مالك معاذ

احداث حركة الشواف-الطبقجلي الانفصالية الانقلابية في الموصل وكركوك عبد الكريم قاسم قائد وامر اللواء الاول مشاة في عام 1958 الرابع عشر من تموز قام بثورة ضد الحكم الملكي في العراق كان العقيد عبد السلام عارف مساعد له مهمته الاستيلاء على الاذاعة والقصر الملكي عبد السلام عارف اعطى اوامره لقتل الملك فيصل الثاني واسرته عبد الكريم قاسم في مخطط الثورة قرر اعتقال العائلة المالكة ونفيها خارج العراق في بداية الشهر الثالث من عام 1959 وصلت وثائق ومعلومات إلى الحزب الشيوعي العراقي بوجود تحرك سياسي في محاولة لفصل الموصل عن العراق والحاقه بسوريا من الجمهورية العربية المتحدة اقطاب الحركة في الداخل حزب البعث العربي الاشتراكي الحزب القومي الناصري بقيادة الاخوان المسلمين حيث دخلت الاحزاب الثلاثة في تحالف بداية عام 1959 ضد عبد الكريم قاسم الذي كان يريد ربط العراق بالدول العربية بنظام اتحاد فدرالي كل العوائل الاقطاعية في محافظة الموصل اللذين تضررت مصالحهم او سوف تتضرر جراء زوال الحكم الملكي وهم عائلة كشمولة عائلة العمري عائلة المفتي النقشبندي ال نافق متمثلة بسالم نافق وزوجته المسيحية المشهورة ( حواء ) من عشيرة ال سناط والاقطاعي الكبير نوري الارمني ( مسلم ) اضافة إلى عوائل اخرى متنفذة في زمن الملك وجلهم من ( اغوات ) باب البيض عشائر شمر المحاذين للحدود السورية في ربيعة بقيادة رئيسهم الاقطاعي الكبير ( احمد العجيل ) في حين كان البعثيين والقوميين العرب يريدون ربط العراق بوحدة عربية على غرار الوحدة بين سوريا ومصر الاخوان كانوا يعملون جهدهم للقضاء على الثورة واعادة النظام الملكي في العراق وهم من اشد اعداء الوحدة العربية ومصر وعبد الناصر ومن لف لفه الا انهم للضروة احكامها؟؟

في 5/3/1959 هجمت عناصر من حركة القوميين العرب على مقهى في وسط شارع فاروق بين منطقة الساعة وباب الجديد واحرقوا المقهى وكان عددهم خمسة وعشرين شخصا بقيادة وتحريض الشيخ هاشم عبد السلام رجل دين وشخص اخر هو اسماعيل حجار يمتلك مقهى غير بعيد عن مقهى الشيوعيين في مدخل عوجة ( القديس عبد الاحد ) مما تسبب في وقوع صدانم بين هذه العناصر وعناصر من الحزب الشيوعي ادى بالتالي إلى تجمهر عريض للشيوعيين في المنطقة وهروب القوميين وقد تم احراق السيارة الخاصة للشيخ هاشم عبد السلام ردا على احراق المقهى المنشا من الخشب المعاكس البسيط بينماهرب هو و اسماعيل عباوي بعد ان اطلق الاثنان عدة عيارات نارية باتجاه الشيوعيين والديموقراطيين.


من هناك قامت تطاهرة متكونه من الالاف من الشباب كانت مقدمتها في منطقة راس الجادة ومؤخرتها في مدخل ساحة الساعة هذه التظاهرة المستنكرة للاعمال التي يقودها الاسلاميين والقوميين العرب ضد ابناء الموصل وصل غضب المتطاهرين حده عنما خرج رجل من احدى الدروب الضيقة ( عوجة ) بالمصلاوي واطلق عدة عيارات نارية باتجاه التظاهرة قرب منطقة راس الجادة القريبة من منطقة خزرج فاصاب شخص واحد بجراح مما دفع المتطاهرين الرد على هذا العمل بحرق مكتبة معروفة لحزب الاخوان المسلمين واستمرت المسيرة حيث جوبهت باطلاقات نارية كثيفة من على منطقة البدن في حين كانت التطاهرة قد قاربت الوصول إلى مدرسة ابن الاثير القريبة من باب البيض الواقعة تحت منطقة البدن ( البدن منطقة مرتفعة تعتبر نهاية طريق الموصل من الجهة الشرقية الشمالية بعدها تنحدر نحو الطريق إلى مستوى مترين إلى ثلاثة امتار متجهة إلى منطقة الطوافة ومنها إلى محطة قطار الموصل.


هجم المتطاهرين بعد ان سقط منهم قتيلين وعدد من الجرحى نحو المهاجمين وتم اعتقالهما وهما اخويين من سكنة المنطقة وبيدهما بندقيتي برنو وحاول المتطاهرين الاعتداء عليهما عندما تدخل الجيش الذي ارسله العقيد الشواف لاستقبال التظاهرة والذي كان قد انتشر في منطقة باب البيض واعتقل الشخصين الا انهم عجزوا عن ايقاف هسيرة التظاهرة التي يكاد يكون في تلك اللحظة كل اهل الموصل مشاركين فيها.

