كليلة ودمنة

(تم التحويل من Panchatantra)
كليلة ودمنة
كتاب كليلة ودمنة.jpg
المؤلفابن المقفع
اللغةالسنسكريتية
الناشر
الإصدار
صفحة من نسخة عربية لكليلة و دمنة تعود لعام 1200 ميلادية.
نسخة فارسية من مدينة هرات في أفغانستان تعود لعام 1429 منقولة من النسخة العربية

كليلة و دمنة كان يسمى قبل أن يترجم إلى اللغة العربية باسم الفصول الخمسة (بالسنسكريتية: पञ्चतन्त्र تـُنطـق [pʌɲʧʌtʌntɽʌ]، بالفارسية: پنچاتنترا)، هو مجموعة قصص ذات طابع يرتبط بالحكمة والأخلاق يرجح أنها تعود لأصول هندية مكتوب بالسنكسريتية وهي قصة بيدبا حيث تروى قصة عن ملك هندي طلب من حكيمه أن يؤلف له خلاصة الحكمة بأسلوب مسلي . لكن النص العربي على أي حال لم يترجم عن الأصل الهندي إذ يبد وأنه انتقل لعدة لغات قبل وصوله للعربية. تذكر بعض المصادر أن ابن المقفع قام بترجمته إلى العربية من ترجمة فارسية بهلوية. في حين تذكر مصادر أخرى أنه نقل من الفارسية إلى السريانية ومنها للعربية. معظم شخصيات قصص كليلة ودمنة عبارة عن حيوانات برية فالأسد هو الملك وخادمه ثور اسمه شتربة وكليلة ودمنة هما اثنان من حيوان ابن آوى وشخصيات اخرى عديدة هكذا تدور القصص بالكامل ضمن الغابة وعلى ألسنة هذه الحيوانات.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

محتويات الكتاب

كتاب كليلة ودمنة. لتحميل الكتاب، اضغط على الصورة.
كليلة ودمنة كما رُسما في مخطوطة قديمة
كليلة ودمنة كما رُسما في مخطوطة قديمة من الكتاب

يُجمع الباحثون علي أن الكتاب هندي الأصل، صنَّفه البراهما وِشنو باللغة السنسكريتيّة في أواخر القرن الرابع الميلاديّ، وأسماه بنجا تنترا، أي الأبواب الخمسة. ويُقال إنّ ملك الفرس كسرَي آنوشروان (531-579م) لما بلغه أمرُه أراد الاطّلاع عليه للاستعانة به في تدبير شؤون رعيّته، فأمر بترجمته إلي اللغة الفهلويّة -وهي اللغة الفارسية القديمة-، واختار لهذه المهمة طبيبه برزويه لما عرف عنه من علمٍ ودهاء. إلّا أنّ برزويه لم يكْتفِ بنقل بنجا تنترا، بل أضاف إليه حكايات هندية أخرى، أخذ بعضها من كتاب مهاباراتا المشهور، وصَدّر ترجمته بمقدّمة تتضمّن سيرته وقصّة رحلته إلي الهند. وفي مُنتصف القرن الثامن الميلادي، نُقل الكتاب في العراق من الفهلوية إلي العربية، وأُدرج فيه بابٌ جديد تحت عنوان (الفحص عن أمر دمنة)، وأُلحقت به أربعةُ فصولٍ لم ترِدْ في النصّ الفارسي، وكان ذلك علي يد أديب هو عبد الله بن المقفَّع.

كتاب كليلة ودمنة حافل بخرافات الحيوان لا يكاد يخلو منها باب من أبوابه حتى أبواب المقدمات وكل باب يحتوي على خرافة طويلة تتداخل فيها خرافات قصيرة تتفاوت طولا ترد في معارض استشهاد الشخصيات بها في محاوراتهم وتتداخل مع بعضها البعض أحيانا كما يتميز هذا الكتاب بأن أبوابه منتظمة على النحو التالي يبدأ دبشليم بقوله للفيلسوف بيدبا : عرفت هذا المثل ويشير إلى ما سبق في الباب الذي قيله أو بالقول: عرفت مثل فأضرب لي مثل فيعرض بيدبا ما يشبه العنوان المشروح المشوق لمعرفة المضمون ثم يسكت فيسارع دبشليم إلى السؤال: وكيف كان ذلك؟ وهنا يبدأ الفيلسوف مستهلا بالقول: زعموا ثم يبدأ في السرد.

