چام (شعب)


تشام
Cham Muslims Cambodian.JPG
مسلمون تشام في كمبوديا (~٢٠٠٧)
التعداد الكلي
~٥٠٠ ألف
مناطق الوجود المميزة
 كمبوديا ٣١٧ ألف[1]
 ڤيتنام ١٢٧ ألف[2]
 لاوس ١٥ ألف[2]
 ماليزيا ١٠ آلاف
 تايلند ٤ آلاف
 الولايات المتحدة ٣ آلاف
 فرنسا ١ ألف
اللغات

لغة تشامية, لغة ملايو, لغة خميرية, لغة فيتنامية, لغة تاميلية

الدين

تشام كمبوديا: معظمهم مسلمون سنة؛ مع وجود أقليات شيعة، هندوس، وملحدون/لاأدرية.[3]
تشام فييتنام: معظمهم هندوس؛ مع وجود أقليات مسلمة وبوذية، وموفقون بين معتقدات مختلفة.[4][5]

المجموعات العرقية القريبة

جاراي، آچه، ملايو وأسترونيزيون من عرقيات جنوب شرق آسيا.

عرقية تشام عرقية في جنوب شرق آسيا. مركز وجودهم بين ولاية كامبونگ تشام في كمبوديا وفي فييتنام في مناطق فان رانگ - ثاب تشام، فان ثييت, مدينة هو تشي مينه وأن گيانگ. كما يقيم حوالي ٤ آلاف تشامي في تايلاند; حيث انتقل كثير منهم إلى باتاني, ولاية ناراثيوا, ولاية يالا, وولاية سونخلا للعمل. يشكل التشام مركز التواجد المسلم في كمبوديا وفيتنام.[3]

التشام بقايا مملكة تشامپا (التي أقيمت بين القرن الـ٧ والـ١٥ م). وهم أقرباء لغيرهم من الأسترونيزيون ويتحدثون باللغة التشامية, وهي لغة ملايو-پولينيزية من عائلة اللغات الأسترونيزية (القسم الفرعي: أتشيه-تشامية).

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تاريخهم

تصوّر لجندي بحرية تشامي يحارب الخمير, نقش تضاريسي على الحجر في بايون
امتداد مملكة تشامپا تاريخيا (باللون الأخضر) حوالي ١١٠٠م

يرجح أن يكون أسلاف التشام قد هاجروا من جزيرة بورنيو.[6] وترجع مكتوبات صينية تذكر مملكة تشامپا إلى القرن الثاني الميلادي. في عهد ازدهارها في القرن التاسع الميلادي، تحكمت المملكة في أراضي امتدّت من هْوَىٰ في وسط تاي وين إلى دلتا ميكونگ في كوتشين الصين. وكان سبب ازدهارها تجارة خشب الصندل والعبيد و-غالباً- القرصنة

يذكر الدمشقي في ١٣٢٥م ما يعني أن «بلاد التشامپا يقطنها مسلمون ومشركون. وجائها الدين الإسلامي في عهد عثمان ابن عفان وعلي ابن ابي طالب، وأن كثرة من المسلمين الّذين هجّرهم الأمويون والحجاجُ ابن يوسف فرّوا إلى تلك المنطقة.

وفي القرن الثاني عشر الميلادي جرت سلسلة من الحروب بين التشام والخمير الذين كانوا يسكنون إلى الغرب. وفي ١١٧٧ م هاجم التشام وحلفائهم العاصمة الخميرية من بحيرة تونلي ساب ودمّروها. لكن في ١١٨١ م غلبهم الملك الخميري جاياوارمان السابع.

بين صعود الدولة الخميرية حوالي سنة ٨٠٠ م واحتلال فييتنام الأراضي الواقعة إلى جنوبها، بدأت المملكة التشامية في الانقلاص. في ١٤٧١ م أوقع فيهم الفيتناميون هزيمة ساحقة ذهب فيها ١٢٠ ألف نفر بين قتيل وأسير، وتقلّص نطاق المملكة إلى جيب صغير محاط به قرب نيا ترانگ. في وقت ما بين عامي ١٦٠٧ و١٦٧٦ م، دخل ملك التشامپا في الإسلام، وفي تلك الفترة أصبح الإسلام سمة مهيمنة على المجتمع التشامي.

أنتج الامتداد المتزايد للدولة الفيتنامية عام ١٧٢٠م أنها ضمّت مملكة التشامپا إلى أراضيها واضطهد الملكُ الفيتنامي «ميني مانگ» أهلها التشايين. وأسفر ذلك عن هجرة الملك المسلم الأخير للتشامپا «بو تشين» مع قومه - من كان منهم في اليابسة - إلى كمبوديا في الجنوب، حين هاجر سكّان الساحل إلى ترنگانو في ماليزيا. كما فرّت مجموعة صغيرة إلى الشمال حيث جزيرة هاينان الصينية التي يُعرفون فيها اليوم باسم الـ«أُتسُل». ولا زالت المنطقة التي هاجر إليها الملك وأهل اليابسة تُعرَف بمقاطعة كمبونگ تشام، وتشتّتوا فيها إلى مجموعات قنطت وراء نهر الميكونگ. لكن لم يهاجر كل المسلمين التشامپا وبقيت منهم مجموعات في مقاطعات «نيا ترانگ» و«فان رانگ» و«فان ري» و«فان ثيات» في وسط فيتنام.

