هاني مرتضى

هاني محسن مرتضى
هاني مرتضى.jpg
هاني مرتضى
وُلـِد1939
دمشق، سوريا
توفي25 ديسمبر 2022
دمشق، سوريا
عـُرف بسببتحديث نظام التعليم العالي في سوريا
التعليمكلية الطب في جامعة دمشق
دكتوراه، الكلية الملكية الكندية
المهنةطبيب، ووزير تعليم، أكاديمي، ورئيس جامعة دمشق
هاني مرتضى متولي مقام السيدة زينب وممثل الخامنئي (ديسمبر 2018)
هاني مرتضى متولي مقام السيدة زينب وممثل الخامنئي (ديسمبر 2018)

هاني محسن مرتضى (و. 1939 - ت. 25 ديسمبر 2022) طبيب سوري ووزير التعليم العالي (2003 - 2006) ورئيس جامعة دمشق (2000 - 2003) وعميد كلية الطب، جامعة دمشق (1991-2000). وهو أول وزير ورئيس جامعة غير بعثي.[1] وهو كذلك متولي مقام السيدة زينب في حي السيدة زينب، دمشق. وهو من الأشراف. بدأ عهده في الوزارة بإلغاء لون "الكاكي" في المدارس وتدريس مادة "القومية الاشتراكية" والتدريب العسكري في الجامعات والسماح بتأسيس جامعات خاصة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة

ولدت في حي الأمين في عام 1939م/ وترعرعت بين أفياء الأسرة الكريمة وانتسبت إلى المدرسة المحسنية عام 1946م، وتابعت على مقاعدها دراستي الابتدائية والثانوية وحصل من فرعها العلمي على الشهادة الثانوية بدرجة امتياز.[2]

وفي تلك المرحلة بدأت تترسخ في قلبي صورة المقام الروحية كلما شهدت والدي – رحمه الله – مسكوناً بفكرة المقام الشريف وتلبية حاجاته الضرورية. وهنا أتذكر وجهه المشرق إلى جانب سماحة الإمام السيد محسن الأمين لتشكيل أول لجنة تعنى بإطلاق حملة التبرع لمشاريع المقام، وعلى همة الوالد وصبره كانت النواة لإنماء الوقف الزينبي على امتداد الآمال المعقودة لإحياء المنطقة التي تحيط بالمقام..

وعلى شغفي بطلب العلم فقد انتسبت إلى كلية الطب في جامعة دمشق عام 1958م وتخرجت منها عام 1965م واختصاص في طب الأطفال وشهادة زمالة لكلية الملكية الكندية - الدكتوراه في الطب ليفتح الله عليَّ لمتابعة الاختصاص في مجال طب الأطفال – بشهادة البورد الأمريكية – في الأمراض الانتانية عند الأطفال وشهادة الممارسة في الطب في كندا LMCC سنة 1971م.

وطالما تطلعت إلى تنظيم شؤون المقام وتنميته فكنت أراسل الوالد ويراسلني بكل ما وضعه من خطط لتوفير الازدهار المرجو من إعمار المقام وتوسعته.

وبنعمة الله سبحانه منحت بجدارة عالية جميع شهاداتي العلمية من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وعدت منها عام 1972م لأنهض بخدمة العلم في التجنيد الإلزامي ما بين عامي 1972م و1974م.

كذلك صاحبت والدي قبل السفر وبعده في أهم المفاصل العمرانية من تاريخ البناء، فتعلمت كثيراً من خبرته وعطاياه، وتعلمت أكثر دوافع الخير، من خصاله وسجاياه. حتى إذا استقر بي المطاف في سورية توليت الإشراف على المقام بصورة رسمية عام 1975م لأعمل على تحقيق غاياته السامية مشرفاً ومتولياً مع شريكي بالتولية المهندس السيد محمد رضا مرتضى، وفي بالي أن الباقيات الصالحات خير عند ربك وأبقى.

وعلى الرغم من مشاغلي رئيساً لشعبة الأمراض الإنتانية في مشفى الأطفال منذ افتتاحه في عام 1978م، ومدرساً في كلية الطب بجامعة دمشق، وأستاذاً مساعداً عام 1980م، وأستاذاً بكرسي الجامعة نفسها عام 1985م، ورئيساً لقسم الأطفال في كلية الطب بجامعة دمشق، ورئيساً لمجلس إدارة مشفى الأطفال ما بين عامي 1987م و1991م ورئيساً لجمعية أطباء الأطفال السورية من عام 1989م إلى عام 1995م، فإن المقام الشريف كان ولا يزال مدار اهتمامي الأكبر والتزاماتي الدائمة.

