رجينالد ونگت

(تم التحويل من فرانسس رجينالد ونگيت)
الجنرال السير

رجينالد ونگت

ReginaldWingate.jpg
جنرال-حاكم السودان
في المنصب
1899–1916
العاهلڤكتوريا
إدوارد السابع
جورج الخامس
سبقهاللورد كتشنر
خلـَفهسير لي ستاك
المندوب السامي في مصر
في المنصب
1917–1919
العاهلجورج الخامس
سبقهالسير هنري مكماهون
خلـَفهإدموند اللنبي
تفاصيل شخصية
وُلِد25 يونيو 1861
پورت گلاسگو، إسكتلندة
توفي29 يناير 1953
دنبار، إسكتلندة
الجوائزKnight Grand Cross of the Order of the Bath (GCB), Knight Grand Cross of the Royal Victorian Order (GCVO), صليب الفرسان الأعظم من مرتبة الامبراطورية البريطانية (GBE), Knight Commander of the Order of St Michael and St George (KCMG), Companion of the Distinguished Service Order (DSO), Territorial Decoration (TD)
الخدمة العسكرية
الولاءالمملكة المتحدة المملكة المتحدة
الفرع/الخدمةالجيش البريطاني، الجيش المصري
سنوات الخدمة1880-1922
الرتبةجنرال، سردار
قادمصر
الحجاز
المعارك/الحروبتجريدة النيل
الحرب المهدية
الحرب العالمية الأولى

الجنرال السير فرانسس رجينالد ونگت Francis Reginald Wingate، أول بارونـِت، GCB, GCVO, GBE, KCMG, DSO, TD (عاش 25 يونيو 1861 - 29 يناير 1953)، عادة ما يُعرف بإسم السير رجينالد ونگيت، كان الجنرال بريطاني والمندوب السامي البريطاني في مصر، والحاكم العام للسودان الأنجلو-مصري.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

وُلد فرانسس ريجنالد ونگت في 25 يونيو 1861، في ميناء گلاسگو، إسكتلندة، لأسرة مغمورة تعيش على هامش المجتمع. توفى والده بعد عام من مولده فرحلت أمه به إلى جزيرة جرسي حيث عاشا في ضيق وشظف. تخرج من أكاديمية وولوتش العسكرية، أسوة بكبار القادة البريطانية في أواخر عهد الملكة ڤكتوريا. التحق بعد تخرجه بسلاح المدفعية بالجيش البريطاني. عند تخرجه كان ترتيبه العاشر على زملائه. التحق بالجيش المصري عام 1883 ليضمن الترقي بسرعة في الرتب.


حاكم عام السودان

ونگت يستجوب الأمير محمود، زعيم الدراويش، بعد هزيمته في معركة عطبرة، 8 أبريل 1899.

درج ونگت أثناء تقلده منصب حاكم عام السودان، 1899 – 1916، على التشبث بكل مظاهر الأبهة والسلطان. قيل أنه حاكم أوتوقراطي في ثوب عسكري مطلق السلطات وظلت الخارجية البريطانية حتى بعد تقاعد ونگت تذيل مرشد السودان الذي تصدره سنويا بعبارة "القيادة العسكرية والمدنية العليا مخولة للحاكم العام".

ورد في مذكرات همفري بومان الذي جاء للسودان عام 1910 مديراً للمعارف: "يمتاز ونگت بصفات مدهشة ... لا ينسي اسماً أو وجهاً قابله في حياته ... حاكم يتمتع بسلطات مطلقة يتنقل في أسفاره على هيئة الملوك وبرفقته دائماً حاشية من الحراس والخدم". لا جدال في أن ونگت كان معجباً بما يحف بالحاكم الأوتوقراطي من بهرج وخيلاء لكنه يعلم في الوقت نفسه أنه في حاجة إلى خدمة مدنية بيروقراطية لتصريف شئون الحكم في بلد كالسودان. هذه هي الخدمة التي وفرها له وللسودان "أكفأ نخبة من الرجال في العالم" على حد تعبير لورد فانسيتارت رجل الخارجية البريطانية المخضرم.

