مرايا مايشبه تاريخا للعالم

صورة الغلاف

مرايا مايشبه تاريخا للعالم تأليف إدواردو غاليانو او إدواردو گاليانو

الكتاب من ترجمة المرتجم العبقري صالح علماني

الناشر دار رفوف للنشر دمشق الطبعة الاولي 2011

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عن الكتاب

هو كتاب يعبر عن أراء الكاتب في أمور كثيرة وأفكارة المميزة وقضايا من جميع دول العالم والتي يستنكر فيها الحداثة بهذا الشكل السىء والتقدم الذي لايصاحب الانسانية وعدم مراعاة الانسان وينتقد الحملات الصليبية علي الشرق وقتل الابرياء والنهب باسم الرب والكاتب مميز جدا ويعتبر من الكتاب القلائل الذي يكتب بهذا الشكل الربط بين الماضي والحاضر في كلمات قليلة ودقيقة تدعوا للتأمل

بشكل عام كتابات أدواردوا غاليانوا تدعوا للتأمل في التاريخ والمستقبل بشكل عملي وليس سطحي

الكاتب يقدم انتقاد كبير للحضارة الاوروبية المبنية علي احتلال الارض امريكا وقتل ملايين السكان الاصليين بمرض الجدري وغيرها وايضا رجال الكهنوت الديني


أقتباس

-- نتائج الحضارة كانت مزهلة : حياتنا صارت أكثر أمانا ولكنها أقل حرية ، وصرنا نعمل لسعات أطول

--في أزمنتنا أطلق جورج دبليو بوش بصفاقة سعيدة، ربما لقناعته بأن الكتابة قد اخترعت في تكساس، حرب إبادة ضد العراق. فكان هناك آلاف وآلاف الضحايا، ولم يكن الضحايا

أناسا من لحم وعظم فقط. بل جرى اغتيال الكثير من الذاكرة أيضا. الكثير من ألواح الطين، التاريخ الحي، سرقت أو دمرت في أعمال القصف.

وكان أحد تلك الألواح يقول: نحن غبار وعدم كل ما نفعله ليس سوى قبض ریح

-- في عام 1863 توصلت جمعية الانثروبولوجيا في لندن الي استخلاص أن الزنوج أدني من البيض في الفكر وان الاوروبيين وحدهم هم القادرين علي تمدينهم ، ولكن لم يحالفنا الحظ في هذه المهمة النبيلة

(الكاتب يهزأ منهم ) وبعد قرن و نصف قرن أكد في الولايات المتحدة جيمس واطسن الحاائز علي نوبل في الطب أنه من الثابت علميا أن الزنوج لايزالون أقل ذكاء من البيض

-- الحروب الصليبية علي امتداد قرن ونصف القرن أرسلت أوروبا ثمانية حملات صليبية باتحاه أرض الكفرة في الشرق

الاسلام الذي اغتصب قبر يسوع المقدس ، هو العدو البعيد . ا

الحروب الصليبية تبدأ من البيت

الحملة الصليبية الاولي أحرقت الكنس ولم تترك يهوديا واحد حيا في ماينز ومدن ألمانية أخري

الحرب الصليبية الرابعة خرجت متوجه ألي اورشليم ، ولكنها لم تصلها قط ، فقد توقفت المحاربون المسيحيون في القسطنطينية المسيحية والمدن المرفهة وخلال ثلاث ليال نهبوها عن بكرة ابيها ، دون ان يعفوا عن الكنائس والاديرة ، وعندما لم تبقي نساء لاغتصابهن ، ولا قصور يفرغونها ظلوا هناك للاستمتاع بالغنيمة ونسوا الوجهة النهائية لحملتهم المقدسة

-- كان ورثة محمد (الرسول صل) منهمكين في الصراع فيما بينهم شنة ضد شيعة بغداد ضد القاهرة ،والعالم الاسلامي يتجزأ إلي قطع صغيرة يكن بعضها العداء للبعض . كان الجيش الاسلامي ينفرض في حروب ضد نفسه ، بينما الصليبيون يتقدمون دون ان يجد عوائق ، وبخطوات غزو القدس

شاعر عربي كتب من بين العرب وعن العرب علي الوضع كما يلي

أثنان أهل الارض ذو عقل بلا دين وأخر دين لا عقل له

وقال ايضا

يحطمنا ريب الزمان كأننا زجاج ،ولكن لا يعاد له سبك

الشاعر هو أبو العلاء المعري وقد مات عام 1057 في مدينه المعره قبل اربعين عاما من تدميرها حجرا حجرا علي يد الصليبيين

-- شارع بورين في برشلونة خلال العصور الوسطي كان منضات للعدالة يخرج المسجون او المسجونة من السجن علي حمار عاري او شبة عاري ويتلقي من الجمهور الشتائم والصفع والضرب وكان من أشد المتحمسين للعقاب هم أشد المندفعين في الخطيئة

--

مقالة إنكار الإرث

ذات ليلة، في مدريد، سأل سائق سيارة الأجرة:

- ما الذي جلبه "المورو" إلى إسبانيا؟

- مشاكل - أجابني دون لحظة شك أو تردد واحدة.

