مذبحة يوم القديس بارتولوميو

لوحة لفرنسوا دبوا، رسام هيوگنو وُلد حوالي عام 1529 في أميان، وكان يقيم في سويسرا. بالرغم من أن دوبوا لم يشهد المذبحة، فإنه جثمان الأدميرال كوليني معلق خارج النافذة في مؤخرة يمين اللوحة. في مؤخرة اليسار، يظهر خروج كاترين ده مديتشي من شاتو دو لوڤر لتفقد أكوام الجثث.[1]

مذبحة يوم القديس بارتولوميو (Massacre de la Saint-Barthélemy بالفرنسية) عام 1572 كانت مجموعة اغتيالات مستهدفة، أعقبتها موجة من عنف الغوغاء الكاثوليك، موجهاً ضد الهيوگنو (الپروتستانت الكالڤنيين الفرنسيين)، أثناء حروب الدين الفرنسية. يعتقد تاريخياً أنها من تدبير كاترين ده مديتشي، والدة الملك شارل التاسع، وقعت المذبحة بعد خمسة أيام من زفاف شقيقة الملك مارگرت على الپروتسانتي هنري الثالث من نڤارا (هنري الرابع من فرنسا مستقبلاً). كانت هذه الزيجة مناسبة لتجمع العديد من أكثر الهيوگنو ثراءاً وشهرة الذين تجمعوا في پاريس ذات الغالبية الكاثوليكية.

بدأت المذبحة مساء 23-24 أغسطس 1572 (عشية عيد بارتولوميو الرسول)، بعد يومين من محاولة غتيال الأدميرال گاسپار ده كوليني، الزعيم العسكري ولاسياسي للهيوگنو. أمر الملك بقتل مجموعة من القادة الهيوگنوين، من بينهم كوليني، وانتشرت المذابح في أنحاء پاريس. استمرت المذبحة عدة أسابيع، وانتشرت إلى الريف والمراكز الحضرية الأخرى. التقديرات الحديثة لأعداد القتلى عبر فرنسا متفاوتة بشكل كبير، حيث تتراوح من 5.000 إلى 30.000 قتيل.

تعتبر المذبحة أيضاً نقطة تحول في حروب الدين الفرنسية. الحركة السياسية الهيوگنوية قوضت بفقدان الكثير من زعمائها الأرستقراطيين البارزين، فضلاً عن تحول الكثير من التحولات من قبل الأفراد العاديين، وأولئك الذين ظلوا كانوا راديكاليين بشكل متزايد. Though by no means unique, ، كانت "أسوأ مذبحة دينية في القرن."[2] عبر أوروپا، "طبع في أذهان الپروتستانت إلى الأبد أن الكاثوليكية هي ديانة دموية وغادرة".[3]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

الأديمرال گاسپار ده كوليني، زعيم الهيوگنو.

ولكن، أترضي بذلك أم هنري؟ لقد كانت جان دالبير هيجونوتية دماً ولحماً. وحين جاءت إلى البلاط عام 1561 أعلنت أنها "لن تحضر القداس ولو قتلوها قتلاً، وأنها تؤثر أن تلقى بابنها وملكه في البحر عن أن تستسلم"، بل إنها دعت قسيسها الهيجونوتي ليعظها والأبواب مفتوحة على مصاريعها، وتجاهلت في تحد الاتهامات التي رمتها بها الجماهير الباريسية. وحين اعتنق زوجها الكاثوليكية تركته هو والبلاط (1562) وعادت إلى بيارن وجمعت المال والجيش لكونديه. وبعد موت زوجها فرضت البروتستنتية على إقليم بيارن (وكان يضم مدن بو، ونيراك، وتارب، وأورتيه، ولورد)؛ وطردت الكهنة الكاثوليك وأحلت محلهم القساوسة الهيوگنو. ولم يسمع بعدها قداس في بيارن طوال خمسين عاماً. وحرمها البابا بيوس الرابع وأراد أن يعزلها، ولكن كاترين ثنته، ولعل جان ذكرت هذا حين قبلت عرضها بربط أسرتي فالوا وبوريون برباط الزواج، وذكرت كفاح كاترين الطويل في سبيل السلام. ثم أن أبناء كاترين معلولون. أفليس من المحتمل أن يموتوا كلهم ويتركوا عرش فرنسا لهنري نافار؟ أو لم يتنبأ العراف نوسترا داموسي بأن أسرة فالوا ستنقرض عما قليل؟[4]

أما أكثر أبناء كاترين سقاماً، وهو شارل التاسع، فربما كان فتى محبباً لولا نوبات طارئة من القسوة والغضب تشتعل أحياناً فتستحيل سورة تشرف على الجنون. وفيما بين هذه الغضبات كان قصبة تحركها الريح، وإمعة لا رأى له. ولعله أضعف نفسه بالانهماك في اللذات. كان زوجاً لاليزابيث ابنة الإمبراطور مكسمليان الثاني، ولكن حبه الحرام الثابت كان لخليلته الهيجونوتية ماري توشيه. وكان حساساً للفن والشعر والموسيقى، يحب أن يتلو غنائيات رونزار، وقد كتب في تكريم رونزار أبياتاً جميلة جمال شعر رونزار:

كلانا يلبس تاجاً،
أما أنا فتلقيته ملكاً، وأما أنت فتهبه شاعراً،
أن قيثارتك التي تسحر بأنغامها الحلوة،
تخضع لك الأرواح، التي لا أملك غير أجسادها،
إنها ترقق القلوب، وتسترق الجمال،
في قدرتي أن أعطي الموت، أما أنت فتعطي الخلود.

