پييترو أرتينو

Pietro Aretino
Pietro Aretino, by Titian (مجموعة فريك)
Pietro Aretino, by Titian (مجموعة فريك)
وُلِد19 or (1492-04-20)20 أبريل 1492
آرتسو، جمهورية فلورنسا (حالياً: توسكانيا، إيطاليا)
توفي21 أكتوبر 1556(1556-10-21) (aged 64)
البندقية، جمهورية البندقية (present-day Veneto، إيطاليا)
الوظيفةAuthor, playwright, poet, satirist
العرقItalian
The Death of Pietro Aretino by Anselm Feuerbach.

پييترو أرِتينو ( Pietro Aretino ؛ الأمريكي /ˌɑːrɪˈtn,_ˌærʔ/,[1][2] النطق بالإيطالية: [ˈpjɛːtro areˈtiːno] ؛ عاش 20 أبريل 1492[3]21 اكتوبر 1556) كان كاتباً وكاتباً مسرحياً وشاعر وساخر إيطالي ذا تأثير هائل على الفن المعاصر والسياسة واخترع الأدب الإباحي.[4] He was one of the most influential writers of his time and an outspoken critic of the powerful.[5] Owing to his communications and sympathies with religious reformers, he is considered to have been a Nicodemite Protestant.[6][7][8][9]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

Pietro Aretino, in Titian's first portrait of him
Portrait of Pietro Aretino from the very rare line engraving of ماركانطونيو رايموندي.
St Bartholomew (Aretino was the model) displaying his flayed skin, in Michelangelo's The Last Judgment in the Sistine Chapel.

وكأن الأقدار أرادت أن تخلد ذكرى عام 1492 فقدرت أن يولد بيترو أريتينو، المنكل بالأمراء، وأمير المبتزين المغتصبين، كما قدرت أن يخرج إلى العالم في يوم الجمعة الحزينة من ذلك العام. وكان والده حذاء فقيراً في أرتسو لا نعرف من اسمه إلا لوكا Luca. وسمي بيترو في الوقت المناسب، كما كان يسمى كثيرون غيره من الأيطاليين، باسم مسقط رأسه فصار أريتينو. وكان أعداؤه يصرون على أن أمه كانت عاهراً؛ ولكنه كان ينكر ذلك ويقول إنها كانت فتاة حسناء تدعى تيتا Tita يتخذها المصورون نموذجاً لرسم صورة العذراء، غير أنها في ساعة من الاستهتار حملت بييترو وهي في أحضان عشيق عارض ولكنه نبيل يدعى لويجي باتشي Luigi Bacci. ولم يكن أريتينو يعبأ بأنه نغل، لأن له زملاء ممتازين من هذا الصنف من الناس، كذلك لم يكن أبناء لويجي الشرعيون يغضبهم أن يسميهم بيترو، بعد ان ذاع صيته، اخوته. لكن أباه كان هو لوكا.

ولمما أتم الثانية عشرة من عمره شرع يعمل لكسب عيشه، فاشتغل مساعد مجلد كتب في بيروجيا؛ وهناك درس الفن دراسة تكفي لأن تجعله فيما بعد نقاداً وخبيراً ممتازاً. ورسم هو بعض الصور الملونة. واتفق أن كانت في أشهر ميادين بيروجيا صورة دينية يعزها أهل المدينة ويجلونها، تمثل صورة مجدلية خاشعة عند قدمي المسيح. فما كان من أريتينو في إحدى الليالي إلا أن رسم عوداً في أحضان مجدلية فحول بذلك دعاءها إلى أغنية. ولما استشاطت المدينة غضباً من هذه الفعلة الطائشة، تسلل بيبرو من بيروجيا وأخذ يطوف في إيطاليا، فعمل خادماً في روما، ومغنيا في شوارع فيتشندسا، وصاحب نزل في بولونيا. واشتغل فترة من الزمان في مطبخ بعض السفن وعاملا مأجوراً في دير، لكنه طرد منه لاتهامه بالدعارة، فعاد إلى روما (1516)، حيث عمل خادماً عند أجوستينو تشيجي. ولم يكن الرجل المصرفي يقسو في معاملته، ولكن أريتينو كان قد كشف عما امتاز به من عبقرية، وتضايق من الاشتغال بالخدمة؛ فكتب قطعة من الهجاء اللاذع يصف فيها حياة الخادم الحقير الذي يقضي وقته في تنظيف المراحيض، وتلميع المباول... وإشباع شهوات الطباخين ورؤساء الخدم، ولا يلبث أن يرى جسمه مرقطاً ومزداناً بالزهري"(6). وعرض قصائده على بعض ضيوف تشيجي، وترامت الأنباء بأن بيترو أحد الهجائين لساناً وأعظمهم فكاهة. وبدأت قصائده تنتشر، وسر منها البابا ليو، وبعث في طلب مؤلفها، وضحك من فكاهته الخشنة الصريحة، وضمه إلى الموظفين البابويين ليكون في مركز وسط بين الشاعر والمهرج، وظل بيترو ثلاث سنين في خدمة البابا يستمتع بلذيذ المأكل والمشرب.

