نقاش:آل سعود


بسم الله الرحمـن الرحيـــم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعـد :

بداية أود أن اشير بشكل واضح وجلي لكل قارىء ومطلع على هذا المقال بأن جميع ماقمت بكتابتة وجمعه من شتى المصادر والكتب والروايات المتواترة والمواقع المختلفة على شبكة (الأنترنت) يعودالفضل فيه أولا لله سبحانه وتعالى ثم لصناديد الرجال الذين تمكنوا من صنع التاريخ ، وأنشاء هذه الدول الفتية ، وبذلوا في سبيل ذلك جل حياتهم منهم من دفع حياته ثمنا في سبيل دينه ومبادئه وقيمه ، وسطر اروع المواقف ، نقش اسمه بحروف من ذهب في صفحات التاريخ .

ثم إلا الذين كتبوا ووثقوا ونشروا مالديهم من احدات وقصص ومراجع ليتمكن غيرهم من الأستفادة منها واستخلاص العبر والمواعظ .

الى كل هولاء ، وكل من هو مهتم بعلم التاريخ ومعرفة كيفية نشأة الدول والممالك وأسباب عزها ، وكذلك اسباب تلاشيها مـن الوجود كتبت له ذلك .

في الوقت نفسة فأنني اتوجة الى كل من حالفني الحظ بمروره وقراء هذه المقالة أو اي جزء منها بأن لايبخل على بأي معلومة تاريخية ، أو تصحيح لواقعة اوردتها ، أو تاريخ زمني اخطاءت في تدوينه ، راجيا منه التكرم بتدوين ونشر رأيه ، أو وجهة نظره وذلك في زاوية التعليقات الموجودة في نهاية هذه المقالة ، أو عبر البريد الألكتروني الموجود في أعلى الصفحة .

لكم مني مقدما جزيل الشكر ووافر التقدير والله يحفظنا واياكم بحفظه ورعايته اجمعين.

مهدي سعيد الشايع الرشيد

شبه الجزيرة العربية هي بلاد الحرمين الشريفين يحدها من الشمال كل من العراق والأردن و الكويت ومن الشرق الإمارات وقطر والبحرين و الخليج العربي، و الجنوب كل من سلطنة عُمان واليمن ، ومن الغرب البحر الأحمر .

تميزت شبه الجزيرة العربية بموقعها الأستراتيجي بين ثلاث قارات كبرى وتقع في النصف الشمالي للكرة الأرضية موطنا للعديد من الحضارات، ومهداً للرسالات السماوية.

ازدهرت فيها حضارة مدين، بالإضافة إلى حضارة ثمود في العلا والتي لاتزال آثارها موجودة حتى اليوم في المنطقة المعروفة بإسم مدائن صالح وفي نجران نجد الاخدود الذي ذكر في القرآن الكريم "سورة البروج"عن أصحاب الاخدود .

تعتبر ممر تجارياً هاماً وطريقا للقوافل ، انتشر الإسلام في قلب الجزيرة العربية وانتشر منها إلى سائر أرجاء العالم حتى وصل إلى أفريقيا وآسيا وجزء من أوروبا على مدى عصور ازدهار دولة الخلافة الإسلامية.

مرت مئات من السنين ظهرت فيها دول ، وزالت دول ، وقام المسلمون بدورهم الحضاري التاريخي، الذي عبرت عليه الحضارة الإنسانية الحديثة من عصورها المظلمة وانتشر الإسلام في شتى بقاع الأرض.

رغم ابتعاد القيادة الزمنية عن المدينة المنورة وشبه الجزيرة العربية بوجه عام ، قد أحدث تأثيرات كان لها دورها فيما وقع بعد ذلك من أحداث ، فالأراضي المقدسة ظلت مقصداً للحجاج والمعتمرين والزائرين على مر العصور الماضية وحتى عصرنا هذا ولله الحمد والفضل والمنـة . بداية قيام الدولة السعودية الاولى:

في عهد الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب "رحمهم الله" ظهرت الدعــوة السلفيـة وشعارهـا "لا إلـه إلا اللـه محمـد رسـول الله" داعية ً للتوحيد الخالص و التخلص من الشركيات و البدع التي عمت في ذلك الوقت .

فمن هو الأمام محمد بن سعود وأصول عائلته. والشيخ محمد بن عبد الوهاب "رحمهم الله"..؟

اولا : مانع بن ربيعة المريدي.


يرجع نسبه الى عشيرة المردة الدروع من بني حنيفة من بكر بن وائل من ربيعة من عدنان ، وهو أقدم من يذكرهم التاريخ من أجداد أسرة آل سعود الحاكمة في السعودية ومؤسسس بلدة الدرعية التي أصبحت فيما بعد عاصمة الدولة السعودية الأولى بين عامي 1158هـ و 1233هـ الموافق 1744 م و 1818 م.

كانت أسرة مانع قد هاجرت في وقت غير معلوم إلى ساحل الخليج العربي و بنوا بلدة صغيرة قرب القطيف وبقيق أسموها الدروع وقيل "الدرعية"، و يبدو أنهم أسموها بذلك لكونهم ينتسبون لأسرة الدروع.

عاد مانع مع أسرته في عام 850 هـ (1447 م) ، إلى منطقة وادي حنيفة في وسط نجد، و كان أمير أكبر بلدان الوادي، حجر اليمامة (الرياض الحالية)، قريباً له يقال له ابن درع من أسرة الدروع، فأقطع ابن درع لمانـع المريدي أراضي شمال حجر تسمى غصيبة و المليبيد، أنشأ مانع وأسرته عليها قرية جديدة أسموها ً"الدرعية" ربما امتناناً لابن درع على ذلك .

توارث أبناء مانع إمارة الدرعية لأجيال عديدة و استقر الحكم لأسرة آل مقرن من ولد مانع الذين كان منهم محمد بن سعود، أول أئمة الدولة السعودية الأولى.

توفى مانع وخلفه ابنه ربيعة بن مانع فترأس أهل البلد ، وتكاثر سكان الدرعية ، فأراد ربيعة توسعة رقعتها بالاستحواذ على جانب من الأراضي المحيطة بها فكان له ذلك .

قوى ابن لربيعة ، اسمه موسى فأصبح على الامارة في أيام أبيه، واستقر في الحكم وحكم بعده ابنه إبراهيم بن موسى ثم ولده مرخان بن إبراهيم ، وبعد وفاة مرخان اصبحت الامارة في ابناه ربيعة ومقـرن مشتركين معا ، وتداول الإمارة بعدهما ، ابناهما وطبان بن ربيعة بن مرخان ، ومرخان بن مقرن بن مرخان، ثم ناصر بن محمد بن وطبان ، فمحمد بن مقرن ، فإبراهيم بن وطبان ، فأدريس بن وطبان ، إلى ان كانت أيام موسى بن ربيعة بن وطبان سنة 1131هـ ، فخلعه أهل الدرعية سنة 1132هـ الموافق 1720م .

تولى بعده ، سعود الأول بن محمد بن مقرن وتوفى سنة 1137هـ الموافق 1725م وبعد وفاته، خلفه أكبر رجال الأسرة سناً ، زيد بن مرخان بن وطبان وقتل سنة 1139هـ الموافق 1726م .

تولى محمد بن سعود بن محمد بن مقرن إمارة الدرعية سنة 1139هـ الموافق 1726م ، الذي أصبح فيما بعد أول ائمة الدولة السعودية.

الإمام محمد بن سعود بن محمد آل مقرن.

نسبه الكامل : محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعه بن مانع بن ربيعه المريدي الدرعي الحنفي العدناني .

يعتبر مؤسس الدولة السعودية الأولى ورأس عائلة أل سعود (تسمى العائلة في عهدة بآل مقـرن نسبة إلى والده الأمير سعود بن محمد بن مقرن).

عهده.

( بداية تكوين نـواة الدولة السعودية الاولى). استمر عهد الإمام محمد بن سعود 21 واحد وعشرون سنة ، ابتداء من عام 1158هـ ولغاية 1179هـ الموافق 1744م / 1765م .  تعتبر فترة ولايته البداية الحقيقية لتكوين نواة الدولة السعودية الاولى(الناشئة) واتسم عهده"رحمه الله" ببدء نشر الدعوة السلفية(دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب"رحمه الله") في الدرعية وماجاورها وتعريف اهلها بأصول العقيدة الخالصة لله سبحانه وتعالى ونبذ خلاف ذلك.  بداء في عهده بأرسال الدعاة للمناطق والبوادي والأقاليم المجاورة لتعريف حق الله على العباد واخلاص العبادة لله وحده ونبذ ما احدثوا في دينهم من شرك وأعمال تنافي تعاليم النبي المصطفى علية الصلاة والسلام .  تم في عهدة انضمام بعض بلدان اقليم العارض تحت مظلة الدولة السعودية الاولى ومنها بلدان الرياض واميرها دهــام بن دواس وظلت في حروب متكررة طوال فترة حكم الإمام محمد بن سعود لم يستقر الحال بها حتى وفاته وسنعرض لتفاصيل سيطرة الدولة السعودية عليها لاحقا بأذن الله)، ومنفوحة وحريمــلاء وضرمـى .  تم في عهدة انضمام بعض بلدان اقليم الوشم تحت مظلة الدولة السعودية الاولى ومنها بلدان شقراء وثرمـداء ، وسدير ، وحوطة سدير ، واشيقـر والقصب ومـرات ، والفرعة ، وثادق ، والقويعية .  تم في عهدة انضمام بلدة العيينه تبنى اميرها عثمان بن حمد بن معمر مساندة الدعوة في بادى الأمر ثم عاد وتراجع عن ذلك (وسنوضح ذلك بالتفصيل فيما بعد بأذن الله تعالى).

وفاتة "رحمه الله".

توفي في عام 1179 هـ/1765 م فخلفه ابنه الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود وسمي بآل مقرن نسبة إلى جده مقرن بن مرخان لان الناس لم يسموا العائلة بآل سعود إلا في عهد الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود آل سعود .

وسنعود بأذن الله لاحقا للحديث عن الإمام محمد بن سعود "رحمه الله" بالتفصيل وسرد ماحصل في أثناء حياتة ، وطيلة فترة حكمه من أحداث تاريخية مهمة ، أدت في النهاية الى قيام الدولة السعودية الاولى .

ثانيا : الشيخ محمد بن عبدالوهـاب .

مولده. ولد الإمام محمد بن عبد الوهاب سنة 1115 هـ (الموافق من 1703م)، وذلك في مدينة العيينة قرب الرياض تعلم القرآن وحفظه في شبابه ، كان حاد الفهم ذكي سريع الحفظ ، قرأ على أبيه في الفقه ، و كان في صغره كثير المطالعة في كتب التفسير والحديث وكتب العلماء في أصل الإسلام ، وجد في طلب العلم وأدرك وهو في سن مبكرة حظاً وافراً من العلم. أبصر الشيخ البيئة من حوله بواقعها والناس في حياتهم ودينهم على الغالب في تناقض وتصادم مع ما نشأ عليه من علم وما عرفه من الحق ، ومن خلال مطالعته لكتب المحققين من علماء السلف الصالح ، فما تعلمه في واد ، والواقع الجاري من الناس على العموم والغالب في واد آخر .

كانت البيئة في نجد على الخصوص كما هو سائر البلاد الأخرى على العموم بيئة جاهلية ، بيئة خرافة وبدعة امتزجت بالنفوس فأصبحت جزءاً من عقيدتها إن لم تكن هي عقيدتها .

الشيخ أن هذه البيئة وعقيدتها مناقضة لما تعلمه ، فكان لابد أن يخرج إلى هذه البيئة يعاملها بمقتضى سنة الله في خلقه والشيخ بين أمرين :  أن يستسلم للبيئة ويصبح مثل الآخرين .  أن يصمم على محاربة الخرافة المنتشرة.

  اختار الشيخ , القيام بتنحية البدع من الحياة التي حوله ، والعمل على نشر تعاليم الإسلام والنور من الكتاب و السنة وسيرة الصالحـين كما كانت عليه في عهد النبي المصطفى علية الصلاة والسلام وخلفاءه الراشدين من بعده وصحابته رضى الله عنهم اجمعين والسلف الصالح . 

هنا توجه الشيخ للرحلة في طلب العلم وإنكار هذه الأمور الشائعة بين الناس من حوله مما احدث مواجهة مع من يدعون العلم في عصره ، الذين غاضهم موافقة بعض العلماء وطلبة العلم له ، ووصفه لهم بالمدلسين وأصحاب البدع ، فقاموا بتأليب العامة عليه وأتهامة بالانحراف والجهل ، فكان كل ذلك يزيد من حرصه على تحصيل العلم وإدراك الحق ونشر الدعوة .

  رحل الشيخ في طلب العلم إلى مكة والمدينة والبصرة والإحساء ، ثم عاد إلى نجد يدعوهم إلى التوحيد الخالص لله رب العباد .
  عاد إلى بلدة العيينة لدى والده ، وأميرها محمد بن حمد بن معمـر(الملقب بخرفاش) والذي لم يرق له بقاء الشيخ عبد الوهاب في القضاء ، فعزله ، فغادرها  الشيخ عبد الوهاب وآسرتة إلى حريملاء وتولى قضاءها وأقام بها ، وقتل خرفاش في عام 1142هـ على يد آل نبهان من آل كثير . 

أقام الشيخ محمد في حريملاء مع أبيه يدرس عليه ويدعو إلى التوحيد و يبين بطلان دعوة غير الله حتى وفاة والده في عام 1153هـ ، وابتلي الشيخ رحمه الله فصبر على البلاء و ثبت ، ثم طرد من حريملاء بعد محاولة قتله ، حتى إن بعضهم حاول تسور جدار منزله ، فانتقل منها الى العيينة مرة اخرى . كان أمير العيينة في ذلك الوقت عثمان بن حمد بن معمر الذي أيده ونصره ،وتزوج الشيخ من الجوهرة بنت عبد الله بن معمر، وبدأت الدعوة الإصلاحية ، وسار الشيخ مع جيش بن معمر لهدم قبة قبر زيد بن الخطاب ، وأقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فبدأ صدى الدعوة ينتشر، عندها بدأت المخاصمة فيما بينه وبين بعض العلماء الذين انكروا التفاف الناس حولة وأتباع رأية ، ومساندتة ، وانصراف الناس عنهم.

بلغ حاكم الأحساء سليمان بن محمد آل حميد بن عريعر دعوة الشيخ ، ورأى أنها خروج عما يعتقد أنه إجماع المسلمين ، وهدمه لقبة الصحابي زيد بن الخطاب "رضي الله عنه" فأرسل لأبن معمر يطلب منه قتل الشيخ .

طلب ابن معمر ، من الشيخ الخروج من العيينة ، بدعوى خوفه على حياتة من قبل الناس ، ويعود سبب طلب حاكم الأحساء انذاك (( الامير سليمان بن محمد بن بن غرير بن عثمان بن سعدون بن ربيع آل حميد الخالدي المشهور بابن عريعر خامس الحكام من قبيلة بني خالد بأقليم الإحساء وماجاورها)) من ابن معمر بقتل الشيخ الى ماتنامى لمسامع حاكم الأحساء من امور يدعو لها الشيخ مخالفة لما جبل عليه الناس في ذلك الوقت ، أضف الى ذلك زيارة الشيخ محمد بن عبدالوهاب لأقليم الإحساء ربما في عام 1144هـ (تقريبا) عندما كان الامير سليمان بن عريعر حاكما لها آنذاك ، ودعوة الشيخ لأهلها ، وإنكار بن عريعر لدعوتة ، وآمره بطرده من الإحساء)) .

خرج الشيخ رحمه الله إلى الدرعية وقصد بيت ابن سويلم العريني فلما دخل عليه ضاقت عليه داره وخاف على نفسه من الامير محمد بن سعود حاكم الدرعية ، فوعظه الشيخ وأسكن جأشه وقال :

"" سيجعل الله لنا ولك فرجاً و مخرجاً"" .

بدأ الشيخ بالتحدث مع بعض أهل العلم في الدرعية ودعوته لهم بمساندتة ، فلما علموا بثبات دعوة الشيخ وأنها على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم اشاروا على الأمير محمد بن سعود بنصرته وحمايته .

نصرة الإمام محمد بن سعود للشيخ.

رحب الإمام محمد بن سعود بالشيخ وأبدى له غاية الإكرام وأخبره أنه يمنعه بما يمنع به اهله ، وقال : أبشر ببلاد خير من بلادك وأبشر بالعزة والمنعة ، فقال الشيخ : وأنا أبشرك بالعزة والتمكين وهذه كلمة "لا إله إلا الله" من تمسك بها وعمل بها ونصرها ملك بها البلاد والعباد .

وفاته"رحمه الله". في عام 1206 هـ الموافق 1792 م توفي الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وكان للشيخ من العمر نحو اثنتين وتسعين سنة تقريبا .

القلاقل الأولى والسيطرة على حريملاء.


بين الأعوام 1162هـ و1165هـ الموافق 1749م الى 1752م ، حاولت إمارات منفوحة وحريملاء وضرمى التي كانت بين أوائل الذين تحاولفوا مع الدولة السعودية ان تنفصل عن تبعيتها للدرعية، وشجع الإنتفاضة في حريملاء سليمان أخو محمد بن عبد الوهاب، فأرسل إلى أنحاء نجد رسائل تشجب تعاليم أخيه ، فبدأت القلاقل في العينية ، وحريملاء ، إلا ان الامير عبدالعزيز بن محمد بن سعود تمكن من الإستيلاء على حريملاء عام 1168هـ الموافق 1755م وفر سليمان الشيخ إلى اقليم سدير المجاور لحريملاء .

الصراع مع المناطق المجاورة.


في تلك الفترة ظهر آل عريعر حكام الأحساء من جديد في أواخر العقد 1162هـ الموافق 1749م بقيادة عريعر بن دجين ، وقاموا بحملة في عام 1172هـ على وسط الجزيرة العربية مستهدفين الدولةالسعوديةالاولى (الدرعية وماجاورها) ولكنهم لم يوفقوا فيها.

بعد ميثاق الدرعية بدأ التوسع لأمير الدرعية الإمام محمد بن سعود ،ولم تعرف الدولة "الناشئة" استقــرارا ، لكثرة الحروب وكثرة الخصوم ، وتبدل ولاء البلدان فمنهم رافضا لها ومنهم من ايدها.

إقليم العارض.

كان أكبر خصوم إمارة الدرعية حاكم الرياض دهام بن دواس بن عبدالله آل شعلان وكان المنافس الرئيسي الأول لحاكم الدرعية ، وكانت الغزوات المتبادلة بين الرياض والدرعية تجري بإستمرار وقاتل مع دهام بن دواس بعض من اهالي مناطق وواحات الوشم وسدير وثادق وحريملاء وقاتل ضد توسع إمارة الدرعية في سبعة عشر موقعة لمدة سبع وعشرين عاما قتل فيها حوالي أربعة آلاف قتيل ومن أشهرها وقعة الشياب و وقعة العبيد وقد قاد دهام بن دواس حملة على إمارة الدرعية قتل فيها فيصل و سعود أبنا الإمام محمد بن سعود وبعدها وقعة الشراك ووقعة البنية ووقعة الخريزة ووقعة الحبونية و وقعة البطحاء وأستمر الكر والفر حتى طلب دهام بن دواس الصلح من الإمام محمد بن سعود ووافق على الشروط ، وهي عودة أنصار الدعوة للرياض وان يرد إليهم أموالهم وأن يدفع للدرعية ألفي ريال فضة.

وقد شارك دهام بن دواس في حرب الدرعية ضد قبائل الظفير في وقعة جراب ، وبعد وفاة الإمام محمد بن سعود تجددت الخلافات والحروب بين الرياض والدرعية حتى سقطت الرياض بعد أن هرب دهام بن دواس بعد مقتل ولديه ، وذهب إلى الدلم .

احتل الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود الرياض في ربيع الآخر سنة 1187 هـ الموافق 1773 م واستقرت بها الأمور خاضعة لحكم الدولة السعودية الاولى التى تكونت وقويت شوكتها من تلك اللحظة.

تم ضم منفوحة بقيادة أميرها علي بن مزروع للدولة السعودية الاولى في 1159 هـ الموافق 1746 م ، ولكن عاد اهلها لنقض عهدهم للدرعية سنة 1166 هـ / 1753م .

تم ضم العيينة الذي تبنى أميرها عثمان بن حمد بن معمر الدعوة الإصلاحية في بداية الأمر ، ولكنه عاد وأخرج الشيخ محمد بن عبدالوهاب بسبب ضغوط من حاكم الأحساء سليمان بن محمد بن عريعر، وقد شارك أمير العيينة في الحروب ضد الدرعية وحاكمها الإمام محمد بن سعود مرات عديدة ، وتم قتله سنة 1163 هـ 1750 م ، بعد صلاة الجمعة بسبب عدائه للدولة الناشئة(الاولى) وقيامه بالتحريض لؤدها قبل أن تتمكن من الأنتشار وتثبيت سلطتها على الأقاليم المجاورة لها ، عين مشاري بن معمر ثم تم عزله فيما بعد وعين خلفا له سلطان بن محسن بن معمر وبهذا انتهى حكم آل معمر للعيينة وأصبحت تابعة للدولة السعودية الاولى .

خضعت حريملاء للدولةالسعوديةالاولى سنة 1165 هـ 1752 م ولكن قاضي حريملاء الشيخ سليمان بن عبد الوهاب شقيق الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان معارضا ورافضا لدعوة أخوه ، ومعارضا كذلك للدرعية وحاكمها فقام بتحريض أهلها على طرد أتباع الدعوة ومنهم امير حريملاء محمد بن عبد الله الموالى للإمام محمد بن سعود وكذلك أخوه عثمان بن عبدالله ، فقصد المطرودون الدرعية ، فخاف أهل حريملاء من الثأر فأرجعوهم ولكن بعض أهل حريملاء قاموا بقتل الأمير محمد بن عبد الله وثمانية من اتباعه ونجا مبارك بن عدوان واستنجد بالإمام محمد بن سعود الذي أرسل ابنه الامير عبد العزيز الذي تمكن من السيطرة على حريملاء وتعيين مبارك بن عدوان أميرا لها ، وقد تم عزله فيما بعد وتعيين أحمد بن ناصر بن عدوان، واستطاعت الدولةالسعوديةالاولى من فرض سيطرتها على إقليم العارض.

وهنا نشير الا أن سبب معارضة الشيخ سليمان بن عبدالوهاب لدعوة شقيقة من بداية انطلاقها، وكذلك معارضته لقيام الدولةالسعوديةالاولى مازال مجهولا وغير معروف حتى الان، رغم كثرة الروايات المختلفة في الأسباب التى دعته لتبنى ذلك الموقف.

اقاليم الوشم و سدير و الخرج.

بدأت الدولةالسعوديةالاولى في التوسع باقليم الوشم بداية من شقراء التي بايعت الدولةالسعوديةالاولى , والتى كانت تابعه لامارة ثرمداء ، وكذلك القويعية التي بايعت سنة 1169هـ 1756 م ، وكان عدد من البلدات التي رفضت وقاومت التوسع السعودي ثرمداء و بلدة أشيقر و بلدة القصب و بلدة مرات و بلدة الفرعة ولم تسقط إلا بعد أن قام الأمير عبد العزيز بن محمد بن سعود بعدة حملات عسكرية ضدها.

قامت الدولةالسعوديةالاولى بعدة حملات ضد إقليم سدير استمرت لأكثر من عشر سنوات واستطاعت السيطرة على بعض البلدات و روضة سدير ، وفي عام1196هـ 1782 م قام تحالف كبير ضد الدولةالسعوديةالاولى يضم كل من اسرة آل ماضي من روضة سدير و أمير الخرج زايد بن زامل الدليمي واستطاع التحالف إخراج القوات السعودية من روضة سدير ، ولكن القوات السعودية في ثادق استطاعت بعد ذلك هزيمة آل ماضي والسيطرة على روضة سدير وتعيين عبد الله بن عمر أميرا عليها.

استمر التوسع للسيطرة على إقليم الخرج الذي قاوم توسع حاكم الدرعية بقيادة أميرها زايد بن زامل الدليمي وقد شارك زايد في عدة أحلاف ضد الدرعية ومنها حلف جمعه مع زعيم وادي الدواسر حويل ال معني الودعاني الدوسري و زعماء من جنوب نجد لشن هجوم بجيش كبير ، ولكن الهجوم فشل وبعدها عقد زايد الدليمي صلح مع الدرعية ، ولكنه خرج عليها فأمر الأمير عبد العزيز بن محمد بن سعود بتنحيته وتعيين سليمان بن عفيصان بدلا عنه ، و أستمر زايد الدليمي في حربه للدرعية حتى تم قتله ، واستمر أبناءه من بعده في حروبهم ضد الدرعية ، بزعامة براك بن زيد ، ولم تستقر الخرج في عهد الإمام محمد بن سعود ، وترددت بين المبايعة والنقض واستطاع الإمام عبد العزيز بن محمد إرجاعها لسلطة الدولةالسعوديةالاولى وكان ذلك تقريبا في اواخرعام 1198هـ الموافق 1785م .

إقليم القصيم.


أعلنت بريدة بقيادة أميرها حمود الدريبي ال أبوعليان ولاءها لإمارة الدرعية و تبنيها للدعوة الإصلاحية سنة 1182 هـ 1768 م ولكنها لم تستقر حتى حاصرها الإمام سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد سنة 1189 هـ 1775 م و تم تعيين حجيلان بن حمد ال أبوعليان أميرا عليها من قبل الدولةالسعوديةالاولى ، حيث أشتهر الأمير حجيلان بمساندتة للدعوة السلفية منذ قيامها ، وله مواقف عظيمة قام بها لمساندة فرض سيطرة الدولة السعودية الاولى على إقليم القصيـم ، وحائل ، وشارك في كثير من المعارك حتى سقوط الدولة السعودية الاولى على يد قوات والي مصر العثماني محمد علي باشا وأبنة ابراهيم باشا عام 1233هـ .