فلما انضم كوليني إلى البلاط في بلوا (سبتمبر 1571) رحب به شارل كما يرحب الضعف بالقوة. هنا رجل مختلف كل الاختلاف عن الكثيرين الذين يتراقصون حول العرش: جنتلمان، وأرستقراطي، ولكنه هادئ رزين، يحمل نصف فرنسا في قوة كلمته. وكان الملك الشاب يخاطب القائد المكتهل بـ "أبي "، وعينه قائداً للأسطول، ومنحه من جيب الملك الخاص 100.000 جنيه تعويضاً عن خسائره في الحروب. وانضم كوليني إلى مجلس الملك ورأسه في غيابه. وكان شارل دائم الغيرة والخوف من فيلب الثاني، كارهاً تبعية فرنسا الكاثوليكية لأسبانيا. واقترح عليه كوليني الرأي في حرب مع أسبانيا تعطي فرنسا قضية توحد صفوف الفرنسيين، وتصحح ذلك الحد الشمالي الشرقي الذي تتعدى عليه أسبانيا، ولقد آن اوانها لأن وليم أورنج يقود ثورة قامت بها الأراضي المنخفضة على سيدها الأسباني، فما هي إلا دفعة قوية حتى تصبح فلاندر فرنسية. واستمع إليه شارل في تعاطف. وفي 27 أبريل كتب إلى الكونت لوي تاسو الذي تزعم التمرد البروتستنتي في إينو يقول "إنه مصمم... على استخدام القوى التي أودعها الله في يده لتخليص الأراضي المنخفضة من الظلم الذي ترزح تحته". وعرض لوي وأخوه وليم أورنج تسليم فلاندو وأرتوا لفرنسا لقاء تقديمها المعونة الحاسمة ضد إسپانيا. وفي خريف تلك السنة تفاوض شارل مع أوغسطين ناخب سكسونيا لتأليف حلف دفاعي بين فرنسا وألمانيا البروتستنتية.

أما كاترين فقد حكمت على اقتراحات كوليني بأنها غير عملية إلى حد الحماقة. فمن الخرق أن تعود بهذه السرعة إلى إطلاق شياطين الحرب بعد أن ظفرت بالسلام الذي تفتقر إليه فرنسا أشد افتقار. صحيح أن أسبانيا مفلسة إفلاس فرنسا، ولكنها ما زالت أقوى دولة في العالم المسيحي، ولقد كللت نفسها مؤخراً بالغار حين هزمت الترك في ليبانتو، وإذن فستكسب تأييد كل أوربا الكاثوليكية، ومعظم فرنسا الكاثوليكية- لو دخلت فرنسا حلفاً بروتستنتياً. وفي حرب كهذه سيكون كوليتي القائد الأعلى، وبفضل نفوذه على شارل الطيع سيكون هو الملك الفعلي، وستنحي كاترين إلى شينونسو إن لم يكن إلى إيطاليا. وعلم هنري جيز وهنري أنجو- أخو الملك- في فزع أن شارل سمح لكوليني بتجريد جيش للانضمام إلى لوي ناسو؛ وقهر ألفا هذا الجيش بعد أن نبهه إليه أصدقاؤه في البلاط الفرنسي (10 يوليو 1572). واستمع اجتماع كامل لمجلس الملك إلى كوليني يدفع عن مقترحاته للحرب مع أسبانيا (6- 9 أغسطس 1572)، ورفضت كلها بالاجماع؛ ولكن كوليني أصر عليها قائلا "لقد وعدت على مسئوليتي بمساعدة أمير أورنج، فأرجو ألا يسوء الملك أن أوفي بوعدي عن طريق أصدقائي، وربما بشخصي. " ثم قال للملكة "سيدتي، إن الملك يتجنب اليوم حرباً تعده بمنافع عظيمة، وقانا الله نشوب حرب أخرى لا يقوى على تجنبها(56) ". وانفض المجلس في غيظ شديد لما بدا كأنه تهديد بحرب أهلية ثانية. وقال المارشال دتافان "لتحذر الملكة من مشورات ابنها الملك وخططه وأحاديثه السرية، أن الهيجونوت ظافرون به إن لم تأخذ حذرها". وأخذت كاترين شارل جانباً ولامته على أنه أسلم عقله لكوليني، فإن أصر على شن الحرب على أسبانيا فستستأذنه في الانسحاب مع إبنها الآخر إلى فلورنسة. وطلب اليها الصفح ووعدها بطاعة الابن لأمه، ولكنه ظل الصديق الوفي لكوليني.