ثم مات ليو فجأة، وبدأ أريتينو حياة التجوال مرة أخرى. ولما أبطأ مجمع الكرادلة في اختيار من يخلفه، كتب عدة قصائد يهجو فيها الناخبين والمرشحين، ولصقها على تمثال بسكوينو Pasquino وأخذ يكيل السخرية لكثيرين من الكبار حتى لم يكد يبقى له في المدين كلها صديق. ولما انتخب أدريان السادس، وبدأ حملة للإصلاح نفر منه أهل المدينة، فر بيترو إلى فلورنس، ثم إلى مانتوا (1523)، حيث عينه فيديريجو شاعر بلاطه بمرتب غير كبير. ولما استجيب دعاء روما ومات أدريان، وجلس ثري من آل ميديتشي مرة أخرى على عرش العروش، بادر بيترو بالذهاب إلى العاصمة كما بادر بالذهاب إليها آلاف غيره من الشعراء، والفنانين، والأوغاد، والرقعاء. وما كان يصل إليها حتى قضى بنفسه على ما لقيه فيها من ترحيب.

ذلك أن جوليو رومانو كان قد رسم عشرين صورة ، تصف عدة مواقف غرامية مختلفة. ووضع مركانتونيو نقوشاً محفورة لهذه الصور، "وكتب بيترو أريتينو". كما يقول فاساري "أغنية بلغت من الفحش درجة لا أستطيع معها أن أقول أيهما شر من الأخرى: الرسوم أو الألفاظ"(7). وتداول المفكرون الصور والأغاني حتى وصلت إلى جبيرتي Giberti وهو الموظف المنوط ببحث حالات موظفي الحكومة البابوية ولياقتهم لوظائفهم، وكان هذا الموظف معروفاً بعدائه لأريتينو. وسمع بذلك بيترو فخرج من المدينة هائماً على وجهه مرة أخرى. ولما وصل إلى بافيا افتتن به فرانسس الأول الذي أوشك أن يفقد كل شيء عدا الشرف. وفي ذلك الوقت بدل أريتينو موضوعه، وانقلب من النقيض إلى النقيض، ودهشت لذلك روما وحبست أنفاسها من فرط الذهول؛ فقد كتب ثلاثة قصائد في المديح، واحدة منها عن كلمنت، وثانية عن جبيرتي، وثالثة عن فيديريجو. وشفع له المركيز لدى البابا، ورق له قلب جبيرتي، وأرسل كلمنت في طلب أريتينو وعينه فارساً في رودس ورتب له معاشاً. وقد وصفه فرانتشيسكو بيرتي منافسه الوحيد بين الهجائين وقتئذ بقوله:

إنه يسير في شوارع روما في زي الأدواق، ويشترك في جميع مغامرات الأشراف، ويشق لنفسه الطريق بالإهانات المتخفية في الألفاظ الماكرة الخادعة. وهو يجيد الحديث، ويعرف كل قصة من قصص الطعن والتشهير في المدينة. ويسير متأبطاً أذرع أفراد أسرة أوست وجندساجا، ويستمع هؤلاء إلى ثرثرته: وهو يحترمهم ولكنه يشمخ بانفه على كل واحد سواهم، ويعيش من هباتهم، والناس يخشونه لما له من قدرة على الهجاء، ويسره أن يستمع الناس يصفونه بأنه ساخر نمام وقح. وكل ما كان يحتاجه أن يظفر بمعاش، وقد حصل عليه من البابا بعد ان وجه له قصيدة من الدرجة الثانية(8).

ولم يكن أريتينو يشك في أنه سيحصل على هذا كله. وكأنما أراد أن يثبت هذا فطلب إلى سفير مانتوا أن يرجو فيديريجو أن يهبه "قميصين مطرزين بالذهب... وآخرين مشغولين بالحرير، ومعها قلنسوتان من الذهب". فلما أبطأت عليه هذه المطالب أنذر بأنه سوف يهجو المركيز هجوا يقضي عليه من فوره. وحذر السفير فيديريجو من هذا بقوله: "إن سموك لتعلم قوة لسانه؛ ولن أقول لك شيئاً غير هذا". وسرعان ما وصلت أربعة قمصان مطرزة بالذهب، وأربعة مطرزة بالحرير، وقلنسوتان من الذهب، وقبعتان من الحرير، وكتب السفير يقول: "إن أريتينو راض قانع". وكان في وسع بيترو أن يرتدي وقتئذ رداء الأدواق.

