نعوم شبيب

نعوم شبيب.

نعوم شبيب (و. 28 نوفمبر 1915 - ت. 1985)، هو واحد من رواد المعماريين المصريين وأبو العمارة الحديثة في مصر. كان أيضاً مهندساً إنشائياً ومقاول. من أشهر أعماله برج القاهرة، والذي يعتبر أعلى مبنى في مصر، بارتفاع 187 متر.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

وُلد نعوم شبيب في 28 نوفمبر 1915 بمدينة القاهرة، مصر. حصل على بكالوريوس الهندسة المعمارية مع مرتبة الشرف عام 1937، ماجستير الهندسة وميكانيكا التربة عام 1954، ماجستير الهندسة الإنشائية 1956.


أسس عام 1940 شركة هندسة معمارية وإنشائيات ومقاولات.

عام 1971 هاجر إلى كندا برفقة زوجته أرليت شبيب (حاتون) وأولاده الأربعة. توفى في 13 مايو 1985 بمدينة مونتريال، كندا.


أشهر مشروعاته

  • دار سينما علي بابا، 1946
  • كايرو موتور، 1947
  • كنيسة سانت تريز، بورسعيد، 1948
  • كنيسة سانت كاترين، مصر الجديدة، 1950
  • برج القاهرة (1961)
  • مبنى جريدة الأهرام (عقد 1960)
  • مبنى ثابت ثابت (1958) في جاردن سيتي
  • برج الإذاعة، شارع رشدي، 22 طابق، (1954)
  • أول ناطحة سحاب في مصر، 1954
  • ثاني ناطحة سحاب في مصر، 1958
  • بناء قباب من الخرسانة المسلحة رقيقة السمك لمختلف المباني: دور السينما والمباني التجارية والكنائس.

برج القاهرة

سنة 1954، كان نعوم شبيب المهندس المعماري الوحيد الذي شيد ناطحات سحاب في مصر. وقد اختارته الحكومة المصرية لكي يقوم بتصميم وتشييد برج يرمز إلى مصر الحديثة.

وقد عمل نعوم شبيب مهندساً معمارياً ومهندس إنشاءات ومقاولاً رئيسياً للمشروع. وبدأت الأعمال في سنة 1654 ولكنها توقفت لمدة ثلاث سنوات تقريبا، بين سنة 1956 وسنة 1959 بسبب أزمة السويس. وتم الافتتاح الرسمي لبرج القاهرة في 11 أبريل 1961. ويبلغ طول البرج 187 متر ونصف قطره 14 متر، فكان في وقت تشييده أعلى برج بالخرسانة المسلحة في العالم. ويقع البرج في حي الجزيرة بوسط القاهرة ويستخدم للمشاهدة السياحية وللاتصالات اللاسلكية.

يتسم برج القاهرة بنقاء وبساطة خطوطه وبأصالة المواد الخام المستخدمة. وغياب الزخارف السطحية مع البراعة الإنشائية المتمثلة في استخدام الخرسانة المسلحة لبناء غلاف خارجي خفيف وأنيق وشفاف

يتكون هيكل البرج من نصاب مركزي من الخرسانة المسلحة تحيط به أربعة أعمدة، ومن منصات مركبة واحدة فوق الأخرى على ارتفاع البرج. وتساند هذه المنصات الغلاف الخارجي للبرج الذي يأخذ شكل متوازيات أضلاع من الخرسانة المسلحة

ويزيد حجم متوازيات الأضلاع تدريجيا بدءا بأسفل البرج مما يعطي إيحاء بحركة صاعدة كلما صعدنا بنظرنا إلى أعلى البرج. والخطوط المتداخلة على طول البرج تنفتح في قمته بحيث تقلد زهرة نبات البردي الذي أتى إلينا من الفن الفرعوني

والأسطح الخارجية على طول البرج تغطيها ثماني مليون قطعة صغيرة من الفسيفساء. وقد اختير غطاء الفسيفساء لحسن مظهره ولشدة تحمله للطقس

وقد اختير لقاعدة البرج والسلم الرئيسي الجرانيت الوردي اللامع من مدينة أسوان، والذي كثيرا ما كان يستخدمه المصرييون القدماء

ويوجد في قمة البرج مطعم دوَّار وكافتيريا ومناظير مكبرة تسمح برؤية بانورامية لجميع أنحاء المدينة على 36 درجة.

