يوهان يونكند

يوهان بارتولد يونكند

يوهان بارتولد يونكند Johan Barthold Jongkind (عاش 3 يونيو 1819 - 9 فبراير 1891) من أكثر الشخصيات أصالة ومن أقواها في التصوير الهولندي على الرغم من انتمائه إلى الفنانين الذين غادروا موطنهم هولندا أكثر من انتمائه إلى أولئك الذين لم يغادروه؛ إذ كان لهذا الفنان دور مهم ومؤثر في تطور الحركة الانطباعية impressionnisme التي نمت وازدهرت في فرنسا ولاسيما تأثيره في كلود مونيه أحد أقطاب الانطباعية الكبار.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

السيرة

Overschie in the Moonlight, 1871, Rijksmuseum, Amsterdam
The Seine and Notre-Dame in Paris, 1864, Musée d'Orsay, Paris

ولد يونكند في لاتروپ Lattrop بالقرب من روتردام في الثالث من حزيران/يونيو. وحصل على منحة ملكية عام 1843، فالتحق في السابعة عشرة من عمره بأكاديمية لاهاي، وفيها درس على مصور المناظر الطبيعية أندرياس شلف‌هاوت Andreas Schelfhaut، وتعلم تقانة الرسم ولاسيما التصوير بالألوان المائية في الهواء الطلق. تأثر يونكند بفن جان-باتيست كورو Jean- Baptiste Corot، واقتدى به إلى حد ما في تصوير المناظر الطبيعية والبحرية، وكان أول من صوّر الضوء وخلجاته والجو وتقلباته بلطخات من الألوان الفاتحة مستبقاً بذلك التقانة الانطباعية، وقد تجلت تلك التقانة في اللوحات التي صورها عن الطبيعة لضفاف السين في باريس، وشواطئ النورماندي في مدن هونفلور Honfleur وتروڤيل Trouville، ومشاهد من نييڤر Nièvre ودوفينه Dauphiné، إضافة إلى تلك اللوحات التي صورها إبان إقامته في هولندا بين عامي 1855ـ1860 لريف روتردام ودوردرخت Dordrecht وضواحيهما: «مشهد من دوڤرشي» (1856)، متحف دووه.

التقى يونكند في عام 1845 المصور يوجين إيزابي Eugéne Isabey، فارتبط معه بصداقة متينة، وأخذ عنه تقانة التلوين وتأثيرات الضوء في الشواطئ النورماندية، وفي عام 1846 توجه إلى باريس حيث عمل مع إيزابي وفرانسوا پيكو François Picot، وفي عام 1848 عرض في الصالون Salon، ثم عرض فيه ثانية عام 1852، فأعجب بألوانه كل من الشاعر والناقد الفرنسي المعروف شارل بودلير Charles Baudelaire والروائي إميل زولا Émile Zola، وخصصا له مقالات عدة في المجلات والصحف.

أمضى يونكند بضع سنوات متنقلاً بين لاهاي وباريس وشاطئ النورماندي، وفي المعرض الذي نظمه الكونت دوريا Doria عرضت أعماله إلى جانب لوحات المصور الكبير جان باتيست كورو والمصورين دوبيني Daubigny وتروايون Troyon.

عاش يونكند حياة قاسية، وعانى جنون الاضطهاد، وفي عام 1860 نظم كورو وتيودر روسو Théodore Rosseau وإيزابي وفرانسوا بونڤان F.Bonvin معرضاً لبيع الأعمال الفنية رُصد ريعه ليونكند، وفي السنة نفسها كتب مونيه موضحاً في إحدى رسائله إلى اوجين بودان Eugène Boudin عن اضطرابات يونكند العقلية، وحينما كان يونكند يصور في الهاڤر تعرف مونيه الذي عرّفه إلى بودان عام 1862. وبودان هذا هو تلميذ إيزابي، وقد أدى دوراً مهماً في ولادة الانطباعية، فثمة ميل كان يجمع الاثنين معاً (يونكند وبودان) لتصوير المنظر الطبيعي اعتماداً على «الموتيف» (موضوع ـ صيغة) وإيثارهما لدراسة تأثيرات الضوء في السماء والماء، وقد فاق تأثير يونكند تأثير بودان في مونيه، بل كان هذا التأثير حاسماً في اكتشاف مونيه الشاب طاقاته وإمكاناته وفي النظر إلى الطبيعة من كثب ببصيرة نافذة وذهن صاف.

تطور أسلوب يونكند تطوراً ملحوظاً نحو عام 1860، وقد أنجز كثيراً من الدراسات الرائعة واللوحات المائية عن الطبيعة ساعياً على الدوام إلى استنساخ ما كان يراه بدقة. وفي عام 1863ـ وبعد مرحلة صعبة ـ استقر به المقام في هونفلور حيث بلغ تصويره المائي ذروة نضجه (مرفأ، ألوان مائية، متحف رينس). من الممكن القول: إن يونكند ـ في لوحاته المائية ـ وقف نفسه على نحو رئيس للمنظر الطبيعي، وبدا ملهماً ورائداً للانطباعية، فتقانته الجسورة وسرعته في التنفيذ وسلاسة لطخاته مكنته من التقاط تبدلات الجو وسيولة الماء وشفافية الغيوم (أعماله في متحف أورسي، باريس)، أما في لوحاته الزيتية فقد بدا وريثاً لفناني هولندا القرن السابع عشر، ومثال ذلك لوحته «طواحين روتردام» (1870، متحف الفنون الجميلة، ريمس)، وفي عام 1864 صور منظرين لكنيسة نوتردام دو پاري Notre -Dame de Paris، الأولى أنجزها في صباح يوم شتوي، والثانية عند غروب الشمس. وهكذا فقد غدت الشروط الجوية والمناخية وضوء اللحظة المختارة والمحددة محط أنظاره وموضوع أعماله الرئيس، وليس الموضوع الذي يصوره.

زار يونكند ـ في وقت لاحق ـ البلدان المجاورة: فرنسا وبلجيكا وسويسرا مع صديقته وتلميذته مدام فسيه Madame Fesser التي استطاعت ـ إلى حد ما ـ أن تخفف بعض ما كان يعانيه من اضطرابات نفسية، وزارا معاً بحيرة جنيڤ وإيزير Isère حيث استقر يونكند فيها بعد عام 1880، وكان في إقامته يزور باريس بين الحين والآخر، وقد اتسمت أعمال يونكند في الفترة الأخيرة هذه ـ بما فيها الأعمال المنجزة في إيزيرـ بوضوح ألوانها وشاعريتها.

أنهى يونكند أيامه الأخيرة نهباً للجنون، وتُوفِّي في كوت-سان-أندريه Côte- Saint- André في إيزير في التاسع من شباط/فبراير.


لوحات مختارة

Jongkind's paintings, prints, and sketches are exhibited in museums worldwide including Museum Rotterdam, Rijksmuseum Twenthe, Petit Palais in Paris, Metropolitan Museum of Art in New York City, Museum of Fine Arts, Houston, Art Institute of Chicago, National Gallery in London, National Museum, Kraków, and es (Museo Municipal de Bellas Artes de Valparaíso).

المصادر

  • فائق دحدوح. "يونكند (يوهان بارتولد ـ)". الموسوعة العربية.

انظر أيضاً