كورنثيا

كورنثيا
Corinthia محافظة
Νομός Κορινθίας
موقع كورنثيا Corinthia محافظة في اليونان
Location of كورنثيا Corinthia بلديات المحافظة
البلد: Flag of Greece.svg اليونان
العاصمة: كورنث
Periphery: پلوپونيز
السكان: 144٬527 (2005)Ranked 17th
المساحة: 2٬290 km² 
(884 sq.mi.) Ranked 29th
الكثافة: 63 /km² 
(163 /sq.mi.)
رقم المقاطعة: none
رقم البلدية: 15
رقم المجتمع: none
رمز بريدي: 20x xx
الكود: 274x0
Licence plate code: ΚΡ
ISO 3166-2 code: GR-15

كورنثيا (باليونانية: Κορινθία, Korinthía) هي إحدى مقاطعات اليونان، تقع في الجزء الشمالي الشرقي من شبه جزيرة پلوپونيز.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

البلديات

البلدية الرمز المقر (لو مختلف) الرمز البريدي
Agioi Theodoroi 3001 200 03
Assos-Lechaio 3002 Perigiali 200 11
كورنث 3006 201 00
Evrostini 3005 Derveni 200 09
فنيوس 3015 Gkoura 200 14
Loutraki-Perachora 3007 Loutraki 203 00
نميا 3008 205 00
سارونيكوس 3010 Athikia 200 05
سيكيونا 3011 Kiato 202 00
Solygeia 3012 Sofiko 200 04
ستيمفاليا 3013 Kalianoi 200 16
Tenea 3014 Chiliomodi 200 08
Velo 3003 200 02
Vocha 3004 Zevgolateio 200 01
كزيلوكاسترو 3009 204 00


التعداد

السنة التعداد التغير
1991 132,129 - - -
2001 144,527 12,398/9.38% 14.07% 4.53%

التاريخ

وبعد أن يخترق السائح عدداً آخر قليلاً من الجبال يعود إلى سكيون مُستقر الدوريين. وفي هذه المدينة علم رجل يدعى اورثاگوراس Orthagoras العالم في سنة 676 حيلة ظل يلجأ إليها فيما بعد ذلك من القرون. فقد قال للفلاحين إنهم من نسل البلاسجيين أو الآخيين، على حين أن الأشراف المالكين للأرض والذين يستغلونهم من نسل الغزاة الدوريين؛ ثم أخذ يستثير نعرة غير المالكين العنصرية، وتزعمهم في ثورة موفقة، ونصب نفسه حاكماً بأمره عليهم، ووضع السلطة في أيدي طبقتي الصناع والتجار . وأصبحت سكيون في عهد خليفتيه العظيمين ميرون Myron وكليسثنيز مدينة يشتغل نصف أهلها بالصناعة، واشتهرت بأحذيتها وفخارها، وإن كانت لا تزال تسمى باسم ما ينمو فيها من الخيار.

وإلى شرقها تقوم المدينة التي كان موقعها الجغرافي والاقتصادي خليقاً بأن يجعلها أغنى بلاد اليونان وأرقاها ثقافة. تلك هي مدينة كورنثة. وكان موقعها على الخليج المسمى باسمها مما تحسدها عليه سائر المدن اليونانية؛ فقد كان في مقدورها أن تغلق باب الطريق البري الموصل إلى البلوبونيز، وفي وسعها أن تيسر أسباب التجارة البرية بين شمالي بلاد اليونان وجنوبيها، أو أن تفرض عليها ما تشاء من الإتاوات. وكان لها موان وسفن على خليجي ساروس وكورنثة. وقد أنشأت بين هذين البحرين "مزلقاً للسفن" (ديولكوس Diolcos)- أي طريقاً خشبياً تجر عليه السفن نحو أربعة أميال فوق الأرض على اسطوانات، وربحت من وراء ذلك كثيراً من الأموال . وكان لها قلعة منيعة تدعى أكروكورنثس Acrocorinthus وهي قلة من قلل الجبال يبلغ ارتفاعها ألفي قدم، ويغذيها بالماء نبع لا ينضب معينه أبداً. وقد وصف لنا استرابون المنظر الذي تقع عليه عين من يشرف على هذا المكان من القلعة، والمدينة مبسوطة على سطحين مدرجين من تحتها، والملهى المقام في الهواء الطلق والحمامات العامة العظيمة، والسوق ذات العمد، والهياكل البراقة، والأسوار التي تصد عنها الأعداء والتي تمتد إلى ميناء لكيوم Lechaeum على الخليج الشمالي. وكان على قمة الجبل نفسها هيكل لأفرديتي وكأنما أقيم ليرمز إلى صناعة من أهم صناعات المدينة(80).

