نقاش:الإسراء والمعراج

مشاركة بمقالة من ويكيبيديا, الموسوعة الحره اذهب إلى: تصفح, بحث

الصعود للملأ الأعلى بالجسد لم يحدث تتبارى الأقلام في الكتابة عن موضوع الإسراء و المعراج و خاصة عن الجزء الخاص "بصعود" سيدنا رسول الله ( جسدا و روحا) إلى السماوات العلا و ما رآه هناك من معجزات مادية أمامه ، مع أن هذا لم يرد في آيات القرآن إطلاقا ، بل أن ما جاء بالآيات الكريمة ينفي ذلك تماما و يثبت أن العروج إلى السماء كان لـ " نفس" الرسول عليه الصلاة والسلام ( كما سيوضح ) أثناء نوم سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام ، بينما جسده الطاهر لم يغادر نطاق الأرض ، ويثبت هذا الآتي: 1- عبارة " العروج إلى السماء" و أيضا كلمة " المعراج " ، لم يأت ذكرهما في القرآن الكريم إطلاقا ؛ فكلتاهما مؤلفتان . 2- الآيات 10 و11 من سورة النجم تقول عن هذه الواقعة :" فأوحى إلى عبده ما أوحى . ما كذب الفؤاد ما رأى" ، تثبت أن ما رآه الرسول كان وحيا ، ولم تذكر الآيات أن الرسول عليه السلام رأى شيئا بعينيه ، و لكنها قالت لنا أنه رأى بفؤاده : المركز العصبي للحواس الخمس بالمخ – و هو الذي نرى به الأحلام و الرؤى . و يعضد ذلك الآية 17 التي تقول :" ما زاغ البصر و ما طغى " و الإبصار هو الرؤية من مسافة بعيدة – المعجم ، فهي تعني أن ما أبصره سيدنا رسول الله و شاهده في منامه .. لم يبعد عن الحق و لم يجانب الواقع و لم يجافي الطبيعة. 3- الآية 60 من سورة الإسراء( مكية ) تقول :" و ما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس" ، و هذه الآية إثبات لا يقبل الشك في أن ما رآه سيدنا رسول الله لم يكن سوى رؤيا رآها في منامه بفؤاده ، بعدما تمت معجزة الإسراء و الرسول موجود في بيت المقدس . ( و قبل أن يرى الرسول الرؤيا عن معركة بدر التي حدثت بعد الهجرة بزمن ، والتي ذكرت في سورة الأنفال المدنية في الآية 43) . 4- المشاهد التي رآها سيدنا رسول الله في الملأ الأعلى و ذكرها لأبي بكر الصديق ( و صّدقها) و ذكرتها لنا آيات سورة النجم ( الأيات من 13= 18 ) .. لن و لم يستطع بشر أن يثبت أنه رأى مثلها في منامه ، فلقد كانت رؤيا خاصة ، و هي - في حد ذاتها- معجزة من الله للرسول عليه الصلاة و السلام وحده . 5- ما قاله البعض عما جاء عن رفع سيدنا المسيح عيسى بن مريم في قوله تعالى: " و ما قتلوه يقينا ، بل رفعه الله إليه" النساء 157 - 158 ، جاء بعدها مباشرة آية تفسر معنى هذا الرفع و تقول " و إن من أهل الكتاب إلا ليؤمنُن به قبل موته " النساء 159 .أي أن رفع "نفس" سيدنا عيسى إلى السماء يعني أن ذلك حدث فور موته ، فالرفع لم يحدث لسيدنا محمد قبل وفاته . 6- لم يحدث أن القرآن قد أبلغنا أن هناك من البشر من يصعد إلى السماء العليا ثم يعود مرة أخرى إلى الأرض ، و هذه من سنن الله الثابتة في الكون التي لم و لن تتغير منذ خلق السموات و الأرض : " سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا و لن تجد لسنتنا تحويلا ." الإسراء 77 . 7- جاءت الآية الرابعة من سورة المعارج تقول : تعرج الملائكة و الروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " ؛ و معناها أن المسافة التي يقطعها الملائكة و الروح من أو إلى مكان الملأ الأعلى في وقت معلوم ( يوم أو مدة معينة من الزمن ) مقداره ما تقطعه الأرض في دوراتها حول الشمس في 000 50 سنة . و بما أن محيط الأرض هو حوالي 000 40 كيلومتر ، و تدور حول نفسها أمام الشمس دورة كاملة يوميا ، إذن فهذه المسافة تساوي :000 40 كيلومترX 356 يوم X 000 50 سنة = 730 مليار كيلومتر ، و حيث أن سنن الله الثابتة في الأرض تقول أن أقصى سرعة على وجه الأرض هي سرعة الضوء ، و تبلغ 000 300 كيلومتر في الثانية الواحدة . إذن : فإذا وضعنا أحسن الفروض و أجرينا بعض العمليات الحسابية البسيطة نجد أن أسرع مادة أرضية ( الضوء ) تأخذ 676 ساعة للذهاب إلى سدرة المنتهى و مثلها للعودة – بينما حدثت الرؤيا المعجزة في جزء من ليلة واحدة . إذن : فالصعود كان لـ "نفس" سيدنا رسول الله – بأمر الله و مشيئته – أثناء نومه . بينما يقول لنا سبحانه و تعالى عن من يحاول الصعود إلى السماء ( بدون أجهزة خاصة) :" يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصّعد في السماء " الأنعام 125 . 8- جميع معجزات الأنبياء و الرسل قد وردت بكل وضوح في آيات القرآن الكريم ، و خاصة تلك المعجزات التي لا يتوقعها أحد ، و كانت معجزة سيدنا رسول الله المادية الحية على مر العصور هي "القرآن الكريم" ، و قد شهد بإعجازه أناس من جميع الأجناس و الأديان والملل ، و لكن : لم يأت شيئا في القرآن الكريم عما أسماه البعض : "عروج" خاتم النبيين بجسده إلى السماء ، فالأمر واضحا و لا يحتاج نفيا ، و لكن إثباته بالروايات الآحاد لا قيمة له ( لأن شريعة الله تحتم و جود شاهدان عيان – على الأقل - في الشهادة ) .

