سميراميده

(تم التحويل من Semiramide)

سميراميده Semiramide ترى ما الذي فتن الكتّاب والموسيقيين، منذ عصر النهضة الإيطالي، وحتى القرن العشرين، في شخصية ملكة بابل سميراميس، حتى جعلوا منها بطلة الكثير من الأعمال المسرحية والأوبرالية؟ وسميراميس التي قدمها هؤلاء على هذا النحو هل بقي لها، في نهاية الأمر، أية علاقة بسميراميس الحقيقية التاريخية التي عاشت فعلاً، وحكمت فعلاً، ويقول لنا التاريخ إن بابل عرفت في زمنها ازدهاراً كبيراً؟[1]


إذا كان من الصعب معرفة الجواب اليقين عن السؤال الأول، فإن الإجابة عن السؤال الثاني كفيلة بأن تعطي المفاتيح لمحاولة الإجابة عن الأول: فالحقيقة أن سميراميس الأدب والموسيقى تبدو في نهاية الأمر بعيدة كل البعد عما يمكن التاريخ أن يحكيه لنا بصدد صاحبة الجنائن المعلقة. فإذا كان واحد من الأسباب التي حركت قرائح ومخيّلات المبدعين حول سميراميس، كونها كانت أولى نساء التاريخ بالمعنى الذي يمكن «أن نفهمه» من ذلك (القوة العاطفية المشبوبة، محاولة السيطرة، سلوك دروب المكر، الندية مع الرجال، في استئناف للفعل الذي كانت أمنا حواء نفسها شرعت به حين سيطرت على آدم عبر إغوائه ونقلته من نعيم الفردوس إلى الواقع الدنيوي)، من المؤكد أن الأسطورة المتراكمة التي خلقت سميراميس من جديد، بعيدة تماماً من حقيقتها التاريخية لتبدو أشبه باختصار لصور المرأة الكثيرة وقد تراكمت في مخيلات الذكور، من دون نسيان جعلها في نهاية الأمر تنال عقابها (على فعلتها) بل بالأحرى على ما هي كائنته، طالما أن الأسطورة لا تجعل سميراميس استثناء، حالاً خاصة، بل تجعلها رامزة إلى المرأة ككل. فهل علينا أن نتجاوز هذا كثيراً للعثور على ما فتن المبدعين في تلك الشخصية؟ وهل علينا أن نغوص في مقارنات تاريخية/ فنية حتى «نكتشف» ما تبقى من سميراميس الحقيقية تحت قناع سميراميس الأسطورة؟ مهما يكن من الأمر، علينا أن نلاحظ أيضاً أن سميراميس عبرت الآداب والفنون تحت أقنعة أخرى وبأسماء أخرى أيضاً. ألم تكن هي، أيضاً، أم هاملت على سبيل المثال لا الحصر؟ وفي هذا المعنى أفلا يمكننا الحديث عن كون مرونة الشخصية وقدرتها على ارتداء كل الثياب والأقنعة، أمرين أساسيين لجعلها كبش محرقة يعبّر التعاطي معه عن نظرة الرجل إلى المرأة باعتبارها أساس الشرور؟

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نبذة

لقد قدّمت سميراميس، فنياً وأدبياً، بصفتها الشر المطلق، ولم يشذّ عن هذه القاعدة حتى مبدعون رجال عرفوا بعدم عدائهم المطلق للمرأة، مثل فولتير وروسيني: الأول في تراجيديا كتبها باكراً خلال حياته، والثاني في أوبرا هي الأشهر بين أعماله، واقتبست أصلاً من تراجيديا فولتير، من طريق نص كتبه غايتانو روسي. صحيح أن أوبرا روسيني هذه لم تكن الأولى المخصصة لسميراميس، سبقه إلى ذلك كثيرون مثل فرانشيسكو ساكراتي، ومارك أنطونيو تشيستي، وحتى فيفالدي (الذي قدم عمله للمرة الأولى في مانتوفا عام 1732) وصولاً إلى ابن القرن العشرين فلوران شميت الذي كتب حول «حكاية» سميراميس مغناة لم تنل حظها من الشهرة. غير أن عمل روسيني يظل الأفضل، موسيقياً على الأقل، وهو الوحيد - تقريباً - الذي لا يزال حياً ويقدم، ومن أشهر مقدميه خلال النصف الثاني من القرن العشرين، المغنية الرائعة مونتسيرا كاباليه.