وقضى على فترة الرخاء الثانية في روما حادث روائي إلى إصابته خفية بطعنات خنجر. وتفصيل ذلك أن أريتينو قال أبياتاً أهان بها فتاة تعمل في مطبخ جبيرتي، فهاجمه خادم آخر من خدم جبيرتي يدعى أتشيلي دلا فولتا Achille della Volta في أحد شوارع المدينة في الساعة الثانية صباحاً (1525)، وطعنه بخنجر في صدره طعنتين، كما طعنه طعنة شديدة في يده اليمنى أدت إلى بتر إصبعين من أصابعهما. ولم تكن الجراح مميتة، وسرعان ما شفي منها أريتينو، وطالب باعتقال أتشيلي، ولكن كلمنت وجبرتي لم يتدخلا في الأمر. وظن بيترو أن جبيرتي يعمل لقتله، فاستقر رأيه على أن الوقت قد آن للطواف مرة أخرى بإيطاليا، فانتقل إلى مانتوا والتحق مرة أخرى بخدمة فيديريجو (1525). ولما سمع بعد عام من ذلك الوقت أن جيوفني دلى باندى نيرى يجهز جيشاً يقصد به غزو فرندسبرج، ثارت في نفسه ذرة خفية من النبل والكرامة، فسافر راكباً نحو مائة ميل لينضم إلى جيوفني في لودى Lodi. وغلى كل ما في عروقه من الدم حين فكر في أنه وهو الشاعر المسكين قد يصبح رجل جد وعمل، وأنه قد يبلغ من أمره أن ينشئ لنفسه إمارة يتولى هو رياستها، بدل أن يكون مجرد خادم مهين لأمير.

والحق أن القائد الشاب كان كريماً معه كرم دون كيشوت، فوعده بأن يجعله مركيزاً إن لم يكن أعظم من مركيز. ولكن جيوفني الباسل قتل، وخلع أريتينو الخوذة التي أعطيها وعاد إلى مانتوا وإلى قلمه.

وألف وقتئذ تقويماً هزلياً لعام 1527 تنبأ فيه بنبوءات سخيفة أو سيئة لمكن كلن يبغضهم، وضم إلى ضحايا قلمه البابا كلمنت لغضبه عليه بسبب ضعف المعونة التي قدمها إلى جيوفني دلى باندي وتردده في تقديمها. وأظهر كلمنت دهشته من أن يأوى فيديريجو مثل هذا العدو للبابوية الذي لا يظهر لها شيئاً من الإجلال، فما كان من فيديريجو إلا أن نفح أريتينو بمائة كرون وأشار عليه بأن يبتعد عن متناول يد البابا. فر عليه بيترو بقوله: "سأذهب إلى البندقية، ففي البندقية وحدها تمسك العدالة بكفتين متزنتين".. ووصل إليها في شهر مارس عام 1527، واتخذ له بيتاً على القناة الكبرى. وافتتن بالمناظر التي كان يراها من وراء الأمواه الضحلة، وبحركة المرور التي كان يشاهدها فيما أسماه "أجمل طريق كبير في العالم كله"؛ وكتب في ذلك يقول: "لقد استقر رأيي على أن أعيش في البندقية طول حياتي". وبعث بخطاب يهدي فيه تحياته وثناءه العظيم إلى الدوج أندريا جبيرتي، ويمتدح فيه جمال البندقية وجلالها وعدالة شرائعها، وما يستمتع به أهلها من أمن وطمأنينة، وإيواءها اللاجئين السياسيين والمفكرين، واضاف إلى ذلك في عظمة وجلال: "أنا، الذي قذفت الرعب في قلوب الملوك.. أسلم نفسي إليكم يا آباء شعبكم"(9). وقدره الدوج التقدير الذي قدر به نفسه، وأكد له أنه سيبسط عليه حمايته، ووظف له معاشاً، وشفع له عند البابا، وبقي أريتينو مقيما في البندقية وفياً لها طوال السنين التسع والعشرين الباقية من حياته، وإن كانت قد جاءته الرسائل تدعوه إلى الإقامة في بلاط الكثيرين من رؤساء البلاد الأجنبية.

ويشهد ما جمعه في بيته الجديد من أثاث وتحف فنية بما كان لقلمه من قوة، لأن هذا كله إنما صنع أو جمع نتيجة لكرم أنصاره أو خوفهم منه. من ذلك أن نتورتو نفسه هو الذي نقش سقف حجرات بيترو الخاصة، وسرعان ما ازدانت جدرانها بصور من عمل تيشيان، وسباستيانو دل بيومبو، وجيوليو رومانو، وبرندسينو، وفاساري؛ وكان في الدار تماثيل من صنع ياقوبو سانسو فينو، وألسندرو فتوريا. وكانت فيها علبة من خشب الأينوس تحوي الرسائل التي تلقاها أريتينو من الأمراء، والأحبار، وقواد الجيوش، والفنانين، والشعراء، والموسيقيين، وكرائم السيدات؛ وقد نشر هذه الرسائل فيما بعد في مجلدين يحتويان على 875 صفحة كثيرة السطور. وكان في الدار فوق ذلك صناديق وكراسي محفورة، وسرير من خشب الجوز يليق بجسم بيترو الذي كان قد تضخم. وكان أريتينو يعيش وسط هذا الترف وهذه التحف الفنية، يرتدي ثياب الأمراء، ويوزع الصدقات على الفقراء من الجيران، ويولم الولائم لعدد لا يحصى من الأصدقاء وللعشيقات اللاتي اتخذهن واحدة بعد واحدة.

