الوكيل التركي
قرأنا وشاهدنا فيلم المرشح المنشوري عن ابن عائلة سياسية أمريكية مرموقة يتعرض لغسيل مخ، في منشوريا أثناء الحرب الكورية، ليصبح قاتلاً بغير قصد في مؤامرة شيوعية. أعتقد أننا نشاهد عكس ذلك في دراما الجنرال مايكل فلن. فهو متهم بالتواصل مع روسيا وتركيا. ولكن إذا أمعنـّا النظر في الأمور التي يناقشها معهم سنجدها تتمحور حول "غاز شرق المتوسط"، وهي العقبة الكؤود التي لم يستطع أوباما حلحلتها.
الجنرال مايكل فلن اختاره دونالد ترمپ مستشاراً للأمن القومي. ولكن الإعلام الأمريكي طارده بتهمة صلاته بزعماء روس (بعد تقاعده) وتقاضيه مبالغ من قناة روسيا اليوم للمشاركة والاعداد لمؤتمر بموسكو. المخابرات بدأت في التحقيق في اتصالاته بروسيا. ثم أثبتت الصحف أنه كذب حين نفى عدم لقائه بالسفير الروسي، سرگي كيسلياك، عدة مرات. وفي 14 فبراير قبل 48 ساعة من جلسة الكونجرس للموافقة على تعيينه، أعلن المتحدث بإسم ترمب سحب ترشيح فلن للمنصب.
وفي 8 مارس أعلن الجنرال فلن أنه يعمل وكيلاً رسمياً لدولة أجنبية هي تركيا مقابل 450,000 دولار لمدة ثلاثة أشهر بدءاً من أغسطس 2016. واتضح أنه قابل مسئولين أتراك وتباحثوا في تسليم فتح الله گولن. وقد تقاضت شركته الخاصة، "فلِن للمخابرات" 95,000 دولار مقابل خدمات اضافية في ديسمبر 2016. وانقطعت أخبار العلاقة الروسية وحلت العلاقة التركية بديلا.
وفي 10 مارس، أعلنت النيويورك تايمز أن مايكل فلِن قال في إشهار الوكالة أنه تقاضى عشرات الآلاف من الدولارات من رجل الأعمال التركي-الهولندي (البالغ من العمر 38 سنة) "إكيم ألپتكين"، رئيس مجلس الأعمال الأمريكي-التركي وابن وزير الأوقاف التركي، إسماعيل ألپتكين، وصديق أبناء أردوغان.
وفي 30 مارس تقدم فلن بطلب لمكتب التحقيقات الفدرالي بالحصول على مناعة جنائية مقابل التجاوب مع التحقيق.
عدا المبلغ الذي تقاضاه فلن من تركيا، فإن الوثيقة الرسمية التي ملأها فلن للإعلان عن نشاطه كوكيل لتركيا لم تحظ بأي تغطية من الإعلام الأمريكي (وحتى الإعلام الدولي المعارض مثل "ذا إنترسپت").
وفي 27 مارس، قام ندڤ إيال، مراسل الشئون الدولية في القناة العاشرة الإسرائيلية، بإماطة اللثام عن حقيقة أن مايكل فلن قال في إشهار الوكالة أنه تقاضى عشرات الآلاف من الدولارات من رجل الأعمال التركي الشاب "إكيم ألپتكين"، رئيس مجلس الأعمال الأمريكي-التركي لعمل فيديو دعاية لصالح شركة إسرائيلية لتصدير الغاز إلى تركيا عبر خط أنابيب. ندف إيال خمن أن تلك الشركة هي إما دِلِك أو راتيو (المملوكة للجيش الإسرائيلي) لأنهما المنتجتان للغاز. فاتصل بهما إلا أنهما نفتا أي صلة برجل الأعمال التركي. فات على ندڤ إيال أن الشركة الإسرائيلية المذكورة هي غالباً إسرائيلية تركية وهي شركة زورلو للطاقة.[1]
معلومة أخرى: إكيم ألپتكين هو القنصل الفخري لألبانيا في تركيا. ونعلم أن الأنبوب الإسرائيلي إلى أوروبا يلقى معارضة من ألبانيا لعبور مضيق أوترانتو إلى إيطاليا.[2]
أبناء وبنات أردوغان
نقطة الاتصال التركية الرئيسية هي إكيم ألپتكين، ابن وزير الأوقاف، وصديق أحمد براق أردوغان. الجنرال مايكل فلن قال أنه تقابل مع وزير الخارجية مولود شاويش أوغلو ووزير الطاقة برات البيرق، زوج إسراء أردوغان ابنة رجب طيب أردوغان.[3]
الخلاصة
أظن أن الجنرال فلِن يقوم بدور وطني للولايات المتحدة محاولاً تنفيذ مصالحها بتذليل المعارضة الروسية لغاز شرق المتوسط وبإيجاد سبل لتصدير ذلك الغاز إلى أوروپا عبر تركيا أو عبر اليونان وألبانيا. وإن كنت أرى المهمتين مستحيلتين.
العلاقة التركية للجنرال فلِن تتمحور حول غاز شرق المتوسط، وليست حول فتح الله گولن. ولن أستغرب لو اتضح أن اتصالات فلِن بروسيا كانت أيضاً تتمحور حول نفس الموضوع، غاز شرق المتوسط والسماح لإسرائيل بانتاجه وتصديره.
ومازلنا في انتظار ظهور معلومات حول مواضيع نقاش فلِن مع موسكو.
الهامش
- ^ Gabriel Mitchell (2017-03-31). "The curious case of Michael Flynn Turkey and Israeli gas". http://emlakkulisi.com.
{{cite web}}
: External link in
(help)|publisher=
- ^ "من هو إكيم ألپتكين؟". http://emlakkulisi.com. 2013-11-19.
{{cite web}}
: External link in
(help)|publisher=
- ^ Ian Greenhalgh (2017-03-11). "Questions surround Turkish businessman at center of Flynn controversy". veteranstoday.com.
- ^ Anthony Foscolos (2011). "Implementation of the Greek Exclusive Economic Zone (EEZ) and ItsFinancial and GeopoliticalBenefits" (PDF). Probe International.
<comments />