يصفهم اللورد في ذكرياته بأنهم بفضل طباعهم وسلوكهم أجدر من يحملون أعباء مسئوليات تلك الخدمة في بلاد تقاس مساحتها بآلاف الأميال المربعة ذات طقس يمكن أن يهلكهم في غضون عشرين عاما. على المرء لكي يستوعب عقلية الاستعمار البريطاني وثقافته الرجوع لأولئك الرجال الذين تصدوا عمليا لإدارة الإمبرطورية البريطانية. تأتي في صدارة تلك الخدمة المدنية ما تعرف بالخدمة السياسية في السودان وتسمى أيضا السلك السياسي أو الإداري. نشأت هذه الخدمة في عام 1901 وتم وضع نظام محكم لتجنيد الشبان لها من خريجي الجامعات البريطانية بحلول عام 1905.

يجري اختيار الشبان في العادة لا عن طريق الاختبارات التحريرية فحسب وانما عبر سلسلة من المعاينات أيضاً. يتولى وكيل حكومة السودان في لندن أولا فرز وتصنيف طلبات المتقدمين وشهادات تزكيتهم ثم يستدعي من شملتهم القائمة القصيرة للمعاينة أمام لجنة الاختيار في مكتبه في لندن وهو في مقام سفارة تقريباً. كان ونگت، الحاكم العام، مهتماً شخصياً بعملية الاختيار في جميع مراحلها. لا يستجيب للوساطة من أية جهة مهما علا قدرها ما لم يقتنع بأن الشاب موضوع الوساطة متفرد يتحلى بالمواصفات المطلوبة. كتب ونگت مرة رسالة إلى اللجنة في لندن يوصي بتعيين أحد الشبان جاء فيها أن: "والده كبير الأساقفة في مدينة إكستر. تلقى تعليمه قبل الجامعي في مدرسة أهلية خاصة وهو رياضي نشأ تحت رعاية مثالية في بيئة دينية خالصة". لقد لخص ونگت في هذه الرسالة المثل العليا التي اختطها للخدمة السياسية في السودان وما يجب أن تكون عليه. تفضل لجنة الاختيار في لندن الجامعيين الذين تلقوا تعليمهم في مدارس أهلية خاصة لاسيما الرياضيين منهم مما أفضى إلى مقولة مشهورة: "الزرق يحكمون السود". المقصود بذلك اللون الأزرق لأزياء الفرق الرياضية في جامعتي أكسفورد وكمبردج بينما تعني كلمة السود اسم السودان (بلاد السود).

تولى اللجنة قيمة كبري للرياضيين لأنهم أقدر على الصمود لضراوة طقس السودان وطبيعته القاسية حيث لا مكان فيه للضعفاء – على حد تعبير حاكم عام سابق . هنالك إجماع علي أن (الخدمة السياسية في السودان) تمثل صفوة الخدمات المماثلة في افريقيا وتمتاز بمكانة رفيعة مقارنة برصيفتها في الهند درة التاج البريطاني. يرجع ذلك إلى أن الالتحاق بها ليس قاصرا على المؤهلات الأكاديمية واجتياز الاختبارات التحريرية كما هو الحال في فروع الخدمة المدنية في المستعمرات البريطانية الأخرى.

تم خلال الفترة بين عامي 1902 و1914 تعيين 56 شاباً بريطانياً بينهم 27 من خريجي جامعتي أوكسفورد وكمبردج للعمل في الخدمة السياسية في السودان (السلك السياسي). كلهم رياضيون مبرزون في مختلف الألعاب الرياضية التي تمارس في الجامعتين . كما أنهم نتاج المدارس الأهلية الخاصة مما يدل على عراقتهم وانتسابهم لعلية القوم. يذكر سير ستيوارت سايمز - حاكم السودان العام بين عامي 1934 و1941 – تأييداً لذلك أن هنالك دائما نكهة نفاذة للمدارس الخاصة بين رجال الخدمة السياسية في السودان. سرعان ما اشتهرت تلك الخدمة بفضل خطة التعيين المتبعة بروح الزمالة والتجانس طبقياً وأكاديمياً بين العاملين فيها.