ترى من اين جاء بالمال الذي يحيا به هذه الحياة المترفة؟ لقد جاء يبغضه من بيع كتاباته للناشرين، وبعضه من الهدايا والمرتبات التي كان يبعث بها إليه من يخشى سخريته أو يلتمس مديحه من الرجال والنساء. وكان أكثر الناس يقظة وشأناً في إيطاليا يسارعون إلى ابتياع ما يخطه قلمه من هجاء، وقصائد؛ ورسائل، ومسرحيات، وكلهم حريص على أن يعرف ما يقوله عن الأشخاص والحوادث، ويسر من هجماته على ما هو منتشر في تلك الأيام من سفاد، ونفاق، وظلم، وسوء خلق. وقد أضاف أريستو إلى الطبعة التي أصدرها في عام 1532 من أرلندو فيوزيوسو Orlando Furioso يتبين من الشعر أضافا لقبين إلى اسم بيترو إذ قال: "انظروا إلى المنكل بالأمراء، بيترو أريتينو القدسي؛ وسرعان ما أصبح الطراز المألوف أن يتحدث الناس عن أكبر كاتب فظ بذئ في ذلك الوقت بـأنه "قدسي".

وذاعت شهرته في أنحاء القارة الأوربية، وسرعان ما ترجم هجاؤه إلى اللغة الفرنسية، وجمع أحد باعة الكتب في شارع سان جاك في باريس ثروة طائلة من بيعها مفردة(11)، ورحب بها سكان إنجلترا، وبولندا والمجر، وقال في ذلك أحد معاصريه إن أريتينو ومكيفلي هما دون غيرهما المؤلفان اللذان تقرأ مؤلفاتهما في ألمانيا، وفي روما حيث يقيم ضحايا قلمه المحببون كانت كتاباته تنفذ في يوم نشرها، وإذا جاز لنا أن نأخذ بتقديره هو فإن ايراده من مؤلفاته المختلفة بلغ ألف كرون (12.500 دولار؟) في العام الواحد. وفضلا عن هذا فإن "كيمياء قلمي قد جاءت إلي بأكثر من 25.000 كرون ذهبي من أشحاء مختلف الأمراء". وكان الملوك، والأباطرة، والأدواق، والبابوات، والكرادلة، والسلاطين، والقراصنة، ممن يعطونه الجزية عن يد وهم صاغرون. وهاهو ذا شارل الخامس يعطيه طوقاً يقدر بثلاثمائة كرون، وفيليب الثاني يعطيه طوقاً آخر يقدر بأربعمائة، وفرانسس الأول يهبه سلسلة أعظم منها قيمة(12). وكان فرانسس وشارل يتنافسان في كسب مودته بما يعدانه به من معاش ضخم، وقد وعده فرانسس بأكثر مما وهبه، وقال عنه أريتينو: "لقد كنت أجلَه أعظم إجلال، ولكن عجزي عن استثارة سخائه والحصول من هذه الاستثارة على المال ليكفي لأن يبرد أفران مورانو (الضاحية التي تتركز فيها صناعة الزجاج، بالبندقية)"(13). وعرض عليه لقب "فارس" من غير أن يصحب اللقب إيراد ما، فرفضه وقال "إن الفروسية بلا دخل كالجدار الذي لا يحمل علامة "ممنوع" فعنده يرتكب كل إنسان ما يشاء من المضايقات"(14). وهكذا سخر أريتينو قلمه للثناء على شارل وخدمه بإخلاص لم يألفه قط. ودعي مرة لمقابلة الإمبراطور في بدوا، فلما أقبل على المدينة خرجت جموع كبيرة تحييه كما تحيي أعظم العظماء المشهورين، وآثر شارل أريتينو على جميع الحاضرين فاختاره للركوب إلى جانبه وهو يطوف بالمدينة، وقال له:

"إن كل سميذع في أسبانيا يعرف كتاباتك، ويقرأ كل ما يصدر منها فور طبعه". وجلس ابن الحذاء في تلك الليلة عن يمين الإمبراطور، الذي دعاه لزيارة أسبانيا، فرفض بيترو بعد أن عرف ما هي البندقية. وكان أريتينو وهو جالس إلى جانب فاتح إيطاليا أول مثل لما أسماه الناس بعدئذ قوة القلم، فما من نفوذ شبيه بنفوذه ظهر بعدئذ في الأدب حتى جاء فلتير.

