معبد ڤينوس

معبد ڤينوس.

معبد ڤينوس Temple of Venus، هو أحد معابد بعلبك، لبنان.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الموقع

يقع المعبد إلى الجنوب الشرقي من القلعة يقوم هيكل صغير مستدير لا مثيل لتصميمه في جميع أنحاء العالم الروماني على الإطلاق. وقد بُني في القرن الثالث. وكان هذا الهيكل مخصصاً لتكريم الإلهة التي تمثل مدينة بعلبك وتشفع لها أمام آلهة المدينة العظام. وهذا ما يفسر توجيه المعبد باتجاه المعبد الكبير وتحويله في العصر البيزنطي إلى كنيسة على اسم القديسة «بربارة» التي تُعتبر شفيعة المدينة، وتقول التقاليد المحلية فيها إنها ولدت واستشهدت في بعلبك. وما يزال أهالي بعلبك يطلقون اسم «البربارة» على هذا الهيكل حتى اليوم. وعلى مقربة من هذا الهيكل، بقايا هيكل آخر يرجع تاريخه إلى بدايات القرن الأول ق.م، وكان مخصصاً لعبادة «الموسات» ربّات الفنون والآداب.


التاريخ

إن إهداء معبد فينوس في الواقع قابل للنقاش وذلك لأن بناؤه اقتصر على زخرفة المحاريب الخارجية ذات العدد القليل والتي تعلوها أصداف بحرية تحمل من فوقها حمائم،ولكن هذه الصفات تفي كدلائل نملكها، أولاً: عن زخارف الأصداف والحمائم وهي تتلائم مع فينوس. ثانياً: علينا أن لا نتجادل بأن تعدد المنحوتات وكتل المنحوتات الدقيقة للمعبد يجعلها مسكن مناسب للآلهة. وأخيراً، إن فرضية إهداء معبد فينوس تكمّل بشكل مناسب الثالوث الإلهي للهليوبوليتان: جوبيتر، باخوس وفينوس، وهذا الثالوث يعود إلى العصور اليونانية والفينيقية. لا نجد قبل القرن السابع عشر معلومات محددة عن المعبد الدائري. في ذلك الوقت كان فرانسيسكو كوارسيرنوس السفير الرسولي في سوريا وبلاد ما بين النهرين وقد مضى 10 أعوام وهو يسافر إلى الشرق الأدنى وقد تعرّض للسجن في القدس من قِبل الأتراك بين العامين 1634 و 1639، نشر له Historica theologica et moralis terrae Sanctae F-Lucidatio الذي من خلاله يرفض معتقد السكان المسيحيين لبعلبك: معتقد يربط ما بين طائفة القديسة في المعبد الدائري للمدينة واستشهاد القديسة بربارة،وهنا لدينا إشارة إلى أنه قد تحول هذا المعبد الصغير في ذلك الوقت إلى كنيسة تكرست للقديسة بربارة. إن استخدام المعبد الدائري ككنيسة من قبل الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في المدينة أكده هنري موندرل الذي كتبه في رحلته من حلب إلى القدس في العام 1697: "إن أول ما تراه عندما تقترب من الأنقاض هو كومة صغيرة مستديرة من بناء كله رخام. وقد طوقت مع أعمدة جميلة جداً وبنظام كورنيثي تدعم بدورها الكورنيش الذي يمتد على مدار الهيكل بشكل يفوق التصور من الجمال والهيبة. وهذا الجزء الذي بقي حتى الآن في حالة متداعية ولكن مع ذلك استخدمها الإغريق ككنيسة بالرغم من أنها مهددة بالسقوط وذلك ما أثار حماستهم لإقامة صلواتهم أكثر مما كانوا يفعلون عادةً". وكان موندرل قد زودنا أيضاً بعرضٍ شامل لأول بعلبك ومن ضمنها معبد فينوس كما نراه من جبل الشيخ عبد الله. ولكن على أية حال نحن مدينون إلى روبرت وود بالنسبة للرسومات الدقيقة الأولى للمعبد الدائري وكان وود هاوٍ إنكليزي ثري وكان يرافقه جون داوكنز وجون بوفيري، والرسامين ستيوارت وريفيت والمخطط الإيطالي بورا. وقد كان قادراً على جمع سجل مفصل وصحيح للرسومات التي يمكن استخدامها كأساس لدراسة علمية جدية. [1]

في العام 1757 نشر وود في لندن كتاب عن بعلبك The ruins of Balbec,otherwise heliopolis in coelesyria ويحتوي على 46 رسم توضيحي كبير. وكدلالة على هذا الوضوح في الرسومات فإن النص الكتابي في الكتاب كان محدوداً بثمانية وعشرين صفحة. وقد قدم وود حتى رسومات إعادة بناء المعبد الدائري والتي كانت دقيقة بشكل ملحوظ على الرغم من إعدادها في إنكلترا والتي اعتمدت بشكل أساسي على المخططات التي تم إعدادها في الموقع. من المثير للإهتمام أن نقارن ما بين رسمه لمعبد فينوس مع رسم كرنكر بعد 150 سنة فقد رأينا أن السمات البارزة للمعبد كان مبالغاً فيها ولكن على العموم كانت المعلومات صحيحة. في العام 1784، أي بعد حوالي 30 عاماً على زيارة وود، قام الفرنسي فواني بالتحقيق في بعلبك وقام بنشر وصف مقروء للآثار والذي أصبح ذو شعبية كبيرة مع المسافرين، بعد عام وصل إلى بعلبك لويس كساس وهو رسام فرنسي متخصص في تصوير المناظر الطبيعية. إن رسومات كساس واللوحات المائية الملونة هي ذات قيمة فنية عالية وتعطينا انطباعاً حياً للآثار. إن نشر أعماله المنقوشة لم تكتمل ولكن مقال وود ظلّ المصدر الأساسي للمعلومات عن بعلبك حتى نهاية القرن التاسع عشر. قام العديد من المسافرين بزيارة بعلبك خلال القرن التاسع عشر ولكن معظمهم كانوا عاطفيين وهاوين في وصفهم. نشر ليون دي لابوردي تقرير لأسفاره في العام 1837 وعلّق على مشهد المعبد الدائري فكتب بحماس: "إن مشهد هذه الآثار الرائعة يعطيني دافعاً قوياً لكي أرسم ورغبة قوية لكي أضع على الورق ذكرى انطباعاتي ومع ذلك فإنه من المنطقي أولاً أن ترى كل شيء من أجل فهم التنظيم العام لهذه المجموعة الكبيرة.في بداية تحقيقاتنا وصلنا إلى معبد صغير إلى جانب الغدير الذي يعبر لاحقاً حائط القصر ويحرّك الطاحونة. أرجع إلى رسوم مالدي التي تظهر المخطط العام لهذا المعبد الدائري الصغير، البحث عن الأناقة التي تميزه، والدلال القليل الكثير الذي يميزه".

