معركة روسباخ

معركة روسباخ
جزء من حرب السنوات السبع
Battle rossbach trap.gif
فريدرش الأكبر يقفل المصيدة. الأحمر يمثل الجيش الفرنسي-النمساوي.
التاريخ5 نوفمبر 1757
الموقع51°16′10″N 11°53′40″E / 51.26944°N 11.89444°E / 51.26944; 11.89444Coordinates: 51°16′10″N 11°53′40″E / 51.26944°N 11.89444°E / 51.26944; 11.89444
النتيجة انتصار پروسيا
المتحاربون
 بروسيا Flag of مملكة فرنسا مملكة فرنسا
 ملكية هابسبورگ
القادة والزعماء
بروسيا فريدرش الثاني مملكة فرنسا شارل دى روهان، أمير سوبيس
ملكية هابسبورگ الأمير يوزف من زاكسه-هيلدبورگ‌هاوزن
القوى
22,000
79 مدفع
42,000
45 مدفع
الضحايا والخسائر
169 قتيل،
379 جريح
5,000 قتيل وجريح
5,000 أسير

معركة روسباخ (5 نوفمبر 1757) نشبت أثناء حرب السنوات السبع (1756–1763) بالقرب من قرية روسباخ Roßbach، في ناخبية ساكسونيا.

هزم فريدرش الأكبر جيشاً من الحلفاء يتكون معظمه من قوات فرنسية بدعم من لواء من الامبراطورية الرومانية المقدسة/النمساوية. وتُعتبر هذه المعركة أحد أعظم انجازاته نظراً لإستغلاله الحركة السريعة لتحقيق عنصر المفاجأة الكاملة وتدميره جيش العدو بدون خسائر تُذكر في جانبه.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

لم يتح لفردريك متسع من الوقت للابتهاج، فما زال جيش فرنسي بقيادة ريشليو واضعاً يده على جزء كبير من هانوفر. وفي اليوم الذي وقعت فيه معركة روسباخ ضرب 43.000 نمساوي الحصار على شفايدنتز، أهم معقل ومستودع للبروسيين من سيليزيا وكان فردريك قد ترك بها 41.000 رجل ولكن عددهم تناقص إلى 28.000 نتيجة الهروب أو الموت وكان على رأسهم قائد غير كفء هو دوق برنزويك-بيفرن، الذي تجاهل أمر الملك بمهاجمة المحاصرين، وفي 11 نوفمبر سلم الحصن، وسلم للنمساويين 7.000 أسير، و 330.000 طالر، ومؤناً تكفي لإعاشة 88.000 رجل مدى شهرين. وواصل المنتصرون السير إلى برزلاو، بعد أن زاد، عددهم إلى 83.000 بفضل انضمامهم إلى قوات يقودها الأمير شارل والمارشال داون؛ وفي 22 نوفمبر قهروا قوة صغيرة من البروسيين، وسقطت برسلاو ورد معظم سيليزيا الآن إلى ماريا تريزا الظافرة. وحق لفردريك أن يشعر أن انتصاره في روسباخ قد بطل مفعوله.

ولكن ذلك الانتصار كان قد جدد شجاعته، فلم يعد يتحدث عن الانتحار. كذلك كان جيشه قد أفاق من مسيراته ومعاركة، وبدا ساخطاً على الغارات التي دنس بها الجنود الفرنسيون الكنائس الكاثوليكية في سكسونيا وناشد فردريك رجاله أن يعينوه على استرداد سيليزيا. فساروا 170 ميلاً في اثني عشر يماً قارسة البرد، مخترقين أرضاً وعرة. وانظم إليهم في الطريق فلول القوات البروسية التي هزمت في شفايدنتز وبرزلاو. وفي 3 ديسمبر لمح فردريك ومعه 43 ألف مقاتلاً نمساوياً من 72.000 مقاتل يعسكر قرب لويتن على الطريق إلى برزلاو. في ذلك المساء خطب فردريك في كبار ضباطه سبق به خطب نابليون الحربية الرنانة، قال:

Cquote2.png "أيها السادة أنكم لا تجهلون أي نكبات حلت بنا هنا بينما كنا مشتبكين مع الجيوش الفرنسية والإمبراطورية. فلقد ضاعت شفايدرنتز ... وضاعت برسلاو ومعهما كل مستودعاتنا الحربية، وضاع معظم سيليزيا. ولولا ثقتي التي لا حد لها بشجاعتكم وولائكم وحبكم لوطنكم، لما أفقت من عوامل ضيقي وارتباكي ... فليس بينكم رجل لم يبرز بعمل ممتاز من أعمال البطولة لذلك أعلل نفسي بأنكم في الفرصة القادمة لن تضنوا بأي تضحية يطالبكم بها الوطن.