وبالرغم من أعباء العمل عميداً لكلية الطب في جامعة دمشق أعوام 1991م وحتى عام 2000م، ورئيساً لجامعة دمشق 2000م - 2003م، ووزيراً للتعليم العالي من عام 2003م إلى عام 2006م، فقد شاركت وبصورة فعّالة في مؤتمرات طب الأطفال محلياً وعربياً وعالمياً، كما ساهمت بالإشراف على عدد غير قليل من المؤتمرات العلمية والفكرية لتنشيط الحوار والمحاضرات ذات الصلة وشاركت في عشرات الأبحاث المنشورة في المجلات والدوريات الطبية إضافة إلى الإشراف على عشرات رسائل خريجي كليّة الطب السنة السادسة جامعة دمشق. ورغم ذلك كله فقد أثرت أن أجعل من المقام صرحاً من المؤسسات التي تعّزز أواصر العلاقة القائمة بين تاريخ الحوراء زينب (ع) ورسالتها المتفاعلة بقضايا الأمة وأمانيها.

هاني مرتضى متولي مقام السيدة زينب وممثل الخامنئي (ديسمبر 2018)
هاني مرتضى متولي مقام السيدة زينب وممثل الخامنئي (ديسمبر 2018)

وفي هذا الإطار عملت جاهداً على تعميق الأسس والمرتكزات التي بلورها والدي رضوان الله عليه بكل ما وضعته يداه الطاهرتان من حجر الأساس لمختلف الأبنية التي كانت بمضمونها الاجتماعي والثقافي والخيري والإنساني معبّرة بأروع التعبيرعن وجه هنا ووجه هناك من وجوه المقام المتنوعة في ألق الترابط بين الإنسان والمكان.

ومنذ اللحظة الأولى لمباشرة مسؤولياتي التي نهضت بها على درب الأعمال الحيوية والإنشائية في المقام عملت وما زلت أتابع العديد من الأعمال مع شريكي بالتولية السيد المهندس محمد رضا مرتضى حفظه الله، لتستمر الجهود الواعدة بإشراف المهندس السيد مهدي مرتضى والمهندس السيد مازن مرتضى على نهج الحكمة التي ازدان بها المتولون المتعاقبون..

وكان أول ما توارد من أفكار ساهمت في التخطيط لها ومتابعة إنشائها وتنفيذها هي إخلاص النية وصدق التعاون ليكون المثل الأعلى في دنيا المشاريع دالاً على خصائص رسالة أهل البيت (ع) ورسالة زينب (ع) في كل مجال يتميّز بقوام العمل الصالح وفق ما تستدعيه ضرورات الواقع وإمكاناته المتاحة حتى بات تحديث المقام وتطويره واضحاً في بضع سنين.

وإنما ضربت هذا المثال من التعاون لأنه هو الذي دفع الأعمال المباركة في تسلسل خطواتها مثل بيت من القصيد لا يكتمل شطره الثاني إلا على إيقاع ما جاء به الشطر الأول.

وها هنا أجدني أسبر أغوار تلك الأيام في كثير من حالات المقام بالتعاون المثمر الذي استهدف في كل مرحلة من مراحله أن ينتقل بالإجابة عن سؤال كيف كان المقام المبارك إلى الإجابة التفصيلية عن سؤال كيف يجب أن يكون في حاضره ومستقبله؟ فإذا كانت الذاكرة وفية لتاريخ التكافل بين لجنة الإشراف وأصدقائها من المتبرعين فأذكر أنني حرصت على هذا التكافل بكل ما جاءت به أعوام البناء من شتى جوانبها وأذكر منها:

أعمال الكاشي المختلفة حيث عقدت لجنة الإشراف العديد من الاجتماعات مع المتبّرع الهمداني لأعمال الكاشي المختلفة داخل الحرم، أما أعمال الكاشي خارج الحرم فقد تابعتها اللجنة مع السيد حسن حيدري، وأشرفت على التصميمات حتى تمّ تأمين كافة الإمكانات والمستلزمات للوصول بهذا المشروع الهام إلى صورته الحالية المتكاملة والجميلة.