في الستينات ظهرت تحرّكات ثورية مطالبة بحرية التشام وبإنشاء دولة لهم. ومنها جبهة تحرير التشام (FLC - Le Front pour la Libération de Cham) وجبهة تحرير المرتفعات (Front de Libération des Hauts plateaux). وسعت الأخيرة للتعاون مع قبائل أخرى من سكّان الهضاب، وكان اسمها بين عامي ١٩٤٦ و١٩٦٠ جبهة القوميات الصغيرة ثمّ غيّرت اسمها عام ١٩٦٠ ثمّ أُدْمِجَت مع الأولى في الستينات ليشكّلا «الجبهة الموحَّدة لتحرير العرقيات المضطهدة (Front unifié pour la Libération des Races opprimées FULRO). واليوم لا توجد تحرّكات انفصالية ولا سياسية بنفس القدر.


الإبادة الجماعية

كتب أندرو بيران في مجلة تايم (النسخة الآسيوية) مقالة[7] عام ٢٠٠٣ أعلن فيها ارتكاب الخمير روج إبادة جماعية ضد أقلية التشام المسلمة في كمبوديا. وخلال الإبادة، قتّلت الحكومة أعدادا فائقة من التشام مقارنة بعدد قتلى الخمير. واستنتج «عيسى عثمان»، وهو باحث في مركز التوثيق في كمبوديا، قائلاً :«عدد القتلى قد يصل إلى نصف المليون، فقد اعتبرهم الخمير روج عدوّهم الرئيس وكانت خطّتهم أن يبيدوهم جميعاً لأنّهم برزوا مختلفين: عبدوا إلٰه مختلف وطعموا غذاء مختلف كما أنّ أسمائهم ولغتهم مختلفة أي أنّهم كانوا يعيشون بأساسيّات وقواعد مختلفة. وحيث أنّ الخمير روج أرادوا المساواة بين الجميع، لمّا مارس التشام الإسلام لم يبان أنّهم متساوون. لذا عوقِبوا.» [8]

اليوم

Young E De people, members of the mountain Chamic
خريطة توزيع الچام في جنوب شرق آسيا اليوم

غالبية تشام فيتنام هندوس, في حين أنّ تشام كمبوديا غالبيتهم مسلمون.[4][5] كما أنّ عدد صغير من التشام الشرقيون "فيتنام" يدينون بالإسلام أيضاً، إضافة إلى قلّة يدينون ببوذية ماهايانا. هاجر كثرة منهم إلى فرنسا في أواخر الستينات عندما اندلعت حرب أهلية في مدينة سايگون.

و٨٨٪ من تشام كمبوديا مسلمون،[3] وأُتْسُل هاينان مسلمون أيضاً. وأدّى انعزال مسلمي وسط فيتنام - وهم تشام - إلى ازدياد ازدواج البوذية مع إسلامهم حتّى رجوع إتّصالهم مع المجتمعات المسلمة الأخرى من أنحاء العالم في مدن فيتنام، ويعتبر الإسلام هناك في نهضة حيث تبنى مساجد جديدة. خلال حكم الخمير روج في كمبوديا عانىٰ المسلمون هناك الكثير وخسروا ما قد يقارب نصف عددهم، وخسروا ما يفوق باقي العرقيات. مثلاً قُتِلَ أغلب أئمّتهم ولم يبقى سوى ٢١ من أصل ١١٣ إماماً - أي ١٩٪ - ولم يبقى سوى ١٥٪ من مساجد كمبوديا حسب التقديرات.[9]

ويتواجد مهاجرون تشام في ماليزيا كما أنّ العلاقات التي تربط بين التشام والولاية الماليزية «كلنتن» عريقة. ويعترف دستور ماليزيا بحق التشام للجنسية الماليزية ووضعهم من حيث البوميپوترا، ويستمر التواصل القوي بين تشام ماليزيا وتشام فيتنام القانطون ضفاف نهر الميكونگ.

الديانة

معابد «مي سون» ضمن أهم مواقع التشام المقدّسة

أوّل[بحاجة لمصدر] ديانات التشامپا كانت نوع من الهندوسية الشايوية، وأتت بحراً من الهند. ولمّا توقّف التجّار العرب على امتداد ساحل فيتنام في طريقهم إلى الصين بدأ الإسلام يؤثّر حضارة التشام.