لم تكن المعاينات أمام لجنة الاختيار في لندن صارمة وانتقائية فحسب وانما كانت تركز بصفة خاصة على أسئلة لاكتشاف القدرات البدنية والعقلية. تستبعد اللجنة بصفة خاصة المغرورين والمتهورين أو من يتحدثون بلهجة غير مألوفة قد تكون أجنبية في أغلب الأحيان. سئل أحدهم: لماذا تفضل العمل في السودان؟ فرد قائلا: ظللت أحلم بذلك منذ مشاهدتي أفلام طرزان!! استبعدته اللجنة على الفور لأن إجابته كشفت عن تهوره وغروره. وقد أوصى ونگت شخصياً لجنة الاختيار في إحدى المرات بعدم تعيين شاب بحجة أنه يتحدث الإنجليزية بلهجة مشرقية غير مرغوبة. تفضل لجنة الاختيار دائما الرياضيين المتفوقين بصفة خاصة في الملاكمة وكرة الرجبي على لاعبي الهوكي وكرة القدم . كما تفضل حملة الدرجات في التاريخ والأنثروبولوجيا. بلغ عدد البريطانيين العاملين في الخدمة السياسية بين عامي 1902 و1956 نحو خمسمائة قدرت نسبة خريجي جامعتي أوكسفورد وكمبردج منهم بسبعين في المائة.

كتاب السيف والنار في السودان. ترجمه من الألمانية للإنگليزية، رجينالد ونگت لتحميل الكتاب، اضغط على الصورة.

تعطى حرية شبه كاملة لمن يقع الاختيار عليه عند وصوله إلى السودان لمباشرة عمله في الخدمة السياسية في وظيفة مفتش مركز دون تدخل كبير من رؤسائه. تنطوي هذه الوظيفة على قدر كبير من المشقة والعناء إذ يتحتم على المفتش الشاب أن يتجول دون انقطاع في أرجاء المركز المسئول عنه سيرا على الأقدام أوفي بعض الأحيان على ظهور الخيل والجمال والثيران إن أسعده الحال. تتراوح أعمار من يقع الاختيار عليهم بين الحادية والعشرين والخامسة والعشرين. يقضي الواحد منهم سنتين تحت الاختبار أولاهما في جامعة أوكسفورد أو كمبردح لدراسة القانون وتعلم اللغة العربية على نفقته الخاصة خصما من مرتبه. ثم يعين في آخر السنة الثانية بعد اجتياز الامتحان في المادتين المذكورتين في وظيفة مساعد مفتش مركز أدنى رتبة للبريطانيين في الخدمة السياسية . تمنح للمفتش ومساعده سلطة قضائية للفصل في القضايا الجنائية والمدنية.

