دار الرصد الجديد

العمل في مرصد تقي الدين.

دار الرصد الجديد، مرصد تقي الدين في إسطنبول، أسسه في إسطنبول تقي الدين محمد ابن معروف عام 1577، وكان واحداً من أكبر المراصد الفلكية في العالم الإسلامي. ومع ذلك، فقد ظل قائماً لأعوام قليلة قبل أن يتم تدميره عام 1580.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

في عام 1571، ابتعث السلطان محمد الثالث الفلكي المنجم تقي الدين الشامي إلى الفلكي الشهير اولوغ بگ في سمرقند للتدريب لكي يصبح منجـّم السلطان. وفي عام 1574، أصبح مراد الثالث سلطان الدولة العثمانية. وأصبح تقي الدين، كبير فلكيي ومنجمي الدولة العثمانية. وفي 1575، التمس تقي الدين من السلطان تمويل بناء مرصد عظيم لينافس مرصد المراغة الذي بناه میرزا محمد طارق بن شاه رخ في سمرقند. فوافق السلطان. واكتمل بناء المرصد عام 1577،[1] في نفس الوقت تقريباً الذي أنشئ فيه مرصد تيكو براهه في أورانيبورگ.

تألف المرصد من هيكلين كبيرين يعلوان تلة تطل على القسم الأوروبي من إسطنبول ويوفران مشهد واسع من السماء ليلاً. مثل الكثير من المؤسسات الحديثة، خصص المبنى الرئيسي للمكتبة وبقية الأقسام للموظفين، بينما يضم المبنى الأصغر مجموعة أجهزة بناها تقي الدين. وتشتمل على مُحـَلـَّقة ضخمة وساعة فلكية ميكانيكية دقيقة لقياس موقع وسرعة الكواكب. بهذه الأجهزة، كان تقي الدين يأمل تحديث الجداول الفلكية القديمة التي تصف حركة الكواكب، الشمس، والقمر.[1]

لم يبق المرصد طويلاً ليساهم في تطوير الفلك في العالم الإسلامي. فبعد أشهر من اكتمال بناء المرصد، ظهر مذنب ذو ذيل ضخم في السماء وفطلب السلطان مراد الثالث من المرصد الجديد أن يفسر أثره على طالع السلطان والسلطنة. وبعد "أيام من العمل المتواصل بدون طعام ولا راحة" رد تقي الدين بأن المذنـَّب هو "بشير رفاهية وعز"، وهذا يعني "غزو فارس". لسوء الحظ، بدلاً من الرفاه ضرب وباء مدمر بعض أجزاء الدولة، وتوفى عدد من الشخصيات البارزة.[2] كان تقي الدين قادراً على استمرار العمل في المرصد لسنوات قليلة أخرى. ولكن بعد سنوات قليلة تمكن أعداء المرصد، بمساعدة من علامات سماوية أن يقنعوا السلطان بإغلاق وتدمير المرصد عام 1580.[1] تقترح مراجع أخرى فيما يخص تدمير المرصد أنه قد يعود "لتنامي سلطة رجال الدين،" التي كانت تـُعرِض عن، أو على الأقل لا تبالي بالعلوم،[3] وعلى وجه التحديد "توصية شيخ الإسلام" للدولة العثمانية، معلول‌زاده محمد افندي.[4]


الأجهزة

قام تقي الدين باختراع سدس بإطار مشابه لما اخترعه تيكو براهه فيما بعد ويستخدم كما هو موضع بالصورة.

