نقاش:تاورغاء

إن وجود السكان من ذوي البشرة السوداء بكثرة في منطقة تأورغاء يعود الى فترة التجارة بالرقيق والتي كانت مزدهرة في القرون السابقة...حيث كان يجلب الرقيق من اواسط أفريقيا (نيجيريا وغانا وسيراليون وغينيا وغيرها)عبر القوافل ثم يتم تجميعهم في مرزق ومن ثم اعادة بيعهم ونقلهم الى مناطق الساحل الليبي عبر غدامس ومن ثم طرابلس او طريق مرزق -مصراته -طرابلس ..وعلى رغم منع الانجليز لتجارة الرقيق الا ان هذه التجارة ظلت مزدهرة في الامبراطورية العثمانية بصورة غير رسمية وقد تحدث الرحالة الالماني رولفس في كتابه رحلة عبر افريقيا عن جانب من تجارة الرقيق اثناء وجوده في مدينة مرزق الليبية المكان الاهم لاعادة تصدير هؤلاء الرقيق حيث حدثه الطبيب العثماني ان هذه التجارة كانت تتم تحت حماية القائممقام وقد بلغ في خلال سنة و احدة حوالي 4084 راس وقد كانت تجرى عمليات نقل الرقيق ليلا ..وتوجد اعداد اخرى كبيرة تتم عبر مدن فزان لينتهي بها المطاف في مدن طرابلس ..الا ان اهم المناطق التي تكاثر فيها هؤلاء الرقيق بعد مدينة طرابلس هي منطقة تاورغاء وذلك لملاءمتها لنمط الحياة التي كانوا يعيشونها في البلدان التي قدموا منها وذلك لوجود المستنقعات وسواقي الماء الكثيرة المتفرعة من عين تاورغاء..هذا عدا عن هروب الكثير من هؤلاء الارقاء من المناطق المجاورة والانظمام الى اقرباءهم في الجنس والبشرة المتواجدين حول العين وادغالها الوعرة ..وقد كانت تتوفر حماية طبيعية لهم وهي اسراب البعوض الناقل لامراض المناطق الحارة مثل الملاريا او ما يطلق عليه في اللهجة الشعبية السمهود..والذي اسهم بجانب امراض اخرى واضطرابات كانت تعصف بالبلاد في تلك المرحلة في هجرة السكان الاصليين ..ونتيجة للصفات الجينية الوراثية فقد قاوم هؤلاء الزنوج هذه الامراض واحتفظوا بعاداتهم المتوارثة في انجاب العدد الكبير من الاطفال وعدم الاكتفاء بزوجة واحدة ومقاومة ضروف الحياة السئية ..ويمكن لاي عالم بالاجناس الزنجية المختلفة التمييز بسهولة بأصولهم ومن اي المناطق ينحدرون..سواء من زنوج الكادو او الكنور او الهوسا او التناقلة او حتى من زنوج النيام نيام وذلك لاقتصارهم في الزواج فيما بينهم في الغالب ..