بلاط ورخام الأروقة للصحن الشريف

عندما شعرت لجنة الإشراف أن المقبرة القديمة بجوار المقام لم تعد تسع المزيد من القبور، قررت اللجنة بدراسة إحداث مقبرة جديدة قريبة وفي أرض مناسبة، وتابعت الموضوع من النواحي القانونية والإدارية والهندسية، ومبادلة الأرض التابعة للمقام بأرض مناسبة وقريبة من المقام الشريف، نظراً لأهمية هذا الموضع عند المسلمين الذين يرغبون في دفن موتاهم في مكان أقرب ما يكون إلى رحاب المقام، وبذلك أنجزت المقبرة الجديدة على أسس حديثة ومنظمة.

كذلك نهضت لجنة الإشراف لرعاية شؤون المستوصف الخاص بالسيدة زينب (ع) حيث أشرفت عليه إشراف التوجيه من النواحي الطبيّة والخدمية للوصول به إلى أفضل الحالات التي تمّكن من خدمة زوار المقام الشريف.

وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى وضعت اللجنة كامل التصميمات والرسوم لإنشاء وإكساء المئذنتين الشاهقتين اللّتين ترتفعان في الصحن الشريف، حيث عملت البعثة الإيرانية المختصة على تنفيذ إكسائهما بالكاشي وسيبقى هذا الأثر يحمل قيمة جمالية وفنية بالشكل والرسم والزينة والزخرفة.

وما زلت أذكر باعتزاز كبير سعي اللجنة للحصول على القفص الفضي الجديد بدل القفص القديم فوق الضريح الشريف، وذلك بالعمل الجاد لمتابعة تأمين المتطلّبات اللاّزمة لذلك مع المتبّرعين.

وعلى هدي التعاون المثمر تضوأ المقام بوضع مشروع القبّة الذهبية موضع التنفيذ حتى أصبحت معلماً مهماً من معالم المقام الشريف، وارتفعت إلى فضائها السماوي آية من آيات الفن المعماري البديع.

أما المشروع الحيوي والهام الذي حرصت عليه لجنة الإشراف فهو «مجمع السيدة زينب (ع) للمعلومات والأبحاث»، وتم إنشاء هذا المجمع في الزاوية الشمالية الشرقية من الصحن الشريف، ويضمّ قاعة ومستودعات.. وقاعة للباحثين ومستودعاً كبيراً للكتب ومنتدى الباحثين وفيه مدرج حديث ومنظّم، وسيكون هذا الصرح العظيم المرجع المهم لجميع العلماء والمفكرين ويجمع التراث الفكري والديني والتاريخي (المخطوط أو المطبوع) لآل البيت عموماً وللسيدة زينب (ع) خصوصاً باللغة العربية وباللغات الأخرى. وسيتمّ جمع المعلومات وتبويبها وأرشفتها وحفظها وفق أحدث الوسائل والطرق المكتبية حيث تم استخدام الحاسوب (الكومبيوتر) لتسهيل تناول المعلومات. وسيكون لهذا المجمع الحضاري الدور المستقبلي الكبير والفعال في دعم مسيرة وفضائل آل البيت (ع). وفي بال اللجنة المشرفة على المقام مواصلة السعي الدؤوب لتطوير هذا المجمع ورفده بكّل ما يتطلّبه من دعم مادي ومعنوي.

قمت بزيارة إيران ضمن الوفد الحكومي الرسمي الذي ترأسته الدكتورة صالحة سنقر وزيرة التعليم العالي في القطر. طرحت هناك مع المسؤولين الإيرانيين إمكانية الدعم المادي والمعنوي لوزارتي الثقافة والتعليم للمساهمة في إنجاز وإكمال مشروع «مجمع السيدة زينب (ع) للمعلومات والأبحاث».

شاركت في الإطلاع وانتقاء المخّططات والرسوم الهندسية للصحن الشمالي التي قام بتنفيذها المكتب الهندسي للدكتور الفرا الذي ساهم في بعض الأعمال الهندسية ضمن المقام الشريف (مداخل المقام الخارجية، المئذنتان، الواجهات الخارجية على الطريق العام)، وسيكون الصحن الشمالي المفترج الرئيسي للزائرين الكرام الذين يشكّلون الآلاف في المناسبات الدينية، ولقد سعيت جاهداً مع شريكي بالتولية المهندس السيد رضا مرتضى لتأمين الموارد المناسبة والكافية لإقامة هذا المشروع الحيوي مع العلم أن هذا المشروع سيتفرّع عنه مشروع الصحن الجنوبي الذي هو قيد الدراسة حالياً ليصبح المقام بأحلى وأحسن صورة ومتكاملاً.