خضعت عنيزة وأميرها عبد الله بن أحمد بن زامل سنة 1182 هـ 1768 ولكن عنيزة لم تستقر للحكم السعودي وتزعمت عنيزة العصيان أكثر من مرة وقتلت عدد من الموالين للدولةالسعوديةالاولى .

تزعمت عنيزة سنة 1196 هـ عصيان كبير وطلبت عنيزة من حاكم الأحساء سعدون بن عريعر العون فأرسل قواته المتحالفة مع قبائل الظفير و بادية شمر و عنزة وحاصرت القوات بريدة الموالية للحكم السعودي و أميرها حجيلان بن حمد ال أبو عليان لعدة أشهر ولكن الحصار فشل ، ورجعت قوات سعدون بن عريعر وتوجهت لروضة سدير واستولت عليها ، ثم بعد مدة قصيرة تشتت القبائل المرافقة لأبن عريعر مما اضطره للعودة الى الأحساء .

استطاع الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد سنة 1202 هـ 1788 م إخضاع عنيزة لحكم الدولةالسعوديةالاولى .

ساهم حجيلان ابو عليان أمير القصيم في الدولة السعودية الاولى في شن عدة حملات على جبل شمر الخاضع لحكم آل علي حتى خضعت سنة 1207 هـ 1792 م للحكم السعودي ،وخضعت بعدها دومة الجندل و الجوف سنة 1208هـ الموافق 1795م وكان ذلك بعد وفاة الإمام محمد بن سعود ، وفي عهد ابنه الإمام عبدالعزيز بن محمد . التوسع شرق نجد.

بدأ حكم بني خالد في الأحساء بقيادة زعيمهم براك بن غرير آل حميد سنة 1080 هـ الموافق 1665م بعد طرد الحامية العثمانية منها ، وأستمر التوسع لإمارة بني خالد حتى وصل إقليم العارض في نجد .

عام 1142 هـ في عهد حاكم الأحساء سليمان بن محمد بن غرير بدأ الصراع مع الدرعية بسبب مساندة الإمام محمد بن سعود لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب .

حدث خلاف بين زعماء بني خالد في عام 1166هـ ، نتج عنه طرد سليمان بن محمد من الأحساء فلجأ للخرج ومات هناك ، ويعتبر ثاني أشهر حكام آسرة آل عريعر بعد شقيقة سعدون ، وتولى عريعر بن دجين زعامة بني خالد من بعده ، وحكم الأحساء.

بد أت حملات بني خالد على الدرعية سنة 1172 هـ 1759 م حين قام عريعر بن دجين بالتحالف مع أمراء نجد ووصل التحالف لبلدة الجبيلة شمال وادي حنيفة ولكن الحلف تصدع ولم ينجح وعاد عريعر بن دجين إلى الأحساء.

تزعم عريعر بن دجين حملة كبرى سنة 1178 هـ 1765 م ، تزامنت مع حملة حسن بن هبة الله المكرمي زعيم نجران وبمشاركة ودعــم من قبائــل يــــام المختلفة وخصوصا قبائل الوعلة ، وبمباركة من دهام بن دواس أمير الرياض ، وبعض أمراء نجد ، وتلقت الدرعية ضربة قوية من قوات نجران هددت بسقوط الدولة السعودية الناشئة وذلك للسبب التالي :

لما عاد الامير عبد العزيز بن محمد بن سعود من غزواته التي قام بها على سدير (كان ذلك في عهد والده الإمام محمد بن سعود) وعند وصوله إلى رغية وردته الأخبار بأن جماعة من قبيلة العجمان المنتسبة إلى يام من همدان قد تجاوزت على فريق من قبيلة سبيع (التي دخلت تحت حكم الدولة السعودية وأعلنت ولائها لهم) وأوسعتها قتلاً ونهبًا فأبلغ الأمير عبد العزيز الناس بخبر هذا الحادث وسعى في طلب المعتدين وإسترجاع ما أستولوا عليه من أموال قبيلة سبيع .

أدرك الأمير عبدالعزيز بن محمد بن سعود وجيشة قبيلة العجمان في موضع يقال له قذلة فأحاطهم بجيشه وطلب إليهم إعادة ما أستولوا عليه من أموال فأبوا عليه ذلك وأظهروا له إستعدادهم لقتاله فأضطرّه الموقف على خوض المعركة وتمت هزيمتهم وقتل منهم رجالا كثيرا (قيل اكثر من خمسين رجلا) وأسر منهم رجالا اخرين ، واعاد مانهبوه الى قبيلة سبيع الموالية له.

أنطلق من نجا من قبيلة العجمان في تلك المعركة إلى نجران مستصرخين قبائلهم من يام لكي يثأروا لهم من حكّام الدرعية ويستخلصوا أسراهم بحكم صلة القرابة والدم فيما بينهم .

فأستجابوا لهم اهل نجران وخصوصا قبائل الوعلة بأعتبارهم اقرب اهل نجران نسبا الى قبيلة العجمان، واجتمع المقاتلين يتجهزون لغزو الدرعية .

وصل جيش نجران إلى الحاير (وادي قرب الرياض) في شهر ربيع الثاني عام 1178 هـ وعسكر حولها وحاصر أهلها عندئذ أضطرت الدرعية لمقابلة ذلك الجيش ، وخرجت جيش الدرعية لهم ، وأسندت قيادتة إلى الأمير عبد العزيز بن محمد بن سعود .

  وصل الأمير عبد العزيز بقواته إلى الحاير واحتدمت المعركة فيما بينهم ، فألحقوا قبائل يام الهزيمة بجيش الأمير عبدالعزيز بن محمد بن سعود وانسحب الامير بمن معه إلى مشارف الدرعية .
  بعد إنتهاء المعركة أرتحل جيش نجران ونزل بالقرب من مشارف  الدرعية ، وأخذت ترد عليهم الرسائل من صاحب الرياض دهام بن دواس وغيره من أعداء الدرعية يحرضونهم على إحتلال الدرعية ويعدونهم بالمساعدة بالرجال والأموال ، كما كتب إليهم صاحب الأحساء عريعر بن دجين يخبرهم بقدومه إليهم ويقول في كتابة الذي أرسلة لأهل نجران : 

"" إننا نحمد الله على هذا الإتفاق الذي حصل بيننا وبينكم على حرب هذا المبتدع ونحن إن شاء الله سنقوم بمواجهتكم ونتم الأمر بيننا على كيفية حربه ولا نطيل الأمر"".

  أوفدت الدرعية فيصل بن شهيل ( شيخ قبيلة الظفير) إلى اهل نجران ليعرض لهم استعدادهم للتفاوض معهم لعقد صلح يحقق لكل منهم مطالبه , وثم الصلح على أن تطلق الدرعية سراح الأسرى الذين عندهم من قبيلة العجمان ، ويطلقون اهل نجران اسرى الدرعية الذين عندهم جرّاء وقعة الحاير ، وهكذا تم الصلح بينهم على هذه الشروط ، وتم تنفيذها من كلا الطرفين ، ثم عاد جيش نجران راجعا لبلاده ، وكان قائد جيش أهل نجران حسن بن هبة الله المكرمي.
  بلغ  بن عريعر وهو في الطريق نبأ عقد الصلح بين الدرعية واهل نجران فكتب ابن عريعر كتاب لهم يحثهم فيه على مواصلة قتال الدرعية ، الا ان اهل نجران اجابوا بأنه تم الصلح فيما بيننا وبين اهل الدرعية واننا عائدون لبلادنا .
     وصل جوابهم إلى  عريعر بن دجين ، وواصل تقدمه للدرعية ، وحاول محاصرتها وفشل في ذلك ، وعاد للأحسـاء .

من أبرز حكام الدولة السعودية الاولى:

الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود "رحمه الله".

  تولى الحكم بعد وفاة والده في عام 1179هـ (1765م) ، واستأنف بناء الدولة السعودية الأولى ونشر الدعوة الإصلاحية وكان رجل شديد المراس ، ذكى للغاية ، قائد محنك ، فارس شجاع ، حسن التدبير ، اكتسب خبرة كبيرة جدا من خلال تعامله مع الأحداث التي جرت في عصر والده ، والساعد الأيمن لوالده في تصريف امور الدولة منذ نشأة كيانها .
  اسند له والدة الإمام محمد بن سعود الأمور العظام لثقته به ، وباختصار شديد كان رجل دولة من الطراز الأول "رحمه الله واسكنه فسيح جناته" .

عهده ( العصر الذهبي للدولة السعودية الاولى).

  استمرت ولايتة 39 تسعة وثلاثون سنة ، وفي عهده امتد نفوذ الدولة السعودية الاولى إلى الرياض وجميع بلدان الخرج واقليـم نجـــد ، ووادي الدواسر في الجنوب .
  في الشمال امتد إلى القصيم ، ودومة الجندل ، والجوف ، ووادي السرحان ، وتيماء وخيبر، ووصل لأطراف العراق.
  في عهد السلطان العثماني محمود الثاني ( السلطان الثلاثون للدولة العثمانية ) قامت بعض من جيوش الدولة السعودية الاولى بتهديم القباب والاضرحة في كربلاء والنجف في عهد الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود وهذا العمل سبب استنكارا واسعا بين عامة المسلمين في شتى الأقطار والبلدان الأسلامية ، وصل لمسامع حكام الدولة العثمانية الذين لم يكن يعيرون اي اهتمام لما يجري على ساحة شبة الجزيرة العربية في ذلك الوقت من حروب وتناحر بين القبائل وقطع للسبل وغارات متبادلة ونهب وسلب  باعتبارمايحصل في مناطق صحراوية قاحلة لافائدة لهم فيها ولا ضرر مما يحصل بها .
   كان جل اهتمامهم ينحصر فقط في الأماكن المقدسة (مكة المكرمة والمدينة المنورة) وطرق الوصول اليها ، وذلك لتكريس شرعية مفهوم الخلافة الأسلامية في عقول المسلمين ممثلة بدولتهم القائمة ، والتي يستمدون بها سيطرتهم على البلاد العربية ومختلف الأقطار الأسلامية باعتبارهم خلفاء للدولة الأسلامية اسوة بدولة الخلفاء الراشدون التي قامت بعد وفاة النبي المصطفى عليه افضل الصلاة وازكى التسليم  ويعتبر هذا العمل المسبب الرئيسي لبدء الحملات الحربية على الدولة السعودية الاولى من قبل العثمانيين ، وبدء احساسهم بالخطر الشديد من قيام هذه الدولة بجوار الأماكن المقدسة .

((وسنعود لتفصيل ذلك لاحقا خلال تسلسل الأحداث بأذن الله تعالى)) .

  في الشرق تمكن الإمام عبدالعزيز من السيطرة على الأحساء وقطر وواحة البريمي .
  امتد نفوذه إلى البحرين وسلطنة عمان عن طريق ولاء قبائل المنطقة ودفعها الزكاة لعمال الدولة السعودية الاولى .
  في الغرب امتد نفوذ الدولة السعودية الاولى إلى شرقي الحجاز والطائف والخرمة وتربة وما حولها .
  في الجنوب الغربي وصل نفوذ الدولة إلى بيشة والليث وجازان .
  يعد عهد الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود عهداً نشطاً في الدولة السعودية الأولى فقد شهد الكثير من الحملات والجهود العسكرية والسلمية لمد نفوذ الدولة ونشر الأمن والاستقرار في أنحائها ، كما اتسم عهده بالعديد من النشاطات العلمية والثقافية والحضارية فازدهرت العلوم وانتعشت النواحي الاقتصادية .
  أدت انتصارات الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود ، وانضواء العديد من المناطق والقبائل تحت لواء الدولة السعودية الأولى إلى تحرك بعض القوى المجاورة لمواجهة الدولة السعودية الناشئة ، ومحاولة الحد من اتساع نفوذها .
  قام عريعر بن دجين بن سعدون بعد وفاة الإمام محمد بن سعود بتسع  سنوات في عام 1188 هـ 1774 م بهجوم على منطقة القصيم و نجح في إبعاد عبد الله بن حسن ال مهنا بن صالح بن حسين أبا الخيل  وتعيين راشد الدريبي ال أبوعليان وكان ينوي شن هجوم على الدرعية ولكنه توفي بعد شهرين من انسحابه من بريدة .
  من ناحية ثانية دب الخلاف والصراع بين زعماء بني خالد بعد وفاة عريعر بن دجين حتى تولى سعدون بن عريعر الحكم ، وقام سعدون بن عريعر بعدة حملات وتحالفات ضد الدولة السعودية الاولى و منها حصار بريدة.
  بدأ ميزان القوة يتغير فبدأت حملات الدرعية ضد الأحساء فقام الإمام سعود الكبيربن عبد العزيز بن محمد سنة 1198 هـ 1784 م بشن حملة على قرية العيون وغنم منها غنائم كثيرة ، وفي نهاية عام 1199هـ / 1785م ، قام الإمام سعود الكبير بحملة اخري تمكن من  مصادرة قوافل تجارية قادمة من الأحساء ، وقتل العديد من رجالها .
  حصل خلاف بين زعماء بني خالد في منتصف عام 1199هـ ، انتهى الى خروج سعدون بن عريعر بن دجين  فارا من الأحساء ، لائجاٌ للدرعية ، طالباٌ مساعدتة للعودة للحكم بعد طرده من قبل دويحس بن عريعر بن دجين وعبدالمحسن بن سرداح بن عبيدالله بن براك بن غرير(خال دويحس) ، فأستغلها الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود ، وأمر قائده المخضرم  سليمان بن عفيصان بغزو الأحساء فغزا بلدة الجشة و ميناء العقير وأشعل النيران فيها بعد أن استولى على الأموال والأبل التي كانت بها.
  من ناحية اخرى قاد الإمام سعود الكبير بن عبد العزيز حملة ضد آل عريعر وقائدهم عبد المحسن بن سرداح سنة 1204 هـ 1789 م في غزوة غريميل انهزم فيها جيش بن عريعر وهرب عبد المحسن بن سرداح لقبائل المنتفق وعين الإمام سعود بن عبدالعزيز ،  زيد بن عريعر بن دجين أميرا على الأحساء من قبل الدولة السعودية الاولى.
  قام الإمام سعود بن عبدالعزيز بغزو القطيف وحاصر سيهات و بلدة عنك وفي تلك الأثناء استطاع الإمام سعود قتل عبد المحسن بن سرداح زعيم بني خالد ، كما انه استطاع بعدها الإمام سعود هزيمة براك بن عبد المحسن بن سرداح و فراره لزعيم قبائل المنتفق في معركة الشيط  شمال غربي قرية العليا بالصمان، ومن ثم تمت السيطرة على اقليم الأحساء ودخوله تحت سيطرة حكم الدولة السعودية الاولى ، ولم تستقر الأحساء بشكل نهائي لحكم الدولة السعودية الاولى حتى خضعت سنة 1210 هـ 1796 م في غزوة الرقيقة في اواخرعهد الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود.

التوسع في مناطق الخليج العربي.

  بعد السيطرة السعودية على الأحساء بدأ التوسع في مناطق الخليج العربي ومنها الكويت فقامت عدة حملات سعودية بقيادة القائد إبراهيم بن عفيصان وحملات أخرى منها حملة ثويني بن عبد الله إلا ان الكويت لم تخضع ابدا لهيمنة حكم الدولة السعودية الاولى خلال عصورها المختلفة ، وكان يحكمها في ذلك العصر الشيخ عبدالله بن صباح بن جابر الصباح (الحاكم الثاني من آسرة آل صباح) .
  توسعت الدولة السعودية للسيطرة على قطر واستطاع إبراهيم بن عفيصان السيطرة على القرى فريحة و الحويلة و اليوسيفية و الرويضة ونشر الدعوة الإصلاحية فيها سنة 1207 هـ  . 
   استطاع إبراهيم بن عفيصان السيطرة على الزبارة مقر إقامة آل خليفة ، وكان حاكمها الشيخ سلمان بن أحمد بن محمد بن خليفة ، فخرجت اسرة آل خليفة لجزيرة البحرين (التي كانت تابعة لهم بعد استيلائهم عليها في عهد والده الشيخ احمد بن محمد بن خليفة ، وطرد حاكمها نصر آل مذكور ، الذي فر الى ميناء بوشهر على الجانب الأيراني بعد معركة دامية ، وكان ذلك في عام 1197هـ الموافق 1782م) . 
   في نهاية المطاف من أستطتعت آسرة آل خليفـة السيطرة على الحكم في البحرين آواخر عام 1227هـ/ 1812م  .
  كان من أبرز هذه الحملات المناوئة قيام زعيم قبائل المنتفق ثويني بن عبدالله بن محمد السعدون بمحاولة مواجهة الإمام عبدالعزيز بن محمد ، ومحاولة الحد من نفوذ الدولة السعودية في شمال شبة الجزيرة العربية ، وكان ثويني بن عبدالله ، وثامر بن سعدون الكبير من أشهر وأقوى امراء المنتفق ، حيث أستطاعا في عام 1191هـ الموافق 1777م من ابادة جيش الدولة الصفوية بالعراق في المعركتين المشهورتين  ونتج عن المعركة الثانية تحرير البصرة والتي كانت محتله من قبل الدولة الصفوية التي يتزعمها في ذلك الحين كريم خان الزندي ومقر حكمه مدينة شيراز الفارسية . 
  تعرضت الدولة السعودية في عهد الإمام عبدالعزيز للعديد من الحملات المناوئة ، مثل حملات بني خالد من الأحساء ، والأشراف من الحجاز ، وحملة اهل نجران ، وحملة حاكم مسقط ضد البحرين ، التي قام الإمام عبدالعزيز بالدفاع عنها بكل عزيمة واقتدار .

وفاته "رحمه الله".

  اغتيل في العشر الأواخر من شهر رجب سنة 1218هـ الموافق1803م اغتاله رجل من أهالي العمارة من العراق لأسباب طائفيه في مسجد الطريف بالدرعية ، رداً لما قامت به قوات الدولة السعودية من تهديم القباب والاضرحة في كربلاء والنجف .
  كنيته بآل مقرن نسبة إلى جده مقرن بن مرخان ، لان الناس لم يسموا العائلة بآل سعود إلا في عهد الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود.

الإمام سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود .

عهده.

 استمرت ولايته 11 احدى عشرة سنة ، وهو ثالث حكام الدولة السعودية الأولى حكم بعد وفاة والده عام 1218هـ الموافق 1803 م ، وفي عهده توسعت الدولة واستتب فيها الأمن وقويت واشتد عودها .
  تمت السيطرة على مكة المكرمة والمدينة المنورة في زمنه وامتد إلى أطراف عمان ونجران واليمن وعسير والبحر الأحمر حتى شواطئ الفرات وبادية الشام .
  كان وقع سقوط المدن الإسلامية المقدسة في أيدي آل سعود شديدا ومباغتا على السلاطين العثمانيين .
  كلف السلطان العثماني محمود الثاني والي مصر محمد علي باشا بأرسال جيش إلى الجزيرة العربية ، فانهزم جيشه اول الامر ثم انتصر في حملته الثانيه انتصارا مؤقتا اذ سرعان ما تعرض جيشه لمئات الغارات فاضطر للانسحاب .

وفاته."رحمه الله".

توفي الإمام سعود بن عبد العزيز عام 1229 هـ/1814 م في الدرعية .

الامام عبد الله بن سعود الكبير بن عبد العزيز آل سعود .

عهده.

  هو الإبن الأكبر للإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد آل سعود استمر حكمه اربع سنوات .
  توالت خلال فترة عهده القصيرة حملات والي مصر محمد على باشا وابنه إبراهيم باشا بأمر وتمويل من العثمانيين ، والتي فشلت تماما اول الامر ، ولكنهم استمروا في تجيش جيوشهم وامدادها حتى وصلت إلى حدود الدرعية منتصف عام 1232هـ الموافق 1816م ، فحاصرها لمدة تزيد عن تسعة شهور ، وبعد ان نفذ السلاح والغذاء بداخل الدرعية استولى قائد الحملة إبراهيم محمد على باشا عليها اوائل عام 1233 هـ الموافق 1817م .
  أستطاع إبراهيم محمد على باشا من أسر الإمام عبدالله ومجموعة من اسرة آل سعود  وقادته وبعض من آسرة الشيخ محمد بن عبدالوهاب "رحمه الله" منهم الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب ، وأرسلهم  لأبيه محمد علي باشا في القاهرة، فأرسل محمد علي باشا ، الإمام عبدالله بن سعود الكبير إلى الأستانة ، فطافوا به في أسواقها ثلاثة أيام كاملة ، ثم أمر السلطان العثماني محمود الثاني باعدامه شنقا  "رحمه الله" . 
  نال إبراهيم باشا من السلطان العثماني محمود الثاني مكافأة سخية وسمي واليًا على مكة المكرمة  ، وكان ذلك في عام 1234 هـ الموافق 1818م .
  هنا كانت النهاية المؤلمة للدولة السعودية الاولى بعد رفض حكامها الرجوع عن اراءهم العقدية ، واخضاعهم وموافقتهم على التبعية المطلقة لوالى مصر تحت حكم السلطان العثماني محمود الثاني في الأستانة (اسطنبول) .
  سنتطرق هنا لبعض التفاصيل الهامة جدا عن الاسباب التي دعت لتسير هذه الحملات العسكرية المتكررة من قبل الولاة العثمانيون على الدرعية ومحاولة وئـد وتدمير استمرار الدولة السعودية الاولى .

الحرب مع السلاطين العثمانيين.

  منذ عصر السلطان العثماني سليم الثالث ومحمود الثاني بدأت قوة الدولة السعودية الأولى وحلفائها في انتشار دعوتها في شبة الجزيرة العربية ، مما أعتبر تهديدا للسلطة العثمانية ،  وذلك لأمرين هامين للغاية اشرنا لهما في حينه ، حصل كل منهما في أثناء فترة بداية انتشار رقعة نفوذ الدولة السعودية وأنتصاف وجودها ، وهما :

الامر الأول :

 قامت بعض من جيوش الدولة السعودية الاولى في عهد الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود بمهاجمة العراق وتهديم القباب والاضرحة في كربلاء والنجف ، وهذا يعني اتساع نفوذ وقوةهذة الدولة الناشئة خارج نطاق حدودها (اقليم نجد ووسط شبةالجزيرة العربية) ، ثم الآدهى من ذلك تعدي جيوشها على مناطق بعيدة جدا منها ، تخضع للوجود والسيطرةالعثمانية خضوعا تاما ، ويوجد بها ولاة عثمانيون يسيرون امور تلك البلاد بشكل مباشر، وذلك يدل على تنامي قوتها وسرعة انتشار دعوتها بشكل قد لايمكن للعثمانيون السيطرة عليه فيما بعد أن تركت دونما عقاب على فعلتها وتجرؤها على ماقمت به.

الامرالثاني :

  سيطرة جيوش الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد المباغتة على  مكة المكرمة  والمدينة المنورة ، ومن ثم امتداد سيطرته إلى أطراف عمان ونجران واليمن وعسير والبحر الأحمر حتى شواطئ الفرات وبادية الشام ، كان امرا خطيرا جدا للغاية ، وتهديدا مباشرا للسلاطين العثمانيين ودولتهم ومناطق نفوذهم.
  في عام 1227هـ الموافق  1811 امــر السلطان العثماني محمود الثاني تابعه القوي محمد علي باشا والي مصر إطلاق حملة عسكرية على الجزيرة العربية الهدف منها القضاء على هذة الدولة السعودية الناشئة ، وتم لهم ذلك كما اسلفنا (ويمكن العودة لكتب التاريخ لمعرفة تفاصيل تلك الحملات العثمانية المتكررة على الدولة السعودية الاولى حتى بلوغ هدفهم بتدمير الدرعية واسر من تبقى من عائلة آل سعود المتواجدين بها).

الدولة السعودية الثانية.

الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود.

  مؤسس الدولة السعودية الثانية ولد عام 1183 هـ الموافق 1767م   في الدرعية وهو جد حكام ال سعود وهو أول من استلم الحكم من فرع عبد الله بن محمد بن سعود حيث كان الحكم لفرع الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود ثاني حاكم ال سعود وهما ابني محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى عرف الإمام تركي بن عبدالله بشجاعته وقوة شحصيته وعدله ورجاحة عقله وحسن تصريفه للامور.

حياته قبل تاسيس الدولة.

  تولى امارة الرياض في عهد ابن عمه الامام سعود بن عبد العزيز سنة 1225 هـ  الموافق 1809م ، وحارب مع القوات السعودية حتى سقطت الدولة السعودية عام 1233هـ  الموافق 1817م ، بعد استسلام الإمام عبد الله بن سعود لابراهيم باشا ولجأ إلى الصحراء اثناء مطاردة إبراهيم باشا . 
   تم أسر أغلب اسرة ال سعود وال الشيخ وكان الإمام تركي بن عبدالله احد الذين لم يتمكن  إبراهيم باشا من اسرهم ، واستقر في بلدة الحلوة جنوب الرياض سنة 1236هـ.
  اقتاد  إبراهيم باشا الآسرى من ال سعود ومنهم أبناء الإمام تركي بن عبدالله  ومنهم فيصل بن تركي مع الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ووبعض من آسرة آل الشيخ إلى مصر ، وترك ثمانية حاميات عثمانية في  الرياض  والخرج  والدلم  وعنيزة وبريدة  الزلفي  ومنفوحة وضرمى ، بعد خروج إبراهيم باشا الى مصـر ووضعهم رهن الأعتقال . 
  في أثناء ذلك ، ونظرا للفراغ الهائل الحاصل نتيجة سقوط السلطة السعودية على كافة أنحاء البلاد ، تمكن محمد بن مشاري بن معمر الذي كان ابن اخت الامام عبد العزيز بن محمد بن سعود من السيطرة على الدرعية  لكونه قريبا من فرع عبد العزيز بن محمد بن سعود وارسل ابنه مشاري بن محمد بن معمر إلى الرياض وضمها اليه .

مبايعة الإمام تركي بن عبدالله للأمير مشاري بن سعود.

