مناطق اليونان القديمة

خريطة توضح المناطق الرئيسية في اليونان القديمة الجزر "البربرية" المتاخمة.

مناطق اليونان القديمة كانت مناطق عرفها اليونانيون القدماء كتقسيمات فرعية جغرافية للعالم اليوناني. هذه المناطق جاء وصفها في أعمال المؤرخين والجغرافيين القدماء، وفي أساطير وخرافات اليونانيين القدماء.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

البيئة المحيطة ببلاد اليونان

لننظر إلى خريطة للعالم القديم ونطّلع فيها على جيران بلاد اليونان القديمة، ونعني ببلاد اليونان أو هلاس جميع البلاد التي كان يسكنها في الزمن القديم شعوب تتكلم اللغة اليونانية. ولنبدأ بالنظر إلى الأصقاع التي دخل منها إلى تلك البلاد كثير من الغزاة - فوق تلال إبيروس وعلى طول وديانها. وما من شك في أن أسلاف اليونان قد أقاموا في تلك الأماكن كثيراً من السنين، لأنهم أنشأوا في ددونا Dodona مزاراً لزيوس إله السماء المرعد. ولقد ظل اليونان حتى القرن الخامس يتلقون الوحي في هذا المكان ويقرأون ما تريده الآلهة في غليان المراجل أو حفيف أوراق البلوطة المقدسة. ويخترق نهر أكرون الجزء الجنوبي من إبيروس وسط أخاديد بلغت من الظلمة والعمق درجة جعلت شعراء اليونان يصفونها بأنها مدخل الجحيم أو أنها هي الجحيم نفسها. وكان معظم أهل إبيروس في أيام هومر يتكلمون اللغة اليونانية ويتبعون الأساليب اليونانية، ثم طغت عليهم موجات جديدة من الهمج أهل الشمال وحالت بينهم وبين المدينة. [1]

وإلى شمال إبيروس على ساحل البحر الأدرياوي تقع إليريا، وكانت في الوقت الذي نتحدث عنه بلاداً قليلة السكان أهلها من الرعاة يبيعون الماشية والعبيد بملح الطعام. وعلى هذا الساحل عند إبدمنوس (وهي ديركيوم الرومانية ودرزو الحالية) أنزل قيصر جنوده وهو يطارد بمبي. وعلى الجانب الآخر من البحر الأدرياوي اغتصب اليونان السواحل الجنوبية من القبائل المستوطنة هناك، وأدخلوا الحضارة في إيطاليا، (وقد عادت تلك القبائل في آخر الأمر فاكتسحتهم، وابتلعت معهم بلادهم الأصلية وضمت بلادهم إلى إمبراطورية لم يسبق لها مثيل في تاريخ العالم). وكان من وراء جبال الألب الغاليون، الذي أخلصوا الود فيما بعد لمساليا (مرسيليا)؛ وفي الطرف الغربي من البحر الأبيض تقع أسبانيا، وكانت قد تمدنت إلى حد ما على يد الفينيقيين والقرطاجيين حين أنشأ اليونان في عام 550 مستعمرتهم الوجلة في إمبريوم (أمبورياس). وكانت قرطاجنة الإمبراطورية تقع على ساحل إفريقية أمام صقلية تتسلط عليها وتهددها، وقد اختط هذه المدينة ديدو Dido والفينيقيون، وتقول الرواية إن ذلك كان في عام 813. ولم تكن وقت إنشائها قرية صغيرة بل كانت مدينة عامرة يبلغ سكانها 700.000 نسمة، تحتكر تجارة البحر الأبيض المتوسط الغربي وتسيطر على يتكا، وهبو Hippo وثلاثمائة بلدة أخرى في إفريقية، ومناجم غنية، ومستعمرات في صقلية، وسردينية، وأسبانيا. وقد قدر لهذه الحاضرة ذات الثروة الطائلة أن تقود الكفاح ضد اليونان من ناحية الغرب، كما قدر لبلاد الفرس أن تقوده من ناحية الشرق.