لقد انخفض كامل الجزء الأيمن لهذا النصب أي الجزء الذي لا نراه في الرسوم، أما الأجزاء الباقية فلن تبقى صامدة إلى وقت طويل لأن الجدران تتصدع والأعمدة غير راسية. الطباعة الحجرية للابورد تعكس الجو الرومانسي لذلك الوقت كذلك تفعل المشاهد الساحرة لدايفيد روبرتس الذي توقف في بعلبك في ذلك الوقت وهو أيضاً يصف المعبد الدائري بالتفصيل ويعرب عن قلق شديد تجاه المستقبل: "على بعد حوالي 150 ياردة جنوب شرقي المعبد الكبير يوجد المعبد المنفصل الذي كان على ما يبدو من أجمل وأروع المباني في عصره. إن السطح المعمّد والإفريز مدعمان بستة أعمدة على أسس بارزة كقطر الدائرة مشكلاً "ستيلوبات" كبيرة (القواعد التي تقع أسفل الأعمدة) مع عامودين على أطراف الباب ودرجات كبيرة وواسعة تقود إلى المدخل. الزخرفات الداخلية على "ستيلوبات" وضعت بين كل عامودين وبالتالي تشكل ممر جميل. وعلى ما يبدو فإنه قد تتوج بقبة التي كانت على علوّ 23 قدم من الأرض. وقد كان ملحوظاً دراسة زخرفة البنية فحيثما هناك إمكانية لإدخال إكليل، تمثال نصفي، أو تمثال كامل تم وضعها هناك. بين كل فاصل ما بين الأعمدة تم تشكيل المحاريب كي تبقى التماثيل وقاعدة التماثيل موجودة. إن تباين هذا المعبد بحجمه الصغير وجماله المرهف مع هذا الركام الهائل حوله لا بد أن يكون غريباً وملفتاً للأنظار. يتألف الداخل من طبقتين، العليا محاطة بأعمدة كورنيثية أما الأرضية فبأعمدة أيونية. وفي عصر موندرل كانت على ما يبدو تستخدم ككنيسة. إن الوصف الهندسي الدقيق أعطي من قبل وود وداوكنز مفكك كما هو ولكن يأسر العين بأسلوبه ولكن بعد عدة أعوام قد يهوي لمستوى الأرض. السكان لديهم تقدير قليل لهذه الآثار ما عدا الحديد والحجارة الكلسية. أما الزلازل فهي دائماً ما تهز الأرض والأمل الوحيد بالحفاظ على فخر سوريا هو بإنقاذ هذه الآثار وإحيائها في إنكلترا". يمكننا أن نرى أن حالة الآثار كانت تنذر بالخطر وفي العام 1873 كُلف الصندوق الإنكليزي لاكتشاف فلسطين بوضع تقرير عن حالة آثار بعلبك وأجري تحقيق مفصل عن الموضوع ولكن الإقتراحات المقدمة لضمان استقرار الآثار لم يسفر عن نتائج عملية. في ذلك الوقت استقبلت بعلبك العديد من زيارات السواح وذلك بعد أن بنيت الطرقات وسكك الحديد من قبل الفرنسيين مما أسهم بتكثيف حركة المرور، وأخيراً وكنتيجة لزيارة الإمبراطور الألماني ويلهام الثاني في العام 1898 تم إجراء تنقيب شامل ودراسة علمية عن بعلبك.

وصف المعبد

نحن مدينون بدراسة معبد فينوس إلى بعثة الآثار الألمانية التي عملت في بعلبك من 1898 إلى 1905. معظم الرسوم التوضيحية التي رافقت هذا النص أخذت من النشرة الأخيرة التي تأجل الكشف عنها بسبب الحرب العالمية الأولى ولم ينشر حتى العام 1923. قبل أن نبدأ بوصف المعبد دعونا ننظر إلى مفهوم التصميم، المعابد الدائرية كانت استثناء فالغلبة كانت للمعابد المستطيلة الشكل حيث في شكلها الروماني كانت تقع على منصة المرتفعة من الجهة الأمامية بحيث يصعد إليها عبر الدرج الذي يقود إلى شرفة عميقة أو رواق، ومن هناك يمر الشخص عبر باب مستطيل كبير يؤدي به إلى الباحة الداخلية، والجهة الداخلية للشرفة عادةً ما كانت ترفع لتشكل الأديتوم أو هوليس المقدس. أما الأديتوم فكان يحوي تمثال العبادة وبوضوح يشكل النقطة المحورية لكل هذا التنظيم. على الرغم من كون الباحة الداخلية مزخرفة من الداخل بمحاريب وتماثيل على طول الجدران فغلبة الإله الرئيسي في الأديتوم لم تكن محل شك. وفي المقارنة فإن المعبد الدائري يعرض العديد من مشاكل التصميم، أولاً، يأتي تعريف المدخل، فأساساً المعبد الدائري يعطينا نفس الإرتفاع من كل الجوانب، ومن أجل تحديد المدخل علينا أن نضع عنصراً طولياً للجسم الأسطواني، فبالنسبة للعقل الروماني كان يجب أن يكون الرواق المكتمل مع الدرج والمنصة محيطاً للمعبد كله. عندما ندرس خريطة معبد فينوس نرى أن الشرفة والدرج يأخذان حوالي نصف طول المبنى أما الباحة الداخلية الدائرية فهي تأخذ من عرض المعبد المحدد بعرض الشرفة. ولدينا انطباع بأن الشرفة الخلفية من المعبد المستطيل الشكل تشكلت من منحنى، ويبدو أن المهندس أراد أن يظهر لنا أولاً تطور أفكاره باستخدام أساس الشكل المستطيل للمبنى بكامله ومن ثم وضع عليها منصة منخفضة مستطيلة من الأمام، هلالية في الخلف وموصولة بأول درج، تلك المنصة تنفع كمقعد في جميع أنحاء المعبد، بعد ذلك تأتي المنصة المزخرفة بتجاويف جميلة بين الأعمدة في جميع أنحاء الباحة الداخلية التي تتكرر في السطح المعمد، وتقع في أعلى المنصة تجاويف تشكل مساحات جذابة حيث يمكن لنصف دزينة من الأشخاص أن يجتمعوا للدردشة. إن إسقاطات المنصة تبقى بين انحسار التجويف الذي يخدم كركائز للأعمدة المحيطة بالباحة الداخلية. وكما ذكر سابقاً فإن السطح المعمد يتبع إنحناء المنصة مكرراً ومستكملاً حركة إيقاعية قدمت أساساً لتظهر التباين مع الكتلة المحدبة للباحة الداخلية. وينقسم الإنحناء المستمر لجدار الباحة الداخلية الأسطواني إلى وحدات متباينة بشكل واضح وأطر بأزواج من الأعمدة. وشدد على تشكيل محراب شبه دائري لكل وحدة في عمق جدار الباحة الداخلية. خلال التجول خارج المعبد تختبر تعاقب لعدة شرقيات مستقلة وواضحة المعالم التي يمكن إهداء كل واحدة منها إلى إله أو آلهة أقل تابعة لفينوس. إن كنا نتساءل عن نوع المنهاج الذي تعيّن من أجل وضع التماثيل في المحاريب الخارجية فهذا السؤال يصبح متورطاً أكثر في المناطق الداخلية للمعبد. فقد اصطفت بطبقتين من الاعمدة التي تم توزيعها في سلسلة من مساحة واسعة وأخرتين ضيقتين، بينما الطبقة السفلى توجت بسطح معمّد مستمر فإن الطبقة العليا تحمل سطح معمد مكسور حيث المساحات الواسعة توجت بأقواس دائرية ومثلثة. إن تفاصيل هذا التصميم مشابهة جداً لفن عمارة المعابد الكبرى. في غياب الأديتوم الذي هو عنصر شرقي فلا بد ان تمثال العبادة كان في وسط الباحة الداخلية على قاعدة بسيطة تحت القبة العليا. هذا الرمز لم يكن مخفياً في الخلفية المظلمة من قاعة عميقة كما في المعابد المستطيلة الشكل ولكن يرتفع مباشرةً خلف الباب المفتوح داعياً المارة للدخول للتمتع بعظمة الباحة الداخلية المضاءة. وهذا ما قد يتعارض مع روحية مفهوم المعابد الكبيرة كما يتعارض مع التصاميم الهندسية. العزلة الصوفية أفسحت المجال أمام الانفتاح الفرح وتم استبدال الحجم الساحق بهرج أنيق في التصميم والتفصيل محولاً المعبد إلى إنسان لطيف وإلى تحفة غير تقليدية.