التوتر في باريس

شارل التاسع من فرنسا، الذي كان في الثانية والعشرين في أغسطس 1572

في هذا الجو قدمت جان دالبير إلى بلوا لعقد الزواج الذي كان مزمعاً أن يوحد فرنسا الكاثوليكية والبروتستانتية. وأصرت على أن يقوم الكردينال دبوربون بالمراسيم لا بصفة الكاهن بل الأمير، لا داخل كنيسة ولا خارجاً، وألا يصحب هنري زوجته إلى الكنيسة ليستمع إلى القداس. ووافقت كاترين، وان أفضى هذا إلى مزيد من النزاع مع البابا، الذي رفض الحل لمارجريت بالزواج من الابن البروتستانتي لبروتستانتي محروم. ثم ذهبت جان إلى باريس تتسوق، فمرضت بذات الجنب، وماتت (9 يونيو 1572)، وخامرت الهيجونوت الظنون بأنها ماتت مسمومة، ولكن هذا الفرض لم يعد له محل، وحضر هنري نافار إلى باريس من بلوا في أغسطس على الرغم من شكوكه وحزنه، مصحوباً بكوليني وثمانمائة من الهيجونوت. ولحق بهم أربعة آلاف هيجونوتي في العاصمة). من جهة ليشهدوا الاحتفالات، ومن جهة أخرى ليحموا ملكهم الشاب. وأثار هذا السيل المتدفق وما رافقه من عشرات العظات النارية حفيظة باريس الكاثوليكية، فنددت بالزواج لأنه استسلم من الحكومة للقوة البروتستانتية. ومع ذلك تم الاحتفال (18 أغسطس) دون حل من البابا، وأتخذت كاترين تدابيرها لتمنع البريد من الاتيان بحظر بايري. وقاد هنري زوجته حتى باب نوتردام، ولكنه لم يدخل معها. إن باريس لم تكن في نظره تسـتأهل بعد أن يحضر قداساً من أجلها. ونزل مع مارجريت قصر اللوفر مؤقتاً.

محاولة اغتيال الأدميرال كوليني

هذه الطبعة الشعبية توضح محاولة اغتيال كوليني على اليسار، قتله لاحقاً على اليمين، ومشاهد من المذبحة العامة في الشوارع.

ولم تجش باريس بمثل هذا الانفعال من قبل إلا فيما ندر. واعتقد الناس أن كوليني يتأهب للذهاب إلى جبهة القتال لأنه ما زال مصراً على المعونة العلنية تبذلها فرنسا للأراضي المنخفضة الثائرة. وأنذر بعض الكاثوليك كاترين بأن الهيجونوت يخططون مرة أخرى لمحاولة خطفها هي والملك. وكشف طرق السندانات في أرجاء المدينة عن صنع السلاح على عجل. وفي هذه الفترة الحاسمة وافقت كاترين، فيما زعم ابنها هنري، على قتل الأميرال.

ففي 22 أغسطس، بينما كان كوليني يسير من اللوفر إلى بيته، قطع عياران أطلقا من نافذة سبابة يسراه ومزق ذراعه حتى الكوع. واندفع رفاقه إلى المبنى، ولكنهم لم يجدوا سوى قربينة مدخنة، فقد هرب المعتدي من الخلف. وحمل كوليني إلى مسكنه. وحين نمى الخبر إلى الملك صاح غاضباً "ألا يتاح لي الهدوء أبداً؟ " وأرسل طبيبه الخاص، أمبروازياو الهيجونتي، ليعالج جراح كوليني، وعين حراساً ملكيين على بيته، وأمر الكاثوليك بأن يخلوا المساكن المجاورة وسمح للهيجونوت بشغلها. وحضرت الملكة والملك وأخوه هنري لمواساة الجريح، وأقسم شارل بـ "اغلظ اليمان " لينتقمن لكوليني من هذا العدوان. وعاود كوليني حث شارل على دخول الحرب للحصول على فلاندر. وانتحى به جانباً وأسر أليه شيئا. وبينما الأسرة المالكة في طريقها إلى اللوفر، أصرت كاترين على أن يبوح الملك بالسر. فأجاب "حسنا إذن، قسماً بموت الإله، ما دمت تصرين على أن تعرفي، فهاك ما قاله لي الأميرال: أن السلطة كلها تحطمت في يديك، وأن النهاية ستكون وبالاً عليّ ". وفي سورة غضبه حبس الملك نفسه في غرفته الخاصة. وراحت كاترين تجتر همومها في غيظ وخوف.