والفرصة سانحة الآن. وإنني لأشعر أنني لم أحقق شيئاً لو تركت سليزيا في قبضة النمسا. فدعوني إذن أخبركم إنني أنوي مهاجمة جيش الأمير شارل -وهو ثلاثة أضعاف جيشنا- أينما لقيته، متحدياً في ذلك جميع فواعد فن الحرب. فليست العبرة بكثرة جنده أو قوة موقعه، فأنا آمل-بفضل بسالة جنودنا، وتنفيذ حططنا بعناية-أن نذلل هذا كله. ولا مندوحة لي عن اتخاذ هذه الخطوة، وإلا دفنا تحت مدافعه. كذلك أرى الموقف، وكذلك سأتصرف. فأبلغوا تصميمي إلى جميع ضباط الجيش، وأعدوا الجنود للعمل الذي لابد آت، وأخبروهم أنني أشعر بأن لدي من الأسباب ما يبرر مطالبتي إياهم بتنفيذ الأوامر بكل دقة. أما أنتم، فهل يخطر ببالي- وأنا أذكر أنكم بروسيون-أنكم ستتصرفون تصرفاً غير نبيل، ولكن إذا كان بينكم رجل يخاف أن يشاطرني جميع المخاطر (وهنا تفرس فردريك في كل وجه بدوره) ففي استطاعته أن يسرح هذا المساء، دون أدنى لوم مني.... كنت عليماً بأن أحدا منكم لن يتركني. وعليه فأنا معتمد كل الاعتماد على معونتكم الصادقة، وعلى النصر الأكيد. فإن مت قبل أن أجزيكم على إخلاصكم فلا بد أن الوطن فاعل. عودوا الآن إلى معسكركم وانقلوا إلى جنودكم ما سمعتموه مني.

وسأجرد فرقة الفرسان التي لا تلقي بنفسها فور سماع الأوامر على العدو بمجرد انتهاء المعركة، وأحيلها إلى فرقة حامية. أما كتيبة المشاة، حتى أن بدأت تتردد، أياً كان الخطر الذي تواجهه، فإنها ستفقد رايتها، وسيوفها، والنوط الذهبي من ستراتها.

الآن طابت ليلتكم أيها السادة. عما قليل سنكون قد هزمنا العدو، وإلا فلن يرى بعضنا البعض بعد اليوم"(40).

Cquote1.png

وكان النمساويون إلى الآن يتحاشون الالتحام في معركة مع فردريك متبعين بذلك سياسة فابيوس الروماني، وترددوا في وضع جنودهم وقوادهم أمام انضباط الجيش البروسي وعبقرية فردريك التكتيكية، أما الآن بعد أن شجعهم كثرة جيوشهم وانتصاراتهم الأخيرة، فقد قرروا مواجهة الملك في المعركة مخالفين في ذلك نصيحة المرشال داون. وعليه ففي 5 ديسمبر 1757 زحفت هذه البيادق في لعبة المنافسة بين الأسر المالكة-43.000 مقابل 73.000-على سيوف بعضهم بعض ومدافعهم في أعظم معارك هذه الحرب. يقول نابليون: "كانت تلك المعركة آية من الآيات وهي وحدها تبوئ فردريك مكاناً في الطليعة بين القواد"(41) وقد استهلها بمحاولة الوصول إلى التلال تمكيناً لمدفعيته من إطلاق نيرانها فوق رؤوس مشاته لتصيب صفوف العدو. ووزع جنوده بنظام منحرف استعمله قديماً أبامينونداس الطيبي، بحيث تتحرك طوابير منفصلة بزاوية 45 درجة تقريباً لتضرب العدو من الجنب فتشيع الخلل في خط دفاعه. وتظاهر فردريك بأنه يوجه أقوى ضغوطه إلى الميمنة النمساوية، فأضعف الأمير شارل مسيرته تعزيزاً للميمنة، وهنا صب فردريك خيرة رجاله فوق الميسرة التي تناقصت، فدمرها، ثم انقلب ليهاجم الجناح الأيمن في جيشه، بينما هبط الفرسان البروسيون على الجناح ذاته من مخبئهم في التلال. وانتصر النظام على الفوضى، فسلم النمساويون أو لاذوا بالفرار، وأسر منهم 20.000-وهو صيد لم يسبق له نظير في (تاريخ الحرب(42))، وترك 3.000 آخرون قتلى، ووقعت 116 قطعة من قطع المدفعية في أيدي البروسيين. كذلك كانت خسائر البروسيين كبيرة-1.141 قتلى، و 5.118 جرحى، و85 أسرى. فلما انتهت المذبحة شكر فردريك قواده قائلاً: (هذا اليوم سيذيع اسمكم واسم أمتكم إلى آخر الدهر(43)).


الهامش

الملاحظات

مراجع

للاستزادة

  • Jany, Curt Geschichte der Preußischen Armee vom 15. Jahrhundert bis 1914. 4 vols. Berlin: Biblio Verlag, 1928-1933
  • --do.-- Zweite erganzte Aufl. hrsg. von E. Jany Osnabrück: Biblio Verlag, 1967. Band 2; pp. 436ff.
  • Lloyd, Henry (1783) Geschichte des Siebenjährigen Krieges in Deutschland zwischen dem Könige von Preußen und der Kaiserin Königin mit ihren Alliierten; übersetzt und herausgegeben von Georg Friedrich von Tempelhof. 6 vols. Berlin 1783ff; Band 1, pp. 260ff. Online bei Google Books: Band 1, pp. 260ff
  • Wiltsch, Johann Elieser Theodor (1858) Die Schlacht von nicht bei Roßbach oder Die Schlacht auf den Feldern von und bei Raichardtswerben den 5. November 1757, und was ihr voranging, und nachfolgte Reichardtswerben
  • Millar, Simon Rossbach and Leuthen 1757. Osprey Campaign Series vol. 113; Osprey Publishing Ltd.; Oxford 2002

وصلات خارجية