  استطاع الامير مشاري بن سعود بن عبد العزيز أخو الإمام عبد الله بن سعود اخر حكام الدولة السعودية الاولى الهرب من الحامية في ينبع وذهب إلى الدرعية واستقبله اهلها بالترحاب وتنازل محمد بن مشاري بن معمر عن الحكم للامير مشاري بن سعود.
  علم  الامير مشاري بن سعود بوجود تركي بن عبد الله في الحلوة فامره على  الرياض  وجاءت الوفود من الوشم وسدير والمحمل والخرج مبايعة الأمير مشاري بن سعود على السمع والطاعة ولكن محمد بن مشاري بن معمر ندم على تنازله للحكم لمشاري بن سعود ، وطمع في استعادة الحكم منه ، فاستأذن من  الامير مشاري بن سعود بزيارة اقاربه في سدوس وذهب إلى فيصل بن وطبان الدويش زعيم قبيلة مطير وغبوش اغا قائد الحامية العثمانية في عنيزة طالبا عونهم في الاطاحة بالامير مشاري بن سعود ، وكسب تاييدهم بامداده بالرجال والسلاح.
تمرد ابن معمر على الامير مشاري بن سعود.
  وصل محمد بن مشاري بن معمر إلى الدرعية على رأس جيش كبير ، مدعوما من قائد الحامية العثمانية غبوش باشا ، وأهل عنيزة ، وشيخ قبيلة مطير فيصل بن وطبان بن محمد الدويش الملقب ب(الأكوخ) ، وتمكن من القبض على الامير مشاري بن سعود وارسله اسيرا إلى بلدة سدوس وزحف إلى الرياض ، مما حدا بالإمام تركي بن عبد الله بالخروج مع بعض رجاله إلى ضرماء واقام بها فترة من الوقت أنضم اليه خلالها عدد كبير من أهالي ضرماء  وكان سبب خروج الإمام تركي من الرياض قلة الرجال الذين سيقاتلون معه ، وتقديره وبعد نظره إلا أن الجيش القادم مصمما على قتله ومن معه .
  قام الإمام تركي بن عبد الله بجمع انصاره وهاجم الدرعية وقبض على محمد بن مشاري بن معمر وهاجم الرياض وقبض على ابنه مشاري بن محمد بن معمر واشترط عليهما الامام تركي ان يطلقا سراح الامير مشاري بن سعود مقابل الافراج عنهما ولكن اهل سدوس خافوا من انتقام العثمانيين وسلموا الامير مشاري بن سعود إلى غبوش اغا الذي سجنه في عنيزة وتوفي في السجن ( وقيل تم قتله بسجنه من قبل الوالي العثماني غبوش أغا) عام 1336هـ .
  قام الإمام تركي بن عبدالله  بقتل محمد بن مشاري بن معمر وابنه مشاري بن محمد بن معمر في الرياض انتقاما منهما لانهما تسببا في قتل الامير مشاري بن سعود على يد قائد الحامية العثمانية غبوش أغا .

توليه الحكم الفترة الاولى عام 1236هـ.

  حاول فيصل بن وطبان الدويش ومعه غبوش اغا قائد الحامية  العثمانية  في عنيزة  حصار الإمام تركي بن عبد الله في الرياض ولكن الإمام تركي أستطاع كسر الحصار. 
   أشتد الغضب بالقائد العثماني محمد علي باشا وارسل عدد كبير من القوات العثمانية إلى الرياض بقيادة حسين بك . 
  علم الإمام تركي بن عبدالله  بأمر الحملة الجديدة وقربها منهم  ، فشاور اصحابه  فاشاروا عليه ان ينسحبوا من الرياض إلى بلدة الحلوة جنوب الرياض ، وأنسحب الإمام وانصاره من قصر الحكم بالرياض  دون معرفة العثمانيين الذين اعتقدوا أنه فر إلى الاحساء .
  مما يجدر ذكره بأن سبب تحالف وأنضمام الشيخ فيصل بن وطبان بن محمد الدويش الملقب ب(الأكوخ) امير قبيلة مطير مع القائد العثماني محمد علي باشا ضد الحكام من آل سعــود في تلك الحقبة من الزمن ، خصوصا الإمام تركي بن عبدالله ، يعود لأمرين : 

 السبب الأول ، نتيجة قتل أكثر من 12 رجل من شيوخ قبيلة مطير واقرباءه في عهد حكم الإمام عبدالله بن سعود(الكبير) بن عبدالعزيز ، آخر أئمة الدولة السعودية الآولى ، نتج عنه رغبة لدية بأخذ ثأر المقتولين من قبيلتة ، وتمثل ذلك في عدم موافقتة للولاء لحكام الدرعية من آل سعود .

 السبب الثاني ، في عام 1238هـ الموافق 1823م حصلت وقعة ومعركة الرضيمـة الشهيرة بين قبيلة مطير ومعها قبيلة العجمـان ، بقيادة الشيخ فيصل بن وطبان الدويش ، وبين ماجد بن عريعر آل حميد حاكم الأحساء وحلفائه من قبيلة عنزة وقبيلة سبيع ، قرب الرياض بموقع يدعى العرمـه ، انتهى بهزيمة ماجد بن عريعر آل حميد هزيمة منكرة ، طبقت شهرتها الآفاق وأنتشرت تفاصيلها كافة الأقاليم في نجـد والأحساء ، وشمال وجنوب الجزيرة العربيه ، وكان من أشهر من قتل في تلك المعركة مغيلث بن هذال شيخ عنزة وأصيب الأمير ماجد بن عريعر بأصابة بليغة ، أدت فيما بعد إلى مقتله .

  كان لأنتصار الشيخ فيصل بن وطبان الدويش في معركة الرضيمة وقع كبير في نفسه ، والقبائل المشاركة ، مما دعاهم إلى أعتبار أنفسهم غير ملزمين بالخضوع لسلطة حكام الدرعية ، والتصرف في رعيتهم وأفراد قبائلهم على أهوائهم،(وأثبتت الأحداث فيما بعد صحة ذلك) . 
  ظل الإمام تركي بن عبد الله ثلاث سنوات في بلدة الحلوة يجمع انصار ال سعود حتى تمكن من هزيمة الحامية العثمانية في معركة الحلـوة المشهورة ، ثم استيلائة على بلدات  الرياض ومنفوحة في وقت قياسي وفرح سكان نجد وثاروا على بقية الحاميات العثمانية وهزموها وأسروا الباقيين من فلول جنود القوات العثمانية  الذي وافق الإمام تركي على العفو عنهم بشرط مغادرتهم حدود نجد الى قادتهم في اقليم الحجاز، الذي كان تحت الحكم المباشر للسلطة العثمانية .
  كان للأمام تركي بن عبدالله "رحمه الله " حادثة عجيبة عند انسحابه مع رجالة من امام الجيش التركي بقيادة حسين بيك الذي احتل الرياض وهروبه الى بلدة الحلوة ، حيث تفرق عنه رجاله وذهب كل واحد منهم لحال سبيله وأصبح وحيدا لاجئا في غار بظهراحد الجبال (تسمى جبال عليه) لايعلم اين يذهب،وأصبح مطاردا من قبل العثمانيون ،وعرضة للوشاية في اي لحظة للقبض عليه من قبل قادة الحاميات العثمانية المنتشرة في بلدات العارض والقصيم واقليم الوشم واقليم الخرج القريبة من بلدة الحلوة ،  أو من قبل اعدائة في ذلك الوقت المنتشرين في انحاء الجزيرة العربية .

والقصة يرويها الأمير عبدالله بن فيصل آل فرحان آل سعود.

""روايه الامير عبد الله بن فيصل الفرحان ال سعود"""

  عندما فر الإمام تركي الي جبال "علية" بمن معه ، تفرق مرافقية عنه ، وبقى وحيدا  ليس له من الاصدقاء الا البندقيه المسماة سحابه وسيفه الاجرب ( وسيفه الاجرب له قصة عجيبة سنأتي على ذكرها بالتفصيل فيما بعد بأذن الله ، وكيف أن هذا السيف المشهور استقر به المقام في عهد احفادة (في عهد الإمام سعود بن فيصل بن تركي) لدى حكام البحرين من آسرة آل خليفة ) . 
  في يوم من الايام وهو فريد جائع بجبال عليه راي غنما في اسفل الوادي ( وادي العين) فتوجه اليها وعندما اقترب من الغنم تحقق ان الذي عند الغنم امرأة فاستحى ان يتصل بها او يكلمها فجلس على صخرة من الصخور ولكن المرأه عرفت ان هذا القادم جائع وادركت سبب جلوسه على الصخرة دون أن يتكلم ،  فحلبت من الغنم في قدح معها ووضعته على صخره قريبة منه ، ثم ساقت غنمها من الوادي الي اهلها  ، فنزل الإمام تركي بن عبدالله  الي مكان القدح الموضوع وشرب ما فيه من حليب ورجع من حيث اتي   والمرأة تنظر اليه من بعيد وحينما وصلت الي ابيها محمد بن غيدان ال زميكان الشامري العجمي اخبرته بما حدث فثبت لديه ان ضيف ابنته ربما يكون هو  الامام تركي بن عبد الله ، لأنتشار الاخبار بين البدو في ذلك الحين بأنه ربما يكون قريبا من جبل عليه في بلدة الحلوة ، وفي الصباح الباكر امر ابنته ان تذهب بالغنم الي المكان الذي حدث فيه ما ذكرت ، ثم تعقبها ولما وصلت البنت الي مكان القدح رات الرجل الذي اتاها بالامس فاقبل اليها وصنع ما صنع في الامس ، فعرفه محمد بن غيدان ال زميكان ، فدعا الإمام باسمه وامنه ، ثم تقارب كل واحد منهما الي صاحبه وبعد عناق طويل من ابن زميكان ذهب معه الي محله واكرم ضيافته .
  مكث الإمام تركي لدية فترة من الزمن متخفيا ، ثم تزوج بنت محمد ابن زميكان العجمي التي تدعي ( هويديه).
  بقي الإمام تركي متخفيا عند ابن زميكان ال شامر فترة من الزمن، وأنجب الإمام تركي من زوجتة ( هويديه) أبنه جلــوي بن تركي ( الذي يعود له الان نسب آل جلوى ) .
    عزم شيخ قبيله ال شامر هو خرصان ال خرصان الشامري العجمي في يوم من الايام الذهاب الي (ضرما) لاجل حاجاتهم من السوق وكان الإمام تركي في معيتهم كواحد منهم وعلى جمل من جمالهم فبينما هم منهمكين في قضاء حوائجهم من السوق بداء الأمام في التهيوء لأقتحام قصر الحامية التركية هناك ، فحاول خرصان ثنية عن عزمه بأقتحام القصر خوفا على حياتة ، ولكنه لم يلتفت اليه وأقسم علي نفسه بان لا ينام الليله القادمه الا وقد انهي ما بينه وبين اهل القصر الذي تسكن فيه حاميه من الاتراك فما كان من الشيخ خرصان بن خرصان الا الأتصال بصديق له من( ال الفقهاء) الذي افهمه انهم اذا ارادوا ان يدخلوا القصر فلا بد ان يدخله اولا اثنان وذلك بحيلة جلب الطعام للجنود الأتراك ،  وتم الاتفاق بين خرصان والفقهاء الذي احضر الطعام وسلمه للإمام تركي وخرصان .
  فتح الجنود الباب ( باب الحصن) للطعام القادم ودخل الإمام ومعه خرصان على الحاميه التركيه التي تنتظر العشاء ، وكل السلاح الذي يحمله المهاجمين الاجرب (أسم سيف الإمام) في يد الإمام تركي وخنجر مع خرصان ال خرصان وتم النصر بفضل الله   وقتل الإمام تركي وخويه خرصان ال خرصان عدد من الجنود الأتراك وبعض من اعوانهم الا من فر.
  استولى الإمام على الحصن وارسل لاهل الحلوة وأنصارة بشيرا وداعيا لهم ،  وصل اهل الحلوة في وقت قصير ، ثم بعد مدة غير طويله استولى علىحامية منفوحة ثم الرياض وتم له الامر باذن الله .

مبايعة الإمام تركي بن عبدالله حاكما الفترة الثانية (1240هـ -1249هـ).

  بعد سقوط الدرعية على يد إبراهيم باشا عام ( 1234هـ) عاشت البلاد السعودية حوالي سبع سنوات في فوضى عارمة ، واضطرابات متعددة ، وفتن ونزاعات بين القبائل كثر فيها التناحر فيما بينهم ، وسادت شريعة الغاب القوى يأكل الضعيف ويستبيح ماله وأرضه ، ضج منها الناس في انحاء شبة الجزيرة العربية باكملها وتضرعوا إلى بارئهم أن يُعيد الله لهم أمنهم ووحدتهم التي عرفوها فيما سبق في عهد الدولة السعودية الاولى .
 استطاع الإمام تركي بن عبدالله " رحمه الله "  بفضل الله ثم بمساندة محبيه ومريدية طرد الغزاة واستعادة حكم ابائه واجدادة من آل سعود ، واستطاع بفضل الله التمكين لأهل الخير والصلاح فعادت البلاد في عهده الى سابق عزها ، وكان بحق رجل بكل ماتعنيه الكلمة من معاني فاضلة وكريمة ، شهد له القاصي والداني من رجالات عصره له بذلك .

بويع بالامامة سنة 1240هـ في الرياض بعد ان كان الحكم لفرع عبد العزيز بن محمد بن سعود وعارضه عدة قبائل أهمها قبيلة مطير بقيادة فيصل بن وطبان الدويش الذي ساند ابن معمر عليه ، ولكنه تمكن من هزيمتهم مع جميع قوات الحاميات (الثمانية) العثمانية المنتشرة في نجد واصبحت نجد كلها تحت حكم الامام تركي بن عبد الله عام 1243هـ الموافق 1827م .

 بداء الإمام تركي بن عبدالله  من تلك اللحظه في العمل بكل جد وأقتدار في توسيع  نفوذه ، واحكام سيطرته على الأقاليم المختلفة المحيطة به ، وباختصار شديد بداء في بناء وتكوين نواة الدولة السعودية الثانية .
  من ناحية اخرى هرب الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب سنة 1241هـ من مصر ورحب به الإمام تركي واصبح مفتي الشؤون الدينية في نجد كما هرب ابنه الاميرفيصل بن تركي من سجنه بمصر  سنة 1343هـ واصبح الساعد الايمن لوالده في قيادة الجيوش وتجهيزها والأشراف عليها .

من اشعـاره "رحمة الله تعالى"

  قصيدة خالدة للإمام تركي بن عبدالله " رحمه الله" وقد طبق شهرته الآفاق في الشجاعة والديانه والشهامة قال هذه القصيده الخالدة يتوجع فيها على ابن عمه مشاري بن سعود ( علما بأن الإمام تركي بن عبدالله عندما قال هذه القصيدة كان مايزال مطاردا في صحاري وجبال بلاد بني تميم  وبالتحديد في بلدة الحلوة جنوب الرياض لدى محمد بن غيدان ال زميكان الشامري العجمي  ) .
  سارت بقصيدته الركبان حتى وصلت لدى أبن عمه مشاري في مصر عند إبراهيم باشا وكان ذلك في عام 1235هـ ومنها:
طار الكرى عن موق عيني وفرّا 
                       وفزيت من نومي طرا لي طواري 
وابديت من جاش الحشا ماتدرا 
                      واسهرت من حولي بكثر الهـذاري 
خطٍ لفاني زاد قلبي بحرا 
                           من شاكيٍ ضيم النيا والعزاري 
سر ياقلم واكتب على ماتورا 
                         ازكى سلامٍ لابن عمي مشاري 
شيخٍ على درب الشجاعه مضرا 
                             من لابةٍ يوم الملاقا ضواري 
ياما سهرنا حاكمٍ مايطرا 
                         واليوم دنياً ضاع فيها إفتكاري 
دنياك يابن العم هذي مغرا 
                     ولا خير في دنياً حلاها مراري 
مافي يد المخلوق نفعٍ وضرا 
                   وماقدر الباري على العبد جاري 
ان سايلوا عني فحالي تسرا 
                     قبقب شراع العز لوكنت داري 
يوم إن كلٍ من عميله تبرا 
                    حطيت الأجرب لي عميلٍ مباري 
نعم الرفيق اللي سطا ثم جرا 
                      يودع مناعير النشامى حباري 
يبقى الفخر وأنا بقبري معرا 
                     وأفعال تركي مثل شمس النهاري 
ومن غاص غبات البحر جاب درا 
                     ويحمد مصابيح السرى كل ساري 
والعمر مايزداد مثقال ذرا 
                     عمر الفتى والرزق في كف باري 
وصلاة ربي عد ماخط بالرا 
                      على النبي ماطاف بالبيت عاري

عهـده:

  استمرت فترة حكمه تسع  سنوات من 1240هـ  الى اواخر عام 1249هـ ،  الموافق 1825م  لغاية 1834م  وتمكن خلال فترة حكمه من تحقيق الامن كما ضم منطقة الاحساء خصوصا بعد معركة السبية التي انتصر فيها ابنه فيصل بن تركي على محمد بن عريعر واخيه ماجد بن عريعر حكام الاحساء سنة 1245هـ  الموافق 1829م.

وفاته (اغتيال) الإمام تركي بن عبدالله " رحمه الله تعالى".

  كان مشاري بن عبدالرحمن بن حسن ابن مشاري بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان ال سعود من افراد الاسرة السعودية التي نفيت من الدرعية  وكان خاله الإمام تركي بن عبد الله يقدره ويعطف عليه ، وعندما استطاع الهرب من مصر اكرمه خاله تركي وولاه امارة منفوحة ولكن الإمام تركي عزله ، بعد أن نما الى علم الإمام  بانه يسعى لأغتياله ، وحقد مشاري على خاله الإمام تركي بن عبد الله .
  بعد عام تقريبا ، قام الإمام تركي بالخروج من الرياض غازيا لمحاربة احدى القبائل في شمال الرياض ، عندها وجد مشاري بن عبدالرحمن الفرصة مواتية للإستيلاء على الحكم والسيطرة على الرياض ، واعلن تمرده على الإمام تركي ، ولكن فوجئ بان اهل الرياض كانوا مع خاله تركي ولم يجد احدا يؤازره في مسعاه  فهرب مشاري إلى مكة المكرمة  وطلب مساعدة الاشراف ولم يتلاقى اي تجاوب ، وعاد إلى بلدة المذنب وطلب من اعيان منطقة القصيم كلهم التوسط عند الإمام تركي للعفو عنه  فعفا عنه واعطاه بيتا ، واولاه على منفوحة مرة اخرى .
  خطط  مشاري لقتل خاله الإمام تركي بن عبدالله في ساحة مسجد الرياض مستغلا غياب افراد اسرته خصوصا ابنه الامير فيصل بن تركي الذي كان في خارج الرياض قرب اقليم الأحساء .
  في يوم الجمعة 30 ذو الحجة عام 1249هـ  الموافق 1834م ، أمر مشاري بن عبد الرحمن عبيده في جامع الرياض (جامع الإمام تركي بن عبد الله  "حاليا") بقتل خاله الإمام تركي بن عبد الله لحظة خروجة من المسجد بعد صلاة الجمعة ، حيث اطلق عليه العبد إبراهيم بن حمزة أحد عبيد مشاري بن عبد الرحمن رصاصة اصابته في مقتل ( وذهب المثل الدارج "فرد حمزة ثاير ثاير) .
  قام مشاري بن عبد الرحمن مع عبيده بتهديد الناس ودخل قصر خاله وجلس يدعو الناس للبيعة ولكنه لم يتمتع بالحكم أكثر من اربعين يوما ، حيث فوجئ بعودة الامير فيصل بن تركي وعبدالله العلي الرشيد ، وقتل مشاري بن عبد الرحمن سنة 1250هـ على يد الامير فيصل بن تركي وعبدالله العلي الرشيد داخل قصر الحكم بالرياض اوائل عام 1250هـ الموافق 1834م.

الإمام فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود.

  ولد عام 1203هـ الموافق 1786م ،  في الدرعية وهو ثاني حكام الدولة السعودية الثانية بعد والده الإمام تركي بن عبد الله وهو أكبر ابناءه ، وكان عمره انذاك 47 سبعة وأربعون عاما .

حياته قبل توليه الحكم.

  كان الإمام فيصل بن تركي أحد افراد ال سعود التي تم اسرهم واخذوا إلى مصر بعد سقوط الدرعية عام 1233هـ مع اخوه عبد الله بن تركي من قبل إبراهيم باشا وكان ابيه قد بويع بالامامة سنة 1240هـ ولم يستطيع الهرب الا عام 1243هـ  وعندما عاد للرياض ،  اصبح الساعد الايمن لوالده و قاد جيوش ابيه في عدة معارك اهمها معركة السبية التي انتصر فيها وضم اقليم الاحساء تحت حكم الدولة السعودية الثانية.

توليه الحكم (الفترة الأولى) من عام (1250هـ - 1254هـ).

مساعدة عبدالله العلي الرشيد ، لفيصل بن تركي بن عبدالله آل سعود.
  التقى الإمام فيصل بن تركي بن عبدالله الأمير عبد الله العلي الرشيد الشمري في بادية الإحساء ، ورافق الإمام فيصل بن تركي عند عودتة لإستعادة الرياض من مشاري .
  عند وصولهم للرياض أستطاع الإمام فيصل بن تركي والأمير عبدالله العلي الرشيد وبعض من رجاله ، منهم  أبن سويد "راعي جلاجل" التسلل داخل قصر الحكم بالرياض وقتل مشاري وعبده حمزة وبعض من رجاله ، وذلك في اوائل عام 1250هـ الموافق 1834 م.
  كان ماقام به عبدالله بن رشيد من مساعدة للأمام فيصل بن تركي هو بداية تكوين نواة حكم ال رشيد في ظل الدولة السعودية الثانية .

.فمن هو الأمير عبدالله العلي الرشيد "رحمه الله" أول حكام إمارة آل رشيد ؟ هو الأمير عبد الله العلي الرشيد الشمري أول حكام إمارة آل رشيد في حائل عام 1834 م / 1251 هـ.

  ولد في حائل عام 1788م ، ويعود نسب أسرته إلى الجعفر من عبده من قبيلة  شمر  العائدة إلى قبيلة طيء.
  والدتة هي علياء بنت عبدالعزيز بن حميّان ، تنتمي إلى قبيلة شمر وهي من فخذ الجعفر أحد بطون عبدة.
  نشأ تحت رعاية والديه مع إخوته عبيد وعبدالعزيز وشقيقتهم نورة ، وكان والده علي ال رشيد ، الذي وصف بالتقى ، والحكمة ، وسداد الرأي ، والشجاعة، وكان  ذلك في عام 1203هـ الموافق 1788م ، لأن ولادة أول أبنائه عبدالله كانت "" تقريبا في عام 1204هـ الموافق 1790م حسب الروايات التاريخية الموثقة لتلك الفترة.
  تذكر المصادر والروايات التاريخية عن علي الرشيد والد عبدالله انه كان متدينا وكان من مؤيدي حكام الدرعية ، وكان ذلك في عهد الإمام سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود ، وأن جبرالرشيد عم عبدالله العلي الرشيد كان قريب من الإمام سعود الكبير، ومحل ثقتة . 
  تزوج عبدالله العلي الرشيد في شبابه من سلمى بنت محمد العبدالمحسن آل علي (حاكم حائل حتى 1818م) .
  حاول عبدالله الرشيد في مطلع عام 1820م ، أن يكوّن معارضة ضد حكم أسرة آل علي التي تنتمي أيضاً لقبيلة شمر وقد شعر حاكم الجبل آنذاك ، صالح بن عبدالمحسن آل علي ، بخطر عبدالله بن رشيد فنفاه مع أخيه عبيد من حائل في عام 1235 هـ / 1820م ، فتوجه عبدالله إلى بادية العراق واستقر بها فترة من الزمن وشارك في بعض معارك قبيلة شمر في العراق مع خصومهم وأظهر من الشجاعة والنشاط والذكاء ما أكسبه ثقة قبيلته هناك.

إنشاء امارة ( حكم ال رشيد).

  بعد أن قدّم الأمير عبدالله العلي الرشيد مساعدته للأمام فيصل بن تركي آل سعود واستولى الإمام فيصل على حكم الرياض ، قرر عبدالله الرشيد التوجّه نحو حائل بصحبة رجاله مدعوما من الإمام فيصل بن تركي بالرجال والمال والمؤن والسلاح للأستيلاء على حائل ، وكانت هذه المساعدة من الإمام فيصل بن تركى له بمثابة ردا لما صنعه معه الاميرعبدالله الرشيد من مناصرة ومساعدة كما اسلفنا من قبل .

وصلت أخبار توجه عبدالله الرشيد إلى حائل قبل أن يصل ، مما سهّل له مهمة إنهاء حكم أسرة آل علي فيما بعد وتولي زمام الأمور في حائل وإنشاء نواة امارة آل رشيد التي استمرت قرابة 94 أربعة وتسعون سنة ، وكان ذلك في أواخر عام 1239هـ - 1834 م يساعدة في ذلك اخوه عبيد العلي الرشيد .

  كانت السيطرة على حائل الذي نفذه عبدالله بن رشيد واخوه عبيد ضد أسرة آل علي مدعوما من قبل الإمام فيصل بن تركي وقبيلة شمر حاضرة وبادية ، مكنته من الأستيلاء على حائل بعد حروب وغارات متكررة .
  في نهاية المطاف تمكن من السيطرة على حائل واسر صالح بن عبدالمحسن آل علي .

علاقة عبدالله العلي الرشيد مع الإمام فيصل بن تركي آل سعود.