وذهب هنري نافار إلى كوليني وناقش معه إجراءات الدفاع. وأراد بعض حاشية الأميرال أن يمضوا لتوهم ويغتالوا الزعماء من آل جيز، ولكنه نهاهم. وقال الهيجونوت "إذا لم تجر العدالة مجراها كاملاً فهم لا بد مجروها بأنفسهم". وراح الهيجونوت يحومون حول اللوفر طوال ذلك اليوم، وقال أحدهم للمكلة إنهم سيقتصون من الجاني بأيديهم إن لم يأخذ العدل مجراها سريعاً. ومرت عصابات من الهيجونوت المسلحين المرة بعد المرة بأوتيل اللورين الذي يقيم فيه آل جيز وصاحت تهدد بالموت. ولجأ آل جيز إلى الملك طالبين الحماية وتحصنوا في بيتهم. أما شارل فقد اشتبه في أنهم استأجروا القاتل وقبض على نفر من خدمهم وهدد دوق جيز. وأستأذن هنري جيز وأخوه دوق أومال في أن يغادروا باريس، فأذن لهما، ومضيا حتى بوابة سانت أنطوان، ثم انقلبا عائدين واتخذا طريقهما خفية إلى أوتيل اللورين.

المذابح

الاستعداد لمذبحة يوم القديس بارتولوميو. رسم كارليس هونز (1868)

پاريس

وفي 23 اغسطس اجتمع مجلس الملك للتحقيق في الجريمة. وتبين للمجلس أن البيت الذي أطلق منه العياران تملكه (وإن لم تشغله) دوقة جيز الأرملة، التي أقسمت من قبل على أن تثأر لمقتل زوجها فرنسيس، وأن القاتل هرب ممتطياً جواداً من مرابط أسرة جيز، وأن السلاح كان مُلْكاً لأحد حرس الدوق أنجو. ولم يقبض على القاتل قط. وفي رواية لأنجو بعد ذلك أنه هو وهنري جيز قررا الآن أنه لا بد من قتل كوليني وبعض الهيجونوت الآخرين. وبينما كانت كاترين وبعض أعضاء المجلس مجتمعين في التويلري، اندفع إلى الاجتماع عميل لأنجو يسمي بوشافان معلناً أن الهيجونوت في بيت كوليني يخططون لفتنة عنيفة يقومون بها على الأرجح في المساء. وأضيف الآن عامل جديد إلى كراهية كاترين للأميرال، وغضبها مما لاح لها أنه أغواء منه للملك ليحرمه من إرشادها، واقتناعها بأن سياسة الحرب مع أسبانيا ستكون وبالاً على فرنسا وعلى أسرتها- ذلك هو الخوف على حياتها من خطر داهم، وخشيتها ان تنتقل كل السلطة سريعا إلى ايدي كوليني وأصحابه. فوافقت على قتل زعماء الهيجونوت، ولكن موافقة الملك كانت أمراً مرغوباً فيه، إن لم يكن ضرورياً، وكان لا يزال يطالب بمحاكمة جميع من لهم علاقة بالهجوم على كوليني. وحوالي الساعة العاشرة من مساء ذلك اليوم (23 أغسطس) أرسلت الملكة الأم الكونت رتز ليحذر شارل من الفتنة المزعومة، وسرعان ما أحاطت كاترين ومستشارها بالحاكم الشاب الذي شارف الآن على الجنون لفرط انفعاله. وأكدت له كاترين أن ثلاثين ألفاً من الهيجونوت يخططون لاعتقاله في الغد وخطفه إلى قلعة بروتستنتية حيث يظل أسيراً لا حول له ولا قوة، أو لم يحاولوا من قبلاً أن يضربوا هذه الضربة مرتين؟ فإذا تم لهم النصر قتلوها للشبهة في إصدارها الأمر بالاعتداء على الأميرال أو السماح بهذا الاعتداء. وقيل للفتى ذي الثلاثة والعشرين ربيعاً أن يختار بين حياة أمه أو حياة ستة من الهيجونوت. فلو أنه رفض الموافقة وتغلبت باريس الكاثوليكية على الثورة، لتنحى جانباً لأنه جبان أحمق. ولكنه قاوم هذه الحجج، وسأل، لم لا يكفي أن يقبض على زعماء الهيجونوت ويحاكموا قانونياً، وأجاب المستشارون أن الوقت فات لتفادي الثورة بمثل هذا الإجراء. وهددته كاترين بأنها ستنسحب إلى إيطاليا وتتركه لمصيره. وأخيراً، بعد أن قارب الليل أن ينتصف، وفي نوبة من الانهيار العصبي والغضب، صاح شارل، "قسماً بموت الإله "، ما دمتم تريدون قتل الأميرال، فأنا موافق، ولكن يجب أن تقتلوا جميع الهيجونوت في فرنسا، حتى لا يبقى منهم أحد ليلومني... اقتلوهم جميعاً! اقتلوهم جميعاً! " وبعد ان لعن وجدف ، هرب من مستشاريه وحبس نفسه في حجرته.

في صباح ما على بوابات اللوڤر، لوحة من القرن 19، رسم إدوار ديبا-پونسان. كاترين ده مديتشي متشحة بالسواد. المشهد أعادة تصوير لمشهد من لوحة دوبوا (الصورة أعلى المقالة)

.