وإلى شرق هذه المدينة على ساحل إفريقية كانت تقع مدينة قورينة اليونانية، وفي مؤخرتها بلاد اللوبيين المجهولة، وإلى شرقها مصر. وكان معظم اليونان يعتقدون أن عناصر كثيرة من حضارتهم قد جاءتهم من مصر. وتعزو قصصهم نشأة كثير من المدن اليونانية إلى رجال من أمثال كدموس ودانوس جاءوا من مصر أو نقلوا الحضارة المصرية إلى بلاد اليونان عن طريق فينيقية وكريت. وقد انتعشت التجارة المصرية وبعث الفن المصري من جديد في عهد الملوك الساويين (663-525)، وفتحت الثغور الواقعة على نهر النيل لتستقبل التجارة اليونانية لأول مرة في التاريخ. وزار مصر كثيرون من عظماء اليونان المشهورين - أمثال طاليس، وفيثاغورس، وصولون، وأفلاطون، ودمقريطس، فأعجبوا أشد إعجاب بعظم حضارتها وقدمها؛ ولم يجدوا فيها برابرة همجاً كالذين كانوا يجدونهم في الأقطار الأخرى، بل وجدوا فيها أقواماً كانت لهم حضارة ناضجة، وفنون راقية، قبل سقوط طروادة بألفي عام. وكان مما قاله أحد الكهنة المصريين لصولون:

"إنكم أيها اليونان لا تزالون أطفالاً، ثرثارين، مغرورين لا تعرفون شيئاً عن الماضي."

ولما أخذ هكتيوس الميليتي يزدهي على الكهنة المصريين ويقول لهم إن في وسعه أن يذكر لهم سلسلة نسبه التي تنتهي بعد خمسة عشر جيلاً إلى أحد الآلهة، أطلعوه في هياكلهم على 345 تمثالاً لكبار الكهنة كل منهم ابن الذي قبله ويتكون من مجموعهم 345 جيلاً تبدأ من العهد الذي كان فيه الآلهة يحكمون الأرض. وكان علماء اليونان أمثال هيرودوت وبلوتارخ يرون أن العقيدة الأرفية القائلة بأن الخلق يحاسبون بعد موتهم على ما قدموا من خير وشر في حياتهم، وأن الاحتفالات التي كانت تقام لبعث دمترو وبرسفوني في إليوسيس، مأخوذة كلها عن عبادة إيزيس وأوزريس المصريين. وأكبر الظن أن طاليس الميليتي تعلم الهندسة النظرية في مصر، وأن روكوس وثيودورس الساموسيين قد عرفا فيها فن صب الآنية المجوفة البرونزية، وفي مصر ازداد مهارة في صناعة الفخار والنسيج وطرق المعادن والحفر على العاج. وعن المصريين والآشوريين والفينيقيين والحثيين أخذ المثالون اليونان طراز تماثيلهم الأولى - وجوهها المستوية، وعيونها المائلة، وأيديها المقبوضة، وأطرافها المعتدلة المتصلبة . وقد وجد مهندسو اليونان بعض إلهامهم الفني، الذي أوحى إليهم بالعمد المحززة وبالطراز الدوري، في عمد سقارة، وبني حسن، كما وجدوا بعضه الآخر في بقايا ميسيني اليونانية. وكما أن بلاد اليونان قد تعلمت في شبابها من مصر واعترفت لها بالفضل، فإنها حين خارت قواها ماتت في أحضان مصر إذا جاز هذا التعبير، فقد مزجت في الإسكندرية فلسفتها، وطقوسها الدينية، وآلهتها بنظائرها في مصر وبلاد اليهود حتى تبعث وتحيا حياة جديدة في رومة وفي المسيحية.