مبنى جريدة الأهرام

اختارت إدارة جريدة الأهرام السيد نعوم شبيب ليكون المهندس المعماري ومهندس الإنشاءات لبناء مبنى جديد يجاور مبناها القائم في شارع الجلاء بالقاهرة. ونظرا لصعوبة المشروع، استمرت الأعمال لمدة ست سنوات، أي من سنة 1962 إلى سنة 1968. وجدير بالإشارة أن طباعة الجريدة لم تتوقف طوال هذه المدة.

يشغل هذا المبنى الذي يتكون من 12 طابقا مساحة قدرها 30.000 متر مربع، وكان المبني القديم يتكون من طابق واحد فيه المطابع الدوارة فقط. وقد سمح المبنى الجديد المكون من 12 طابقا بضم كل الخدمات، أي الادارة العليا والشؤون الادارية والتحرير والمطابع والتوزيع، في مكان واحد.[1]

شملت الشؤون الإدارية قسم الحسابات الذي احتوى أول الحواسب الالكترونية في البلاد، وكذلك قسم خدمات الدعاية ومكتب الادارة. أما خدمات التحرير فشملت صالة تحرير كبيرة والمكاتب ومعامل التصوير والتلكس وصالة الإذاعة وشملت دائرة خدمات الطباعة ورش اللينوتايب والزنكوغرافيا وترتيب الصفحات والمطابع الدوارة والتعبئة الميكانيكية

وتضمن مبني الأهرام الجديد أيضا أماكن عامة منها صالة اجتماعات وصالة معارض ومطعم وصالات استقبال.

يتكون المبني من أربعة هياكل تتميز كل منها عن الأخرى في شكلها وموادها وحجمها ونوافذها. وهذه الهياكل المتنوعة منسجمة بعضها مع بعضها الآخر وتشكل مجموعة معمارية جميلة تجمع على نحو سلس بين المنحنيات والخطوط المستقيمة. وتتباين القاعة الزجاجية الكبيرة المضيئة الموجودة في الواجهة الرئيسية مع الحائط الطويل المصنوع من حجر الجرانيت

وقد استجاب المبني - الحديث في ذاك الوقت – لجميع الاحتياجات المتعلقة بالمساحة اللائقة بجريدة رفيعة المستوى كجريدة الأهرام. وصمم الديكور الداخلي للمبنى بحيث يبعث على الإحساس بالراحة والترحيب، وصمم السلم الدائري الموجود في البهو بحيث يكون أنيقا دون أن يكون زاهياً.

أول ناطحة سحاب في القاهرة

أنشأ نعوم شبيب في سنة 1654 أول ناطحة سحاب في القاهرة، في شارع الساحة بوسط المدينة. وكان هو المهندس المعماري ومهندس الإنشاءات والمقاول لهذا المشروع. إن ناطحة السحاب هذه تتكون من 22 طابق ويبلغ طولها 76 م. ويغطي واجهتين اثنتين من الواجهات الأربع حائط رقيق ومميز مكون من تعريشات الغرض منها تظليل الحائط الذي يوجد خلفها. والواقع أن استخدام الحائط المزدوج يقلل من سخونة الحائط المعرض لأشعة الشمس في بلد حار مثل مصر. وهذه التعريشات المصنوعة من الخرسانة المسلحة تبدو وكأنها مشربيات

بني هذا المبني السكني حسب أحدث تقنيات الخرسانة في ذاك الوقت. فهو يتكون من أعمدة وعوارض خشبية وبلاط مصنوع من الخرسانية المسلحة. ووضعت قوالب الطوب بين الحوائط المحيطية ثم تم تغطيتها بمونة الأسمنت الخشنة.

