مملكة إيطاليا (الناپليونية)

مملكة إيطاليا

Regno d'Italia
1805–1814
علم إيطاليا
العلم
{{{coat_alt}}}
درع ملكي
Location of إيطاليا
العاصمةميلانو
اللغات الشائعةالإيطالية
الدين Roman Catholic
الحكومةملكية دستورية
ملك 
• 1805–1814
ناپليون الأول
نائب الملك 
• 1805–1814
اوجين ده بوهارنيه
التشريعمجلس شيوخ استشاري
الحقبة التاريخيةالفترة النابليونية
• الاعلان
17 مارس 1805
26 مايو 1805
26 ديسمبر 1805
• نزول عن العرش
11 أبريل 1814
30 مايو 1814
Currencyليرة إيطالية
سبقها
تلاها
الجمهورية الإيطالية (النابليونية)
مملكة لومبارديا-ڤنتيا
دوقية مودنا

مملكة إيطاليا (بالإيطالية: ;Regno d'Italia) (بالفرنسية: Royaume d'Italie‏) هي دولة كانت تحت سيطرة القوات المسلحة الفرنسية. تأسست الدولة من قبل نابليون بونابرت في العام 1805، وأصبح رئيس الجمهورية الإيطالية النابوليونية ملكا بعد أن تم تحويلها إلى مملكة والتي شملت وسط شرق إيطاليا والكثير من الشمال واتخاذ مدينة ميلانو عاصمة لها، ثم لم تلبث أن تصمد طويلا بعد سقوط نابليون وتم حلها في العام 1814.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

القوانين الدستورية

ولدت مملكة إيطاليا بتاريخ 17 من مارس العام 1805 بعدما كانت جمهورية إيطاليا تحت إمرة نابليون بونابرت وعين نائبا له وهو يوجين دو بوارنيه والذي كان شابا يبلغ من العمر 24 عاما.

نائب الملك يوجين دو بوارنيه
The Iron Crown


المنطقة

خريطة مملكة إيطاليا في 1807، وتظهر اضافة إستريا ودلماتيا للملكة في 1806

ظل نابليون طوال تسعة أشهر بعد عودته من مصر يعمل على إقناع الأمة الفرنسية بتعريفه للحرية السياسية عن طريق استفتاءات دورية كان يتوقع أن تسفر نتائجها عن كون الحرية السياسية تتفق مع الاستبداد المتنور (حكم المستبد العادل)• لقد كانت فرنسا قد تعبت من الحرية الديمقراطية في الوقت الذي كان فيه الليبراليون الإيطاليون يتوقون إليها بعد أن أثار حفيظتهم عودة الحكم النمساوي• فمتى يعود هذا الإيطالي اللامع الذي أصبح فرنسيا (نابليون) إلى إيطاليا ليخرج هؤلاء النمساويين وليجعل لإيطاليا حاكما إيطاليا؟

واستغرق القنصل البارع (نابليون) وقتا مناسبا للإعداد المتقن - وكان الإتقان أول مبادئ استراتيجيته• وعندما تبلورت الأمور أمامه أخيرا كانت خطته أكثر كفاءة بكثير من هجوم سنة 6971: تسلق جبال الألب، ومن ثم الهبوط عليها من الجانب الآخر، وشق القوات النمساوية لتصبح في قسمين، وقيادة الجيش الفرنسي الرئيسي لمهاجمة مؤخرة القوات النمساوية وتطويقها وحجزها مع قائدها العجوز حتى يستسلم الذئب النمساوي للثعلب الغالي (الفرنسي) ويترك له كل الممتلكات الإيطالية غرب فينيزيا Venezia (1081) لقد كانت خطته أقرب ماتكون إلى خطة سبق أن وضعها ونفذها في سنة 7971• وأعطى نابليون للجمهورية السيزالبية المتمحورة حول ميلان والجمهورية الليجورية في جنوا استقلالاً نسبيا، وجعل على رأس كليهما حكاما إيطاليين تحت الحماية الفرنسية• وحتى الآن فإن نابليون لم يقدم على عمل يسبب الإزعاج للولايات الباباوية إذ عقد اتفاقات وفاق مع الكنيسة وارتد عن الإسلام (لم يصبح محمديا Mohammedan) ووافـق فردينانـد الرابـع ملك نابلـي علـى إغلاق موانئها في وجه السفن البريطانية ولم يستطيع نلسون تقديم يد العون لبلاده لأنه كان مشغولا بمهاجمة كوبنهاجن (2 أبريل 1081) وأحس الإيطاليون بيد إيطالية رفيقة كامنة وراء هذا الإنجاز (المقصود يد نابليون) فابتهجوا•