وكان أثر فينيقية في اليونان لا يزيد عليه إلا أثر مصر نفسها. فقد كان تجار صور وصيدا المغامرون وسيلة طوافة لنقل الثقافة، ونشروا في جميع أقاليم البحر الأبيض المتوسط علوم مصر والشرق الأدنى، وصناعاتهما، وفنونهما، وطقوسهما الدينية. ولقد بز الفينيقيون اليونان في صنع السفن ولعل اليونان قد أخذوا هذه الصناعة عنهم؛ وعلموهم كذلك أساليب في طرق المعادن، والنسيج والصباغة خيراً من أساليبهم، وقد اشتركوا مع كريت وآسية الصغرى في نقل الصورة السامية للحروف الهجائية إلى بلاد اليونان بعد نمائها وتطورها في مصر واليونان وسوريا. وأخذت بلاد اليونان عن بابل نظام موازينها ومكاييلها، وساعتها المائية ومزولتها، ووحدات العملة المتداولة فيها، وهي الأبول، والمينا، والتالنت (الوزنة)، وقواعد علم الفلك، وآلاته، وسجلاته، وحسابه، ونظامها الستيني الذي يقضي بتقسيم السنة والدائرة والزوايا الأربع القائمة التي تتقابل في مركزها إلى 360 جزءاً، وتقسيم كل درجة إلى 60 دقيقة وكل دقيقة من هذه الستين إلى 60 ثانية؛ ولعل معرفة طاليس بعلم الفلك عند المصريين والبابليين هي التي أمكنته أن يتنبأ بكسوف الشمس، ولعل هزيود قد أخذ عن بابل فكرته القائلة إن الفوضى والعماء أصل الأشياء جميعها؛ وإن قصة إشتار وتموز لتشبه قصتي أفرديتي وأدنيس ودمتر وبرسفوني شبهاً يدعو إلى الظن بأن الأولى هي الأصل الذي أخذت عنه القصتان الأخريان.

وكان بالقرب من الطرف الشرقي للمحيط التجاري الذي يضم أجزاء العالم القديم كله آخر أعداء اليونان ونعني بهم الفرس. ولقد كانت حضارة بلادهم من بعض نواحيها - وإن كانت نواحي قليلة - أرقى من حضارة بلاد اليونان المعاصرة لها. فلقد أخرجت إلى العالم طرازاً من الرجل المهذب أرق وأظرف من الرجل اليوناني في كل ناحية من النواحي عدا حدة الذهن والتعليم، كما أنشأت نظاماً للإدارة الإمبراطورية يفوق بلا جدال ذلك النظام الذي كانت تتزعمه أثينة وإسبارطة، ولم يكن ينقصه إلا حرص اليونان على الحرية. ولقد أخذ اليونان الأيونيون عن أشور قدراً من المهارة في صنع تماثيل الحيوان، كما أخذوا عنهم في صناعة النحت المبكرة ميلهم إلى ضخامة التماثيل واستواء ما عليها من الملبس، وأساليب الزينة الطنف والقوالب، وفي طراز النقش البارز في بعض الأحيان، كما نشاهد ذلك في لوحة أرستيون الجميلة. وكانت لليديا علاقات وثيقة بأيونيا، وكانت سرديس عاصمتها الزاهرة بمثابة البيت التجاري الذي تصفى به المتاجر والأفكار المتبادلة بين بلاد النهرين والمدن اليونانية المنتشرة على الساحل. وقد اقتضت الأعمال التجارية الواسعة قيام المصارف، واضطرت الحكومة الليدية إلى إصدار عملة مضمونة من الدولة في عام 680. وسرعان ما حاكى اليونان هذا العمل الجليل ذا الفائدة العظمى للتجارة، وأدخلوا عليه ضروب الإصلاح والتحسين، وكان له من الآثار التي لا تقل في خطرها وسعتها من استخدام الحروف الهجائية. وكان أثر فريجيا في بلاد اليونان أقدم من هذه الآثار السابقة وأدل على حذق الفريجيين. فقد دخلت سيبيلي أمها الإلهة من أول الأمر إلى دين اليونان، وأضحت موسيقى الناي وما يصحبها من تهتك هي "الطراز الفريجي" الشائع بين عامة الشعب، والذي أقلق بال رجال الأخلاق اليونان. وعبر هذه الموسيقى العنيفة مضيق الهلسبنت من فريجيا إلى تراقية، واستخدمت في طقوس ديونيسس. وكان إله الخمر أهم ما أهدته تراقية إلى بلاد اليونان، ولكن مدينة تراقية هي أبدرا المتأغرقة أرادت ان تعوض بلاد اليونان عما أصابها بهذه الهدية فأهدت إليها ثلاثة من فلاسفتها هم ليوسبس ودمقريطس، وبروتجراس. وتراقية هي التي انتقلت منها طقوس ربات الشعر إلى بلاد اليونان، ولقد كان واضعو فن الموسيقى اليونانية نصف الخرافيين - أرفيوس، وموسايوس وثاميرس - مغنين وشعراء تراقيين.

