فن الأداء

Performance by Joseph Beuys, 1978 : Jeder Mensch ein Künstler — Auf dem Weg zur Freiheitsgestalt des sozialen Organismus
(Every person an artist — On the way to the libertarian form of the social organism)

فن الأداء Performance art ، هو أداء حي يجمع بين ضروب شتى من الفنون. ويقوم الفنان باستخدام الفنون المفعمة بالحيوية، والثقافة الشعبية، والرقص، والموسيقى، والمسرح، والفيديو، والشرائح والصور المجمعة بالحاسوب. ويمكن أن يؤدي هذا النوع من الفنون فرد واحد أو عدة أفراد، ويمكن أن يحدث في أي مكان، ويستمر بلا حدود زمنية. ويستخدم جسم الممثل بوصفه الوسيلة الفنية الأساسية. وربما يتناول في الأداء سيرة ذاتية، أو موضوع سياسي متطرف النزعة. وغالبًا ما يدمج هذا الفن بالأنشطة اليومية.

"wie der tod die bilder erklärt" by the Austrian art group kunst/gruppe olga, a remix of a performance of Joseph Beuys
Photograph of a performance by Yves Klein at Rue Gentil-Bernard, Fontenay-aux-Roses, October 1960, by Harry Shunk. Le Saut dans le Vide (Leap into the Void)

تطور فن الأداء عن حركات الفن التجريبي في أوائل القرن العشرين خاصة مذهب الدادية والمستقبلية، وأعمال الفنان الفرنسي مارسيل دوشام. وفي الفترة بين أربعينيات القرن العشرين وستينيات القرن نفسه ارتبطت هذه الحركات بالحركات الأمريكية مثل التعبيرية، والفن الشعبي المعروف باسم البوب آرت، والفن الفكري.

ومن رواد حركة فن الأداء في أمريكا، المؤلف الموسيقي جون كيج، والرسام والنحات ألان كابرو، والنحات كلايس أولدنبرج. وابتدع هؤلاء الفنانون الثلاثة في ستينيات القرن العشرين نوع من فنون الأداء أطلق عليه اسم الحدثات.

وفي نهاية القرن العشرين، اهتم فن الأداء، على نحو كبير، بالمسائل الاجتماعية والسياسية كالجوع والإيدز.

ومن رواد فن الأداء، لوري أندرسون، وسبالدنج جاري، وهوولي هيز، وكارو

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فن الأداء (Art performance) والحدثيّة (Happening)

عمل ضمن فن الأداء للفنان "جوزيف بويز" Performance - Joseph Beuys, 1978 :

تطوّر هذين الإتجاهين الفنيّن المتناظرين الذين يقومان على حالة استعراضيّة طقسيّة احتفاليّة مسرحيّة تتعاون في أدائها شتّى أنواع الفنون السبعة السمعيّة والبصريّة، وظهرا كتجديد لأولى تجارب المستقبليين الإيطاليين والروس بعد الحرب العالميّة الأولى، كما لتلك التجارب الدادائيّة ؛ وأما المستقبلية الإيطاليّة فقد كانت أول حركة حديثة قامت بهجر المرسم وصالة العرض الفنّي لمصلحة قاعات المحاضرات والمسرح والشارع، وذلك بدعوة من مؤسسها "مارينيتي / F.T.Marinetti" فأسسوا في عام 1913 "مسرح المنوّعات /le theatre de varietes" ؛ كما نزل المستقبليين الروس إلى الشوارع لإداء أفعال ونشاطات فنيّة، وكان منهم الشاعر "ماياكوفسكي /Maiakovski" و"دافيد بورليوك /David Burliuk" ؛ وقام الدادائيون بأداء مسرحيّة اقيمت في "ملهى فولتير الدادائي في زيورخ /le cabares dadaiste Voltair a Zurich" وكان "هوغو بال /Hugo Ball" من أهم الفنانين الدادائيين الذين قدّموا تجارب احتفاليّة كأن يحشر قدميه في اسطوانة من الكرتون الأزرق ويرتدي معطف أحمر قرمزي من الخارج وذهبي من الداخل ويلقي شعر تجريدي غير مفهوم... وبعد تحوّل الدادائية إلى السريالية في 1922 انتقلت معها تقاليد الاحتفاليّات لتستمر في السرياليّة ؛ وأمّا المستقبليّة فقد توقفت نشاطاتها الاحتفاليّة مع بدء الحرب العالمية الثانية لتنقطع تماماً في فترة ما بعد الحرب بسبب احترام "مارينيتي" للحرب وعلاقته مع الفاشيّة.

