أيليوس گالوس

(تم التحويل من Aelius Gallus)

گايوس أيليوس گالوس Gaius Aelius Gallus، كان الحاكم الروماني لمصر من 26 حتى 24 ق.م. اشتهر بحملته الكارثية على أرابيا فليكس (المناطق الجنوبية من شبه الجزيرة واليمن) بأوامر من أغسطس.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

كان گايوس گالوس ثاني حاكم روماني لمصر (Aegyptus)، في عهد أغسطس من 26-24 ق.م. خلف كورنليوس گالوس، الذي عادة ما يُخلط بينهما.

اشتهر أيليوس گالوس أيضاً بأنه الصديق المقرب للجغرافي اليوناني سترابو وكثيراً ما أشير إليه مع أليوس گاليوس من قبل گالن، الذي ذُكِر أن علاجاته قد استُخدِمت بنجاح في حملة أيليوس گالوس على الجزيرة العربية.[1]

في تجريدته على الجزيرة العربية، التي ذكر تفاصليها صديقه سترابو،[2] بالإضافة إلى كاسيوس ديو[3] وپلني الأكبر[4][5] وتبين أن فشلت فشلاً ذريعاً. خرج گالوس بتجريدة من مصر بأمر من الامبراطور أغسطس، بهدف استكشاف البلاد وسكانها، ولعقد معاهدات صداقة مع السكان، أو قهرهم إذا ما عارضوا الرومان، ولذلك، كان يعتقد في ذلك الوقت أن شبه الجزيرة العربية كانت مليئة بجميع أنواع الكنوز.


الحملة على الجزيرة العربية

في عام 64 ق.م دخلت سوريا تحت سيطرة الرومان، وفي عام 30 ق.م أصبحت مصر ولاية رومانية. وعندما اعتلى أغسطس عرش الامبراطورية الرومانية من 31 ق.م وحتى عام 14م، أوعز إلى الحاكم الروماني في مصر أيليوس گالوس بتجهيز حملة عسكرية كبيرة بهدف الاستيلاء على بلاد العرب الجنوبية وخاصة مملكة سبأ في بلاد اليمن. قام گالوس بتجهيز 130 سفينة حربية وعلى متنها عشرة آلاف جندي من الرومان والمصرين وأبحرت تلك السفن من ميناء أرسينوي شمال شرق خليج السويس واتجهت شرقاً باتجاه ميناء القرية البيضاء على الساحل الشرقي للبحر الأحمر، وهو آخر الموانئ النبطية الجنوبية على هذا الساحل الذي كان تابعاً للسيطرة العربية النبطية، حيث زودهم ملك الأنباط عباده الثاني بألف جندي من الأنباط العرب و500 مقاتل من اليهود للسيطرة على بلاد العرب الجنوبية، كما عين وزيره صالح ليكون مرشداً للحملة ابتداءً من شمال الجزيرة العربية حتى أبواب اليمن، والذي يُعتقد أنه خدعه وضلله، وبذلك قدم الملك العربي كل المساعدات اللوجستية المطلوبة ووضع الأراضي النبطية العربية تحت تصرف الرومان الغزاة. [6]

وقد قطعت الحملة مسافة 1400 كم من الشمال إلى الجنوب وسارت في الصحراء مدة ستة شهور حتى وصلت مشارف بلاد اليمن، والخلاصة أن الحملة قد فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافها وعاد الرومان إلى مصر يجرون أذيال الهزيمة والفشل.

أهداف الحملة وأسبابها

الأهداف الاستراتيجية

ان فكرة الاستيلاء على جنوب الجزيرة العربية تعني السيطرة على البحر الأحمر وتحويله إلى بحيرة رومانية, تماماً كما جعل الرومان من البحر المتوسط بحيرة رومانية بعد صراعهم مع قرطاجة على الساحل الشمالي الأفريقي. وبهذه الاستراتيجية يتم تحقيق الترابط بين مناطق النفوذ والممتلكات الرومانية في بلاد الشام ومصر وشمال إفريقيا، وبذلك يحقق الرومان انتصاراً عسكرياً وسياسياً واقتصادياً في وجه عدوهم التقليدي "الإمبراطورية الفارسية".

الأهداف الاقتصادية

كانت بلاد العرب تحتكر تجارة البخور والطيوب واللبان والمر, كما أن بلاد العرب تقع في موقع متوسط بين شبة القارة الهندية وشرق أفريقيا وبلاد الشام. ولذلك كان الرومان يهدفون بهذه الحملة للسيطرة على الطرق التجارية لتلك السلع ابتداءً من الموانئ العربية الجنوبية وحتى شواطئ البحر المتوسط الشمالية. والمعروف أن الرومان كانوا يدفعون أموالا طائلة للحصول على تلك السلع النفيسة بسبب قداستها الدينية عند الرومان، وهذا ما جعل السيطرة على الأراضي العربية هدفاً مباشراً بالنسبة للاقتصاد الروماني.

القضاء على المنافسة التجارية العربية التي كان الملاحون والتجار الرومان يحسبون لها ألف حساب عند عبورهم باب المندب، أو عندما ترسو سفنهم على الموانئ العربية .