انتهت التطاهرة في منطقة باب الطوب بعد ان حرق المتظاهرين كل المكتبات التي في طريقهم علما ان هجوما اخر بالرشاشات شنته عناصر من القوميين العرب من داخل بيوت العاهرات ( الدعارة ) في الدواسة وعندما حاول المتظاهرين اقتحام احد الدور التي كانت نيران الرشاشات تاتي منها وقف في الباب احد قادة التظاهرة رجل طويل قوي البنية يدعى ميخا جبرائيل وطلب من المتطاهرين بعد كلمة مقتضبة القاها بينهم ان يخجلوا من اقتحام دار للدعارة وهم سياسين ...؟ مما دفعهم إلى الانسحاب واستمرت التظاهرة حتى وصلت ساحة باب الطوب حيث كان قيادي حزبي اخر شيوعي اسمه ( عمر الياس ) يقف فوق مظلة شرطي المرور وسط الساحة التفت حوله جموع المتظاهرين والقى بهم كلمه طلب منهم التفرق وعدم القيام باعمال صبيانية قد لا تحمد عقباها.

وتحديا للحركة الانفصالية التي استشعرها الشيوعيين اقاموا احتفالية كبرى لانصار السلام في مدينة الموصل صباح يوم 6/3/1959 وصلت القطارات من بغداد حاملة الوفود معها ومن هناك بدات مسيرة انصار السلام متخذة الطريق التالية من المحطة باتجاه الباب الجديد وصولا إلى بناية سينما الجمهورية وباتجاه سينما الخيام القريبة من منطقة شارع حلب حتى بناية موقع الموصل العسكري ونادي الضباط إلى باب الطوب ثم شارع غازي باتجاه شارع نينوى ومن هناك على طول شارع نينوى مرورا بشارع النجفي والسرجخانة والساعة وخزرج وراس الجادة ليستقر التجمع في ساحة قضيب البان مقابل قبر ابن الاثير قبل وصول المحتفلين إلى راس الجادة ضهر عليهم شخض معروف ( عبد الله العراقي ) واطلق النار باتجاه التظاهرة وهرب ولحق به عدد من المتطاهرين حيث القى بنفسه فوق كومة من التبن قرب محطة الوقود الا ان عددا اخر تابع الغاضبين وانقذه منهم وسلمه للشرطة.

في نهاية المطاف وبعد وصول المتظاهرين المحتفلين من انصار السلام إلى ساحة قضيب البان تفرقوا عائدين إلى محطة قطار الوصل القريبة وكانت بانتظارهم جموع غفيرة من اهل الموصل مودعين وقد جاء كل شخص بكمية من الطعام تم اعطائه لاعضاء فريق انصار السلام المسافرين إلى بغداد يكفيهم حتى وصولهم إلى هناك وكانت بانتظار انصار السلام من اربع إلى حمسة قطارات ركاب انطلقت بهم عائدة إلى بغداد مودعين من قبل سكان الموصل بحفاوة نادرة.



في ليلة 7/8-3/1959 ارسل العقيد عبد الوهاب الشواف يطلب عقد اجتماع مع اعضاء القوى الوطنية الشيوعيين والديموقراطيين الخ في نادي الصباط وعند حضور الجميع جرى اعتقالهم وساقوهم إلى الثكنة الحجرية حيث تم اعتقالهم ومن بين الشخصيات التي كانت بينهم المحامي الديموقراطي كامل قزانجي الذي قتل في الثكنه الحجرية بعد تعذيبه جسديا وفي نفس الليلة اعلنت الاحزاب النفير العام لمواجهة اي تحرك بعد ان علموا ان الشواف اعتقل الشخصيات الوطنية وقام كل من السيد حكمت يوسف لاوند واسماعيل نيسان الخوري وجمهرة من موظفي السكك بفلق محطة قطار الموصل غلقا تاما ومنع اي شخص من الاقتراب منها واستخدام اي من اجزائها بنفس الوقت الذي اوعزوا به إلى مدير محطة ربيعة السيد سامي ساعور بغلق محطة ربيعة بوجه اي قطار قادم من سوريا الا ان الرجل كان وسط ال عجيل مما اضطره إلى تفجير قضبان السكة وتخريبها مما ادى إلى اعتقاله ونقله إلى السجون السورية صباح يوم 9/3/1595 اذاع العقيد الشواف البيان الاول من اذاعة ارسلتها حكومة الجمهورية العربية المتحدة عن طريق سوريا وكانت الاذاعة داخل وعاء نمطي ( كونتينر ) فوق شاحنة حتى لاتكتشف ويتم قصفها علما ان البيان طالب الزعيم الركن عبد الكريم قاسم بالاستقالة.