وقد ظهرت بدايات "فن الأداء /Performance" في عام 1950، حين قدّم "جورج ماثيو /Georges Mathieu" في مسرح "سارة – بيرنار /Sarah – Bernhardt" في باريس سهرة شعريّة قام في أثنائها برسم لوحة واسعة على المنصّة خلال عشرين دقيقة. ليظهر العديد من عروض فن الأداء في فترة الخمسينات من أهم منفذيها "جورج ماثيو /Georges Mathieu"، "جون كاج/John Cage" ومجموعة "غوتاي /Gutai" الفنيّة اليابانيّة ،و"كازو شيراجا /Kazuo Shiraga".

وأما ولادة "الحدثيّة /Happening" فكانت مرتبطة بظهور حركة "الفن الشعبي /Pop Art" في أميركا، وذلك مع نضوجه في أولى سنوات الستينات كما تطوّر مع "الحدثيّة /Happening" وبتناغم فيما بينهما "فن البيئة أو الجو أو المحيط /L'art de l'environnement" ؛ ومن أهم من قدّم نشاطات فنيّة ضمن اتجاه الحدثيّة في فترة الستينات في الولايات المتحدة الأمريكيّة : "أولدنبرغ /Oldenberg"، "جيم دين /Jim Dine"، "رد غرومس /Red Grooms"، "روبرت وايتمان /Robert Whitman"، "آلان كابرو /Allan Kaprow" و"كارول سشنيمان /Carolee Schneemann" ؛ كما قدّم بعض الأوروبيّن مثل "وولف فوستل /Wolf Vostell" أو حتّى اليابانيّن مثل "آي – أو /Ay – O" نشاطاتهم في أميركا وكانت تتميّز بدخول السياسة الاجتماعيّة فيها بخلاف الحدثيّات الأمريكيّة.

بعض من حفلات الرسم على إيقاع الموسيقى ضمن فن الأداء للفنان السوري عبد الله صالومة.

وأما في أوروبا فكانت النشاطات الاحتفاليّة أو الاستعراضيّة أو الحدثيّة تتم في فترة الستينات على أيدي مبدعين من أهمهم : "ايف كلاين /Yves Klein" في فرنسا ؛ و"هيرمان نيتش /Hermann Nitsch"، "غونتر بروس /Gunther Brus" و"أوتو مويل /Otto Muehl" في فيننا بالنمسا ؛ و"كلوس رينك /Klaus Rinke" و"جير فان ايلك /Ger Van Elk" في هولندا ؛ "آدريان هينري /Adrian Henri"، "آلبرت هانت /Albert Hant"، "ستيوارت بريسلي /Stuart Brisley"، "بيتر كوتنر /Peter Kuttner"، "بيتر دوكلي /Peter Dockley" وجماعة "ويلفار ستات /Welfare State" في انكلترا ؛كما ظهر في ألمانيا "جوزيف بويز /Joseph Bruys" وجماعة "فلوكسوس /Fluxus" (دادائيّة محدثة).

