تمويل مصري بـ60 مليار دولار لتطوير حقول الغاز الإسرائيلية بأحدث تكنولوجيا

حول المؤلف

مساهمات حديثة أخرى

اجعل هذه الصفحة أفضل بتحريرها.
Shafei
0

صرح وزير البترول المصري شريف إسماعيل لوكالة رويترز أن مصر "تتوقع" استيراد غاز مسال من شركتي شل وتوتال، بالاضافة لشحنات غاز من الجزائر ومن تجار السلع، كما أغفل ذكر الاتفاقية الموقعة، من أسبوعين، مع نوبل إنرجي لاستيراد الغاز. كما ذكر أن مصر قررت رفع سعر الغاز الذي تشتريه من بريتش جاس؛ وأن مصر تنوي سداد متأخرات لشركة RWE الألمانية.[1]


تحليل الخبر

1- انقشاع الصفقات الوهمية مع گازپروم وگاز دو فرانس

لم يذكر الوزير أي صفقات لاستيراد الغاز من گازپروم الروسية وأو گاز دو فرانس اللتين ذكرهما عدة مرات في الشهور القليلة الماضية كمصدر لاستيراد الغاز. وكنت في حينها أكدت استحالة ذلك، لإلتزام مصر بالمقاطعة الاقتصادية الأمريكية المفروضة على روسيا. ولأن الشركة الفرنسية لا تنتج الغاز، لذا فدورها لم يكن ليتعدى السمسرة.


2- حاجة إسرائيل لتمويل مكثف لتطوير حقول شرق المتوسط

مازالت إسرائيل حائرة في العثور على طريقة لتصدير غاز الشرق المتوسط، الذي يتطلب أكثر من عشرة مليارات دولار لتطوير الحقول، ومبلغ مماثل لإسالته أو لإنشاء أنبوب إلى أوروبا على أعماق سحيقة لم يسبق العمل فيها. الاتحاد الاوروبي قرر عدم تمويل تلك المشاريع - على الأقل حتى تصبح حقيقة واقعة، ويكون هناك زبائن يشترون ذلك الغاز، ومن عائدات المبيعات تبدأ إسرائيل في تمويل تلك المشاريع. لذلك كان أساسياً لإسرائيل العثور على Anchor tennant زبون أولي يطمئن المستثمرين. هذا الزبون هو "مصـر".

3- مصر Anchor tennant

لذلك وقعت مصر اتفاقية لاستيراد الغاز مع نوبل إنرجي، وقتما تتوافر البنية التحتية التي تجلب الغاز الإسرائيلي إلى مصر (أنبوب أو محطة إسالة لدى إسرائيل ومحطة تغزيز في مصر - كلتاهما غير موجودة بعد). وتجري مفاوضات أكبر لاستيراد مصر غاز مباشرة من شركة دلك الإسرائيلية بكميات تناهز 3 مليار دولار سنوياً لحوالي 20 سنة. وهو الالتزام المادي الكفيل بسهيل تمويل مشاريع تطوير الحقول الإسرائيلية.

4- الدور المطاط لشركات تجارة السلع

Vitol logo.svg
Trafigura-logo.JPG

وللتعايش عدم اليقين المصاحب لمشروع تطوير حقلي تمار ولفياثان وأفروديت - وكلهم ملك إسرائيل ونوبل- فقد ظهر دور لسماسرة سلعة الغاز، ڤيتول وترافيگورا، الذين سيوفرون الغاز لمصر بصفة مؤقتة إلى أن يتوفر الغاز الإسرائيلي في أي لحظة، فيفرنقع السماسرة بدون تمسك بعقود.

5- الإسالة في دمياط وإدكو

مازالت دمياط وإدكو هما أقرب سواحل وأقرب محطات إسالة لحقول شرق المتوسط. لذلك فقط وقعت شركتي دلك الإسرائيلية ونوبل (الإسرائيلية غالباً) على اتفاقيات لعشرين سنة مع شركتي يونيون فنوسا مالكة معمل الإسالة سيجاس في دمياط وبي جي مالكة معمل الإسالة في إدكو.

وبالرغم من أن الاتفاقيات ستفرض ترتيبات أمنية خاصة على كل من دمياط وإدكو شبيهة بتلك المفروضة على شرم الشيخ، إلا أن المخاوف الأمنية من عدم الاستقرار في المستقبل هو ما يدفع إسرائيل للبحث عن بديل آخر لتصدير الغاز دون المرور على مصر.