وقلما يسترعي هجاؤه انتباهنا في هذه الأيام، ذلك أن قوته تعتمد في الغالب على الإشارات اللاذعة لحوادث محلية، وثيقة الصلة بظروف ذلك الوقت إلى حد يحرمها من أن يكون لها أثر دائم. وكان سبب انتشار ذلك الهجاء وشهرته أنه يصعب على الإنسان ألا يستمتع بكشف عورات غيره من الناس، ولأن قائله يعرض بالمساوئ الحقة، ويهاجم بشجاعة العظماء والأقوياء، ولأنه حشد جميع ما في لغة الشوارع من قوة لخدمة الأدب والتجريح الأدبي النافع. وقد استغل أريتينو اهتمام الناس الفطري بالشؤون الجنسية وبالخطايا، فكتب في ذلك أحاديث Ragionamenta بين العاهرات عن أسرار الراهبات، والزوجات، والعشيقات وأعمالهن. وكانت الصفحة الأوبى من الكتاب تعلن أنه محاورات نانا وأنطونيو... ألفه أريتينو القدسي لقرده المدلل كبريتشيو Capricio، ولإصلاح شأن طبقات النساء الثلاث. قدم للطباع في هذا اليوم من شهر إبريل سنة 1533 بمدينة البندقية الذائعة الصيت"(15). وفي هذا الكتاب يستبق أريتينو ما تتسم به كتابات ربليه Rabelais من فحش، وسخرية، وولع بالأوصاف يصل إلى حد الجنون، وهو يهيم حباً بالعبارات التي لاتزيد على أربعة أسطر، ويؤلف منها أحياناً عبارات فذة مدهشة كقوله: ("أراهن بروحي نظير حبة فستق")، وأوصافاً رائعة كوصفه الزوجة الحسناء التي فيسن السابعة عشرة والتي هي "أجمل قطعة من اللحم أظن أني لقيتها في حياتي"- والتي تزوجت برجل في سن الستين، واعتادت المشي وهي نائمة تتخذه وسيلة لمقارعة حراب الليل"(16). والنتيجة التي تستخلص من المحاورات هي أن المومسات أجدر طبقات النساء الثلاث بالمديح، لأن الزوجات والراهبات ينكثن بأيمانهن، أما الموسمات فيعشن كما تحتمه عليهم حرفتهن، ويقضين الليلة في أداء ما تناولن عنه أجرهن. ولم تروع أقواله إيطاليا، بل تلقتها بالضحك والابتهاج.

منظر إباحي، بريشة إدوار-هنري أڤريل، 1892، موضحاً Sonetti lussuriosi لپييترو أرتينو.

وألف أريتينو في ذلك الوقت نفسه أكثر مسرحياته كلها انتشاراً وهي مسرحية المومس. وقد سلك فيها النهج الذي سارت عليه معظم المسالي الإيطالية في عهد النهضة، فقد جرت على التقاليد البلوتينية، التي تجعل الخدم يسخرون من أسيادهم، ويحيكون لهم ما يريدون من الدسائس، ويعملون لهم قوادين، ويتولون عنهم التفكير. غير أن أريتينو أضاف إلى ذلك شيئاً خاصاً به: هو سخريته وفكاهته الفاجرة الفاحشة، وعلاقته الوثيقة بالعاهرات، وكراهيته لحاشية الملوك والأمراء،- وخاصة حاشية البابا- ووصفه الصادق الطليق للحياة كما شاهدها في المواخير وفي قصور روما. وقد أزاح الستار عن حاجة رجل البلاط إلى النفاق، والتذبذب، والتذلل، والملق؛ وعرف النميمة في سطر مشهور بأنها "قول الحق"، وكان ذلك لأقوى وأحكم دفاع عن حياته وتبرير لها. وكتب أريتينو مسلاة أخرى هي أطلنطا جعل فيها الشخصية الهامة عاهراً أيضاً، وجعل محور القصة ما تحتال به من الحيل على محبيها، والطرق التي تبتز بها المال منهم بعد أن تهيجهم. وله مسرحية أخرى تدعى Ipocrita شبيهة كل الشبه بمسرحية طرطوف لمليير، بل الحق أن مسالي مليير ليست إلا حلقات فرنسية من مسالي أريتينو أصلحت وطهرت من رائحتها الخبيثة.

وألف أريتينو في نفس العام الذي أخرج فيه أناشيد المواخير طائفة كبيرة من المؤلفات الدينية منها إنسانية المسيح، ومزامير التوبة السبعة، وحياة مريم العذراء، وحياة كترين العذراء، وحياة القديس تومس، سيد أكوينا وغيرها.. ومعظم هذه المسرحيات قصص لا تاريخ، وقد أقر بيترو بأنها "أكاذيب شعرية"، ولكنها أكسبته ثناء الرجال الصالحين، وحتى ثناء فتوريا كولنا الصالحة الفاضلة. وكانت بعض الجهات ترى أنه دعامة كبرى للكنيسة، وراجت في وقت ما إشاعة بأنه سيعين كردنالا.

