كيميرا (وراثة)

فأر كيميري ونسله.

الكيميرا الوراثية genetic chimerism أو الكيميرا chimera، هي عضية مفردة تتألف من خلايا من لاقحتين مختلفتين. قد يشمل هذا امتلاك الأعضاء التناسلية الأنثوية والذكرية، خلايا دم من فصيلتين مختلفتين، أو اختلافات دقيقة في الشكل.[1] تنتج الكيميرات الحيوانية من اندماج عدد بويضات مخصبة. في الكيميرات النباتية، تنشأ أنواع متمايزة من الأنسجة عن نفس اللاقحة، وعادة ما ينشأ الاختلاف نتيجة لحدوث طفرة أثناء الانقسام الخلوي الاعتيادي. عادة، لا يمكن رؤية الكيمرية الوراثية عند الفحص العارض؛ إلا أنه تم الكشف عنها في سياق إثبات النسب.[2]

هناك نوع آخر من الكميرية يحدث في الحيوانات عن طريق زراعة الأعضاء، مما يعطي الأنسجة الفردية للعضو المزروع والتي تطورت من جينوم مختلف. على سبيل المثال، زراعة نخاع العظام (العضو الذي لم يكن يعتقد أنه على هذا النحو) عادة ما يحدد فصيلة دم المتلقي.

تتشكل الكيميرات من أربع خلايا أبوية ( بيضتين مخصبتين أو أجنة مبكرة تلتحم وتتحد معا). يحتفظ كل تجمع من الخلايا بصفته الخاصة ويكون الحيوان الناتج خليطا من الأنسجة. عادة ما تتم مشاهدة حيوانات الكمير في علم الحيوان الذي لا يختص بالبشر غير أنه تم اكتشافه بمدى نادر جدا في الكائنات البشرية.

إما أن يتم توارث هذا الوضع أو اكتسابه خلال تسريب (تشريب) الخلايا المصنعة للدم والممنوحة من أشخاص آخرين (وتدعى أيضا بالمُثلية Allogeneic) خلال عمليات زراعة الأعضاء أو نقل الدم. تحدث عملية الكيمرة (بالإنجليزية: Chimerism) في حالة التوائم غير المتطابقة عن طريق تفاغرات الأوعية الدموية. تزداد احتمالية الحصول على سلالات كميرية إذا ما تم تخليقها بواسطة التلقيح الصناعي. يمكن أن تتكاثر كائنات الكمير ولكن خصوبة ونوع الذرية يعتمد على أي خط خلية قام بإثارة المبايض أو الخصيتين. قد تتسبب درجات الخنوثة المتفاوتة في مجموعة واحدة من الخلايا والتي هي خلايا أنثوية جينيا وأخرى ذكورية جينيا أيضا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

في الحيوان

الكميرية رباعية الأمشاج

الكميرية رباعية الأمشاج Tetragametic chimerism هي شكل من أشكال الكميرية الخلقية. تحدث هذه الحالة عند تخصيب بويضيتين منفصلتين بحيوانين منويين يتبعها اندماج للبويضتين في مراحل اللاقحة أو مراحل الكيسة الأرومية مما يتسبب في نمو كائن بخطوط خليوية متداخلة. وبعبارة أخرى، يتكون الكمير من دمج توأمين غير متماثلين في مرحلة (لاقحة أو أرومية) مبكرة جدا؛ وعلى هذا النحو يمكن أن تكون التوائم ذكورا وإناثا أو خنثى.

كلما تطور الكائن الحي، أمكن له أن يمتلك أعضاء بمجموعات كروموسومات مختلفة. فمثلا؛ يمكن أن يكون للكمير كبد تتكون من خلايا ذات مجموعة من الكروموسومات وكلية تتألف من مجموعة ثانية من الكروموسومات. حدث هذا في البشر واعتقد أنه نادر للغاية في وقت واحد على الرغم من أن دليلا أكثر حداثة يقترح أنه ليس بتلك الندرة كما كان معتقدا في زمن سابق.