وإذا كان المتآمرون قد دبروا قتل نفر من الهيجونوت، فإنهم اغتنموا الآن فرصة هذا الأمر المجنون الذي نطق به الملك ليستأصلوا شافة الهيجونوت ما أمكنهم ذلك. وأصرت كاترين على حماية هنري نافار، واستشنى أمير كونديه الشاب- هنري الأول- وآل مونمورنسي لأنهم أنبل أصلاً من أن يسمح بقتلهم، وأنقذ الملك الجراح أمبرواز باريه، ولكن الأمر أبلغ لقواد أحياء باريس بأن يسلحوا رجالهم ويستعدوا للعمل بمجرد سماعهم أجراس الكنائس تدق في الثالثة من صباح 24 أغسطس، وهو عيد القديس بارتولوميو. وأعطى دوقا جيز تفويضاً مطلقاً بانقاذ ثأرهما من الأميرال بعد أن طال إرجاؤه. وأرسل هنري جيز كلمة إلى ضباط المليشيا بأن على رجالهم حالما يسمعون ناقوس الخطر يقرع أن يذبحوا كل هيجونوتي يعثرون عليه؛ أما أبواب المدينة فتقفل لتمنع الهاربين من الهروب.

وبينما كان الظلام لا يزال مخيماً قاد جيز نفسه ثلاثمائة جندي إلى المبنى الذي ينام فيه كوليني. وكان على مقربة منه باريه طبيبه، وميرلان سكرتيره، ونيقولا خادمه. وأيقظهم وقع أقدام جند مقبلين، ثم سمعوا طلقات وصياح- كان حرس كوليني يقتلون. واندفع صديق إلى الحجرة وهو يصيح "لقد قضي علينا! " وأجاب الأميرال، "إنني اعددت نفسي للموت منذ زمن طويل، فأنقذوا أنفسكم، لا أريد أن يلومني أحباؤكم على موتكم. أستودع روحي لرحمة الله ". وهربوا واقتحم جند جيز الباب فوجدوا كوليني راكعاً يصلي، وطعنه جندي بسيفه وشق وجهه، وطعنه آخرون، ثم قذف من النافذة وهو حي بعد فسقط على الرصيف أسفلها عند قدمي جيز. وبعد أن تأكد الدوق من موت كوليني أمر رجاله بأن ينتشروا في باريس ويذيعوا هذه العبارة "اقتلوا! اقتلوا! هذا أمر الملك " وفصل رأس الأميرال عن جسده وأرسل إلى اللوفر- وقيل إلى روما، أما الجسد فسلم للجماهير التي مثلت به تمثيلاً وحشياً فقطعت الأيدي والأعضاء التناسلية لتعرضها للبيع، وعلقت بقيته من عرقوبيه.

وأرسلت الملكة خلال ذلك الأوامر لدوق جيز بوقف المذبحة لشعورها بشيء من الندم أو الخوف. وكان الجواب أن الأوان فات، أما وقد مات كوليني. فلا بد من قتل الهيجوت وإلا فهم لا محالة ثائرون. وخضعت كاترين وأمرت بقرع ناقوس الخطر. وتلت ذلك مذبحة ندر أن عرفتها المدن حتى في جنون الحرب، واغتبطت الجماهير باطلاق دوافعها المكبوتة لتضرب وتوجع وتقتل. فاقتنصت وذبحت من الهيجونوت وغيرهم عدداً يتفاوت بين الألفين وخمسة الآلاف، واستطاع من بيتوا نية القتل من قبل أن يقتلوا الآن خصومهم وهم آمنون من العقاب؛ واغتنم الأزواج المعذبون أو الطامعون والزوجات الفرصة ليتخلصوا من زوجاتهم وأزواجهن غير المرغوب فيهم، وذبح التجار منافسيهم، ودل الورثة المنتظرون على أقربائهم الذين طال ترقبهم لموتهم واتهموهم بأنهم هيجونوت. وقتل راموس الفيلسوف بتحريض أستاذ حسود. واقتحم كل بيت اشتبه في إيوائه الهيجونوت وفتش. وجر الهيجونوت وأبناؤهم إلى الشوارع وذبحوا ذبح الأنعام وانتزعت الأجنة من بطون أمهاتهم القتيلات وهشموا. وما لبثت الجثث أن تناثرت على أرصفة الشوارع، وأخذ الصبية يلعبون ألعابهم فوقها. ودخل حرس الملك السويسريون المعمعة وراحوا يذبحون في غير تمييز للذة الذبح الخالصة. وقتل رجال مقنعون الدوق دلاروشفوكو الذي لعب التنس مع الملك بالأمس، وقد حسبهم جاءوا يدعونه إلى حفلة ملكية. ودعي النبلاء والضباط الهيجونوت الذين انزلوا قصر اللوفر باعتبارهم حاشية ملك نافار إلى الفناء وضربوا بالنار واحداً بعد الآخر عند وصولهم. أما هنري فكان قد خرج ليلعب التنس بعد أن استيقظ في الفجر. وأرسل شارل في طلبه هو وكونديه وخيرهما بين "القداس او الموت " واختار كونديه الموت ولكن الملكة أنقذته. أما نافار فوعد بالامتثال فأبقى عليه. وأما عروسه مارجريت النائمة نوماً مضطرباً فقد أيقظها هيجونوتي جريح اندفع إلى حجرتها وفراشها، فأقنعت مطارديه بألا يقتلوه. ذكر السفير الأسباني في تقريره "إنهم يقتلونهم جميعاً وأنا أكتب هذا، إنهم يعرونهم.. ولا يعفون أحداً حتى الأطفال. تبارك الله! " أما وقد أصبح القانون ذاته خارجاً على القانون، فقد انطلق السلب والنهب في غير قيد، وأبلغ الملك أن بعض حاشيته شاركوا في نهب العاصمة. والتمس منه بعض المواطنين المروعين عندما اقتربت الظهيرة أن يأمر بوقف المذبحة، وعرضت جماعة من شرطة المدينة أن تعاون على استتباب الأمن. فأصدر الأوامر بوقف المذبحة، وأمر الشرطة بأن يحبسوا البروتستنت حماية لهم؛ ثم أنقذ بعض هؤلاء، وأغرق غيرهم بأمره في السين. وهدأت المذبحة هنيهة. ولكن حدث في يوم الاثنين الخامس والعشرين من الشهر، أن شجيرات الشوك البري أزهرت في غير أوانها في مقبرة الأطفال؛ وهلل الكهنة للأمر حاسبينه معجزة، وقرعت أجراس الكنائس في باريس احتفالاً به، وظنت الجماهير أن هذا القرع دعوة إلى تجديد المذبحة، فأستؤنف القتل من جديد.