وننتقل بعدئذ من تراقية نحو الجنوب إلى مقدونية، وبذلك نكون قد أتممنا دراسة كل ما يحيط ببلاد اليونان من حضارات. ومقدونية بلاد جميلة المناظر الطبيعية، كانت أرضها في الزمن القديم غنية بالمعادن، وسهولها الخصبة تنتج الفاكهة والحب، وجبالها تنشئ أقواماً صلاباً قدر لهم فيما بعد أن يفتحوا بلاد اليونان، وكان سكان الجبال والفلاحون من أهلها من عناصر مختلفة، أهمها الإليريون والتراقيون، وربما كانت لهم صلات في الدم بالدوريين الذي فتحوا البلوبونيز. وكان حكامها الأشراف يدعون أنهم من نسل اليونان (ومن أبناء هرقل نفسه)، وكانوا يتكلمون لهجة يونانية. وكانت عاصمتهم الأولى إدسا تقع فوق هضبة واسعة بين السهول الممتدة إلى إبيروس وسلاسل الجبال التي تصل إلى بحر إيجة. وكان إلى الشرق منها مدينة بلا التي أضحت فيما بعد عاصمة فليب والإسكندر؛ وبالقرب من البحر مدينة بدنا، التي هزم فيها الرومان المقدونيين الفاتحين وكسبوا بعد هذه الهزيمة حق نقل حضارة اليونان إلى العالم الغربي.

تلك إذن هي البيئة التي كانت تحيط ببلاد اليونان: حضارات كحضارة مصر وكريت وبلاد النهرين أهدت إليها العناصر الفنية في الصناعة، والعلوم، والفن، فاستحالت على أيدي اليونان إلى أزهى صورة في التاريخ؛ وإمبراطوريات كبلاد فارس وقرطاجنة تؤثر فيها منافسة التجارة اليونانية، وينضم بعضها إلى بعض لمحاربة اليونان وجعلها ولاية خاضعة لسلطانها غير قادرة على أذاها؛ وإلى الشمال جموع حربية النزعة، تتكاثر دون تفكير في العواقب، وتتنقل في قلق واضطراب، وتعبر بعد زمن قد يقصر وقد يطول الحواجز الجبلية القائمة بينها وبين بلاد اليونان، وتفعل بها ما فعله الدوريون من قبل فتمزق ما سماه شيشرون الإطار اليوناني الموشى به الثوب الهمجي(15)، وتدمر حضارة لا تفقه لها معنى. وقلما كانت هذه الأمم المحيطة ببلاد اليونان تعنى بما كان يعده اليونان جوهر الحياة وأغلى ما فيها، ألا وهو الحرية - حرية الحياة والتفكير، والقول والعمل. وكان كل شعب من هذه الشعوب، عدا الفينيقيين، يرزح تحت حكم الطغاة المستبدين، ويسلم أرواح بنيه إلى الخرافات والأوهام، ولا يعرف إلا القليل من بواعث الحرية أو الحياة العقلية. وهذا هو السبب الذي حدا باليونان إلى أن يطلقوا عليهم بلا تمييز بينهم اسم البَرْبَرُوي أي الهمج؛ فالهمجي في اعتقادهم هو الذي يرضى بالاعتقاد دون تفكير، والذي يعيش مسلوب الحرية. ثم تتنازع الفكرتان - صوفية الشرق وعقلية الغرب - آخر الأمر جسم بلاد اليونان وروحها، فتنتصر العقلية في عهد بركليز، كما انتصرت في عهد قيصر، وليو العاشر، وفردريك؛ ولكن الصوفية كانت تعود على الدوام. وتبادل النصر بين هاتين الفلسفتين المكملة كلتاهما للأخرى هو الذي تتكون منه أهم المراحل في قصة الحضارة الغربية.