ظهرت صحة هذا الاكتشاف في حالة قرد المرموسيت حيث أظهرت دراسات حديثة أن معظم هذه القرود هي كائنات كمير تتقاسم الدنا مع توائمها الأخوية (غير المتماثلة).[3]

ستمضي معظم كائنات الكمير في حياتها دون أن تدرك طبيعتها. فقد يكون الاختلاف في النمط الظاهري ماكرا (مثال: امتلاك إبهام منحن وإبهام مستقيم وعينين بألوان مختلفة قليلا ونمو شعر مختلف على جانبي الجسم المتقابلين إلخ.) أو من غير الممكن اكتشافه نهائيا. قد يُظهر الكمير أيضا -تحت طيف معين من الأشعة فوق البنفسجية- علامات منفصلة على الظهر تشبه نقاطا سهمية تشير من الأكتاف إلى أسفل الظهر. يعد هذا تعبيرا آخر عن تفاوت الأصباغ الذي يدعى بخطوط بلاشكو (بالإنجليزية: Blaschko's Lines).[4]

يمكن تمييز الأشخاص المتضررين عن طريق إيجاد مجموعتين من الخلايا الحمراء أو في حالة إذا ما كانت اللواقح من جنسين مختلفين تحوي أعضاء جنسية ملتبسة وخنوثة وحدها أو مجتمعة. قد يمتلك هؤلاء الأشخاص أحيانا جلدا وشعرا غير مكتمل أو عينا متصبغّة (تغاير لون القزحية). أما في حالة كون الأرومية من جنس منفصل، فقد تتكون أعضاء تناسلية من كلا الجنسين إما أن تكون مبايض وخصيات أو خنثى مجتمعة. تدعى الحالة السابقة بالخنوثة الحقة وهي شكل نادر جدا من الخنوثة.

لاحظ أن التكرار الذي تحدث فيه هذه الحالة لا يعد مؤشرا على الانتشار الحقيقي للكيميرية. معظم كائنات الكمير تتألف من خلايا ذكرية وأنثوية معا قد لا تحوي غالبا حالة الخنثى كما هو متوقع في حالة تجمعين من الخلايا تم خلطهما بالتساوي عبر الجسم. غالبا ما ستتكون معظم أو كل الخلايا من نوع الخلية المفردة من خط خليوي مفرد (مثال: قد يتألف الدم بشكل بارز من خط خلية واحد بينما تتكون الأعضاء الداخلية من خط خلية آخر). تنتج الأعضاء التناسلية الهرمونات المسؤولة عن خصائص الجنس الآخر. إذا ما كانت أجهزة الجنس متماثلة؛ فمن غير المتوقع أن يظهر الفرد أي صفات خنثوية.

غالبا ما لا يتم اكتشاف كائنات الكمير على الإطلاق إلا في حالة أظهرت شذوذا كما في خصائص الذكر أو الأنثى أو الخنثى أو تصبغ الجلد المتفاوت. أكثر الكائنات التي تتم ملاحظتها هي ذبل القطط (Tortoiseshell Cats) أو الحيوانات ذات الأعضاء الجنسية الغامضة.

يشكل وجود ظاهرة الكميرية مشكلة لفحوصات الدنا، وهي حقيقة لها آثارها على العائلة والقانون الجنائي. على سبيل المثال فإن قضية ليديا فيرتشايلد قدمت إلى المحكمة بعد اختبار للحمض النووي والذي أظهر على ما يبدو أن أبناءها لا يمكن أن يكونوا خاصتها. تم حفظ تهم الاحتيال ضدها والطعن في حضانتها لأولادها كذلك كما وأسقطت التهم عندما أصبح من الواضح أن ليديا كانت كيمرية حيث وجد دنا مطابق لأولادها في خلايا عنق الرحم في جسمها. أما القضية الأخرى فكانت بطلتها كاري كيغان، والتي واجهت خطر فقدان أولادها بعد أن أظهر فحص دنا أجري من أجل عملية زرع كلى أنها ليست الأم الطبيعية لهم.[5]

لحالة التيتراگاميتيك آثار مهمة على زراعة الخلايا الجذعية أو زراعة الأعضاء فالكميرات ذات تحمل مناعي مع كل من خطي الخلية.

