معامير

معامير هي إحدى قرى البحرين الصغيرة في مساحتها، الكبيرة بما تحويه من تاريخ وأفعال رجالها السابقين المتميزين بالحكمة، والأخلاق الحميدة، والكرم، ومساعدة أهالي القرى المجاورة. هي إحدى قرى جزيرة سترة، وتقع على شارع مجلس التعاون، وهي مقابلة لقرية العكر، وقريبة جداً من خزانات شركة نفط البحرين.

ويوجد في الجهة الشرقية من المعامير ما يسمى بسيف المعامير وهذا السيف يتراوح عرضه بين 120 و150 مترا، وطوله يقارب 700 متر، وإذا حسبنا المنطقة الممتدة إلى نهاية الممر المائي فيصل إلى أكثر من 2 كم.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حدود المعامير

الطول :- من قبر الشيخ سهلان شمالاً إلى قبر الشيخ إبراهيم جنوباً العرض:- من خزانات النفط شرقاً إلى محطة الرفاع لتوليد الكهرباء غرباً


سبب التسمية:

كان المعامير قديما يسكنون منطقة عسكر وبعض منهم كان يسكن في منطقة تسمى الفارسية وهي قريبة جداً من شركة ألمنيوم البحرين ولعناء المعيشة في ذلك الوقت ونظراً لبعد هذه المنطقة عن باقي مناطق البحرين ولنشوب بعض الخلافات مع أهالي القبائل الأخرى اتخذوا قرارهم بالرحيل إلى منطقة أخرى من مناطق البحرين.

وجاءوا إلى هذه المنطقة بقيادة رجل يدعى غنام وهو من عائلة آل يعقوب المعروفة إلى الآن, وقام هو ومن معه من الرجال بتعمير هذه المنطقة، فأطلق عليها اسم المعامير. وقرية المعامير لها قرى مجاورة منها قريتي العكر والنويدرات.

وحسب أقوال المعمرين أن المعامير كان يسكنها واحد اسمه عامر... والنويدرات كان يسكنها واحد اسمه نادر... ومن هنا جاءت التسميات.

كما أن هناك رواية ثالثة تقول بأن : العكر قرية قديمة ومعروفة.. وهي أصلية، وكانت موجودة ومزدهرة الحياة قبل ظهور قريتي المعامير والنويدرات، حيث كان أهالي هاتين القريتين حسب أقوال المعمرين يعيشون في منطقة قرب ألبا، فهجروا هذه القرية وتوجه بعضهم إلى منطقة يطلق عليها بربورة ولضيق المكان هناك سكنوا قرب رجل يطلق عليه (نويدر) فسميت المنطقة الجديدة باسمه (نويدر) أو (نويدرات)، بينما اتجه البعض الآخر مع رجل اسمه (مير)، وعندما يلتقون يسألون بعضهم أين تسكنون ؟ فيقولون : (مع مير)، فاختلطت الكلمتان وأصبحت (معامير).

تاريخ القرية

كان عدد بيوت القرية في تلك الفترة لا يتعدى خمسة عشر بيتاً فقط، وفي كل بيت يقيم مجموعة كبيرة من الرجال والنساء، وكان أهل المعامير يشتهرون في تلك الفترة بصيد الأسماك واستخراج اللؤلؤ. وكان الأهالي يعملون تحت إمرة نواخذة كبار من نفس القرية، أمثال النوخذة علي بن هلال، والحاج حسين بن عباس، والحاج عبد الله بن عباس، والحاج علي بن متروك الذي توفي في البحر نتيجة غرق القارب الذي يبحر فيه، وكذلك الحاج مدن بن الطيف.

