نديم البيطار

نديم البيطار

نديم البيطار (1924 - 25 أغسطس 2014) مفكر قومي عربي لبناني ناصري. يعتبر رائد العلمية في الفكر القومي العربي

ولد في قرية بينو في عكار بشمال لبنان وتوفى في مغتربه بمدينة ديترويت، بولاية مشيگن، بالولايات المتحدة في 25 أغسطس 2014 عن تسعين عاماً. تلقى تعليمه في معاهد باريس والولايات المتحدة. حصل على دكتوراة في علم الاجتماع ودكتوراة في العلوم السياسية عمل بالتدريس في الجامعات الامريكية والكندية بعد ان استقر في المهجر منذ العام 1965م لم يكتب باللغة الانجليزية مطلقاً رغم طول اقامته في امريكا لانه سخر انتاجه لخدمة قضية الوحدة.

وجه خطابه في مؤلفاته الى الوحدويين العرب وهم حسب تعريفه من نذروا حياتهم لقضية الوحدة. يقول في كتابه من التجزئة الى الوحدة (الوحدوي لا يعرف أي انتماء أي منطلق أي تصور أي ارتباط إقليمي مهما كان ذلك طفيفاً وجزئياً , ويرى فيه تناقضاً شاذاً يدل على وعي ناقص لا يعرف كيف يتبين طريقه , أو على انتهازية تريد ان تمسك الحبل من طرفيه فتستغل الانتماء الوحدوي والانتماء القطري في نفس الوقت بغية خدمة مصالح خاصة ليس هناك من حل وسط بين الاتجاهين , فالعربي يكون إما وحدوياً أو إقليمياً ).

التزم بالوحدة العربية فمنحها كل جهده الفكري طيلة ستون عاما تنوعت بين كتب وكتيبات ودراسات ومقالات ومحاضرات تميز انتاجه الفكري بعلمية رصينة. استهدف بمؤلفاته وضع نظرية وحدوية علمية جامعة بين يدي الوحدويين العرب للرجوع اليها في نضالهم الوحدوي حتى اقامة الدولة العربية الواحدة.

يعتبر اشهر علماء الاجتماع العرب منذ ابن خلدون. إلا أن ابتعاده عن الجانب الانشائي في مؤلفاته واعتماده الصياغة العلمة لافكاره وعدم ارتباطه بأي من أنظمة الحكم القطرية وسيادة الاسلوب التبشيري على النشاط الوحدوي حد من انتشار مؤلفاته مقارنة بغيره من المفكرين الوحدويين. وصفه المفكر القومي الدكتور عصمت سيف الدولة بنبي الوحدة وذلك في كتابه حوار مع الشباب العربي اثناء حديثه عن كتاب الدكتور نديم البيطار "الأيديولوجيا الإنقلابية" الصادر عام 1964.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أهم مؤلفاته

1- قضية العرب الفلسطينية
2-الإيديولوجية الثورية
3- (من التجزئة … إلى الوحدة) مركز دراسات الوحدة العربية
4- النظرية الاقتصادية والطريق إلى الوحدة العربية
5- (جذور الإقليمية الجديدة)، معهد الإنماء العربي،
6- (نحو الارتباط بمصر الناصرية)، والطريق الوحدة العربية
7- (دور النظرية الثورية)، معهد الإنماء العربي، بيروت،
8- (حدود الهوية القومية، نقد عام) دار الوحدة، بيروت
9- (هل يمكن الاحتكام إلى الولايات المتحدة في النزاع العربي الإسرائيلي؟) معهد الإنماء العربي، بيروت
10- (من الحقيقة الإنسانية إلى الحقيقة الانقلابية)، دار الطليعة، بيروت
11-(الفعالية الثورية في النكبة)، دار الطليعة، بيروت،
12- من النكسة إلى الثورة، دار الطليعة، بيروت
13- (المثقفون والثورة) المجلس القومي للثقافة العربية الرباط،
14- (التجربة الثورية بين المثال والواقع) المجلس القومي للثقافة العربية، الرباط،
15- الناصرية ومقاصدنا الثورية 1972
16-الصراع العربي الاسرائيلي 1978
17- فكرة المجتمع الجديد
18- حدود اليسار الثوري
19- نقد التفسير الاقتصادي للتاريخ
20- نقد الطريق الاقتصادي كاداة للاتحاد السياسي
21- الحزب الثوري
22- حدود الاقليمية الجديدة

والعديد من الدراسات والمقالات والمحاضرات.