9- كفانا كمسلمين مشاهدة و متابعة ما يقوله الموتورون و الملحدون و الشواذ و المنافقون من قذف في حقنا و حق رسولنا الكريم ذو الخلق العظيم ( القلم 4 ) .

و نخلص إلى أن نقول : إن المعجزة الفريدة لما رآه سيدنا رسول الله في السماء بفؤاده – كما جاء في سياق الآيات البينات ، لم تك أبدا رؤية بالعين ؛ و لكن : من ناحية أخرى : لا يستطيع أحد من البشر أن يشهد أنه رأى رؤيا تشابه تلك التي رآها سيدنا رسول الله عليه الصلاة و السلام ، لأن هذه الرؤيا الخاصة جدا .. لم و لن تتأتى لأحد من قبل رسول الله و لا لأحد من بعده ، و هذا في حد ذاته يعتبر معجزة فريدة له عليه السلام .

وأقول : لقد ذكر في تسع نقاط أن معجزة الرؤيا التي رآها رسولنا الكريم حدثت لنفسه الطاهرة أثناء نومها ، ، بينما جسده الطاهر لم يغادر نطاق الأرض ، و لم تكن معراجا بالجسد إطلاقا – لأن هذا ضد سنن الله الثابتة لكل البشر :" الله يتوفى الأنفس حين موتها و التي لم تمت في منامها ، فيمسك التي قضى عليها الموت و يرسل الأخرى إلى أجل مسمى ، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ." الزمر 42 . فلقد كانت هذه الرؤيا المعجزة الخاصة التي رآها سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام أثناء منامه : إثباتا لنبوته و تعضيدا لرسالته ، كما أنها كانت تثبيتا لعزيمته و تقوية لجأشه و اطمئنانا لقلبه . و الله على ما أقول شهيد . د. محمد عادل أبو الخير العنوان : عمارة الأوقاف – ثروت – رمل الإسكندرية . عضو سابق بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بلجنة الحضارة و العلوم . زميل كلية الجراحين الملكية بإدنبره .