موال

الموال هو صنف من صنوف الشعر الشعبي العربي المعروف منذ زمن طويل. ويعتبر الموال من القوالب الغنائية التقليدية، ويعتبر من الفنون الملحونة التي انحرفت عن الفنون القولية. يعيش الموال ويزدهر على ألسنة الناس المتفكهين والظرفاء، وعلى ألسنة الشعراء الذين ينظمون الشعر الفصيح.

والموال فن غائي شعبي شائع في أغلب البلاد العربية، فهو لون من الأدب الشعبي يظهر قدرات المغني ومساحته الصوتية، وامكان التطريب، والقدرة على الابتكار.[1]

ويؤدى الموال عادة إما بطريقة السرد الالقائي أو بطريقة السرد الغتائي وكلاهما يؤدى منفرداً، ويعتمد على الارتجال والبراعة في استعراض الانتقالات اللحنية. والموال يبدأ عادة بعبارة "يا ليل يا عين" لتحضير جو التآلف والتعايش مع المستمعين، والانسجام مع الطابع المقامي الذي سيغنى منه المطرب.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التسمية

أصل كلمة موال: جذر الكلمة هو "المواليا"، وهو شكل شعبى عربى، إيقاعه واحد لا يتغير هو بحر البسيط، الذى احتفظ به الموال الشعبى فى مصر.


تاريخ الموال

هناك العديد من النظريات في أصل الموال حيث ينسبه السيوطي في كتاب "شرح الموشح" إلى عصر هارون الرشيد حينما أصر على جواريه أن يرثين وزيره جعفر البرمكي بعد بطشه به, فرثته جارية تدعى المواليا حيث قالت:

«:يا دار أين ملوك الأرض أين الفرس
أين الذين حموها بالقنا و الترس
قالت تراهم رمم تحت الأراضي الدرس
سكوت بعد الفصاحة ألسنتهم خرس»

و قد شاع بعدها هذا النمط عند موالي آل برمك[2]. في حين أن صفي الدين الحلي و عبدالكريم العلاف في كتابه "الموال البغدادي" ينسبانه إلى فينسبونه إلى أهالي واسط في العراق. كما ان صفي الدين الحلي يقول ان الموال هو من البحر البسيط صوتاً على قاعدة البحر العريض و قد استمر الموال بهذه الطريقة حتى القرن الثامن الهجري حيث ظهر الموال الذي يستخدم اللهجة العراقية الدارجة و ما تلاها من تفرع الموال في القرن الحادي عشر إلى ثلاثة أنواع أخرى هي الرباعي والأعرج والنعماني[3].

أشكال الموال

البغدادي

وهو يتركب من أربع شطرات متحدة القافية (أ أ أ أ)، وفى الممارسة العملية نرى من النماذج المنشورة، أن الموال البغدادى أو الرباعى أحياناً يكون «أعرج»، أى به شطرة غير مقفاة وسنتحدث بعد قليل عن الموال الأعرج الخماسي.[4]

ومن النماذج اللطيفة لهذا الموال الرباعى المسمى بالبغدادى وهو هنا أعرج (أ أ ب أ) هذه الطقطوقة:

سحبوا علينا سلاح الهجر وجه فينا

ولبسوا علينا ثياب الهجر وجافينا

والله اللى جفانا لا نجفاه

ونعمله سِنّ للمحرات وجافينا.

الموال الخماسي (الأعرج)

يتركب هذا الموال من أربع شطرات متحدة القافية عدا السطر الرابع، ويرمز له بالآتى ( أ أ أ ب أ). وفى التطبيق العملى هناك حالات تكون كالتالى: (أ أ ب ب أ) مثال على ذلك.

يا واخد القرد إوعى يخدعك مالُه

تحتار فى طبعه وتتعذب بأحوالُه

حبل الوداد إن وصلته يقطع احباله

تقضّى عمرك حليف الفكر والأحزان

ويذهب المال ويبقى القرد على حاله

الموال السداسي (المرصع)

يتكون من ستة سطور متحدة القافية ماعدا السطر الخامس (أ أ أ أ ب أ)، وأحيانا كما يتضح من بعض النماذج المنشورة يكون نمط التقفية كالتالى: (أ أ أ ب ب أ)، والنموذج الذى اخترته ينتمى لهذه التنويعة الأخيرة:

تعبان يا قلبى، من مَشْى الردِى تعبان

ياريت الطعام اللى كَلُه الردِي كان بَخّ فيه تٍعبان

شوف الردِي! ماش يتلَوْلَو كما التٍعبان

قال ح تزور النبى؟ أنا قلت عاقد النية

وحقّ تٍربة نبى زين، والختمة الإلهية

من خالِف الوالدين طول عمره يعيش تعبان

الموال السباعي

الموال السباعي (أ أ أ ب ب ب أ):

يادهر مالك عليّا بالأسى عتماه (أى عتمة)

صبحتنى أبكى، ودمعى ع الخدود عتماه

زاد الهنا مُرّ بعد ما حِلِى عتماه

صبّحتنى أبكى وف زندى اليمين قايد

أنا من بعد ما كنت أمشى فى الطريق قايد

عجبى على ناس دايماً شمعهم قايد

صبحم غلابة وديارهم بقت عتماه

ألوان الموال

موال الغزل

الغزِل المحتفى بالحب والحياة يسمى بالموال الأخضر، أما المواويل التى فيها عنصر المأساة وأحياناً الدم فتسمى بالموال الأحمر. وهناك من يتحدثون عن موال أبيض، لكنى لم أعثر على نماذج تؤيد ذلك، إذ يُعَرّف الموال الأبيض بأن فيه وصفاً للطبيعة، والله أعلم.


