محمد صادق السعيدي

الشيخ محمد صادق السعيدي
مفتي المالكية وقاضي بالمدينة ,مدرس بالمسجد النبوي
وُلِد1289هـ
توفي1349هـ (عمره 60)
المدينة
الدفن
الأب الصادق بن السعيدي
الديانة مسلم

هو محمد بن الصادق السعيدي العقبي [1] [2] [3]

, أحد علماء الحرمين، العلامة القاضي مفتي المالكية في مدينة خير البرية .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مولده وأسرته

ولد رحمه الله في بلدة سيدي عقبة من أعمال بسكرة , يوم الثلاثاء السابع من ذي الحجة سنة 1289هـ , قدم والده العلامة الشيخ الصادق بن السعيدي العقبي الجزائري المولود سنة 1254هـ إلى المدينة سنة 1305هـ مهاجراً بأهله وولده، وكان رجلاً فاضلاً عالماً كاملاً , تصدى للتدريس بالمسجد النبوي الشريف، فأصبح أحد علماء المالكية بمدينة خير البرية، إلى أن توفى يوم الخميس الموافق 19/ 12/ 1309هـ وقد ناهز 55 سنة، ودفن في البقيع [4] [5] ، وأعقب ثلاثة رجال، وهم : محمد الكبير المترجم له، ومحمد الصغير، وأحمد، وبنتاً اسمها فاطمة ولدت سنة 1298 هـ، تزوجت من عبد القادر بن عثمان حافظ، وكانت وفاتها سنة 1348هـ ؛ فأما محمد الكبير، فأعقب : أسعد، وعلي، وعاصم، وعصام مات صغيراً ؛ وأما محمد الصغير المولود سنة 1292 هـ، فأعقب : أبو الهدى، وبنتاً اسمها عزيزة : تزوجها أبوبكر بن عبد الله جمل الليل ؛ فأما أبوالهدى فمولده سنة 1351هـ , كان رجلاً كاملاً جميلاً، سكن مدينة جدة، وتوفي في المدينة عن غير ولد سنة 1387 هـ، وبموته أنقرض عقب محمد الصغير، والبقاء لله ؛ وأما أحمد صادق فولد في المدينة سنة 1306 هـ، وصار أميناً لبيت المال [6] عرف بالتقوى والأمانة والورع، إلى أن توفي يوم السبت 25 /6/ 1392هـ , ودفن في البقيع، وأعقب : محمد، وخمس بنات [7] [8] ,ويذكر الأستاذ محمد بن أحمد صادق ابن أخ المترجم له : انه اطلع على حجة شرعية قديمة تتضمن ان للأسرة أراضي زراعية وأملاك في مدينة قسنطينة الشهيرة [9]؛ ويعرفون في المدينة اليوم ببيت صادق وبعضهم بالتعريف[10].


دراسته

بدء الشيخ محمد دراسته في الجزائر، وأكثر ما تعلم علي يد والده، فحفظ القرآن الكريم حتى أتمه، ثم شرح الله صدره للعلم وانكب عليه، فبدأ يتلقى مبادئ العلوم في بعض العقائد والنحو والصرف والفقه، ثم قرأ مختصر العلامة خليل في فقه المالكية بشرح الدردير، والرسالة للقيرواني، وسيرة ابن هشام المعروفة، وقطعاً لابأس بها من أشعار الصحابة، وديوان النابغة والمعلقات السبع كل ذلك في الأدب، ومال ميله على كتب الصحاح والسنن، وقرأ منها من استطاع، ثم قرأ ألفية ابن مالك بشرح ابن عقيل، ودروساً في سلم الأخضري، وعني وركز على المذ هب المالكي، فكان نابغة فيه، وعكف على موطأ الإمام مالك بشروحه، وبعض من ألفيته بشرح الأشموني، فقد قرأ كتباً كبيرة مثل موطأ الإمام مالك وصحيح مسلم، وطبقات المالكية لإبن فرحون وغيرها من الكتب كطبقات الشافعية، وطبقات الحنفية، وطبقات الحنابلة، حتى حصل على الإجازة من العلماء، وفي السادس عشر من عمره أكمل تحصيله العلمي على علماء المسجد النبوي الشريف , فتلقى العلوم على جم غفير من العلماء فيه [11] [12] [13]

دروسه في المسجد النبوي الشريف

تصدر الشيخ محمد للتدريس في المسجد النبوي الشريف، فقرأ الكتب المفيدة، وصار من أَجَلّ العلماء وتولى إفتاء المالكية، فأخذ يدرس بعض علوم اللغة العربية والفقة المالكي ويصدر الفتوى، وطلاب العلم يلتفون من حوله في درسه القيم المكتظ بطلبة العلم وصوته الجهوري، يردد بالصدا بين سواري المسجد العظيم، فدّرس وأفاد وانتفع به العباد [14] [15] [16] [17] [18].