الكميرية الميكروية

الخيمرية الميكروية هي تواجد عدد صغير من الخلايا المنفصلة جينيا عن تلك الخاصة بالفرد العائل. من الواضح أن هذه الظاهرة مرتبطة بأنواع معينة من أمراض المناعة الذاتية وعلى أي حال فالآلية المسؤولة عن هذه العلاقة غير واضحة.

الكميرية التعايشية في سمكة الصنارة

تحدث ظاهرة الكيمرية بشكل طبيعي في أسماك الصنارة البالغة من فصيلة Ceratioid وتعتبر هذه العملية جزءا طبيعيا وضروريا من دورة حياتها. بمجرد ولادة الذكر، فإنه يبدأ بالبحث عن أنثى مستخدما غدده الشمية القوية إلى أن يقوم بتحديد سمكة صنارة أنثى ومن ثم يقوم الذكر بعض الأنثى وهضم النسيج الذي حول العضّة. برغم أن هذا الارتباط صار أساسيا لبقاء الذكر فإنه يستهلكه في النهاية، وذلك لأن كلا من السمكتين تندمجان معا لتكوّنا سمكة خنثى. قد يحدث أحيانا أن يلتصق أكثر من ذكر بأنثى واحدة كطفيلي خلال هذه الطقوس العجيبة ويفنيان حينها في جسد الأنثى الأكبر حجما. تصبح الذكور بالغة جنسيا بمجرد اندماجها مع الأنثى لتطوّر خصيات كبيرة بينما تضمر باقي أعضائها. تسمح هذه العملية للنطف بأن تكون متوافرة باستمرار عندما تنتج الأنثى بيضة ولذا فإن باستطاعة السمكة الكميرية امتلاك عدد أكبر من الذرية.[6]

كميرية السلالة الجرثومية

تحدث كميرية السلالة الجرثومية عندما لا تكون خلايا الجرثوم (مثال: خلايا الحيوان المنوي والبيضة) لكائن حي مطابقة جينية له. اكتشف مؤخرا أن قرود مارموسيت يمكن أن تحمل الخلايا التناسلية (كاذبة) لأشقائها التوأم وذلك بسبب الاندماج المشيمي أثناء النمو. (دائما ما تنجب قرود مارموسيت توائم كاذبة تقريبا).[7][8][9]

في البشر

الأبحاث

في الدراسات البيئية، تنتج الكميرات صناعيا عند الخلط الفيزيائي لخلايا من كائنين مختلفين. ليست الكميرات كائنات مهجنة والتي تنشأ من اندماج الأمشاج من نوعين (مثل الحمار والحصان) التي تكوّن زايجوتا مفردا سينمو بقدر ما يستطيع (ليصبح في هذه الحالة بغلا إذا ما كان الوالدان حمارا وفرسا أو يعطي حيوانا يدعى hinny إن كان الوالدان حصانا وأنثى حمار)، بالمقارنة فالكميرات هي عملية خلط فيزيائي لخلايا من لاقحتين مستقلتين مثل واحدة مأخوذة من الحمار والأخرى من حصان. إن "الكمير" مصطلح واسع النطاق وغالبا ما يتم إطلاقه على أنواع مختلفة وعديدة لخلط الخلايا من نوعين مختلفين.

