى. وأهمية هذه الدراسة في كتاب وصف مصر تمكن في إنها ألقت الضوء للقارئ الأوروبي على بلاد النوبة التى كانت مجهولة بالنسبة لهم.

إمرأة نوبية ح. 1900

تتابع المسكتشفون والرحالة الى بلاد النوبة بعد الحملة الفرنسية، ومن الدراسات الهامة تلك التى كتبها الرحالة السويسري بوخارت بعنوان رحلات في النوبة والتي نشرت في لندن سنة 1819 بعد أن جاء الى مصر عام 1812. وترجع أهمية الدراسة في انها تعطى صورة صادقة الى حد كبير عن المجتمع النوبي وعن حياة العبابدة والبشارية في أوائل القرن العشرين ووصف بوخارت كثيرا من آثار النوبة ومعابدها وتحدث عن أصل النوبيين وأحوال معيشتهم وأوضحت دراسته الكثير مما كان غامضا آنذاك عن النوبة.

عندما وثب محمد علي على سدة الحكم في مصر عام 1805 تطلع الى فتح السودان فدخلت النوبة وسنار وكردفان في حوزة مصر فيما بين 1820-1823 . ويذكر المؤرخون دوافع عدة لفتح النوبة والسودان منها رغبة محمد على في تجنيد النوبيين والسودانيين في الجيش المصري النظامي لما اشتهروا من الشجاعة والصبر والطاعة ورغبته في التخلص من الفرق الباقية من غزوته لجزيرة العرب، وكذلك رغبته في القضاء نهائيا على المماليك الذين لجأوا الى النوبة بعد مذبحة القلعة فضلا عن رغبته في الاستحواذ على ذهب النوبة.وقد تقدم بنفسه عام 1815 على رأس الجيش الذي وصل الى دنقلة وقضى على فلول المماليك بها وأعلنت بلاد النوبة ولائها للحكم المصري .وزار محمد على النوبة مرة أخرى في أكتوبر 1838 وحقق الفتح المصري في بلاد النوبة والصعيد ونظر المصريون للسودان والنوبة كجزء لا يتجزا من مصر ووصلت حدود مصر الجنوبية الى جزيرة صاى.

بعد حروب محمد على مع السلطان العثماني وتدخل الدول الأوروبية الكبرى الذي انتهى بتسوية لندن المعروفة 1840 وفرمان فبراير 1841 وتأكيد اعتبار مصر ولاية تابعة للسلطان العثماني، ظل شطرالوادى الجنوبي مثل شطره الشمالي مقاطعة من مقاطعات الدولة العثمانية. وعانت بلاد النوبة والسودان من تلك التسوية باعتبارهما ملحقات لمصر، وجاء الى بلاد النوبة الرحالة والمستكشفون والتجار والمغامرون من الأجانب للانتفاع بالمزايا التى كفلتها لهم تلك التسوية، فجاء المستكشفون مع حملة إسماعيل بن محمد على وجاء التجار لاقتناص الرقيق وجمع العاج والتربح منه. عندما اشتعلت نيران الثورة المهدية في السودان قدر لبلاد النوبة أن تكون ميدانا للمعارك بين جيوش الدراويش من اتباع الثورة وبين الجيش المصري الذي أرسل لاسترجاع السودان تحت قيادة ضباط إنجليز. فانتهت الحملة بموقعة توشكى في أغسطس 1889، وتشتت جيش الدراويش وسعت إنجلترا الى استرجاع دنقلة وبقيت السودان ،وانتهت الأمور بالاتفاق الثنائي بين الحكومتين المصرية والإنجليزية في 19 يناير، وهو الاتفاق الذي أضر بوحدة السودان ومصر معا، حيث انفردت إنجلترا في الواقع بحكم السودان لتستغل مصادر الثروة فيه لمصلحتها الذاتية. وقد أضر الاتفاق كذلك بوحدة بلاد النوبة السياسية وقسمها الى قسمين رئيسيين :النوبة السودانية(النوبة العليا)وتمتد داخل السودان،والنوبة المصرية (النوبة السفلى)تمتدمن الحدود السودانية حتى أسوان هنا بالرغم من أن البلاد بقسميها تمثل وحدة جغرافية متميزة يسكنها شعب متماثل عرقيا وثقافيا واجتماعيا.