والآن لقد قبضت هذه اليد على زمام السلطة، ففي يناير سنة 2081 تقابل 454 مندوبا مفوضا من الجمهورية السيزالبية في ليون Lyons وأقروا دستورا جديدا وضعه نابليون وقبلوا اقتراح تاليران بانتخاب نابليون رئيسا للجمهورية الإيطالية الجديدة Republica Italiana. • وبعد أن نصب نابليون نفسه إمبراطورا على فرنسا (4081) بدا منصب (رئيس إيطاليا) متواضعا بالنسبة إليه، لذا، ففي 62 مايو سنة 5081 تلقى نابليون في ميلان تاج الملوك اللومبارديين الموقر والعريق، وكان تاجا من حديد وأصبح بذلك حاكما لشمال إيطاليا وقدم لأهل البلاد المدونة القانونية النابليونية، وساوى بين الجميع في فرص التعليم بأن فرض على الدوائر (المقاطعات) الأكثر ثراء مساعدة الدوائر الأفقر، ووعد بأن يجعل شعبي في إيطاليا••• لا يتحمل ضرائب باهظة بل ستكون وطأة الضرائب هنا أخف منها في أي أمة أخرى في أوربا وعندما غادرهم ترك معهم ابن زوجته الحبيب إلى نفسه اوجين دي بوهارنيه Eugen de Beauharnais نائباً له (نائب ملك) دلالة على اهتمامه بأمرهم•

وطوال الأعوام الثمانية التالية نعمت المملكة الجديدة (خاصة لومبارديا) برخاء عام وحياة سياسية نشيطة ظل الإيطاليون يذكرونهما بخير لفترة طويلة• ولم تتظاهر الحكومة بالديمقراطية، فقد كان نابليون غير مؤمن بقدرة الجماهير في أي مكان على الاختيار الحكيم للقادة أو السياسات، لكنه بدلاً من ذلك نصح يوجين أن يجمع حوله أكثر المديرين خبرة وكفاءة• وبالفعل فإن هؤلاء الأكفاء قد خدموه بحماسة ومهارة، لقد نظموا جهازاً إدارياً يتسم بالكفاءة، ونفذوا كثيرا من الإنشاءات العامة - طرق، وقنوات وحدائق عامة ومشروعات إسكان ومدارس، وأصلحوا وسائل الصرف واتخذوا إجراءات للمحافظة على الصحة العامة وأصلحوا السجون وقانون العقوبات وأقاموا مشاريع محو الأمية ونهضوا بالموسيقا والفنون، وارتفعت عوائد الضرائب من 28 مليون فرنك في سنة 5081 إلى 441 مليون فرنك في سنة 2181، لكن جزءاً من هذه الزيادة كان يعكس التضخم (وفرة العملة اللازمة لتمويل الحرب) كما كان في جانب آخر منها نتيجة إعادة توزيع الثروات المتركزة في أيدي القلّة للقيام بمشروعات للصالح العام•