مخاتير القرية

بعد وفاة غنام (كبير القرية آنذاك)، تزعم القرية أحد كبار النواخذة، وهو الحاج عبد الله بن عباس، وجاء بعده أخوه الحاج رضي بن عباس، حيث كانت القرية تعيش تحت إمرة واحدة. وكانت للحاج رضي السيطرة على القرية ولا يختلف اثنان عند كلمته، وكان له الحق في التدخل في حل جميع مشاكل القرية سواء كانت صغيرة أم كبيرة، حتى في الصلح بين الزوج وزوجته، وكان الرجال في ذلك الوقت يتزوجون بأكثر من واحدة، حتى أن بعضهم وصل إلى أن الأربع زوجات يجتمعن في بيت واحد. وكانت المهور في تلك الفترة بسيطة جداً، وكانت العادة في الزواج أن يقوم أهل الزوج بدعوة أهل القرية جميعاً لوجبة الغداء والعشاء. وبعد وفاة الحاج رضي جاء أخوه الحاج إبراهيم بن عباس وكان أكثر من أخيه حزماً في حل الأمور، وقد عينته حكومة البحرين في عهد الشيخ سلمان مختاراً رسمياً للقرية. وبعد وفاة الحاج إبراهيم بن عباس تم تعيين الحاج حسين بن إبراهيم بن عباس مختاراً للقرية

المعامير وبرميل الصل

عندما أنشئت شركة نفط البحرين المحدودة (بابكو) كان لها كبير الأثر على القرية وأهلها، حيث أن قرية المعامير أقرب منطقة للشركة. فقد قام الكثير من أهالي المنطقة بالتوجه إلى الشركة للعمل بها، ولكن الشركة كانت ترفضهم، وحين بدأت الشركة في إنشاء جسر يربط بين عملها في سترة وعملها في الشركة احتج أهالي القرية على هذا المشروع، حيث أن الجسر سوف يعيق حركة السفن والقوارب الخاصة بأهالي المنطقة، فما كان من إدارة الشركة إلا التوجه إلى كبار القرية للتشاور معهم حول هذا المشروح وإبداء الاستعداد لتنفيذ جميع مطالب أهل المنطقة. وبالفعل تم وضع الشروط، ومنها أن تقوم الشركة بتزويد جميع البحارة كل على حدة بعدد اثنين درام صل، وهو مادة خاصة لدهان القوارب، وتزويد بيوت القرية بالماء، وأن تكون الأولوية لأهالي القرية في التوظيف بالشركة. وقد قامت الشركة بتنفيذ بعض الشروط ولم تفي ببعضها، ولكنها قامت بإنشاء مدرسة ابتدائية في المنطقة سميت مدرسة المعامير ثم أهدتها لوزارة التربية والتعليم فيما بعد، وقامت كذلك ببعض حنفيات الماء في القرية وليس في المنازل وعددها أربع فقط

النمو العمراني في القرية

كما أشرت سابقا إلى أن عدد بيوت القرية في تلك الفترة لا يتعدى خمسة عشر بيتا فقط, وفي كل بيت يضم مجموعة كبيرة من الرجال والنساء أما في وقتنا الحاضر فاخذ النمو العمراني في القرية ينمو بشكل متسارع نوعا ما، إذ ما ذهبت إلى القرية تجد البيوت الجديدة والمصممة بأحدث بأساليب المعمار إذ لا يوجد فريج إلا وبه مجموعة كبيرة من البيوت الحديثة

إلى جانب وجود بعض البنايات الكبيرة حيث تتجاوز الأربع بنايات حيث تجدها مأهولة بالسكان ولعل أهم ما يميز القرية تلك البيوت القديمة التي لا تزال قائمة إلى الآن ويتجاوز عمرها الخمسون عاما على الأقل وأيضا هناك بعض البيوت القديمة التي جددت.

صائص السكان العامة

لقرية المعامير ملامح وخصائص عامة لعل أهمها ما يتعلق بالجوانب التالية :

الملامح الاجتماعية

كانت الحياة الاجتماعية في الفترة السابقة أي قبل سبعين عاما على الأقل, حياة ابعد ما يمكن وصفها بأنها مترابطة إلى ابعد الحدود حيث تجد العلاقات الاجتماعية بين الأفراد قوية جدا. وتعتبر الأنساب في قرية المعامير متداخلة وذلك نتيجة للتزاوج بين أبناء القرية. ويمكن أن نوصف العلاقة بأن الجار يعرف جاره، وقد تكون هذه الجملة الأخيرة خاطئة نسبيا ولعل تعليل ذلك بان أهالي القرية يعرفون بعضهم البعض معرفة جيدة ووثيقة كأنما الفرد من أهل الدار وليس مجاور في السكن أو قاطن في القرية.