على سبيل المثال فإن تيجان الأعمدة الخماسية الكورنيثية حول الباحة الداخلية هي فريدة من نوعها. برزت الأحجام الغير عادية للجوانب الخماسية بسبب الترتيب المعدل للأوراق الأقنثية (نحت في الحجر على شكل أوراق مشوكة تشبه أوراق الجوري) ولكن هناك استثناء غريب وهو أن احد الأعمدة الأربعة الدائرية لديها تاج مربع، هذا ليس الإنحراف الوحيد من الإنتظام الدقيق في التفاصيل، هناك العديد من الإنحرافات من المعايير المقبولة. إن التقسيمات غير منتظمة قليلاً ومن الواضح أن العناصر الثانوية تابعة للسمات الرئيسية، وهناك نقص معين في الدقة وهو الحالة الطبيعية التي كانت في النصف الثاني من القرن الثالث، وعلينا أن نتذكر أن معظم المباني المنشأة لم تكن قد فرغ من بنائها كلياً. سلم هذا الميل بعدم وجود التحذلق الذي ربما كان شرطاً مسبقاً لتصميم جديد ومبتكر لمعبد فينوس. من الناحية التقنية فإن أساليب البناء تحاكي معظم خصائص مدرسة بعلبك كتفصيل الكتل الضخمة من الصخور حتى من غير ضروراتها الهيكلية. في هذا المعبد الصغير تكثر الأحجار من ستة إلى سبعة أمتار، تم نقلها إلى موقع العمل وهي خام ثم تجزيئها إلى الأحجام المطلوبة وتركيبها معاً بدقة متناهية. وفي بعض الأحيان لدينا انطباع بأن المبنى تم نحته في الحجر كالمنحوتات، على سبيل المثال فإن عضادة باب أحد الكتل الحجرية الخام الغير منتهية كانت كبيرة جداً بحيث أن ثلاثة أمتار كان يجب توقيف العمل بها وذلك لإعادتها إلى الحجم المطلوب. على الرغم من استطاعتنا إنشاء خطة وتصميم للباحة الداخلية للمعبد بشكل جيد، فإن بقايا الرواق محدودة جداً بحيث أنه لا يمكن منح إعادة إعمار محددة للواجهة الأمامية للمعبد فالمشكلة الرئيسية هي في المساحة الواسعة بين الأعمدة الوسطى، فمن الصعب تغطية 7,28 متر بأسكفية بسيطة وتعميق قوس زائف سيكون غير كافية، وعلى أساس أدلة زهيدة فإن المهندسين الألمان قاموا بتصميم ثلاثة تصاميم محتملة، أولاً: بوجود سطح معمد متواصل وقوس مخفف في القوصرة الكاملة، ثانياً: قوصرة محطمة مع قبو قطعي مجوف قليلاً ممتد في المساحة الوسطى، وثالثاً: كما في معظم المناهج الباروكية فإن قوصرتين ونصف تبرزان على الجهة اليمنى واليسرى من الباب تاركة الجزء الوسط من الشرفة مكشوفة على السماء، هذا التصميم هو على الأرجح الأكثر انسجاماً مع الروح العامة للمعبد، وزوار بترا سيكتشفون من دون شك التشابه مع عمارة القبور المتقلبة هناك. عندما بدأ الفريق الألماني بالعمل كان المعبد غير مستخدم لأي هدف وكان مغطى جزئياً ببعض المنازل والحدائق. عندما بدأت أعمال التنقيب كان الدرج الأول من درج المعبد مدفون تحت 4,80 متر من الحطام ومع ذلك فإن الحجم الصغير للهيكل مقارنة مع المعابد الضخمة جعل مهمة إعادة الإعمار إلى الحالة الأصلية مهمة سهلة نسبياً.

إن معبد فينوس لم يُضم إلى الحصن العربي الذي جمع جوبيتر مع باحته ومعبد باخوس في مجمع واحد متين، بدلاً من ذلك تم اجتياحه من سكان البلدة وخاصةً المسيحيين الذين استخدموه بمثابة كنيسة. إن البعثة الألمانية لم تتحقق من محيط المعبد ولكن سؤال مهم يتعلق بالعلاقة الأساسية بين معبد فينوس والمعابد الكبيرة لبعلبك وللمدينة. المعبد موجه إلى بروبيليا معبد جوبيتر ولكن اكتشف مؤخراً أن عدة مباني كانت موجودة بين الإثنين. أعمال التنقيب التي قامت بها وزارة الآثار اللبنانية كشفت شيئاً فشيئاً معالم البلدة المحيطة بالمعبد واستمرّت بفضل العديد من الأدلة المتعلقة بإهداء المعبد والوقت المحدد لبناء معبد فينوس. البروفيسور كايلان الذي كان لعدة أعوام مرتبطاً بأعمال التنقيب سيناقش هذه النتائج من مقالته أدناه.

الطراز المعماري

عندما مدد الرومان حكمهم على اليونان الهيلينية، فقد اعتمد الرومان الأنماط والتفاصيل اليونانية في الفن التشكيلي وحتى أن الكتّاب الرومان في ذلك الوقت أعربوا عن إعجابهم بالفنانين اليونانيين والعديد منهم أعلنوا هدفهم الصريح بالتقيد بإخلاص لمبادئ السادة اليونانيين. إن معرفتنا عن النحت اليوناني يستند بشكل كبير على النسخ الروماني الدقيق، وفيتسروفيو، المرجع الوحيد لنظرية فن العمارة الرومانية يعرض مبادئ التصاميم الرومانية على أنها استمرار للمفاهيم اليونانية. كل هذا أدى إلى الإعتقاد السائد بأن الفن الروماني لم يكن سوى امتداد للهيلينية. اليوم معرفتنا عن الفن والعمارة الرومانية واسعة جداً بحيث أن هذا التقييم تم تنقيحه بدقة، ولم يعد الأمر مقتصراً على الإكتشاف العرضي للآثار بحيث أصبحنا قادرين على الربط والمقارنة بين مباني الإمبراطورية الرومانية حول البحر المتوسط وما وراءه. وهكذا نستطيع أن نفهم الروح المتغيرة التي تم إعادة تطبيق النماذج اليونانية وكما في العهود الأخرى فإننا نلاحظ انحراف عن النهج الكلاسيكي الرصين والجاف نحو تأدية حرة متزايدة، ولكن حتى في بداية الكلاسيكية الرومانية كان الأباطرة نسخة مباشرة للإصطلاح الهيليني كما كان عصر النهضة في إيطاليا تكرار فقير لنمط الكلاسيكي. إن المبادئ الأساسية الجديدة وراء التصاميم الرومانية تختلف عن الأنماط اليونانية بشقين:

1- فرض التخطيط على التناظر والمحور.

