827 هـ


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أحداث

شذرات الذهب

سنة سبع وعشرين وثمانمائة فيها توفي الملك الناصر أحمد بن الأشرف إسماعيل بن الأفضل عباس بن المجاهد على صاحب المين استقر في المملكة بعد أبيه سنة ثلاث وثمانمائة وجرت له كائنات وكان فاجرا جائرا قال ابن حجر مات بسبب صاعقة سقطت على حصنه من زجاج فارتاع من صوتها فتوعك ثم مات في سادس عشر جمادى الأخرة قال الله تعالى ( ^ ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ) انتهى بحروفه.

وفيها شهاب الدين أحمد بن عبد الله البوتيجي الشافعي تفقه ومهر وحفظ المنهاج وكان يتكسب بالشهادة ثم تكرها تورعا.

وفيها شهاب الدين أحمد بن علي بن أحمد النويري المكي المالكي قاضي مكة وإمام المالكية بحرمها الشريف وابن إمامهم ولد في صفر سنة ثمانين وسبعمائة وسمع على والده والعفيف عبد الله وبقراة أخيه عبد العزيز المذكور في السنة التي قبلها على الشيخ نصر الله بن أحمد البغدادي الحنبلي ومن جماعة أخر بمكة وحفظ رسالة ابن أبي زيد المالكي وتفقه على الشريف أبي الخير الفاسي وغيره وأفتى ودرس وولي بعد وفاة والده بمدة إمامة المالكية بالحرم ثم بعد مدة طوية ولي القضاء فلم يتم أمره ودام مصروفا إلى أن توفي قبيل العصر من يوم الأربعاء ثالث عشر ربيع الآخر ودفن بالمعلاة وكان له ثروة.

وفيها القاضي محب الدين أحمد بن الشيخ جمال الدين محمد بن عبد الله بن ظهرية المخزومي الشافعي قاضي مكة وابن قاضيها ومفتيها وابن مفتيها ولد في جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وسبعمائة وحفظ المنهاج وعدة كتب وتفقه بوالده وغيره وأذن له في الافتاء الشهاب الغزي والشهاب بن حجي وغيرهما وكان ماهرا في الفقه والفرائض حسن السيرة في القضاء ولي من سنة ثماني عشرة إلى أن مات وتوفي في جمادى الأولى وخلت مكة بعده ممن يفتي فيها على مذهب الشافعي قاله ابن حجر.

وفيها زين الدين أبو بكر بن عمر بن محمد الطريني ثم المحلى المالكي الشيخ الفاضل المعتقد كان صالحا ورعا حسن المعرفة بالفقه قائما في نصر الحق وله اتباع وصيت كبير وتوفي في حادي عشر ذي الحجة وقد جاوز الستين.

وفيها الملك العادل فخر الدين أبو المفاخر سليمان بن الملك الكامل غازي بن محمد بن أبي بكر بن شادي صاحب حصن كيفا وابن صاحبه تسلطن في الحصن بعد موت أبيه وحسنت أيامه وكان مشكور السيرة محببا للرعية مع الفضيلة التامة والذكاء والمشاركة الحسنة وله نظم ونثر وديوان شعر لطيف ومن شعره:

( أريعان الشباب عليك مني * سلام كلما هب النسيم )
( سروري مع زمانك قد تناءى * وعندي بعده وجد مقيم )
( فلا برحت لياليك الغوادي * وبدر التم لي فيها نديم )
( يغازلني بغنج والمحيا * يضيء وثغره در نظيم )
( وقد مثل لدن أن تثني * وريقته بها يشفى السقيم )
( إذا مزجت رحيق مع رضاب * ونحن بليل طرته نهيم )
( ونصبح في ألذ العيش حتى * تقول وشاتنا هذا النعيم )
( ونرتع في رياض الحسن طورا * وطورا للتعانق نستديم )

واستمر في مملكة الحصن إلى أن توفي وأقيم بعده ولده الملك الأشرف أحمد المقتول بيد أعوان قرايلك في سنة ست وثلاثين وثمانمائة.

وفيها عبيد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن زبد بالزاي والباء الموحدة البعلبكي الشافعي المعروف بابن زبد وله سنة ستين وسبعمائة تقريبا وتفقه على ابن الشريشي والقرشي وغيرهما بدمشق ثم ولي قضاء بلده قبل اللنك ودرس وأفتى ثم ولي قضاء طرابلس في سنة عشر ثم ولاه المؤيد قضاء دمشق عوضا عن نجم الدين بن حجي في سنة تسع عشرة ثم في سنة ست وعشرين في أيام الأشرف وكانت مدته في الولايات يسيرة جدا الأولى ستة أشهر والثانية شهرا ونصفا ولما صرف في النوبة الثانية حصل له ذل كبير وقهر زائد وذهب غالب ما كان حصله في عمره ولحقه فالج فاستمر به إلى أن مات في ربيع الأول قاله ابن حجر.