حيث تجد الأفراد في مختلف المناسبات في الأفراح والاتراح يشاركون فيها كأنما المناسبة عند الجار وليست لديك.

بصفة عامة كانت حياة القرية جميلة وهادئة حيث روح التعاون والإخاء قائمة بين أفرادها، أما في وقتنا الحاضر ومن خلال ملاحظتي وملاحظة الكثيرين من أهالي القرية بان العلاقات الاجتماعية لا نقول عنها(معدومة) ولا ننكر وجودها لكنها اقل تماسكا عما كانت عليه.

حيث انك لو سالت رجلا في الاربعين أو الخمسين من عمره عن بيت فلان في القرية سوف تتوقع منه الإجابة بدون تفكير، لكنك إذا توجهت بالسؤال إلى شاب في العشرين فتوقع الإجابة بأنه لا يعرف والسبب في ذلك بان الحياة الآن جذبت الشباب إلى أمور كثيرة تشغلهم عن الالتقاء بالناس والتعرف إليهم وأصبحت في آخر سلم اهتماماتهم.

بشكل عام الحياة الاجتماعية ما زالت موجودة إلى الآن بغض النظر عن تطور العلاقات من السابق إلى الفترة الحالية ومما يؤكد هذا الكلام وجود شكل من اشكال التعاون والتضامن بين أبناء القرية من خلال تأسيس صندوق المعامير الخيرى. حيث يقوم هذا الصندوق بمساعدة اهالي القرية المحتاجين سواء المساعدات المادية أو العينية وصولا بالاحتياجات المدرسية, واقامة المشروعات التي تعود بالفائدة على اهالي القرية ومن اشكال التضامن الاجتماعي إقامة مشروع الزواج الجماعي.

الملامح الثقافية

* ـ المساجد : كان المسجد ولا يزال منطلقا للتثقيف الإسلامي العام، فالإضافة إلى انه مكانا للعبادة فأنه جانب مهم قي دوره التوعوى حيث يستمع الناس فيه إلى الخطب والمواعظ الدينية في المناسبات. ومن أشهر المساجد في القرية مسجد الإمام علي (ع)، والشيخ أحمد، ومسجد الضامن علي وحاليا يتم بناء مسجد جديد وسيسمى بمسجد الإمام الرضا. *ـ المآتم : يوجد قي القرية ـ إلى جانب المساجد مأتم تقام فيه ذكرى عاشوراء وهو إلى جانب المسجد مكان تثقيفي حيث تقام فيه الندوات والاحتفالات والمهرجات المختلفة. ومن أشهرها، مأتم فاطمة الزهراء (ع)، وجنة الزهراء.

*- نادى المعامير الرياضي والثقافي : تأسس نادي المعامير الرياضي والثقافي من أجل تقديم الترفيه والأنشطة الرياضية والثقافية لأهالي القرية مع الاستفادة من الطاقة البشرية لأهالي القرية. حيث قام شباب القرية بتأسيس فرقة المعامير الفنية التي قامت بعدد من الأعمال المسرحية والدرامية والتي تمس واقع القرية ومشكلاتها ومنها من طمع طبع، عطية والقدر، عاقبة الوالدين، العجوز، مدينة الفقراء وغيرها.

ويتعاون نادي المعامير مع العديد من الوزارات والمؤسسات من أجل تقديم بعض الفعاليات والأنشطة والتي تعود بالفائدة على أهل القرية. حيث أقيمت مؤخرا ندوة خاصة بكبار السن بالتعاون مع مركز سترة الصحي.

وكذلك الاهتمام بالأنشطة الثقافية والرياضية: ككرة القدم والسلة، والطائرة، ولعبة التنس...الخ. مع اقامة العديد من المسابقات والدورات الرياضية بين فرق القرية وكذلك مع فرق القرى الأخرى.

صندوق المعامير الخيري

تأسس هذا الصندوق بتصريح من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عام 1994م. ويقوم هذا الصندوق بمساعدة أهالي القرية.

ومن أعماله :

- إقامة العديد من اللقاءات التربوية بين البيت ومدرسة الإمام علي

- إقامة حملات بالتبرع بالدم

- إقامة مخيم لمساعدة الشعب الفلسطيني

- أجراء مسابقات ثقافية

- احتفالات باليوم العالمي للمسنين والتدخين........ وغيرها.