  قامت العلاقة بين اسرتي آل رشيد وآل سعود في عهد التأسيس على أسس قوية وثابتة وثقة متبادلة بينهما ، واختلفت العلاقة بين عبدالله بن رشيد وفيصل بن تركي عن أية علاقة أخرى بينه وبين أي من حكام الأقاليم النجدية الأخرى .
  هنا يتضح جليا العلاقة الوثيقة بين كل من اسرة ال رشيد في عهد عبدالله العلي الرشيد واخوة عبيد العلي الرشيد وبين الإمام فيصل بن تركي في تلك الفترة التي تعتبر بداية تكوين الدولة السعودية الثانية ، وبداية توطيد حكم اسرة ال رشيد بحائل بدلا من حكامها السابقين اسرة آل علي ويعود نسبهم الى محمد بن عيسى آل علي .
   سنعـود بأذن الله لأستكمال بداية تأسيس حكم اسرة ال رشيد في حائل ، واسمائهم وتاريخهم ، ومنجزاتهم ، خلال فترة حكمهم التي استمرت حوالي أربعة وتسعون عام وتأثيرهم على مسارات بداية تكوين الدولة السعودية الثانية ، وكذلك اسهامهم في سقوط وأنهيار حكم ال سعود في تلك الحقبة من التاريخ السعودي وصولا الى قيام الدولة السعودية الثالثة ، التي تم في بداية نشأتها انهيار وسقوط  حكم امارة ال رشيد . 
   نعود لأستكمال مسيرة الإمام فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود في بناء وتأسيس الدولة السعودية الثانية .
  في عـام 1252هـ الموافق  1836م وجه محمد على باشا حملة جـديد بقيـادة إسماعيل بك و الأمير خالد بن سعود (الأمير خالد بن سعود بن عبدالعزيز ابن سعود الكبير ابن عبدالعزيز ابن محمد بن سعود آل سعود ، أحد أخوة الإمام الأخير للدولة السعودية الأولى عبدالله بن سعود الكبير، ووالده هو الإمام سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود أحد حكام الدولة السعودية الأولى حكم منذ وفاة والده منذ  عام 1218هـ لغاية 1229هـ الموافق  1803 م حتى عام 1814 م ، كان الهدف منها القضاء على حكم الإمام فيصل بن تركي .
   دخلت تلك الحملة العسكرية  الرياض دون قتال و ذلك بسبب انسحاب الإمام فيصل بن تركي مع رجاله ، حيث توجه إلى الخرج ثم الأحساء و نزل في الرقيقة ، ثم أنتقل الى قصر الكوت .
  تولى الامير خالد ابن سعود حكم الرياض ، وتمكن بمساعدة القوات العثمانية المصرية من فرض سيطرته على الدرعية والعيينه وسدير وماجاورها ، ثم سار بالقوات إلى جنوب نجد لإخضاعها ،إلا انهم هزموا من القبائل الموالية للإمام فيصل بن تركي ، وعاد من تبقى من الجيش الى الرياض .
  استمرت المناوشات بين القوات السعودية و قوات محمد على و تولى القائـد العسكري خور شيد باشا الذي جاء على رأس حملة من مصر بقيادة قوات محمد على باشا ضد قوات الإمام فيصل بن تركي في اقليم الدلم ، حيث انتصرت قوات محمد على ، وأسر الإمام فيصل بن تركي وأرسل إلى مصر وانتهت بذلك فترة حكم الإمام فيصل الأولى في رمضان 1254هـ  الموافق  1838م .
  كان الأمير خالد بن سعود الكبير سبق أن تم نفيه مع عدد من آل سعود إلى مصر بعد الحمله التركيه ضد الدرعية وسقوطها عام1233هـ الموافق  1818 م ، ثم عاد إلى الدرعية على رأس قوات تركية بتكليف من والي مصر العثماني محمد علي باشا ليكون حاكماً لمنطقة نجد بعد هزيمة فيصل بن تركي على يد الحمله التركيه ، و ذلك عام1255هـ - 1839 م ، وتمّت إزاحته من الحكم عام1257هـ - 1842م على يد عبد الله بن ثنيان بن إبراهيم بن ثنيان بن سعود، الذي رفع علم المقاومة التي انتهت بانتصاره على الامير خالد بن سعود الكبير،وحكمه للرياض.
  حكم ابن ثنيان اواخرعام 1257هـ لغاية 1259هـ ، واستمرت فترة حكمه عامين فقط   واتصف حكمة بالقوة والشدة ، وهذا مما دعا الناس لتأيدهم ومبايعتهم للإمام فيصل بن تركي عندما علموا بهروبه من مصر(للمرة الثانية حيث سبق لنا أن اوضحتا اسره للمرة الآولى عند سقوط الدرعية في عام 1233هـ ، وهروبه والتحاقه بوالده الإمام تركي بن عبدالله عام 1243هـ ) .

الإمام فيصل بن تركي (الفترة الثانية) (1259هـ -1282هـ).

عهده ( العصر الذهبي للدولة السعودية الثانية).

  حكم الإمام فيصل بن تركي في الفترة الثانية بعد ان تمكن من الهرب من مصر وولاتها العثمانيون ، بمساعدة رجال من قبيله عتيبة ، وهم حسب المصادر التاريخية الفارس دخيل الله المريبض ، ومحمد بن مروي ، وخزام الهرار وعادوا جميعا إلى الجزيرة العربية بطريقة تحدث عنها بعض المؤرخين بإسهاب.
  توجه الإمام فيصل بن تركي إلى حائل لدى صديقه وصهره عبد الله العلي الرشيد الذي رحب به وكون جيشا في حائل وهاجم الرياض .
  حاول ابن ثنيان الهرب ولكن فيصل بن تركي قبض عليه وسجنه حتى مات بعدها بشهرين في سجنه بالرياض .
عهــده.
  كانت الفترة الثانية 23 ثلاثة وعشرون سنة صنفت بالفترة الذهبية للدولة السعودية قضاها في السيطرة على حركات التمرد ، وحسن علاقاته بالحكومة المصرية والدولة العثمانية وكانت فترة هادئة ودانت له اقاليم نجـد والقصيم وسدير وعسير واطراف الحجاز ووصل نفوذه لغاية وادي الدواسر وبيشة ونجران ، وامتد شرقا لحدود الأحساء وبادية الصمان والدهناء  وامتد شمالا لحدود حائل وتيماء ودومة الجندل ، وعم الأمن والرخاء الأقاليم بشبة الجزيرة العربية ، ودانت له بعض الأقطار المجاورة بالولاء مثل ساحل عمان وسواحل الخليج بما يعرف الان بدولة الأمارات وقطر . 
  اهتم بالرياض وجعلها عاصمة الدولة و نظم شؤون الدولة و أمنها واستقرارها.
  من شعـره "رحمه الله "هذه القصيده بعد انتصاره على الحامية التركية في اقليم العارض يقول في مطلعها .
    الحمد لله جت على حسـن الاوفـاق 
                                           وتبدلـت حـال العسـر بالتياسيـر
     جتنا مـن المعبـود قسّـام الارزاق 
                                       وغمٍ على الحسـاد هـم والتوابيـر
    هبت هبوب النصر من سبع الاطباق 
                                        للديـن عــــز ونقـمـة للخنـازيـر 
  وهذه قصيدة آخــرى ،  رد من  الأميـــر الشاعـر/عـبيـــد العــلي الرشيـــد على طلب محمد بن هادي بن قرمله شيخ قحطان بأن له حق((المثنوي))أي أول بطن تلده فرس عبيد((الكــــروش))التي أهداها له الإمام فيصــــل بن تـــــركي وكانت لابن هادي من قبل ثم اشتراها الإمام فيصل منه واهداها الى عبيد العلي الرشيد .
  أثبت الأميرعبيـــــد الرشيد في القصيده أن هدية الإمام فيصل بن تركي تبطل الحقوق السابقة لابن هادي "شيخ قبيلة قحطان" في الفرس:
جانا جوابك يالشجاع ابن هـادي 
                    تقول لك بكروش عنـدي مثانـي
وكروش جتني من نحاز المعـادي 
                  عـز العـرب عند اختلاف الزمانـي
سلطان نجدٍ حضرهـا والبـوادي 
                   محيي من الجودة سمال المعانـي
ريف الضيوف وتاج راس السنادي 
                   أنا وهي لـه ان بغـاه أو بغانـي
شيخٍ على غالـي حلالـه نفـادي 
                  وعطـاه مابه ياابن هـادي مثانـي

وفاته."رحمه الله"

    في 21 من شهر رجب عام 1282هـ  الموافق 11 من ديسمبر عام 1865م توفى الإمام فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود " رحمه الله " في الرياض  وخلفه ابنه الإمام عبد الله بن فيصل بن تركي آل سعود.
الإمام عبد الله بن فيصل بن تركي آل سعود.
   استمرت فترة حكمه على مرحلتين خلال 25 خمسة وعشرون سنة من 1282هـ لغاية وفاته 1307هـ الموافق لعام 1865م لغاية 1890م  :
فترة حكمه في المرحلة الآولى .
   بعد وفاة والده الإمام فيصل عام 1282هـ بويع بالإمامة بموافقة اخويه محمد بن فيصل ، و عبدالرحمن بن فيصل ، واستمر لمدة (6) ستة سنوات ، حتى خرج عليه اخوه سعود بن فيصل بن تركي ، وبعد عدة معارك بينهما استطاع اخوه سعود دخول الرياض ، وخلع اخاه الإمام عبدالله بن فيصل في 1288هـ الموافق 1871م ، ولجاء الإمام عبدالله الى حائل ، في ضيافة محمد العبدالله العلي الرشيد (سنوضح بعض التفاصيل عن نتائج الحروب والصراعات فيما بينهما لاحقا) . 
فترة حكمه في المرحلة الثانية.
   بعد وفاة الإمام سعود بن فيصل في الرياض عام 1291هـ  الموافق 1874 م  تولي اخوه الإمام عبدالرحمن بن فيصل مقاليد الحكم . 
  عاد الإمام عبدالله بن فيصل بعد سنتان من حكم اخوه الإمام عبدالرحمن بن فيصل الى الرياض في عام 1293هـ الموافق  1876م ، فتنازل الأمام عبدالرحمن لأخيه عبدالله بن فيصل بالحكم .
عهـده .
   ثار ابناء الإمام سعود بن فيصل على عمهم الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي لما علموا بتوليه الحكم ، وقاموا بعدة ثورات ضده حتى تمكنوا من اقتحام الرياض والقبض عليه ، ووضعه في سجن قصر الحكم بالرياض وكان ذلك عام 1305هـ الموافق 1887م  .
   ادى تصرفهم هذاالى فتح الباب للصراعات من جديد بين اسرة آل سعود ، اضف لذلك وجدها الأمير محمد بن عبدالله الرشيد فرصة سانحة لاتعوض للتدخل في شؤون الرياض مباشرة ، فقام بغــزو الرياض معقل الدولة السعودية الثانية وأخرج الإمام عبدالله بن فيصل من سجنه ، واصطحب معه الإمامين عبدالله وعبدالرحمن وعدد آخر من آسرة آل سعـود إلى حائل واضعا اياهم تحت الأقامة الجبرية بقصر برزان بحائل ، واستمر مكوثهم هناك لمدة سنتان ، لغاية 1307هـ الموافق 1889 م ، وولّى على الرياض حاكمًا من قبله هو سالم السبهان.
  (((( هذا الخطاء القاتل الأول  للأميرمحمد العبدالله الرشيد، الذي كان بداية العداء والضغينة والثأر بين الاسرتين (آل سعود و آل رشيد) ، رغم أواصر النسب والمصاهرة فيما سبق بينهما ، وكان سببا رئسيا فيما بعد بتدمير امارة آل رشيد وانهيارها على يد الملك عبدالعزيز   نتيجة لما حصل من تعدي الأمير محمد العبدالله الرشيد على ملك ودولة اسرتة من آل سعود ، ومن ثم تنصيب احد اتباعه حاكما لها (سالم السبهان ، ومن بعده فهاد الرخيص) دونما مراعاة لتاريخ اسرة ودولة آل سعود ، وكذلك قهر رعية أبن سعود سواء بالرياض أو بقية الأقاليم بنجد والجزيرة العربية ، وفرض سيطرتة عليهم وطرد الأمام عبدالرحمن  ومن معه ممن تبقى من اسرة آل سعود الى خارج اقليم نجد والعارض وكافة مناطق نفوذهم ، بعد معركة المليداء في عام 1308 الموافق فبراير 1891م ، وسنأتي على ذكر تفاصيل هذا الخطاء الفادح الذي أرتكبه ابن رشيد  )))) . 
   وفاته."رحمه الله"
  توفى في الرياض بعد عودته من حائل في عام 1307هـ الموافق1889م .

الإمام سعود بن فيصل بن تركي آل سعود الملقب (ابـوهــلا).

  ولد في الرياض سنة 1249هـ وقد ولاه والده الإمام فيصل بن تركي بن عبد الله آل سعود اقليم الخرج لفترة طويلة مما أكسبه قبولا وشعبية كبيرة ذاع صيتها بين السكان والقبائل القريبة منها ، وكان الساعد الايمن لوالده .

الصراع بين الإمام سعود بن فيصل و اخيه الإمام عبد الله بن فيصل.

  عندما بويع الإمام عبد الله بن فيصل بالحكم بعد وفاة والده خرج عليه اخوه الإمام سعود بن فيصل ، الا أن اخويه محمد وعبد الرحمن وبعض القبائل والعلماء في نجد وقفوا ضد خروجه  ، وتراوح ولاء القبائل المحيطة باقاليم نجد والعارض والخرج والأحساء والوشم والقصيم بين مساندا له تارة ، ومحاربا له تارة اخرى ، يحدوهم في ذلك الطمع وطلب الغنيمة من اعدائهم من القبائل الآخرى، ومازالت الأسباب لذلك مجهولة ، ومتضاربة  ، وغير مؤكدة ، حول السبب الحقيقي لخروجه على اخيه .
  نشبت الكثير من المعارك بينهم مثل معركة الوجاج ومعركة الجفر واستولى الإمام سعود بن فيصل على الاحساء سنة 1287هـ وعلى الرياض 1288هـ وخلع اخاه الإمام عبد الله بن فيصل من الحكم .

عهـده .

  استمرت فترة حكمه (3) ثلاث سنوات ، بداء تفكك أوصال الدولة السعودية الثانية في عهده ، بسبب التناحر والأقتتال فيما بينه وبين اخوه الإمام عبدالله بن فيصل على مدى (9) تسعة سنوات متواصلة من الحروب بينهما ،ادى ذلك الى أستيلاء القوات التركية  على أقليم الاحساء سنة 1288هـ ، بعدما كانت في يد الإمام سعود بن فيصل بن تركي سنة 1287هـ .
   في تلك الفترة  تمكن الامير محمد بن عبد الله العلي الرشيد حاكم حائل القوي ، من احكام السيطرة على اقاليم القصيم والعارض وسدير، مستغلا فترة التناحر بين ابناء الإمام فيصل بن تركي على الحكم ، وكانت فرصة ثمينة جدا للغاية مكنته من القيام بتوسيع نفوذه لتشمل الأقاليم القريبة من الرياض .
   كان نتيجة فترة التناحر بين كل من الإمام سعود بن فيصل واخوه الإمام عبدالله بن فيصل اثارا كارثية للغاية على بقاء كيان الدوله موحدا ، حيث استمرت فترة التناحر بين ابناء الإمام سعود بن فيصل ، وعمهم الإمام عبدالله بن فيصل بعد وفاتة والدهم مدة زادت عن (16) ستة عشر سنة من الأقتتال المتواصل فيما بينهم ، كانت نتيجته في نهاية المطاف سقوط الدولة السعودية الثانية على يد الامير محمد بن عبدالله العلي الرشيد   الذي وجدها فرصة سانحة لبسط هيمنته على مقر وعقل دار اسرة آل سعود في الرياض وشبة الجزيرة العربية .
وفاته."رحمه الله"
  بعد ثلاث سنوات من حكمه للرياض ، التي أمتدت من سنة 1288هـ ولغاية 1291هـ توفي الإمام سعود بن فيصل بن تركي في الرياض ، وتنازل أبناء الإمام سعود بن فيصل بالحكم لعمهم الإمام عبدالرحمن بن فيصل .  

الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي "رحمه الله"

فترة الحكم الاولى :

  تولى الحكم أول مرة لمدة (2) سنتين بعد وفاة اخوه الإمام سعود بن فيصل في شهر ذي الحجة من عام 1291هـ، 1875م بعد تنازل ابناء اخوه سعود له بالحكم ، وكان أخوه الأكبر عبدالله بن فيصل حينذاك في حايل لدى الأمير محمد العبدالله الرشيد   ولما عاد في عام 1293هـ، 1876م ، تنازل الإمام عبدالرحمن لأخيه عبدالله بالحكم له .

فترة الحكم الثانية :

  بعد وفاة اخوه الإمام عبدالله بن فيصل تمت مبايعتة بالحكم في الرياض عام 1307هـ الموافق1889م .
   بعد عام واحد فقط من حكمه للفترة الثانية توجه الامير محمد العبدالله الرشيد للرياض كما سبق وأن اوضحنا من قبل عازما على اسقاط واخضاع مقر عاصمة الدولة السعودية الثانية لنفوذه ، وكان ذلك في منتصف عام 1308هـ الموافق 1890م.

شخصيته وأعماله.

  اتصف الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالتدين، والاعتدال، والعدل ، وقد عايش المشهد الأخير من مأساة سقوط الدولة السعودية الثانية إبان الفتنة بين أخويه عبدالله وسعود وما نجم عنها من ضياع وسقوط حكم آسرة آل سعود ، التي كان الإمام عبدالرحمن  واخوه الإمام محمد بن فيصل آخر أئمتها.
     نتوقف قليلا لمعاودة استكمال الصورة ، لنعرف الأوضاع السائدة في بقية الأقاليم بشبة الجزيرة العربية ، واحوالها ، ونظرتها لما كان يجري بعد وفاة الإمام فيصل بن تركي بن عبدالله "رحمه الله" ، وأقتتال أبنائه فيما بينهم للوصول الى سدة الحكم   وانتشار الفوضى ، وأنعدام الأمــن في حدود الدولة السعودية الثانية ، خصوصا مدى تأثير تلك الأحدات عند وصولها لمسامع حاكم حائل من عائلة آل رشيد ، الذين ارتبطوا مع الإمام فيصل بن تركي بالمصاهرة والتأييد المستمر له من قبل . 

مشاكل التأسيس لإمارة آل رشيد .

الأمير عبدالله العلي الرشيد في حائل مع ال علي.
  في الفترة الماضية اشرنا الى استقرار الأوضاع للأمير عبدالله العلي الرشيد واخوه عبيد في حائل بعد أن استولى على سدة الحكم بها ، بدلا من صالح بن عبدالمحسن آل علي الحاكم الثالث عشر من اسرة ال علي ، وكان على رأس المشاكل التي واجهت الأمير عبدالله العلي الرشيد بعد إعلان حكمه وحصوله على مباركة الأهالي هي الغارات المتعددة التي قام بها صالح آل علي حاكم حائل السابق .
  استعان صالح آل علي بالعثمانيين بعد أن تم نفيه إلى المدينة المنورة، وحاول الإقتراب من حائل أكثر من مرة، حتى أصبح يشكل خطراً دائماً على  حكم ابن رشيد في حائل   فواجهه عبيد بن رشيد في معركة قرب المدينة هزم فيها صالح ال علي .
  واجه عبدالله بن رشيد بعض المصاعب عندما تولى الإمارة ، وكان مصدر هذه المصاعب الأمير السابق صالح ال عليالذي حاول الاستعانة بالعثمانيين في استعادة إمارته ، وظل يشكل مصدر قلق حتى قتله عبيد بن رشيد وهو في طريقه إلى المدينة المنورة أواخر عام1250هـ الموافق 1834م  ونجا من القتل واحد من آل علي اسمه عيسى بن صالح آل علي تمكن من الهرب والوصول إلى المدينة المنورة حيث لقي التأييد من واليها العثماني. 
  في شهر محرم من عام 1253 هـ الموافق ابريل 1837م استطاع عيسى بن صالح آل علي الأستيلاء على حكم حائل مرة اخرى ، وذلك بمساعدة من القائد العثماني اسماعيل بك باشا ، وتفصيل ذلك :
  في عام1252 الموافق 1836هـ ، أرسل محمد علي باشا جيشاً بقيادة ابنه إسماعيل بك باشا متوجها للرياض لمحاربة الإمام فيصل بن تركي ، وكان يرافق هذا الجيش الأمير خالد بن سعود (الأمير خالد بن سعود بن عبدالعزيز ابن سعود الكبير ابن عبدالعزيز ابن محمد بن سعود آل سعود أحد أخوة الإمام الأخير للدولة السعودية الأولى عبدالله بن سعود  الكبير) الذي عينه والي مصر العثماني محمد علي باشا في مصر حاكما من قبله (للدولة السعودية الثانية) على الرياض ، وكانت مهمة هذة الحملة العسكرية اسقاط حكم الإمام فيصل بن تركي ، نظرا لسعية لإعادة توحيد كامل الأقاليم والمناطق بالجزيرة العربية تحت الحكم السعودي مرة اخرى ، رافضا أن يكون تابعا لحكم والي مصر ، وهذا مالاترضاة دولة السلاطين العثمانيين في الأستانة عاصمة الدولة العثمانية . 
  تمكنت هذه الحملة العسكرية من اسقاط حكم الإمام فيصل بن تركي ، وتم القبض عليه بعد هزيمة جيشه في معركة الدلم وأرساله اسيرا الى مصر ، وكان ذلك بعد عامين من المعارك المستمرة ، ووصول تعزيزات عسكرية من مصر بقيادة خور شيد باشا في رمضان 1254هـ / 1838م ،((وسبق لنا أن أوضحنا ذلك بالتفصيل فيما سبق اثناء الفترة الآولى لحكم الإمام فيصل بن تركي)).
  عندما وصل الجيش إلى المدينة المنورة قادماً من مصر، استطاع عيسى بن صالح آل علي، الحصول على تأييد إسماعيل بك قائد الجيش، وبالتالي الحصول على فرقة عسكرية عثمانية تساعده في انتزاع الحكم من اسرة  آل رشيد في حائل ، وتم له ذلك   واستطاع دخول حائل بعد أن انسحب عنها الأميرعبدالله العلي الرشيد واخوه الأميرعبيـد الرشيد ورجالهم الموالين لهم نحو مدينة جبة شمال حائل ، وكان ذلك في محرم 1253 هـ الموافق ابريل 1837م .

ومما قال الأمير عبدالله العلي الرشيد من الشعر أثناء وجوده في جبة ، هذه الأبيات :

جبة سقاه من أول الوسم رعّاد ... ما حدّرت مع "أم سمنان" تسقيه اللي بها للمنهزم زيـن ميعــــاد ... مــن لاذ بـه كـأن الحـرم لايذ ٍ فيـه

ويقول متحدثاً عن عيسى بن صالح آل علي الذي استرد الحكم في حائل بمعاونة من الأتراك :

عيسى يقول الحرب للمـــال نفـّاد ... والمــال من هبّت نسانيـس ذاريـه عيسى يقول الحرب مابه لنا أذواد... إسـأل مـسوّي السيف قـل ليه حانيه لاعاد ما ناصل ونضرب بالأحداد ... هبيت يا سيـف طـوى الهـم راعيـه

  ومن قصائدة المشهورة عندما اجـلاه حاكم حايل من آل علي هو وزوجته الى بادية العراق، علما بأن زوجة عبدالله بن رشيد هي شقيقة الحاكم من آل على حكام حائل أنذاك الامير صالح بن عبدالمحسن آل علي . 

ياهية ياللي لي من الناس وداد

                                    ما ترحمون الحال ياعزوتي ليه
  ما ترحمون اللي غدا دمعه بداد 
                                           ذاله زمان حرٌق الدمع خديه
   ذا لي زمان ما تهنيت برقاد 
                                        وقصر الحشا قامت تهدٌم مبانيه
  من يوم شفت الشوق مزبور الانهاد 
                                           ومجلٌى عن دار جدٌه واهاليه
  واقفى يجر الثوب للضلع شرٌاد 
                                     متمشلح يمشي على أطراف رجليه
  الله يسود وجهكم ياهل الواد 
                                       سود السما كل الخلايق تراعيه 

تحالف الأميرعبدالله العلي الرشيد مع العثمانيين .

  لم تبق الفرقة العسكرية العثمانية في حائل طويلاً مع عيسى ال علي ، إذ سرعان ما عادت إلى القصيم ، وبقي مائة جندي من العثمانيين عند عيسى آل علي مما أضعف موقفه ، فتوجه الأميرعبدالله بن رشيد مع أخيه عبيد العلي وأعوانهما من مدينة جبة إلى بلدة قفار جنوب حائل واتخذاها مركزاً لمقاومة عيسى آل علي ، وساعدهم وقدم لهم الملجأ في قفار أميرها زيد الخشيم الخالدي.
  في أواخر عام 1253هـ - 1837م أرسلت حملة عسكرية ثانية من مصر بقيادة خورشيد باشا لتعزيز القوات العثمانية في نجد ، انطلقت من المدينة المنورة ، ولما علم الأميرعبدالله العلي الرشيد بحكم تجربته وخبرته أنه لا يمكن مقاومة تلك الحملة ، غادر بلدة قفار إلى المدينة المنورة لملاقاة قائد الحملة خورشيد باشا والتفاوض معه ، ووقع الإثنان إتفاقية يتخلى بموجبها خورشيد باشا عن دعم عيسى آل علي ، ويقدم له عبدالله بن رشيد بالمقابل تأميناً للأبل اللازمة لحملة خورشيد باشا على المتقاتلين على الحكم من آل سعود في الرياض آنذاك الإمام فيصل بن تركي بن عبدالله  و الامير خالد بن سعود الكبير( وهذا القائد هو خورشيد باشا الذي تم أعتقال وأسر الإمام فيصل بن تركي على يدية) .
  تعتبر تلك الإتفاقية أولى الإتفاقيات التي وقعت بين آل رشيد  و  العثمانيين.
  في المقابل فقد عيسى ال علي سيطرته على حائل ، حيث لم تمتد طويلا إذ سرعان ما عاد عبدالله بن رشيد وانتزع الحكم من عيسى ال علي بعد عدة أشهر، وفر عيسى الى القصيم ، وكان آخر مناضل لإسترداد حكم اسرة  آل علي حكام حائـل والجبل .
  منذ ذلك الوقت أصبح عبدالله بن رشيد أميراً غير منازَع ، وكانت الإمارة طوال فترة حكمه تزداد قوة ومجداً يوماً بعد يوم، كما كان نفوذها خارج منطقة حائل و الجبل يزداد توسعاً وانتشاراً.
   بعد أن أستتب الحكم في حائل إبتدأ الأميرعبدالله العلي الرشيد في ارسال اخوه عبيد العلي الرشيد على رأس غزوات متعددة لتوسيع نفوذه في الاقاليم المجاورة له ، بعيدا عن المناطق التي يسيطر عليها العثمانيون مثل المدينة المنورة والحناكية والقصيم   حيث امتد نظره للمناطق الواقعة شمال حائل ، واستولى على بلدات لينه وتربه وبقعاء. 

