نقاش:بشار الأسد

حسب التسلسل الزمني للأحداث وقبل مقتل السيد الحريري فانه لا يمكن أن يغيب عن ذهن المتابع لما يجري في منطقة الشرق الأوسط من أحداث إلا وان يستبعد سوريا ابتداءا من لائحة الاتهام لان مصلحة سوريا وبهذا الظرف بذات كانت تتطلب أن يبقى لبنان مستقرا دون فوضى لان سوريا ومنذ أن صدر قانون محاسبة سوريا كانت تعي وتعرف أن للولايات المتحدة الأمريكية مخطط تقوم على استكمال تنفيذه في هذه المنطقة وان سوريا هي بوابة هذا المخطط وان أي نجاح لهذا المخطط لا يمكن أن يرى النور إلا بعد أن يمر في سوريا أولا لذلك واستنادا للمصلحة والدافع فأن مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في هذه العملية مصلحة مباشرة وعلى هذا الأساس فان التحريض والتدبير لعملية اغتيال السيد الحريري كانت عملية مدبرة و مخطط لها بإحكام وان أمريكا كانت علم كل العلم أن لا فعل يمكن أن يزلزل الواقع اللبناني والعربي ويؤثر على سوريا إلا مثل هذا العمل الذي أدى إلى مقتل السيد الحريري وبالتالي فان هذا الفعل قد حقق المصلحة أمريكية من اجل وإيجاد دليل اتهامي ضد سوريا فغايات أمريكا وإسرائيل من هذه العملية واضحة ومكشوفة لكل متابع لما يجري وما يستمع أليه من تصريحات من قبل المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين . فالدافع الرئيسي هو أولا الضغط على سوريا وذلك لتحقيق أهداف سياسية تسعى أليها الولايات المتحدة الأمريكية منذ زمن بعيد منها 1- تنفيذ مضمون القانون الأمريكي بمحاسبة سوريا ومن خلاله تغير النظام في سوريا وإلغاء حزب البعث من الوجود انسجاما مع ما حصل في العراق . 2- عدم قدرة أمريكا على السيطرة على العراق سيطرة فعلية للاستفراد بمقدرات العراق خاصة منها النفط نتيجة لوقوع الجيش الأمريكي في مستنقع الموت بسبب العمليات المشروعة قانونا من قبل المقاومة العراقية. 3- تنفيذ مضمون القرار رقم 1559 /2005 وخاصة ما تعلق الأمر منه في سحب سلاح حزب الله والسلاح الفلسطيني.وتحويل حزب الله إلى حزب سياسي شكلي غير مؤثر في الساحة اللبنانية وطرد المنظمات الفلسطينية المتوادة على ارض سوريا .من اجل الضغط على سوريا لتوقيع وعقد اتفاق سلام مع إسرائيل تحت مسمى الأمن مقابل السلام وليس الأرض مقابل السلام.


لكل ما تقدم تقرير ميليس ليس بتقرير تحقيقي قانوني يمكن الاعتماد عليه والآخذ بما جاء به من خلال ما ورد فيه من وقائع وحيثيات وأدلة تصلح لان تكون دليل اتهامي للأسباب التالية: 1 – المهنية القانونية فيه ضعيفة وهزيلة وما جاء فيه من وقائع وحيثيات ما هي إلا سرد لما جرى ووقع من أحداث سياسية دفع المستفيدين منها إلى ارتكاب أفعال جرمية. 2– لم يأتي التقرير بأدلة قطعية تشير بأصابع الاتهام لأي شخص يمكن أن يوجه الاتهام أليه بصورة قطعية . 3 – التقرير سلفا مشكوك فيه وبالمدعي الذي قام بتنظيمه كون اغلب وقائع هذا التقرير مبنية على الاستنتاجات والظنون . 4- خرق وإفشاء سرية التحقيق وقبل ختامه يبطل كافة إجراءات هذا التحقيق وتكون كافة أثاره منعدمة . 5 – التقرير تقرير سياسي تبين ذلك من خلال سرده لتسلسل الأحداث التي جرت من منتصف 2004 إلى أيلول 2005. 5 – الشهادات التي استمع أليها السيد ميليس والتي استند إليها شهادات مشكوك في صحتها ولا يمكن الاستناد إليها عرفا وقانونا . وعلى هذا الأساس فان الهجمة الأمريكية منذ ألان ستكون أشرس على سوريا وخاصة النظام فيها استمرارا لتنفيذ المخطط الأمريكي من اجل تغير وجه المنطقة تغيرا يحقق المصلحة الإسرائيلية أولا ومن ثم المصالح الأمريكية مما يستدعي والواجب من الأمة العربية الوقوف إلى جانب سوريا ومقاومة وفضح كافة السياسات و المخططات الأمريكية ضد سوريا أمام كل المحافل العالمية مما يتطلب من كافة القانونيين العرب التحضير للمواجهة والدفاع للدفاع عن سوريا العرب .

                                                                                      الأردن
                                                                     المحامي محمد الشوملي