وفي هذه الأثناء واصل نابليون جهوده لصبغ إيطاليا بالصبغة النابليونية، ففي سبتمبر 2081 ألحق بيدمونت بفرنسا، وفي يونيو سنة 5081 حث حكومة جنوة على طلب إدماج الجمهورية الليجورية في الإمبراطورية الفرنسية• وفي سبتمبر 5081 ضم دوقيات بارما Parma وبياسنزا Piacenza وجواستالا Guastalla• وفي ديسمبر 5081 - بعد محق الجيش النمساوي في معركة أوسترليتز - حث الإمبراطور فرانسيس الثاني على تسليم فينيزيا (فينيتسيا Venezia) لمملكة يوجين الجديدة• وكانت البندقية Venice شديدة الامتنان لهذا التعويض الجزئي عن المقايضة غير العادلة التي عقدها نابليون مع البنادقة في سنة 7971، وعبرت عن امتنانها هذا بإقامة مهرجانات الترحيب به(بنابليون) عندما زار مدينتهم في سنة 7081(7)• وفي مايوسنة 8081 تولى أمر دوقية تسكانيا Tuscany الكبيرة في وقت كانت الإدارة النمساوية بها في أحسن حالاتها• وحكمت ليزا أخته (أخت نابليون) لوسا Lucca حكما طيبا حتى إن نابليون حولها إلى تسكانيا وبفضل حكمتها وسياسة الاسترضاء التي اتبعتها أصبحت فلورنسا ملاذا للآداب والفنون يعيد إلى الأذهان ذكرايات أيام آل ميدتشي•

العملة

40 lire coin of the Regno d'Italia (1812)
5 lire coin of the Regno d'Italia (1812)


الادارة المحلية

قصر مجلس الشيوخ في ميلانو

وفي 30 مارس 1806 أعلن نابليون تعيين أخيه جوزيف ملكا على نابلي وأرسله على رأس جيش فرنسي ليعيد للطاعة فريدريك الرابع غير المنضبط وزوجته الملكة كثيرة المطالب• لقد بدا الإمبراطور (نابليون) قد ادخر أكثر المهام صعوبة لجوزيف الكريم وأنه - أي نابليون - لم يضع في اعتباره كثيرا المخاطر والصعوبات التي تنطوي عليها هذه المهام• لقد كان جوزيف رجل ثقافة يحب صحبة المتعلمين وصحبة النسوة اللائي لم يطغ علمهنّ على جاذبيتهنّ(8)• وقد شعر بونابرت أن هذه الصفات لا تكفي ليحكم المرء مملكة حكما ناجحا• فلم عينه إذن؟ لقد عينه لأنه كانت لديه من الممالك التي فتحها مايفوق عدد إخوته، ولم يكن نابليون يثق في أحد ثقته في أقاربه المقربين•

لقد كان جوزيف قد حظي معلا - كملك لنابلي - بتأييد زعماء الطبقة الوسطى الذين لم يكونوا مرتاحين في ظل النظام الإقطاعي، لكن العامة رفضته كمغتصب وكافر، وكان على جوزيف أن يتخذ إجراءات صارمة لقمع مقاومتهم• وكانت الملكة قد أخذت معها إلى صقلية كل الأموال المودعة في بنك الدولة• وكان الأسطول البريطاني يحاصر الميناء ويعوق حركة التجارة، وكان الجنود الفرنسيون قد شرعوا في حركة عصيان خطيرة، فرغم جهودهم الحربية الممتازة كانت رواتبهم قليلة جدا، وطلب جوزيف من أخيه أن يحول إليه بعض الأموال، فوجهه أخوه إلى جمع الأموال من نابلي لقاء قيام الفرنسيين بتحريرها وتفاوض جوزيف مع رجال المال الهولنديين للحصول على قرض، وفرض ضريبة على كل الدخول (جمع دخل)، على النبلاء والعوام ورجال الدين على سواء• واستدعى من باريس الكونت بيير - لويس روديريه Comte Pierre - Louis Roederer وهو أحد الاقتصاديين الذين يفضلهم نابليون ليتولى أمر خزانة الدولة فسرعان ماضبطها، وقام إداريون آخرون ذوو خبرة بتأسيس مدارس مجانية في كل كميونات المملكة، وكلية في كل مقاطعة وتم إبطال الإقطاع، وتم تأميم أراضي الكنيسة وبيعها للفلاحين ولأفراد الطبقة الوسطى النامية، وتمت مواءمة القوانين مع مدونة نابليون القانونية، وتم تطهير النظام القضائي، وتسهيل الإجراءات القضائية، وتم إصلاح السجون ونظام العقوبات(9)•