وكان لكورنثة تاريخ يرجع في قدمه إلى الأيام الميسينية، واشتهرت المدينة في أيام هومر نفسه بثروتها الطائلة(81). وكان يحكمها بعد الفتح الدوري ملوك، ثم تولى حكمها الأشراف تسيطر عليهم أسرة البكيادي Bachiadae؛ ثم حدث فيها ما حدث في أرجوس، وسكيون، ومجارا، وأثينة، ولسيوس، وميليتس، وساموس، وصقلية، وفي كل مكان راجت فيه التجارة اليونانية، وهو استيلاء طبقة التجار ورجال الأعمال على السلطة السياسية بالثورة أو الدسائس. وهذا هو المعنى الحقيقي الذي يجب أن يفهم من قيام حكومات "الطغيان" أو الدكتاتوريات في بلاد اليونان في القرن السابع قبل الميلاد. ففي عام 655 استولى سيپسلوس Cypselus على مقاليد الحكم. وكان قد نذر أن يخص زيوس بثروة كورنثة كلها إذا ما وصل إلى غرضه، فلما تم له الأمر فرض على جميع أملاك المدينة ضريبة سنوية قدرها عشرة في المائة من قيمتها، ووهب ما تجمع منها للهيكل، فلم تمض إلا عشر سنين حتى كان قد وفى بنذره وأبقى ثروة المدينة كما كانت من قبل(82). وقد وضع بحكمه المحبب المستنير الذي دام ثلاثين عاماً أساس رخاء كورنثة(83).

وكان حكم ولده القاسي پرياندر Periander أطول حكم للطغاة في تاريخ اليونان (625-585). وقد أقر فيه الأمن والنظام، ومنع استغلال الناس بعضهم بعضاً، وشجع الأعمال التجارية والصناعية، وناصر الآداب والفنون، وجعل كورنثة زمناً ما أولى المدائن اليونانية، ونشط التجارة بسك عملة رسمية(84)، كما نشط الصناعة بخفض الضرائب المفروضة عليها؛ وحل مشكلة التعطل بإقامة طائفة من المباني العامة وإنشاء المستعمرات في خارج البلاد؛ وحمى صغار رجال الأعمال من منافسة الشركات الكبرى بتحديد عدد الأرقاء الذي يجوز للرجل الواحد أن يستخدمهم في أعماله، وحرم استيرادهم بعد هذا التحديد(85)، وأنجى الأغنياء مما عندهم من الذهب الزائد على حاجتهم بأن أرغمهم على الاشتراك بذهبهم في صنع تمثال ذهبي لتزدان به المدينة؛ ثم دعا النساء ذوات المال في كورنثة إلى حفلة كبرى، جردهن فيها من أثوابهن الغالية وحليهم الثمينة، ثم أمرهن بالعودة إلى بيوتهن بعد أن أمم جمالهن. وقد خلقت له أعماله هذه أعداء كثيرين أقوياء، فلم يكن يجرؤ على الخروج دون حرس كبير، وكان لخوفه وعزلته نكداً قاسياً. وأراد أن يحمي نفسه من الثورات فعمل بالنصيحة الخفية التي أشار بها عليه زميله الطاغية ثراسيبولس الميليتي، وهي أن يقطع "الفينة بعد الفينة أطول ما في الحقل(86) من سنابل" . وأخذت سراريه يوجهن التهم إلى زوجته، حتى أثرن غضبه عليها، فألقاها في نوبة من نوبات هذا الغضب من فوق سلم القصر؛ وكانت حاملاً فماتت من شدة الصدمة، فما كان منه إلا أن حرق السراري ونفى ابنه ليكوفرون Lycophron إلى كرسير Corcyra لأنه حزن على أمه حزناً لم يطق معه أن يتحدث إلى أبيه. ولما أن قتل الكرسيريون ليكوفرون قبض بريندر على ثلاثمائة شاب من أشراف الأسر وأرسلهم إلى ألياتس Alyattes ملك ليديا ليتخذهم خصياناً، ولكن السفينة التي أقلتهم مرت بساموس، فما كان من أهلها ألا أن أطلقوا سراح الشبان متحدين بعملهم هذا برياندر غير عابئين بغضبه. وعمر هذا الطاغية طويلاً، وعده البعض بعد موته من السبعة الحكماء في بلاد اليونان القديمة(87).