قد تسبب بعض الكميرات نموا أخيرا لحيوان بالغ مكون من خلايا تتبع كلا المانحين، والذين قد يكونان من نوعين مختلفين- حيث تم في مثلا عام 1984 إنتاج حيوان يسمى بـالغيب (geep) يجمع بين أجنة من الماعز والغنم.[10] كان هذا الحيوان مشاركا مهما للغاية في الإجابة عن أسئلة أساسية عن التطور، كما وأن التقنيات التي استخدمت لإيجاده قد تساعد يوما ما في إنقاذ الأنواع المهددة بالانقراض. إن حاول أحدهم حمل جنين ماعز في غنمة فإن جهاز الأخيرة المناعي سيرفض جنين الماعز الذي ينمو. وعلى كل حال؛ فإن استخدم المرء (غيبا geep) مشتركا في علامات المناعة مع كل من الخرفان والماعز فقد ينجو جنين الماعز. من الممكن توسيع هذا الإجراء بغرض منع اندثار بعض أنواع الحيوانات المنقرضة.

تصنع مثل هذه الكميرات بين النوعية (من الأنواع) مثل الغيب في المختبر ونادرا ما تخلّق بغرض إنتاج حيوانات حية مهجنة. تصنع الكميرات بين النوعية عن طريق زرع خلايا جنينية من حيوان بسمة واحدة في جنين حيوان آخر بسمة مختلفة. يعتبر هذا الإجراء شائعا في علم الأجنة وقد كان مساهما مهما جدا في فهمنا الحالي لعلم أحياء الإنسان والحيوان. مثلا عند مزج الخلايا الجنينية لفئران مختلفة في اللون أو فئران متميزة وراثيا (من نفس النوع)، استطاع الباحثون رؤية تشكل الأجنة وما هي الأعضاء والأنسجة المرتبطة ببعضها (والناشئة من أنساب (أنسال) خليوية متشابهة).

لا تعتبر الخلايا المدمجة كميرات حقيقية كما هو موضح أعلاه وذلك لأنها لا تنتج من خليط من نوعين من الخلايا ولكن تنتج من اندماج خلايا نوعين في خلية واحدة وتكاثر هذه الخلية في المختبر. لطالما كانت الخلايا المدمجة أدوات مهمة جدا في الأبحاث الطبية الحيوية لمدة عقود من الزمن.

في أغسطس 2003، ذكر باحثون من جامعة شانگهاي الطبية الثانية أنهم قد نجحوا في دمج خلايا جلد بشري وبيوض أرنب ميتة لصنع أول أجنة كمير بشرية. سمح للأجنة بأن تنمو لأيام عدة في إعدادات المختبر ومن ثم دمرت لحصد الخلايا الجذعية الناتجة.[11] بسبب الاحتمالية العالية لخلايا الجنين البشرية الجذعية ووقف الولايات المتحدة الأمريكية لاستخدام الأجنة التي تم التخلص منها في عيادات التلقيح الصناعي إضافة إلى مخاوف أخرى بشأن استخدام الأجنة البشرية مباشرة لأغراض البحث العلمي، يحاول العلماء إيجاد مسارات بديلة للبحث. ومع ذلك فإن المشاريع المتزايدة والقابلة للتحقيق التي تستخدم كميرات إنسانية وحيوانية جزئية كمصانع حية للإنتاج الصيدلاني ولكن لإنتاج الخلايا والأعضاء (انظر ورم هجين) من أجل زراعة الأعضاء تثير مجموعة من قضايا الأخلاق والسلامة.