پلوپونيز

خريطة توضح مناطق پلوپونيز القديمة فيما يتعلق بالخصائص الجغرافية.
دويلات پلوپونيز االقديمة (interactive version)


أخايا


أركاديا

التاريخ

أرگوليس

وأخذت بلاد اليونان الصغيرة تمد رقعتها داخل هذه الدائرة من الأمم المحيطة بها حتى لم يكد يبقى جزء من شاطئ البحر الأبيض المتوسط لم يعمره أبناؤها. ذلك أن اليد الهزيلة التي مدت أصابعها الرفيعة إلى البحر نحو الجنوب لم تكن إلا جزءاً صغيراً من بلاد اليونان التي يعنينا تاريخها في هذا الكتاب؛ فقد انتشر اليونان، الذي لا تصدهم عن غرضهم عقبات مهما قويت في أثناء تطورهم ونمائهم، في كل جزيرة من جزائر بحر إيجة، وإلى كريت وقبرص، وإلى مصر وفلسطين، وسوريا، وما بين النهرين، وآسية الصغرى، وإلى بحر مرمرة والبحر الأسود، وإلى شواطئ بحر إيجة وشبه الجزيرة الممتدة منه، وإلى إيطاليا، وغالة، وصقلية، وإلى شمال إفريقية. وقد أنشأوا في هذه الأقاليم جميعها دول مدن مستقلة متفرقة ولكنها يونانية، تتكلم اللغة اليونانية وتعبد الآلهة اليونانية ، وتكتب الآداب اليونانية وتقرؤها، وتقوم بنصيبها في تقدم العلوم والفلسفة اليونانية، وتمارس الدمقراطية على الطريقة اليونانية الأرستقراطية. وهم حين هاجروا من بلاد اليونان لم يتركوا موطنهم الأصلي وراءهم، بل حملوه معهم، حتى أرضه نفسها، إينما ذهبوا. وقد جعلوا حوض البحر الأبيض المتوسط بحيرة يونانية ومركزاً للعالم، ودام على هذا الوضع قرابة ألف عام.

وأصعب ما يواجهه مؤرخ الحضارة اليونانية القديمة ويثبط همته هو أن يؤلف من هذه الأعضاء المتفرقة في جسم بلاد اليونان وحدة منسجمة وقصة متصلة الأجزاء . وسنحاول أن نفعل هذا بتلك الطريقة الشيقة طريقة الطواف في رحلة بهذه الأجزاء. وسنضع أمامنا في خلال هذه الرحلة خريطة، لا تكلفنا غير قليل من الخيال، وسننتقل من مدينة إلى مدينة في العالم اليوناني، وندرس في كل مركز من هذه المراكز حياة الأهلين قبل الحرب الفارسية - أساليبهم الاقتصادية والحكومية، ونشاط علمائهم وفلاسفتهم، وما أنشدوا من الشعر وما أنتجوه من الفنون . ولسنا ننكر أن في هذه الطريقة عيوباً كثيرة: فالتتابع الجغرافي لن يتفق كل الاتفاق مع السياق التاريخي، وسنضطر في هذه الرحلة إلى أن نقفز من قرن إلى قرن ومن جزيرة إلى جزيرة، وسنجد أنفسنا نتحدث إلى طاليس وأنكسمندر قبل أن نصغي إلى هومر وهزيود. ولكننا لا يضيرنا قط أن نرى الإلياذة وما فيها من فحش في ضوء التشكك الأيوني، أو أن نستمع إلى شكاية هزيود الشديدة بعد أن زار المستعمرات الأيونية التي جاء منها والده المنهوك. وسنحيط بعض الإحاطة حين نصل في آخر رحلتنا إلى أثينة بالنواحي الكثيرة الاختلاف لتلك الحضارة التي ورثتها والتي حافظت عليها ببسالة في مرثون.