وأكبر الظن أن رسائله هي التي أبقت على شهرته كما أبقت على ثروته وكانت الكثرة الغالبة منها مدائح بعث بها إلى الممدوحين أو إلى أشخاص متصلين بهم. وكان يقصد بها صراحة أن ينال رفدهم، أو معاشاً منهم، أو غير هذا وذاك من المساعدات؛ وكان في بعض الأحيان يعين ما يريد أن يناله والوقت الذي يناله فيه. وكان أريتينو لا يكاد يكتب هذه الرسائل حتى يطبعها، وكان هذا أمراً تستلزمه قوتها الإيحائية. وكانت إيطاليا تتخاطبها لأنها تتيح لها بطريق غير مباشر أن تكون وثيقة الصلة بالمشهورين من الرجال وبشهيرات النساء، ولأنها كتبت بطريقة مبتكرة مليئة بالحياة، والبهجة، والقوة، لا يسمو إليها أي كاتب آخر في ذلك الوقت. وكان أريتينو من ذوي الأسلوب الممتع وإن لم يسع هو إلى أن يكون له هذا الأسلوب. وكان يسخر من آل بمبو الذين كانوا يعملون لصقل كتاباتهم صقلا كاملا يفقدها الحياة كلها، وقد قضى على عبادة الكتاب الإنسانيين؛ اللغة اللاتنية، والدقة المتناهية في مراعاة قواعد اللغة ورشاقة اللفظ. وكان يتظاهر بأنه يجهل الأدب، ولهذا كان يشعر بالتحرر من النماذج الموضوعة المعقدة الملتبسة، ولم يكن يتقيد في كتاباته إلا بقاعدة واحدة تسيطر عليه دون غيرها وهي أن تكون كتابته تلقائية في لغة بسيطة خالية من اللف والدوران، معبرة عن تجاربه في الحياة ونقده لها، وعن حاجاتها البسيطة المألوفة من طعام وكساء. وفي وسعنا أن نجد بين أكداس السخافات التي تحتويها هذه الرسائل ماسات متلألئة: رسائل رقيقة لعاهر محبوبة في مرضها، وقصصاً مضطربة من التاريخ المحلي، ومغرب الشمس يصفه في رسالة إلى نيشيان لا تكاد تقل جمالا عن صورة من صنع تيشيان أو ترنر Turner؛ ورسالة لميكل أنجيلو يشير عليه فيها بوضع تصميم لصورة العشاء الأخير أليق بها من التصميم الذي وضعه الفنان.

وكان إدراك أريتينو للفن، وتقديره إياه من بين الصفات الطيبة في خلقه وكان أقرب أصدقائه الذكور إليه وأوثقهم صلة به تيشيان وسانسوفينو. وكثيراً ما اجتمعا في ولائم تزدان في العادة بصحبة النساء، وكن من الساقطات؛ فإذا ما دار الحديث فيها حول الفن لم يكن أريتينو تعوزه القدرة على مجاراة الفنان الكبير. وكان يتغنى في رسائله بمديح تيشيان لعدد كبير ممن يتوسم فيهم مناصرة الفن؛ وقد استطاع أن يحصل له على عدد من الأعمال ربما كان له هو نصيب في إنجازها. وكان أريتينو هو الذي أقنع الدوج، والإمبراطور، والبابا، بأن يجلسوا أمام تيشيان ليصورهم، كذلك صور تيشيان أريتينو مرتين. وادعى سانسوفينو أنه ينحت صورة لأحد القديسين، ووضع رأس الشهواني العجوز فوق باب غرفة من غرف المقدسات في كنيسة القديس مرقص، وربما كان ميكل أنجيلو قد صوره هو على أنه القديس بارثولميو في صورة العشاء الأخير.

وكان أحسن وأسوأ من الصورة التي رسمت له؛ وقد اجتمعت فيه الرذائل كلها تقريباً، وكان اللواط من التهم التي رمى بها. وكان نفاقه مما جعل صورة إبوكريتا (النفاق) تبدو صورة صادقة إذا قورنت بأخلاقه هو نفسه. وكان يستطيع إذا شاء أن يجعل لغته ستاراً لحمأة من الأقذار. وكان في وسعه أن يكون وحشياً مجرداً من صفات الرجولة، يشهد بذلك ما أظهره من الشماتة في سقوط كلمنت؛ ولكنه أوتي من الكرم ما جعله يكتب فيما بعد: "إني لأستحي من أنني حسن ذممته قد فعلت ذلك وهو في أفدح الخطوب"(17). وكان جباناً لا يستحي من جبنه؛ ولكنه أوتي من الشجاعة ما يستطيع به أن يشنع على الأقوياء، ويندد بالمساوئ التي يعتز بها بعضهم أعظم اعتزاز. وكان السخاء أبرز فضائله. فقد كان يعطي أصدقاءه ويهب الفقراء جزءاً كبيراً مما يحصل عليه من المعاش، والمكاسب، والهدايا، والرشا.