خلال نوفمبر 2006، تقدم باحثون بريطانيون من جامعة نيوكاسل وكلية كلية الملك بلندن بطلب إلى سلطة الإخصاب الإنساني وعلم الأجنة للحصول على رخصة لمدة 3 سنوات تسمح بدمج الدنا مع بيض الأبقار. كان الاقتراح هو إدخال الدنا البشري في بيضة بقر تمت إزالة المادة الوراثية منها ومن ثم خلق جنين بنفس التقنية التي أدت إلى إنتاج النعجة دوللي. تمت تجربة هذا البحث مسبقا في الولايات المتحدة عدة مرات وقد باءت محاولات إنتاج مثل هذا الجنين بالفشل. في أبريل عام 2008 أفاد الباحثون في جامعة نيوكاسل أن بحثهم قد نجح حيث بقي الجنين الذي تم إنتاجه على قيد الحياة لمدة ثلاثة أيام ونما الأكبر حجما ليصل إلى 32 خلية. يطمح الباحثون للحصول على أجنة تبقى حية لمدة 6 أيام حتى يمكن حصد الخلايا الجذعية الجنينية.

في عام 2007، صنع العلماء في كلية الطب في جامعة نيڤادا خروفاً يحتوي على ما نسبته 15 بالمئة من الخلايا البشرية و85 بالمئة خلايا تنتمي إلى الخروف.[12]

الفئران

الفئران الكميرية هي أدوات مهمة في الدراسات البيولوجية وذلك لأنها تسمح بتقصي تشكيلة من الأسئلة البيولوجية في حيوان يحوي مجمّعات جينية منفصلة في داخله. يتضمن هذا فهما عميقا داخل مثل هذه المشاكل مثل متطلبات النسيج المحدّدة للجين ونسل الخلايا وجهد الخلية. يمكن تلخيص الطرق العامة لخلق فئران كميرية إما عن طريق حقن أو تجمّع خلايا جينية من أصول مختلفة. تم عمل أول فأر كميري بواسطة بياتريس مينتز في الستينيات عبر تجمّع من جنين في طور الثمان خلايا.[13] أما الحقن من جهة أخرى فقد ابتكره ريتشارد غاردنر ورالف برينستر الذين قاما بحقن الخلايا في أكياس الجذعة (Blastocysts) لإنتاج فئران كميرية بخطوط جرثومية مشتقة كليا من خلايا جنينية جذعية تم حقنها.[14] يمكن أن يساهم جنين الفأر قبل وبعد الغرس في الكمير. في حالة ما بعد الغرس فإن الخلايا الجذعية الجنينية من كتلة الخلية الداخلية لأكياس الجذعة يمكن أن تساهم في كل أنسال الخلية للفأر والتي تشمل النسل الجرثومي الخلوي (Germ Line). إن الخلايا الجذعية الجينينية أداة مهمة أيضا في الكميرات لأنه يمكن للجينات أن تتبدل فيها عبر استخدام إعادة ترتيب الجينات المتشابه مما يسمح باستهداف الجين. بما أن هذا الاكتشاف حدث في عام 1999 فقد أصبحت الخلايا الجذعية الجنينية أداة رئيسية في عملية توليد فئران كميرية محدّدة.[15]

علم الأحياء المفسـِّر

تأتي القدرة على صنع كميرات الفئران من فهم نمو الفئران المبكر. ما بين طور إخصاب البيضة وزرع كيس الجذعة في الرحم، تحتفظ أجزاء مختلفة من جنين الفأر بالقدرة على التسبب بتشكيلة من أنسال الخلية. بمجرد وصول الجنين إلى طور الكيس الجذعي فإنه يكون مكونا من أجزاء عدة وهي الأديم الظاهر الغاذي (Trophectoderm) بالدرجة الأولى والكتلة الخلية الداخلية والأدمة الباطنية الأولية.