أما ما يتعلّق بمشروع فندق السيدة زينب (ع) للسياحة والزيارة، فقد بذلت جهوداً كبيرة لزيادة حصة المقام من هذا المشروع نظراً لقناعتي بأن الأرض ثمينة وقيمتها كبيرة، ولا تتناسب مع ما حصل عليه المقام في العقد البدائي. وبناء على ذلك، قمنا المهندس السيد محمد رضا مرتضى وأنا، باجتماعات متواصلة ومتكررة مع الشركاء، وتوصّلنا إلى إقناعهم بإعطاء المقام حصة مناسبة، واستطعنا أن نصل إلى القرار المناسب وهو إعادة الفندق من حيث المُلكية إلى المقام بعد أربعين سنة من الاستثمار مجاناً ودون أن يدفع المقام أيّ مقابل. وبذلك حصلنا على مكاسب كبيرة للمقام ذات قيمة مادية ومعنوية، ويعطي للمقام ريعيّة ودخلاً مادياً يساعده على استمرارية تخديمه ويكفل له استمرارية التطوير والإنماء.

أنوّه أخيراً إلى أن هذه المساهمات النوعية كانت كلّها ضمن المخطّط الخاص والعام الذي وضعته اللجنة، حيث تم تجديد وتحديث طرق العمل في كافة نواحي المقام الشريف. وسيبقى العمل الجاد والمخلص والدؤوب هو الطريق نحو تطوير المقام الشريف والوصول بمستوى الخدمات إلى الحدّ الأعلى ليكون كما هو دائماً وأبداً موئلاً للزائرين، ومقصداً للمؤمنين الذين يسعون لزيارة السيدة زينب (ع) ومقامها الشريف من كافة أصقاع العالم ومختلف البلاد.

لقد كانت تلك بعضاً من الجهود المتواضعة التي بذلها آل المرتضى في خدمة مقام السيدة زينب (ع) فإن أكن قد وُفقّت فذلك ما أردت، وإن أكن قد أخفقت فحسبي أنني أخلصت النية، والله من وراء القصد، والأمل كله معقود على المهندسين الشريفين مهدي ومازن مرتضى لترجمة مشاريع المستقبل إلى واقع حي ينبض بروح المقام الطاهر ورسالته.

التكريم

منح وسام أكاديمية ألبرت شوايزر عام 2001 م لأعمل نائباً لرئيس هذه الجمعية 2008م، وقد قٌدمت لي جوائز تقديرية من مختلف جمعيات أطباء الأطفال في الوطن العربي وحوض البحر الأبيض المتوسط، وحصلت على جائزة تكريم من المجمع الثقافي العربي في بيروت، وعلى تكريم خاص من قبل الحكومة الإيرانية في حفل رسمي بمكتبة الأسد تقديراً لجهودي العلمية والتعاون الثقافي بين البلدين،

دوره في ضبط الشهادات العلمية الخارجية

قام الدكتور هاني أثناء توليه وزارة التعليم العالي بخطوة هي الأولى من نوعها في سورية لضبط الشهادات العلمية غير ذات المصداقية، والتي كانت تأتي من بلدان تمنحها مقابل دراسة غير كافية، وقبل تركه لوزارة التعليم العالي كان على وشك جعل الإجراءات المتخذة للتحقق من الشهادات بأثر رجعي للشهادات القديمة.

وفاته

توفي في دمشق 25 ديسمبر 2022 عن 83 عاما.

الهامش

  1. ^ ابراهيم حميدي (2003-11-04). "هاني مرتضى: قرارات الغاء "الكاكي" والتدريب وتعليم "القومية" لم تتخذ بضغوط خارجية". "شباب لك". Retrieved 2010-03-29.
  2. ^ هاني مرتضى. "متولي المقام السيد الدكتور هاني مرتضى". موقع مقام السيدة زينب الكبرى في دمشق. Retrieved 2010-03-29.