محمد فرجاني

الأمير محمد آل فرجاني، أمير البادية السورية وشيخ شيوخ عشائرها ينحدر من أسرةٍ عربيةٍ عريقة تعود أصولها لقبيلة طيء أشرف القبائل القحطانية، فعائلة الفرجاني واحدة من أقدم 6 عوائل تدمرية ويوجد مسكنها إلى اليوم في معبد بل الأثري. كما أن عائلة الفرجاني منتشرةٌ في عدد من بلاد الوطن العربي، في مصر والعراق وليبيا وتونس واليمن وغيرها من البلدان.

والدته هذلة (جدة البيجات) وقد كانت تمتلك شخصية قوية تثير النخوة في نفوس أقاربها وقومها من الرجال, ما جعلها الاسم الذي ينتخي به أبناء العشيرة عند حدوث الملمات والأخطار التي تتهدد الكيان الاجتماعي والاعتباري للعشيرة حتى أن الرئيس العراقي صدام حسين كان يفتخر بنسبه لتلك المرأة وكان (أخو هذلة) أحد ألقابه, وخاله هو الأمير محروت بن فهد الهذال (ابن هذال) شيخ مشايخ قبيلة عنزة وأمير شيوخ القبائل العربية, ولما كان لمحمد الفرجاني من مكانة رفيعة لدى القبائل العربية قام الأمير محمد بن عبد الله آل الرشيد حاكم إمارة جبل شمر بإعفاء تدمر من الضرائب من أجله. عُرف عنه موهبته الشعرية العظيمة حيث كان يرتجل الشعر بالفطرة ودائماً ما كان العرب يتغنون بقصائده. وهناك قصة يتندر بها أهل تدمر إلى اليوم، يوم توافد على باب دار محمد الفرجاني رجال الغزو، بقيادة الأمير محمد بن عبد الله آل الرشيد وكانوا حوالي أربعمئة مقاتل، فطلب عقيد القوم من أحد العبيد أن يغلق الباب ويترك البقية خارج الدار لكثرتهم، وهنا امتعض محمد الفرجاني لأنه لم يعتد على إغلاق باب داره في وجه الضيوف، فقال مخاطباً العبد وهو يلمح إلى عقيد القوم:


هلا بال تقطع فجوج البر واسبــاب...والله محيي الركـايب اللي نصنــــه

كريم ما دور الطلايـب بي طــلاب...تلفي على كريم الجد فرض وسنــة

قال فارس للعبد قم سكر الـبـاب...بابنــا يا عبيد ما يتسكرنـــــــــــــــــــه

ميتين مع ميتين أربعة بحســـاب...وبيت أبو فرج ما ضايقنــــــــــــــــه

بابنا يجدب الهوى من كبيس مجـداب...ونشرعنه يوم الركايب زرفلنـــه

نوهب ونعطـــي ما علينا حـساب...والجود عندنا فرض وسنــــــــــــــــة

أبو فرج مسك ويفوح من كل بـاب...وم زلفت الركايب وهيــجنـــــــــه

تلقى فنجان مبــــــــــــهـر بالطـيـــاب...يطلب سخي الكف يقعد تمنـــــــه

دور عالأصل دور على الأنســـــاب...أصيلة الجديــن تلبق لاهلنــــــــــه

البطولة مو لعنتر والزير بحســـــاب...هي لمحمد وآل بيته يوم يشفعـلنـه

توفي في العام 1933 كما ذكر المؤرخون ولما كان له من مكانة رفيعة عند القبائل العربية، بقيت تدمر تستقبل المعزين بوفاته لثلاثة شهور متتالية. اشتهر من أولاده فرج ابنه الأكبر والذي كان من الطليعة الثائرة ضد الاحتلال الفرنسي في تدمر وهو الذي أنزل العلم الفرنسي من فوق مدرسته ومزّقه وداس عليه ورفع العلم السوري. وابنه ياسين فرجاني العسكري والسياسي والأديب والذي كان من الضباط المؤسسين لـ الجمهورية العربية المتحدة ومحافظ حماة في عهد الوحدة. وابنه محمود الذي كان مديراً للمركز الثقافي في تدمر.