يهب كل من هذه الأجزاء الخاصة بالكيس الجذعي لأجزاء مختلفة من الجنين، فالكتلة الداخلية الخلوية تمنح للجنين الأصلي في حين أن الأديم الظاهر الغاذي والأدمة الباطنية الأولية يمنحان للتراكيب الجنينية الإضافية التي تدعم نمو الجنين.[16] يكون الجنين في طور من اثنين إلى 8 خلايا مؤهلا لصنع الكميرات، بما أن الخلايا في الجنين لا تكون ملتزمة بالمنح لأي أنسال خلوية محددة في أطوار النمو هذه فإنه يمكن لها أن تمنح للكتلة الخلوية الداخلية أو الأديم الظاهر الغاذي. في حالة استخدام طور الخلايا الثمانية ثنائية الصبغة فإن الأجنة تستخدم لصنع الكمير، فإنه يمكن إيجاد الكميرية لاحقا في الطبقة الجرثومية الخارجية للجنين، والكيسة الأرومية الأولية والأديم الباطن والأديم الظاهر الغاذي للكيسة الأرومية أيضـا.[17][18]

من الممكن تشريح الجنين في أطوار أخرى لكي يثير وفقا لذلك نسلا واحدا من الخلايا من جنين انتقائي وليس من آخر. فالمجموعات الفرعية على سبيل المثال من القسيمات الجرثومية (Blastomeres) يمكن أن تستخدم لتؤدي لكمير بنسل خلوي محدّد من جنين واحد. مثلا؛ يمكن استخدام كتلة الخلايا الداخلية لكيسة أريمية ثنائية الصبغات لصنع كمير مع كيسة أريمية أخرى من جنين ذي خلايا ثمانية ثنائية الصبغة. إن الخلايا المأخوذة من كتلة الخلايا الداخلية ستمنح للأديم الباطن الأولي والأديم الظاهر في فأر الكمير[19] ومن هذه المعرفة فإن مساهمات خلية الجنين الجذعية للكميرات قد تم تطويرها. يمكن استخدام خلايا الجنين الجذعية بالاشتراك مع أجنة طور الخلايا الثمان وأجنة طور الخليتين لصنع الكميرات وإثارة الجنين السليم بشكل خاص. يمكن تعديل الأجنة التي ستستخدم في الكميرات بشكل أكثر جينيا وذلك لكي تساهم خصيصا في جزء واحد فقط من الكمير. مثال على ذلك هو الكمير الذي أنشئ من خلايا جنينية جذعية وأجنة رباعية الصبغيات، الأجنة رباعية الصبغيات التي تركّب صناعيا بواسطة الانصهار الكهربائي لأجنة ثنائية الخلية ثنائية الصبغة. الجنين رباعي الصبغات سيمنح حصريا للأديم الظاهر المغذي والباطن الأولي في الكمير.[20][21]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

طرق الإنتاج

في النبات

البنية

كيمرات التطعيم

فسيفساء رجل الغراب Taxus.

هناك تشكيلة من التركيبات التي يمكن أن تسبب فأر كمير ناجحا ووفقا لهدف التجربة فإن الخلية المناسبة وتركيبة الجنين يمكن اختيارها وهي عموما ليست محصورة بكل من: الجنين ثنائي الصبغية والخلايا الجذعية الجنينية والجنين ثنائي الصبغية مع الجنين ثنائي الصبغية والخلايا الجذعية الجنينية مع الخلايا الجذعية الجنينية والخلايا الجذعية الجنينية مع الجنين ثلاثي الصبغية والجنين ثنائي الصبغية مع الجنين ثلاثي الصبغية. يعتبر الجمع بين الخلية الجذعية الجنينية والجنين ثنائي الصبغية تقنية شائعة تستخدم لصنع الفئران الكميرية على اعتبار أن استهداف الجين ممكن في الخلية الجنينية الجذعية. هذه الأنواع من الكميرات يمكن عملها إما عبر تجميع الخلايا الجذعية والجنين ثنائي الصبغية أو من خلال حقن الخلايا الجذعية داخل الجنين ثنائي الصبغية. إن كانت الخلايا الجذعية الجنينية سيتم استخدامها لاستهداف الجين لصنع الكمير فالإجراء التالي هو المتبع: سيتم تقديم بناء لتأشب مثلي للجين المستهدف إلى الخلايا الجنينية الجذعية المستنبتة للفأر من الفأر المانح. باستخدام التثقيب الكهربائي فإن الخلايا الموجبة لحدث التأشيب ستمتلك مقاومة للمضادات الحيوية مزودة بكاسيت إدخال مستخدم في استهداف الجين ويسمح بتحديد إيجابي له.[22][23]

