پنايت إستراتي

پنايت إستراتي

پنايت إستراتي (النطق بالرومانية: [panaˈit isˈtrati]؛ إنگليزية: Panait Istrati)؛ عاش 10 أغسطس 1884 - 18 أبريل 1935) كاتب روماني باللغتين الرومانية والفرنسية. ويُلقب مكسيم گوركي البلقان.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

ولد پنايت إستراتي في 10 أغسطس 1884 في برايلا، ابناً غير شرعي لغسالة رومانية (يويتا إستراته) ومهرّب يوناني. درس حتى الصف السادس. ثم عمل عند خباز ثم بائع جائل ثم في خمارة ثم انخرط في شتى المهن والنضالات منذ سن الثالثة عشرة. ثم عمل على سفينة شحن فزار اسطنبول والإسكندرية والقاهرة وبلدان البلقان وناپولي ولوزان وپاريس كمناضل ورحالة حتى استقر به المقام ذات مرة في فرنسا حيث حاول الانتحار، لكنه تعرف هناك على رومان رولان الذي شجعه على الكتابة وتحديداً بالفرنسية التي تعلمها وحده. ثم التقى الكاتب اليوناني الكبير كازانتزاكيس، وبدأ ينشر كتبه، وزار الاتحاد السوڤيتي ليعود منه خائب الأمل حيث كتب نصاً أثار سجالاً كبيراً في الأوساط الشيوعية الفرنسية عنوانه «نحو الشعلة الأخرى».

وفي سنة 1930، عاد إستراتي إلى بوخارست. وفي تلك الفترة بعد انفصاله عن البلشڤية، كانت آراؤه السياسية غامضة. وكان تحت المراقبة اللصيقة من مباحث أمن الدولة الرومانية (سيگورانتا ستاتولوي Siguranţa Statului)، وكتب مقالة (بتاريخ 8 أبريل 1933) في المجلة الفرنسية Les Nouvelles Littéraires، تحت العنوان المعبر L'homme qui n'adhère à rien ("الرجل الذي لن يعتنق شيئاً").

وفي ذات الوقت، بدأ إستراتي النشر في كروسيادا رومانيسمولوي Cruciada Românismului ("الحملة الصليبية للرومانية")، صوت فصيل يساري من الحرس الحديدي المغالي في الوطنية. وبذلك أصبح إستراتي مقترناً بزعيم الفصيل ميهاي ستلسكو، الذي اُنتُخب عضواً في البرلمان عن الحرس الحديدي في 1933 والذي كانت معارضته سبباً في اغتياله على يد الدِسمڤيري لاحقاً في نفس السنة؛ وتعرض إستراتي نفسه للاعتداء عدة مرات على يد فرق الحرس الحديدي.

معزولاً وبدون حماية، توفي پنايت إستراتي في 1935 في مشفى فيلارت في بوخارست بداء السل. وقد دُفن في مقبرة بـِلـّو. وكان بلغ قمة المجد. وترجمت كتبه إلى لغات عدة.


أعماله الرئيسية

لا يمكن لحياة إنسان عادي أن تُكتب أو أن تُروى. فما بالك بحياة إنسان أحب الأرض ودار فيها طولاً وعرضاً. إنها اقل قابلية بكثير لأن تحكى. ولكن حين يكون هذا الإنسان شغوفاً، ويكون عرف خلال حياته كل درجات السعادة والشقاء وهو يتجوّل حول العالم... سيكون من المستحيل تقريباً، عليه أو على غيره رسم صورة حية لما كانت عليه حياته. من المستحيل بالنسبة إليه أولاً، وبعد ذلك من المستحيل بالنسبة إلى أولئك الذين يفترض بهم أن يصغوا إليه.

هذه العبارات جاءت في احد النصوص التي كتبها الروماني پنايت إستراتي خلال الربع الأول من القرن العشرين. والكلام هنا يبدو منطقياً ومعقولاً. أو كان يمكن أن يكون كذلك لولا مشكلة واحدة تكمن في أن إستراتي نفسه، كان في الوقت الذي كتب هذه العبارات في ثقة وحزم تامين، يكتب حكاية حياته نصاً بعد نص، وعاماً بعد عام في سلسلة أعمال فريدة من نوعها في آداب شرق اوروبا. وفي تلك الأعمال التي تمتد على مدى ألوف الصفحات، روى إستراتي بالتحديد الجزء الأكبر من تجارب حياته الخاصة، حتى وإن كان تقدّم من قرائه مقنّعاً تحت ملامح الشخصية التي ابتكرها وصارت إحدى أبرز شخصيات ذلك الزمن وأشهرها: شخصية أدريان زوگرافي. والحال انه لا يتعين على هذا الاسم أن يخدع القراء أبداً... ذلك لأن زوگرافي وإستراتي هما، في نهاية الأمر، شخص واحد.