علاقتة مع الدولة السعودية الثانية .

  لما تمكن الإمام فيصل بن تركي وأخوه جلوي ومن معهما من آل سعود من الفرار من مصرأوائل عام 1259هـ الموافق 1843م ،  توجهوا إلى جبل شمر فتلقاهم عبدالله بن رشيد في حائل بالترحاب قائلاً : أبشروا بالمال والرجال والمسير معكم والقتال ،  وانطلق الإمام فيصل لإزاحة عبدالله بن ثنيان عن  الرياض ، ورافقه أخوه جلوي بن تركي وعبدالله بن رشيد وأخوه عبيد بن رشيد في حملة انتهت باسترداد الإمام فيصل بن تركي لملكه ودخوله الرياض في 12 جمادى الأولى عام 1259هـ الموافق 9 يونيو1843م.
  قامت العلاقة بين آل رشيد وآل سعود في عهد التأسيس على أسس قوية وثابتة  واختلفت عن أية علاقة أخرى بين الإمام فيصل بن تركي وأي من حكام الأقاليم النجدية الأخرى، فلقد جمعت هذه العلاقة بين مشاعر الود والصداقة التي يكنها كل منهما للآخر، وبين الشعور بأن كلاً منهما قد خدم صاحبه خدمة جليلة، كما توثقت هذه العلاقة بالمصاهرة بين الأسرتين، فقد تزوج عبدالله بن علي بن رشيد بالجوهرة بنت الإمام تركي بن عبدالله  وتزوج ابنه طلال من الجوهرة بنت الإمام فيصل بن تركي، وتزوج عبدالله ابن الإمام فيصل من نورة بنت عبدالله بن رشيد ثم من ابنت عمها طريفة بنت عبيد بن رشيد ، ولما توفي عنها تزوجها شقيقه محمد بن فيصل بن تركي.

وفاته ." رحمه الله"

  استمر حكمه (12) اثنى عشر سنة ، ارسى بها نواة وبداية حكم امارة ال رشيد في حائل وتوفي"رحمه الله" في جمادي الأولى سنة 1263هـ الموافق أبريل 1847 م .

الأميرعبيد بن علي الرشيد.

  الأمير عبيد بن علي الرشيد يعتبر هو المؤسس الثاني لأمارة آل رشيد في حائل ، قال عنه أمين الريحاني - تاريخ نجد ص286 : " امتاز عن أخيه بأمور ثلاثة - تغلوه في الدين - و بخشونة طبعه - و بنزعه شديدة إلى الجهاد في سبيل الله والتوحيد" .
  كان محبوبا من شيوخ القبائل وكبار القوم من اهل حائل ، وكان بيته محط رحال النجديين في حائل .
  فارس من أبطال الصحـراء العربية ، و شاعر من فحول الشعراء .
  ساهم في بناء امارة آل رشيد وتوسيع نفوذها منذ نشأتها في 1834م وحتى وفاته عام 1865 م.
  نشأ تحت رعاية والديه مع أخوه عبدالله وهو أصغر من أخيه عبدالله بأربع سنوات.
  لم يحكم بعد وفاة اخيه عبدالله العلي ، وأنما قام باسناد الحكم الى ابن اخيه طلال العبدالله الرشيد ، وكان يحظى باحترام اسرة ال رشيد ، وحتى وفاتة "رحمه الله".
  كان الأمير عبيد بن رشيد أحد البارعين في قيادة الجيوش والتخطيط للمعارك وقد استثمر ذلك في توسيع رقعة حدود امارته ، وزيادة نفوذها ، واشتهر بامتلاكه لعدد من أنقى سلالات الخيول العربية في تلك المرحلة ، وكانت فرسه الأثيرة (كروش) قد وصل صيتها حتى الى السلطان العثماني عبد المجيد الأول ، فطلبها من عبيد ، غير أنه رفض ذلك ، وسجّل موقفه في قصيدة خالدة من قصائده ،وقد استقبل في حياته عدداً من المستشرقين والرحالة.
  يعتبر الأمير عبيد الرشيد من أبرز الشعراء في منتصف وأواخر القرن الثاني عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي) ولقصائده أهمية فنية ، وأهمية تاريخية كبرى كونها تروي واقع الحال ووقائع الأحداث في نجد وسائر الأقاليم في تلك الفترة ، وتستخدم معظم أبياته لدى مؤرخي الحروب والأنساب كبراهين إثبات ، وهو اشهر من نار على علم .
  تتفاوت مواضيع قصائده من الفخر إلى التحذير إلى الغزل إلى المراسلات ، وله قصائد تنطوي على جانب فكري يشرح بها أفكاره ومبادئه عن الحياة والحكمة والحرب.

ومن اشعاره ، قصيدة المشهورة ومطلعها "رحمه الله "

نــاح الحـمـام بعالـيـات المقاصير

                          واهل الهوى طربين ما يسمعونه 

ذكرتنـي يا الورق لا ذكرك خير

                           غرو كما لدن المطارق قـرونه 

انا وخلي فـرقتنا المقادير

                            يا من خبط بيديه واعمى عيونه 

ومن اشعاره "رحمه الله " في الحكم والفخر.

القلب من كثر الهواجيس قزان
                    مايستريح من الدهر ربع ساعه 
ياغافر الزلات ياوالي الأحسان
                   تجعل من التقوى لنفسي بضاعه 
أنا على لانٍ وربعي علـى لان
                       متخالف رايي وراي الجماعه 
أنا ولد علي سلايل كحيلان
                          الله خلقني للسبايا وداعه 
أضرب على الكايد لاصرت بلشان
                   عند الولي وصل الرشا ولانقطاعه 
الناس ماترويك لا صرت عطشان
                        لاصار مافعل الفتى في ذراعه

وكذلك قصيدته التي مطلعها :

اللي ذبحت بشذرة السيف تسعين
                أيضا ولاني عن طردهم مسايل
واللي وطينا ما تشوفه امحبين
                والكذب تنفاه العلوم الصمايل

من حكمتة واعجابه بمواقف الرجال من امثالة.

   من الامثال التي سارت عن الأميـرعبيد الرشيد انه كان حوالي سنة 1275هـ(1858م)أمير لحجاج حائل فمروا بأرض ياخذ اهلها الخوة (الضريبة) على الحجاج ولما جاءه مندوب صاحب الارض قال له عبيد :قل لمن ارسلك ان هولاء حجاج حائل وانا عبيد بن رشيد ، وبعد فتـرة عاد المندوب ينقل رسالة سيده وهـي (كـل عبيد بديرته) ، فأعجب عبيد الرشيد بالرد الشجاع ودفع الضريبة وصار قول صاحب الارض مثلا يضرب للإستقلالية في الامور وعزة كل رجل في بلاده .

وفاته"رحمه الله" .

  توفي الامير عبيد العلي الرشيد في سنة 1286هـ الموافق 1869م عن عمر يناهز التسعين عاما.
  ذكر ان الامير عبيد العلي الرشيد توفي سنة 1282هـ (1865 م) وكما روت الليدي آن بلنتعندما زارت حائل سنة 1871 م حيث قالت :"ان عبيد توفي منذ تسع سنوات" وذكرت انه تصدق قبل وفاته بكل مايملك ولم يبق سوى سيفه وفرسه ( كروش ) وزوجتة سعدى واوصى ابن اخيه محمد بن عبدالله بان يبقى سيفه مغمدا والا يركب احد فرسه من بعده والا تتزوج ارملته.
  اما لورمير فيقول : " ان فترة حكم متعب الرشيد ( 1767-1871) تميزت بموت العم العجوز عبيد بعد ان تقدمت به السن كثيرا سنة 1896 م(1286هـ) وكان عبيد محبوبا إلى ابعد الحدود كما كان الحاكم الفعلي لامارة جبل شمر منذ موت شقيقه عبدالله ، وترك عبيد بعده ستة ابناء وخلف لهم ارثا ضخما من الاراضي بحائل والنخيل في جوف آل عمرو (الجوف) ونصف العائد من واحات حيات .
  خلال فترة حياته أزدهرت حدود امارة ال رشيد وذاع صيته في الأقاليم المجاورة  وكان له هيبة في نفوس القبائل المجاورة بالرغم من انه لم يحكم امارة حائل .

الأميرطلال بن عبد الله بن علي الرشيد.

  ثاني حكام امارة آل رشيد في حائل. وهو ابن عبد الله العلي الرشيد مؤسس الأمارة.
  (فترة حكمه : 1264 -1283هـ الموافق 1847 - 1866 م).

عهـده.

  انتقل إليه الحكم بعد وفاة أبيه ، إذ كان يُتوقع أن يتولى عبيد العلي الرشيد عم طلال العبدالله العلي) حكم حائل بعد وفاة الأمير عبدالله ، ولكن عبيد رشح طلال (ابن اخيه)للحكم وهو ما أعطى تقديراً استثنائيا في نفوس سكان حائل وقبيلة شمر على الخصوص لعبيد العلي الرشيد ، وكان سن طلال لا يتجاوز الـ 25 من عمره حينها.
  قام الأمير طلال العبدالله الرشيد بتعزيز حكمه ، وازدهرت العلاقات التجارية في عهده مع العراق والأقاليم المجاورة في الشام ، وعمل على تطوير التجارة والحرف ، إذ أنشأ في حائل أسواقا ومستودعات وحوانيت ، كما ساند التجار العرب من مدينة النجف لنقل بضائعهم الى شمال الجزيرة العربية ، ومنحهم أملاك في حائل حيث اندمجوا التجار القادمين من الشام والعراق مع اهل حائل في علاقات اسرية  توجت بروابط المصاهرة والنسب ، وأصبحت قوافل العراق تمر عبر حائل مبتعدة عن نجد ، وعين وأسس رجاله لحماية لهذه القوافل من قطاع الطرق ، ونمى الحركة التجارية بشكل واسع حتى اصبحت حائل مقصدا للشراء والبيع والتجارة في زمنه ، اشتهرت في سائر شبه الجزيرة العربية والبلدان المجاورة .
  استقبل أثناء حكمه عدداً من الرحالة والمستكشفين الأوروبيين ، الذين ساهموا بنقل مشاهداتهم عن تطور منطقة حائل عن سائر الأقاليم والقرى التى مروا بها خلال فترة تجوالهم في انحاء شبة الجزيرة العربية .

وفاتة "رحمه الله".

    استمرت فترة حكمه 19 تسعة عشر سنة .
   كانت فترة رخاء وسلام عام ، مما جعله يحظى بمحبة الناس بشكل كبير ، إلا أن جميع هذه المحطات الرائعة في حياة الأمير طلال العبدالله لم تنته إلا بنهاية غير متوقعة ، حيث قام بقتـل نفسة ، وأطلق على رأسه رصاصة واحدة أنهى بها حياته  ومازال السبب في وفاته امرا غامضا حتى الآن بالرغم من ذكر بعض الروايات المختلفة والمتناقضة عن طريقة موته"رحمه الله وغفر له وللمسلمين اجمعين".
  سـُمع صدى الرصاصة في أرجاء سوق برزان الكبير وكان ذلك عام1283هـ الموافق 1866 م ، وعم الحزن أهالي حائل ،  وظل ذكره باقياً في قلوبهم . 
  ومما قاله الشاعر محمد العبدالله القاضي في وصف وفاتة : 
يوم استـتـمـّت له وجت له على المنى ... جرى من سبب نفسه على نفسه اتلافي 

حنت عليه جبال حايل ومن بها ... من الجار والجانين وصنوف الأضيافي عمار الجبل سور الجبل هيبة الجبل ... حما حوز جانبها بشذرات الأسيافي

الأميرمتعب بن عبد الله بن علي الرشيد.

  ثالث حكام دولة آل رشيد في حائل. (فترة حكمه : 1866 - 1868).
  تولى الحكم في حائل عام1283هـ الموافق   1866م ، بعد أخيه طلال العبدالله الرشيد الذي انتحر .
  أعلن بندر ابن طلال أنه الأحق بالحكم بعد وفاة والده ، رغم أنه لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره ، فشكّل مع أخيه بدر حلفاً لمواجهة عمهم الأمير متعب ، وقد حاول عمهم الأكبر عبيد العلي أن يصلح فيما بينهم ، إلا أن جهوده باءت بالفشل ، إذ لم يتجاوب متعب مع محاولات الإصلاح والتسوية ، فقام بندر الطلال بقتل عمه متعب بعد حوالي سنة ونصف من توليه الحكم ، وأعلن نفسه حاكماً على حائل منهياً فترة حكم الأمير متعب اواخر عام 1284 هـ الموافق  1868.
  لم يكن للأمير متعب سوى ابن واحد هو عبدالعزيز،(الملقب بالجنازة) الذي أصبح فيما بعد الحاكم السادس من آسرة آل رشيد.
  نورد هنا مايؤكد  نقمة متعب بن عبدالله العلي الرشيد على عمه عبيد العلي الرشيد بسبب ان عبيد الرشيد زوج ابنته (طريفة) لأبن الإمام فيصل بن تركي الأمير عبدالله ، والرواية تقول : بأن عبيد الرشيد اصتحب أبنته معه للرياض في أحد زياراتة للسلام على الإمام فيصل بن تركي ، الذي طلب يدها لولده عبدالله ، ووافق الأمير عبيد على زواجها بالرياض ، وهذا غير مألوف إذ لاتحمل العروس عادة لتتزوج في منزل عريسها ، فكان يوما غضب الاميرمتعب من عمه عبيد لبعض الأمور التي حصلت بحائل  فقال له : لماذا لا تحمل زكاة أهل حائل الى الرياض كما حملت ابنتك للرياض .........!!!!!!!! 
  هذه المقولة جعلت عبيد الرشيد يحقد على ابن اخيه ، حتى انه قال عندما رافق متعب العبدالله الرشيد في احدى الغزوات يدعو عليه :
           سرنا مع اللي جعل ما يرمق النور
                                               عساه بأسفل وادي مع هل النار
   وهكذا ينسب لعبيد الدور الاكبر في تحريض أبناء طلال الرشيد لقتل عمهم متعب سنة 1285هـ ويؤكد هذا ماقاله بندر بن طلال الرشيد ، نادما على قتله عمه متعب العبدالله الرشيد ومحملا عبيد الرشيد مسئولية تحريضه على قتل عمه:
          يا للي تدزون المراسيل يمي
                                         قولوا تراني بين حذوة ومسمار
        اطعت حكي المقعدية بعمي
                                          يعل عبيد و شيبته باسفل النار

أغتياله" رحمه الله".

استمر حكمه لمدة (2) سنتان الا بضعة أشهر .

الأميربندر بن طلال بن عبد الله الرشيد.

  رابع حكام امارة آل رشيد في حائل (فترة حكمه :1284هـ الى 1288هـ الموافق 1869 - 1873).
  كان الامير بندر الطلال محبوباً من قبل أهالي حائل، نظراً لمحبتهم الكبرى لأبيه طلال العبدالله  وكان نبأ وصوله للحكم أشبه بالبشارة لدى الكثيرين ، وتغنى الشعراء بذلك الحدث وقال أحدهم :
    يا من يبشر شمر شاخ بندر ... كل الجماعة من غلا أبوه تغليه
  سار الامير بندر الطلال على سياسة والده طلال وقرب منه عمه عبيد (الذي أصبح كبيرا في السن) طمعاً في هيبته وسلطته المعنوية على بقية أفراد اسرة آل رشيد .

عهده.

استمرت فترة حكمه (4) أربعة سنوات .

  واجه الأمير بندر الطلال أولى الهزات بوفاة عم الأسرة عبيد العلي الرشيد في أواخر عام1286هـ الموافق 1869م ، وهو الذي كان يستند عليه في مواجهة بقية أفراد الأسرة خصوصاً وأن جزءاً كبيراً منهم كانوا غير راضين عن قيامه بقتل عمه متعب العبدالله وانتزاع السلطة بالقوة وأخطر هؤلاء الناقمين عليه كان عمه محمد العبدالله العلي الرشيد ، الذي كان ساعة مقتل أخيه متعب متواجداً في الرياض عند الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي ، فلما علم بمقتل أخيه متعب على يد ابن أخيه بندر ، أراد الانتقام من بندر لكن وجود عمهم عبيد العلي بالقرب من بندر جعل محمد العبدالله يؤخر ردة فعله لعدم قدرته على مواجهة عبيد.
  عند وفاة الأميرعبيد العلي الرشيد عام 1869م قرر محمد عبدالله العلي الرشيد التوجه إلى حائل  وحالما علم الأمير بندرالطلال الرشيد بنية عمه محمد العبدالله حتى توجه إلى الرياض ليلتقي عمه قبل ان يخرج ( وكان ذلك اثناء عهد الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي) واجتمع معه هناك واتفقوا على تسوية تمت بمعرفة الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي وهي بأختصار :

 يبقى بندر الطلال حاكماً على حائل .

 يعطى محمد العبدالله الأموال التي يطلبها ويحتاج اليها طالما بقى بندر الطلال حاكما لحائل.

  اتفق الإثنان على هذه المعاهدة ، وعاد محمد العبدالله الرشيد مع أبن اخيه الى حائل  وأستقر بها ، وسارت الأمور بسلام حتى عام1290هـ الموافق 1873م . 
((ويلاحظ القارىء هنا مفارقة عجيبة للغاية )) : 

 وجود محمد العبدالله العلي الرشيد في ضيافة الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي اثناء حكمة للرياض ، وقبل خروج اخيه عليه سعود بن فيصل بن تركي .  أن ذلك يدل على اقرار حكام امارة آل رشيد بحائل في ذلك الزمن بتبعيتهم للدولة السعودية الثانية ، وأن الحكام من آل سعود في ذلك الوقت هم المرجعية لفض الخلافات التي كانت تنشاء بين اسرة ال رشيد .

وفاته "رحمه الله"(اغتياله).

  في مطلع عام1290هـ / 1873م أصدر الأمير بندر الطلال أمراً للجميع بعدم التعامل مع أي فرد من احدى القبائل ، وألا يسمح لهم ولا لقوافلهم بدخول حائل ، وكان للأمير بندرالطلال دوافعه وراء إصدار هذا القرار الغريب ، إلا أن محمد العبدالله الرشيد لم يقتنع به ، فسمح لقافلة من تلك القبيلة بدخول حائل ، فلما علم الأمير بندر الطلال بذلك خرج مسرعاً نحو عمه محمد العبدالله وسأله :

" من هو الأمير... أنا .... ولاّ أنت...!!!!؟؟؟ "

  كانت تلك بداية مشادة كلامية انتهت بمقتل الأمير بندر الطلال على يد عمه محمد العبدالله الرشيد فأعلن محمد العبدالله العلي الرشيد نفسه حاكما على حائل وتوابعها آواخر عام 1290هـ الموافق 1873م ، وبذلك انتهت فترة حكم الأمير بندر الطلال "يرحمه الله" .

الأميرمحمد بن عبد الله بن علي الرشيد.الملقب(بالمهـاد)

  خامس حكام دولة آل رشيد في حائل لفترة 26 ستة وعشرون سنة.
  (فترة حكمه :1290هـ لغاية 1316هـ الموافق 1873م - م1897).
 عهده.

العصر الذهبي لأمارة ابن رشيد.

  ابتدأ الأمير محمد العبدالله الرشيد حكمه في حائل بقتل ابن أخيه بندر الطلال الذي كان هو الآخر قد ابتدأ حكمه بقتل عمه متعب العبدالله العلي الرشيد.
  لم تكن هذه البداية جيدة بالنسبة لأهالي حائل ، ففضلاً عن أنه وصل للحكم بقتل بندر الذي يحبه الأهالي فقد أتم الأمير محمد العبدالله يومه الأول في الحكم بقتل جميع إخوة بندر ( سلطان وعبدالله ونهار ومسلط ) كي لا يثوروا عليه فيما بعد .
  كان بدر ونايف أخوي بندر وأبناء طلال المتبقين خارج حائل في حينها ، فلما عادوا قام محمد بقتل بـدر، في حين أبقى على نايف لأنه كان صغيراً في السن إلا أنه فرض عليه الإقامة الجبرية في قصر برزان .
  كانت هذة النزعة الدموية سببا في توطيد حكمة على كافة افراد اسرة ال رشيد في حائل ومخافتهم منه والأقرار له في كل مايطلبه منهم بدون تردد ، واستمر كذلك بقتل كل من يعترضون على حكمه أو ينقلبون ضده .
  اعتمد الأمير محمد العبدالله الرشيد في توطيد حكمه على عنصرين :

 تثبيت حكمه في حائل بالتوسع الخارجي وضم مزيدا من الأقاليم ضمن امارته .  تقوية وزيادة افراد جيشة وعماله على الأقليم الجديدة التي انضوت تحت امارته ودعمهم بالمال والرجال .

  ساهم هذا في بسط نفوذه على كافة الأراضي التابعة لحدود امارته ، ما أدى إلى حدوث ازدهار اقتصادي عام ، فقد أزدهرت حركة  القوافل في عصره منطلقة من العراق  ودمشق  حتى  حائل ونجد والرياض .
  عمل الأمير محمد العبدالله الرشيد على توسيع أراضي امارته ، حتى بلغت أقصى اتساع لها في عصره إذ وصلت حدودها الشمالية إلى الجوف ، وغربا وصلت حدوده حتى حدود اقصى اقليم نجد ، إلا تيماء في الشمال الغربي.
  في الشرق وصلت حدود امارته حتى حدود بادية الكويت (الدبدبة) .
  في الجنوب وصل حتى حدود الأفلاج .
  يعتبر عصر الامير محمد العبدالله الرشيد، العصر الذهبي لإمارة آل رشيد، من حيث الاستقرار وتوسع النفوذ وزيادة موارده المالية للأمارة واصبحت تجبى له الزكاة والخراج من مناطق نفوذه ، حتى بلغت الأموال التي يحصل عليها سنويا أكثر من (90.000) تسعون الف ريال (فرانسي) ، وهذا المبلغ في ذلك الزمن يعتبرا لاشك مبلغا كبيرا جدا للغاية ، وهو ثـروة حقيقية ساعد على استقرار امارته وانتشار نفوذها  وبعبارة اخرى كان الامير محمد العبدالله الرشيد في عصرة اغنى اغنياء امراء شبة الجزيرة العربية .

علاقتة مع الدولة العثمانية .

  كانت بينه وبين العثمانيين مراسلات كثيرة ، وعلاقات سياسية قوية ،  توجت بالأعتراف بامارته من قبل الدولة العثمانيةفي11 جمادى الآخرة من عام 1289هـ الموافق 16 أغسطس1872  برتبة أمير )المصدر( .

علاقتة مع حكام الدولة السعودية الثانية.

كانت العلاقة بين آل سعود وآل رشيد جيدة منذ نشأة إمارة ال رشيد، ولكن في عهد محمد العبدالله أصبحت الرياض (منطقة نفوذ آل سعود ممزقة بفعل الخلافات الداخلية بين أسرة آل سعود، فاستغل محمد العبدالله الرشيد الفرصة وضم الرياض لحكمه في عام 1308هـ الموافق 1891م ، وغادر عبد الرحمن بن فيصل آل سعود وجمع غفير من اسرتة واتباعه الرياض ، واتجه نحواقليم الإحساء ومنها نحو البحرين ثم استقر بالكويت ,وكان قبل ذلك قد أسر أمير بريدة حسن ال مهنا بعد أن انتصر عليه في معركة المليداء عام 1308 هـ .

علاقاتة الخارجية.

  عمل الأمير محمد العبدالله الرشيد في علاقاته الخارجية وفق سياسة التوازن وحساب المصالح ، فتبعيته للدوله العثمانيه اوجبت عليه عدم التوغل في الأراضي العثمانية ناحية الشمال ، وكذلك لم يحتك بالاستعمار البريطاني في العراق والكويت  وأما في الحجاز التي كان يحكمها الأشراف أيضا كولاة للعثمانيين ، فقد توقف عند حدودها , وأقام علاقات تعاون مع الأشراف ، وحظيت منطقة وسط وشمال الجزيرة العربية في وقته بفترة هدوء نسبي في العلاقات الخارجية ، بينما عمت الفوضى في البوادي ، البعيدة عن سيطرة حكم أبن رشيد ، وظهرت الصراعات والحروب بين القبائل بأشرس صورها ، وتفشى السلب والنهب في أغلب أنحاء الجزيرة العربية  وأنعدم الأمن خارج حدود المدن والقرى والأقاليم ، التي امتدت من عام 1297هـ الى 1319هـ الموافق 1880م الى 1901 م .  

مقتطفات من أقوال الرحالة "الليدي آن بلنت".