الصادق قاضي المدينة ومفتيها

قرار تعيين محمد صادق مفتي للمالكية ونائب القاضي

وعندما حلت الدولة السعودية وتسلمت زمام الحكم، وقامت بعمل التنظيمات الجديدة، أعيد تشكيل المحكمة الشرعية في بداية الأمر على حسب تعدد المذاهب، ثم فيما بعد جمعت على مذهب واحد، وكان التعيين بترشيح من رئيس القضاة آنذاك الشيخ عبد الله بن بليهد وهو على النحو الآتي : تعيين الشيخ إبراهيم البري قاضي المدينة ومفتي الأحناف، الشيخ محمود شويل أمين الفتوى ووكيل رئيس القضاة، الشيخ محمد صادق نائب القاضي ومفتي المالكية، الشيخ زكي البرزنجي نائب القاضي ومفتي الشافعية، الشيخ حميدة بن الطيب وكيل القاضي ومفتي الحنابلة، وذلك بتاريخ 29 رمضان 1344هـ [19] [20]. ومن أشهر قضاة المحكمة الشرعية بالمدينة خلال بدايات العهد السعودي المشايخ التالية أسماؤهم : إبراهيم البري, زكي البرزنجي, حميدة بن الطيب , محمد بن علي التركي , أحمد الكماخي , محمد نور الكتبي الحسني , عبد الله بن عبد الوهاب الزاحم الكبير، أحمد بساطي، عبد الحفيظ بن عبد المحسن الكردي الكوراني، عبد الله صالح الخليفي , عبد العزيز بن صالح الصالح , محمد بن عبد المحسن الخيال, عبد القادر بن أحمد الجزائرلي , الشيخ محمدالحافظ [21] [22] [23] [24] .


الصادق وفتوى هدم القباب المبنية في البقيع

كان الشيخ محمد أحد العلماء الموقعين على فتوى علماء المدينة الصادرة عام 1344هـ , والفتوى الملحقة بها الصادرة عام 1345هـ و والتي أيد فيها علماء المدينة هدم القباب المبنية على الأضرحة في البقيع, والعلماء هم : وكيل رئيس القضاة وأمين الفتوى محمود شويل، قاضي المدينة ومفتي الحنفية إبراهيم البري ، نائب القاضي ومفتي المالكية محمد صادق السعيدي العقبي، مفتي الشافعية زكي البرزنجي، وكيل مفتي الحنابلة ونائب القاضي حميده بن الطيب، ألفا هاشم، نائب الحرم محمد الإخميمي، محمد العمري، محمد بن علي التركي، نائب القاضي سابقًا ومسود الفتوى حينه أحمد بساطي، قاضي المدينة سابقًا عمر كردي، قاضي المدينة سابقًا أحمد كماخي، الميلود بن أبي بكر، سعيد بن صديق الفوتي، محمد البشير أخو الفا هاشم، محمد صقر، محمدالطيب التمبكتي، خليل الفلاتي [25] [26] [27] [28] [29].

محمد الصادق شاعراً

وكان الشيخ محمد صادق شاعراً فحلاً , قوي الشعر، جلي المعاني، وامتاز شعره بالمدح والثناء، وكانت كتابته نثريه، ومن شعره القصيدة التي القها أمام الملك عبد العزيز في إحدى رحلاته مع الوفد المدني الذي كان مغادراً المدينة للسلام عليه ومبايعته، وذلك في عام 1344هـ , و وقال فيها :

  • ياعصمة الدين والدنيا من العطب..... ورافع المجد للإسلام والعرب
  • وليت أرضاً وآثاراً مقدسة بها ..... منار الهدى السامي على الشهب
  • أرض بها خير من يمشي على قدم.....وأكرم الخلق من ناء ومغترب
  • دار الهدي طيبة الغراء مضجع من ....أنواره جنبتنا أكثف الحجب
  • لولاه ماعلم التوحيد من أحد ولا ..... دري كيف يأتي اعظم القرب
  • فاهنأ ودم في ظلال الملك تدعمه ... بالعدل والِعز والتفريج للكرب
  • جئنا وفوداً نرجي منك عاطفة ... تزيح عنا الذي ذقناه من النصب
  • فانظر الي بلد حط الشقاء به خمساً ... وعشراً من الأعوام لم يغب
  • وغطنا برداء الفضل إن لنا ..... حق الجوار وحق الدين والنسب [30][31][32].