وإذا كانت رواية «كيرا كيرالينا» (أشهر روايات إستراتي، والموصوفة عادة - على رغم أنها كتبت مباشرة في الفرنسية - بأنها «ألف ليلة وليلة» الرومانية)، عرفت على نطاق واسع وعرّفت ألوف القراء بزوگرافي وبإستراتي في آن معاً، فإن العمل الأجمل الذي ينتمي إلى تلك السلسلة، يظل الجزء المعنون «بيت تورنگر» الذي كتبه إستراتي ونشره في العام 1927، واصفاً فيه بين أمور أخرى ولادة نقابات حمالي المرافئ في مدينة براييلا الرومانية مسقط رأسه. والذي لا ينبغي أن يفوتنا هنا، بالطبع، هو أن إستراتي نفسه كان في العشرية الأولى من القرن العشرين - أي خلال الفترة الزمنية التي تدور فيها أحداث «بيت تورنگر» - حمّالاً في مرفأ برايلا، وأحد كبار مؤسسي نقابات الحمّالين هناك. وقبل أن نتوقف عند هذه الرواية نشير إلى أنها تشكل جزءاً من القسم الثالث من أعمال إستراتي المكرسة للحديث عن حياة بطله أدريان زوگرافي، وهو القسم المعنون «حياة أدريان زوگرافي» ويضم أربعة كتب أخرى. أما القسمان الأولان فهما «حكايات أدريان زوگرافي» ويضم «كيرا كيرالينا» بين أعمال أخرى، ثم «صبا أدريان زوگرافي» ويضم ثلاثة نصوص.

إذا، فـ «بيت تورنگر» تشكل جزءاً أساسياً من سيرة إستراتي ومن عمله الروائي الكبير في الوقت نفسه. وهو حين كتب هذه الرواية كان تجاوز الأربعين من عمره. ومن هنا كان واضحاً انه إنما ينهل من ذكريات صباه، مضفياً على تلك الذكريات طابع الرواية الموضوعية. لكن الأهم من هذا أن صاحبنا كان في ذلك الحين أضحى من دون أوهام نضالية كبيرة. هو الذي كان خسر بقية أوهامه الاشتراكية والتقدمية إثر زيارة إلى الاتحاد السوڤيتي بدأها مفعماً بالأمل وعاد منها يائساً ضائعاً مندّداً بفشل التجربة.

وهذا الفشل سنراه خصوصاً في نهاية «بيت تورنگر». إذ على رغم أن الرواية تبدأ بداية نضالية ثورية لا يفوت الكاتب أن يمجدها، فإننا سنجد انفسنا لاحقاً، مع تقدمنا في القراءة وغرقنا أكثر وأكثر في الأحداث، أمام كاتب يفضّل، بدلاً من البحث عن قيم التقدم والعدالة الاجتماعية التي بدأ حياته مؤمناً بها، أن يبحث عن قيم أخلافية تدور حول الطيبة والعدل والإحسان. والغريب أن الفتى الاشتراكي النزعة والساعي إلى توحيد الطبقة العاملة في بوتقة نضالية واحدة، لا يجد حياة للقيم الأخلاقية التي بات يبحث عنها، إلا في أحضان عائلة بورجوازية ألمانية الأصل تحتضنه.