 إن عظمة ابن سعود والسلفيين الآن، شيء يتعلق بالماضي ، ومحمد بن رشيد أقوى حاكم في جزيرة العرب (6 يناير1879.  إننا نسمع تقريرا ساحراً عن نجد ، على الأقل عن الجزء الشمالي منه، يمكنك أن تسافر في أي مكان، من الجوف إلىالقصيم بدون حراسة ، إن الطرق آمنة في كل مكان .  للأمير (محمد العبدالله الرشيد) وجه غريب، ملامحه أعادت إلى ذاكرتنا صورة "ريتشارد الثالث" وجه نحيل، ووجنات شاحبة غائرة، وشفتان دقيقتان، مع تعبير عن الألم، إلا حينما يبتسم، ولحية سوداء خفيفة وحاجبان معقودان أسودان، وعينان رائعتان عميقتان ونفاذتان كعيني صقر... بدا الأمير متميزا في مظهره، وكل جزء منه يعبر عن ملك.  في حائل يعيش الأمير في أبهة، وله حرس خاص مكوّن من 800 أو 1000 رجل لهم نوع من الزي الموحد، أثواب بنية وغتر حمراء، ومسلحون بسيوف مقابضها من الفضة.  كانت قدور القصر وأوانيه )قصر برزان( هائلة، هناك سبعة قدور يتسع كل منها لثلاث جمال، وعدد منها كانت في حالة استعمال، إذ يستقبل ابن رشيد يوميا ما لا يقل عن 200 ضيف وقائمة الطعام اليومي 40 خروفا أو 7 جمال، وكل غريب في حائل له محله على مائدة ابن رشيد.

الخطاء القاتل للأميرمحمد العبدالله الرشيد.

ويعود هذا الخطاء القاتل والفادح الذي أرتكبة الأميرمحمد بن عبدالله العلي الرشيد بعد انتصارة في معركة المليـداء 1308هـ الموافق1890م ودخوله للرياض ، وتخريب قصر الحكم واخراج عامله أبن سبهان من السجن ، وأسر الحكام من اسرة آل سعود المتواجدين بالرياض ، ونفي بعضهم الى الصحراء في الصمان ونفوذ الدهناء .

((كان نتيجة هذا انه عند قيام الأمير الشاب عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بأستعادة الرياض ، أن وضع نصب عينيه ازالة وانهاء حكم اسرة آل رشيد في حائل وشبه الجزيرة العربية منذ أول يوم تمكن فيه من فتح واستعادة الرياض ، وقتله لعامل ابن رشيد "عجلان بن محمد الملقب بابن عجلان"  )).
   كان عمل الامير محمد بن رشيد هذا سببا رئسيا في انهيار حكم اسرة آل رشيد فيما بعد وسقوط امارتهم .))
  كما أن قيامه بهدم قصر الحكم بالرياض كان ربما هو السبب الرئيسي لقيام الحاكم المعين من قبل الملك عبدالعزيز على حائل بعد سقوطها الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود بهدم قصــربــرزان مقر حكام الجبل وحائل.

استمرار محاولة الإمام عبدالرحمن بن فيصل في استرداد الحكم واعادة بناء الدولة من جديد .

  لم تستقم الأمور للإمام عبدالرحمن بن فيصل ، فقد هاجم الامير محمد بن عبدالله الرشيد القصيم ، وكانت وقعة معركة المليداء عام 1308 الموافق فبراير 1891م وفتك ابن رشيد بسكان القصيم في تلك المعركة واستباحها لجيشه بشكل مفرط في القسوة والأنتقام ، عازمًا في الوقت نفسه على مواصلة هجومه وتقدمه نحـو الرياض عاصمة الدولة السعودية الثانية .
  كان الأمام عبدالرحمن بن فيصل عازما على مساعدة أهل القصيم حتى بلغه نبا فتك الامير محمد العبدالله الرشيد باهل القصيم  ، وأسر أمير بريده حسن بن مهنا بن صالح ابا الخيل  الشهير "بابن مهنا"  ، وعلم بمواصلة مسير الامير محمد العبدالله الرشيد نحـو الرياض ، فبداء بالأستعداد وتحصين الرياض امام هذا الغزو والجيش الحاشد  .

الإمام محمد بن فيصل بن تركي آل سعود.(آخر حكام الدولة السعودية الثانية)0

  هو الإمام محمد بن فيصل بن تركي آل سعود ولد سنة 1248هـ في الرياض بعد مقتل جده الامام تركي بن عبد الله وهو ثاني انجال الامام فيصل بن تركي بن عبدالله.
  اشتهر بالفروسية والشجاعة وكان ديناً فقيهاً ، تولى قيادة الجيوش التي حاصرت  عنيزة  بعد قيامهم بطرد عمه الأميرجلوي بن تركي بن عبدالله من قصر الإمارة وتم له النصر في تلك المعركة 0 

عهــده .

  تضاربت الروايات حول فترة عهدة ، غير انها اجمعت على ان بداية تاريخ حكمه للرياض كانت في  نهاية عام 1308هـ الموافق اوائل عام 1892م ، بعدما حاصر  الأمير محمد العبدالله الرشيد بجيشه الرياض بعد وقعة حريملاء ،منهيا بذلك حكم اسرة آل سعود ومعلنا نهاية وسقوط الدولة السعودية الثانية 0

نشير هنا الى حادثة تاريخية حصلت تدل على توسع نفوذ الأميرمحمد العبدالله الرشيد الى ابعد الحدود في تلك الفترة الذهبية من فترة حكمة ، وأن كانت عواقبها وخيمة للغاية على حكم آل رشيد على العموم وهي:

  في عام 1308هـ الموافق1890م حاصرالأمير محمد العبدالله العلي الرشيد الرياض بجيشة تحت ذريعة قيام الإمام عبدالرحمن بن فيصل بسجن عامله على الرياض سالم السبهان ، وفرض على اهلها إرسال وفــد للتفاوض معه ، فجاءه وفـــد مكوّن من الإمام محمد بن فيصل بن تركي أخو الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي  والشيخ عبدالله بن عبداللطيف ال الشيخ  ومعهما الفتى عبدالعزيز بن عبدالرحمن وهو صغير السن انذاك  ففرض الأمير محمد العبدالله العلي الرشيد عليهم شروطه التالية :

 عزل الإمام عبدالرحمن ونفيه ، وعدم عودتة للرياض نهائيا .  تعين (شقيقه) الإمام محمد بن فيصل بدلا عنه .  اطلاق سراح (عامله) سالم السبهان من سجنه فورا .

  ارغم الوفد على قبول شروط ابن رشيد المهينة والجائرة لهم على مضض ، مقابل ان يطلق الأمير محمد ابن رشيد من كان عنده من ال سعود ممن كانوا قد وفدوا عليه عام 1307هـ .
  وكان سبب قيام الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالقبض على عامل أبن رشيد المعين على الرياض سالم السبهان وسجنه ، هو أتهامه بالتدبير والتحريض على قتل ابناء الإمام سعود بن فيصل بعد نفيهم إلى الخرج  .
    عاد الأمير محمد العبدالله الرشيد للرياض مرة آخرى بعد أنتصارة في معركة المليــداء المشهورة ضد أهل القصيم (في 13 من جمادى الثاني 1308 هـ الموافق 24 يناير 1891 م) تحت ذريعة محاولة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي مساندة حسن أبن مهنـا وأهل القصيم في وقعة المليداء ، وفرض شروطة على اهلها ونفى الإمام عبدالرحمن بن فيصل وعدد كثير من آسرة آل سعــود الى خارج الرياض وأمر بهدم قصر الحكم المقر الرئيسي لحكام آل سعود . 
  قام أبن رشيد بتولية أحد رجاله على الرياض وهو عامله فهـاد الرخيص ، وبهذا تم سقوط وأندثار الدولة السعودية الثانية على يدية .
    بعد أن نفذ ماكان يريد منتصرا ومزهوا بما حقق ، رحل الامير محمد العبدالله الرشيد عائــدا إلى حائل .
  أنتشر فعله هذا بين كافة الأقاليم في نجد والخرج وجنوب الجزيرة وشمالها ، ووصلت الأخبار الى اقليم الحجــاز لدى حكامها من الأشراف والولاة العثمانيون الذين باركوا خطوته ، وفرحوا بها ، مما اعطاه سلطة مطلقة لتنفيذ رغباته ، وانحسرت سلطة الدولة السعودية الثانية تماما في كافة الاقاليم والنواحي بسبب هذه الحادثة ، وكان ذلك ايذانا بسقوطها وأندثارها من الوجود في تلك الفترة .

وفاتة "رحمه الله"

  توفي الإمام محمد بن فيصل بن تركي في الرياض عام 1311هـ .
  نتوقف هنا لنعود لأستكمال بعض الشواهد التاريخية والأحداث الجارية حول عاصمة نفوذ أبن سعود لمعرفة الأسباب الحقيقة المسببة لسقوط الدولة السعودية الثانية في تلك الحقبة من التاريخ .

حسن ال مهنــا امير بريدة.

حسن بن مهنا بن صالح بن حسين أبا الخيل ولد عام 1258هـ وتولى امارة بريدة من عام 1292هـ الي عام 1308هـ , بعد مقتل أبيه علي أيدي جماعة من ال ابوعليان الأمراء السابقين للبلد .

    كانت القصيم في وقت حسن ال مهنــا ذات مكانة سياسية واقتصادية هامة لوجود القوافل التجارية وخصوصا قوافل العقيلات التي ازدهرت تجارتها في ذلك الوقت اذ كانت القوافل تنقل البضائع حول الجزيرة العربية من والي القصيم, وكان ينافسه جماعة من ال ابوعليان من الذين أجلاهم مهنا الصالح أبا الخيل عند توليه امارة بريدة  .
   ذهب وفد من آل ابو عليان  الى الامام عبدالله بن فيصل في الرياض عام 1293هـ   وكان ذلك عند بداية مبايعته في الرياض ، وكان منهم عبدالمحسن ال ابوعليان ورجال من عشيرته ومعهم كتاب من زامل بن سليم أمير عنيزة موجه الي الإمام عبدالله بن فيصل يطلب منه نصرة ال ابوعليان والقدوم عليهم في عنيزة ويعدونه بالقيام معه  علي غزو بريدة  ، فمال عبدالله بن فيصل الي ذلك الرأي ، وبداء في تجهيز جيش من الرياض لغزو بريده .
    أحس حسن بن مهنا أمير بريدة بخطورة الوضع عليه قام ببعث كتاب الي الأمير محمد بن عبدالله ال رشيد أمير حائل يستنجده ، ومن ثم لبي الأمير محمد بن رشيد طلب ابن مهنا وعقد معه حلفا حيث اتفقا علي أمرين.

 ان عدو احدهما عدو للآخر وصديق احدهما صديق للجميع .  ان القصيم ما عدا عنيزه يكون تابعا لحسن بن مهنا وما يستولون عليه من بلاد نجد من حاضرة او باديه تكون تحت نفوذ محمد بن رشيد .

  وصل الإمام عبدالله بن فيصل بجنوده من الحاضره والباديه الي عنيزه ، ومن ناحية اخرى ارسل حسن بن مهنا الي الامير محمد بن رشيد في حائل يستحثه سرعة القدوم وفعلا قدم ابن رشيد بجنوده مسرعا الي بريده و عسكر فيها.
  انسحب الإمام عبدالله بن فيصل مع من معه من الباديه لعدم رغبته في التصادم مع أبن رشيد ، ونظرا لتقديرة لعواقب الأمور من قلة جيشة ومؤنته ، وقلة حلفاءه.
  أضف لذلك ان عبدالله بن عبدالرحمن البسام من وجهاء عنيزه قام بالصلح ايضا بين الامير محمد بن رشيد و الإمام عبدالله بن فيصل علي ان لا يتدخل عبدالله بن فيصل في امور القصيم .
  بعد ذلك شجعت النتيجه كلا من محمد بن رشيد امير حائل و حسن بن مهنا امير بريده لأن يبدأو تحقيق التوسع في بلاد نجد فبدأوا بالغارات علي منطقتي الوشم و سدير وبذلك يكون قد تم تفعيل الاتفاق المشترك بين القصيم و حائل .
  تطورت الاحداث الي دخول ابناءالامير سعود بن فيصل و خاصه الامير محمد بن سعود بن فيصل بن تركي واتباعه وهي قوه اخري مستقله ضد قوة الأمير محمد العبدالله العلي الرشيد وابن مهنا ، ومن ناحية اخرى حدث التصادم والحرب بين الإمام عبدالله بن فيصل الأمير محمد العبدالله العلي الرشيد وحسن بن مهنا، وكانت بدايته حينما اقدم الامير محمد بن رشيد علي توطيد علاقته مع امراء سدير والوشم ، وكان الأمير محمد العبدالله العلي الرشيد حينذاك بمثابة رجل الجزيره العربيه الاقوي ، وكان اغني امراء الجزيره علي الاطلاق وله مقدره وبصيره , ويبدو ان الامير حسن بن مهنا قد شجعه قوة حليفه ابن رشيد علي ان يقوم عام 1294هـ بغارات علي اقليم الوشم و خاصه شقراء و رغم هزيمته امام صمود أهل شقراء الا انه اعاد الكره مره اخري بصحبة حليفه ابن رشيد حينما اغار علي بادية عتيبه وعلي الوشم و بخاصه اشيقر فدخلوها .

وقعة أم العصافيــر .

  اما عن المجمعه فراسلت الامير محمد بن رشيد واتفقت علي ان تكون تابعه له و تحت حمايته ، وعندما سار الإمام عبدالله بن فيصل الي المجمعه عام 1299هـ استنجد اهلها بحليفهم محمد بن رشيد فخرج من حائل علي راس قوه كبيره و انضم اليه في بريده اميرها حسن بن مهنا بجنوده من اهل القصيم فوصل الجميع الي الزلفي و كان الإمام عبدالله بن فيصل قد وصل الي المجمعه و حاصرها ومعه بوادي عتيبه دون طائل ويبدو ان طول مدة الحصار دون نتيجه اضافه الي قرب وصول محمد بن رشيد و حسن بن مهنا بقواتهما المتفوقه كل ذلك اوقع الفشل في اتباع الإمام عبدالله بن فيصل ، فارتحل الإمام عبدالله بن فيصل من المجمعه بعد ان اكمل اربعين يوما في حصارها و عاد الي الرياض.
  وصل الامير محمد بن رشيد بقواته و معه حسن بن مهنا و دخلوا المجمعه وجعل ابن رشيد اميرا عليها من قبله هو سليمان بن سامي من اهالي حائل.
  في ربيع الأول عام 1301هـ  أثناء حكم الإمام عبدالله بن فيصل ، قام الأمير محمد بن سعود بن فيصل الملقب(غزلان) ومعه قبيلة عتيبة بغزو المجمعة ، وأرسلت تستنجد بحليفها الأميرمحمد العبدالله الرشيد الملقب(المهاد) ، وكذلك الأميرحسن بن مهنا أمير القصيم الذين خرجا بجنودهما من الحاضره والباديه لنصرة اهل المجمعه ، فالتقوا في سهل الحماده في مكان يسمي عروي فدار قتال شديد بين الفريقين هزم فيه الامير محمد بن سعود بن فيصل ومعه قبيلة عتيبة بعد أن قام فرسان عتيبة ببطولات نادرة ، ولكن لم تكن المعركة في صالحهم... وكان ذلك في أول شهر ربيع الثاني عام 1301  . 
  ومما قيل في هذه المعركه القصيدة المشهورة لقائد قبيلة العجمان الشيخ راكان بن حثلين الذي كان محايدا في هذه المعركة:  
   لولا حسن نوخ بذربين الايمان 
                        كان صارت عليكم يا أبو ماجد كسيره
    اولاد علي مطوعة كل فسقان 
                              عاداتهم هــدم الجمـوع الظهيـره 
  في عام 1305هـ الموافق  1887 م عند سطوة أبناء الإمام سعود بن فيصل علي الرياض و حبسهم لعمهم الإمام عبدالله بن فيصل ،  قام الامير محمد بن رشيد من حائل لنصرة الإمام عبدالله بن فيصل وكتب الي اهل البلدان يشنع عمل أبناء سعود بعمهم و عقوقهم له ، ويذكر سليمان بن سحمان ان الإمام عبدالله بن فيصل استنجد بالأميرمحمد العبدالله الرشيد ، وكان الدافع الحقيقي لأبن رشيد هو رغبته في السيطرة على عقر دار اسرة آل سعود في الرياض، والقضاء عليهم باعتبارهم هم القوة الوحيدة المنافسة له في حكم نجد واقاليم الوشم والخرج وجنوب الجزيرة العربية.
  سار الأمير محمد العبدالله الرشيد الي الرياض وحاصر أبناء الإمام سعود فيها ، ثم وقع  الصلح  بينهما بعد عشرين يوما من الحصار على الأستسلام ، ولكنه بدلا من اعادة وتسليم الإمام عبدالله بن فيصل لمقاليد الحكم ، قام واخذ الإمام عبدالله بن فيصل  واخوه الإمام عبدالرحمن وابنه الشاب عبدالعزيز الى حائل ، ووضعهم تحت الأقامة الجبرية بقصـر بــرزان ، وعين له عاملا على الرياض هو سالم السبهان ، وقام بنفي بعض ابناء الإمام سعود بن فيصل بن تركي الى الخرج ، وقام ابن سبهان اثناء تواجد ابناء الإمام سعود بن فيصل بن تركي بالخرج بتدبير مكيدة ادت لمقتلهم  .
   وهكذا استطاع الأمير محمد العبدالله الرشيد أن يستأثر بالسيطرة المطلقة في عقر دار حكم اسرة آل سعود .
   خلال هذه الفتره كانت القصيم تدفع خراجا للدوله العثمانيه في بعض السنوات ، حيث ذكر بعض من المؤرخين ان بريدة دفعت منذ عام 1292هـ اي منذ تولي حسن بن مهنا الاماره فيها ما يقارب الف ريال سنويا الي الوالي العثماني في الحجاز ، مقابل استمرار اعترافها بامارة وحكم الامير حسن بن مهنا لبريدة وبعض بلدات القصيم .

الصراع بين امارتي حائل والقصيم.

  بعد فتره من هذه الاحداث بدأت العلاقات تسؤ بين الامير محمد الرشيد و حسن بن مهنا  اذ اصبح الامير محمد العبدالله العلي الرشيد مهيئا لزعامة نجد بدون منافس فهو اقوي حاكم في الجزيره العربيه علي الاطلاق خصوصا أن الامير محمد بن رشيد صاحب طموحات و بصيره خارقه و يبدو انه قد شعر بقوته المتفوقه و عدم حاجته لمعونة صديقه حسن بن مهنا الذي كان في نفس الوقت نسيبه ايضا اذ تزوج الامير محمد بن رشيد بشقيقة الامير حسن لولوه بنت مهنا.
  كانت بداية الشراره كما ذكر عبدالله البسام و محمد العبيد في تاريخهما حول زكاة بعض المناطق التابعه للقصيم والتي كانت زكاتها تدفع لامير بريده حسن بن مهنا فأرسل محمد ابن رشيد عماله ليأخذوا زكاتها فحصل بينهم وبين عمال امير بريده حسن بن مهنا نزاع حول ذلك فكانت سببا في بداية العداوه الحقيقيه بين حسن بن مهنا و محمد بن رشيد وكان ذلك في عام 1306هـ .
    بعدها راي حسن بن مهنا ضرورة بحثه عن حليف جديد ضد حليفه القديم وكان اقرب ما يمكن ان يلتجئ اليه هو زامل بن سليم امير عنيزه خاصه وان الاخير بدأ يحس بخطورة ابن رشيد عليه ، مما ادي ذلك لحدوث معركة المليداء في عام 1308 الموافق فبراير 1891م وكانت معركه فاصله بما تعنيه الكلمه من معني . 

معركة المليـــداء .

  هي معركة فاصلة وقعت في 13 من جمادى الثاني عام 1308 هـ(24 يناير 1891) بين الأمير محمد بن عبدالله الرشيد ومعه أهل حائل وبوادي شمر وبين الأمير حسن ال مهنا أبا الخيل أمير بريدة ومعه أهالي بريدة وزامل بن سليم أمير عنيزة ومعه أهالي عنيزة وصالح الخريدليٍِ أمير المذنب ومعه أهاليٍِ المذنبِ والبرزان من قبيلة مطير و الشيابين من قبيلة عتيبة و بعض من الدهامشه من قبيلة عنزة المتواجدين في أطراف القصيم . 
   هزم اهل القصيم وكانوا قبلها قد رجحت كفتهم في مكان يسمي القرعاء في بداية المعركه ، ولكن حنكة الشيخ ضيف الله الذويبي امير بني عمرو وخطتة التي أشار بها على الأمير محمد العبدالله الرشيد ، استطاعت ان تستدرجهم الي سهل المليداء وتبعدهم عن حصونهم و مراكز تموينهم فانتصر ابن رشيد  و جيشه انتصارا عظيما وتم اسر الامير حسن بن مهنا ، وقد كسرت يمينه في المعركه وصوب ، ثم اخذه بن رشيد مع عائلته وعدد من أفراد أسرتة الي حائل وبقي هناك حتي وفاته عام 1320هـ.
  وقد سجن معه أبناءه صالح وسليمان ومحمد وأخاه عبد الرحمن بن مهنا وكذلك ابني عمه محمد وصالح ابني عبد الله بن مهنا الصالح، وأبناء عمومته محمد بن علي بن صالح بن عبد الله بن صالح الحسين أبا الخيل وعبد العزيز بن علي بن محمد بن صالح الحسين أبا الخيل وهؤلاء ظلوا في سجنهم إلى أن هربوا منه فيما بعد. 

إبراهيم ال مهنا.

  استطاع ابراهيم ال مهنا بعد معركة المليداء ، ان يجمع من بقي معه ، وتوجه إلى مقر  تواجد الإمام عبدالرحمن بن فيصل وأتباعه من قبيلة العجمان بأقليم الخرج بعد سقوط الرياض بيد الأمير محمد العبدالله الرشيد ، وانضم اليه ، فشجعهم ذلك على مهاجمة بلدة الدلم جنوب الخرج , وانتزعوها من حامية محمد ابن رشيد ، ثم ساروا الي الرياض وتمكنوا من دخولها ، وطرد رجال محمد بن رشيد منها ، لكن لم يمكثوا طويلا فيها  وغادروها بسبب وصول الاخبار اليهم بتحرك ابن رشيد وقواتة ، على أمل ملاقاته في بلدة  حريملاء ، للحيلولة دون محاصرته لهم بالرياض .
  من ناحية آخرى ما أن علم الامير محمد بن رشيد حتي جهز جيشا وتوجه به لمقاتلة الإمام عبدالرحمن بن فيصل ومن معه من قبيلة العجمان و إبراهيم بن مهنا و معه اهل القصيم والتقي الطرفان عند بلدة حريملاء (وقعة حريملاء عام 1309هـ 1891م) فانهزم الإمام عبدالرحمن بن فيصل ومن معه وتشتت قواتة وقتل في تلك المعركة عدد من آسرة آل سعود منهم مساعد بن جلوي بن تركي بن عبد الله آل سعود ، وقبض محمد بن رشيد علي إبراهيم بن مهنا بعد المعركه و قتله .
   تشتت قوات الإمام عبدالرحمن ، وفر إلى البادية ، وظل هو وعائلتة وجمع من آسرة آل سعود مدة تزيد عن العامين متنقلا بين أطراف صحاري الدهناء والصمان واقليم الأحساء ، والبحرين ، حتى استقر بهم المطاف للإقامة في الكويت لدى حاكمها الشيخ مبارك الصباح .
  من ناحية ثانية واصل محمد بن عبدالله الرشيد زحفه على الرياض و أمر بهدم سورها و قصري حكامها القديم والجديد ، وبهذا انتهى عصر الدولة السعودية الثانية وولى على الرياض فهــاد الرخيــص . 

الأميرعبد العزيز بن متعب بن عبد الله الرشيد0 الملقب (بالجنازة).

   سادس حكام امارة آل رشيد في حائل ( فترة حكمه : 1316 هـ - 1324هـ الموافق 1897م - 1906م).
  حكم بعد وفاة عمه محمد العبدالله الرشيد ،الذي اوصى له بالحكم من بعده ، حيث كان محمد العبدالله الرشيد عقيما ولم يخلف له ذرية .
  بداء حكمه في ظل قبول تام له من قبل الأهالي وأفراد اسـرة آل رشيد وعموم شمر وكان ذو ميول توسعية ، فأهتم كثيراً بتوسيع نفوذه وكوّن جيشاً ، وعزز به جميع مناطق نفوذه .
  كان على النقيض تماما من عمه محمد العبدالله الذي كان حكيما ، محنكا و لينا مع الناس ، فسار علي سياسة الشدة والقسوة المفرطة مع اعدائه وحتى المقربين منه  وكانت علاقته مع شيوخ الكويت متوترة وزادت أكثر توترا حينما قدم الي حائل يوسف بن إبراهيم خال اخوة الشيخ مبارك الصباح (محمد و جراح الذين قتلهم الشيخ مبارك الصباح واستولي علي حكم الكويت عام1323هـ الموافق  1896م  .
  كان يوسف بن ابراهيم ممن حرضه علي قتال الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت  كما ان وجود بعض من اسرة ال سعود و ال مهنا وعلى رأسهم صالح بن حسن بن مهنا بن صالح بن حسين أبا الخيل و ال سليم في الكويت من العوامل التي سببت توتر الأوضاع بينه وبين الشيخ مبارك الصباح ، خصوصا بعد ان علم ان الشيخ مبارك الصباح يعمل على مساعدة الإمام عبدالرحمن الفيصل وابنه عبدالعزير لأستعادة حكم الرياض من يد ابن رشيد ويمدهم بالمال والرجال ، واصبحت الكويت ملاذا لأعوان ومؤيدي اسرة آل سعود من القبائل الموالية لأسرة آل سعود مثل قبائل العجمان ، وآل مرة وهما من قبيلة يـام وكذلك قبيلة مطير بقيادة الدويش ، وقبيلة سبيع ، وكذلك بعض من قبيلة الروله  وبعض من قبائل المنتفق.
  قام بمحاولة غزو بادية الكويت منتصف عام1316هـ الموافق 1898م واستطاع ضم بعض من باديتها ( الدبدبة ، وبادية رفحاء) وأجزاء اخرى لم تكن تحت سيطرته .
  وقعت في عهد الأمير عبدالعزيز المتعب ، معركة الصريف الكبرى ، التي تحدثنا عنها لأهميتها الأستراتيجية في ذلك الوقت ، وبأعتبارها النواة التي بدأت تتشكل فيها الدولة السعودية الثالثة على يد الشاب الأميرعبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل ((كما سبق وأن ذكرنا من محاولة استعادة حكم الرياض في اثناء معركة الصريف)) .
  كانت هذة المعركة ونتيجتها سببا رئسيا في انتشار ذكر الأمير العبدالعزيز المتعب الرشيد في جميع انحاء الجزيرة العربية انذاك ، وثبتت هيبتة بين كل القبائل وسكان القرى والنواحي في شبةالجزيرة العربية ، وأصبح العرب يهابون ذكرة ويخافون سطوتة ويسعون للتودد اليه واعلان الولاء لسلطتة خصوصا عندما يكونون قريبا من مناطق نفوذه .