وله قصيدة أخرى ألقاها أمام الملك عبد العزيز في مكة أيضا، وقال فيها :

  • أيا ملكاً عم البلاد بملكه ..... فضائله عمت وأحسانه يترى
  • لعمري ليس أسم الحجاز مخصصاً .... بعدلك ان العدل ميزتك الكبرى
  • قهرت ملوك الأرض بالسيف والقنا ... وفزت أمير المؤمنين لك البشرى
  • فجيشك منصور وسعدك فقبل .....وحزبك حزب الله يستوجب الشكرا

ومن شعره

  • نبارز أبطال الوغى فنبيدهم ....بصارم هندي مغل الكتائب
  • ونقرع هام الحرب في حومة الوغى ....ويقتلنا في السلم لحظ الكواعب
  • وليست سهام الحرب تغني نفوسنا ....ونوردها حوض المنايا بشاحب
  • ولوبارزوا نابا لظبي لاتقيها ....ولكن سهام فوقت في الحواجب [33]

الصادق مع وفود أهل المدينة

كان الشيخ محمد رحمه الله من أعيان المدينة ورجالها المعدودين، ابيض اللون طويل القامة نحيفاً جميلاً مهاباً , حسن الملبس، يرتدي لباس العلماء ؛انتخب ضمن الوفد المدني المسافر إلى مكة المكرمة عام 1344هـ للسلام وتقديم المبايعة للملك عبدالعزيز وقد تكون الوفد من : عبد الجليل المدني، سعود دشيشه، محمد حسن السمان، محمود عبد الجواد، إبراهيم هاشم، محمدالإخميمي، محمد الصادق [34] [35].

وفي عام 1347هـ انتخب الشيخ محمد أيضاَ ضمن الوفد المدني المسافر إلى مكة المكرمة للسلام على الملك عبد العزيز، وقد تكون الوفد من وجهاء وأعيان المدينة، وهم : عبد الجليل المدني، عبيد مدني، أمين مدني , سعود دشيشة, ذياب ناصر، عبد العزيز الخريجي، محمد صادق السعيدي [36][37] .

ولما عاد الوفد المنتدب سنة 1347هـ , نظم السيد علي حافظ قصيدة رحب فيها بعودة خاله الشيخ محمد صادق، وقال :

  • ياخالُ مرحى فقد وفّيت ما يجب .... لطيبةٍ ولجيرانٍ لها انتسبُوا
  • عبرت عنها بما في الصدر من أملٍ.... وعن أمانٍ لنا تزهو وترتقبُ
  • لعاهلٍ العُرب من بالعدل متصفٌ .... يُسدي المعونة لامنٌّ ولاغضبُ
  • جزاكم الله خيراً إن وفدكمُ .... أدى الرسالة فيها السؤل والأربُ [38].

وفاته

وعندما أذنت ساعة الموت توفاه الله عزوجل في يوم الخميس الموافق التاسع والعشرون من شهر ذي القعدة سنة 1349هـ , بعد حياة حافلة بالعطاء والجهاد والعدل بين الناس ونشر العلم، وكان عمره عند وفاته 60عام , رحمه الله رحمة واسعة واسكنه الفردوس الأعلى [39] [40] [41] [42].