يتم حقن الخلايا الجذعية الجنينية التي تحمل الجين الهدف الصحيح داخل الكيسة الأريمية في الفئران العائلة ثنائية الصبغية. هذه الأكياس المحقونة يتم زرعها فيما بعد في داخل فأرة بديلة ذات حمل كاذب، مما سيجلب الأجنة إلى موعد الولادة فتنجب فأرا يكون خطه العروسي (Germ Line) مشتقا من الخلايا الجذعية الجنينية للفأر الواهب.[24] يمكن تحقيق نفس هذه الطريقة عبر تجميع الخلايا الجذعية الجنينية والأجنة ثنائية الصبغة، تستنبت الأجنة ثنائية الصبغة في أطباق تجميع في أوعية يمكن أن تتسع للأجنة المفردة. تضاف الخلايا الجذعية الجنينية إلى هذه الأوعية وتستنبت التجمعات إلى أن يتشكل جنين وحيد ويتطور إلى طور الكيسة الأريمية ويمكن حينها نقلها إلى الفأر البديل[25].

الأخلاق والتشريعات

تتميز الولايات المتحدة وأوروبا الغربية بمدونات قواعد سلوك صارمة ولوائح ثابتة تمنع صراحة استخدام الخلايا البشرية في مثل هذا النوع من التجارب بحيث يوجد فرق عظيم في الإطار التنظيمي بين أوروبا والولايات المتحدة حتى.[26] في مايو عام 2008، حدث جدال عنيف في مجلس العموم البريطاني حول أخلاقية صنع الكميرات بواسطة الخلايا الجذعية البشرية وتم تقرير السماح بتصنيع الأجنة في المختبرات إذا ما تم ضمان تدميرها في غضون الأربعة عشر يوما الأولى. احتدم نقاش ساخن أيضا في الولايات المتحدة حول إذا ما كان يجب السماح باستخدام الخلايا الجذعية البشرية في تخليق الكميرات كما وناقش سياسيون عدة[من؟] واقع أن هذا التخليق هو أمر مخالف للمعتقدات اليهودية المسيحية.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة Norton
  2. ^ Friedman, Lauren. "The Stranger-Than-Fiction Story Of A Woman Who Was Her Own Twin". Retrieved 4 August 2014.
  3. ^ Germ-line chimerism and paternal care in marmosets (Callithrix kuhlii)
  4. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  5. ^ {{cite web}}: Empty citation (help)
  6. ^ Ceratiidae - Wikipedia, the free encyclopedia ‏(en)
  7. ^ Proceedings of the National Academy of Sciences. 104 (15). doi:10.1073/pnas.0607426104. ISSN 0027-8424. PMC 1851065. PMID 17389380 https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1851065. {{cite journal}}: Missing or empty |title= (help); Unknown parameter |الأخير= ignored (help); Unknown parameter |الأول= ignored (help); Unknown parameter |السنة= ignored (help); Unknown parameter |الصفحات= ignored (help); Unknown parameter |العنوان= ignored (help); Unknown parameter |المؤلفين المشاركين= ignored (help); Unknown parameter |المسار= ignored (help)
  8. ^ . 
  9. ^ . 
  10. ^ . 
  11. ^ . 
  12. ^ . 
  13. ^ Mintz B., Silvers W.K.,(1967) "Intrinsice tolerance in allphenic mice. Science,158
  14. ^ Roberston EJ, (1986) Pluripotential stem cell lines as a route into the mouse germ line. Trends Genet. 2, 9-13
  15. ^ Doetschman, T., Maeda, N. and Smithies, O. (1988) Targeted mutation of the Hp gene in mouse embryonic stem cells. Proc.Natl.Acad.Sci.85, 8583-8587
  16. ^ Ralston A, Rossant J,(2005) Genetic regulation of stem cell origins in the mouse embryo. Clin Genet, 68,106-102
  17. ^ Tam P.L., Rossant J. (2003) Mouse embryonic chimeras: tools for studying mammalian development. Development 130 6155-6163
  18. ^ Rossant, J. (1976) Postimplantation development of blastomeres isolated from 4- and 8-cell mouse eggs. J. Embryol. Exp. Morphol. 36, 283–290
  19. ^ Pappaioannou, V., R. Johnson.(1993). Production of chimeras and genetically defined offspring from targeted ES cells. In Gene Targeting: A Practical Approach (ed. A.Joyner) IRL Press at Oxford University Press
  20. ^ Kubiak, J, Tarkowski A. (1985) Electrofusion of mouse blastomeres. Exp.Cell Res. 157, 561-566.
  21. ^ Nagy, A. and Rossant J. (1999) Production of Es-cell aggregation chimeras. Gene Targeting: A Practical Approach (Joyner, A, ed.) IRL Press at Oxford University, Oxford, UK
  22. ^ Jasin M, Moynahan ME, Richardson C (1996) Targeted transgenesis. Proc of the Natl Acad of Sci USA, 93, 8804-8808
  23. ^ Ledermann B (2000) Embryonic Stem Cell and Gene Targeting, Experimental Physiology, 85, 603-613
  24. ^ Chimera Mouse production by blastocyst injection, Wellcome trust Sanger Institute, http://www.eucomm.org/docs/protocols/mouse_protocol_1_Sanger.pdf
  25. ^ Tanaka M, Hadjantonakis A, Nagy A, Aggregation Chimeras: Combining ES Cells, Diploid and Tetraploid Embryos, Methods in Molecular Biology, vol. 158: Gene Knockout Protocols
  26. ^ Futehally, Ilmas, Beyond Biology, Strategic Foresight Group [1]