المدعوون "مورو" كانوا إسبانا بثقافة إسلامية، عاشوا في إسبانيا طوال ثمانية قرون، اثنين

وثلاثين جيلا، وتألقوا هناك كا لم يتألقوا في أي مكان آخر. إسبان كثيرون يجهلون، حتى

الآن، الألق الذي خلفته تلك الأنوار. فالإرث الإسلامي يتضمن ضمن ما يتضمن:

التسامح الديني الذي انتهى على يد الملوك الكاثوليك.

طواحين الهواء، والحدائق والقنوات التي مازالت توفر ماء الشرب لعدة مدن وتروي

حقولها.

خدمة البريد العامة.

الخل، والخردل، والزعفران، والقرفة، والكمون، وشكر القصب، والزلابية، وكرات اللحم، والفواكه

المجففة. الشطرنج

العدد صفر والأعداد التي نستخدمها. الجبر وحساب المثلثات.

الأعمال الكلاسيكية لفيثاغورث، وبطليموس، وأفلاطون، وأرسطو، وإقليدس، وأرخميدس،

وأبقراط، وجالينوس، ومؤلفين آخرين انتشرت أعمالهم، بفضل ترجمتها العربية، في إسبانيا وأوروبا.

وأربعة آلاف كلمة عربية مندمجة في اللغة القشتالية.

آيات في الجمال، مثل غرناطة التي يتغنى بها مقطع لشاعر مجهول كما يلي:

أعط الضرير صدقة يا امرأة،

فليس في الحياة شيء

أقسى من حزن كون المرء

أعمى في غرناطة

-- حجج الإيمان

خلال ستة قرون، في عدة بلدان، عاقبت محاكم التفتيش المتمردين، والهراطقة، والساحرات،

والشاذين جنسيا، والوثنيين...

كثيرون منهم انتهوا إلى المحرقة، وعلى حطب أخضر احترق المحكومون في نار بطيئة. وأكثر

بكثير جدا من أولئك أخضعوا للتعذيب. وهذه كانت بعض الأدوات المستخدمة لانتزاع

اعترافات، وتصويب قناعات، وزرع الرعب:

طوق الشوك،

القفص المعلق،

کاشة الحديد لتجنب الصراخ المزعج،

المنشار الذي يقسمك ببطء إلى نصفين،

الضواغط العاصرة،

الضواغط الساحقة.

بندول تكسير العظام،

كرسي المسامير الشوكية،

الإبرة الطويلة التي تغرس في الشامات الشيطانية .

مخالب الحديد التي تمزق اللحم.

الكلابات والكاشات المحماة حتى الاحمرار.

الناووس المبطن بمسامير.

سرير الحديد الذي يتمدد حتى يخلع الساقين والذراعين.

أطرافها بخطافات أو شفرات.

سراديب ممتلئة بالبراز.

أصفاد القدمين، الفخ، البكرات، الخازوق، الكلابة.

الإجاصة التي تنفتح وتمزق أفواه الهراطقة، وشرج الشاذين جنسيا، و

الشيطان.

المنتاش الذي يمزق أثداء الساحرات والزانيات.

النار في القدمين.

وأصناف أخرى من أسلحة الفضيلة.

سياط تنتهي

ورحم عشيقات

-- كان أصطياد اليهودرياضة اوروبية علي الدوام والفسطينيون الذين لم يمارسوا هذه الرياضة قط هم يدفعون الثمن اليوم

مقالة تايخ موجز للتبادل بين أفريقيا وأوروبا

لا شي جديد في العبودية الموروثة التي تعود الي ازمنة الاغريق وروما ، ولكن اوروبا اضافت منذ عصر النهضة بعض المستجدات : فالعبودية لم تحدد من قبل قط من خلال لون البشرة ولم تكن تجارة اللحم البشري من قبل تجارة دولية لامعة مثلما صارت علي يد الاوروبيين خلال القرن السادس عشر ، والسابع عشر والثامن عشر ، وكانت أفريقيا تبيع عبيد وتشتري بنادق : تستبدل أيد عاملة بأدوات العنف

وفي ما بعد القرنين التاسع عشر والعشرون صارت أفريقيا تقدم ذهبا وألماسا ونحاسا وعاجا ومطاطا وبن ، وتتلقي أناجيل : كانت تستبدل ثروات الارض بوعود السماء

--

هذه العصابة الدموية البغيضة"

في بدايات القرن الثامن عشر، رسم جوناثان سويفت المغامرة الاستعمارية في الفصل الأخير

من "رحلات جليفر":

ينزل القراصنة إلى البر ليسرقوا وينهبوا. يكتشفون وجود أناس مسالمين يستقبلونهم بلطف.

يعمدون تلك البلاد باسم جديد ويستولون عليه باسم مليكهم، ويتركون إثباتا للواقعة على

لوح خشبي متعفن أو على حجر.

وهنا تبدأ سيطرة جديدة مكتسبة بالحق الإلهي. يجري طرد الوطنيين أو تصفيتهم، يتعرض

امراؤهم للتعذيب کي يعترفوا أين هو الذهب. هناك براءة قرصنة لكافة الممارسات غير

الإنسانية والفاجرة. الأرض تعبق برائحة الدم، وعصابة الجزارين الدمويين البغيضة تلك

المكرسة لحملة بالغة الورع هي قوة استيطان حديثة مبعوثة لتحويل و تحضير شعب وثني

وهمجي

هوامش