كتاب كليلة ودمنة هو كتاب هادف فهو ليس مجرد سرد لحكايات تشتمل على خرافات حيوانية بل هو كتاب يهدف إلى النصح الخلقي والإصلاح الاجتماعي والتوجيه السياسي فباب الفحص عن أمر دمنة يتناول موضوع عبثية محاولات المجرم للتهرب من وجه العدالة وأنه لا بد أن ينال قصاصه العادل كما يتناول هذا الباب واجبات السلطة القضائية وباب الحمامة المطوقة الذي يدعو إلى التعاون وباب الأسد والثور يكشف عن خفايا السياسة الداخلية في الدولة وصراع السياسيين وتنافسهم ويقدم باب ايلاذ وبلاذ وايراخت توجيهات في أصول الحكم ويتناول باب البوم والغربان وباب الجرذ والسنور السياسة الخارجية ويقدم التوجيهات في هذا المجال وتقدم أبواب القرد والغيلم، الناسك وابن عرس، الأسد وابن آوى، اللبؤة والأسوار والشغبر، الناسك والضيف، الحمامة والثعلب ومالك الحزين عظات أخلاقية فردية متنوعة المواضيع.

مخطوطة من كليلة ودمنة.

من نفائس الأدب العالمي الخالدة. وقد سمي بعنوان أحد قصصه الهادفة في مجموعها للوصول إلى مطلب واحد هو إصلاح الملك الظالم، كغيره من الكتب التي كتبت على منواله. انظر فاكهة الخلفاء في هذا البرنامج. وهو يمهد للقصة بحكمة، ثم يجعل القصة تفسيراً لهذه الحكمة. كقوله: «إن الذي يعمل بالشبهة يكون قد صدق ما ينبغي أن يشك فيه ... كالمرأة التي بذلت نفسها لعبدها حتى فضحها.» وفكرة الكتاب قائمة على الحوار بين الفيلسوف بيدبا والملك دبشليم في سياق القصة الرئيسية التي انتظمت الكتاب والملخصة في عزم الفيلسوف الصابر على التصدي للحاكم الظالم وحماقاته، حتى نجح في تحقيق هدفه النبيل. وافتتحه بقصة برزويه الطيب الذي كان له الفضل في نسخ هذه القصة من إحدى خزائن ملوك الهند. ومهما قيل عن أصل القصة الهندي، وترجمتها الفارسية، فإن طابع الثقافة العربية ظاهر فيها، خاصة في باب الفحص عن أمر دمنة الذي أضافه عبد اللّه بن المقفع إلى الكتاب الأصلي قصد الإشارة إلى الثقافة العربيّة الإسلاميّة و مجدا للقارئ العربي الإسلامي. بل إن الأصل الهندي قد ضاع، وظلت الترجمة العربية هي المعول عليها في هذا الأثر النفيس كما يقول المرحوم عبد الوهاب عزام في مقدمة نشرته للكتاب معتمداً نسخة مكتبة آيا صوفيا، وقد كتبت عام 618ه‍. ويفصل ابن المقفع هدفه من هذه الترجمة تحت عنوان (غرض الكتاب) بأنه قصد به استمالة قلوب الملوك وأهل الهزل من الشبان، ليكثر انتساخه، ولا يبطل على مرور الأيام. ويدعو طالب الحكمة إلى إدامة النظر فيه، والتماس جواهر معانيه (ولا يظن أن مغزاه هو الإخبار عن حيلة بهيمتين، أو محاورة سبع لثور، فينصرف بذلك عن الغرض المقصود). وقد حذا حذوه كثيرون، لم تلق أعمالهم صدى يذكر. كترجمة عبد الله بن الأهواني، ومنظومة أبان بن عبد المجيد بن لاحق، الذي نظم كليلة ودمنة في 14 ألف بيت، وصلتنا قطعة منها في كتاب الأوراق للصولي، وحاكاه في ذلك شعراء آخرون، منهم: علي بن داوود وبشر بن المعتمر، وأبو المكارمأسعد بن خاطر. وقام بترجمتها إلى العبرية عليزار بن يعقوب (ت1232م) وهي غير ترجمة الحاخام يوئيل. وفي (بيروت 1964) أعاد إلياس خليل زاخر نشرة الكتاب معتمدا على نسخة أياصوفيا ونسخة مكتبة دير البشير بسوق الغرب، وقد كتبت عام 739ه‍ ومخطوطة نوري الكيلاني (حماة) المكتوبة عام 1200ه‍ ونسخة خليل اليازجي المعروفة بنسخة مكتبة صادر ببيروت، ونسخة المكتبة الأهلية ببيروت، المنقولة عن نسخة الشيخ جمال الدين القاسمي، وقد كتبت عام 1086ه‍. انظر مجلة العرب (س34 ص20).[1]