عهده .

استمرت فترة حكمة تسع سنوات من عام 1316هـ الموافق 1897م ولغاية 1324هـ الموافق 1906م .

  استطاع فيها أن يضع لنفسة صيتا كبيرا ومهابة بين الناس في سائر الأقاليم المجاورة لمناطق نفوذة ، حتى هابه الناس جميعا في ذلك العصر ، غير انه لم يكن رجل دولة ولم يستطيع تسير حكم امارة آل رشيـد  ، بسبب تسرعه وقلة خبرته في معرفة تقدير عواقب الأمور ، وباختصار كان شجاعا مفرطا في القسوة والشدة مع اعدائه ومع من يعترض طريقة .
  اضف الى ذلك عدم ادراكة خلال تلك الفترة (التي كانت امارة ابن رشيد في عز عصرها) لقوة وعزيمة خصمه انذاك الأمير الشاب عبدالعزيز آل سعود ، خصوصا عندما استطاع عبدالعزير آل سعود من الأستيلاء على الرياض وقتل عامله هناك "ابن عجلان" وبدأت القرى والنواحي في السقوط تحت يدية واحدا تلو الآخر ، ومن ثم سعيه بتوسيع نفوذه مستهدفا عقل دار امارة آل رشيد في حائل ، ولكن الامير عبدالعزيز المتعب الرشيد لم يعير الامر اهتماما كافيا للحيولة دون ذلك ، والحد من تقدم الامير الشاب عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود نحو هدفـه بسرعة ، والتي كانت واضحة تماما لدى كبار السن من رجال اسرة آل رشيد  ، الذين اشاروا عليه بالتصدي بشكل حاسم وفوري لأبن سعود ، الا انه يأخذ الأمر على محمل الجد ، واخذ يقلل من شأن خصمه ، وبأنه يستطيع أن يشتت شمل جيش عبدالعزيز ابن سعود عند أول مواجة تجمعهما معا ، ولكن الأحداث أثبتت خلاف ذلك .

وقعـة الصريف اسبابها ، وأهميتها التاريخية.

  معركة الصريف هي معركة حدثت في1319هـ ، الموافق 1901 بين قوات مبارك الصباح ومعه عبد الرحمن بن فيصل آل سعود وسعدون باشا السعدون وصالح الحسن آل مهنا و سلطان بن الحميدي الدويش ضد قوات عبدالعزيز المتعب الرشيد من اهالي حائل و شمر ، في الصريف شمال شرق بريده إنتهت بإنتصار الأمير عبدالعزيز المتعب الرشيد (الملقب بالجنـازة) .
  يُستشهد على ذلك بما نقله الباحث والمؤرخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، عن سيف بن مرزوق الشملان في كتابه تاريخ الكويت ، ما نصه :

" قصد الشيخ مبارك ، ابن رشيد بجيش كبير مكون من أهل الكويت والبادية وأهل نجد وعدد الكويتيين نحو (800) وهذه أسماء القبائل التي اشتركت في الحرب مع الشيخ مبارك وأسماء رؤسائها: الإمام عبد الرحمن الفيصل ال سعود وابنه الملك عبد العزيز ومن معهما من أهالي نجد ، آل سُليم أمراء بلدة عنيزة في نجد ، آل مهنا أمراء بلدة بريدة في نجد ورئيسهم صالح الحسن المهنا ، المنتفق ورئيسهم سعدون باشا السعدون ، الظفير ورئيسهم جُعيلان بن سويط ، مطير ورئيسهم سلطان الدويش العُجمان ورئيسهم محمد بن حثلين ، بنو هاجر ورئيسهم ابن شافي ، آل مـره ورئيسهم ابن منيخر ، العوازم ورئيسهم مبارك بن دريع ، الرشايدة ورئيسهم محمد بن قريبيس سبيع ورئيسهم ظرمان أبو اثنين ، السهول ورئيسهم ابن جلعود ، وبعض من قبيلة عتيبة ، وقحطان ، وقبيلة الرولة ".

الأسباب الرئسية للمعركة.

  بعد أن تولى الأمير عبدالعزيز المتعب الرشيد الحكم في حائل عام 1314هـ الموافق 1897 م ، بعد وفاة عمه الأمير محمد العبدالله الرشيد، كانت سلطة الدولة في حائل قد توسعت كثيراً في عهد سلفه الامير محمد العبدالله الرشيد ، وكانت ساحة الامير عبدالعزيز المتعب الرشيد حصينة ، وقوته متكاملة ، وهيبة وسمعة آل رشيد طاغية في شتى انحاء الجزيرة العربية ،  وامارة ال رشيد وعاصمتها حائل في أوج ازدهارها . 
  اصبح الامير عبدالعزيز المتعب الرشيد يعتبر نفسه رجل الجزيرة الاقـوى والوحيد   لايمكن أن يسمح لاحد غيره بمنافستة في الحد من نفوذه وبسط سيطرته على كامل حدود الدولة السعودية الثانية (التي انهارت قبل تسلمه لمقاليد حكم امارة حائل على يد عمه محمد العبدالله الرشيد) باعتباره الوارث لها بعد اندثار حكم آل سعــود في الجزيرة العربية باكملها .
  في المقابل كان حاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح الذي وصل إلى الحكم بعد قتل أخويه محمد وجراح في 16 ديسمبر 1895 يستضيف عائلة آل سعود ، وبالتحديد عبدالرحمن بن فيصل وابنه عبدالعزيز بعد نفيهم من الرياض من قبل الامير محمد بن عبدالله الرشيد عام 1308هـ  ، ويخطط بطريقة ما لإيقاف امتداد نفوذ حكم آل رشيد في الجزيرة العربية وبا لأخص تجـاة امارة ابن صباح في الكويت أو مايعرف ببادية الكويت.

ومن جهته كان الأمير عبدالعزيز المتعب الرشيد حاكم حائل، يطمع في الكويت، للأسباب التالية :

• وهي مايلي :

 استضافة الشيخ مبارك بن صباح للإمام عبدالرحمن بن فيصل وعدد من افراد اسرته من آل سعود .  اصبحت الكويت ملاذا آمنا لجميع القبائل الموالية لآبن سعود .  اصبحت الكويت قاعدة لشن الغارات على مناطق نفوذه .  مساندة الحكام العثمانيون له في طموحاته ، بسبب رغبتهم في قطع الطريق على البريطانيين في الوصول لطرق التموين والقوافل على ساحل البحر الأحمر .  تحريض العثمانيون له في السيطرة على بادية الكويت ، واشغال البريطانيين بمعارك على مقربة من اماكن سيطرتهم على ساحل الخليج .  حشد القبائل والأسلحة بالكويت مستهدفة مناطق نفوذ ابن رشيد .  اعتبار الكويت في ذلك الوقت هي المنفذ البحري الوحيد للجزيرة العربية ، وهو الميناء التجاري الهام على ساحل الخليج العربي ، باعتبار كل المنافذ الاخرى على ساحل البحر الأحمر تقع تحت نطاق ونفوذ وسيطرة الدولة العثمانية ، والتي لايمكن لأبن رشيد ضمها لنفوذة بسبب معرفته لحجم وقوة العثمانيين في ذلك الوقت وأنهم لن يسمحوا له بمجرد التفكير في ذلك ، وخصوصا بأن ميناء جــدة وينبــع ورابغ والليث والوجه واملج تقع تحت النفوذ العثماني المباشر والمتمثل بحكم الأشــراف في الحجــاز .

  كان الاميرعبدالعزيز المتعب آل رشيد عازماً على غزو الكويت، فقد طلب من العثمانيين تزويده بالسلاح، وتم الإتفاق معهم على ذلك .
  جمع الشيخ مبارك حشود كبيرة من قبائل الجزيرة العربية الموالية لأبن سعود ، وضـم إليه الإمام عبدالرحمن وابنه عبدالعزيز ومن كان متواجدا من آسرة آل سعود وأمراء القصيم (أمراء عنيزة آل سليم، وأمراء بريدة آل مهنا اباالخيل) للحد من نفــوذ أبن رشيد .

ذروة الاحتقان.

وفي هذه الأثناء وصل الاحتقان غايته لدى كلا الطرفين، فسار الشيخ مبارك بن صباح بقواته وخيّم في الطرفية أما الاميرعبدالعزيز المتعب الرشيد ، فخيم على الجهة الآخرى ومعه أهالي منطقة حائل من الحاضرة وبادية شمر وبعض من قبائل الشمال الموالية له .

مكان المعركة.

  تقع الصريف في مكان بالقرب من بلدة الطرفية إحدى ضواحي مدينة بريدة في منطقة القصيـم .
  مخيم ابن رشيد كان في وادي أبو مساجد في الجهة الشمالية من الصريف ،  مخيم  ابن صباح  في الجهة الشرقية من الصريف ، وابتدأت المعركة بينهما .

انتصار الأميرعبدالعزيز المتعب الرشيد.

  تقدم جيش ابن رشيد نحو جيش مبارك الصباح، وألتحم الجيشان مع بعضهما البعض  وكانت النتيجة النهائية هزيمة جيش ابن صباح ومن معه هزيمة منكرة طبقت شهرتها الافاق .
  تشتت جيش الشيخ مبارك الصباح وتفرق أتباعه ، وعاد الشيخ مبارك الصباح للكويت بمن تبقى معه من جيشه.
  يعود سبب الهزيمة الرئيسية لجيش ابن صباح ، إلا أن القبائل التي تشكل منها معظم جيش ابن صباح كان همهم الأول هي الغنائم التي سيجنونها من هذة المعركة ويوزعها عليهم ابن صباح بعد ظفره بابن رشيد ، ولم يكن لديهم اي دافع لمحاربة أبن رشيد  وليس هناك ثارا لهم لديه أو لدى قبائل الجبل من شمــر ، ولم يكن لديهم دافع واضح سواء كان دينيا أو معنويا ليضحوا بأنفسهم في سبيل كسب نتجة المعركة .
  قتل في تلك المعركة أبناء حمود العبيد الرشيد"ماجد ومهنا وسالم" ، وتنسب لحمود العبيد الرشيد قصيدة مرثية في ابنائه خصوصا ماجد أكبر ابنائة يقول في مطلعها:
             الله اكبـر كــل ماحـل طاريك .... اوجس على قلبي مثل صفق الهبايب
  حينما أنتهت معركة الصريف الكبرى في عهد الأميرعبد العزيز المتعب الرشيد   يصور الشاعر محمد العوني فترة حكم الأميرعبد العزيز المتعب الرشيد بهذا البيت: 
              ما كان برا الباب تاخذه العــدا  .....  وهو اخذ ما كان داخل بابها
  اي ان الفوضى وفقدان الأمان جعل القبائل البدوية تفرض سيطرتها على البوادي والقرى ، وتسلب وتنهب كل مايقع بايديها ، بينما الأميرعبد العزيز المتعب الرشيد يأخذ المدن والحضر بالاتاوات والضرائب كعادة الولاة ، بينما كان يتوجب عليه حماية كافة حدود أمارتــة .
  كانت تلك بداية محاولة عبدالعزيز أبن الإمام عبدالرحمن بن فيصل لإستعادة الرياض من حكم ابن رشيد ، ونواة تأسيس الدولة السعودية الثالثة ، بعد وقعة ومعركة الصريف.

جبهة الرياض.

المحاولة الأولى:

  اتجه الأمير الشاب عبدالعزيز بن سعود مع جزء من الجيش نحو النجاع ، وذلك قبل  موقعة الصريف ، ومنها إلى  روضة التنهات ، ثم الرياض. 
  علمت حامية ابن رشيد  على الرياض بمسيرة عبدالعزيز بن سعود ، فخرجت للتصدي له بقيادة عبد الرحمن بن ضبعان احد رجال ابن رشيد ، فقاتلهم عبد العزيز وهزمهم ، وتوجة استعدادا لأقتحام المدينة . 
  لجأت حامية ابن رشيد إلى داخل القصر (المصمك) وتحصّنت فيه ، يساندهم بعض من سكان الرياض ، فحاصرها عبد العزيزبن سعود . 
  دخلوها كما يذكر ذلك بالنص الرحالة البريطاني عبدالله فلبي حيث قال في مذكراته : " أن عبدالعزيز اقتحم فعلاً أسوار الرياض ، ولكن أهلها التفوا حول أميرهم (ابن عجلان) عامل الأميرعبدالعزيز المتعب الرشيد ، وقاتلوا قتال المستميت.
  استمر الأمير الشاب عبدالعزيز ابن سعود ومن معه في حصار الرياض حتى وردهم نبأ هزيمة قوات الشيخ مبارك الصباح وعودته إلى الكويت وتشتت القبائل التي كانت معه  فسارع عبدالعزيز باللحاق به نحو الكويت ، وكانت تلك المحاولة الآولى من قبل عبدالعزيز بن سعود للأستيلاء على الرياض في عام 1318هـ الموافق 1901م .

جبهة القصيم.

   كان آل سليم قد تمكنوا من دخول عنيزة أثناء إنشغال الاميرعبدالعزيز المتعب الرشيد   بمعركة الصريف ومطاردة فلول جيش الشيخ مبارك الصباح وفلول القبائل المنهزمة   وكذلك تمكن آل مهنا أبا الخيل بقيادة صالح الحسن المهنا أبا الخيل في نفس الوقت من دخول بريدة، وكان كلا منهما يظن بأن مبارك الصباح منتصر لا محالة على جيش ابن رشيد ، لكنهم فوجئوا بأخبار الهزيمة ، وكان رد الامير عبدالعزيز المتعب سريعا ، إذ سار نحوهم بعد أن شتت شمل من تبقى من المتحالفين مع ابن صباح وعزز وجوده في الرياض وبسط نفوذه على سائر مناطق نجد و الشمال الشرقي للجزيرة العربية.

الأميرعبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود

  مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة (الدولة السعوديه الثالثة). ولد في عام 1873 وقيل 1874 في الرياض لأسرة آل سعود الحاكمة في نجد، ولما بلغ العاشرة من عمره انتقل مع عائلته إلى منفاها في الكويت بعد سقوط الرياض في عام 1308هـ بيد الأميرمحمد العبدالله آل رشيد الملقب(المهاد) حاكم حائل  .

سقوط الرياض بيد عبدالعزيز بن سعود.

المحاولة الثانية : بعد المحاولة الأولى لاستعادة عاصمة الدولة (الرياض) في عام 1318هـ الموافق 1901م ، طلب الأميرعبدالعزيز بن سعود الأستئذان من والده وتكرار المحاولة ،وطلب منه مخاطبة الشيخ مبارك الصباح لأخذ الإذن له ، ومنحه المساعدة اللازمة، وتحت الإلحاح القوي والإصرار الشديد وافق الإمام عبد الرحمن بن فيصل وخاطب الشيخ مبارك الصباح لتسهيل مهمة أبنه ومساعدتة بالمال والرجال والسلاح .

  وافق الشيخ مبارك الصباح وقام بتزويده بأربعين ذلولا، وثلاثين بندقية، ومائتي ريال ومؤنة تكفيه ومن معه ، وقال له : البلد بلدك ، والأهل أهلك ، متى ما ضاقت بك السبل عد إلينا تجدنا كما كنا ، ودع عبدالعزيز والده الإمام عبدالرحمن وأفراد آسرتة ، وذهب لوداع الشيخ مبارك الصباح ،  وخرج من الكويت في عدد من رجال آل سعود والموالين لهم ، وفي الطريق انضم إليه العديد من الرجال ، ليصبح عدد رجاله يربو على الستين رجلا، فأكمل مسيرته حتى وصل إلى واحة يبرين بسرية تامة ، وهناك تفقّد رجاله الثلاثة والستين استعدادا للزحف على الرياض واستردادها . يقول الأميرعبدالعزيز : " افتكرنا مع ربعنا فيما نعمل، فاتفق الرأي على السطو على الرياض ، فلربما حصلت لنا فرصة في القلعة نأخذها بسياسة، لأنه في الظاهر كانت علينا جواسيس  ".
  اتبع الأمير الشاب عبدالعزيز بن سعود سياسة التخفي نظرا للمخاطر التي كانت تحيط بهم، فأقام مع رجاله في الربع الخالي حتى تنصرف الأنظار عنهم ، ويقول : " أخذنا أرزاقنا وسرنا وسط الربع الخالي ولم يدر أحد عنا أين كنا ، فجلسنا شعبان بطوله إلى عشرين رمضان ثم سرنا إلى العارض  " .
  كان يسبقهم الفارسين عبدالله بن حسين الجريس وسطام ابالخيل لكشف الطريق امامهم ، ومعرفة اخبار الأحداث المحيطة بهم من القبائل القاطنة في تلك النواحي  بشكل لايثير الريبة أو الشبهة عن وجهتهم الرئيسية ، خصوصا أخبار بن رشيد   وأماكن تواجده ، ومعرفة أوضاع الرياض وعدد رجال حامية أبن رشيد فيها .
  بدأ الأمير الشاب عبدالعزيز بن سعود في تنفيذ خطته حيث تحرك برجاله في الواحد والعشرين من شهر رمضان سنة 1319هـ ووجهته الرياض فوصل إلى مورد ماء يسمى أبو جفان يوم عيد الفطر مكث به ثلاثة أيام للراحة والتفكير . 
   في 3 شوال الموافق الثالث عشر من كانون الثاني ( يناير ) سنة 1902م واصل مسيرتة إلى  ضلع الشقيب الذي يبعد عن الرياض مسيرة ساعتين ، وكان الوقت ليلا فترك عند الإبل والأمتعة ، عشرين رجلا لحراستها ، وليكونوا مددا وعونا عند الحاجة وقال لهم: " إذا ارتفعت الشمس ولم يأتكم خبرنا فعودوا إلى الكويت وكونوا رسل النعي إلى أبي ، وإذا أكرمنا الله بالنصر فسأرسل لكم فارسا يلوّح لكم بثوبه إشارة إلى الظفر ثم تأتوننا " وتقدم بالأربعين الآخرين ومن ضمنهم أخوه الأمير محمد بن عبد الرحمن وابنا عمه الأميرعبد الله والأمير فهد بن جلوي ، فدخل بساتين نخل في شرقي الرياض يقال لها الشمسية . 
  يقول عبدالعزيز بن سعود : " فنحن مشينا حتى وصلنا محلا اسمه ضلع الشقيب يبعد عن البلد ساعة ونصف بالاقدام، هنا تركنا رفاقنا وجيشنا ومشينا على أرجلنا الساعة السادسة ليلا، وتركنا عشرين رجلا عند الجيش والأربعون مشينا لا نعلم مصيرنا ولا غايتنا، ولم يكن بيننا وبين أهل البلد أي اتفاق ".
  في بستان خارج سور الرياض استبقى عبدالعزيز أثنان وثلاثين رجلا من رفاقه وجعل قيادتهم لأخيه الأميرمحمد بن عبد الرحمن كقوة مساندة عند الحاجة وقال لهم : "" لا حول ولا قوة إلا بالله ! إذا لم يصل إليكم رسول منا غدا فأسرعوا بالنجاة واعلموا بأننا قد استشهدنا في سبيل الله "" .
  تقدم بالسبعة الباقين معه ودخلوا قاصدين بيت رجل يدعى(جوير) ،وهذا البيت مجاور لبيت يتردد عليه عامل ابن رشيد (عجلان بن محمد الملقب بابن عجلان) للمبيت لدى زوجتة ، حيث  قد تزوج (ابن عجلان) امرأة من اهل الرياض ، تدعى (لؤلؤة) بنت محمد بن حماد واسكنها فيه . 
   فوجئ عبدالعزيز بن سعود بما لم يكن في الحسبان عندما علم من زوجة ابن عجلان أنه يبيت في ( قصر المصمك ) ، ولا يخرج منه إلا بعد صلاة الفجر، وطلوع الشمس لتفقد الخيل . 
  عندها أرسل عبدالعزيز في طلب أخيه محمد بن عبد الرحمن ليأتي بمن معه فدخلوا الرياض متسللين حتى التقوا بعبدالعزيز . 
  عند انبثاق الفجر نهضوا وصلوا ، وأخذ يتحدث إليهم عبدالعزيز ويعلمهم بخطتة  وفيما يجب على كل منهم فعله ، وذلك حتى بزوغ شمس يوم الجمعة الخامس من شهر شوال سنة 1319هـ الموافق 15 كانون الثاني ( يناير ) 1902م  .
  تقدم الأمير الشاب عبدالعزيز بن سعود برجاله واقتربوا من الساحة التي يتفقد فيها ابن عجلان الخيل منتظرين خروجه ، وبعد فترة خرج بن عجلان من البوابة ومعه بعض رجاله ، فوقعت عيناه على عبدالعزيز فعرفه بهيئته وطول قامته ، فحاول ومن معه الهرب إلى داخل القصر ، فأطلق عليه عبدالعزيز رصاصة من بندقيتة فأصابه في غير مقتل ، ثم لحق به وأدركه قبل دخوله من الخوخة ( الباب الصغير في البوابة الكبيرة ) فأمسك برجليه ، وتعلق ابن عجلان بيديه من الداخل ، وفي هذه الأثناء رماه فهد بن جلوي بالحربة ( الشلفا ) فأخطأته واستقرت في باب القصر(قصر المصمك) . 
  تمكن ابن عجلان من الانفلات والدخول إلى القصر ، فلحق به عبدالله بن جلوي إلى الداخل ، ومعه عدد من رجال عبدالعزيز ، واستطاع قتل عجلان بن محمد . 
هجم الأمير الشاب عبدالعزيز بن سعود وبقية رجاله على من في القصر من حامية بن رشيد ، فقتلوا أكثر من ثلاثين رجلا ، وتحصّن نحو العشرين في إحدى جهات قصر المصمك ، في البرج)المربعة) الشمالية الشرقية ، فأمّنهم عبدالعزيز على أرواحهم واستسلموا ، فنادى المنادي : ( الملك لله ثم لعبدالعزيز بن عبدالرحمن بن سعود ) . 
  خرج أهالي الرياض مبايعين بالحكم ومهنئين الأمير الشاب عبدالعزيز بن سعود  ورجاله على هذا النصر والتمكين .
  
  قتل في المعركة اثنان من رجال عبدالعزيز وهما: زيد بن زيد ، وفهد بن الوبير  وجرح ثلاثة وهم: الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود ، وابراهيم النفيس  وصالح بن سبعان. 
  ارسل عبدالعزيز الامير فهد بن جلوي بشيرا إلى بقية رجاله العشرين الذين ظلوا عند الرواحل والابل ، والمؤنة ، ليبلغهم بمقتل ابن عجلان وأستيلائه ورجاله على الرياض .
  يروي المؤرخ فؤاد حمزة في كتابه التاريخي المعروف باسم البلاد العربية السعودية النص التالي ""لا اجد لسانا ابلغ في التعبير عن حوادث القصة الخالدة في فتح الرياض من لسان الملك نفسه فقد تحدث عن هذه المجازفة الخطيرة بكلام بسيط سمح لنا بنقله وهوما يلي: 

يقول عبدالعزيز : (اخذنا ارزاقنا وسرنا وسط الربع الخالي ولم يدر احد عنا اين كنا فجلسنا شعبان بطوله الى عشرين رمضان ثم سرنا الى العارض ، كانت رواحلنا ردية ولم نرد (ابو جفان) الواقع على طريق الحسا (أقليم الإحساء)الا ايام العيد فعيدنا رمضان عليه ، وسرنا منه ليلة ثالث شوال ، حتى صرنا قرب البلد (الرياض) ، وكان ابن رشيد هدم سور البلد.