وإذا بدأنا رحلتنا من أرجوس حيث أقام الدوريون المنتصرون حكمهم،وجدنا أنفسنا في إقليم يوناني خالص: في سهل غير مسرف في خصبه، ومدينة صغيرة مهوشة النظام، ذات بيوت صغيرة من الآجر والجص، وهيكل على تلها، وملهى في الهواء الطلق على سفح ذلك التل، وقصور متواضعة في أماكن منها متفرقة، وأزقة ضيقة، وشوارع غير مرصوفة، وعلى بعد منها البحر الجميل الجذاب المضطرب الأمواج. ذلك أن بلاد اليونان إنما تتكون من جبال وبحار؛ والمناظر الجميلة الفخمة عادية فيها مألوفة إلى حد يجعل اليونان لا يعنون بذكر ذلك الجمال في كتبهم، وإن كان يستحوذ على قلوبهم ويوحي إلى عقولهم. وشتاء البلاد بارد ممطر، وصيفها حار جاف، وأهلها يزرعون في الخريف ويحصدون في الربيع؛ والمطر فيها نعمة وبركة، وزيوس مرسل المطر إله الآلهة.وأنهارها قصيرة ضحلة، تتحول إلى سيول جارفة في فصل الشتاء، وتجف حتى تظهر الحصباء في قيعانها في حر الصيف. ولقد كان على طول الشاطئ اليوناني مائة مدينة في حجم أرجوس وشبيهة بها؛ وألف مدينة أخرى تشبهها ولكنها أقل حجماً منها، وكلها ذات سيادة تغار على سيادتها،يفصل كل واحدة عن الأخرى ما بينها من خصام شديد أو مياه خطرة، أو تلال عديمة المسالك.

ويعزو أهل أرجوس منشأ مدينتهم إلى أرجس البلاسجي، البطل ذي المائة عين، كما يعزون ازدهارها الأول إلى رجل مصري يدعى دانوس قدم إليها على رأس جماعة من "الدنائيين"، وعلم الأهلين طريقة إرواء حقولهم من الآبار . وليس من حقنا أن نسخر من هذه الأسماء الخيالية، فقد كان اليونان يفضلون أن تنتهي بالأساطير تلك التواريخ الطويلة التي تنتهي عندنا نحن إلى الجهل والغموض. وقد أصبحت أرجوس، تحت حكم تمنوس أحد الهرقليين الذين عادوا إليها، أقوى المدن اليونانية بأجمعها، وأخضعت لسلطانها تيرينز، وميسيني وجميع الأراضي المحيطة بها. واستولى على زمام الحكم فيها حوالي عام 680 أحد أولئك الطغاة، الذي أصبح حكمهم الطراز المألوف في كبريات المدن اليونانية طوال القرنين اللذين أعقبا ذلك العهد. ولعل هذا الطاغية المسمى فيدون قد استولى على الحكم، كما استولى عليه أمثاله من الطغاة، بأن تزعم طبقة التجار الآخذة قوتها في الازدياد بعد أن ضموا إليهم العامة مؤقتاً ليسهل عليهم الوصول إلى غرضهم - وهو مقاومة سلطان الأشراف ملاك الأراضي. ولما هددت إبدروس وأثينة مدينة إيجينة زحف فيدون لمساعدتها واستولى عليها لنفسه. واستعمل فيدون طريقة الموازين والمكاييل البابلية - ولعله أخذها عن الفينيقيين - كما استخدم نظام النقد الليدي الذي تضمنه الدولة. وأنشأ دار الضرب في إيجينة وأضحت "السلاحف" (أي قطع النقط المنقوش عليها رمز الجزيرة) أول عملة رسمية في بلاد اليونان القارية.