2- مفهوم العمارة في التكوين والمساحة.

إذا كان النهج اليوناني ركز على التوظيف الفني للمباني الجميلة في بيئة طبيعية ذات مغزى فإن الرومان قاموا بنشر نظام متفوق من البشر حتى في المواقع الصعبة والغير منتظمة. تحقيقاً لهذه الغاية استخدموا تقنيات بناء متطورة من ضمنها أروقة معمدة وتصاميم مقببة، واستخدموا القرميد والإسمنت وقطعوا حجار الأبنية. بينما في التعليمات اليونانية التي لا تزال تستخدم بكثرة فقدت وظيفتها البناءة وحصلت على أهمية وصفية. إن الإستقرار السياسي للإمبراطورية في عهد أغسطسس رافقه بشكل عام توحيد للنماذج والتعبير التي كانت أطروحات فيتروفيوس في نهاية القرن الميلادي الأول. كان فيتروفيوس مهندس معماري محافظ ومع ذلك فكان لا يعرض الصورة الكاملة للتوجهات المختلفة المعمارية لذلك الوقت. في الواقع يمكننا إقتضاء الإتجاهات إثر النزاعات "التقدمية" في الديكور إلى عهد "أراباكيس" في روما واحدة من أهم ابتكارات عصر أغسطس (11 ق.م) وبالمثل إن التحرك نحو التركيبات المخادعة واضحة في لوحة بوميان كذلك في العرض الثلاثي الأبعاد الداخلية كمعبد فينوس ومعبد روما في روما عام 135 ب.م، معبد ديانا في نيمس 150 ب.م، أو معبد باخوس في بعلبك (حوالي 190ب.م). وفي المقارنة فإن مخطط المعبد الصارم لفيلات الأباطرة الفاخرة عرضت إمكانيات لا حدود لها لخروج جديد في فن العمارة. دوموس أوريا لنيرون في روما (64 ب.م) ومثل كل ذلك فيلا هادريان في تيبور (تايفولي 125 ب.م) كلها أمثال على تركيبات المساحة الثورية التي كان بمقدور مهندسي ذلك اليوم على القيام بها.

السمة الخاصة هي تناقض المحدبات مع المنحنيات المقعرة التي تضفي ديناميكية نابضة غير موجودة في أي هندسة معمارية سابقة. تم التنقيب عن بعض الأجزاء في فيلا هادريانا في بداية القرن السابع عشر، مهندسين مثل بروميني (1599-1667) أو غواريني (1624-1683) استلهموا في بيازا دي أورو وأجزاء أخرى من الفيلا، إذ قارنّا بين قاعة بيازادى أورو مع نافورة سان كارلو أل كواترو في روما وكذلك القاعة الصغيرة في فيلا هادريانا مع سان لورينزو في تورين سنرى أن هذا النوع من الهندسة المعمارية يدين إلى هذه الأمثلة الرومانية. انتهاك القواعد اشتهرت في الكتب الأكاديمية للهندسة الكلاسيكية، هذا النوع من التصميم الحر كان يسمى الباروك في كلاسيكيات القرن الثامن عشر، وهو مصطلح اشتق من كلمة "بوروكو" البرتغالية والتي تعني اللؤلؤة الغير منظمة. في ذلك الوقت كانت تعبيراً مهنياً ولكن اليوم فإن نوعية "الباروك" هي محترمة ومقدرة في حد ذاتها كمفهوم لفن يتسم بزخرفة غزيرة، تركيبة ديناميكية مع منحنيات مكلفة التي شكلت نوعاً من اللدونة وتفضيل لإجراءات معقدة مكانياً. بالمقارنة مع الحلول الفردية لمساكن الإمبراطورية فإن العمارة الدينية أعطت فرص قليلة لإظهار الحداثة، وتحت وطأة التقاليد الدينية التزمت المعابد الرومانية لمفهوم اليونان عن الصرح المستطيل. ولكن حتى هنا نجد استثناءات ملحوظة وخصوصاً في الإختيار الواقع على التصميمات الدائرية لثولوس اليونانية الزمن.

ومعبد فينوس في بعلبك هو استثناء أيضاً. إن السطح المنحني للأسطوانة يوحي على الفور بالحركة ويحفز المخيلة الثلاثية الأبعاد للمصمم، عادةً يكون سطح الأسطوانة نافذ كقبة وهو ميزة قوية لتوليد المساحة. الضرورة لتعميق الجدران السميكة تحت القبة تدعو للتحقيق في الحلول الهيكلية التي من شأنها تقليص حجم الجدار دون إنهاكه. إن البانثيون في روما هو المثال الأسمى لهذا الإقتصاد الذي تحقق من خلال تطبيق الشرقية والمحاريب من الداخل والخارج. في البانثيون الذي يشكل معلماً في فن العمارة في كل العصور كان حمل الإهتمام متوجهاً إلى داخله الرائع فالجزء الخارجي كان عادي نسبياً وهذا الأمر ليس كذلك في معبد فينوس في بعلبك، وعلى الرغم من إمكانية مقارنته بالبانثينون بالحجم إلا أن هناك بعض التشابه بينهما: باحة داخلية اسطوانية متصلة بشرفة مستطيلة وقلص الجدار إلى سلسلة من الأرصفة ومحاريب منقوشة. أما الداخل فقد تم تصميمه بطبقتين من الأذيكيوليا. وقد حاول مصمم معبد فينوس ان يتحدى عظمة المعابد الساحقة الحجم في المناطق المجاورة. إضافة إلى ذلك شارك معبد فينوس بفناء برستليلي وضع بشكل غير مباشر مع معبد أقدم. في ظل هذه الأوضاع كان العرض الخارجي قدم بعض الجاذبية الخاصة، شيء مجهول حتى الآن في التصميم الديناميكي المثير للخارج كما ما زلنا نراه اليوم كان جواباً مناسباً. في تشكيل جريء وفريد من نوعه فقد جُوف الجسم المحدب للباحة الداخلية على فترات من خلال محاريب محدبة وشبه مقببة وقد توزعت بين أعمدة دائرية وبتصميم بريستايلي وتحمل سطح معمد ليس مستديراً وليس موازياً للباحة الداخلية وليس مسقطاً إشعاعياً منها ولكن يتأرجح من داخل وخارج حركة مذبذبة مضادة كباروك حقيقي من صنع القرن السابع عشر. إن معبد فينوس هو ذروة التطور الذي أنذر بالمنطقة الداخلية لمعبد باخوس الذي يشترك معه في العديد من التفاصيل الزخرفية، وفي معبد باخوس نجد أن الأعمدة المنخرطة مع بعضها البعض ومع السطح المعمد المحطم بشكل معقد بين طبقتين من المحاريب، فتشبه بذلك النظام الضخم من أيام الباروك. الأديتوم التابع لها مع القوصرة المحطمة والقنطرة المجوفة لا يظهروا بمظهر كلاسيكي، وبشكل مشابه فإن مدافن البتراء تقدم أدلة على نزعات الباروك في المنطقة. إن الوضوح البسيط والتوازن المريح لفن العمارة الكلاسيكية أعطى وسيلة للإثارة العاطفية تجذب الحواس أكثر من المنطق. يتجلى هذا الإتجاه بالحالة السياسية والدينية لتلك الحقبة، وبعد وفاة ماركوس أوريليوس في العام 180 ب.م فإن استقرار الإمبراطورية الرومانية الذي استمر لمدة 200 عام وعرف هذا العصر باسم باكس رومانا والذي أصبح مهدداً. وقد حصل رجال من سوريا وآسيا الوسطى على مناصب مهمة ومعهم هيمن النفوذ الشرقي على الدين والفن وفن العمارة على نحو متزايد. حل الغموض والغير عقلانية محل العقل الفكري وهو سلوك تبلور في القول المأثور لترتليان على المسيحية: "أؤمن بذلك لأنه غير معقول".