6- محطة إسالة طافية

معمل إسالة عائم يُبـَّت فوق الحقل ليتم التصدير من هناك.[2]

في عام 2007، بالتزامن مع تجميد شركة رويال دتش شل نشاطها في الأبار المصرية العميقة في شرق المتوسط بإمتياز نيميد، بدأت شل مفاوضات لإنشاء محطة إسالة غاز طافية تضارع قدرة أي محطة برية كبرى. واتفقت مع شركة سامسونگ للصناعات الثقيلة لتشييدها. في 17 ديسمبر 2014، كتبت هذه التدوينة عن تدشين السفينة پريلود، التي هي أكبر سفينة في العالم (بطول 443 متر). وقدرتها على الإسالة 5.5 مليون طن سنوياً - يعني مكافئة تماماً لمعمل سيجاز في دمياط. الشريك الممول لهذه المحطة هي شركة كوگاس النفطية الكورية التي تمول تنقيب توتال عن الغاز في البلوك 9 القبرصي، المتراكب مع المياه اللبنانية، والقريب من حقل تمار الإسرائيلي. الوجهة المعلنة لتلك السفينة هي الساحل الغربي لإستراليا في مشروع تابع لشركة وودسايد للنفط الأسترالية. وهي نفسها الشركة التي كانت تملك 30% من حقل لفياثان الإسرائيلي حتى أبريل 2014.

محطة الإسالة الطافية FLNG، پريلود، أكبر سفينة بالعالم، خمسة أضعاف أكبر حاملة طائرات أمريكية.

ظهرت فكرة ترسية سفينة إسالة غاز عملاقة فوق حقل لفياثان لإسالة الغاز في موضعه وتصديره في سفن. وتبنت الفكرة شركة وودسايد للنفط في خريف 2013.[2] إلا أن وودسايد قررت الانسحاب من تطوير حقل لفياثان. ثم في أكتوبر 2014، تسلمت شركة شل سفينة إسالة الغاز، پريلود وهي أكبر سفينة في العالم. ولديها قدرة إسالة مماثلة لمعمل الإسالة سيجاز في دمياط.[3][4]

فهل السفينة متجهة إلى شرق المتوسط لتعمل فوق حقلي لفياثان وتمار بدلاً من غرب أستراليا، كما كان يُزعم؟

وعند محاولتي معرفة موقع هذه السفينة العملاقة اليوم، وجدت أنها أغلقت إمكانية المتابعة. وهو أمر غير معتاد.

لاحظ أن الشركتين المسئولتين عن محطة الإسالة الطافية لحقل لفياثان هما: شل وتوتال. وهما الشركتان اللتان ذكرهما وزير البترول المصري، في أول الخبر، قائلاً أن "يعتقد" أن مصر ستستورد الغاز المسال منهما. ولعل سبب عدم تأكد الوزير هو الطبيعة الهندسية المعقدة لبناء وتشغيل أكبر سفينة في العالم والتي هي أيضاً محطة إسالة. وهذا كله على حساب مصر. ألم يكن حري بمصر أن تستغل هذا الثقل الهائل كمستورد كبير للغاز في العالم، اليوم، في تطوير بعض المشاريع المصرية التي تعود بالنفع على الشعب المصري صريع الجهل والخزعبلات (أمثال كفتة عبد العاطي).

7- توقف الحديث عن ديون بريتش جاس ورفع أسعار مبيعاتها لمصر

ماذا حدث للديون الوهمية (4.8 مليار دولار) التي كانت تطالب مصر بها؟ هل سددتها مصر في العام المنصرم؟ يجب أن نسمي هذه الشركة السياسية، غير التجارية،

المصادر

  1. ^ "INTERVIEW-Egypt expects LNG deals with Shell and Total in new bid round". رويترز. 2015-03-02.
  2. ^ أ ب Alex Forbes (2014-02-27). "Flurry of news highlights soaring popularity of FLNG". gastechnews.
  3. ^ "The largest vessel the world has ever seen". BBC. 2014-12-16.
  4. ^ ROBERT SULLIVAN (2014-10-31). "The Biggest Ship in the World (Though It Isn't Exactly a Ship)". النيويورك تايمز.


<comments />