محمود الورفلي

محمود الورفلي
الورفلي.jpg
وُلِدَ
محمود مصطفى بوسيف الورفلي

1978
توفي24 مارس 2021
الجنسيةليبيا
اللقبقائد عسكري ليبي

محمود الورفلي مصطفى بويوسف الورفلي (و. 1978 - ت. 24 مارس 2021)، هو قائد في قوات الصاعقة، والقوات الخاصة الجيش الوطني العربي الليبي، أحد فصائل الصراع في الحرب الأهلية الليبية. في 2017 وجهت المحكمة الجنائية الدولية تهم جرائم حرب تتعلق بقتل أصدار أوامر بقتل أشخاص غير محاربيين.[1] في 6 أبريل 2019 أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمرين باعتقال الورفلي.[2][3]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النِشأة

ولد الورفلي عام 1978.[1] وينتمي إلى قبيل الورفلة، والتي كانت موالية للرئيس الليبي السابق معمر القذافي وإليها ينتمي معظم أفراد حرس القذافي.[1][4]


مسيرته العسكرية

بدأ الورفلي مسيرته العسكرية في الجيش الليبي عام 2000 بعد تخرجه من أحد الكليات الحربية في البلاد، وفي النهاية أصبح ضمن القوات الخاصة الليبية وظل كذلك حتى إندلاع الحرب الأهلية الليبية (2014-الحاضر) ضد الحكم القذافي عام 2011.[1] وبعدها على الفور سقطت القوات الخاصة تحت يد ونيس بوخمادة فأنشق عليها وأنضم للمتمردين.[1]

عقب إنتهاء حكم القذافي أعلمن قوات الصاعقة إنحيازها للجيش الوطنبي عالعربي الليبي بقيادة خليفة حفتر وحاربت مجلس شورى ثوار بنغازي‎ داخل بنغازي والمناطق المحيطة من 2014 حتي 2017 فيما حرف بمعركة بنغازي (2014– 2017) والتي اسطاع خالها السيطرة على المدينة. بحلول 2017، أصبح الورفلي قائد إقليمي لقوات الصاعقة وأصبح مشرفً على مركز احتجاز على الأقل.[1] خلال ذلك العام اكتسب الوفلي سمعة سيئة عالميًا عندما ظخر فؤ الفيديوها التي تنشرها قوات الصعقة على حسابها حيث يظره خلالها وهو يعدم السجناء أو يأمر بإعدامهم.[5] وخلال الفيديوهات السبعة التي قاموا بنشرها.[6] وفي أحد الفيديوهات يقوم بإعدام 20 رجل.[7] أختصت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالذكر أفعال الورفلي، ووثقت العديد من هذه الحوادث ودعت إلى إجراء تحقيق كامل.[8][9]

المحكمة الجنائية الدولية

اشتهر المقدم محمود الورفلي، القائد الميداني في لواء الصاعقة، التابع لحفتر، بإعدامه لأسرى ومساجين مقيدي الأيدي ومعصوبي الوجوه، على طريقة داعش، أو إعطائه الأوامر لجنوده بتصفيتهم بدم بارد ودون محاكمات، وتسجيل جرائمه في فيديوهات ونشرها عبر صفحات التواصل الاجتماعي قصد التشفي، مما أثار استياء عالميا.

وتحركت المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت، في 15 أغسطس 2017، مذكرة اعتقال بحق الورفلي، متهمة إياه بارتكاب جرائم حرب في ست عمليات إعدام بدون محاكمة، قتل خلالها أكثر من 33 شخصاً في مناطق مختلفة من مدينة بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس).

كما أن الشرطة الدولية (الانتربول) أدرجته ضمن قائمة المطلوبين لنفس التهمة، وكذلك فعلت وزارة الخزانة الأمريكية، في 2019، التي أدرجته على قوائم العقوبات لارتكابه انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

وأشارت الوزارة الأمريكية، أنه "منذ 2016، نفذ الورفلي أو أمر بقتل 43 محتجزًا غير مسلح في ثماني حوادث منفصلة. تم تصوير العديد من عمليات القتل هذه ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي".

وبعد ضغط دولي شديد، أمر حفتر باعتقال الورفلي والتحقيق معه لكنه رفض تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية، وبقي الورفلي 6 أشهر محبوسا في مكان غير معروف، لكنه تمكن من الفرار في يوليو 2018، بمساعدة رفاقه، ليتم إعادة دمجه في مليشيات حفتر بعد أن خفت العاصفة.

وفي خطوة استفزازية للمجتمع الدولي، قام حفتر، في يوليو 2019، بترقية صاحب الفكر المدخلي محمود الورفلي من رائد إلى مقدم، وكلفه مطلع مايو، بالتصدي لحركة الرفض المتصاعدة في بني وليد (180 كلم جنوب ضرق طرابلس) ضد محاولة توريطها في الحرب واستخدامها كقاعدة خلفية لإمداد معاقله في ترهونة (90 كلم جنوب شرق طرابلس).