وثل الإسبارطيون بعد جيل من وفاته عرش الطغاة في كورنثة، وأقاموا مكانهم حكم الأشراف- ولم يكن ذلك لأن إسبارطة تعشق الحرية، بل لأنها كانت تفضل طبعة الملاك على طبقات رجال الأعمال. بيد أن ثروة كورنثة كانت تقوم على التجارة يعينها من حين إلى حين أتباع أفرديتي والألعاب الهيلينية العامة التي كانت تقام في برزخ كورنثة. وكانت العاهرات كثيرات في المدينة إلى حد جعل اليونان يطلقون اسم كورنثيازوماي Corinthiazomai على العهر نفسه(88). وكان من العادات المتبعة في كورنثة أن تخصص إلى هيكل أفرديتي نساء يحترفن فيه الدعارة ويأتين بأجورهن إلى الكهنة. وقد وصل إلى علمنا أن رجلاً يدعى زنوفون (وهو غير زنوفون قائد العشرة آلاف) وعد الإلهة خمسين محظية إذا أعانته على النصر في الألعاب الأولمبية. ويشير بندار الشاعر التقي إلى هذا النذر وهو يشيد بهذا النصر دون حياء أو اشمئزاز(89). ويقول استرابون إن "هيكل أفرديتي قد بلغ من الثروة أن كان له أكثر من ألف عبد من عبيد الهياكل، ومحاظ وهبهن الرجال والنساء للهيكل؛ وبفضل أولئك النسوة ازدحمت المدينة بالناس وعظمت ثروتها؛ من ذلك أن قادة السفن كانوا ينفقون أموالهم في المدينة بلا حساب". وكانت المدينة تشكر لهن حسن صنيعهن وتنظر إلى "أولئك السيدات الكريمات" نظرتها إلى المحسنين للشعب.

وفي ذلك يقول مؤلف قديم نقل عنه أثينيوس Athenaeus: "من العادات القديمة في كورنثة، كلما أرادت المدينة أن توجه دعاء إلى أفرديتي...، أن تستعين بأكبر عدد مستطاع من المحاظي ليشتركن في هذا الدعاء". وكان لهؤلاء المحاظي عيد ديني خاص بهن هو عيد أفرديزيا Aphrodisia يحتفلن به احتفالاً فخماً محوطاً بضروب التقي والصلاح(92). وقد ندد القديس بولس في رسالته الأولى إلى الكورنثيين(93) بأولئك النسوة اللائي ظللن يمارسن حرفتهن في المدينة إلى أيامه.

وكان يسكن كورنثة في عام 480 ق.م خمسون ألفاً من المواطنين وثلاثون ألفاً من الأرقاء، وهذه النسبة بين الأحرار والعبيد عالية علواً غير مألوف في المدن اليونانية(94). وكان اقتناص اللذة والذهب هَمّ جميع الطبقات، يستنفد كل جهودهم فلا يبقى منها ما ينفقونه في الأدب والفنون إلا القليل. نعم إننا نسمع في القرن الثامن عشر عن شاعر يدعى يوملوس Eumelus ولكن الأدب اليوناني قلما يزدان بأسماء كورنثية. وكان برياندر يرحب بالشعراء في بلاطه، واستقدم أريون Arion من لسيوس لينظم شئون الموسيقى في كورنثة. واشتهر فخار المدينة وبرنزها في القرن الثامن؛ وكان من يعملون في طلاء مزهرياتها في القرن السادس أرقى أهل هذا الفن في بلاد اليونان كلها. ويحدثنا بوزنياس عن صندوق عظيم من خشب الأرز اختفى فيه سبسيلوس Cypselus من البكياديين Bacchiadae، وحفر فيه الفنانون نقوشاً ظريفة ورصعوه بالعاج والذهب(95).

والراجح أن عصر برياندر هو الذي أقامت فيه كورنثة لأبولو هيكلاً دورياً اشتهر بأعمدته السبعة المنحوت كل واحد منها من حجر واحد. ولا تزال خمسة من هذه الأعمدة قائمة إلى يومنا هذا توحي بأن كورنثة قد تكون أحبت الجمال في أكثر من صورة واحدة. ولربما كان الدهر والمصادفات قد ظلما هذه المدينة فلم يوفياها حقها من الشكر لأن تاريخها دونه رجال لا يدينون لها بولاء ولا يعترفون لها بفضل؛ ولو أتيح للماضي أن يطلع على ما كتب عنه في صحف المؤرخين لعجب مما يرى أشد العجب.