لقد كان جوزيف يقترب من النجاح الكامل وكاد يصبح مقبولا من العامة عندما دعي فجأة ليتبوأ عرشا يتعرض شاغله لخطر أشد، وليقوم بمهام أصعب - لقد دعي ليكون ملكا على أسبانيا(01 يونيو 8081)، وعين نابليون بدلاً منه على عرش نابلي جوشيم مورا Joachim Murat زوج أخته كارولين بونابرت، ولم يلجأ نابليون لهذا (تعيين زوج أخته) إلا لأنه لم يكن لديه أخ آخر يمكن تعيينه على عرش نابلي- وإذا ذكرمورا Murat ارتبط اسمه بأناقة ملبسه وجرأته في المعارك، كما أنه يفرض علينا تكريم ذكراه لأنه أعاد تشكيل حكومة نابلي• لقد كان رجلا يتحلى بكل فضائل الفلاحين خلا الصبر• لقد كان أكثر ملاءمة للأعمال والمهام الشاقة (الهرقلية) منه للدبلوماسية الماكرة ودور رجل الدولة المتسم ببعد النظر، وكان زوجاً محبا ممزقا بين الخلافات مع أخي زوجته، والإخلاص له، حتى ظنه مجنونا، ونستطيع أن نفهم شكواه (أسباب تبرمه) من حقيقة أن الحصار القاري الذي طلبه نابليون (منع دخول البضائع الإنجليزية إلى دول أوربا) كان يدمر الحياة الاقتصادة في نابلي• ومع هذا فقدنجح هو ومساعدوه - ربما بسبب عدم صبره - إنجاز الكثير في فترة حكمه التي دامت أربع سنوات• لقد أكمل مع مساعديه إصلاح نظام الضرائب ودفع ديون البلاد بكاملها (وكان هذا في معظمه نتيجة بيع الممتلكات الكنسية) وألغى رسوم المرور الداخلية، ومول المشروعات العامة الأساسية• لقد حولت إدارة جوزيف وإدارة مورا Murat اللتان استمرتا أقل من ثماني سنوات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في نابلي تحولاً أساسيا حتى إنه عندما استعاد فرديناند الرابع عرشه في سنة 5181 قبل تقريبا كل الإصلاحات التي قام بها الفرنسيون• وكان أعز هذه الإنجازات إلى قلب جوشيم Joachim هو الجيش ذا الستين ألف مقاتل الذي نظمه ودربه، وكان يأمل أن يستطيـع بــه توحيـد إيطاليـا ليكـون هـو أول مليـك لإيطاليـا الموحـدة، لكنـه اسـتيقظ مـن هذا الحلم ونزع من شمس إيطاليا باستدعاء أخي زوجته سنة 2181 لينضم إليه في غزو روسيا•

قائمة الأقاليم والمقاطعات

الجيش

Soldiers of the Cisalpine Republic

The army of the kingdom, inserted into the Grande Armée, took part in all Napoleon's campaigns.


الانحدار

The murder of finance minister Prina in Milan marked the effective end of the kingdom


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأثر الحضاري

المعارك هي الألعاب النارية في دراما التاريخ، فخلفها يكمن الحب والكراهية بين الرجال والنساء، والكفاح والمقامرة في مضمار الاقتصاد، والهزائم والانتصارات في مجالات العلوم والآداب والفنون والتطلع اليائس لعقيدة دينية•

وقد يكون الإيطالي عاشقا متعجلا، لكنه يعمل بحيوية على زيادة أفراد الجنس البشري (المعنى أنه كثير الجماع) كما أنه يريد أن يملأ شبه الجزيرة الإيطالية الذهبية بأمثاله، حتى إن المهمة الوحيدة للمعارك والحروب هي تقليص عدد السكان المزدحمين، ولم تكن الكنيسة الكاثوليكية تشجع عدم الإنجاب بل كانت ترفضه أكثر من رفضها للزنا، لذا فلم تكن الكنيسة تعمل على تحديد النسل وما كانت تستطيع وقف تضاعف عدد السكان•