وهذا التحدي للمجتمع الدولي، جعل مندوب الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة مارك سيمينوف، يصف الأمر بـ"المخجل"، لإفلات الورفلي من العقاب، وذلك في كلمته أمام مجلس الأمن، الثلاثاء الماضي.

المدعية العام للمحكمة الجنائية فاتو بن سودا، أثارت، في تقرير عرضته على مجلس الأمن، في 5 مايو الجاري، ما أسمته "عدم تيسير" حفتر عملية اعتقال وتسليم الورفلي إلى المحكمة الجنائية الدولية، "ولم يضمن إجراء تحقيق سليم ومحاكمته في ليبيا".

تكليف الورفلي بتأمين طريق الإمدادات

تحاول بني وليد التي تقطنها قبائل الورفلة، إحدى أكبر القبائل الليبية وأكثرها انتشارا، الوقوف على الحياد بين القوات الحكومية ومليشيات الجنرال الانقلابي، خاصة وأنها عانت كثيرا من وليات الحروب.

ففي عهد زعيم النظام السابق معمر القذافي، عانت بني وليد من اضطهاد أهلها عقب محاولة انقلاب فاشلة في 1993، قادها عدد من الضباط أغلبهم منحدرين منها.

وخلال ثورة 17 فبراير 2011، وقفت قبائل الورفلة إلى جانب القذافي، وقاد حفتر حينها عملية اقتحام بني وليد، لذلك إلى اليوم لا يثق سكان المدينة في جنرال الشرق، لكنهم بالمقابل متحفظون أو جزء منهم من كتائب مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) التي اقتحمت المدينة في 2012، عقب قيام أفراد من بني وليد باختطاف أحد قتلة معمر القذافي.

ومنذ ذلك التاريخ أصبح أعيان بني وليد يفضلون السلام، وإن كان أغلب أهلها متشبثين بولائهم لآل القذافي، وأغلب كتائبها انحازت إلى حفتر، وسيطرت على مطار المدينة، الذي تحول إلى نقطة إمداد بالمسلحين والأسلحة والذخائر إلى ترهونة وجبهات القتال جنوبي طرابلس.

ولم يبق من الموالين لحكومة الوفاق سوى أعضاء المجلس البلدي للمدينة، الذين رفضوا رفقة أعيانها الانضمام إلى عدوان حفتر على العاصمة، لكن مدينتهم ظلت منطقة عبور لإمدادات مليشيات حفتر من قاعدة الجفرة الجوية (600 كلم جنوب شرق طرابلس) نحو ترهونة.

ونظرا لأهمية الطريق الاستراتيجي بين الجفرة وترهونة، قامت طائرات الوفاق بقصف قوافل الوقود والذخيرة، في محيط بني وليد لقطع خطوط الإمداد، خاصة على مستوى منطقتي نسمة وتيتيناي.

وأدى ذلك إلى أزمة وقود في ترهونة بل في بني وليد نفسها، وخلق ذلك تنافس بين المدينتين حول إمدادات الوقود، ضف إلى ذلك اتهام قبائل الورفلة لمسلحي ترهونة باختطاف أفراد منها، مما وتر العلاقة بين المدينتين وتسبب في قيام أفراد من الورفلة بقطع طريق الإمدادات الرئيسي إلى ترهونة، المعقل الرئيسي لحفتر في الغرب الليبي، والتي أصبحت شبه محاصرة بعد سيطرة قوات الوفاق على مدينة غريان (100 كلم جنوب طرابلس) وعلى مدن الساحل الغربي.

وفي هذا السياق، وبحسب بيان مصور لمسلحين من بني وليد، صدر في 1 مايو الجاري، كلف حفتر محمود الورفلي، بالتوجه إلى بني وليد لتأمين الطريق الاسترتيجي نحو ترهونة، والذي أصبح مهددا بفعل غارات طيران الوفاق وأبناء الورفلة الغاضبين.

محاولة اغتيال حفتر

أول جريمة ارتكبت في بني وليد، بعد تولي الورفلي قيادة المجموعات المسلحة الموالية لحفتر في المدينة، محاولة اختطاف أو اغتيال الناشط الإعلامي يوسف شفتر، الذي أصيب برصاصة في صدره.

لكن العملية فشلت بعد تدخل إخوة شفتر وأبناء عمومته في بني وليد، الذين قضوا على 6 من عناصر المجموعة المهاجمة، وعلى رأسهم علي الطبولي، فيما فر آخرون، بحسب وسائل إعلام محلية.