أقتباسات

إنَّ أمورًا ثلاثة تزداد بها لطافة ما بين الإخوان، واسترسالُ بعضهم إلى بعضٍ؛ منها المؤاكلة،ومنها الزِّيارة في الرَّحْل، ومنها معرفة الأهل والحشَم

--

يعيش القانع الراضي آمنًا مُطمَئنٍّا مستريحًا مُريحًا، وذو الحرص والشره لا يعيش ما عاش إلَّا في تعبٍ ونَصَبٍ وخَوفٍ

--

فمن كان عاقلًا علم أنه لا ينبغي أن يَعجَل بالعذاب والعقوبة، ولا سيما بعذاب من يخاف أن يندم عليه

--

اثنان لا ينبغي لهما أن يحزنا أبدًا: المجتهد في البرِّ والذي لم يأثم قط

--

اثنان لا ينظُران أبدًا: الأعمى والذي لا عقل له، فإنه كما أنَّ الأعمى لا يبصر السماء ولا النجوم ولا الأرض، ولا يبصر القريب ولا البعيد ولا أمامه ولا خلفه، كذلك الذي لا عقل

له لا يبصر منفعته من مضرته، ولا يعرف العاقل من الجاهل، ولا الحسن من القبيح، ولا المحسن من المسيء.

--

ثلاثة يتمنُّون ما لا يجدون: الفاجر الذي لا ورع له ويريد — إذا مات — منزلةَ الأبرار في الآخرة، والبخيل

الذي يريد منزلة السَّمْح الجواد، والفجرة الذين يسفكون الدماء — بغير حقٍّ — ويرجون

أن تكون أرواحهم مع الشهداء الأتقياء

--

ثلاثةٌ لا يلبَث ودُّهم أن يتصرَّم: الخليل الذي لا يلاقي خليله ولا يكاتبه ولا يراسله، والرجل الذي يُكرِمه أحبَّاؤه فلا يُنزِل ذلك منهم منزلته ولا يقبله بقبوله، ولكن يستهزئ بهم ويسخر منهم، والمعاطي أخِلَّاءه في الفرح

والنعيم وقُرَّة العين يسألهم أمورًا لا يقدِرون عليها

--

وقد كان يُقال: الفاقةُ بلاء، والحزنُ بلاء، وقربُ العدوِّ بلاء، وفراقُ الأحبةِ بلاء، والسقمُ بلاء، والهرم بلاء،

ورأس البلايا كلها الموت، وليس أحد أعلمَ بما في نفس الموجَع المحزون ممَّن ذاق مِثلَ مابه،

--

لأنَّ الآثام ليست من قِبَل الأماكن والأصحاب، ولكنها من قِبَل القلوب والأعمال، فلو كان صاحبُ المكان الصالح يكون عمله فيه صالحًا، وصاحبُ المكان الشرِّ يكون عمله فيه

سيِّئًا، إذن كان مَن قَتَل الناسك في محرابه لم يأثم، ومن استحياه في معركة القتال أثِم

--

فإنَّ أعظم الأشياءِ ضررًا على الناس عامةً وعلى الولاة خاصةً أمران: أن يُحرَموا صالحَ الأعوان والوزراء والإخوان، وأن يكون وزراؤهم وإخوانهم غير ذوي مروءة ولا غَناء،

--

إنَّ العقل والجمال والاجتهاد والقوة وما سوى ذلك إنما مِلاكه القضاء والقدر.

...

يا بَنِيَّ، إنَّ صاحب الدنيايطلب ثلاثة أمور لا يُدركها إلا بأربعة أشياء: أمَّا الثلاثة التي يطلُب، فالسعة في المعيشة،

والمنزلةُ في الناس، والزاد إلى الآخرة، وأمَّا الأربعة التي يحتاج إليها في دَرَكها، فاكتسابُ

المال من معروف وجوهه، وحُسنُ القيام عليه، والتثمير له بعد اكتسابه، وإنفاقه فيما

يصلح المعيشة ويُرضي الأهل والإخوان، ويعود عليه في الآخرة، ثم التوقِّي لجميع الآفات

بجُهده. فمن أضاع هذه الخلال الأربَع لم يُدرِك ما أراد

........

......