نبذة

تحكي أوبرا روسيني التي تتألف من فصلين، وتعرف بالإيطالية باسم «سميراميدي»، الحكاية المتخيّلة نفسها التي تحكيها بقية الأعمال المشابهة، حتى وإن كانت حبكتها أكثر بساطة من حبكة تلك الأعمال، ذلك أن روسيني لم يشأ إثقال عمله بالحكايات الجانبية. كانت غايته التركيز على شخصية سميراميس وإعطاء الفرصة لنفسه لكي يركز على العمل الموسيقي أكثر من تركيزه على الأبعاد التراجيدية المسرحية. هكذا، نجدنا هنا في معبد بعل في بابل حيث يطالعنا الكاهن أوروي وهو يرجو الآلهة الانتقام لمقتل الملك نينو. وفي الوقت نفسه يكون على أرملة الملك، سميراميس، أن تختار من يخلف الزوج القتيل على العرش، من بين الكثير من المتطلّعين إلى ذلك، والذين يعرفون أن وصولهم إلى العرش معناه في الوقت نفسه الاقتران بالأميرة الحسناء، آزيما، ابنة الملك القتيل من زوجته سميراميس. ومن بين الطامحين هناك آرزاتشي، قائد العسكر وآشور قائد الحرس وإيدرينو ملك الهند. لكن آزيما، كما سنعرف، تميل في هواها إلى قائد العسكر، وهو الشخص نفسه الذي تحبه أمها سميراميس. وهذه الأخيرة، حين يتنبأ لها العراف بأن السماء تعدها بالسلام والسعادة والزواج من جديد، تبدو على يقين من أن إشارة السماء معناها أنها ستتزوج هي من آرزاتشي بعدما تمضي فترة الحداد على زوجها.

هكذا، تعلن أمام ضريح زوجها الراحل أنها ستزوج ابنتها بأدرينو، بينما ستتزوج هي بآرزاتشي. وهنا يحدث ما يقلب مخططاتها كلها: تندلع العاصفة وينفتح القبر ليخرج منه شبح الملك نينو معلناً أن آرزاتشي لن يصبح ملكاً إلا بعدما يقدم ضحية في ضريح أبيه، في تلك الليلة. وفيما سميراميس جالسة في جناحها مع آشور قائد الحرس يتذاكران قتلهما المشترك للملك، يقوم الكاهن أوروي في المعبد بإخبار آرزاتشي حقيقة لم يكن هذا الأخير يعرف عنها شيئاً: حقيقة هويته. فالحال أن آرزاتشي ليس سوى ابن سميراميس ونينو، الابن الذي حاول القائد آشور قتله بالسمّ خوفاً من أن يطالب، لنفسه حين يكبر، بعرش يريد آشور الحصول عليه شراكة مع الزوجة الخائنة سميراميس. والذي حدث هو أن نينو قبل موته، وإذ اكتشف حقيقة المؤامرة، أرسل إلى أعوان له رسالة شرح فيها كل ما حدث، عاهداً إليهم بالأمير الشاب الذي يجب أن يربّى لكي ينتقم لأبيه يوماً. هكذا، ترعرع الأمير الشاب بعيداً من بابل، حتى شبّ عن الطوق، فأرسله حاميه إلى معبد بعل محملاً إياه صندوقاً فيه تاج وسيف ورسالة من أبيه. وها هو الآن قد عاد إلى بابل في الوقت نفسه الذي كانت فيه أمه تستعد للاقتران بآشور. وحين يصل وتمكنه مآثره التي يبديها من تسنّم المنصب العسكري الكبير، تميل سميراميس، إلى القبول به زوجاً لابنتها من دون أن تعرف، طبعاً، أنه ابنها. هكذا، بعد ذلك حين يظهر شبح الملك المقتول، يتولى الكاهن كشف الحقيقة لآرزاتشي معلناً إياه ملكاً على بابل. ويبقى الانتقام: يستعد آرزاتشي للنزول إلى قلب الضريح، لكن آشور يكون قد سبقه إلى هناك وقد خطط لقتله. وإذ تعرف سميراميس الحقيقة تنزل بدورها إلى الضريح بغية حماية ابنها. وهناك إذ ينقضّ آرزاتشي على آشور راغباً في قتله، يصطدم بأمه فيقتلها سيفه المشرع معتقداً، في الظلام، أنها آشور. وإذ يكتشف خطأه وهنا يحاول قتل نفسه عقاباً لما اقترفه، غير أن الكاهن يتدخل مانعاً إياه من ذلك، فيما الشعب في الخارج يتظاهر معلناً أن آرزاتشي هو الآن ملك البلاد، بينما يقبض الحرس على الخائن آشور لإعدامه.

قدّمت أوبرا «سميراميس» لروسيني، للمرة الأولى في البندقية في عام 1823، وسط مناخ كان القوم يهرعون فيه إلى مشاهدة كل ما له علاقة بالشرق البعيد وحكاياته المعقدة. ومع هذا لم تحقق هذه الأوبرا، أول الأمر، النجاح الذي كان مؤلفها يتمناه لها... غير أن ما إن مرت السنوات، وحتى بعدما استخدم روسيني ألحانها ليقدم بها عملاً آخر له، عادت الأوبرا ونجحت وصارت، في كل مرة تقدم فيها تلقى إقبالاً كبيراً.