وفي يوم السادس والعشرين ذهب الملك في موكب رسمي هو وحاشيته إلى قصر العدالة مخترقاً الشوارع التي ما زالت الجثث مبعثرة فيها، وشهد لبرلمان باريس في فخر بأنه أمر بالمذبحة. وأجاب رئيس البرلمان بخطاب تهنئة طويلة. وقرر البرلمان بأن ورثة كوليني يجب حرمانهم من حماية القانون، وأن بيته في شاتيون يجب أن يهدم، وأن ما بقي من أملاكه يجب أن يصادره الدوق أنجو. وفي اليوم الثامن والعشرين زار الملك والملكة الأم والحاشية عدة كنائس في احتفال ديني للشكر على تخليص فرنسا من الهرطقة ونجاة الأسرة المالكة من الموت.


في الأقاليم

حصار لا روشل (1572–1573) بدأ مباشرة بعد مذبحة سان بارتيليمي.

وحذت الأقاليم حذو باريس بأسلوب الهواة، فارتكبت المذابح الجنونية بوحي الأنباء الواردة من العاصمة ليون، وديجون، وأورليان، وبلوا، وتور، وتروا، ومو، وبورج، وانجيه، وروان، وتولوز (24 - 26 أغسطس). وحسب جاك دتو 800 ضحية في ليون، 1.000 ضحية في أورليان. أما الملك فقد شجع هذه الإبادة، ثم نهى عنها، ففي السادس والعشرين من الشهر أرسل تعليمات شفوية لحكام الأقاليم بأن يقتلوا كل زعماء الهيجونوت، وفي السابع والعشرين أرسل اليهم أوامر مكتوبة بأن يحموا الپروتستانت المسالمين الممتثلين للقانون. وفي الوقت ذاته كتب لممثله في بروكسل أن يلتمس تعاون الدوق ألفا:

"إن في يد الدوق كثيراً من رعاياي المتمردين، وفي قدرته أن يستولي على مونز ويعاقب (المحاصرين) فيها. فإن أجابك بأن المفهوم من هذا ضمناً قتل هؤلاء السجناء وتقطيع المحاصرين في مونز، فقل لأن هذا يجب أن يفعله".

ورفض ألفا الدعوة. ولما استولى على مونز سمح للمحامية الفرنسية أن تغادرها دون أن يصيبها أذى. وكان بينه وبين نفسه يحتقر مذبحة القديس بارتلوميو لأنها وسيلة خسيسة للحرب، ولكنه أمام الناس أمر بالاحتفال بالمذبحة انتصاراً للدين المسيحي الحق دون غيره.

واستطاع بعض حكام الأقاليم أن يفرضوا على جماهيرهم انضباطاً جديراً بالمتحضرين. فلم يكن هناك مذابح في شمپانيا؛ ولا في پيكاردي، ولا في بريتاني، وكان قليل منها في أوڤرن، ولانگدوك، وبرگنديا، ودوڤيني. وفي ليون ندد كثير من الكاثوليك بالمذبحة، وأبى الجنود أن يشاركوا فيها، وفي ڤيين بسط الأسقف حمايته على الپروتستانت، وخبأت الأسر الكاثوليكية الهيجونوت المهددين بالخطر. أما في تروا وأورليان فقد أرخى الأساقفة العنان للمذبحة، وفي بوردو أعلن يسوعي أن الملاك ميخائيل قد أمر بالمذبحة، وندد ببطىء الحكام في إصدار أوامر القتل. وأغلب الظن أن الاقاليم ساهمت بخمسة آلاف ضحية، وباريس بنحو ألفين، ولكن بعضهم يقدر جملة الضحايا بعدد يتفاوت من خمسة آلاف(81) إلى ثلاثين ألفاً.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ردود الأفعال