وغير معلوم تاريخ وصول الإسلام للتشامپا أول مرة، لكن وجدت مقابر إسلامية ترجع إلى القرن الـ١١ م. وعادةً يُفتَرَض ان الإسلام اتى لمنطقة الهند الصينية بعد وصوله إلىٰ الصين (حيث وصل في عهد تانغ أي ٦١٨-٩٠٧ م) بفترة طويلة، وأن التجار العرب وصلوا للتشام دون غيرهم، وان هذا قد يفسّر سبب ربطهم بالإسلام في المنطقة دون غيرهم.

غالبية التشام وبالذات في كمبوديا يتّبعون الإسلام ويقيمون فرائضه متضمّنين الصلوات الخمس وصوم رمضان والحج إلى مكة المكرمة. ولسنين عدة، اشترك ممثلون من كمبوديا في مسابقات تلاوة القرآن الكريم السنوية المقامة في كوالا لامبور. ويدير تشام كمبوديا مدارس إسلامية ويرأسهم مفتي.

وتوجد جماعة صغيرة يسمّون أنفسهم «قوم جمعة» ويتّبعون نسخة مستحدثة محلّياً من العقيدة الإسلامية فيصلّون في الجمعة فقط ولا يقيمون من رمضان سوى ٣ أيام. لكن بعض أعضاء تلك الجماعة انضمّوا للمجتمع التشامي الصالح إسلامه وقد يكون سبب ذلك تأثير أعضاء اسرهم عليهم ممن درس الإسلام في الخارج.

كان التشام يزيّنون معابدهم برسوم تضاريسية على الصخر، مصوّرين آلهتهم، مثلاً گارودا وهو يحارب ناگا (القرن الثاني أو الثالث عشر الميلادي)

غالبية الطائفة الهندوسية من التشام البالغ عددها ٥٠ ألف من طبقة كشاتريا ناگاوامشي.[10] وأقلّية كبيرة براهمين.[11] تعرف المعابد الهندوسية عندهم بالـ«پيمونگ» وقوّادهم بالـ«هالاو تاموناي اهير». في مقاطعة نيني ثوان حيث يسكن كثير من تشام فيتنام، تشام بالامون الهندوس عددهم ٣٢ ألف وتشام بني المسلمون عددهم قرابة ٢٢ ألف. من أصل ٢٢ قرية في المقاطعة ١٥ منهم هندوس و٧ مسلمون.[12]

أعلام التشام

  • تشى بونغ نيا, آخر ملك قوي من ملوك التشام
  • تشى ليني, مغنّي
  • سيني تشامي, ممثّل شاب من سنغافورة

طالع أيضاً

مصادر

  1. ^ مشروع يوشع
  2. ^ أ ب قومية تشام غرب كمبوديا
  3. ^ أ ب ت http://worldmap.org/maps/other/profiles/cambodia/Cambodia%20Country%20Profile.pdf
  4. ^ أ ب http://www.everyculture.com/wc/Tajikistan-to-Zimbabwe/Cham.html
  5. ^ أ ب The Garland handbook of Southeast Asian music By Terry E. Miller, Sean Williams. Pg. 326
  6. ^ Anne-Valérie Schweyer Le Viêtnam ancien (Les Belles Lettres, 2005) p.6
  7. ^ Kate McGeown. Laos' forgotten Hmong, BBC, 2 July 2003 "Andrew Perrin, a journalist from Time Asia magazine"
  8. ^ Andrew Perrin, Weakness in Numbers: Muslim minorities across Asia are under siege—and their persecution fuels fundamentalists, مجلة تايم, ١٠ مارس ٢٠٠٣ p.1,,2
  9. ^ Cambodia and Islamism: Courting the Cham: A cultural revival gathers pace. So do worries about fundamentalism, الإكونومست, بتاريخ ٣٠ سبتمبر ٢٠١٠، بنوم بنه.
  10. ^ India's interaction with Southeast Asia, Volume 1, Part 3 By Govind Chandra Pande, Project of History of Indian Science, Philosophy, and Culture, Centre for Studies in Civilizations (Delhi, India) p.231,252
  11. ^ http://www.state.gov/g/drl/rls/irf/2004/35433.htm
  12. ^ Champa and the archaeology of Mỹ Sơn (Vietnam) by Andrew Hardy, Mauro Cucarzi, Patrizia Zolese p.105

مراجع

  • Taylor, Philip (2007) Cham Muslims of the Mekong Delta: Place and Mobility in the Cosmopolitan Periphery, Singapore: University of Singapore Press.
  • Dổ Hải Minh (1965) "Dân Tộc Chàm Lược sử" Saigon.
  • Hourani, George F. (1979) "Arab Seafaring" Princeton University Press, New Jersey.
  • Tarling, Nicholas (1992) "The Cambridge History of Southeast Asia" vol.1 Cambridge University Press, Cambridge.
  • Salim, Maryam. (2005) "The Laws of Kedah, 220 Hijrah" A text translation from jawi script to rumi script Dewan Bahasa dan Pustaka, Malaysia.

وصلات خارجية