ينطوي العمل في الخدمة السياسية في السودان رغم القسوة والعناء على مزايا ومباهج كثيرة للبريطانيين. من حق الواحد منهم حسب شروط الخدمة التقاعد اختيارياً عن الخدمة في سن الثامنة وأربعين شريطة أن يكمل 15 عاما في الخدمة. كما يمنح عطلة سنوية لمدة تسعين يوما أو 122 يوما في أول عطلة بعد اجتياز الفترة الاختبارية . يأتي الواحد منهم إلى السودان في رحلة طويلة شاقة بحرا أو برا من مصر عبر الصحراء.[1] اشتكى أحدهم لكتشنر من طول الرحلة من القاهرة إلى الخرطوم وكيف استغرقت ثلاثة أسابيع كاملة غير منقوصة. لم يبد كتشنر عطفا على الشاكي وانما رد عليه في برود: ثلاثة أسابيع فقط؟ . إنك محظوظ جدا فقد استغرقت نفس الرحلة مني ثلاث سنوات! يعتبر ولفرد ثيسگر من أشهر المفتشين البريطانيين في السودان. كان خلال دراسته بطل الملاكمة في جامعة أوكسفورد والتحق بالخدمة السياسية في السودان عام 1934. أمضى ثيسگر معظم سنوات عمله في دارفور وجنوب السودان وهو من الاداريين البريطانيين القلائل المعترفين بانحرافاتهم الجنسية ومع ذلك أصبح بعد مغادرته السودان أعظم علماء الأنثروبولوجيا في القرن العشرين لا سيما في ما يتعلق بقبائل الزاندي والربع الخالي وكثيرا ما أبدى ندمه على عدم تعلمه اللغة العربية الفصحى مكتفيا بما عرفه منها أثناء عمله في السودان أو تجواله في الربع الخالي في شبه الجزيرة العربية.

المندوب السامي في مصر

كاريكاتير عن ونگت بريشة سپاي في ڤانيتي فير، 1897

عام 1917 أصبح ونگت المندوب السامي في مصر. اقتدى ونگت في القاهرة بكتشنر إذ أمضي معظم أوقات فراغه مثله في تعلم العربية. لعل ما كتبه الصحفي جي دبليو ستيفنز عن ونگت في العقد الأخير من القرن التاسع عشر أبلغ ما جاء في وصفه حين قال: "إن ونگت عسكري عالم يمكنه في ظروف مختلفة أن يصبح بروفسوراً للغات الشرقية في جامعة أكسفورد نظراً لقدرته على إجادة أية لغة في غضون ثلاثة أشهر فقط". هذه القدرة العجيبة ميزة لا بد من توفرها في التعامل مع الأهالي المشتبه فيهم. يتبادل ونگت الحديث مع الواحد منهم ساعات وساعات – كما ذكر ستيفنز - وهو يعلم أنه كذاب ومراوغ متمرس ليخرج منه في النهاية لا بحقائق كثيرة فحسب وإنما يعرف أيضاً ما أخفاه منها. يتفاعل الفكر والثقافة عنده مع المواظبة على التدوين بدقة وتفصيل والاحتفاظ بكل ما يدونه في ملفات خوفا من ضياعها. هكذا نجد اليوم في جامعة درم البريطانية ذخيرة وافية من أوراق ونگت، تملأ 190 صندوقا بالتمام والكمال. لا غرابة قي ذلك فقد عرف عن ونگت إدمانه كتابة الرسائل والتقارير والمواظبة على تدوين يومياته ووقائع الجلسات مما يجعله واحدا من أبرع الإداريين البريطانيين المحنكين في العهد الڤكتوري.

حسب كتاب "إستعمار مصر" لروبرت متشل، فإن نهضة التعليم في مصر قبل ثورة 1952 كان رائدها ومطلقها هو "رجينالد ونگت" المندوب السامي البريطاني (1917-1919). فقد أمر بتغيير جذري لمناهج التعليم لتواكب مناهج التعليم الحكومي البريطاني الليبرالي.

مؤلفاته

غلاف كتاب المهدية والسودان المصري، تأليف سير رجينالد ونگت.



معرض الصور

قائد الجيوش البريطانية و المصرية في الحرب العالمية الاولي الجنرال ونگت من جريدة الجيش و البحرية


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الهوامش

  1. ^ "مع الجنرال ونجت حاكم عام السودان". سودانيل. 2013-01-23. Retrieved 2013-06-23.

المصادر


قراءات إضافية

وصلات خارجية


سبقه
اللورد كتشنر
الحاكم العام للسودان
1899-1916
تبعه
سير لي ستاك
سبقه
سير هنري مكماهون
المندوب السامي البريطاني في مصر
1917-1919
تبعه
اللورد اللنبي