وكان حكم فيدون الاستبدادي المستنير بداية عصر من الرخاء جاء إلى أرجوس وما حولها بكثير من الفنون، حتى كان موسيقيو أرجوس أشهر الموسيقيين في بلاد اليونان كلها في القرن السادس قبل الميلاد، ومن هؤلاء لاسوس الهرميوني الذي اشتهر بين الشعراء الغنائيين في عصره، والذي أخذ عنه بندار مهارته في هذا الضرب من الشعر. وفي أيامه وضع أساس مدرسة النحت الأرجوسية التي أهدت إلى بلاد اليونان بليكليتس، كما أهدت إليها قواعدها الفنية؛ ووجد التمثيل موطناً له في تلك المدينة حيث أنشئت له دار تحتوي على عشرين ألف مقعد؛ وشاد المهندسون فيها هيكلاً لهيرا، التي كانت تحبها أرجوس، وتخصها بعبادتها، وتعدها العروس الإلهة التي تتجدد بكارتها في كل عام. لكن ما أصاب خلفاء فيدون من ضعف وفساد - هما نقمة الملكية - بالإضافة إلى الحروب المتعاقبة الطوال مع إسبارطة، أوهن أرجوس، واضطرها إلى أن تتخلى عن زعامة البلوبونيز إلى اللسديمونيين. وهي اليوم بلدة هادئة تختفي معالمها بين ما يحيط بها من حقول، ولا تذكر إلا قليلاً عن مجدها الغابر، وتفخر بأن أهلها لم يهجروها قط في أثناء تاريخها الحافل الطويل.

كورنثيا

إيليا

لاكونيا

لاكونيا، (وتُنطق أيضاً لاكدايمون، Λακεδαίμων, Lakedaimōn )، شغلت المنطقة الجنوبية الشرقية من پلوپونيز.

في جنوب أرگوليس، وعلى مسافة بعيدة من البحر يشاهد السائح قلل سلاسل جبال الپرنون، وهي قلل جميلة المنظر ولكن أجمل منها في العين نهر يوروتاس الذي يجري بينها وبين سلسلة تيجتوس في الغرب، وهي أكثر منها ارتفاعاً وأشد قتاماً، وتكلل أعلاها الثلوج. وفي الوادي المعرض لفعل الزلازل يمتد "تجويف لسديمون"، وهو سهل منبسط تحميه التلال من جميع جوانبه بحيث لا تحتاج حاضرته إسبرطة إلى أسوار تحميها. وكانت اسپرطة "المبعثرة" في ذروة مجدها تتكون من خمس قرى منضمة بعضها إلى بعض يعمرها حوالي سبعين ألف نسمة. أما اليوم فهي قرية صغيرة لا يزيد سكانها على أربعة آلاف، ولا يكاد يبقى شيء، حتى في متحفها الصغير، من تلك المدينة التي حكمت فيما مضى بلاد اليونان وكانت سبباً في خرابها.

التاريخ


مسنيا


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اليونان الوسطى

خريطة توضح المناطق القديمة من اليونان الوسطى فيما يتعلق بالخصائص الجغرافيا.

أنيانيا

أنيانيا (باليونانية: Αενιανία)، كانت مقاطعة صغيرة في جنوب تساليا (والتي تعتبر في بعض الأحيان جزءاً منها).[2]


أتيكا

بيوتيا

دوريس

في الفترات القديمة والكلاسيكية، كانت دوريس عضو في عصبة البلدان الدولفينية المجاورة وشاركت بالتصويتين الدوريسيين في مجلس البلدان المجاورة مع الدوريسيون الاكونانيين.