الموال القصصي

لا يرتبط بعدد معين من السطور، ولا بنمط معين للقافية، إنما هو شكل مُرسَل ومسترسل يصل طوله أ حياناً إلى ثلاثمائة سطر. وأشهر المواويل الشعبية القصصية الطويلة ترتبط بقصص الحب فى معظم الحالات، كما هو الحال فى موال: “حسن ونعيمة” و”ياسين وبهية” و”أيوب وناعسة”, و”شفيقة ومتولى” الذي يرتبط بمفهوم الشرف الصعيدى أ كثر من الحب. وهناك مواويل بطولية كموال “أدهم الشرقاوى”، وأقصر المواويل القصصية الشعبية هو “موال الطير”، وهو أيضاً قصة حب لكن الشاعر الشعبى يتناولها رمزاً:

يا تاجر الود هو الود سَجَرُه قل

ولا سواقى الوداد نزحت وماءها قل

أنا سألت شيخ عالم التفت قال لى

من عاشر الندل بعد الغندره بينذل

أصل الحكاية فرشت للطير شيشان الحرير والفل

تَنُّه يعافر معايا فى الزرد الرفيع وحَل (أى عافر حتى هرب من القفص)

أنا سألت على الطير.. قالوا لى الطير راح جرجا بلد عيسى

والقلب منى استوى لما بقى بسيسه

كنا فى شهر ر مضان والفقى سهران

قابلنى الفقى ف إيده قلم بيزوم

قال لى تكتم السر قلت له والله العظيم ما أقول

قال لى طيرك راح دمياط وهو خافى

دمياط كبيرة قوى عليها كل الطيور تورد

انا نصبت للطير الشَّرَك وقويت له المضرب

من وِسع بختى طلع الطير فى وسط الطيور يشرب

مديت ايدى بصنعة وقمت ماسك فيه

أنا قلت له يا طير أنا جايبك حتة لحمه م السوق من غير ريش

وعلمتك الطيران والزك و التعشيش

ليه يا طير تلوف بغيرى وتجعل طعمتى بقشيش

اتمحك الطير وقال لى بلاش تعفيش

التفت أقول له يا طير أنا جبت طير احسن منك وأ كحل عين من عينك

اتمحك الطير وقال لى عريان اكسينى

قميص ملس ومن تحت القميص صينى

التفتّ أقول له يا طير القرشين اللى كان عِلمك بهم راحوا

وصبحت من عشرتك أنضف من الصينى

اتمحك الطير وقال لى دا كان ريقى عسل يرويك

التفت أقول له هنيئا وامنع الساقى

اتمحك الطير وقال لى عصاتى فى الهوى ترميك

التفت أقول له اضرب متين وانا الاقى

وأصل الحكاية فرشت للطير شيشان الحرير والفل

الموال الشعبي

وسواء فى الأشكال القصصية الطويلة أو الغنائية القصيرة، فإن الشاعر الشعبى المجهول، الذى لم يدرس رغم شاعريته قواعد العروض، أى أوزان الشعر، تمتلئ أشعاره بما يسميه المتخصصون "الكسر" فى الوزن، أى الخلل فى الإيقاع وموسيقى الشعر. لكنه استطاع رغم هذا أن يأتى بصياغات شعرية عالية، و إن كان يعيبه الإفراط فى الافتتان بلزوم ما يلزم فى قوافيه، والتضحية بالمعنى أو بوضوح المعنى فى سبيل ذلك.

نظم الموال

عدد الأبيات والشطرات:

المفـــرد: ثلاثي، خماسي، سباعي أى 3 أو 5 أو 7 شطرات

الزوجي: رباعي، سداسي، ثماني أى 4 أو 6 أو 8 شطرات

القوافي

تتنوع القوافي بحيث تكسر رتابة القافية الواحدة، ويمكن أن تختلف القافية داخل المقطع الواحد كما يمكن تكرار قافية بعينها في نهاية كل مقطع إما مشابهة لختام المقطع الأول أو مختلفة عنه.

ومن الناحية الشعرية فالموال غناء بالعامية يستخدم اللغة الدارجة الواردة على ألسنة العامة بما في ذلك اصطلاحاتها وأمثالها وحكمها، وتستخدم فيه ألوان المقابلة اللفظية كالجناس والطباق والصور البلاغية القوية كالتورية.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اللحن

الموال غناء فردي حر لا يتقيد بأزمنة أو إيقاعات، وإن بدأ المطرب غناءه بمقام موسيقي فإنه قد يتفنن في التنقل إلى مقامات أخرى بطريقة تمكنه من العودة إلى المقام الذي بدأ به، ولكن حيث أن الأصل في الموال هو الارتجال النغمي فإن الموال قد يغنى من مقامات مختلفة ولا يشترط غناؤه من نفس المقام كل مرة.[5]


مشاهير الملحنون والمطربون

من أشهر ملحني الموال في القرن العشرين محمد عبد الوهاب، محمد القصبجي وزكريا أحمد

ومن أشهر مطربيه:

المصادر

  1. ^ الموال، مجلة الموسيقى العربية
  2. ^ الأدب الشعبي العراقي, ماجد شبر, صفحة 29
  3. ^ الأدب الشعبي العراقي, ماجد شبر, صفحة 30-31
  4. ^ "الموال الشعبي". جريدة الأهرام. 2018-06-19. Retrieved 2018-06-22.
  5. ^ الموال، كلاسيكيات الموسيقى العربية