قط صحراوي

القط الصحراوي أو هِر الرمال Felis margarita margarita

القط الصحراوي أو هِر الرمال ، لا زال يعيش في الصحاري الإفريقية والآسيوية ، بالرغم من تعرضهِ كبقية الثدييات لمطاردة العابثين ، الذين يرمونه ببنادق الصيد ، وأصبح وضعه قريباً من المُهددِ بالإنقراض . وهذا الهر من أصغر الهررة ، حيث يبلغ وزنه من 2 إلى 3.5 كيلو جرام ، ويصل طول جسمه من 45 سم إلى 57 سم ؛ بينما يصل طول الذيل من 30 سم إلى 35 سم . وفي هذا النوع من الهرر يكون الذكر أكبر من الأنثى بنسـبة 25% . ويتميز عن باقي الأنواع برأس كبير وعريض ، وأذنان كبيرتان ، والأذنان تكونان دائماً بوضع أفقي ، مما تساعدانه في التخفي .

ويغطي جسم القط الصحراوي شعر كثيف ناعم يحميه من بُرودة ليالي الشتاء، وجلده سميك جداً ، وبهِ طبقة سُفلية من الفِراء . لون شعره رملي مُحمر وقد يكون رمادي في بعض الأحيان ، ويوجد بياض تحت العينين وفي الخدود وكذلك الرقبة بيضاء ، وتوجد حلقتان سوداوان قبل نهاية الذيل ، وينتهي الذيل بلون أسود . والأذنان بُنيتان بإصفرار ويوجد خط أسود على أطراف الأذنان من الخلف . ولهُ شوارب بيضاء تماماً ، وباطن أقدامه الأربعة مكسوة بغزارة بشعر كثيف أسود يساعده في المشي على الرمال الحارة ، وعدم الغوص في الرمال ، وكذلك إخفاء أثر أقدامه ، وهو كاليربوع الذي لهُ شعر في باطن قدميه يُساعده في القفز على الرمال .

القط الصحراوي مُتأقلم في العيش في الصحراء تماماً ، ويفضل الأماكن الرملية التي بها نباتات وكذلك الأماكن الحصوية ، وهو بسبب عيشه في الصحاري البعيدة عن البشر ، وكذلك لصِغر حجمهِ ، استطاع أن يحافظ على سُلالته بعدم التزاوج من الأنواع الأخرى من الهرر .

والقط الصحراوي حيوان ليلي ، يخرج فقط بعد حلول الظلام للبحث عن الطعام ، وقد يبتعد عن جُحره مسافة 5 كيلومترات ، كما دلت على ذلك بعض الدراسات ، ليرجع لجُحره عند الفجر . ويتكون طعامه من قوارض الصحراء وزواحفها والحشرات وكذلك الطيور ، وحتى الحيات السامة كالأفعى القرناء ، فهو يفاجئها بضربة سريعة على الرأس ثم يلحقها بعضة قوية في الرقبة حتى تموت . ومن عادته دفن الفرائس الكبيرة في الرمال ليعود لها ثانية عند الشعور بالجوع . ولهذا الهر سمع حاد ، فبشكل أذناه وتركيبهما الداخلي يستطيع سماع أصوات القوارض وهي في الجحور تحت الرمال ، ويُقال أنه يحفر أحياناً لإستخراجها . وهو دائماً يجثم على الأرض بحيث يكون جميع جسمه ورأسه في مستوى الأرض ، لِيتخفى عن فرائسه وأعدائه ؛ ووضعه الطبيعي أن تكون رقبته على الرمال وأذناه في مستوى أفقي .

وأعداء هذا الهر في الصحراء بعد الإنسان هي العُقبان والضِباع والثعالب ، ولا يتعرض للافتراس إلا الصغار ، لأن الكبار تستطيع الدفاع عن نفسها أو الهرب سريعاً .

وهو يحفر له جُحراً تحت الشجيرات المُعمرة ويكون في آخره مكان مُهيأ للنوم ، ويقول العلماء أنه في النهار يكون في وضع سُبات لا يتحرك البتة . وهو لا يلعق جسمه كباقي القطط ، وذلك ليحافظ على الماء الذي في جسمه وكذلك للحفاظ على الطاقة ، ففترة الصيف فترة طويلة لا يتواجد فيها الماء ، وجسمه مُتأقلم على العيش بدون ماء ، وهو يستمد الماء من سوائل أجسام فرائسه . وفي نهار الصيف الحار يكون جُحر الهر أبرد من الخارج من 5 إلى 8 درجات مئوية ، وذلك لوجود رطوبة في جُحره ، ولبرودة استمدت من برد الليل ، وعدم سقوط أشعة الشمس داخل الجُحر .

وينتمي القط الصحراوي أو هِر الرمال لعائلة القطط Felidae ولنوع margarita . ويوجد منه عدة سُلالات منها السُلالة العربية في شبه الجزيرة العربية harrisoni ، لذلك فإن إسم السُلالة العربية يكون كالتالي Felis margarita harrisoni ، بالإضافة إلى سُلالة باكستان scheffeli ، وسُلالة تركستان thinobia ، وسُلالة النيجر والسودان airensis ، وسُلالة شمال إفريقيا margarita ، وسُلالة صحراء الجزائر meinertzhageni .

ويعيش هذا الهر حياة إنفرادية كباقي الهرر ، ويلتقي الذكر بالأنثى في موسم التزاوج على فترتين في السنة ، الفترة الأولى في شهري مارس وأبريل والفترة الثانية في شهر أكتوبر ، وتضع الأنثى مرتين في السنة الواحدة ، في كل مرة تضع من 2 إلى 6 جراء بعد حمل مدته شهرين . تبقى الجراء في الجُحر تحت رعاية الأم حيث تبدأ الجراء بفتح أعينها بعد أسبوعين ، ثم بعدها بأسبوع تبدأ بالمشي . وتبدأ بالأكل بعد أن تبلغ من العمر خمسة أسابيع ، ثم تترك الجراء الأم بعد 4 أشهر لتعيش لِوحدها . وسن التزاوج لهذا الهر هي من 10 إلى 12 شهر . هذا وتصل أعمارها إلى 13 سنة وهي في الأسر بحدائق الحيوان .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وصلات خارجية