ونزل عن حقه في أرباح رسائله حتى يستطاع بيعها رخيصة، وحتى يذيع صيته ويعلو قدره. وكان يصل إلى حافة الإفلاس في كل عام قرابة عيد الميلاد لكثرة ما يهبه من الأموال، وفي ذلك يقول جيوفني دلى باندي نيري لجوتشارديني: "لست أقل سخاء من أحد من الناس إلا إذا قورنت ببيترو إن أوتي المال الذي يسخو به"(18). وكان يساعد أصدقاءه على بيع رسومهم، وعلى أن يطلق سراحهم من السجون (كما فعل سانسوفينو). وقد كتب مرة يقول: "ما من أحد إلا يأتي إلى كأني خازن بيت مال الملوك؛ فإذا اعتقلت بنت فقيرة، وفي بيتي بما تطلبه من نفقات، وإذا سجن إنسان ما تحملت أنا نفقة إخراجه، والجنود الذين ينقصهم العتاد، والغرباء الذين خانهم الحظ، والفرسان الجائلون الذين لا يحصى لهم عدد، يأتون إلى بيتي ليجهزوا بما يحتاجون"(19). وإذا كان قد آوى في بيته في وقت من الأوقات اثنتين وعشرين امرأة، فإن هاته النسوة لم يكن كلهن حريمه، فمنهن من كن يربين أطفالاً غير شرعيين، وقد وجدن لهن ملجأ في بيته، ومما هو جدير بالملاحظة أن أسقفاً بعث بحذاءين إلى إحدى هاته النسوة. وكانت كثيرات من السناء اللاتي يستخدمهم أو يعولهن يحببنه ويجللنه، وقد تسمت ست من عشيقاته المحببات باسم أرتينه Aretine وكن يفتخرن بهذه التسمية. وكان له ما يمكن أن تتضمنه الروح الحيوانية القوية من فضيلة، فكان في حياته الخاصة حيواناً طيب القلب لم يعرف قط القانون الأخلاقي معنى، وكان يظن- وكان لظنه هذا بعض ما يبرره في ذلك الوقت- أنه ما من رجل ذي مكانة يتقيد حقاً بالقانون الأخلاقي. وقد قال مرة لفاساري إنه لم ير قط عذراء لا تنم معارفها عن مسحة شهوانية(20). وكانت شهوانيته هو عارمة فظيعة، ولكنها لم تكن تبدو لأصدقائه أكثر من نشاط تلقائي للحياة، وكان مئات من الناس يجدون فيه ما يدعو إلى حبه؛ وكان الأمراء والقساوسة يسرون من حديثه؛ ولم يؤت حظاً من التعليم، ولكن يبدو أنه كان يعرف كل إنسان وكل شيء. وكان إنساناً في حبه لجيوڤاني دلى باندي نيري، ولكاترينا والطفلين اللذين ولدتهما له، ولپييرينا رتشيا Pierina Riccia الضعيفة، المسلولة، الرشيقة الخائنة.


رتشيا

وقصة رتشيا هذه أنها جاءت إلى بيته وهي زوجة لأمينه في الرابعة عشرة من عمرها. وكانت هي وزوجها يعيشان معه، وجعل نفسه أباً لها، وسرعان ما شعر نحوها بحب أبوي عارم ملك عليه قلبه. فأصلح أخلاقه ولم يحتفظ في داره من عشيقاته إلا بكترينا وإبنهما أدريا Adria. ثم حدث في الوقت الذي كان يتطلع إلى أن يكون رجلا محترماً، أن أتهمه نبيل من أهل البندقية، كان قد خدع زوجته، أمام المحكمة بالتجديف واللواط. فأنكر التهمتين. ولكنه لم يجرؤ على أن يعرض نقسه للفضائح والمحاكمة، لأن إدانته كان معناها الحكم عليه بالسجن مدة طويلة أو بالإعدام. ففر من بيته واختفى عدة أسابيع عند بعض أصدقائه. وأقنع هؤلاء المحكمة برفض الاتهام، وعاد أريتينو إلى بيته منتصراً، وحيته الجماهير المصطفة على جانبي القناة الكبرى. ولكن قلبه تحطم حين توسم في عيني بيرينا أنها تظنه مذنباً. ثم هجرت بيرينا وزوجها. فلما جاءته تطلب إليه أن يواسيها اتخذها عشيقة له: وأصابها السل وظلت ثلاثة عشر شهراً بين الحياة والموت، فعنى بتمريضها عناية الرجل الرحيم المشفق عليها، القلق على حياتها، حتى رد إليها الحياة. وبينما كان حبه وإخلاصه في ذروتهما هجرته واتخذت لها عشيقاً أصغر منه سناً، وحاول أن يقنع نفسه أن ذلك خير له، ولكن روحه تحطمت في ذلك اليوم، وأسرعت إليه الشيخوخة وغلبته على أمره.