لقد كانت الكنيسة تشجع العلاقات الغرامية مبتسمة لإيروس Eros (إله العشق عند الإغريق) ولم تفرض المحاذير على الشهوات المنطلقة في الكرنفالات• وكانت البنات غالبا ما يحتفظن بعذريتهن لأنهن كن يتزوجن في سن مبكرة، وكن يخضعن لمراقبة قاسية قبل الزواج، لكن بعد الزواج كان يمكن للمرأة أن يكون لها تابع يقوم بأمرها غير زوجها Cacvalier Servente أو حتى عشيق (لأن الزواج يعني عادة ضم ممتلكات الزوجين) ولا يجد الإيطالي غضاضة في اتخاذ زوجته عشيقا، إذ يظل الزواج رغم هذا محترما في نظره، وإذا اتخذت المرأة عشيقين أو ثلاثة اعتبرت (شبقة على نحو ما Little Wild)• وهذه على أية حال شهادة اللورد بايرون(12) الذي كان يميل إلى أن كل النساء يمكن الوصول إليهن• وربما كان حديثه منصرفا إلى نساء البندقية فقط حيث استقرت فيها فينوس (إلهة الحب عند الرومان) على نحو خاص، لكننا وجدنا ستندهال Stendhal يقول الشيء نفسه عن نساء ميلان في مؤلفه Chartreuse de Parme•

ورغم هذا التساهل والتسيب الخلقي، فالحياة في ميلان بدت كئيبة في نظر مدام دي ريموزا de Re,musat التي حزنت لغياب الحياة الأسرية، فالأزواج غرباء بالنسبة إلى زوجاتهم إذ يتركونهن ليرعى أمورهن العشاق Servente Cavaliere(22)• ولم تكن مدام دي ستيل de Stael سعيدة لما اعتبرته سطحية تبدو واضحة في مناقشات الرجال في إيطاليا، وكانت مدام دي ستيل متألقة في المناقشات التي أجرتها مع الجنسين• لقد كانت ترى أن الإيطاليين يرهقهم التفكير(32)• لقد ذكرها الإيطالييون بأن الكنيسة لاترتاح إلى التفكير بصوت مسموع• لقد كان غالب الإيطاليين متفقين مع البابا في أن الدين مع العقيدة المستقرة والعوائد المالية التي تدرها مناطق ما وراء الألب أكثر فائدة لإيطاليا ومع هذا كان هناك الكثير من الفكر الحر الهادئ بين الأقلية المتعلمة(42) بل وقدر غير قليل من الهرطقة السياسية• لقد كان باستطاعة ألفيري Alfieri أن يكتب بحماس عن الثورة الفرنسية وصفق مئات الإيطاليين لسقوط الباستيل، وكان في إيطاليا مؤسسات مختلطة (تضم رجالا ونساء) وتقدم تعليما مهذبا مثل أكاديمية أركاديا the Accademia della Arcadia التي كانت في وقت من الأوقات تجمعا مشهورا للرجال المتعلمين والنساء المتعلمات، وتم تأسيس أكاديمية كروسكا Crusca في سنة 2181• وفي سنة 1800 كانت هناك امرأة هي كلوتيدا تامبروني Coltida Tambroni تقوم بتدريس اليونانية في جامعة بولونيا Bologna في إيطاليا•