ومن الأهداف الأساسية الكامنة لهذه الحملة إرهاب العرب واحتلال أراضيهم وتحويلهم إلى حلفاء طائعين أو مهزومين خاضعين للسيطرة والغطرسة الرومانية.

ومن العوامل التي شجعت الرومان على اجتياح بلاد العرب تلك الصورة الرومانسية التي نقلها الكتاب الكلاسيكيون عن بلاد العرب , وما سمعه "أغسطس"عن الثروة الهائلة لبلاد العرب وما فيها من القصور الرائعة التي كانت أبوابها وجدرانها وسقوفها مرصعة بالعاج والذهب والفضة والأحجار الكريمة، فكان لتلك الروايات تأثير كبير على العقلية والغرور الروماني. ولذلك قرر الإمبراطور الروماني أغسطس "أن يتعامل مع العرب كأصدقاء أغنياء أو أن يسيطر عليهم كأعداء أغنياء".

يرى بعض الباحثين أن تفرق العرب والنزاعات التي نشبت بين الدول والمماليك العربية وضعف إمكانات العرب العسكرية قد شجعت الرومان على التفكير بهذه الحملة.

أسباب فشل الحملة

من الغريب أن المصادر العربية قد التزمت الصمت التام فيما يخص هذه الحملة, وربما كان ذلك لان الحملة قد تركت أثراً سيئاً بعيد المدى في نفوس العرب من قبائل اليمن والحجاز، ولذلك يبقى ما ذكره المؤرخ الروماني "سترابو الذي عاش بين 64ق.م-19م" المصدر الوحيد لمعلوماتنا عن تلك الحملة لأنه كان معاصراً لها وصديقاً للقائد الروماني.

تحدث سترابو عن أسباب الحملة والاستعدادات لها والطرق التي سلكتها ونتائجها والأخطاء التي وقع فيها قائد الحملة.

يذكر مؤرخ الحملة سترابو بأن سبب فشل الحملة الرومانية يعود إلى خيانة الوزير النبطي العربي "صالح" الذي سار بالحملة في طريق صحراوية لا ماء فيها ولا زرع, ولذلك طلبت روما من دولة الأنباط محاكمة الوزير صالح وتمت محاكمته بتهمة الخيانة العظمى، وحكم علية بالإعدام وتم الحكم فيه بقطع رأسه علناً في إحدى الساحات العامة في مدينة روما.

أن القوات الرومانية قد وصلت إلى بلاد اليمن بعد ستة شهور سيرا على الأقدام,لم يتحمل الرومان خلالها قساوة بلاد العرب من حيث العطش والحرارة الشديدة وقلة المياه.هذه الأسباب السطحية التي يذكرها المؤرخ سترابو، لكن الباحثة الدكتورة "أسمهان سعيد الجرو" تذكر لنا أسباب أخرى لفشل الحملة منها:

المقاومة العربية اليمنية الصلبة التي كان لها دور مؤثر وفعال في إلحاق الهزيمة بالقوات الرومانية الغازية، وهذا السبب قد تجاهله المؤرخ سترابو بشكل واضح.

التحصينات القوية والصمود الذي تمتعت به المدن العربية الجنوبية مثل مدينة مأرب عاصمة دولة سبأ، وصمود تلك المدن أمام الحصار الذي فرضه عليها الجيش الروماني بهدف استسلام تلك المدن وكسر الشوكة العربية، ولكن الإرادة العربية كانت أقوى بكثير من ذلك الحصار العاجز الذي فرض عليها.

نتائج الحملة

أما نتائج الحملة فيمكن إيجازها بما يلي:

1- استطاعت الحملة أن تحدث الدمار و الخراب في المدن العربية التي حاصرتها مثل نجران ونشق ومأرب وغيرها.

2- تخلّى الرومان بعد هذه الحملة نهائياً عن فكرة السيطرة العسكرية على بلاد العرب, رغم أنهم اتجهوا إلى تقويه أسطولهم البحري في البحر الأحمر مقابل السواحل العربية.

3-وضع الرومان حامية رومانية في عدن بهدف مراقبه سلوك العرب بشكل يضمن للرومان نفوذاً تجارياً في عدن.

4- كان فشل الحملة بمثابة نكسة شديدة في هيبة روما و مشاريعها التي رسمتها وأرادت تنفيذها في بلاد الشام.

الهوامش

  1. ^ Galen, vol. ii, p. 455, ed. Basil.
  2. ^ Strabo, xvi. p. 780-783.
  3. ^ Cassius Dio LIII, 29
  4. ^ Pliny the Elder, Nat. Hist. vi. 32.
  5. ^ See also Charles Merivale, History of the Romans under the Empire, ch. 4; H. Krüger, Der Feidzug des Aelius Gallus nach dem glucklichen Arabien unter Kaiser Augustus, 1862.
  6. ^ "حملة ايليوس غاليوس على بلاد العرب". ستار تايمز. 2008-01-22. Retrieved 2013-08-20.

المصادر

العزو


سبقه
كورنليوس گالوس
حاكم مصر تبعه
گايوس پترونيوس