وأغضى الكاثوليك عموماً عن المذبحة باعتبارها انفجاراً للغيظ والثأر بعد سنين من اضطهاد الهيجونوت للكاثوليك. أما فليب الثاني فقد ضحك على غير عبوسه وجهامته المألوفة حين سمع النبأ، وحسب أنه لن يكون هناك خطر من تدخل فرنسا في الأراضي المنخفضة. أما الممثل البابوي في باريس فكتب إلى روما يقول: "أهنئ قداسة البابا من أعماق قلبي على أن يد الله جل جلاله شاء في مستهل بابويته أن يوجه شئون هذه المملكة توجيهاً غاية في التوفيق والنبل، وأن يبسط حمايته على الملك والملكة الأم حتى يستأصلا شأفة هذا الوباء بكثير من الحكمة، وفي اللحظة المناسبة حين كان كل المتمردين محبوسين في القفص. " وحين وصل النبأ إلى روما نفح كردينال اللورين حامله بألف كراون وهو يهتز طرباً. وسرعان ما أضيئت روما كلها، وأطلقت المدفعية من قلعة سانت أنجلو، وقرعت الأجراس في ابتهاج، وحضر جريجوري الثالث وكرادلته قداساً مهيباً لشكر الله على "هذا الرضى الرائع الذي أبداه للشعب المسيحي "، والذي أنقذ فرنسا والكرسي البابوي المقدس من خطر عظيم. وأمر البابا بضرب مدالية خاصة تذكاراً لهزيمة الهيجونوت أو ذبحهم- وعهد إلى فازاري بأن يرسم في الصالة الملكية بالفاتيكان صورة للمذبحة تحمل هذه العبارة- "البابا يوافق على قتل كوليني.

المذبحة، بمقتل گاسپار دى كوليني أعلى اليسار، كما هي مصورة في جصية رسمها جورجو ڤازاري.

أما أوروبا البروتستانتية فقد دمغت المذبحة بأنها همجية كلها جبن ونذالة. وأخبر وليم أورنج المبعوث الفرنسي أن شارل التاسع لن يستطيع أبداً أن يغسل يديه من دم الجريمة. وفي إنجلترا أحدق المطالبون بالثأر باليزابيث، ونصحها الأساقفة بأن السبيل الوحيد لتهدئة غضب الشعب أن تعدم على الفور كل الكاثوليك الذين أودعوا السجون لرفضهم حلف يمين الولاء؛ أو على الاقل يجب إعدام ملكة اسكتلندة فوراً. على أن اليزابيث احتفظت بهدوئها. وارتدت ثياب الحداد الثقيل لتستقبل السفير الفرنسي، وقابلت توكيداته بأن المذبحة فرضتها مؤامرة الهيجونوت الوشيكة بعدم التصديق الواضح. ولكنها واصلت ضرب إسبانيا بفرنسا، ومماطلة النسون في الاستجابة لطلب يدها، وفي نوفمبر وافقت على أن تكون عرابة لابنة شارل التاسع.

أما كاترين فقد خرجت من المقتلة مبتهجة منتعشة؛ لقد خضع لها الملك الآن من جديد، وبدا ان مشكلة الهيجونوت حلت. ولكنها أخطأت التقدير، إذ تبين أن ارتداد الكثيرين من البروتستنت الفرنسيين الذين ارتضوا اعتناق الكاثوليكية بديلا عن الموت لم يكن غير ارتداد مؤقت. فما مضى شهران على المذبحة حتى افتتح الهيجونوت الحرب الدينية الرابعة. وأغلقت لاروشيل وعدة مدن أخرى أبوابها في وجه جيش الملك وأفلحت في مقاومة الحصار. وفي 6 يوليو 1573 وقع شارل صلح لاروشيل الذي منح الهيجونوت حريتهم الدينية. إذن فالمذبحة لم تحقق من الناحية السياسية شيئاً.

شارل التاسع أمام پرلمان پاريس في 26 أغسطس 1572، مبرراً مذبحة يوم القديس بارتولوميو كرد على مؤامرة من الهيوگنو. ڤازاري بتكليف من الپاپا گريگوري الثالث عشر، الصالة الملكية (الڤاتيكان).