هذه العائلة هي تحديداً «بيت تورنگر» الذي يصير عنوان الكتاب اسمه. فعند بداية الرواية، وبعد أن يكون أدريان زوگرافي عثر على الكرم الإنساني والنضال الاجتماعي لدى الفقراء من أبناء طبقته المسحوقة، يحدث له أن يعمل خادماً لدى آل تورنگر، أصحاب السفن الراسية في مرفأ برايلا. وربّ هذه العائلة ثري ألماني، أما زوجته السيدة آنا، فهي امرأة حسناء من أصول متواضعة. بيد أن زواج هذه السيدة من الثري تورنگر، لم ينسها تلك الأصول، ولم ينفح لديها أي غرور... بل أنه على العكس من ذلك زاد من طيبتها ومن تعاملها الأنيق واللطيف مع كل من يدق باب بيتها. ولقد عاين أدريان هذا الأمر بنفسه في مطبخ السيدة - حيث يدور بعض اجمل مشاهد الرواية، وحيث تأمر السيدة بأن يقدّم الطعام والحلوى لأي كان-. غير أن هذه السيدة، التي تستثير حب ادريان واحترامه وإعجابه في الوقت نفسه، لا تتعامل مع الناس بطيبة في مجال الأمور المادية وحسب، بل كذلك في مجال الحرارة الإنسانية... ما يحوّل نظرة أدريان إليها إلى حب أفلاطوني خالص. لكن هذا الأمر يوقع أدريان، في الوقت نفسه، في حيرة فائقة بسبب انتماءاته النضالية التي علمته أن يكون في صراع دائم مع البورجوازيين وقالت له دائماً إن البورجوازيين أشرار.

المهم أن أدريان، في الوقت الذي يعايش فيه البورجوازية عن كثب في دار آل تورنگر، يظل على احتكاك بالبائسين من أمثاله، من الذين يصف في الرواية حياتهم بتعاطف يبدو أحياناً انه مفتعل، ولا سيما حين يعاين نظرتهم الدونية إلى المرأة، ويرى كم أن أوضاعهم الاجتماعية تخلق فيهم حس عنف وكراهية يبدو من المؤلم لأدريان أن يقارنه بأخلاق السيدة آنا. ومع هذا لا يفوت ادريان أن يحدثنا عن شجاعة وعظمة بعض المناضلين، الذين يصف لنا كيف يسعون - ويشاركهم هو مسعاهم - إلى تأسيس الاتحادات النقابية. وهذا كله يحدث كما أسلفنا خلال الأعوام الأولى من القرن العشرين، حين كانت المثل العليا لا تزال راسخة، والأحلام الثورية والاشتراكية كبيرة، بما في ذلك ثقة العمال بقدرتهم على تنظيم نضالاتهم. وفي الفصول التي يروي لنا فيه أدريان (إستراتي) هذا كله وكيف تخاض المساعي النضالية، يقول لنا كيف أن أياماً قليلة من الصدق والنضال كانت كافية لكي يتجمع عمال المرافئ البالغ عددهم ستة آلاف... ولكن لكي يتجمع ضدهم أيضاً البورجوازيون... الأشرار. ذلك انه بقدر ما هناك طيبة وشرّ لدى العمال، ثمة أيضاً شرّ وطيبة لدى البورجوازيين. ولئن وقف آل تورنگر بقيادة آنا وزوجها متفهمين مصالح العمال، انتفض بورجوازيون آخرون ليجهضوا ذلك كله مسببين في الوقت نفسه الخراب للمتنورين من آل تورنگر، بقدر ما هزموا العمال. أما أدريان فإن الأمور تنتهي به إلى الرحيل مبتعداً عن ذلك كله وقد قرر أن يصبح... كاتباً.

سـِيـَر أدريان زوگرافي

  • كيرا كيرالينا (أو خيرا خيرالينا Chira Chiralina؛ التي تُرجمت بعنوان شقيقتي كيرا) بمقدمة ممهورة من رومان رولان.
  • العم أنغل
  • The Haiduks (أو The Bandits)
  • Presentation of the Haiduks (أو Presentation of the Bandits)
  • Domnitza de Snagov

طفولة أدريان زوگرافي

  • كودين
  • ميخائيل
  • Mes Départs
  • The Sponge-Fisher

حياة أدريان زوگرافي

غلاف رواية "بيت تورنگر"، باللغة الرومانية (1933).
  • بيت تورنگر
  • Le Bureau de Placement
  • البحر المتوسط (الشروق)
  • البحر المتوسط (الغروب)

أعمال أخرى

  • Kyr Nicolas
  • عائلة پرلموتر
  • Nerantula (أو Neranţula, Nerantsoula, Nerrantsoula)
  • أشواك باراگان (أو Ciulinii Bărăganului)
  • إلى الشعلة الأخرى واعترافات خاسر (نشرت أيضاً تحت عنوان روسيا تنكشف: 1927-1930)
  • Tsatsa-Minnka

الهامش

وصلات خارجية