وابية

في الفترات القديمة والكلاسيكية، كان الوابيون أعضاء في عصبة البلدان الدولفينية المجاورة، وشاركوا بالتصويتين اليونيين في مجلس البلدان المجاورة مع الأثينيين.

لوكريس

منطقة لوكريس، كانت تشغل الجزء الشرقي ("that dwell over against sacred Euboea")، وجاء وصفها في الإلياذة.< ref>Homer, Iliad II, 527-535</ref> في الفترات القديمة والكلاسيكية، كان اللوكريسيون أعضاء في عصبة البلدان الدولفينية المجاورة، وشاركوا بتصويتين في مجلس البلدان المجاورة.

ماليس

في الفترات القديمة والكلاسيكية، كان الماليسيون أعضاء في عصبة البلدان الدولفينية المجاورة، وشاركوا بتصويتين في مجلس البلدان المجاورة.

مگاريس

يوتايا

يوتايا (باليونانية: Οίταία)، كانت مقاطعة صغيرة مرتفعة تقع جنوب تساليا (والتي كانت تعتبر في بعض الأحيان جزءاً منها).[3] تربطها علاقات قوية مع مقاطعة أنيانيا، وتشاركها موقعها الذي يشرف على وادي سپرخيوس.

فوكيس

منطقة فوكيس، مع بعض المدن الواقعة هناك في الفترات القديمة، جاء وصفه في الإلياذة.[4] في الفترات القديمة والكلاسيكية، كان الفوكيسيون أعضاء في عصبة البلدان الدولفينية المجاورة، وشاركوا بتصويتين في مجلس البلدان المجاورة، حتى أُخرجوا من المجلس بعد الحرب الثالثة المقدسة.


اليونان الغربية

خريطة توضح مناطق اليونان الغربية والشرقية القديمة فيما يتعلق بالخصائص الجغرافية.

أكارنانيا


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اتوليا

أپرانتيا

دولوپيا

كان الدولوپيون أعضاء في عصبة البلدان الدولفينية المجاورة، وشاركوا بتصويتين في مجلس البلدان المجاورة مع الپرهايبويين.

تساليا

كان التساليون أعضاء في عصبة البلدان الدولفينية المجاورة، وشاركوا بتصويتين في مجلس البلدان المجاورة.

أخيا فثيوتيس

كان الأخيون الفثيوتيسيون أعضاء في عصبة البلدان الدولفينية المجاورة، وشاركوا بتصويتين في مجلس البلدان المجاورة.

ماگنسيا

كان الماگنسيون أعضاء في عصبة البلدان الدولفينية المجاورة، وشاركوا بتصويتين في مجلس البلدان المجاورة.

هيستياوتيس

پلاسگيوتيس

پرهايبا

كان الپرهايبويون أعضاء في عصبة البلدان الدولفينية المجاورة، وشاركوا بتصويتين في مجلس البلدان المجاورة مع الدولوپيين.


تساليوتيس

إپيروس

خريطة توضح مناطق إپيروس ومقدون القديمة.

أثامانيا

خاونيا

داسارتيا

مولوسيس

ثسپروتيا

پاراوايا

تيمفايا

مقدون

مقدونيا أو مقدون (من باليونانية: Μακεδονία, Makedonía)، كانت مملكة قديمة، تمركزت في المنطقة الشمالية الشرقية من شبه الجزيرة اليونانية،[5] تحدها إپروس من الغرب، پايونيا من الشمال، ومنطقة تراقيا من الشرق وتساليا من الجنوب.


پلاگونيا

المستعمرات اليونانية

البنية السياسية في اليونان القديمة.

ماگنا گريشيا

آسيا الصغرى

الهامش

  1. ^ ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.
  2. ^ Marcus Tullius Cicero
  3. ^ Dictionary of Greek and Roman Geography (1854)
  4. ^ Homer, Iliad II, 517-526
  5. ^ "Macedonia". Encyclopædia Britannica. Encyclopædia Britannica Online. 2008. Retrieved 2008-11-03.

ببليوگرافيا