أسلوبه المعماري

في نظر نعوم شبيب، ليس المبنى بمعزول. فهيكله يرتبط بالقوى والقيود والطاقات، ومساحته ترتبط بحياة شاغليه، ويرمز المبنى إلى ثقافة شعب، ويعبر عن براعة الحرفيين وتقنيات الحقبة الزمنية التي ينتمي إليها

كان نعوم شبيب يسعى دائما إلى استخدام أحدث التكنولوجيات والمواد على أفضل نحو وإلى الاستعانة بأكفأ العاملين في البلاد. وكانت الخرسانة المسلحة تمثل له الخيار الأول نظرا لإمكانية استخدامها في العديد من المشاريع وقرابتها إلى التربة وسهولة استخدامها في كل مكان

وكان نعوم شبيب يرى ارتباطا وثيقا بين المواد والطاقة والانسان والمجتمع. وكلما ازداد التكافل بين هذه العناصر ازداد نجاح العمل. وكان شعاره دائما هو "التميُّز والاتساق

كان يعتقد أن التشييد هو بمثابة عمل الإنسان لصالح أخيه الأنسان. وكان يقول إن تشييد المباني يجب أن يكون لخدمة شاغليها مما دفعه للبحث الدائم عن كيفية جعل هذه المباني تؤدي وظيفتها على أفضل نحو ممكن وعن كيفية إيجاد مساحات تكون المعيشة فيها مناسبة ومريحة

وليس من قبيل الصدفة أن أراد نعوم شبيب أن يصبح في الوقت نفسه مهندسا معماريا ومهندس إنشاءات ومقاولا. فقد كان يعتبر الشكل الجمالي والهيكل وأعمال البناء جزءا لا يتجرأ من المبني، وأراد أن يستغل مهاراته المهنية في هذه المجالات الثلاثة على نحو متناسق

وقام نعوم شبيب في ملاحظاته ورسوماته وكتاباته بتسجيل رؤيته الخاصة فيما يتعلق بالهندسة المعمارية. وعناوين الكتب التي أعدها والواردة فيما يلي تشير إلى تنوع اهتماماته وحرصه على تحديد الروابط وأوجه الاتساق بين كل ما يتصل بإنشاء المباني.

أقواس شبيب

أن تغطية الأسقف الخرسانية الرقيقة كانت تمثل تحدى تقنى كبير في هذا الوقت، وكان عليها أن تغطى في بعض الأحيان مساحات تصل لـ 800 م مربع، فكانت الطريقة التي يتم تنفيذ بها مثل هذه التغطيات فريدة من نوعها، فاخترع نعوم شبيب طريقة تنفيذ فريدة لها عن طريق تشكيل الشكل المطلوب لقالب صب الخرسانة من تربة الأرض، ثم يقوم بوضع أسياخ الحديد وتشكيلها طبقاً للتصميم الإنشائى في قلب القالب، من ثما يتم صب الخرسانة فوقها، وبعد تماسك الخرسانة يتم رفعها بالروافع لتوضع في مكانها على ارتفاعات وصلت إلى 12 متر، وقد قام بتسجيل براءة اختراع لهذه التقنية في التفيذ تحت اسم " اقواس شبيب" أو (Voûtes Chebib).

وللتربة الغير قادرة على تحمل الأحمال المركزة فأن نعوم شبيب أبتكر لها طريقة هي الأخرى، وذلك بتصميم قواعد إنشائية فريدة تعتمد على توزيع الأحمال على أكبر قدر ممكن من مسطح الأرض عن طريقة زيادة عدد نقاط الأتصال، فهذا النوع من القواعد الطائرة كانت تبنى على قطع مكافئ (hyperbolic paraboloid) من الخرسانة المسلحة الرقيقة بأرتفاع متر تقريباً، والتي كانت تنفذ بنفس طريقة "أقواس شبيب" من قوالب على الأرض، فكان استخدام هذه "القواعد الطائرة" توفر نقاط اتصال واسعة بين القواعد والأرض تستمد قوتها من هذا القطع المكافئ.


المصادر

المراجع