وانتعشت دراسة العلوم والطب في جامعات إيطالية أخرى ففي سنة 1971 وضح لويجي جالفاني Luigi Galvani (7371 - 8971) في جامعة بولونيا الايطالية أنه إذا تم توصيل عضلة ساق الضفدعة بقطعة من الحديد، وتم توصيل عصبها (عصب الضفدعة) بقطعة من النحاس ، نشأ عن ذلك تيار كهربائي وسيسبب هذا التيار تقلص العضلة• وفي سنة 5971 اخترع أليساندرو فولتا Alessandro Volta (5471 - 7281) في جامعة بافيا Pavia البطارية الجافة Voltaic Pile التي أدهشت أوربا حتى إنه استدعى إلى باريس في سنة 1081 لعرضها في المعهد العلمي الفرنسي، وفي 7 نوفمبر، قرأ ورقة بحثية أمام جمهور ضم نابليون نفسه عن (تطابق الموائع الكهربائية مع الموائع الجلفانية) وفي سنة 7081 نشر لويجى رولاندو Luigi Rolando أبحاثه التي مازت هذه الفترة عن تشريح المخ• إن إيطاليا عديمة الفكر كانت تعلم أوربا ثورة أعظم من الثورة الفرنسية•

وضعف المسرح الإيطالي لأن الإيطاليين وجدوا أنه من الطبيعي تماماً أن يحولوا الحديث العادي إلى أغان، والدراما إلى أوبرا، وكانت الجماهير تميل كثيرا إلى المسرحيات البسيطة ذات الطابع الكوميدي، أما الأفراد الأكثر نضجا فكانوا يؤثرون المسرحيات من نوع ما يكتبه فيتوريو ألفيري Vittorio Alfieri (9471 - 3081) التي أعلن فيها كرهه للطغيان وتطلعه لتحرير إيطاليا من الحكم الأجنبي، فكل مسرحياته تقريبا سبقت الثورة الفرنسية(52) لكن مبحثه الانفعالي المفعم حماسا لم ينشر إلاسنة 7871 في بادن Baden مع أنه كتبه في سنة 7771، ولم ينشر في إيطاليا إلا سنة 0081 وأصبح بعد نشره من كلاسيات الفلسفة الإيطالية وفن الكتابة بالإيطالية• وأخيرا وجدناه في عمله الذي يحمل عنوان Misogallo (9971) الذي كتبه في أواخر حياته المضطربة - يدعو الشعب الإيطالي للنهوض والإطاحة بالحكم الأجنبي كما دعاه للوحدة• وهنا وجد مازيني Mazzini وگاريبالدي صوتا واضحا يعبر عن أفكارهما•

لقد انعكست طبيعة الإيطاليين الانبساطية (غير الانطوائية) ولغتهم الشجية ونزوعهم الموسيقي إلى الشعر، فقد شهد هذا العصر القصير - حتى بعد استسلام ألفيري Alfieri للماضي وليوپاردي Leapardi للمستقبل - مائة شاعر يتسلقون الشكل الشعري ويركزون عليه أكثر من تركيزهم على محتواه العاطفي (المدرسة البرناسية الفرنسية التي طغى اهتمامها بالشكل الشعوي على ما سوى ذلك )، وكان أسعدهم هو ڤينسنزو مونتي Vincenzo Monti (4571 - 8281) الذي كان لديه كلمات طيبة يقولها في كل موضوع واعد. لقد دافع في عمله (La Bassevilliana) (3971) عن الدين في وجه الثورة الفرنسية مما جعله مقبولا في البلاط الباباوي، وفي عمله (Il bardodella Selva Nara) المنشور في سنة 6081 عظم من شأن تحرير نابليون لإيطاليا فعينه الفاتح (نابليون) أستاذا في جامعة بافيا Pavia وبعد سقوط نابليون اكتشف أخطاء الفرنسيين وأعلنها كما اكتشف فضائل النمساويين• وخلال كل هذه التقلبات راح يمتدح بشكل متواصل (La ballezza dell, Universo)• وقد تخطى هذه الشطحات في ترجمته للإلياذة (0181)، ولم يكن يعرف من اللغة اليونانية شيئا، وإنما قام بصياغة شعرية لنص نثري، لذا فقد وصفه فوسكولو Foscolo بهذه العبارة: gran traduttor dei traduttore d,Omero وكان اوگو فوسكولو Ugo Foscolo (8771 - 7281) شاعرا أكبر منه وكان أكثر ميلاً منه للحزن• وهو كشاعر كان ذا حس عاطفي يغلب على التفكير المنظم• لقد أطلق العنان لرغباته وانتقل من قصة شعرية قوامها الحب والفروسية إلى قصة أخرى، ومن بلد إلى بلد ومن بشارة gospel إلى أخرى، وانتهى إلى اشتياقه للأحلام القديمة• لكن خلال كل مراحل تطوره كان حريصا على الالتزام بالشكل الشعري، وحتى عندما استبعد الوزن والقافية راح يسعى للكمال في موسيقا اللغة.