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تدميره واعدة بناؤه

كان معبد فينوس والأعمدة الستة لمعبد جوبيتر أول المعالم التي جذبت أنظار قسم الآثار تحت الإنتداب الفرنسي. وبين العامين 1931 و1933 تم تخصيص مبلغ كبير من المال لتعزيز هذين الأثرين. دمرت العديد من الزلازل معبد فينوس وأقفلته. إن الأعمدة البريستالية تحمل النهايات البارزة للحلقات الملتصقة مع الباحة الداخلية للمعبد وكانت تميل 30 إلى 40 سم إلى خارج الخط الراسي، والكتل الحجرية التي تتألف منها الباحة الداخلية فصلوا في مفاصلهم. حفظت أجزاء السطح المعمد التي تمتد من الأعمدة إلى الباحة الداخلية المعبد من الدمار الكلي. وكان الجزء الجنوبي الشرقي من المبنى قد قاوم الدمار الجزئي بعدة قرون ولكن الرواق الذي كان يشكل المدخل الأمامي والجزء الغربي من المعبد فوق المنصة تدمرا بشكلٍ كامل، باستثناء بعض أجزاء الحلقة الواحدة العرضية ولم يبقى من الأجزاء المدمرة التي وجدت في المحيط المباشر للمعبد شيء. يمكن استنتاج كيف ومتى دمرت هذه الأجزاء من المعبد من خلال عمليات التنقيب الأخيرة. هذه التنقيبات بدات في الخمسينيات واستمرت حتى اليوم، وعثر على طبقة سميكة من التراب الأحمر والحصى النهرية المماثلة لتلك التي توجد في النهر، مودوعة على طول الجزء الغربي من هذا المبنى، وهذا ما يدل على العديد من الفيضانات هي نفسها التي تؤثر اليوم على منطقة المعبد خلال أواخر آذار وأوائل نيسان، وهذه الفيضانات هي بسبب المطار الغزيرة في وديان شمال شرق بعلبك. في وقت سابق لأعمال التنقيب كانت مياه الفيضانات تملأ منطقة المعبد لعدة أيام حتى تمتصها الأرض ببطء وفي الوقت الحاضر وبغية تجنب مياه الفيضان فقد أعيد العمل على نظام تفريغ قديم، ويتألف من قناة موجودة منذ الحقبة العربية وكانت تستخدم لتزويد خندق القلعة بالمياه وبدورها كانت متصلة بنظام الصرف الصحي الروماني. ويبين أحد النقوش الموجودة على الجزء الجنوبي من المنصة تحت العامود البريستالي أنه في الأول من أيلول من السنة 742 من العهد السلوقي (430 ب.م) قام قام لوبوس الرائع وهو واحد من اوائل مدينة بعلبك بدفع النفقات المالية لبناء قنوات معبدة بالحجارة تحت حكم ستراتيفوس سيرنوس أنثيوس يصف الجزء الأول من النقش ووظيفة القناة التي بنيت كانت للقضاء على التأثير المدمر للفيضانات السنوية. واكتشف جزء من القناة خلال أعمال التنقيب الأخيرة وعرف أن بعض الأحجار يعود إلى معبد فينوس لذا يمكن الإستنتاج أن أجزاء من معبد فينوس قد وقعت بالفعل عندما شُيدت القناة عام 430 ب.م. هذا ما يفسر حقيقة أن القواعد والأساسات للأعمدة البريستالية الجنوبية الغربية تختلف عن تلك الموجودة في الجهة الشمالية الشرقية ويمكن اعتبارها بدائل خلال إعادة إعمار سابقة . يمكن اعتبار أن احد الحلقات قد وقعت في فترة ليست ببعيدة لأن بقاياها وجدت على مستوى على مستوى مرتفع كمنصة المعبد ويبدو أن انهيارها كان بسبب زلزال عام 1759 الذي أدى إلى إنقاص أعمدة جوبيتر من تسعة إلى ستة حالياً. وهكذا وفي الأعوام 1931-1933 تم تفكيك الأجزاء المتبقية من معبد فينوس وأعيد بنائها والمهندس المشرف كان ف. أنوس، تلاه السيد م.كوبل، الكاتب الذي عمل مع الراحلين ح.ماركيان والسيد أ.سينكحيان الذين عملا على صياغة مخطط للآثار كما كانت ثم أعيد جمع كل القطع كما كانت على الورق إلى حالتها الأصلية عند إعادة الإعمار. ونظراً لندرة الخشب المطلوب للسقالات فقد شيد هيكل من الإسمنت داخل الباحة الداخلية للمعبد وقد شيد للتفكيك وإعادة بناء المعبد ثم أزيل بعد انتهاء العمل. بعد العام1933 كان معبد فينوس جزيرة خارج منطقة المعبد فقد كان محاطاً بجدار يفصل بين أرضه وبين المنازل المرتفعة الأراضي المحيطة به، وفي الخمسينيات ومع ارتفاع ميزانية وزارة الآثار صودرت الأراضي المحيطة بالمعبد وتم إجراء تحقيق في المجمع. اكتشف بعض الفخارات والخزف أثناء عملية التنصيب السطحية التي تعود إلى القرن الأول الميلادي ولكن وجد في الطبقات الأعمق من الأرض فخار يعود بالتتالي إلى فترات أكثر حداثة ووجدت بعض فخاريات العصور الوسطى عند مستوى المعبد، هذه الحقيقة تشير إلى أن ارتفاع مستوى الأرض حول معبد فينوس وعند مدخل معبد جوبيتر كان بسبب حفر خندق حول معابد جوبيتر وباخوس، وهذا الخندق يعود إلى العصر الذي تحول به المجمع إلى حصن قلعة. وأظهرت أعمال التنقيب ان قناة الري ارتفعت مع مستوى سطح الأرض ولكن بقيت على نفس المحاذاة. في الوقت الحاضر هناك فرعين لقناة الري: "النهر الشمالي" الذي يمر على طول مدخل جوبيتر ويسقي الحدائق الشمالية بالنسبة لمنطقة المعبد، والنهر ليس نظيفاً لأن مياه مجاري البلدة تدخله. لقد وجدنا ان الحالة نفسها كانت تسود خلال العصور الوسطى عندما كان قاع النهر حوالي 5 أمتار أدنى من المستوى الحالي لمنطقة معبد فينوس. القناة الثانية التي تسقي الحدائق الغربية والجنوبية من منطقة المعبد تسمى "اللوت الوسطاني" ويعتبر نهراً نظيفاً. كان العديد من طواحين المياه تعمل على هذا النهر وما زال هناك واحدة لا تزال تعمل، وخلال التنقيب وجد جزئياً على قناة محدبة كبيرة تحتوي على عدة أحجار من طاحونة من العصر الروماني على الجهة الجنوبية الغربية من الحصن. إن الحجار موجودة بالقرب من طاحونة العصر الحاضر، ونستنتج من ذلك أن استغلال تدفق المياه بقي في المكان نفسه على مر العصور، هذه القنوات التي تنبع من رأس العين تلتقي مرة أخرى إلى الجنوب من معبد فينوس ثم يأخذوا مسارهم الحالي في الري. تشير نقوش العام 430 ب.م أن حماية سياج "معبد الشعر" قد يعزى إلى وجود سياج جديد يحوي معبد فينوس ومعبد آخر سأشير إليه على أنه معبد الشعر لتميزه عن معبد فينوس. وهناك نقش ثان موجود بالقرب من مسجد مدمر على أنقاض حوض كبير وصفه مندريل عام 1697 وهذه النقوش تشير أيضاً أن هذه القنوات تم إصلاحها بمساعدة مالية من سوسيبوس الكبير لاحتواء الفيضانات الغزيرة في فصل الشتاء وأصبحت مياه الربيع النقية وفيرة وذلك استجابة لصلوات القديس تيودوتس. وضع هذا النقش راي كوكيوس في النصف الثاني من القرن الرابع بعد الميلاد، ومن المحتمل أن الحوض المتساءل عنه هو الذي اكتشف بجنوب معبد فينوس وأحيط بأرصفة رومانية كبيرة أعيد استخدامها. على الرغم من ذلك قد يكون ذلك إشارة إلى رأس العين. المسجد المدمر قد يكون شبيه بالمسجد قرب معبد فينوس مع مئذنة قديمة ولكن بقاعة صلاة أكبر حداثة. وجدت بعض الأساسات الرومانية تحت الأرصفة المحيطة بالحوض بالقرب من معبد فينوس، الحوض هو على نفس المستوى من الإنشاءات البيزنطية حول معبد فينوس وهي مبنية بحجارة من النوع الجيد والتي تعود إلى نصب روماني مزخرف. كان الحوض يتلقى مياه نقية من قناة قطعت عند الحدود ومع كل هذه الأدلة قد يميل الشخص إلى الإعتقاد بأن نقش موندريل هو على هذا الحوض وقنوات مياه الفيضانات التي بنيت إلى جانبه. وهكذا وفي نهاية القرن الرابع أو بداية القرن الخامس ومع تدهور نظام التفريع الروماني أو الإنسداد الذي حصل بسبب ارتفاع مستوى الشوارع أدى إلى خلق مشكلة فيضانات جديدة مما استرعى اهتمام سكان بعلبك. إن النقطة الرئيسية لنظام التفريغ يبدو أنه موجود تماماً جنوبي معبد فينوس وقد بذلت جهود كثيفة لحماية المعبد المقدس من الفيضانات.