حوزة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام الدينية

حوزة الإمام أمير المؤمنين هي مؤسسة دينية تسمى حوزة الإمام أمير المؤمنين (ع) الدينية، أسَّسها سماحة الشيخ محمد جعفر السعيد (حفظه الله تعالى) في عام 1420هـ المصادف 1999م في قرية المعامير، البحرين. حيث تم فتح فرع خاص للنساء تابع لها في نفس المنطقة، ونظامه منبثق من النظام العام للحوزة.

رسالتها وغايتها نشر الثقافة الإسلامية، وتعميم الحركة العلمية، بواسطة الدراسة والتأليف والنشر، وبث المعارف ومبادئ الدين الحنيف، وإعلاء كلمة الله تعالى، والسعي وراء نشر المكارم الفاضلة، وتربية الطلاب تربية إسلامية صحيحة.

أما أنشطتها وفعاليتها فتقوم الحوزة على إحياء المناسبات الإسلامية، والعمل على نشر الوعي بين جميع أفراد المجتمع وذلك من خلال البرامج والندوات والدورات التي تعدها الحوزة.

أما إصدارات الحوزة، فتقوم الحوزة على تأليف وطباعة الكتب، كإصدار "قبس من نور في الأدعية الرمضانية والأيام"، وإصدار اسطوانات التعليم الكمبيوترية، والنشرات والمجلات، وإصدار النشرة الشهرية الخاصة بها (صدى الحوزة)، وللحوزة موقع الكتروني و هو Http://www.al-7awza.org .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التعليم

بالنسبة للتعليم في هذه القرية تمثل بداية في تعليم القران الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، وبعد ظهور التعليم في البحرين أقتصر التعليم فيها على البنين فقط. وذلك لرفض الأباء والأجداد تعليم البنات في المدارس تمشيا مع عاداتهم وتقاليدهم. ومع مرور الأيام بدأ بعض الأباء بالسماح لبناتهن بالتعليم.

حظي التعليم في القرية باهتمام كبير من قبل الأهالي منذ البداية، حيث كان أهل المعامير يتلقون تعليمهم في مدرسة سترة، وكانوا يذهبون سيراً على الأقدام لعدم وجود مواصلات في تلك الفترة، وكان من الجيل الأول في التعليم المرحوم الحاج محسن العصفور والحاج أحمد الحاج يوسف والمرحوم الحاج محمد تقي وحميد الشيخ علي والحاج حسن الحاج علي آل أحمد والدكتور الشيخ علي العصفور.

و حاليا توجد في القرية مدرستان للبنين وتسمى الأولى (مدرسة المعامير) والأخرى مدرسة (الإمام علي الابتدائية الإعدادية) وهي تقع في الجهة الجنوبية للقرية، ويدرس فيها أبناء القرية مع أبناء قرية العكر.

الاقتصاد

و كان أهل المعامير يشتهرون في تلك الفترة بصيد الأسماك واستخراج اللؤلؤ. وكان الأهالي يعلمون تحت أمرة نواخذة كبار من نفس القرية، ومن هؤلاء النواخذة : النوخذة علي بن هلال، والحاج حسين ين عباس، والحاج عبد الله بن عباس والحاج علي بن متروك الذي توفى في البحر نتيجة غرق القارب الذي كان يبحر فيه، وكذلك الحاج مدن بن الطيف.

ومن المهن القديمة هي صناعة القراقير (شباك لصيد السمك). وتعتبر مهنة صيد الأسماك من المهن القديمة والتي لا زال أهالي القرية يمارسونها بل ويعتمد البعض عليها في قوت حياته اليومية.

أما في الفترة الحالية، فتنوعت المهن والأعمال، فتجد الطبيب والمدرس والمهندس. والحالة المادية للأفراد جيدة نوعا ما، لكن مهنة صيد الأسماك لا زالت موجودة إلى الآن في بعض بيوت القرية ويعمل فيها شباب.