وفيها أبو محمد عبد الله بن مسعود بن علي الحلبي المعروف بابن القرشية أخذ عن أبيه عن الوادياشي وعن أبي عبد الله بن عرفة وأبي علي عمر بن قداح الهواري وأحمد بن إدريس الزواوي شيخ بجاية أخذ عنه المسلسل بالأولية ومصافحة المعمرين وأبي عبد الله بن مرزوق في آخرين تتضمنهم فهرسته التي أجاز فيها لابن أخيه أبي الفرج سرور بن عبد الله القرشي وتوفي بتونس على ما ذكره ابن أخيه سرور.

وفيها زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن يوسف بن الحسن بن محمد الزرندي المدني الحنفي قاضي الحنفية بالمدينة المنورة ولد في ذي القعدة سنة ست وأربعين وسبعمائة بالمدينة وسمع على عز الدين بن جماعة وصلاح الدين العلائي وأجاز له الزبير بن علي الأسواني فكان خاتمة أصحابه وتوفي في ربيع الأول.

وفيها محيي الدين عبد القادر بن أبي الفتح محمد بن أبي المكارم أحمد بن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الشريف الحسني الفاسي الأصل المكي الحنبلي أخو قاضي سراج الدين عبد اللطيف الحنبلي ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمائة وقرأ وتفقه وناب في الحكم عن أخيه شقيقه سراج الدين المذكور وتوفي بمكة في يوم الأربعاء الثاني والعشرين من شعبان ودفن بالمعلاة قاله تقي الدين الفاسي في تاريخه.

وفيها نور الدين علي بن عبد الكريم الفوي قال ابن حجر سمع من الشيخ جمال الدين بن نباتة وأحمد بن يوسف الخلاطي وغيرهما وحدث بالكثير سمعت عليه السيرة النبوية لابن هشام ونعم الشيخ كان مات في خامس ذي الحجة وبلغ الستين.

وفيها نور الدين علي بن لولو قال ابن حجر كان عالما متورعا لا يأكل إلا من عمل يده ولم يتقلد وظيفة قط ولازم الاقراء بالجامع الأزه روغيره وانتفع الناس به وله مقدمة في العربية سهلة المأخذ مات في عشر الستين انتهى.

وفيها عيسى بن يحيى الريغي براء ومثناة تحية وغين معجمة نسبة إلى ريغة إقليم بالمغرب المغربي المالكي نزيل مكة قال الفاسي كان خيرا متعبدا معتنيا بالعلم نظرا وإفادة وله في النحو وغيره يد وسمع الحديث بمكة على جماعة من شيوخها والقادمين إليها وكان كثير السعي في مصالح الفقراء والطرحاء وجمعهم من الطرقات إلى البيمارستان المستنصري بالجانب الشامي من المسجد الحرام وربما حمل الفقراء المنقطعين بعد الحج إلى مكة من منى وجاو ربمكة سنين كثيرة تقارب العشرين وتأهل فيها بنساء من أعيان مكة ورزق بها أولادا وبها توفي ليلة الإثنين سلخ المحرم ودفن بالمعلاة وهو في عشر الستين ظنا.

وفيها محمد بن أحمد بن المبارك الحموي بن الخرزي الحنفي ولد قبل سنة ستين وسبعمائة واشتغل على الصدر منصور من أشياخ الحنفية بدمشق ثم سكن حماة وتحول إلى مصر بعد اللنك وناب في الحكم ثم تحول إلى دمشق ودرس وكان مشاركا في عدة فنون إلا أن يده في الفقه ضعيفة وكان كثير المرض وتوفي في شعبان.

وفيها بدر الدين محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن سليمان بن جعفر القرشي المخزومي الأسكندراني المالكي النحوي الأديب قال السيوطي في طبقات النحاة ولد بالأسكندرية سنة أربع وستين وسبعمائة وتفقه وتعانى الأدب ففاق في النحو والنظم والنثر والخط والمعرفة الشروط وشارك في الفقه وغيره وناب في الحكم ودرس بعدة مدارس وتقدم ومهر واشتهر ذكره وتصدر بالجامع الأزهر لأقراء النحو ثم رجع إلى الأسكندرية واستمر يقرىء بها ويحكم ويتكسب بالتجارة ثم قدم القاهرة وعين للقضاء فلم يتفق له ودخل دمشق سنة ثمانمائة وحج منها وعاد إلى بلده وتولى خطابة الجامع وترك الحكم وأقبل على الاشتغال ثم أقبل على أشغال الدنيا وأمورها فتعانى الحياكة وصار له دولاب متسع فاحترقت داره وصار عليه مال كثير ففر إلى الصعيد فتبعه غرماؤه وأحضره مهانا إلى القاهرة فقام معه الشيخ تقي الدين بن حجة وكاتب السر ناصر الدين البارزي حتى صلحت حاله ثم حج سنة تسع عشرة ودخل اليمن سنة عشرين ودرس بجامع زبيد نحو سنة فلم يرج له بها أمر فركب البحر إلى الهند فحصل له إقبال كثير وعظموه وأخذوا عنه وحصل له دنيا عريضة فبغته الأجل ببلد كلبرجة من الهند في شعبان قتل مسموما وله من التصانيف شرح الخزرجية وجواه رالبحور في العروض وتحفة الغريب في شرح مغنى اللبيب وشرح البخاري وشرح التسهيل والفواكه البدرية من نظمه ومقاطع الشرب ونزول الغيث وهو حاشية على الغيث الذي اسنجم في شرح لأمية العجم للصفدي وعين الحياة مختصر حياة الحيوان للدميري وغير ذلك روى لنا عنه غير واحد ومن شعره:

( رماني زماني بما ساءني * فجاءت نحوس وغابت سعود )
( وأصبحت بين الورى بالمشيب * غليلا فليت الشباب يعود )

وله في امرأة جبانة:

( مذ تعانت لصنعة الجبن خود * قتلتنا عيونها الفتانه )
( لاتقل لي كم مات فيها قتيل * كم قتيل بهذه الجبانة )

انتهى كلام السيوطي بحروفه ومن نظمه أيضاً:

( قلت له والدجى مول * ونحن بالأنس في التلاقي )
( قد عطس الصبح يا حبيبي * فلا تشمته بالفراق )

وله ملغزا في غزال:

( ان من قد هويته * محنتي في وقوفه )
( فإذا زال ربعه * زال باقي حروفه )

وفيها نجم الدين محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف الذروي الأصل الصعيدي ثم المكي الشافعي المعروف بالمرجاني ولد سنة ستين وسبعمائة بمكة وأسمع على العز بن جماعة وغيره وقرأ في الفقه والعربية وتصدى للتدريس والإفادة وله نظم حسن ونفاذ في العربية وحسن عشرة ورحل في طلب الحديث إلى دمشق فسمع من ابن خطيب المزة وابن المحب وابن الصيرفي وغيرهم بإفادة الياسوفي وغيره وكان يثني عليه وعلى فضائله وحدث قليلا فسمع منه ابن حجر وتوفي في رجب.

وفيها شمس الدين محمد بن سعد بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر بن سعد المقدسي الحنفي المعروف بابن الديري نسبة إلى مكان بمردا من جبل نابلس ولد سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين وسبعمائة وتعانى الفقه والاشتغال في الفنون وعمل المواعيد ثم تقدم في بلده حتى صار مفتيها والمرجوع إليه فيها وكانت له أحوال مع الأمراء وغيرهم يقوم فيها عليهم ويأمرهم بكف الظلم واشتهر اسمه فلما مات ناصر الدين بن العديم في سنة تسع عشرة استدعاه المؤيد فقرره في قضاء الحنفية بالقاهرة وكان قدمها مرارا فباشرها بصرامة وشهامة وقوة نفس ثم انمزج مع المصريين ومازج الناس وكان منقادا لما يأمر ويروم ابن البارزي ولما كملت المؤيدية قرر في مشيختها وظن أن السلطان لا يخرج عنه القضاء فجاء الأمر بخلاف ظنه فإنه لما قرره في المشيخة قال له استرحنا واسترحت يشير بذلك إلى كثرة الشكاوى عليه من الأمراء وكان ابن الديري كثير الازدراء بأهل عصره لا يظن أن أحدا منهم يعرف شيئا مع دعوى عريضة وشدة إعجاب مع شدة التعصب لمذهبه والحط على مذهب غيره سامحه الله وكان يأسف على بيت المقدس ويقول سكنته أكثر من خمسين سنة ثم أموت في غيره فقدرت وفاته به في سابع ذي الحجة واستقر ولده سعد الدين في مشيخة المؤيدية.

وفيها المولى حافظ الدين محمد بن محمد الكردي الحنفي المشهور بابن البزازي له كتاب مشهور من الفتاوى اشته ربالفتاوى البزازية وكتاب في مناقب الإمام الأعظم وكتاب في المطالب العالية نافع جدا ولما دخل بلاد الروم ذاكر وباحث المولى الفناري وغليه في الفروع وغلبه الفناري في الأصول وتوفي في أواسط رمضان.

وفيها شرف الدين يعقوب بن جلال واسم جلال رسولا ويسمى أيضا أحمد الرومي الحنفي العجمي الأصل المصري المولد والدار والوفاة المعروف بالتباني بفتح المثناة الفوقية وتشديد الموحدة التحتية لسكنه بالتبانة خارج القاهرة نشأ بالقاهرة وتفقه بوالده وغيره وبرع في الفقه والأصلين والعربية والمعاني والبيان وأفتى ودرس سنين وولي وكالة بيت المال ونظر الكسوة ومشيخة خانقاه شيخون وكان ذا همة عالية ومكارم وبرا وإيثار وصدقة وحرمة في الدولة وكلمة مسموعة وصلة بالأمراء والأكابر واختص بالملك المؤيد شيخ اختصاصا كثيرا وعظم وضخم وتردد الناس إلى بابه وهو مع ذلك ملازم للاشتغال والاشغال مع الديانة والصيانة قاله في المنهل الصافي وشرع في شرح المشارق وتوفي بالقاهرة فجأة يوم الأربعاء سادس عشر صفر عن نيف وسبعين سنة واستقر بعده في الشيخونية سراج الدين قاري الهداية.

مواليد

وفيات