كعب الأحبار

كعب بن ماتع الحِميّري ويكنى بأبي إسحق كان عالماً بالإسرائيليات وتفسير آيات القرآن [1] كان كاتباً ويسمى بالـ"حبر" وهو أشهر المسلمين من أصول يهودية ورواياته وتفسيراته لبعض الآيات وقصص الأنبياء والأقدمين هي مصدر روايات كثيرة للصحابة والتابعين [2] كان له معارضون من الصحابة أو من الإخباريين الذين اتهموه بمحاولة إقحام يهوديته في الإسلام وللشيعة موقف منه [3] وكان مقربا وجليساً لعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعبد الله بن عباس ومعاوية بن أبي سفيان.

قال الإمام الذهبي[4] : "كعب الأحبار كعب بن ماتع الحميري (د، ت، س) هو: كعب بن ماتع الحميري، اليماني، العلامة، الحبر، الذي كان يهوديا، فأسلم بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم - وقدم المدينة من اليمن في أيام عمر -رضي الله عنه - فجالس أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم - فكان يحدثهم عن الكتب الإسرائيلية، ويحفظ عجائب، ويأخذ السنن عن الصحابة. وكان حسن الإسلام، متين الديانة، من نبلاء العلماء. حدث عن: عمر، وصهيب، وغير واحد. حدث عنه: أبو هريرة، ومعاوية، وابن عباس، وذلك من قبيل رواية الصحابي عن التابعي، وهو نادر عزيز. وحدث عنه أيضا: أسلم مولى عمر، وتبيع الحميري ابن امرأة كعب، وأبو سلام الأسود. وروى عنه: عدة من التابعين؛ كعطاء بن يسار، وغيره، مرسلا. وكان خبيرا بكتب اليهود، له ذوق في معرفة صحيحها من باطلها في الجملة. وقع له رواية في (سنن أبي داود)، و(الترمذي)، و(النسائي). سكن بالشام بأخرة، وكان يغزو مع الصحابة. روى: خالد بن معدان، عن كعب الأحبار، قال: لأن أبكي من خشية، أحب إلي من أن أتصدق بوزني ذهبا." ..اهـ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

ولد كعب في بيت يهودي من يهود اليمن وهو حِميّري بالحلف فاسمه عبري محرف إلى العربية فكعب اسم منتشر بين يهود شبه الجزيرة العربية وهو تحريف للاسم العبري "عقيبا" وماتع اسم غير عربي على الإطلاق وليس معروفاً[5] نسب إليه المؤرخون اللاحقون سلسلة نسب وكالعادة أغلب الظن أنها مختلقة وخيالية [6] ورد أنه أسلم خلال خلافة أبي بكر الصديق وقيل خلافة عمر وقيل أنه أسلم قبل وفاة النبي محمد عندما أرسل علي بن أبي طالب لليمن [7] ووردت عدة روايات حول سبب إسلامه منها أنه آمن بعد أن رأى صفات النبي محمد في التوراة فيما يزعمون [7] وقد كانت مسألة ذكر النبي محمد في كتب اليهود وفق اعتقادات المسلمين، تشغل بال الكثيرين بمن فيهم الصحابة والتابعين والمؤرخين والمحدثين وعوام الناس فكان كعب وأمثاله مصدرهم لمثل هذه القضايا والأمور [8] ومن الأمثلة على سعة علمه وتبحره في علوم اليهود حكاية أوردها الطبري في تفسيره لآية :"يا أخت هارون ما كان أبوك إمرأ سو ء وما كانت أمك بغيا" فقال كعب أن هارون المذكور ليس بهارون أخ النبي موسى فكذبته عائشة فرد قائلا :" إن كان النبي قال هذا فهو أعلم وأخبر وإلا فإني أجد بينهما ستمائة سنة" فسكتت عائشة [9] اتهم كعب كثيراً في كتابات متأخرة منها أنه كان مشاركا في مؤامرة اغتيال عمر بن الخطاب[10] وجاء فيها أنه أنذره بمقتله بثلاثة أيام زاعمين أنه قال لعمر أنه وجد ذكره في التوراة. ويرجح عدد من الباحثين أنها القصة مُختلقة لإنه لو كان كما روى أولئك الرواة لعد شريكاً صريحاً في المؤامرة وقُتل على إثرها ولكنه لم يُقتل بل عاش إلى خلافة عثمان [11] فعبيد الله بن عمر قتل الهرمزان الفارسي وإبنة أبو لؤلؤة الصغيرة فلو كان كعب معهم لما تردد في قتله. توفي قبل مقتل عثمان بن عفان بسنة ودفن في حمص وقيل في دمشق ورأي ثالث في الجيزة [12]


مراجع

  1. ^ طبقات بن سعد ج ٧ القسم الثاني ص ١١٧
  2. ^ إسرائيل أبو ذؤيب، كعب الأحبار مراجعة محمود عباسي مطبعة الشرق التعاونية، القدس ص ٥٦
  3. ^ مكانة كعب الأحبار عند الخليفة لعلي الكوراني
  4. ^ سير أعلام النبلاء ؛ الجزء 5 الصفحة 488 ، طـ الرسالة
  5. ^ إسرائيل أبو ذؤيب، كعب الأحبار مراجعة محمود عباسي مطبعة الشرق التعاونية، القدس ص ٢٢
  6. ^ إسرائيل أبو ذؤيب، كعب الأحبار مراجعة محمود عباسي مطبعة الشرق التعاونية، القدس ص ٢٦
  7. ^ أ ب طبقات بن سعد ج ٧ القسم الثاني ص ١٥٦
  8. ^ إسرائيل أبو ذؤيب، كعب الأحبار مراجعة محمود عباسي مطبعة الشرق التعاونية، القدس ص ٢٩
  9. ^ تفسير الطبري ج ١٦ ص ١٥
  10. ^ مجير الدين الحنبلي، الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل ج ١ ص ٢٣٢
  11. ^ عبد الوهاب النجار، تاريخ الإسلام: الخلفاء الراشدون ج ٢ ص ٤٧٤
  12. ^ خطط المقريزي ج ١ ص ٣٣٣