النوبة المعاصرة

تعلية سد خزان أسوان

كانت بداية هجرة أول نوبي مع بناء خزان أسوان عام ‏1902‏ الذي ارتفع معه منسوب المياه خلف الخزان ليغرق عشر قري نوبية وتحمل أهالي هذه القري وحدهم آثار بناء الخزان وقاموا بالهجرة طواعية ودون طلب من أحد فانتقلوا إلي قري في البر الغربي وإلي مختلف محافظات مصر، وبعد ذلك حدثت التعلية الأولي للخزان عام ‏1912‏ وارتفع منسوب المياه وأغرق ثماني قري أخري هي قورته والعلاقي والسيالة والمحرقة والمضيق والسبوع ووادي العرب وشاترمه، وبعد ذلك جاءت التعلية الثانية للخزان عام‏1933‏ وأغرقت معها عشر قري أخري وفي الخمسينيات بدأت الدراسات لإقامة السد العالي وتم ترحيل أهالي النوبة خلف السد عام ‏1963‏ إلي هضبة كوم أمبو‏.‏

وكانت لهجرة أبناء النوبة تبعات فقد بدأت مشاكلها مع بداية الحصر عام ‏1960‏ الذي صنفهم ما بين مقيم ومغترب وتم نقل ‏42‏ قرية بنفس أسمائها القديمة وأقيمت وحدات صحية وتعليمية وتم امدادها بالمرافق التي لم تكن موجودة في النوبة القديمة وهناك شكوي حاليا من أن البيوت لم تعد تتناسب معهم خاصة أن الأبناء يحتاجون إلي مساكن جديدة فبعد أن كانت تعيش الأسرة في بيت لا تقل مساحته عن الألف متر مربع بخلاف الأرض الواسعة التي كانوا يمتلكونها أصبحت كل أسرة تمتلك بيتا مكونا من حجرة واحدة أو أربع حجرات علي حسب عدد أفرادها‏.‏

نقل قرى النوبة والتهجير

أغلب قري النوبة التي هجرت تم نقلها إلي مركز نصر النوبة في صحراء كوم أمبو‏، الذي ما إن تصل إليه حتي تلاحظ معالم التنمية بكافة أشكالها فالشوارع الرئيسية مرصوفة والفرعية ممهدة تماما والبيوت تحتفظ بالروح النوبية مع أنها ليست مثل البيوت القديمة من حيث الشكل لكنها بنيت بطرز مختلفة وأغلبها من دور واحد وبعضها تم تطويره وتعليته لأكثر من دور وجميعها مقامة علي صف واحد ولا يوجد بها أي تشوه عمراني‏،‏ وأمام كل منزل عمود إنارة وبكل قرية وحدة صحية ومدرسة أو مجمع مدارس‏،‏ والنظافة العامة سمة من سمات القري النوبية الجديدة فالزرع الأخضر في كل مكان أمام البيوت وفي الشوارع‏.

انظر أيضا

حركات سياسية


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

  1. ^ أ ب >Elmar Edel: Zu den Inschriften auf den Jahreszeitenreliefs der "Weltkammer" aus dem Sonnenheiligtum des Niuserre, Teil 2. In: Nachrichten der Akademie der Wissenschaften in Göttingen, Nr. 5. Vandenhoeck & Ruprecht, Göttingen 1964, p. 118–119.
  2. ^ أ ب Christian Leitz et.al.: Lexikon der ägyptischen Götter und Götterbezeichnungen, Bd. 6: H̱-s. Peeters, Leuven 2002, ISBN 90-429-1151-4, p. 697.
  3. ^ "تاريخ الأقباط في أرض كوش". المنتدى النوبي العالمي. 2010-08-03. Retrieved 2012-08-04.
  4. ^ محمد سليم العوا (2013-08-26). "دخول الإسلام النوبة". جريدة المصري اليوم. Retrieved 2013-04-03.
  5. ^ "تاريخ النوبة الحديث". ملتقى المسافرون العرب. 2010-10-30. Retrieved 2012-08-04.

وصلات خارجية