محمد حافظ رمضان باشا

محمد حافظ رمضان باشا (و.؟ - ت. 1955) سياسي وحقوقي وكاتب مصري، شغل منصب وزير العدل، ووزير الشؤون الإجتماعية، كما كان آخر رئيس للحزب الوطني، كما شغل منصب نقيب المحامين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

ولد بالقاهرة، وتخرج من كلية الحقوق عام 1904 وعمل بالمحاماة، وأصدر جريدة اللواء المصري اليومية، في سنة 1921 وكان يتولى تحريرها. في عام 1923 تم انتخابه كرئيس للحزب الوطني. وفي 1926، انتخب كنقيب للمحامين، بالإضافة لكونه عضواً في مجلس النواب، وكان زعيم المعارضة فيه. كما تم أختياره كأحد أعضاء مجلس الشيوخ. وعُرف بنزاهة اليد والضمير، واعتزل السياسة سنة 1952.[1] لاحقاً تبين أنه كان يمول الأعمال الفدائية ضد القوات الإنكليزية، في منطقة قناة السويس.

تولى محمد حافظ رمضان، منصب نقيب المحامين في عام 1926، خلفا للنقيب المنقضي ولايته محمد أبو شادي، واشتهر بين المحامين بلقب حافظ بك رمضان. وتقلد” حافظ رمضان” العديد من المناصب الهامة، هي كالتالي:[2]

  • أولاً: شغل منصب وزير العدل ثلاث مرات و وزاره الشئون الاجتماعية مرة واحدة.
  • ثانيا : المشاركة في تحرير ميثاق جامعة الدول العربية و توقيعه عليه كأحد ممثلي الدولة المصرية.
  • ثالثا : رئاسة للحزب الوطني بعد وفاة الزعيم محمد فريد
  • رابعا : تأسيس و إدارة تحرير جريدة اللواء

عرف بنزاهة اليد و الضمير طوال حياته و اعتزل العمل السياسي في شهر مايو عام 1952 قبل ثورة يوليو بشهرين احتجاجا على الفساد المنتشر في الوسط السياسي وأورد في بيان اعتزاله نصاً

«الفساد ينتاب جل نواحي الحياة السياسية في البلد و أن الوسائل المشروعة و المنطق المعقول و القيم الاخلاقية لم تعد مجدية في هذا المضمار وقد ترددت في فكره الاعتزال حينا و لكنه ما وجد معانا في الفساد و توغلا في الانحلال و الحياه كلها تضليل وأباطيل.»

وفي عام 1931 تم افتتاح محكمة النقض المصرية، وكان محمد نجيب الغرابلي نقيب المحامين، وقت ذلك إلا أنه كان لمحمد حافظ رمضان بك مكانة خاصة في مهنة المحاماة، وفي قلوب كل المحامين.

ومثل المحامين في حفل الافتتاح، وقال كلمة المحامين والتي جاء بها وفقاً لمحضر جلسة الافتتاح حضره الأستاذ محمد حافظ رمضان بك قام وقال، إنني بالنيابة عن المحامين أعرب عن عظيم سرورنا واغتباطنا بإنشاء أكبر هيئة قضائية في مصر، الغرض منها وضع المبادئ القانونية في الموضع الصحيح.

وإني أقدم واجب الشكر لسعادة رئيسها على الكلمات الطيبة التي وجهها إلى أسرة المحامين، ولا نعجب فإنما كان سعادته رئيسا لأسرة المحاماة، قبل أن يكون رئيساً لأسرة القضاة.

وعلى كل حال فأنا اعتقادي أن المحاماة والقضاء عضو عائلة واحدة يتضافران على وضع العدالة في موضعها، وإذا كانت المساواة في الظلم عدلاً فما بال هذه المحكمة العليا وهي إنما أنشئت لتحقيق المساواة في العدل.

وإذا كان المحامون يقدرون تماما المشقة العظيمة التي يتجشمها حضرات القضاة وتتحملها النيابة في سبيل خدمة القانون والعدالة، فإنهم من جانبهم سيعاونون جهد استطاعتهم في هذه الخدمة والله يوفقنا جميعا.


أبوه

"وجه مصطفى ووجه فريد، كلاهما لازم لوقت الشعب فقط". تعليق كرتون حافظ رمضان باشا، في كتاب "في المرآة" لعبد العزيز البشري، المنشور في 1927.