وانصرف رجال الفكر من الهيجونوت عن شارل التاسع في اشمئزاز شديد، وهم الذين أعلنوا من قبل ولاءهم له، وراحوا يشككون لا في حق الملوك الإلهي فحسب بل في نظام الملكية ذاته. ونشر فقيه هيجونوتي يدعى فرانسوا أوتمان بعد سنة من فراره إلى سويسرة عقب المذبحة كتاباً فيه هجوم عنيف على شارل سماه "الضجة الغالية "، وقال فيه إن جرائم ذلك الملك أحلت شعبه من يمين الولاء له، وأنه مجرم لا بد من عزله. وقبل أن ينصرم العام أصدر أوتمان من جنيف كتابه "غالة الفرنسية " وهو أول محاولة حديثة في كتابة التاريخ الدستوري، وحجته أن الملكية الغالية- الفرنسية قامت على الانتخاب، فالملك- إلى عهد لويس الحادي عشر- كان خاضعاً لمجلس شعبي من نوع ما، والبقايا الهزيلة التي تخلفت من هذه السلطة الانتخابية هي هذه "البرلمانات " الذليلة، ومجلس الطبقات الذي طال إغفاله؛ وهذه السلطة منحت لتلك الهيئات بتفويض من الشعب. "فالشعب وحده صاحب الحق في انتخابات الملوك وعزلهم". ثم طالب باجتماع مجلس الطبقات دورياً، فهذه الهيئة دون سواها هي التي يجب أن يكون لها سلطة إصدار القوانين، وتقرير الحرب أو السلم، والتعيين في المناصب الكبرى، وتنظيم ولاية العرش، وعزل الملوك الفاسدين. فها هنا بداية هزيم الرعود التي انطلقت عام 1789.

على أن الحياة ذاتها هي التي أنزلت شارل التاسع من عرشه بعد قليل. ذلك أن الخير والشر قد اصطرعا داخله حتى تحطم جسده السقيم بفطرته تحت وطأة الصراع. كان حيناً يشعر بالارتياح الخبيث لجرأة جريمته وعنفها، وحيناً ينحى على نفسه باللوم لأنه وافق على المذبحة؛ وظلت صرخات القتلى من الهيجونوت ترن أذنيه وتطرد النوم عن اجفانه. وبدأ يؤنب أمه ويقول له "من غيرك تسبب في هذا كله؟ قسماً بدم الإله إنك أنت السبب في كل ما حدث ". أما هي فكانت تشكو من أن ولدها مجنون. ورانت عليه الكآبة والحزن، وبات نحيل الجسد شاحب الوجه. وكان فيه استعداد قديم للسل، فلما ضعفت مقاومته هدّه المرض، وما أن أقبل عام 1574 حتى كان يبصق الدم. وفي الربيع اشتد نزيفه وعاودته رؤى ضحاياه، وصاح بممرضته "أي سفك للدماء "، أي قتل! يا لها من مشورة شريرة تلك التي اتبعتها! غفرانك ربي!... إنني هالك!". وأرسل يوم وفاته- 30 مايو 1574 في طلب هنري نافار. فعانقه في حب وقال له يا أخي أنك فاقد صديقاً وفياً. فلو أنني استمعت إلى كل ما قيل لي لما كنت الآن على قيد الحياة. ولكنني أحببتك دائما... وفيك وحدك أضع ثقتي بأن ترعى زوجتي وابنتي صلي إلى الله من أجلي. وداعاً " ثم مات بعدها بقليل قبل أن يبلغ الرابعة والعشرين.


إشارات ثقافية

الهوامش

  1. ^ Knecht, pp. 51-2; Robert Jean Knecht in The French Religious Wars 1562-1598, Osprey Publishing, 2002, ISBN 1-84176-395-0
  2. ^ H. G. Koenigsberger, George L. Mosse, G. Q. Bowler (1999), Europe in the Sixteenth Century, Second Edition, Longman ISBN 0582418631
  3. ^ Chadwick, H. & Evans, G. R. (1987), Atlas of the Christian Church, Macmillian, London, ISBN 0-333-44157-5 hardback, p. 113
  4. ^ ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.

المصادر

  • Butterfield, Herbert, Man on his Past, Cambridge University Press, 1955, Chapter VI, Lord Acton and the Massacre of St Bartholomew
  • Denis Crouzet : Les Guerriers de Dieu. La violence au temps des troubles de religion vers 1525-vers 1610, Champvallon, 1990 (ISBN 2-87673-094-4), La Nuit de la Saint-Barthélemy. Un rêve perdu de la Renaissance, Fayard, coll. « Chroniques », 1994 (ISBN 2-213-59216-0) ;
  • Garrisson, Janine, 1572 : la Saint-Barthélemy, Complexe, 2000 (ISBN 2-87027-721-0). (in French) Google books
  • Lincoln, Bruce, Discourse and the Construction of Society: Comparative Studies of Myth, Ritual, and Classification, Oxford University Press US, 1989, ISBN 0-19-507909-4, ISBN 978-0-19-507909-8 Google Books
  • Note: this article incorporates material from the French Wikipedia.

قراءات إضافية

  • Barbara B. Diefendorf, The St. Bartholomew's Day Massacre: A Brief History with Documents (2008)
  • Arlette Jouanna and Joseph Bergin. The Saint Bartholomew's Day massacre: The mysteries of a crime of state (2015)
  • Robert Kingdon. Myths about the St. Bartholomew's Day Massacres, 1572-1576 (1988)
  • James R. Smither, "The St. Bartholomew's Day Massacre and Images of Kingship in France: 1572-1574." The Sixteenth Century Journal (1991): 27-46. In JSTOR
  • N. M Sutherland. The Massacre of St. Bartholomew and the European conflict, 1559-1572 (1973)

وصلات خارجية