وصيته

عكست وصيته التزامه الوحدوي، فقد أوصى أن تحرق جثته وينثر رمادها على الحدود بين مصر وليبيا.

رحيل نديم البيطار والوحدة العربية: من الخطاب الإيديولوجي إلى النظرية

بقلم عبد الإله بلقزيز

حين أصدر نديم البيطار كتابه "من التجزئة إلى الوحدة" قبل نَيِّفٍ وثلاثين عاماً (منشورات مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت 1979)، أرادهُ محاولة على طريق «الوصول إلى نظريةٍ وحدوية علمية جامعة» يصبح في الوسع، بمقتضاها، بيانُ طريق التطوُّر نحو دولة الوحدة، من خلال «تحديد العملية الموضوعية التي كان يتمّ فيها الانتقال من حالة تجزِئةٍ إلى حالةِ وحدة». لم يكن هذا الكتاب، على الحقيقة، أوّلَ نصٍّ تُلِحُّ فيه فكرةُ النظرية على البيطار، لكنه - قطعاً - أكثر نصوصه انشغالاً بالفكرة، وهو - على وجه اليقين - أرْفَعُهَا تنظيراً وسعَةَ إحاطةٍ بالظاهرة القومية والوحدوية. ولعلَّهُ أقلُّها أَدْلَجَةً وتسييساً لئلّا نقول أكثرَها علميةً. ولسنا نتزيَّدُ إنْ ذهبْنا إلى القول إنّه من أكثر نصوص الفكر القوميّ العربيّ رصانةً، خلال القرن العشرين، إن لم يكن أكثرها بإطلاق.

لم نتعمَّد، في هذه الفقرة، استعمال لغة المقادير والتفضيل المعياري (= أكثر، أقلّ، أرفع، أوسع...)، وإنما فرضتها مناسبة المضاهاة والمقارنة؛ فالقارئ في نصوص الفكر القوميّ العربيّ، من منظور مقارِن، لا يملك غير أن يلاحظ حالةَ التفوُّق المعرفيّ للبيطار على مجايليه وسابقيه من المثقفين الوحدويين العرب، ولا يمْلك - معها - غير أن يجد نفسه مدفوعاً إلى وصف الفارق بينه وأَتْرَابه بالمفردات المناسبة: مفردات التكميم الرياضيّ والتمييز المعياريّ. على أن نديم البيطار نفسَه فَطُنَ إلى ما يميّزُهُ معرفيّاً عن غيره ممَّن قاسموهُ الهاجسَ الايديولوجيَّ والسياسيَّ (= الوحدويَّ) نفسَه، فَطَفِقَ يَبْحَث لدوره المعرفيّ عن نِصَابِ مُفَاصَلةٍ مع أدوارِ غيرهِ من الشركاء في ميدان الفكر القوميّ. وإذْ هُوَ عَثَر عليه في الدعوة، التي انفرد بها، إلى تأسيس نظرية علميةٍ وحدوية تخْرُجُ بها فكرةُ الوحدة من الحَيِّز الايديولوجي-الدّعويّ إلى الحيِّز النظريّ المعرفيّ، وجَدَ نفسَه مدفوعاً إلى تبرير الدعوةِ من طريقِ مساجلةِ الوعي الايديولوجيّ القوميّ، وبيان قصوره وتهافُته وعجزه عن توفير القاعدة النظرية الضرورية لفكرة الوحدة العربية.

محاولة اغتياله

حاولوا اغتياله في بغداد، عندما دعي لإلقاء محاضرة في دار جمعية العلوم السياسية يوم 22 حزيران (يونيو)1968 وعملوا طيلة شهرين على مصادرة كتاب (من النكسة إلى الثورة)، ومنع كتبه الأخرى، وتلقى نديم البيطار قبل موعد المحاضرة هواتف تهدده بالقتل، إن تجاسر على إلقاء المحاضرة هذه المحاضرة التي توسعت فيما بعد لتصبح كتاب (من الحقيقة الإنسانية إلى الحقيقة الانقلابية) وفي يوم المحاضرة هجم مجموعة من (الوطاويط) على دار جمعية العلوم السياسية، لمنع إلقاء المحاضرة بالقوة مدججين بالسكاكين والأحجار والرصاص بغية اغتيال المحاضر، فجـُرِح بعض الجمهور، ساد الهرج، فألغيت المحاضرة.[1]

الهامش

  1. ^ عبد الإله بلقزيز. "رحيل نديم البيطار والوحدة العربية: من الخطاب الإيديولوجي إلى النظرية". مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربية.

وصلات خارجية