المعابد والمناطق المحيطة

بدأت أعمال الحفريات في الوقت الحاضر في منطقة المعبد إلى المستوى الأصلي السابق قبل إلقاء المواد المستخدمة في حفر الخندق التي حصلت قبل القرن الثاني عشر. أعمال الحفريات كشفت حول معبد فينوس عن بروبولي (منطقة مسورة) مع معبدين أساسيين فيها. وتتألف بعض الأساسات من كتل حجرية رومانية أعيد استخدامها ومن الممكن أن تكون من العصر البيزنطي خلال القرن السادس . وبجانب معبد فينوس وجد معبد آخر وهو معبد ميوزس (الشعر) على الجانب الشمالي، ويواجه البروبولي المحيط بالمنطقة المقدسة ساحة واسعة تمتد من الدرجات التي تقود إلى معبد باخوس حتى المسجد الأموي الثري في الشرق. استنتج من السير في المراحل المختلفة لهذه المنطقة أن الساحة عبدت بحجارة أرصفة كبيرة وقد تحوي المنطقة بعض الآثار الصغيرة كنوافير المياه العذبة من عين الجوج التي كانت تستخدم كمياه صالحة للشرب في مدينة بعلبك. وجد العديد من قطع الحوض في باحة المسجد الأموي وتم إعادة تجميعها. استخدمت الكتل الحجرية الكبيرة في إعادة المستوى الأرضي للبرج الغربي الموجود في الزاوية الجنوبية الشرقية تحت مستوى الأرض الحالي، تحتوي على تصميم لشكل أنثوي تتسم بشاعرة الفلسفة وتلك الآلهات الموجودة على الأرض. لدى بريبولي صف أعمدة بريستالي مع عامود على الحائط المواجه لكل عامود. يقتصر الجانب الشرقي على شارع موازٍ لطريق المعبد الحالي المؤدي إلى رأس العين، أما على الجانب اغربي يؤلف الجدار زاوية بأكثر من 90 درجة يغير الإتجاه نحو الشمال الشرقي إلى ما بعد المعبد الثاني، كل هذه التغييرات والتعديلات أجريت لتتضمن المعبد المسمى بمعبد الميوزس (الشعر). المنطقة الغربية غير مكتشفة بالكامل وأرض الجانب الجنوبي مرتفعة وصخرية، وخلال العصر البيزنطي كانت الطرقات الغربية والشرقية مغلقة بأعمدة متوسطة ومن المحتمل أن هذا يدل على أن هذه الطرقات لم تكن صالحة لمرور العربات. أما على الجانب الغربي تؤدي الطرقات إلى معبد ميركوري الموجود على قمة جبل الشيخ عبد الله. وقد نقب وحدد درج المعبد البروفيسور دانيال سلمبرجير وهو المدير الحالي لمهد الاثار الفرنسي في بيروت. جميع الطرقات التي تتقارب نحو الساحة أمام المعبد غير متازية ولا تتطابق مع اتجاه المعابد ما عدا معبد فينوس. هذه الحقيقة قد توحي بأنه هناك تصميم عمراني جديد عندما كان معبد فينوس والساحة السداسية ينشأن. بالقدر المتعلق بالساحة السداسية فإن هناك دليل على هذه النظرية في معرفة أن الشارع المعمد الذي بمتد من المدخل الروماني الشمالي لبعلبك وينتهي بشكل مضاد للزاوية المنتصف شمالية للساحة السداسية. شهد هذا الطريق التغير نفسه في المستوى كغيره من الطرقات لمعبد فينوس في العصر البيزنطي وكانت جدران المدينة في العصر البيزنطي والعربي مشيدة على بعد بضعة أمتار من الجهة الغربية من هذا الطريق. نستنتج من كل هذه الأدلة انه كان هناك إعادة تخطيط للمنطقة المحيطة بالمعابد تقريباً في نهاية القرن الأول حيث كان كامل مجمع جوبيتر مع ساحته السداسية سيحل مكان مجمع المعابد الهيلينية. انتهت منطقة المعبد الهيليني بساحة مستطيلة وفي تلك المنطقة كانت كل الطرقات القريبة من منطقة المعبد تلتقي سابقاً. وكشفت الحفريات حول معبد فينوس أن المنطقة حول المعبد قد ارتفعت حيث دفنت منصة معبد ميوزستحت البريبولي المعبّد الحديث التخطيط. وكان المخطط يشمل معبد ميوزس ومعبد فينوس جديد. هناك دليل على الأعمدة البريستالية المتبقية من البريبولي على أن هناك عارضة خشبية وضعت لتسد مدخل منطقة البريبولي. الثقب في أحد الأعمدة مستطيل أما على الآخر فهناك ثقب مفتوح يسمح للعارضة أن تزال. وهكذا كانت الحواجز توضع وتزال عند الضرورة. رصفت المساحة بين بيريبولي والأعمدة بالفسيفساء الكبيرة وحجر كلسي. وتم كتابة أسماء بقطع حمراء اللون من الموزاييك بين الأعمدة، وفيما يلي يمكن فهم بعض هذه الأسماء. خلال عدّ الأعمدة من الزاوية الشمالية الشرقية للبريستايل حتى الجنوب نقرأ:

  • بين الخامس والسادس: بارابيللوس
  • بين العاشر والحادي عشر:ميزيموس
  • بين الثالث عشر والرابع عشر: سيانيس
  • بين السادس عشر والسابع عشر: كاليستوس
  • بين الثامن عشر والتاسع عشر: گايينوس.

هذا النوع من الأرصفة الكبيرة بالفسيفساء غطى الرواق حول الساحة المستطيلة الشكل وبروبليوم معبد جوبيتر وأيضاً رواق الساحة السداسية كما هو محتمل. لسوء الحظ فقد فقدت كل الأدلة عن الساحة الأخيرة. ونفس الشيء يمكن قوله عن ساحة بعلبك الومانية "بولوتيرين" مقابل فندق بلميرا وهو أيضاً مغطى بالفسيفساء، ربما تنتمي جميع هذه الأبنية إلى نفس الفترة ولكن مع تواريخ متقاربة. " في فترة وسطية وبسبب التغيير في مستوى الأرض ظهرت على السطح الأصلي طبقة جديدة من الفسيفساء مع خلفية سوداء ودوائر بيضاء كبيرة. ولكن في بداية القرن الخامس ارتفعت الأرض عند معبد فينوس وتم تحويله إلى كنيسة وهكذا وضع رصيف غطى الفسيفساء القديمة. إن ما تبقى من البربولي يظهر أنه كان هناك عملياً ثلاثة مداخل متماشية مع محور معبد فينوس: مدخل رئيسي كبير ومدخلين صغيرين على كل جانب. بيلغ حجم الباب الأوسط 443 سم مع تخوم مزينة كثيراً أما عرض المداخل الجانبية فيبلغ 221 سم ولكن كلا الجانبين مشوه. وكان هناك مدخلين آخرين على الجهة الشرقية المؤدية إلى منطقة المعبد. ونسالة كل من المدخلين وضعا إلى جانبهما. دمرت الزاوية الشمالية الغربية للبريبولي بشكل كامل بحيث أنها لا تكشف أي شيء عن حالتها الأصلية. هناك بعض بقايا الجزء الأوسط من الجدار الغربي ولكن لا تشير إلى مدخل منطقة المعبد.

معبد ميوزس

أخفيت المنصة العالية التي تبلغ 263 سم من معبد ميوزس بساحة تم تقديمها خلال إنشاء معبد فينوس. ونلاحظ بان الأرض المحيطة بمنطقة المعبد غطت في البداية حوالي متر واحد من منصتها. ثم ارتفع إلى الإرتفاع السابق الذكر. وجدت شرافة (جدار يفصل بين فتحتين) في بداية رصيف الساحة التابعة لمعبد ميوزس. وتتميز بأنها الجزء المتوج للأبنية في بداية القرن الأول والفترة الهيلينية. الجدار الجنوبي ورواق المعبد قد حفظا جيداً بحيث يعطيان فكرة كاملة عن مخطط الحرم، المعبد هو من النوع بسيدوبترال. المعبد الوحيد المستطلع نمن نفس معبد ميوزس في سوريا ولبنان هو معبد حصن سليمان الموجود على جبال شرق طرطوس. هذان المعبدان هما تقريباً بنفس الحجم مع فارق وحيد أن حصن سليمان هو أيوني اما ميوزس فهو كورنيتي. قد نفترض بأن الجدار المدمر للباحة الداخلية على يمين المدخل يتضمن درج يقود إلى سقف المعبد وذلك على غرار ذلك الموجود في حصن سليمان. ولكن سماكة الجدار على الجهة الجنوبية لا تسمح بوجود درج. وبالإستناد إلى أدلة جديدة يمكننا إضافة أمثلة أكثر عن معابد بسيدوبترال وهو معبد ميركوري الموجود على جبل الشيخ عبد الله في بعلبك وذلك الموجود في بركش في سوريا. أنشأ معبد ميوزس قبل القرن الأول الميلادي بينما أنشأ حصن سليمان في وقت لاحق. يتألف معبد ميوزس من ستة أعمدة إلى جانب رواق وستة أعمدة على جوانب الباحة الداخلية. وهكذا فإن عدد الأعمدة على جهة واحدة هو ضعف عدد الأعمدة الموجود في الواجهة. وهو استثناء لقاعدة فيتروفيوس الذي صرح بأنه يجب ان تكون ضعفين ناقص واحد. معبد فورتونا فيرتيس المحفوظ جيداً في روما ويعود تاريخه إلى 40 ق.م وهو مثال جيد على صيغة فيتروفيوس. هذا الإختلاف في معبد ميوزس يظهر استقلالية مدارس البناء في سوريا ولبنان فيما يتعلق بتصميم المعابد. القياسات المحورية لمعبد ميوزس تظهر نسب بسيطة من 10,61/21,42 م وهي نسبة تقريبية من 2:1. هذه ليست نسبة بسيطة ولكن هي في وئام مع نسب معبد باخوس حيث تبلغ بينما معبد جوبيتر تبلغ ... المعبد هو نتاج اداة إزميلية وهي من مدرسة البناء اليونانية التقليدية. تتألف المنصة من عدة طبقات وليس من ثلاث طبقات كالمعابد التي انتجتها مدرسة البناء اللبنانية والسورية. وقد طورت هذه المدرسة علاقات هندسية معقدة جداً خلال البحث عن التناسق المعماري. في بداية الفترة العربية لتثبيت السكن داخل الباحة الداخلية طمست اي أثر الأديتوم. ولكن هناك بعض الآثار على الجدار الجنوبي توحي بتشكل مبكر للأديتوم شبيه بالمعابد القديمة في قصر ناوس و... أساسات العواميد الممسوحة والعواميد المتداخلة توحي بالمثل. إن معبد ميوزس الذي هو أول مركب داخل الطوق المكشوف في الحاضر يكشف ان الجدار المطوق مرّ بتغييرين على الأقل مع ارتفاع مستوى الأرض حول محيط منطقة المعبد وقد تكشف حفريات جديدة عن شكل الساحة القديمة. يتألف الشكل الحالي للساحة من رواق أعمدة على الجهة الشرقية. وبما ان جدار البربولي يمر بشكل قريب من الزاوية الجنوبية الغربية لمعبد ميوزس فلم يكن هناك مساحة لرواق أعمدة على الجهة الغربية. أما على الجهة الشمالية غرب المدخل هناك آثار سياج مع اعمدة شبه متشابكة ومتصة بدرابزين. ووجود سياج مشابه في المشنقة وفي قرية قريبة اسمها الهمارة (قصر الوادي). كانت أرضية السياج في بعلبك مرصوفة بالفسيفساء وبعض البقايا ما زالت في مكانها، البناء بأكمله كان إضافة لاحقة للساحة وبما ان البناء في الهمارة لديه نقش يظهر تريخ البناء في أواخر القرن الثاني، فإن بناء معبد فينوس كان على الأرجح في بداية القرن الثاني أو قبل ذلك.