حافظ رمضان بك هو والد محمد حافظ رمضان باشا. وعن الوالد يقول عبد العزيز البشري في كتابه "في المرآة"، 1927:

Cquote2.png

محمد حافظ رمضان ابن المرحوم حافظ بك رمضان، وكان رجلًا منقطع النظير في العلم المالي يوم لم يكن لمصري في هذا الباب خطر، وكانت أعظم المصارف الأجنبية بالضرورة، ترجع إلى رأي حافظ بك في أدق مسائل الفن وأبعدها أثرًا.

وأنجب عدة أولاد، وأحسن تأديبهم وتعليمهم، فخرجوا جميعهم رجالًا ممتازين، فيهم القاضي وفيهم المحامي وفيهم الجندي، وها أنت ذا ترى أحدهم، وهو الذي نعقد له هذا الحديث، في كبار المحامين ورئيس حزب جليل الشأن في البلاد.

Cquote1.png

عبد العزيز البشري، "في المرآة"[3]

البشري عن محمد حافظ رمضان

يقول عبد العزيز البشري في كتابه "في المرآة"، 1927:

Cquote2.png

لو أنك لم تكن رأيت محمد حافظ رمضان بك، وبدا لك أن تتمثل رئيس الحزب الوطني القائم على المطالبة بمصر والسودان، مضافًا إليهما الملحقات، سواء منها ما في يد الإنجليز، وما في يد الطليان، وما في يد الأحباش، وجلاء الجيش الإنجليزي بلا قيد، ولا شرط، ولا مساومة، بل ولا مفاوضة ولا اتفاق، ولا، ولا … إلخ، لما استطاع ذهنك أن يتمثله إلا رجلًا عنيفًا حاد الطبع، ثائر الأعصاب، إذا قاولك وبخاصة في شأن عام، تفجر عن مثل بركان! ولكن ما أعظم خيبة الخيال حين تقع عينك على حافظ رمضان بك، ويضمك مجلسه، فإنه لا يروعك إلا أن ترى رجلًا وادعًا هادئ السعي، بطيء الحركة إلى حد الجمود، تكاد تقطع بأنه قد فقد كل اتصال بين أعصابه وبين معارف وجهه، حتى لتوشك ألا يتغير عليها شيء من مظاهر العواطف المختلفة، وإنه ليتحدث إليك في القانون، ويتحدث إليك في السياسة، ويتحدث إليك في جميع الأسباب الدائرة بين الناس، فيجيد الحديث إجادة ينقطع من دونها الوصف، جزالة علم، وصحة رأي، ومتانة حجة، وقوة بيان، في حلاوة نبرة وعذوبة صوت، وإنه ليثير عواطفك، وإنه ليبعث معارف وجهك على التشكل طوعًا لما أثار حديثه فيك من عاطفة. أما هو نفسه فساكن وادع، فتنصرف عنه وأنت تكاد تحسب أنك إنما كنت تسمع الحديث من «فونغراف» متقن بديع، يدور في هيكل إنسان!

والواقع أن الله تعالى قد وهب هذا الرجل قصدًا واعتدالًا في كل شيء، فهو معتدل الخلق والتكوين، معتدل الأخلاق والسجايا، معتدل الحركة والسعي، معتدل الحديث والرأي، وهو في الوقت نفسه، رئيس الحزب الوطني! ومبدؤه المطالبة بمصر والسودان والملحقات، وجلاء الجيش الإنجليزي عن جميع البلاد بلا مساومة ولا مفاوضة ولا اتفاق!

نعم، لقد بانت مواهب حافظ من يوم دَرَجَ لطلب العلم، وما بَرِحَ يَبْرَعُ فيه أقرانَه حتى أحرز إجازة الحقوق — ليسانس — وأقبل على المحاماة مُجِدًّا أمينًا حتى تمت كِفايته، وبَعُد فيها صيته ولمَّا يزل بعدُ في فَوْعة١ الشباب، يعينه فيها علم غزير، وعقل شديد، وبديهة حاضرة، وحجة قاهرة وبلاغة ساحرة. كل أولئك في صوت كأنما تختلج به أوتار عود. وكذلك كان حافظ بك خطيبًا رائعًا جليلًا. وقد اتصل من صدر أيام الشباب بفقيد الوطن المغفور له مصطفى كامل باشا، وظل معه إلى أن قبض إلى رحمة الله، فكان شأنه كذلك مع المغفور له فريد بك، إلى أن شطت به النوى، فما برح هو كذلك موصول الاسم بالحزب الوطني، حتى اختير له رئيسًا.

ومما يذكر له في هذا الباب، أنه كان دائمًا شديد التوافي لأساطين الأحزاب الأخرى حتى في الأوقات التي كان السيد وفيق يرميهم بالمقذعات في جريدة الحزب من غير حساب!