وفاته

وفاة پييترو أرتينو بريشة أنزلم فويرباخ.

وترهل جسمه، ولكنه ما فتئ يزدهي بقواه الجنسية، فكان يتردد على المواخير، وإن كان قد أخذ يزداد تديناً؛ وهو الذي كان في صباه يسخر من فكرة البعث ويصفها بأنها "هراء، لا يحملها على محمل الجد غير الغوغاء"(21). وسافر في عام 1554 إلى روما يرجو أن يتوج رأسه بقلنسوة الكرادلة الحمراء، ولكن يوليوس الثالث لم يزد على أن ضمه إلى فرسان القديس بطرس. وفي ذلك العام طرد من بيته (Casa Aretino) لعجزه عن الوفاء بديونه، واتخذ له مسكناً أقل كلفة بعيداً عن القناة الكبرى، ثم مات بالسكتة بعد عامين، وهو في الرابعة والستين من العمر. وكان قد اعترف بجزء قليل من خطيئاته، وهو في الرابعة والستين من العمر. وتلقى القربان المقدس والمسحة الأخيرة، ودفن في كنيسة سان لوكا كأنه لم يكن أكبر داعية للفجور، وأكثر الناس اقترافاً له. وقد ألف أحد الظرفاء أبياتاً يصح أن تكتب على شاهد قبره فقال:

هنا يرقد الشاعر التسكاني أرتينو
الذي لم يترك أحداً لم يتحدث عنه بالسوء إلا الله،
وقال معتذراً عن تركه إياه "إنني لم أعرفه قط".

أعماله

أشعاره

  • Sonetti lussuriosi
  • Dubbi amorosi
  • Lettere
  • Ragionamenti
  • Orlandino

كوميديا

  • Fraza
  • La cortigiana
  • Il marescalco
  • La talanta
  • Lo ipocrito
  • Il filosofo

تراجيديا

  • Orazia

ملاحظات

  1. ^ "Aretino". Collins English Dictionary. HarperCollins. Retrieved 27 July 2019.
  2. ^ قالب:Cite Merriam-Webster
  3. ^ James Cleugh (1965). The Divine Aretino, Pietro of Arezzo, 1492-1556: A Biography. A. Blond. p. 9.
  4. ^ Notably in La Cazzaria ("The Book of the Prick"), The School of Whoredom, The Ragionamenti: The lives of nuns, the lives of married women, the lives of courtesans and his bawdy Dialoghi.
  5. ^ Oxford illustrated encyclopedia. Judge, Harry George; Toyne, Anthony. Oxford [England]: Oxford University Press. 1985–1993. p. 21. ISBN 0-19-869129-7. OCLC 11814265.{{cite book}}: CS1 maint: others (link)
  6. ^ Waddington, Raymond B., "Pietro Aretino: religious writer," Renaissance Studies, Vol. 20, No. 3 (June 2006), pp. 277-292.
  7. ^ Waddington, Raymond B., "Pietro Aretino: religious writer," Renaissance Studies, Vol. 20, No. 3 (June 2006), pp. 277-292.
  8. ^ Helmut Pfeiffer, Irene Fantappiè, Tobias Roth, eds., Renaissance Rewritings, Berlin, Germany: Walter de Gruyter Publishers, 2017.
  9. ^ Faini, Marco, "Pietro Aretino, St. John the Baptist and the Rewriting of the Psalms," in Rewriting, rewritings in Early Modern Italian Literature, ed. by Irene Fantappiè, Helmut Pfeiffer, Tobias Roth (Berlin-New York: De Gruyter, 2017), pp. 225-251.

مراجع

  • Cleugh, James, 1965. The Divine Aretino Pietro of Arezzo, 1492–1556, A Biography
  • Hutton, Edward, 1922. Pietro Aretino: The scourge of princes.
  • Robert Greene, The 48 Laws of Power, Viking Penguin, 1998, ISBN 0-14-028019-7
  • Norton, Rictor (ed.) My Dear Boy: Gay Love Letters through the Centuries. Leyland Publications, San Francisco. 1998
  • Luba Freedman, Pietro Aretino, Titian's Portraits Through Aretino's Lens, Pennsylvania State University Press, 1995, ISBN 978-0271013398.
  • Peter Brand, Charles Peter Brand, Lino Pertile, The Cambridge History of Italian Literature, Cambridge University Press, 1999, ISBN 978-0521666220.
  • Elise Boillet, "L'Aretin et les papes de son temps," in Florence Alazard et Frank La Brasca (eds), La papauté à la Renaissance (Paris, Editions Honoré Champion, 2007) (Travaux du Centre d'Études Supérieures de la Renaissance de Tours, 12), 324-363.

المصادر

وصلات خارجية