أهم الخدمات المتوفرة القرية :

وجود الخدمات بشكل عام ضروري لكل مكان على وجه الأرض، فبها يستطيع الناس تسيير حياتهم بشكل سهل وميسر، ولذلك سوف أتناول بعض للخدمات المتوفرة في القرية :

الخدمات التعليمية : كما أشرت سابقا إلى وجود مدرستان في القرية للتعليم البنين وهما مدرستا المعامير والإمام علي للتعليم الابتدائي والإعدادي. وأما بالنسبة للفتيات فتوجد مدرسة في منطقة النويدرات ويمكن الوصول خلال عشر دقائق فقط.

الخدمات الصحية: بالنسبة إلى القطاع الصحي فأنه لا يوجد في القرية مركز صحي، لكن باستطاعة الأهالي الذهاب إلى مركز (سترة) الصحي حيث يمكن الوصول في غضون العشر دقائق.

الأسواق : يوجد في القرية الكثير من المحلات والدكاكين التي تبيع مختلف السلع والمنتجات حيث أنها لا تختلف كثيرا عن السلع والمنتجات الموجودة في المحلات الكبيرة للمدينة.

يوجد في ناحية من القرية منطقة تسمى ب (الدكاكين) وهي عبارة عن محلات أو دكاكين صغيرة نسبيا تباع فيها كل أنواع السلع ما عدا الملابس وهو مكان مقتصر على الرجال فقط ويعتبر مكانا هام للالتقاء بين أبناء القرية.

كما توجد في مدخل القرية بعض المطاعم ومحلات لبيع الملابس.

الحياة النباتية والحيوانية

أولا: أشجار القرم :

توجد هذه الاشجار في منطقة رأس سند التي تعتبر محمية طبيعية والتي صدرت لحفظها الكثير من القوانين، وتوجد كذلك في الجزء الشمالي من ساحل المعامير بشكل بسيط جدا بسبب الردم الذي طال هذه المنطقة، وهذه الاشجار تساعد على ايجاد بيئة مناسبة للكائنات الفطرية والثروة السمكية ما يجعل هذه المنطقة مركزا لتبايض الأسماك. وتستفيد الطيور من هذه الأشجار إذ تعتبر مأوى لها.

ثانيا: الطيور النادرة :

يوجد في سيف المعامير الكثير من الطيور النادرة التي تضفي على مياه السيف منظرا جميلا يضفي على الحياة مذاقا، يتجلى ذلك في لونها الأخاذ وحركاتها المتناغمة، ومن هذه الطيور الفلامنكو والبلشون واللوه والنورس.

ثالثا: السياحة البيئية والتنزه :

تعتبر السياحة البيئية إحدى مصادر الدخل التي تسعى المملكة إلى تحقيقها من خلال الاهتمام بالبيئة والحياة الفطرية في البحرين والتي منها محمية العرين، إذ توليها اهتماما كبيرا من حيث الدعم والخدمات التي تقدمها إليها، بينما تبقى الكثير من المناطق الجميلة وتحوي حياة فطرية بعيدة عن الحماية، مثل خليج توبلي وسيف المعامير وغيرهما من سواحل المملكة. ولا ننسى الفائدة الكبيرة من صيانة هذه الأماكن إذ ستكون متنفسا للسكان ومصدر جذب للسياحة في أرضنا الغالية.

رابعا: الثروة السمكية:

كان سيف المعامير مليئا بالثروة السمكية والروبيان إذ تعتبر ثروة لهذا الوطن ومصدر رزق لسكان هذه الجزر. لكن لعبت عدة عوامل في تدمير الثروة السمكية، منها الصيد الجائر، التلوث، والردم العشوائي الذي لا يعي أهمية هذه الثروة التي أخذت تشح، وقد اختفت بعض الأسماك من مياهنا الإقليمية.

كان الأهالي يسترزقون منه ويقتاتون عليه إلى أن وصل التدمير وتلويث البحر إلى حد أدى إلى فرار الأسماك منه، وخصوصا إذا عرفنا أن عمق مياه سيف المعامير حاليا لا تتعدى نصف متر، وذلك بسبب ما ترسبه مياه المجاري وصرف غسل الرمال التي تصب في خليج توبلي وجزء من سيف المعامير.