لقد ولد بين عالمين - ولد في جزيرة زانطة Zante بين اليونان وإيطاليا، من أب إيطالي وأم يونانية، وبعد أن قضى في زانطة خمسة عشر عاما انتقل إلى البندقية واقتطف من جمالها السهل ووقع في حب تهتكها وتعلم أن يكره السيطرة النمساوية المجاورة، وفرح عندما أتى نابليون كإعصار من نيس Nice إلى مانتوا Mantua، وهتف لبطل أركول Arcole: بونابرت المحرر، لكن عندماسلم المخلص (نابليون) البندقية للنمسا انقلب عليه معبرا عن سخطه في رواية (Le Ultime Lettere di Lacopo Ortis) التي نشرها في سنة 8971، وهي رواية يعبر فيها عن أفكاره من خلال الخطابات الأخيرة التي كتبها بندقي (Werther) لأحد أصدقائه يقص عليه فيها مأساته المزدوجة: فقده حبيبته إذ فاز بها عزوله، وفقده البندقية تلك المدينة الحبيبة إذ وقعت في قبضة الغول التيوتوني Teutonic Ogre.

وعندما انطلق النمساويون لغزو شمال إيطاليا مرة أخرى انضم فوسكولو Foscolo للجيش الفرنسي، وحارب بشجاعة في بولونيا Bologna (مدينة إيطالية) وفلورنسا وميلان وخدم قائداً Captain في القوات التي أعدها نابليون لغزو إنجلترا• وعندما تبدد حلم غزو إنجلترا، تخلى فوسكولو عن الحرية وعكف على القلم وعاد لإيطاليا ونشر أجمل أعماله (I Sepolcri) في سنة 7081• لقد احتفى في هذه الرواية البالغ عدد صفحاتها ثلاثمائة صفحة مفعمة عاطفة مصقولة على نحو كلاسي بالكتابات على القبور باعتبارها تخليدا لذكرى أناس عظماء، وعظم من شأن كنيسة سانتا كروز Croce في فلورنسا لعنايتها الشديدة ببقايا مكيافيلى وميشيل أنجلو وجاليليو، وراح يتساءل كيف يخضع شعب أنجب خلال قرون عديدة هذا العدد الكبير من رواد الفكر والإنجاز لحكام أجانب؟ كيف يخضع مثل هذا الشعب بإنجازاته الهائلة في الفلسفة والشعر والفن لهؤلاء الأجانب؟ وراح يعلي من شأن ما خلفه الرجال العظماء كدليل على الخلود، وكدليل على عظمة أمة وسمو حياتها الروحية•

وعندما أصبح النمساويون مرةأخرى سادة لشمال إيطاليا (4181 - 5181) فرض فوسكولو على نفسه النفي فأقام في سويسرا ومنها اتجه - بعد ذلك - لإنجلترا، وراح ينفق على نفسه من عمله مدرساً وكاتب مقالات ومات في فقر شديد سنة 7281• وفي سنة 1781 نقل رفاته من إنجلترا إلى فلورنسا حيث دفن في سانتا كروز في إيطاليا التي تحررت أخيرا.