   والمحل الذي يقيم فيه الامير المنصوب من قبله ابن عجلان (يقع في قصر الامام عبدالله بن فيصل هدمه ابن رشيد (الأمير محمد العبدالله العلي الرشيد الملقب (بالمهاد) وابقى فيه القلعة المسماة بالمصمك وكانت لنا بيوت للعائلة امام المصمك هدمها الرشيدي ايضا وعملوا حول بعضها سورا ثانيا وصار فيها بعض حرم للأمير وخدم فاذا جاء الليل حاصروا في القلعة وعقيب طلوع الشمس يخرجون لحرمهم والى البلد فنحن مشينا حتى وصلنا محلا اسمه (ضلع الشقيب) يبعد عن البلد ساعة ونصف للرجلي هنا تركنا رفاقنا وجيشنا ومشينا على ارجلنا الساعة السادسة ليلا وتركنا عشرين رجلا عند الجيش والاربعون مشينا لا نعلم مصيرنا ولم يكن بيننا وبين اهل البلد اي اتفاق وبعد ان اقبلنا على البلاد ابقيت محمد اخي ومعه 33 رجلا من خويانا ومشينا ونحن سبعة رجال, انا وعبدالعزيز بن جلوي وفهد بن عبدالله بن جلوي وناصر بن سعود ومعنا المعشوق وسبعان من خدامنا وافتكرنا ماذا نعمل فوجدنا بيتا بجانب الحصن الذي فيه حرم منصوب ابن رشيد كان صاحب البيت يبيع البقر وهو رجل شايب اسمه جوير للان حي وكانت له بنات يعرفنني بسبب مجيىء الاول للرياض يوم الصريف كان واحد اسمه ابن مطرف يخدم عند رجاجيل بن رشيد في القصر دقيت الباب فخرجت احدى البنتين والباب مصكوك وقالت: من انت قلت: انا ابن مطرف ارسلني الامير عجلان يريد من ابيك ان يشتري له باكر بقرتين واريد ان اقابل اباك لما سمع ابوها 

الكلام خرج مرعوبا فلما فتح الباب مسكته وقلت: اسكت يا خبيث عرفتني الحريم وصحن (عمنا! عمنا) وقلت: _بس, بس) مسكنا الحريم في الدار وقلت صكوا عليهم اما والدهما فانه خاف وهرب من البيت ونحن نظنه محبوسا فهرب واختبأ في ضلع البديعة والحريم ظللن في الغرفة محجوزات ورأينا بعد ذلك اننا ما يمكن نظهر من هذا البيت الى بيت عجلان ووجدنا انه يوجد بيت وراءه فيه حرمة وزوجها فقفزنا من هذا على البيت الثاني ووجدنا الحرمة نائمة مع زوجها لففناهما بالفراش وهما نائمان وادخلناهما الى دار وسكرناها وهددناهما بالذبح ان تكلما(ارسلنا عبدالعزيز وفهد بن جلوي الى اخي محمد خارج الديرة وجاء محمد ورفاقه دخلنا البيت واسترحنا الى ان تحققنا ان خبرنا لم يفتضح بعد ابقيناهم اي محمد وخوياه في البيت ونحن الاخرين نصعد بعضا فوق البعض الاخر وحولنا على بيت عجلان ونزلنا الى داخله وكانت معنا شمعة فطفنا في البيت قبل ان نجيىء الى محل نوم عجلان, مسكنا الخدم الذين فيه وحبسناهم في دار وصكينا عليهم ثم مشينا الى محل نوم عجلان وخلينا خمسة عند الباب وواحد معه الشمعة وانا دخلت وفي البندقية فشكة (رصاصة) فلما اقبلت وجدت عجلان نائما مع زوجته فرفعت الغطاء وعندها تحققت لي خيبة ظني وانه ليس بعجلان والحرمة زوجة عجلان وإنما هي واختها نائمتان معا (اخذت الفشكة من البندقية واخرجتها ثم وكزت الحرمة فنهضت فلما رأتني صرخت من انت؟ فقلت: (بس انا عبدالعزيز) اما هي فكانت تعرفني وابوها وعمها خدام لنا وهي من اهل الرياض فقالت: ماذا تريد؟ فقلت: انا جيد ادور رجلك لاقتله قالت: (اما زوجي فلا ودي تقتله واما ابن رشيد فودى تقتله ولكن كيف تقدر على زوجي؟ زوجي محصن في القصر ومعه 80 رجلا ويمكن لو اطلع عليك اخاف ما تقدرون تنجوا بأرواحكم وتخرجوا من البلاد) تكلمت عليها وسألتها عن وقت خروج زوجها من الحصن, قالت: انه ما يخرج الا بعد ارتفاع الشمس بثلاثة ارماح (واخذناها وصكينا عليها مع الخدم ثم احدثنا فتحة بيننا وبين الدار التي فيها اخي محمد ودخلوا علينا وكان الليل عندئذ الساعة التاسعة والنصف والفجر يطلع على (11) فلما اجتمعنا في المحل استقرينا واكلنا من تمر معنا ونمنا قليلا ثم صلينا الصبح وجلسنا نفكر ماذا نعمل؟ وقمنا وسألنا الحريم من الذي يفتح الباب للامير اذا جاء؟ قالوا فلانة فعرفنا طولها فلبسنا رجلا منا لباس الحرمة التي تفتح الباب وقلنا له استقم عند الباب فاذا دق عجلان افتح له ليدخل علينا رتبنا هذا وصعدنا الى فوق غرفة فيها فتحة تشوف باب القصر وبعد طلوع الشمس فتحوا باب القلعة وخرج الخدم على العادة الى اهلهم لانهم كما ذكر اصبحوا حذرين من يوم سطوتنا الاولى ثم فتح باب القلعة واخرجوا خيلا لهم وربطوها في مكان واسع (لما رأينا باب القلعة مفتوحا نزلنا لاجل ان نركض للقلعة وندخل القصر بعد فتح الباب بنزولنا خرج الامير ومعه قدر (10) رجاجيل قاصدا بيته الذي نحن فيه وبعد خروجه اقفل البواب بابه وراح لاسفل القصر وترك الفتحة, نحن عند نزولنا ابقينا اربعة بواردية قلنا اذا رأيتمونا اطلقوا النار على الذين عند باب القصر فلما ركضنا كان عجلان واقفا عند الخيل فالتفت الينا مع رفاقه ولكن هؤلاء الرفاق ما ثبتوا بل هربوا للقصر وحينما وصلنا اليه كان الجميع دخلوا ما عدا الامير عجلان هو وحده اما انا فلم يكن معي غير بندقي وهو معه سيفه , رد لي السيف وهو يومىء لي بالسيف ووجه السيف ما هو طيب غطيت وجهي وهجمت بالبندقية فثارت وسمعت طبجة السيف في الارض يظهر ان البندق اصابت عجلان ولكنها لم تقض عليه فدخل من الفتحة ولكني مسكت رجله فمسك بيديه من داخل ورجلاه بيدي اما جماعته فقاموا يرموننا بالنار ويضربوننا بالحصى وضربني برجله على شاكلتي (خاصرتي) ضربة قوية انا يظهر غشيت من الضربة فاطلقت رجليه فدخل بغيت ادخل فأبى على خوياي ثم دخل عبدالله بن جلوي والنار تنصب عليه ثم دخل العشرة الاخرون فتحنا الباب على مصراعيه وجماعتنا ركضوا لامدادنا وكنا اربعين والجماعة الذين امامنا (80) ذبحنا نصفهم ثم سقط من الجدار اربعة وتكسروا ، والباقون حاصروا في مربعة ثم امناهم فنزلوا واما عجلان فذبحه بن جلوي ثم جاءنا اهل البلاد فأمناهم وسكنا يومنا وليلتنا ثم شرعنا في بناء السور .

  اركبنا ناصر بن سعود بالبشارة لمبارك ، ووالدي بالكويت .

معركـة الدلــم.

  تحرك عبدالعزيز ابن رشيد من حائل قاصدا مهاجمة عبدالعزيز بن سعود ، بجيش يربو على الأربعة آلاف مقاتل ، ولكن عندما وصل إلى بلدة بنبان ، علم أن عبد العزيز رحل الى بلدة الدلم بأقليم الخرج ومعه القليل من الرجال ، وقد حصّن الرياض قبل خروجه بألف مقاتل للدفاع عنها ، فتابع السير خلفه .
  في هذه الأثناء كان  عبد العزيز بن سعود  قد استطاع جمع جيش من البادية والحاضرة الموالية له ، وهم أهل الحوطة وأهل الحلوة وأهل الفرعة وهم من بني تميم  فالتحق منهم أكثر من ثمانمئة مقاتل ، ليصبح جيشه نحو ألف وخمسمئة مقاتل وكان ممن حضر المعركة مع عبد العزيز بن سعود ثلاث فرسان وهم علي بن خريف أمير الحلوة ، وأبو شيبة أمير الحوطة ، ووجعان الراس أمير الفرعة ، وعند وصول ابن رشيد إلى الدلم زحف إليه الملك عبد العزيز برجاله ليلا ودخل البلد ، وفي الصباح تقصّى  عبد العزيز بن سعود أخبار ابن رشيد فعلم أنه يخرج صباح كل يوم مع بعض رجاله إلى بساتين النخيل الواقعة خارج البلد ، ففكّر في أن يستخدم أسلوب المفاجأة ، فهجم عليهم في وقت الظهيرة مما أدى إلى إرباك صفوفهم واختلال نظامهم  واستمر القتال إلى غروب الشمس ، وفي صباح اليوم التالي انسحبت قوات ابن رشيد إلى ( السلمية ) فلحق بهم  عبد العزيزبن سعود بعد أن جاءه المدد والذخيرة التي أرسل في طلبها ليصل عدد من معه إلى ألفي مقاتل ، ودارت المعركة بينهم ثانية في  السلمية  في ربيع الأول سنة 1320هـ الموافق حزيران ( يونيو ) 1902م ، وقد حصل بينهم قتال شديد انهزم على أثره ابن رشيد .

معركة البكيريـة.

   معركة البكيرية وقعت سنة 1322هـ ، بين عبد العزيز ابن الإمام عبدا لرحمن بن فيصل والأميرعبد العزيز بن رشيد في بلدة البكيرية بأقليم القصيم . 
  علم عبد العزيز المتعب الرشيد بانتصارات ابن سعود في القصيم وهو في العراق يستمد العون من الدولة العثمانية ، ويستثير قبيلة شمر لنجدته ، فاشتد غضبه ، خاصة على أهل القصيم الذين ساعدواالأمير عبد العزيز بن سعود.
  أمدته الدولة العثمانية بعدد كبير من الجند النظامين بأسلحتهم الحديثة من المدافع وكميات كبيرة من المؤن، وقدّر عدد الجنود المدد بنحو ألف وخمسمائة جندي أغلبهم من الشام والعراق يعملون في الجيش العثماني، وقام ابن رشيد بمصادرة ما وجد من إبل العقيلات من أهل القصيم الذين كانوا يجوبون البلاد للتجارة بين العراق والشام ومصر وشبه الجزيرة العربية وحمَّل عليها قسماً كبيراً مما حصل عليه من أطعمة ومؤن وأسلحة نقلها من العراق إلى نجد ، وأسرع إلى القصيم بمن اجتمع لديه من البدو، خاصة من قبيلة شمر، وفئات من الحضر والجيش النظامي العثماني يريد القضاء على ابن سعود، أو على الأقل إخراجه من القصيم، والتحق به الأميرسلطان بن حمود بن رشيد ومن معه ، ووصلوا إلى بلدة القصيباء ومنها إلى الشيحية بالقرب من البكيرية.
  إزاء هذه الجموع استنهض عبد العزيز بن سعود وهو في بريدة أهل البادية والحاضرة ليجتمعوا عنده ، وبلغ عدد الوافدين عليه عدة آلاف من المحاربين خرج بهم من بريدة ونزل البكيرية في مواجهة خصمه ، وكان ذلك في أول شهر ربيع الثاني 1322هـ الموافق يونيه1904م , حيث كان أمرائها ال سويلم من .
   كانت خطة الملك عبد العزيز أن يقسم جيشه إلى قسمَين ، قسم بقيادته يضم أهل العارض وجنوبي القصيم خصصه لملاقاة جموع قبيلة شمر وابن رشيد، والقسم الثاني يضم أهل القصيم ومن تبعهم من قبائل مطير بقيادة الشيخ فيصل الدويش وغيرها خصصهم لملاقاة الجيش العثماني النظامي .
  قبل القتال أرسل عبد العزيز بن سعود رسولا إلى عبد العزيز المتعب الرشيد وهذا الرسول هو فهد العلي الرشودي وكان فتى قويا عاقلا وذا راي سديد ومن أعيان بريده فلما وصل إلى معسكر ابن رشيد رأى امامه حشود وقوات أبن رشيد ، فأخذتة الرهبة مما رأى ،  فاخذ ابن رشيد يتحدث إلى من حواليه حتى سكن جأشه واطمان ، فالتفت عبد العزيز المتعب الرشيد الى فهد الرشودي وقال له وويش عندك ..؟ قال يابن رشيد  تريد الصلح قال ابن رشيد  :  ابن سعود طالب ملك ، ولكن انتم ماذا حملكم على مقاومتي وانتم رعية لي ، قال الرشودي ياعبدالعزيز فعلت بنا امورا لايمكن الصبر عليها فقد اخذ خادمكم صياح اموالنا وابلنا واثقل كواهلنا بالضرائب حتى عجزنا عن الدفع لقله الاموال ، اما عن مقاومتنا لكم فانت قد فعلتها بنفسك ، فغضب ابن رشيد وقال : والله لولا ان الرسول لايقتل لقتلتك ، فوالله لاصلح الا  بعد أن اضرب بريدة وعنيزة والرياض ضربة لاتنساها ابد الدهر ، ماجئتكم يافهد بهذه القوة الا للحرب .
  رجع فهد الرشودي إلى معسكر عبد العزيز بن سعود وابلغه بما قاله ابن رشيد . 
   بعد أن فرع الشيخ فهد الرشودي من كلامه عن فحوى تهديد بن رشيد لهم  ، خيم الصمت على الجميع ، ودخل عبدالعزيز بن سعود إلى خيمته للراحة والتفكير فيما عساه أن يقوم به  بينما اخوته من ال سعود وكبار رجاله وقادة جيشة خارج الخيمه يتداولون الرأي فيما بينهم ، بعد سماعهم كلام فهد الرشودي ، وتهديد ابن رشيد لهم بحرب طامة شاملة لاتبقي ولاتذر أحد منهم سالما ، أو في مأمن من أنتقام بن رشيد . 
  اشار احد الحاضرين على الأمير محمد بن عبد الرحمن أن يطلب من الشاعر محمد العوني ، وكان حاضرا ان يلقي قصيدة حماسية تثير المحاربين بعد أن ظهر عليهم القلق والتذمر من مقامهم دون حرب ، فقال الشاعر العوني دقوا طبول العرضة،وكانت قصيدته: 

مـني لكـم ياهـــل العـوجـــا سـلام ... واختص أبو تركي عما عين الحريب

ياشيخ باح الصبر من طول المقام  ...   ياحامـــي الونــدات ياريـف العريــب
اضرب على الكائد ولاتسمع لكلام   ...   العــــز بالقلطـات والـراي الصويـب 
والله مايحلـى علـى الكبــد المـلام   ...   الا النيامـــس يــوم تسمـع لـه نحيـب
لاعسكــر البــارود واحمــر الكتام   ...   تلافحــت باذيـالهــا شهــب السـبيـب
  ارتفعت أصوت أتباعه ، فخرج عبد العزيز بن سعود من خيمته شاهرا سيفه يشاركهم العرضة النجدية . 
   في اليوم التالي كانت معركة الشنانه في شهر رجب 1322هـ ، التي اعتبرها المؤرخون الحد الفاصل لمعارك الحرب بين ابن سعود وابن رشيد . 
  نشب القتال بين الطرفَين، ورجحت كفة ابن رشيد في بداية المعركة ، إذ ركز نيران مدافعه ضد القسم الذي يقوده  عبد العزيزبن سعود مما ألحق به خسائر بشرية كبيرة وأرهق قواته ، فضلاً عن جرح يده اليسرى بشظية ، اضطر بعدها ابن سعود إلى التراجع إلى جهة بلدة المذنب ، ولكن أهل القصيم لم يعلموا بأن عبدالعزيز بن سعود قد انهزم ، وحققوا تقدماً ضد الجنود النظاميين المحاربين في صفوف ابن رشيد ؛ فحولوا الهزيمة إلى نصر ، وأسروا عدداً من أولئك الجنود وغنموا بعض المدافع وعادوا إلى البكيرية مع الليل ، وعلى الرغم من ذلك فإن قوات ابن رشيد ظلت متماسكة وثابتة.
  وصلت الأخبار لعبدالعزيز بن سعود أنتصار أهل القصيم على جيش ابن رشيد فقدم إلى عنيزة في اليوم التالي ، واستعاد قوته ، وتوافدت عليه جموع من بوادي عتيبة ومطير فتجمع لديه في ستة أيام اثنا عشر ألف مقاتل. 
  عاد ابن رشيد من الشيحية التي تجمعت فيها فلوله ، ورجع إلى البكيرية بعد أن علم بانسحاب أهل القصيم منها حيث كان رجالها آنذاك مع ابن سعود ، في هذا الوقت قدم من بقي من أهل البكيرية من عجائز ونساء وأطفال المؤونة لجيش أبن رشيد إتقاء لشرهم ولحين عودة رجالهم وجيش ابن سعود ، ولم يلمهم عبد العزيز بن سعود على ذلك بل أثنى على تصرفهم فيما بعد . 
  انطلق ابن رشيد من البكيرية إلى بلدة الخَبْراء، ولكن أبى أهلها أن يعلنوا له الطاعة فأمر بقطع النخيل وقذف البلدة بالمدافع ، وعمد الأمير عبد العزيز للعودة إلى البكيرية للسيطرة عليها خصوصا أن رجالها قد خرجوا معه ، إلا أن ابن رشيد سارع إلى إرسال سرية بقيادة سلطان الحمود الرشيد اصطدمت بخيالة ابن سعود عند الفجر فانهزمت ، ودخل عبد العزيز بن سعود ومن معه من أهل البلدة إلى البكيرية وفتك بحامية ابن رشيد فيها ، واستولى على المؤن التي سبق أن غنمها  ابن رشيد ، ثم تعقب جيش ابن رشيد الذي ارتحل من بلدة الخَبْراء إلى الشنانة واتخذ منها معسكراً له، وتمركزت قوات الملك عبد العزيز بن سعود في بلدة الرس .

معركـة الشنانة.

  وقعت في 18 رجب 1322هـ الموافق 29 سبتمبر 1904م ، بين قوات عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود  و عبد العزيز بن متعب بن عبد الله الرشيد  ببلدة الشنانة بأقليم القصيم أنتصرت فيها قوات عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود . 

احــداث المعركة.

  على الرغم من أهمية معركة البكيرية إلاّ أنها لم تكن حاسمة، فقد خسر  عبد العزيز بن سعود كثيراً من جنده ومعداته ، ولكنه بخبرته وحسن قيادته استطاع أن يعوض هذا النقص وجمع حوالي عشرة آلاف مقاتل في خلال عشرة أيام. 
  بقي الطرفان في موقعيهما مدة شهرَين ؛ ابن رشيد في الشنانة ، يقابله ابن سعود في الرس، كانت المناوشات الخفيفة تجري بينهما من دون قتال حاسم مما أصاب المحاربين في الطرفين بالضجر وتناقصت الإمدادات والإبل وتفرقت جموع البادية ولم يبق مع ابن رشيد سوى الجنود النظاميين وأهل حائل و الجبل، كذلك لم يثبت مع ابن سعود سوى أهل الحاضرة . 
   رحل عبد العزيز بن رشيد بجنوده الجياع إلى قصر ابن عقيّل وفيه سرية لابن سعود فضربه بالمدافع ، وقبل أن يهجم على القصر في الصباح كان  عبد العزيز بن سعود قد سبقه إلى داخله وثبت فيه ، وفي الصباح صب ابن رشيد نيران مدافعه على القصر فخرج له ابن سعود، واقتتلوا قتالاً شديداً انهزمت على أثره قوات الترك النظاميين وفروا هاربين ، وفضل عبد العزيز المتعب الرشيد أن ينسحب لحقن دماء اهل حائل ، تاركاً وراءه غنائم كثيرة من الذخائر والسلاح والأموال، استولت عليها قوات ابن سعود  ، وحملت إلى بريدة.

معركة ووقعة روضـة مهنــا.

  وقعت في 16 من شهر صفر 1324هـ الموافق 12 أبريل 1906م ، بين قوات عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (ابن سعود) أمير الرياض وقوات عبدالعزيز بن متعب أمير حائل من آل رشيد ومعه بعض الكتائب العثمانية .  

أحداث المعركــة.

وصل الأمير عبدالعزيز بن سعود خبر نزول عبد العزيز بن متعب بن عبد الله الرشيد في روضة مهنا الواقعة غربي نفود الثويرات شرق القصيم ليجتمع إلى صالح بن حسن آل مهنا أبا الخيل ، أميربريدة الذي كان يسعى إلى التحالف مع ابن رشيد وكان الأميرعبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (ابن سعود)نازلا بجيشه في مجمع "البطنان" غرب الدهناء وتفصله عن خصمه مسافة ساعتين ، فأمر أتباعه بالتوجه إلى مهاجمة خصمه ، ودارت مناوشات خفيفة فيما بينهما سببت تراجع كل منهما الى موقعه ، وفي احد المناوشات التي جرت بينهما انتهت بمقتل عبدالعزيز بن متعب الرشيد وفرار قواته ، وانتصار جيش عبدالعزيز ابن سعود .

وفاتة ."رحمه الله". قتل في 16 صفر 1324هـ الموافق 12 أبريل 1906م .

تقول الروايات أن سبب تسميته "الجنازة" كان لشجاعته المفرطة اثناء القتال .

وروايات اخرى تقول :

  يعود السبب بتسميته (( عبد العزيز الجنازة )) الى عبدالعزيز آل سعود حينما التقى جيشهما في وقعة روضة مهنا ، حين طلب عبدالعزيز المتعب الرشيد من عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود أن يبارزه ، فرد عليه عبدالعزيز بن سعود بقوله ((ماذكـر ان الحي يقابـل جنـــازة)) .
  وهكذا كان ، اذ قتل عبدالعزيز المتعب الرشيد "رحمه الله" في وقعة روضة مهنـا من قبل جيش عبدالعزيز آل سعود .

وتقول اغلب الروايات الموثقة عن كيفية مقتله في معركة وقعة روضة مهنـا :

  خرج عبد العـزيز بن متعب الـرشـيـد فـوق فـرسه بعد اشتداد المعركة واختلاط الجيشين مع بعضهما البعض ليلا ينادي حامل رايته : " وويش ها الدبـرة يالفريخ ..... من هـان يا الـفـريـخ .......من هـان يالفريخ ......من هان يالفريخ" وكان تائهاً ولم يدر أنه عبر صفوف جيشه الى وسـط جـيـش ابن سعـود ، فعرفوا صوته بعض من رجال جيش عبدالعزيز ابن سعود ، وانهالوا على مصدر الصوت بوابل كثيف من الرصاص من كل جانب ، فخر صريعا ، وأنتشر نباء مقتله بين جيشه ، فكانت هزيمة منكـرة لجيش ابن رشيد .
  ومما يذكر أن الامير عبدالعزيز المتعب الرشيد قال قبل وفاته بعدة ايام بيتان من الشعر  وقبيل تلك المعركة (روضة مهنا) تدل أن صدقت الرواية على الغرور والزهو الذي اصابه :
 راع الجمل وده يطيــح      واللي علىمتنه رمـاه
 يا عيال أنا مالي نطـيح       ملـيت من تالَ الحيـاه
  وكما كان لوقعة ومعركة "الصريف" من اثار مدوية نتيجة انتصار الامير عبدالعزيز المتعب الرشيد فيها على خصومة ، فأن معركة ووقعة "روضة مهنـا" ونتيجتها كانت سببا رئسيا في انتشار ذكر الأمير الشاب عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في جميع انحاء الجزيرة العربية انذاك وثبتت هيبتة بين كافة القبائل وسكان القرى والنواحي والاقاليم في سائر الجزيرة العربية .
   يعتبر انتصار عبدالعزيز آل سعود (سلطان نجد انذاك) في وقعة روضة مهنـا منعطفا تاريخيا هاما وحاسما لبداية زوال حكم امارة اسرة آل رشيد من حائل وشبة الجزيرة العربية على يد الأمير عبدالعزيز آل سعود .
  أصبح العرب يهابون ذكر "سلطان نجـد" (لقب اصبح معروفا به في ذلك الحين) الأمير الشاب عبدالعزيز ابن الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي ، ويخافون سطوتة ويسعون للتودد اليه واعلان الولاء لسلطتة ، ويتوافدون للقتال معه  وأنتشرت مناطق نفوذه بين الأقاليم المجاورة له بشكل سريع وجارف للغاية لايمكن لاي احد من السيطرة عليه ، وفي عدة جبهات مختلفة في نفس الوقت ، وأن اختلفت اوقات الغزو من اقليم الى اخر، فمن الجنوب امتدادا من وادي الدواسر ، الى الشرق مثل الخرج ، ودارين  وضواحي الأحساء ، الى الغرب مثل اقليم نجـد ، واقليم الوشم ، والعارض ، والى الشمال الشرقي مثل الصمان والدهناء واقليم القصيم ، والشمال كان الهدف واضحا جليا وهو احتلال حائـل عاصمة أبن رشيد في الجبل ، والقضاء عليها نهائيا ، وتم "لسلطان نجـد الجديد"(أبن سعود) ماكان يسعى اليه .

سنعـود بأذن الله لاحقا ، لأستكمال سيرة حكم اسرة ال رشيد في حائل ، واسماء وتاريخ من حكم منهم بعد وفاة الامير عبدالعزيز المتعب العبدالله الرشيد "رحمه الله" ومنجزاتهم خلال فترة حكمهم .

كما سنتحدث عن تأثيرهم على مسارات بداية تكوين الدولة السعودية الثالثة ، وكذلك العوامل والظروف التي تسببت في سقوط وأنهيار حكم امارة آل رشيد في تلك الحقبة من التاريخ ، وصولا الى اكتمال قيام الدولة السعودية الثالثة .

من ناحية اخرى عايش الإمام عبدالرحمن بن فيصل مساعي ابنه الشاب عبدالعزيز وجهوده الرامية إلى إعادة مجد أسرته ، وبداية تكوين نواة الدولة السعودية الثالثة .

سنعود بأذن الله تعالى قريبا لأستكمال مسيرة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن "رحمه الله" الملقب "بصقر الجزيرة "بشكل مفصل وسرد للأحداث التاريخية التي حصلت في عهده ، وعمله الداؤب ليلا ونهارا حتى تمكن من استعادة ملك اجداده الآولين وامجاد اسرتة آل سعود.

وسنتعرض بالتفصيل للمعارك الكثيرة التى خاضها في سبيل اعادة تكوين الدولة السعودية الثالثة ، والتي توجت بسيطرتة الكاملة على كامل حدود شبة الجزيرة العربية وكذلك الأحداث التي جرت في امارة آل رشيد في حائل ، حتى انضوت تحت مظلة الحكم السعودي الحالي .

كتبته في الرياض يوم السبت 07 جماد اول 1430هـ الموافق 02 مايو ايار 2009م . نسأل الله التوفيق والسداد لنا ولكم في ديننا ودنيانا وآخرتنا.

يشرفنا زيارتكم على الرابط التالي :

http://www.youtube.com/user/alshayae