أهم المشكلات التي تواجه القرية

قرية المعامير مثلها مثل أي قرية تعاني من العديد من المشاكل المهمة المتمثلة فيما يلي :

• مشكلة الردم العشوائي الذي طال جميع سواحل المملكة بدعوى التطور والتحضر والمدنية وطال سيف المعامير والذي يعتبر بيئة لنوع من أنواع الحياة الفطرية.

• إن المنطقة الوسطى تحتل نصيب الأسد من نسبة التلوث بالمملكة وخصوصا قرية المعامير حيث تعاني من الوضع البيئي المتدهور وسببه التلوث الناتج من بعض المصانع المجاورة وما تنتجه من غازات وأدخنة وروائح وغيرها.حيث أن المعامير تحاط بمصانع مختلفة أهمها شركة نفط البحرين ومولدات الكهرباء ومصنع ألمنيوم البحرين ومصنع الخليج للبتر وكيماويات هذا إلى جانب المصانع المنتشرة في المنطقة التي تنتج مواد الأبنية كالخرسانة والطوب وغيرها، علاوة على ذلك حظائر المواشي والأغنام التي تقبع هي الأخرى إلى جانب المصانع وتزداد رائحة مخلفات نزلائها في فصل الصيف نتيجة لسرعة التحلل مع ارتفاع الحرارة.

• أن الغازات التي تعرضت لها المنطقة تؤدي لحرقة وصعوبة في التنفس والتي تؤدي إلى السعال ما ينتج عنها أمراض أخرى إذا تعرض لها الإنسان فترات أطول. ومن هذه الغازات غاز اليوريا وغاز كبريتيد الهيدروجين.

• كثرة الحوادث التي تكون أغلبها عند الشارع الرئيسي لمدخل المعامير والتي تنتج من سرعة السائقين. وللعلم فان هذا الشارع يربط بين العديد من القرى المجاورة.

سأتناول مشكلة التلوث بشيء من التفصيل، لأنها تعتبر من المشاكل المحورية التي تعاني منها القرية. هذا مما حذا بالبعض بتسميتها بـ (القرية المنكوبة). وبذلت مجموعة من الجهود والمحاولات للحد من هذه المشكلة من قبل مجموعة من المهتمين بهذه القضية وعلى رأسهم صندوق المعامير الخيري ونائب المنطقة الوسطى وما زالت الجهود متواصلة لإيجاد حلول مناسبة.

قرية المعامير وسرطان التلوث :

عندما يحاط الإنسان ببيئة ملوثة، فإنه محكوم عليه بالموت البطيء، الذي سينال منه عاجلا أم آجلا... فهل هذا هو القدر المكتوب على أهالي المعامير؟

فهذه المعامير المطلة على ساحل جزيرة سترة يتمركز التلوث، مطوقة من الشمال والجنوب ومن الشرق والغرب بحلقات من التلوث، يسلخ صحة هذا الإنسان الذي قدم الكثير لهذه الأرض الطيبة. حيث أنها محاطة بمصانع مختلفة أهمها شركة نفط البحرين ومولدات الكهرباء ومصنع ألمنيوم البحرين ومصنع الخليج للبتروكيماويات هذا إلى جانب المصانع المنتشرة في المنطقة التي تنتج مواد الأبنية كالخرسانة والطوب وكذلك حظائر المواشي والأغنام وغيرها من المصانع.

وحيث تتفنن الروائح بأنواعها في تعطير أجواء قريتنا وبيوتنا وحتى ملابسنا... وحيث السرطان الجاثم. فهل المعامير ضحية التحضر والحضارة؟ وما ذنب أهاليها ليدفعوا ثمن التحضر... أليس من الحضارة حماية الإنسان والبيئة، أم نسينا الاثنين معا؟!

وفيها نرى الأمراض الخطرة بشكل ملحوظ يثير الشفقة على أهلها... وانتشار الروائح المزعجة والخانقة والتي أشبه ما تكون بغاز الأعصاب الذي يستخدم في الحروب!

وقد أدى هذا القدر الكبير من التلوث البيئي إلى انتشار الأمراض العقلية في القرية ، والتأثير بنسبة كبيرة على مستوى التفكير والتمييز والإدراك لدى سكانها .