قراءات إضافية

  • Yu N, Kruskall MS, Yunis JJ, Knoll JH, Uhl L, Alosco S, Ohashi M, Clavijo O, Husain Z, Yunis EJ, Yunis JJ, Yunis EJ (2002). "Disputed maternity leading to identification of tetragametic chimerism". N Engl J Med. 346 (20): 1545–52. doi:10.1056/NEJMoa013452. PMID 12015394.
  • Appel, Jacob M. "The Monster's Law", Genewatch, Volume 19, Number 2, March–April 2007.
  • Nelson, J. Lee (Scientific American, February 2008). Your Cells Are My Cells
  • Weiss, Rick (August 14, 2003). Cloning yields human-rabbit hybrid embryo. The Washington Post.
  • Weiss, Rick (February 13, 2005). U.S. Denies Patent for a too-human hybrid. The Washington Post.
  • L. M. Repas-Humpe; A. Humpe; R. Lynen; B. Glock; E. M. Dauber; G. Simson; W. R. Mayr; M. Köhler; S. Eber (1999). "A Dispermic Chimerism in a 2-year-old Caucasian Boy". Annals of Hematology. 78 (9): 431–434. doi:10.1007/s002770050543.
  • Strain, Lisa; Dean, John C.S.; Hamilton, Mark P.R.; Bonthron, David T. (1998). "A True Hermaphrodite Chimera Resulting from Embryo Amalgamation after in Vitro Fertilization". New England Journal of Medicine. 338 (3): 166–9. doi:10.1056/NEJM199801153380305. PMID 9428825.
  • Jones, David Albert; MacKellar, Calum, eds. (2012). Chimera’s Children: Ethical, Philosophical and Religious Perspectives on Human-Nonhuman Experimentation. London: Continuum Books. ISBN 9781441195807.

وصلات خارجية