وتتهم صفحات موالية لحفتر، يوسف شفتر، بدعم قوات حكومة الوفاق، بالرغم من أنه من أنصار نظام القذافي السابق، وهددت بالانتقام من دم الطبولي ورفاقه.

لكن أحد الأسباب غير المعلنة التي أغضبت حفتر من بني وليد، أن فئة من أبنائها عندما دعاهم لتفويضه رئيسا على البلاد، فوضوا سيف الإسلام القذافي رئيسا بدلا عنه، على غرار ما حدث في مدن أخرى في شرق البلاد وغربها، بالرغم من أن أغلب مسلحي النظام السابق يقاتلون في صفوف مليشياته، مما ضرب مصداقيته وساهم في إفشال مشروع التفويض.

لكن إرسال الورفلي إلى بني وليد، قد يمهد لسعي حفتر للسيطرة على المدينة بالكامل، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من الانقسام، وإدخالها رغما عنها في حرب لا يرى حكماؤها طائلا منها.[10]

اغتياله

في 24 مارس 2021 أُغتيل محمود الورفلي في بنغازي.[11]

وأفاد موقع بوابة إفريقيا الليبي، باغتيال محمود الورفلي، ونقلت وسائل إعلام ليبية عن الناطق باسم الجيش الوطني الليبي تأكيده مقتل القائد العسكري محمود الورفلي في بنغازي. وأوضح الموقع بوابة أفريقيا أن الورفلي توفي بعد تعرض سيارته لوابل من الرصاص بالقرب من جامعة العرب الطبية في بنغازي، فيما أصيب شقيقه في الهجوم، ونقل إلى العناية المركزة.[12]

وكانت وزارة الخزانة الأمريكية أدرجت الورفلي في ديسمبر 2019 على قائمتها الخاصة بالعقوبات، متهمة إياه بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. وقالت الخزانة الأمريكية في بيانها أن الورفلي صُور في 24 يناير 2018 "وهو ينفذ عملية إعدام جماعي لعشرة معتقلين عزل في بنغازي. بعد أن أطلق النار على كل محتجز في رأسه واحدا تلو الآخر، أطلق الورفلي النار بحرية على مجموعة من عشرة معتقلين تم إعدامهم".


المصادر

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "ICC-01/11-01/17: The Prosecutor v. Mahmoud Mustafa Busayf Al-Werfalli Warrant of Arrest" (PDF). International Criminal Court. 2017-08-15. Archived (PDF) from the original on 2019-04-15. Retrieved 2017-08-16.
  2. ^ "Libya: Threat of Tripoli Fighting Raises Atrocity Concerns — Hiftar's Forces, Rival Militias Have History of Abuses". Human Rights Watch. 6 April 2019. Archived from the original on 9 April 2019. Retrieved 9 April 2019.
  3. ^ The Office of the Prosecutor (9 May 2018). "Fifteenth report of the prosecutor of the International Criminal Court to the United Nations Security Council pursuant to UNSCR 1970 (2011)" (PDF). International Criminal Court. Archived (PDF) from the original on 9 April 2019. Retrieved 9 April 2019.
  4. ^ Kelly, Sanja; Walker, Christopher; Dizard, Jake, eds. (2008). Countries at the crossroads: a survey of democratic governance. Rowman & Littlefield. p. 708. ISBN 978-0-7425-5899-1.
  5. ^ "ISIL fighters executed by Haftar's forces in Libya". Al Jazeera. 2017-07-23. Retrieved 2017-08-16.
  6. ^ "Death squad kills 33 ISIS men and posts videos online - Terror.News". Terror.News (in الإنجليزية الأمريكية). 2017-09-04. Retrieved 2017-09-06.
  7. ^ Lion, Patrick (2017-07-24). "'ISIS fighters' in hoods and orange jumpsuits shot dead by Libyan fighters in mass execution video". Daily Mirror. Retrieved 2017-08-16.
  8. ^ Throssell, Liz (2017-07-18). "Press briefing notes on Libya". Office of the United Nations High Commissioner for Human Rights. Retrieved 2017-08-16.
  9. ^ Nebehay, Stephanie; Lewis, Aidan (2017-07-18). "U.N. urges east Libya army to probe executions, suspend commander". Reuters. Retrieved 2017-08-16.
  10. ^ ""سفاح حفتر" محمود الورفلي.. ماذا يريد من بني وليد؟". ويب كاش. 2020-11-05. Retrieved 2021-03-24.
  11. ^ "ليبيا.. اغتيال محمود الورفلي القيادي بمليشيا حفتر المطلوب للجنائية الدولية، في بنغازي (إعلام محلي)". وكالة أنباء الأناضول. 2021-03-24. Retrieved 2021-03-24.
  12. ^ "ليبيا.. اغتيال محمود الورفلي الضابط المثير للجدل في "الجيش الليبي"". روسيا اليوم. 2021-03-24. Retrieved 2021-03-24.