وقد قالت العُلماء: أمورٌ ثلاثة لا يجترئ عليها إلا الأهوجُ، ولا

يسلم منها إلا القليل: صحبة السلطان، وائتمان النِّساء على الأسرار، وشرب السم للتجربة

باب الأسد والثور

وشرُّ الملوك الذي يخافه البريء، وشرّ البلاد بلادٌ ليس فيها أمن ولا خصب...

......................

قيل: إنَّ السُّلطان إن كان صالحًا، ووزراؤه غيرَ صَالحين قلَّ خَيره على الناس، وامتنع منهم، فلم يجترِ عليه أحد، ولم

يدنُ منه؛ كالماء الصافي الطيِّب الذي فيه التماسيح،

--

وكان يُقال: الْزَم ذا العقل والكرم واسترسل إليه، وإياك وفراقه، ولا عليك أن تصحب مَن لا جُودَ له إذا كان محمود الرأي، واحترس من سيئ أخلاقه، وانتفِعْ بما عنده،

ولا تدَع مُواصلة السخِي وإن كان لا نُبل له، واستمتع بسخائه، وانفعه بلُبِّك، واهرُب من اللئيم الأحمق. وأنا بالفرار منك والتنحِّي عنك جديرٌ حقيقٌ

---

فإني قد عرفتُ أنَّ ثمرة الشجرة المُرَّة لو طُلِيت بالعَسَل لم تنقلب عن جوهرها، وقد خفت صحبتَك على رأيي وأخلاقي، فإنَّ صُحبة الأخيار تورث الخير، وصحبة الأشرار تورِثُ الشرَّ، كالريح إذا مرَّت على النتن حملت نتنًا، وإذا مرَّت بالطِّيبِ

حملت طيبًا

---

إنَّ الأسف والهمَّ لا يردَّان شيئًا، وهما يُنحِلان الجسم،ويُذهِبان العقل، ويُضعِفان القوَّة، فأعلِمْني شأنك، فإنْ كَانَ مِمَّا ينبغي لك أن تحزن له وتخبل عنه فلستُ ولا أحدٌ من جندك يخلو من ذلك،

---

ان الإنسان إذا ابُتليَ أتاه الشرُّ من كل جانب، واكتنفه من الهمِّ والحزن

@

.......حوار بين عظيم الجند (قائد الشرطة او الجيش) ودمنة هو اسد محبوس ظلم والقاضي.....

فقال عظيم الجند: قد علمتُ أمرك وتيقنتُه، وأتاني

به مَن هو عندي أمين، وليس ينبغي لي أن أَسْأل عن شأنك ولا أنظر فيه سوى ما قد

فحصت، فإنَّ العلماء قالت: إنَّ لله جعل لكل شيءٍ من أمر الآخرة عَلَمًا ومصداقًا في

الدنيا دلَّت عليه أنبياؤه ورسله، ولولا ما أمرنا به الملك — لرأفته ورحمته بالرعية —

لكان القضاء بيِّنًا عليك. فقال دمنة: إنَّ منطقك ليس بذي وجهٍ ولا رأفةٍ، ولا نظرٍ في

أمر مظلوم، ولا طلبٍ للحق والعدل، ولكني أراك راكبًا لهواك، تريد قتلي ولم يستضئ

..

لك شيءٌ من أمري وما قُذِفتُ به، ولم أبلغ ثلاثةَ أيامٍ بَعدُ، ولستَ بملومٍ بذلك عندي؛

لأنَّ الفاجر لا يُحِبُّ الصلاح وأهله، ولا من يعمل أعمال التقى؛ فقال القاضي: إنَّ حقٍّا

على الوالي أن يُجازِيَ المرء بصلاحه، ويَعرِفه له؛ لأنَّه أهلٌ لكل خيرٍ أتُي إليه، وأن يُنكِّل

بالمجرم عن إساءته ويعذِّبه ويُعاقبه عليها؛ ليزداد أهلُ الخير في الصلاح رغبة، وأهل

الجرائم عن الإساءة نُزوعًا، ولَعَمْرِي لَأنَْ تُعاقب في الدنيا خيرٌ لك من أن تُعذَّب في الآخرة

غدًا، فأقِرَّ بذنبك، وبُؤْ بإساءتك، واعترِف بصنيعك؛ فإنه أفضل لك في عواقب الأمور إن

أنت هُدِيت إلى ذلك ووُفِّقت له. فقال دمنة: أيها القاضي الصالح، نطقت بالعدل، وقلت

مقالة الحكماء، ولعمري إنَّ من سعادة المرء ألَّا يبيع آخرته بدنيا فانية منقطعة، ولا