كتب تقي الدين مؤلفاً هاماً في الآلات الفلكية، وتحت عنوان: "كتيب آلات المشاهدة للإمبراطور"، والذي وصف فيه الآلات الفلكية التي استخدمت في مرصد تقي الدين الفلكي الأسطنبولي. وتشمل هؤلاء الآلات القديمة مثل الكرة المؤلفة من حلقات، ومسطرة الزوايا، والأسطرلاب؛وآلات العصور الوسطى الإسلامية مثل: الأسطرلاب العالمي، وربع زاوية السمت وربع الحائط، وآلات السدس؛ والعديد من الآلات التي اخترعها بنفسه، ويشمل "المشابهة بالمناطيق"، وهو سدس خشبي الهيكل بأوتار لحساب الاعتدال الربيعي مشابهة لتلك الآلة التي استخدمها تيخو بريه فيما بعد، وآلة الربع الخشبي لحساب زوايا السمت وارتفاعاتها. أهم آلة فلكية استخدمها تقي الدين، في كل الأحوال، هي "ساعة المشاهدة"، والتي وصفها في كتابه: "في شجرة نابك لتطرف الأفكار"، بأنها ساعة ميكانيكية بثلاث عجلات دوارة والتي تظهر الوقت بالساعات والدقائق والثواني. واستخدمها للأغراض الفلكية، وبالتحديد لقياس المطلع المستقيم للنجوم. وهذه تعتبر واحدة من أهم الابتكارات الفلكية العملية في القرن السادس عشر، حيث أن الساعات السابقة لم تكن دقيقة بما فيه الكفاية لتستخدم في الأغراض الفلكية.

آلة أخرى قام ببنائها في المرصد الفلكي، والتي كانت تتميز بمظهر حديث على نحو لافت للنظر، وهي الكرة الأرضية التي تمثل الأرض، والتي كانت الأولى من نوعها. كما أنه اخترع أيضاً التلسكوب البدائي خلال عمله الأول في البصريات، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه لا يزال من غير المعروف فيما إذا استخدمه للأغراض الفلكية في مرصده.[5] [6]

المشاهدات الفلكية

اخترع تقي الدين ساعة فلكية ميكانيكية بثلاث أقراص لحساب الساعات، الدقائق، والثواني.

استخدم تقي "ساعته الفلكية" لانتاج الزيج (والذي أسماه باللؤلؤ المكنون)، والقوائم الفلكية بدقة تفوق معاصريه، تيكو براهه ونيكولاوس كوپرنيكوس. كان تقي الدين أيضاً أول فلكي يوظف التدوين العشري في عمليات الرصد أكثر من الكسور الستينية التي كان يستخدمها معاصروه ومن خلفوه. وكان يستخدم أيضاً طريقة "رصد النقاط الثلاثة" للبيروني. في كتابه: "شجرة نابك"، وصف تقي الدين طريقة مشاهدة الثلاث النقاط كالتالي: " يتم وضع نقطتان اثنتان على الشكل البيضوي بحيث يكون إتجاههما متعاكسان، والثالثة في أي مكان مطلوب". واستخدم هذه الطريقة ليحسب مركز البؤرة لمدار الشمس والحركة السنوية للأرض عند الحضيض، وكذلك فعل نفس الشيء براهه وكوپرنيكوس، إلا أن قيم تقي الدين هي الأكثر دقة، بسبب استخدامه ساعته المشاهدة والكثير من الآلات الدقيقة الأخرى.[5]

المصادر

  1. ^ أ ب ت John Morris Roberts, The History of the World, pp. 264-74, Oxford University Press, ISBN 978-0-19-521043-9
  2. ^ Arabs and Astronomy, written by Paul Lunde and Zayn Bilkadi Saudi Aramco World, January February 1986
  3. ^ Islamic Technology: An Illustrated History by Ahmad Y. al-Hassan and Donald Hill, Cambridge University Press, 1986, p.282
  4. ^ Aydin Sayili, The Observatory in Islam and its place in the General History of the Observatory (Ankara: 1960), pp. 289 ff
  5. ^ أ ب Sevim Tekeli, "Taqi al-Din", in Helaine Selin (2008), Encyclopaedia of the History of Science, Technology, and Medicine in Non-Western Cultures, Springer, ISBN 978-1-4020-4559-2 (print), ISBN 978-1-4020-4425-0 (online.)
  6. ^ Soucek, Svat (1994), "Piri Reis and Ottoman Discovery of the Great Discoveries", Studia Islamica (Maisonneuve &#38) 79 (79): 121–142 [123 & 134–6], doi:10.2307/1595839 

قراءات إضافية

  • David A. King, Taki al-Din in EI (2nd ed.), vol. 10, pp. 132–3
  • Ahmad Y Hassan, Taqi al-Din and Arabic Mechanical Engineering, Institute for the History of Arabic Science, Aleppo University, 1976, pp. 34–35.
  • Antoine Gautier, L'âge d'or de l'astronomie ottomane, in L'Astronomie, (Monthly magazine created by Camille Flammarion in 1882), December 2005, volume 119.