في نهاية حديثنا عن "فن الأداء" و"الحدثيّة" سنورد كلام للدكتور "أسعد عرابي" يصف هذا الإتجاه الفني ويُظهر تعاون الفنون فيه : [طقوس (التجليات التوليفية)، التي عرفت تحت اسم (البرفورمانس)(Performance)؛ يعتمد هذا الإتجاه بشكل عام على الحدث العابر المشهدي، وعلى تحالف شتى الفنون التوليفية، من مؤثرات صوتية، وضوئية، إلى السينوغرافي، والكوليغرافي، والرقص، والحركات الإيمائية، والديكورات المسرحية، والتصوير الجداري وإسقاطات الفيديو إلخ… فهو وليد التعبير الدادائي المشهدي (الإحتفائي)، الذي كان يجرب في مسارح (العبث) من أمثال ملهى (فولتير) في (زيوريخ) ما قبل الحرب، ولا شك أنه قد خضع لتأثيرات المسرح التوليفي (من مثال باليه إريك ساتي)، ومسرح برخت الذي كان يعتمد على المبادلة بين الممثلين والمشاهدين. وقد عرفت بدايات (البرفورمانسي) الموسيقي، منذ عام 1962 من خلال جماعة فلوكسيس التي نظمها الأمريكي (ماسيانوس) في ألمانيا تحت عنوان (كونسير من الضجيج)، ثم غلب نشاط الفنان (جوزيف بويز) على المجموعة في دوسلدورف ليرفع الحدود بين التعبير الفني والحياة، وما (الحدث) (الهابينغ) إلا"برفورمانس" جماعي إحتفالي، يعتمد على جماهيرية الأداءات الجسدية العارية، الموسومة بهلوسات الحلم وغيرها..][1]

في حين أنه في العالم العربي قلما نجد فنانين يقدمون أعمالاً ضمن فن الأداء لكن يمكن الإشارة إلى حفلات الرسم على إيقاع الموسيفى التي قدمها الفنان التشكيلي السوري عبد الله صالومة لكونها من أولى التجارب ضمن فن الأداء في العالم العربي.


المصادر :

  • البهنسي، د.عفيف ،من الحداثة إلى ما بعد الحداثة في الفن، دار الكتاب العربي، دمشق – القاهرة، الطبعة الأولى، 1997.
  • صالومة، عبد الله، الفنون السبعة وانعكاساتها على فنون التصوير (بحث مقدّم لنيل درجة الماجستير في التصوير)، إشراف د. نزار صابور، كليّة الفنون الجميلة قسم التصوير، جامعة دمشق، 2004.
  • عرابي، د. أسعد، مقال بعنوان "اتجاهات ما بعد الحداثة"، مجلة "الحياة التشكيليّة" /فصلية/ تصدرها وزارة الثقافة- دمشق، العدد 55-56، 1994.
  • عرابي، د. أسعد، مقال بعنوان "تزاوج أنواع الفنون في نزعة مابعد الحداثة"، جريدة "الفنون"، شهريّة فنيّة تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - الكويت، العدد 4، أبريل-نيسان - 2001.
  • Bouhours, Jean-Michel, L’art du mouvement, collection cinematographique du Musée national d’art moderne 1919-1996, Centre Georges Pompidou, Paris, 1996.
  • .Lucie-Smith, Edward, L'ART D'AUJOURDHUI, Editions Nathan, Paris, 1991
  • Vidéo et après : la collection vidéo du Musée national d’art moderne / sous la dir. de Christine Van Assche, Paris, Editions Carré / Editions du Centre Georges Pompidou, 1992.

الموسوعة المعرفية الشاملة

المراجع

  1. ^ عرابي، د. أسعد، مقال بعنوان "اتجاهات ما بعد الحداثة"، مجلة "الحياة التشكيليّة" /فصلية/ تصدرها وزارة الثقافة- دمشق، العدد 55-56، 1994، ص64.


انظر أيضا


وصلات خارجية

Wikiquote-logo.svg اقرأ اقتباسات ذات علاقة بفن الأداء، في معرفة الاقتباس.