الحركة الانفصالية لم تستوفي شروط قيامها وكان التخطيط لها هزيل جدا رغم ان الاعداد الخارجي والمشاركة والدعم كان كثيفا لكن الذي افشل الحركة هو الشعب الذي التف حول قيادة الزعيم الركن عبد الكريم قاسم وضالة المؤيدين للاحزاب والقوى المشتركة في الحركة اما الجيض فكان منقسم على نفسه سرية الهندسة التي يقودها العقيد عبد الله الشاوي كانت تعارض الحركة اضافة إلى ان اكثر قوى الجيش انضمت بعد الساعة الاولى لاذاعة الاول عن الحركة إلى صفوف المؤيدين لعبد الكريم قاسم في حين كان الدعم المادي من قبل شركة النفط في ( عين زالة ) على اشده.

قيام العقيد الشواف بالتفرد بتزعم الحركة حيث كان المفروض ان يتزعمها الزعيم الركن ناظم الطبقجلي لانه هو قائد الفرقة الثانية التي كان اللواء الخامس تابع لها اي ان الشواف كان اقل رتبة من الطبقجلي وبعد يعمل تحت امرته في البداية قتل عبدالله الشاوي قائد الهندسة التابع للواء الخامس وجرت احداث عادية خلال العمليات المقاومة لحركة الشواف كان البيان الصادر من اذاعة صوت العرب قد هول الموضوع وذكر ان عدد ضحايا اعضاء الحركة الانقلابية الانفصالية هو عشرين الف شخص في حين تم الاعلان عن الضحايا على لسان المقدم يوسف كشمولة احد اعضاء انقلاب ثمانية شباط في ذكرى هذه الحركة وعن تقرير للطب العدلي ان عدد الضحايا بضمنهم الشواف نفسه واللذين تم اعدامهم على يد المحكمة الشيوعية في الدملماجة اجماليا ( سبعة وثلاثين شخصا فقط ) اما من المقاومين والجيش والبيش مركة بلغ ( 127 )فقط ازداد هذا العد خلال السنوات التي تلت الحركة إلى الالاف قامت الطائرتين القادمتين من بغداد بقصف مقر الشواف واصابته بجروح مما دفعه للجوء إلى المستشفى العسكري وهناك تم قتله من قبل المضمد ( يونس جميل ) ولم يطول عمر الحركة اكثر من ثمانية واربعين ساعة علما ان البيش مركة ساهموا مساهمة فعالة في القضاء على الحركة.

اما الحزب الشيوعي فقد لعبت جماهيره دورا قويا في افشال خطط الحركة ايضا والخطا الوحيد الذي ارتكبوه هو تجاوز السلطة المركزية واقامة محكمة عسكرية في الدملماجة حيث اعدم عدد من المشاركين في حركة الشواف الانقلابية.

اما ظاهرة السحل فقد اشار اليها الشيخ هاشم عبد السلام ان مثلوا بجثث ضحايانا اذا ما فشلت الحركة للاساءة إلى الشيوعيين وقد اعترض الكادر ( فاضل الشكرة ) على هذا التوجيه الا انه ايده بعد المناقشة الطويلة وتحت تاثير قول الشيخ هاشم عبد السلام ان الموتى لايشعرون لكن حصيلة العمل المعنوية كبيرة وفعلا اخذ الرعاع وبواسطة اناس لم يتم التوصل إلى تشخيصهم إلى ربط جثث الضحايا المؤيدة للحركة الانقلابية بالحبال وتم سحبها خلف سيارات خاصة وعامة وتم تعليق العديد منها على اعمدة الكهرباء وتم التمثيل بها وحاول اعضاء الحزب الشيوعي كل جهدهم لوقف هذه الاعمال دون جدوى حيث كانت الامور قد انفلتت من بين سيطرتهم وانتقلت إلى الشارع حتى تم تعليق جثة السيدة حفصة العمري بعد اخراج جثتها من دارهاوتم اتهام الحزب الشيوعي بهذه الاعمال وكما خطط له الشيخ هاشم عبد السلام وانبرت اذاعة صوت العرب تذيع الاخبار مهولة ملفقة مما دفع الشيوعيين إلى ارسال برقية مستعجله إلى الجمهورية العربية المتحدة

تبين ان الشيوعيين قاموا بقتل المناضلة والمجاهدة العربية القيادية ( حسنة ملص ) مما دفع الشارع العراقي والموصل إلى التفكه حيث المراة المذكورة كانت من (.....) وعاشت إلى حد مماتها بشكل طبيعي ولم تتعرض لاي اذى الا ان الخبر اساء اساءة بالغة لصوت العرب وأحمد سعيد والحكومة في الجمهورية العربية المتحدة. أما الاحداث التي تلت تلك الحقبة ومن خلال تصرفات القائمين بانقلاب الثامن من شباط والجرائم التي ارتكبت بعدها ايدت بشكل لايقبل اي جدل هوية اللذين قاموا بالسحل والتمثيل بجثث الضحايا ؟؟وكتاب النحرفون الذي صدر في اعقاب انقلاب عبد السلام عارف على البعثين يؤكد هذه الحقائق وفيه من الشرح والسرد عن الجرائم الفضيعة التي ارتكبها قادة البعث في اعقاب 8/2/1963 ؟