قال بايرون (الذي أحب إيطاليا رغم قوله هذا) في إيطاليا لا بد أن يكون الرجل في خدمة امرأة Cicisbeo أو مغنياً في ثنائي أو متقناً لفن الأوبرا وإلا فإنه يصبح لا شيء(62) فالأوبرا الإيطالية خاصة تلك التي كان يتم إنتاجها في البندقية ونابلي ظلت تسود المسارح الأوربية الهادفة، بعد أن تحداها لفترة وجيزة گلوك Gluck وموزارت Mozart، إذ سرعان (5181) ما سرقت أعمال روسيني Rossini الميلودية وأنغامه العاصفة الأضواء حتى في فيينا Vienna• وقد عاد پيچينه Piccine - بعد أن نافس گلوك Gluck في باريس - إلى نابلي، حيث فرضت عليه الإقامة الجبرية في منزله لتعاطفه مع الثورة الفرنسية•

وبعد أن فتح نابليون إيطاليا دعي مرة أخرى إلى فرنسا (8971) لكنه مات فيها بعد عامين• وقد حقق پايسييلو Paisiello - كمؤلف وقائد فرفة موسيقية - انتصارات فنية في سان بطرسبرج St. Petersbrug وفي فينا، وفي باريس، وفي نابلي في ظل حكم فرديناند الرابع، وبعده في ظل حكم جوزيف بونابرت، ثم في ظل حكم Murat• وخلف دومينيكو سيماروزا Domenico Cimarosa خلف أنطونيو سالييري Salieri كقائد أوركسترا في فينا وأنتج هناك أكثر أعماله الأوبرالية شهرة في سنة 2971 وهي (IL matrimonio Segreto) وفي سنة 3971 دعاه فرديناند للعودة إلى نابلي كمايسترو maestro di Capella، وعندما استولى الفرنسيون على نابلي استقبلهم بسرور، وعندما استعاد فرديناند عرشه حكم عليه بالإعدام لكن هناك من حثه على تخفيف الحكم فصدر قرار بنفيه خارج البلاد، فانطلق سيماروزا قاصدا سان بطرسبورج، لكنه مات في الطريق إليها في البندقية (1081)، وفي هذه الأثناء كان موزيو كلمنتي Muzio Clementi يؤلف الموسيقا ويعزف على البيانو في العواصم المختلفة، وكان يعد عمله الذي حقق شهرة في وقت من الأوقات (Gradus ad Parnassum) في سنة 7181 وهو كتاب تعليمي للشباب عن راغبي تعلم العزف على البيانو في كل مكان•

وبدأ نيكولو پاگانيني Niccolo Paganini (2871 - 0481) في جنيف في سنة 7071 مهمته التي قضى فيها ردحا طويلا من الزمن إذ راح يحيي الحفلات بالعزف على الڤيولين (الكمان)• لقد أحب الكمان بإخلاص وعشقه أكثر من أي امرأة من الكثيرات اللائي تدلهن حبا في موسيقاه• لقد طور إمكانات الكمان بشكل لم يسبق له مثيل عزفاً وتأليفا• لقد ألف أربعة وعشرين لحنا حرا Capricci أدهشت بغرابتها وتطورها كل من سمعها• وقد عينته إليزا بونابرت باكيوش (باكيوكي Bacciocchi) على رأس فرقة موسيقية في پيومبينو Piombino (1805) لكن هذا التعيين لم يمنعه لفترة طويلة من تنقلاته إلى حيث كانت كونشرتاته تجلب له الشهرة والنجاح الأكيدين، والثروة. وفي سنة 1833 استقر في باريس، ومنح برليوز Berlioz عشرين ألف فرنك لينقذه من فقر شديد كان يعانيه، وشجعه لتأليف عمله (هارولد في إيطاليا)• لقد أصبح باجانيني Paganini مرهقا إرهاقا شديدا بسبب انهماكه الشديد في العمل والعزف، فقرر أن يترك الإثارة في العاصمة المفتونة بالعبقرية والتي تمور بالثورة• ومات في نيس Nice سنة 0481 تاركا بالإضافة إلى ألحانه الحرة الآنف ذكرها ثمانية كونشرتات والعديد من السونتات يتحدى بها عازفي الفيولين (الكمان) والذين يؤلفون مقطوعات له (للفيولين) لقرن قادم• إن فن العزف على الفيولين وتأليف مقطوعات للعزف على هذه الآلة لم يعودا بمثل هذه الحيوية إلا الآن وبفضله.

الهامش


وصلات خارجية