معركة البيرة (مقالة مميزة)

كارثة وادي غرناطة صورة وادي غرناطة وخلفه جبال سييرا إلڤيرا al fondo. في أحد تلك الجبال، وهو تل البيرة، دارت معركة البيرة، التي يسميها الاسبان "كارثة وادي غرناطة"، والتي دارت في 25 يونيو 1319. وقد أطلق الأسبان على هذا التل بعد ذلك اسم "تل ولاة العهد" لأن اثنان من ولاة العهد قتلا في تلك المعركة.
كان بنو الأحمر هم حكام مملكة غرناطة منذ عام 635 هـ, التي انحصرت فيها سيطرة المسلمين في الأندلس, واعتمد حكام هذه المملكة على محالفة ومعاونة ملوك المغرب وخاصة ملوك بني مرين ورثة دولة الموحدين, وقام سلاطين بني مرين بالعبور عدة مرات لنجدة المسلمين بالأندلس، وأسسوا قاعدة ثابتة بغرناطة أطلقوا عليها مشيخة الغزاة وعهدوا بها للقائد المسلم عثمان بن أبي العلاء. بعد أن حقق الصليبيون في مملكة قشتالة انتصارا مهما على المسلمين في معركة وادي فرتونة سنة 716 هـ, فكروا في مهاجمة الجزيرة الخضراء والاستيلاء عليها ليحولوا دون وصول الإمدادات المغربية إلى الأندلس, ثم عدلوا عن ذلك وقرروا مهاجمة الحاضرة الإسلامية نفسها غرناطة. انتشرت الأخبار في غرناطة أن جيوش القتشاليين تتجه إليهم, فبادر سلطان غرناطة آنذاك أبو الوليد إسماعيل بن الأحمر بإعداد جيش صغير ولكنه من صفوة وخيرة المقاتلين, وقدر تعداده بسبعة آلاف على الأكثر بقيادة عثمان بن أبي العلاء) بالإضافة إلى فرقته المغربية. زحفت جيوش الصليبيين بجيش ضخم تقدره الروايات بثلاثين ألف مقاتل وعلى رأسهم ( الدون بيدرو) ولي العهد ومعه العديد من الأمراء, بالإضافة إلى فرقة إنجليزية متطوعة جاءت لنصرة الصليب. وفي 20 ربيع الأخر عام 718 هـ خرج القائد المظفر عثمان بجيشه إلى هضبة البيرة على مقربة من غرناطة, وهناك التقى الجمعان رغم تفاوتهما الكبير بالعدة والعدد. واستمرت المعركة ثلاثة أيام أنزل الله عز وجل نصره على المؤمنين, وقتل قائد الجيش الأسباني الوصي على العرش پدرو ده كاستيا ثم القائد الذي تولى من بعده قيادة الجيش والوصاية على العرش خوان ده كاستيا، وانهزم جندهما.