وكان روسيني حين كتبها في الحادية والثلاثين من عمره. ومع هذا كانت أعمال سابقة له قد حققت شهرته الكبيرة، ومن أبرزها، طبعاً «حلاق إشبيليا» و «سندريلا» و «قورش في بابل» و «سيدة البحيرة» و «ويليام تل» ،وخصوصاً «الإيطالية في الجزائر» التي تلامس، كما حال «سميراميس» و «قورش في بابل» و «ممر البحر الأحمر»، عالم الشرق والأساطير القديمة فيه. وإذا كان من الصعب ذكر أعمال جاكومو روسيني (1792 - 1868) كلها، فيمكن القول إنه كان الأغزر بين مجايليه، ويعتبر ثاني أكبر مؤلف للأوبرا في إيطاليا بعد فيردي.

الأدوار

Role Voice type Premiere cast, February 3, 1823
(Conductor: Antonio Cammerra)
Semiramide, Queen of Babylon, widow of King Nino soprano Isabella Colbran
Arsace, Commander of the Assyrian army contralto Rosa Mariani
Assur, a prince, descendant of Baal bass Filippo Galli
Idreno, an Indian king tenor John Sinclair
Oroe, high priest of the Magi bass Luciano Mariani
Azema, a princess, descendant of Baal soprano Matilde Spagna
Mitrane, Captain of the Guard tenor Gaetano Rambaldi
Nino's Ghost bass Natale Ciolli

تسجيلات

Year Cast
(Semiramide, Arssace, Assur, Idreno)
Conductor,
Opera House and Orchestra
Label[2]
1965/66 Joan Sutherland,
Marilyn Horne,
Joseph Rouleau,
John Serge
Richard Bonynge,
London Symphony Orchestra and the Ambrosian Opera Chorus
CD: Decca
Cat: 475 7918
1980 Montserrat Caballé,
Marilyn Horne,
Samuel Ramey,
Francisco Araiza
Jesús López Cobos,
Scottish Chamber Orchestra and Aix en Provence Festival Chorus
(Audio and video recordings of performance(s) at the Aix-en-Provence Festival
CD: Premiere Opera Ltd,
Cat: CDNO 161-2
DVD: Encore
DVD 2258
1990 June Anderson,
Marilyn Horne,
Samuel Ramey,
Stanford Olsen
James Conlon,
Metropolitan Opera Orchestra and Chorus
(Audio and video recording of a performance at the MET)
CD: Celestial Audio
Cat: CA 135;
DVD: ArtHaus Musik
Cat: 100 222
1992 Iano Tamar,
Gloria Scalchi,
Michele Pertusi,
Gregory Kunde
Alberto Zedda,
Orchestra of the Teatro Communale, Bologna and Prague Philharmonic Chorus
(Recording of the critical edition at a performance at the Pesaro Festival)[3]
CD: Ricordi/Fonit Cetra
Cat: RFCD 2018
1992 Cheryl Studer,
Jennifer Larmore,
Samuel Ramey,
Frank Lopardo
Ion Marin,
London Symphony Orchestra and Ambrosian Opera Chorus
CD: Deutsche Grammophon
Cat: 437 797-2
1998 Edita Gruberová,
Bernadette Manca di Nissa,
Ildebrando d' Arcangelo
Juan Diego Flórez
Marcello Panni,
Radio Symphony Orchestra, Vienna and Wiener Konzertchor
(Recording of a concert performance in the Wiener Konzerthaus, 14 March)
CD: Nightingale Classics
LP: Cat: NC 207013-2
2004 Ángeles Blancas,
Daniela Barcellona,
Ildar Abdrazakov,
Antonino Siragusa
Alberto Zedda,
Teatro Real, Madrid Orchestra and Chorus
(Video recording of a performance in the Teatro Real, Madrid, April)
DVD: Encore
DVD 2731

المصادر

Notes
  1. ^ "سميراميده". دار الحياة. الخميس ٢١ يونيو ٢٠١٢. Retrieved 23/6/2012. {{cite web}}: Check date values in: |accessdate= and |date= (help); Unknown parameter |outhor= ignored (help)
  2. ^ Recordings on operadis-opera-discography.org.uk
  3. ^ William Ashbrook, "Semiramide. Gioachino Rossini." The Opera Quarterly, 11(1), 151–153 ,1994. Retrieved from oxfordjournals.org, a subscription service
Sources
  • Gossett, Philip, Divas and Scholars: Performing Italian Opera Chicago: University of Chicago, 2006 ISBN 978-0-226-30482-3 ISBN 0-226-30482-5
  • Holden, Amanda (ed.), The New Penguin Opera Guide, New York: Penguin Putnam, 2001. ISBN 0-14-029312-4
  • Osborne, Charles, The Bel Canto Operas of Rossini, Donizetti, and Bellini, Portland, Oregon: Amadeus Press, 1994 ISBN 0-931340-71-3
  • Osborne, Richard, Rossini, Ithaca, New York: Northeastern University Press, 1990 ISBN 1-55553-088-5 ISBN 1-55553-088-5

وصلات خارجية