انشاء معبد ڤينوس

بما أن معبد فينوس والمدخل الرئيسي لساحته هما على نفس المحور فيمكن القول ان تخطيط وبناء كليهما كان على الأرجح في الوقت نفسه.تم إنشاء معبد فينوس في أواخر القرن الثالث واعتماداً على المنطق عند دراسة الأعلى منه نرجح انه بني في بداية القرن الثاني ب.م. يوصف معبد فينوس بالباروكي وهو شبيه بإبداعات عمارة عصر النهضة. ولكنه معبد منتظم دائري مع صف أعمدة بريستالي متصل بالباحة الداخلية من خلال سطح معمد متلامس ومنحني. المعبد الموضوع على ثلاثة منصات متتالية: الول مستطيل الشكل، الثاني شبه دائري متصل بالمستطيل والثالث هو شبه دائري مع حلقات متماسة ومركز شبه مفصول، وانتيا بارز تجاه الدرج الذي يقود إلى رواق المعبد. توضع مراكز الأعمدة البريستالية في دائرة نصف قطرها 172 سم أي حوالي 24 قدماً رومانية ب 29,7 سم لكل واحدة. ومسافة الزاروية بين الأعمدة هي 18*3 درجة /11. على المنصة وخلال التفكيك نلاحظ وجود دائرتين معلمتين في غرس نصف قطره حوالي 15 إلى 20 قدم رومانية. يباغ نصف قطر حافة المنصة 27 قدم ويحتضن الرواق زاوية برديانين في وسط المعبد. تمثل هذه الأرقام 15،20,24,27 تعاقب حسابي متناقص في النسب 3:4، 5:6، 8:9، أي 3/4(15)تساوي 20، 5/6(20)تساوي 24، 8/9(24)تساوي27. تضم حلقات المنصة في الإرتفاع المتوسط زاوية ب 6/5 من 11/3. عند الرواق تنقسم 172 سم إلى نسبة 6/5 وهذه النسبة تحكم ارتفاع المعبد. ان ارتفاع العمدة مع التيجان تصل إلى 712 سم ب5/6. خمسة محاريب هلالية عميقة تزين الجزء الخارجي من الباحة الداخلية، المحاريب هي مركز من خمسة حلقات متماسة تجاه الباحة الداخلية للمعبد. تنتهي الباحة الداخلية المستديرة بأعمدة متشابكة وجدار مستقيم فتشكل بذلك المدخل. هذه العمدة المتشابكة مع عامودين آخرين من آخر الحلقات تكتمل مع أربعة أعمدة من رواق المعبد. هناك ستة أعمدة للحلقة ثلاثة منهم لديهم قاعدة خماسية الجوانب وتيجان أعمدة تدعم بروز خمسة حلقات سطح معمد مقعرة وضعت بشكل مماس للباحة الداخلية. وقد وجهت الجوانب الخمس من خلال الإتجاهات الخمسة لسطح اللقاء. تشكلت ثلاثة أوجه خلال التقاء حلقتين سطحيتين مع الجزء الخارجي من الدائرة أما السطحين الآخرين فهما الباطن الذي يصل الأعمدة بالحلقة نفسها. الأعمدة على الجهة الغربية لديها قواعد رباعية الجوانب وتيجان أعمدة مما يدل على أنه تم إصلاح هذا الجانب المهدد من قبل الفيضانات. في داخل الباحة الداخلية للمعبد هناك صف مزدوج من المحاريب المسطحة وضعت بأعلى المنصة كشرقية الساحة المستطيلة، ويتكون الصف الثاني من محراب وعامود وحيد كما في الباحة المستطيلة. الباحة الداخلية كانت مغطاة بقبة أقل من نصف كروية ومستوى مركز القبة يجري بمستوى الجزء السفلي للعتبة. وقد غطت الأعمدة الأربعة على جهة من الرواق بسقف مزين شبيه كذلك الموجود في معبد باخوس. والعتبات شكلت لتتلقى هذا الغطاء ومع ذلك فعتبة المدخل الأوسط لم تتشكل لتتلقى أي غطاء وبالتالي فإن منتصف الرواق كان مكشوفاً للسماء. وتشير قطعتين من العتب والأفاريز الدائرية المنحوتة على حجر مسطح على ان الجزء الأعلى من مدخل الباحة الداخلية لديه غطاء دائري منسجم مع تقاطع عامودي لقبة الباحة الداخلية. هناك نقش يوناني مع غلامة صنليب "المسيح هو الفاتح مع هذه الإشارة" على الجدار الشرقي من الباحة الداخلية ووفقاً لراي كوكواس فكان هذا ابتهاج مسيحي للتذكير برؤية الإمبراطور قسطنطين في معركة ميلفيوس عام 313 ب.م. هناك صلبان بيزنطية قديمة على الأعمدة المتشابكة عند المدخل. وكل نهاية للصليب تتفرع إلى ثلاثة خطوط متباعدة. توجد هذه الأنواع من الصلبان في الحجرات الأرضية للساحة المستطيلة تشير إلى أن إنشاء حجرات مسيحية احتفالية هنا. مع كل الإحتمالات فإن تسمية معبد فينوس حالياً بالبربارة يعود إلى الفترة البيزنطية. وعلى الأرجح فقد تحول المعبد إلى كنيسة كبيرة في الساحة. لاحقاً شيد مسجد في القسم الشرقي من الساحة ومنطقة الطريق المجاور وما زال هناك بعض من آثاره في المكان. هذه بعض حقائق "جوهرة بعلبك" التي كانت أسطحها المعمدة مزينة إلى أبعد الحدود، أما الأجزاء الخلفية التي تركت للمستقبل سينتهي العمل منها عندما يصبح المال متوفراً. التغيير المفاجئ في القيم الإنسانية عرقل تحقيق الأمر ولكن آثار بعلبك موجودة لتلهم الناس بجمالية مفاهيمها التصميمية. ونقول كما قال كيتس "الشيء الجميل هو فرح للأبد".


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "معابد بعلبك". اكتشف بعلبك. Retrieved 2012-09-02.