يشتري رَوْحًا يسيرًا بعذابٍ طويل، ولكنِّي مما قُرفتُ به بريء، فكيف آمُر بقتل نفسي

وأعُِينُ عليها وأنا مظلوم، بل أنطق بكذب لم أتفوه به ولم يُعرف مني؟ فشديد عليَّ أن

أقِرَّ بما لم أعمل، وأن أبوء بما لم أجْنِ، فأكونَ مُعينًا على نفسي، وشريكًا لمن أراد قتلي،

فإنك تعرف عِقَاب مَن فعل ذلك في الآخرة، وأنا بريءُ العِرض، بارِز العُذر، فإن أردتم

قتلي مظلومًا فكفى بالله ناصرًا، ولعل ذلك — إن فعلتموه — ألَّا يكون شرَّ أموري لي

عاجلًا وآجلًا، فأنا أقول اليوم مثل مقالتي أمس: اذكروا حساب الآخرة وعقابها، ولا

تأسفوا غدًا إذا دخلتم اليوم في أمر تندمون عليه حين لا تنفع الندامة؛ فإنَّ القضاة لا

تقضيبظنونها، وأنا أعلم بنفسي منكم، وإياكم أن يُصيبكم ما أصابَ القائلَ بما لا يعلم، وما لم يُحِطْ به خُبْرًا.

. فقال ملك الصين: أنا على ما لم أقل أقدر مني على رد ما قلت. وقال ملك الهند: عجبت لمن يتكلم بالكلمة فإن كانت له لم تنفعه، وإن كانت عليه أوبقته. وقال ملك فارس: أنا إذا تكلمت بالكلمة ملكتني، وإذا لم أتكلم بها ملكتها. وقال ملك الروم: ما ندمت على ما لم أتكلم به قط، ولقد ندمت على ما تكلمت به كثيرا.

-------------------

وقد قالت العُلماء في أشياء ليس لها ثبات ولا بقاء: ظلُّ الغمام، وصحبة الأشرار، وعشق

النساء، والثناء الكاذب، والمال الكثير، فإنه ليس يفرح عاقل بكثرة ماله، ولا يحزن لقلته،

ولكن الذي ينبغي أن يفرح به عقله وما قدَّم من صالح عمله؛ لأنَّه واثقٌ أنه لا يُسلَب ما

عمله، ولا يؤاخَذ بغيره، وهو حقيقٌ ألَّا يَغفُل عن أمر آخرته، والتزوُّد لها، فإنَّ الموت لا

يأتي إلَّا بغتة، وليس بينه وبين أحد وقت معلوم، وأنت غنيٌّ عن موعظتي، وبما ينفعك

بصير، ولكن قد رأيتُ أن أقضيَمن حقك الذي يجب، وأنت أخونا فما قِبَلنا لك مبذو

---

فإنَّ طالب الحق هو الذي يُفلِح وإن قُضي َعليه، وطالب الباطلِ مخصومٌ وإن

قُضيَ له، وليس لصاحب الدنيا في دنياه شيءٌ، لا مالٌ ولا صديق، إلَّا عملٌ صالح قدَّمه

فقط، والعاقل حقيقٌ أن يكون سعيه فيما يبقى ويعودُ عليه نفعه

---

وكان يُقال في أربعة أشياء لا

يُستقَلُّ منها القليل: النار والمرض والعداوة والدَّيْن

---


انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ كتاب كليلة ودمنة لابن المقفع قدم له فاروق سعد بيروت: دار الآفاق الجديدة 1986 صفحة 64-66

المراجع

  • ALVAR EZQUERRA, Carlos; GÓMEZ MORENO, Ángel y GÓMEZ REDONDO, Fernando, La prosa y el teatro en la Edad Media, Madrid, Taurus, 1991.
  • CACHO BLECUA, Juan Manuel y LACARRA DUCAY, María Jesús, «Introducción», ed. lit. de Calila e Dimna, Madrid, Castalia (Clásicos Castalia, 133), 1984, págs. 9-70. ISBN 84-7039-429-0
  • LACARRA DUCAY, María Jesús (ed., prólogo y notas), Cuento y novela corta en España, 1. Edad Media, Barcelona, Crítica, 1999, col. «Páginas de Biblioteca Clásica» dir. por Francisco Rico. Cfr. esp. para Calila e Dimna págs. 56-59. ISBN 84-7423-907-9
  • RUBIO TOVAR, Joaquín, La narrativa medieval: los orígenes de la novela, Madrid, Anaya, 1990.