ولقد يبدو لك حافظ رمضان بك كسولًا لا يحب أن يجشم نفسه من الأمر جليلًا، على أنه إذا جد الجد، كان أنشط من الكوكب السيار!

ومن أعجب ما يؤثر له من هذه الناحية، أنه قد بدا له في صيف العام الماضي، إذ هو في أوروبا، أن يتسلق قمة جبال الألب Mont Blanc، وعبثًا يحاول صدقانه٢ أن يصرفوه عن هذه النية، والعبث بالعروج إلى قمة الألب إنما هو ضرب من العبث بالحياة نفسها. ويجمع حافظ همته وعناده معًا، ويخوض مهاوي الموت خوضًا، حتى يبلغ غايته، ثم يتدلى عن قمة الجبل «بالسلامة»، والموت خزيان ينظر! ويظفر بتلك الشهادة — شهادة المعراج إلى قمة الألب، ولم يظفر بها من المقاديم إلا قليل، فكان أيضًا حَقَّ Sport، رغم ما يرمى به من فرط الكسل وشدة الخمول! وهو شديدُ الوَلَعِ بالشِّطْرَنْجِ، حتى لقد يجلس إلى رقعته خمس ساعات متواليات لا يلحقه فيها ضجر ولا يتداخله سأم.

ولقد يظل طوال هذه المدة وفم «الشيشة» في فمه، أو فاغرًا فاه، فلا تسمع منه إلا تنغمًا يهمس به أحيانًا، أو «كش مات» في غاية كل دست ينعقد له فيه الظفر!

وبعد، فلا أدري أكان حافظ رمضان بك في قرارة نفسه، ومطاوي حسه، شاعرًا يحلق في أجواز الخيال أم لا؟ على أن جلسته الطويلة يوسد فيها خده على كفه، مهدل الشفة، ثابت المحجرين في جانب الأفق، لقد تدلك على أنه شاعر بعيد الخيال، ولعل هذا المعنى فيه هو الذي يتخطى سائر مواهبه، فيعقد الصلة بينه وبين مبادئ الحزب الوطني!

ومع هذا كله، فلا محيص من أن تقع المشاكل بين حافظ بك وبين نفسه كلما «زنقته» الحوادث بينه وبين مطالب حزبه، ولكن حافظ بك كما أسلفت عليك، رجل خراج ولاج، لا يغم عليه مشكل ولا يعيبه أمر جسام، فإذا حزبه من ذلك شيء عمد إلى حل بسيط، سهل، معقول، مقبول، وهو أن تعجله مسألة «فيحط كتف» على أوروبا معذورًا مشيعًا بطيب التمنيات! أليس هذا حلًّا سائغًا معقولًا؟!

وبعد، فإذا كان التطرف في الرأي السياسي ضربًا من الشعر، فما أعذب هذا الشعر، وما أحوج تكافؤ النزعات السياسية إليه، على أنه إذا تجاوز حده، وخرج عن أفقه فقد أصبح له في توجيه سياسة البلاد شأن آخر.

ولو كان لي من الأمر شيء لدعوت بشركة «حافظ رمضان – عبد الحميد سعيد أخوان» فخيرتها أمرين: إما ترك التغالي في الاستجوابات والعوض على الله، ولو مؤقتًا، في الملحقات، وإما أن تتولى الوزارة، وعندها مهلة شهرين لتجيء فيها بالنيل من منبعه إلى مصبه، والملحقات وملحقات الملحقات، والجلاء الكامل بلا مساومة، ولا مفاوضة، «وكمان» بلا اتفاق، على شرط أن تؤخذ عليها التعهدات بعدم «حططان الكتف» على أوروبا وقت الأزمات!

Cquote1.png

عبد العزيز البشري، "في المرآة"[3]

المناصب الحكومية

مؤلفات

له مؤلفات هي:

  • أبو الهول قال لي طبع الجزء الأول منه.
  • صفحة سياسية
  • أحاديث ومذكرات في القضية المصرية

الذكرى

حافظ رمضان، على طابع بريدي مصري صادر في 2004.

شارع حافظ رمضان، في حي مدينة نصر بالقاهرة، مسمى على اسم السياسي العتيد.

المصادر

  1. ^ تراجم
  2. ^ أشرف زهران (2022-07-30). "النقيب السابع للمحامين محمد حافظ رمضان.. عمل بالمحاماة والصحافة وشغل منصب وزير العدل ثلاث مرات". نقابة المحامين المصرية.
  3. ^ أ ب عبد العزيز البشري (1927). "في المرآة - حافظ رمضان بك". هنداوي.
  4. ^ en.wikipedia