  1. ^ صفحات مشرقة : الشيخ محمد صادق السعيدي
  2. ^ موسوعة أرابيكا : محمد صادق السعيدي
  3. ^ صك صادر من محكمة سيدي عقبه بتاريخ 15 صفر 1306هـ
  4. ^ ^ المدينة المنورة في العهود الثلاث : أحمد مرشد ,ص 240 .
  5. ^ يحيى بكلي : العلماء الجزائريون المدرسون في المسجد النبوي الشريف , ص(144- 146)
  6. ^ موقع صفحات مشرقة : الشيخ أحمد صادق
  7. ^ المدينة المنورة في التاريخ : عبدالسلام هاشم حافظ , ص 172
  8. ^ ملحق الأربعاء (جريدة المدينة) 15ذوالقعدة 1419هـ الموافق 3 مارس 1999م, المدينة المنورة وأحداث القرن الخامس عشر، بقلم : الدكتور أنور ماجد عشقي .
  9. ^ رواية الأستاذ محمد أحمد صادق
  10. ^ اعلام من أرض النبوة : الشريف أنس الكتبي ص 479 - 481 .
  11. ^ موسوعة اسبار للعلماء والمتخصصين في الشرعية الإسلامية ,1012/3 .
  12. ^ المدرسون في المسجد الحرام من القرن الأول حتى العصر الحاضر : منصور النقيب , 3/ 383 .
  13. ^ اعلام من أرض النبوة : الشريف أنس الكتبي ص 479 - 481 .
  14. ^ ديوان عمر البري : محمد العيد الخطراوي ,ص29 .
  15. ^ معلمو المسجد النبوي الشريف : عدنان جلون , عمر فلاته , عبدالوهاب زمان , 745 – 748 .
  16. ^ صور وذكريات : عثمان حافظ ,ص87 , 106, 107, 194 .
  17. ^ المدينة المنورة في العهود الثلاث : احمد مرشد ,231 , 240 .
  18. ^ إشراقات طيبة : محمد صالح عسيلان , 34
  19. ^ موسوعة تاريخ المدينة المنورة : عبد الله فرج الزامل , ص108
  20. ^ المدينة المنورة في عهد الملك عبدالعزيز : فهد اللحياني , 189 193 , 212
  21. ^ قضاة المدينة المنورة من عام 963 هـ إلى عام 1418 هـ :عبدالله بن محمد بن زاحم , ج1 / 54, 56 , 62 , 71 ,77 ,79 و83 ,104 , 107 ,111 , 112 .
  22. ^ صور من الحياة الاجتماعية بالمدينة المنورة منذ بداية القرن الرابع عشر الهجري : ياسين الخياري , ص 132 , 133 , 169
  23. ^ فصول من تاريخ المدينة المنورة : علي حافظ ,ص358
  24. ^ ابراهيم غلام يتذكر : خالد باطرفي , 63
  25. ^ جريدة ام القرى العدد 104- السنة3-4 /6/ 1345 هـ
  26. ^ جريدة ام القرى العدد 59- السنة2-29/7 /1344هـ
  27. ^ التاريخ الشامل للمدينة المنورة : عبدالباسط بدر , 178/3
  28. ^ أرشيف مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها : عبدالعزيز العيسى ,247, 248
  29. ^ إفادة الأنام : عبدالله غازي , 5/ 135
  30. ^ قصيدة الشيخ محمد صادق بخط ابنه الشيخ علي صادق
  31. ^ نفحات من طيبة : علي حافظ , 79 , 80, وفيه : إن قصيدة عصمة الدين والدنيا من العطب نظمت عام 1347هـ
  32. ^ المدينة المنورة في عهد الملك عبدالعزيز  : محمد صالح البليهشي , ص 283
  33. ^ صور وذكريات : عثمان حافظ ,ص 106.
  34. ^ جريدة ام القرى العدد 69- السنة2-17 /10 /1344 هـ
  35. ^ أدبنا الحديث كيف نشأ وكيف تطور : عبدالقدوس الأنصاري , ص63 .
  36. ^ نفحات من طيبة : علي حافظ , 79 , 80, وفيه : إن قصيدة عصمة الدين والدنيا من العطب نظمت عام 1347هـ
  37. ^ المدينة المنورة في عهد الملك عبد العزيز : محمد صالح البليهشي , ص110, 281
  38. ^ نفحات من طيبة : علي حافظ , 80, وفيه : إن قصيدة عصمة الدين والدنيا من العطب نظمت عام 1347هـ
  39. ^ المدرسون في المسجد الحرام من القرن الأول حتى العصر الحاضر : منصور النقيب , 3/ 383. .
  40. ^ اعلام من أرض النبوة : الشريف أنس الكتبي ص 479 - 481 .
  41. ^ معلمو المسجد النبوي الشريف : عدنان جلون , عمر فلاته , عبدالوهاب زمان , 745 – 748
  42. ^ المدرسون في المسجد الحرام من القرن الأول حتى العصر الحاضر : منصور النقيب , 3/ 383.