پيتر فيشر الأكبر

پيتر فيشر الأكبر
ضريح سانت سـِبالدوس في سـِبالدوس كيرشه في نورمبرگ, وهي أعظم أعمال پيتر فيشر الأكبر وأبنائه, بدأ العمل فيها عام 1508, وانتهى في 1519

پيتر فيشر الأكبر Peter Vischer the Elder (ح. 1455 - 7 يناير 1529), كان مثـّالاً ألمانياً, وهو ابن هرمان فيشر, وهو أشهر أعضاء أسرة فيشر من نورمبرگ المرموقة.

ولد پيتر في نورمبرگ, حيث مات أيضاً. أصبح "master" في 1489, وفي 1494 استدعاه فيليپ, منتخِب پالاتين إلى هايدلبرگ. إلا أنه عاد بسرعة إلى نورمبرگ, حيث كان يعمل بمساعدة أبنائه الخمسة, هرمان, پيتر, هانز, ياكوب و پول.

وعاش في نفس المدينة وفي هذا العهد فنان في أشغال البرونز مبرز أيضاً في أسلوبه وإن كان قد عاش حياة هادئة هانئة. وقد صور بيتر فيشر الأكبر نفسه في كوة بجدار، وتعد هذه الصورة من أشهر إنتاجه، ونراه بها عاملاً بسيطاً جاداً قصير القامة مكتنز الجسم، ذا لحية كاملة يرتدي مئزراً جلدياً حول وسطه ويمسك بيديه مطرقة وأزميلا. وقد كرس هو وخمسة من أبنائه عشر عاماً(1508 - 1519) لإتمام رائعتهم مقبرة زيبالد، القديس الحامي لنورمبرج. وتكلف المشروع كثيراً ونفذت الأموال المخصصة له، ومع ذلك لم يتم إنجاز العمل، وعندئذ حث أنتون توخر المواطنين على الاكتتاب في مبلغ 800 جيلدر (20.000 دولار؟) كان يحتاجه المشروع. وهذه الرائعة لا تثير الإعجاب لأول نظرة، ويبدو أنها لا تضارع هيكل أوركانيا في فلورنسا (1348)، ثم إن الحلزونات والدلفينات، التي يرتكز على ظهورها البناء، ليست على الأرجح حاملات لمثل هذا الثقل الهائل، إلا أن فحصها عن قرب يكشف عن كمال مذهل في أجزاء البناء. والتابوت الرئيسي المصنوع من الفضة مزين بأربع رسوم بارزة تمثل معجزات القديس.. وترتفع حوله الأعمدة البرونزية لظلة من الطراز القوطي، عليها نقش دقيق من زخارف عصر النهضة، وتتصل من أعلى بعقد معدني جميل على الأعمدة، حول القاعدة، وفي الطنف، وفي كوات الظلات العليا صور الفنانون سكانا حقيقيين من الوثنيين، وتماثيل لعبريين أو مسيحيين - تريتونات (آلهة البحر) وقنطروسات ونيريدات (حوريات البحر)، وسيرانات وموزيات والفاونات وهرقل وتيزيوس وشمشون والأنبياء وعيسى والرسل وملائكة يعزفون ألحاناً أو يلهون مع أسود أو كلاب، وبعض هذه التماثيل لا يزال في صورة بدائية، وكثير منها تم نحته بدقة دنانيلو أو گييرتي، وهي كلها تسهم بوضوح في إدراك متنوع للحياة. وتضارع تماثيل بطرس وبولس ومتى ويوحنا لوحة(الرسل الأربعة) التي صورها ديرر بعد سبع سنوات في نورمبرج نفسها.

تمثال الملك آرثر من صنع پيتر فيشر الأكبر

ثيودوريك, ملك القوط


ويقال إنه لم يأتي إلى نورمبرج في هذه العقود الأولى من القرن السادس عشر أمير أو حاكم إلا وزار مسبك بيترفيشر. وقد ألح الكثيرون في طلب أعماله الفنية. وعرض عدد كبير من الكنائس أعماله من الشمعدان النحاسي الكبير في كنيسة لونز وقبر ماكسمليان الأول في إنزبروك. وحذا أولاده الخمسة حذوه في النحت وإن كان اثنان منهم قد وافتهما المنية قبله. ومعروف أن هرمان فيشر الأصغر الذي مات في الحادية والثلاثين من عمره (1517) قد سبك زخرفاً بارزاً جميلا من البرونز لمقبرة الكردينال كازيمير في كاتدرائية كراكاو.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.