فترة التيوليپ في الدولة العثمانية

فترة التيوليپ (21 يوليو 1718 - 28 سبتمبر 1730) (التركية العثمانية: لاله دورى؛ تركية: لالِه دِوري) هي الفترة في التاريخ العثماني منذ معاهدة پساروفچا في 21 يوليو 1718 وحتى ثورة پاترونا خليل في 28 سبتمبر 1730. وكانت فترة سادها السلام نسبياً، يمكن القول أن الدولة العثمانية خلالها بدأت في توجيه نفسها تجاه اوروبا.

اسم الفترة مشتق من الولع بالتيوليپ في مجتمع البلاط العثماني. زراعة تلك الزهور مجهولة الأصل أصبحت عادة يُحتفى بها.[1] فترة التيوليپ أظهرت النزاعات التي جلبتها تلك الثقافة الاستهلاكية المبكرة، في تلك الرمزية المادية التي اعتنقها المجتمع العثماني. أثناء تلك الفترة بلغ الولع بالتيوليپ شأواً عظيماً لدى الصفوة والمجتمع الراقي العثماني، وقد ظهر ذلك في مناسبات عديدة. فأصبح التيوليپ رمزاً لكل من النبالة والامتيازات، كسلعة وكوقت فراغ.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

مع أن العالم الإسلامي كان قد فقد سطوته الحربية منذ رد سوبييسكي الترك عن فيينا عام 1683، إلا أنه ظل مسيطراً على المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر وشبه جزيرة العرب وفلسطين وسوريا وفارس وآسيا الصغرى والقرم وجنوبي روسيا وبسارابيا ومولداڤيا وولاخيا (رومانيا) وبلغاريا والصرب (يوغسلافيا) والجبل الأسود والبوسنة ودلماشيا واليونان وكريت وجزر الأرخبيل وتركيا. وهذه الأقطار كلها- باستثناء فارس- كانت جزءاً من إمبراطورية الأتراك العثمانيين المترامية الأطراف. فعلى الساحل الدلماشي بلغوا الأدرياتيك وواجهوا الولايات البابوية، وعلى البوسفور تسلطوا على المنفذ البحري الوحيد من البحر الأسود، وكان في مقدورهم أن يقفوا سداً منيعاً بين الروس والبحر المتوسط متى شاءوا.

فإذا عبرنا الأقاليم المجرية إلى بلاد المسلمين لم نلحظ للوهلة الأولى فرقاً يذكر بين المدينتين المسيحية والإسلامية. فهنا أيضاً كان فقراء المسلمين السذج الأتقياء يفلحون الأرض تحت إمرة سادتهم الأغنياء والأذكياء المتشككين. ولكن المشهد الاقتصادي يتغير فيما وراء البوسفور: فلا يكاد المزروع من الأقاليم يبلغ 15%، أما الباقي فصحراء أو جبال لا تتيح غير التعدين أو الرعي، هناك كان الإنسان يتميز به الإقليم هو البدوي الذي أسود لونه وتحمص جلده من الشمس، وتدثر على نحو معقد اتقاء للرمال والقيظ. أما المدن الساحلية والمتفرقة هنا وهناك كانت حافلة بالتجارة والحرف اليدوية، ولكن الحياة بدت أكثر دعة واسترخاء مما كانت في المراكز المسيحية، فالنساء يلزمن بيوتهن أو يسرن في وقار شديد تحت أحمالهن ووراء خمرهن، والرجال يمشون الهوينا في الشوارع. وكان جل الصناعة يدوياً، وورشة الصانع ملحقاً يتصدر بيته، وكان يدخن غليونه ويتجاذب الحديث مع غيره أثناء العمل، وأحيناً يشارك زبوناً قهوته.

ويمكن القول بوجه عام أن التركي العادي كان قانعاً غاية القناعة بمدينته، حتى لقد ظل قروناً لا يطيق أي تغيير ذي بال. وكانت التقاليد هنا كما كانت في التعاليم الكاثوليكية مقدسة قداسة التنزيل. أما الدين فكان أعظم قوة وانتشاراً في الأقطار الإسلامية مما كان في العالم المسيحي، والقرآن هو الشريعة والديانة معاً، وفقهاء الإسلام شراح الشريعة الرسميون. وكان الحج إلى مكة المكرمة يقود كل عام درامته المثيرة فوق رمال الصحراء وعلى الطرق المتربة. أما في الطبقات العليا فإن البدع العقلانية التي طلع بها معتزلة القرن الثامن الميلادي، والتي واصلها الشعراء والفلاسفة المسلمون طوال عصر الإيمان، لقيت قبولاً واسعاً مستوراً. كتبت الليدي ماري ورتلي مونتاجيو من الاستانة في 1719 تقول:

"إن الأفندية (أي الطبقة المتعلمة).. ليسوا أكثر إيماناً بالوحي الذي أنزل على محمد (صلى الله عليه وسلم) منهم بعصمة البابا. ويصرحون بالربوبية بينهم وبين من يثقون بهم ولا يتكلمون على شريعتهم (أي ما يمليه القرآن الكريم) إلا بوصفها مؤسسة سياسية، تصلح الآن لأن يتقيد بها العقلاء من الناس وإن كانت أصلاً من عمل رجال السياسة والمتحمسين من رجال الدين."

الليدي ماري ورتلي مونتاگيو

وانقسم الإسلام بين مذهبي السنة والشيعة كما انقسمت مسيحية الغرب بين الكاثوليكية والبروتستانتية، ثم قام مذهب جديد في القرن الثامن عشر على يد محمد بن عبد الوهاب، أحد شيوخ نجد- وهو الهضبة الوسطى في ما نعرفها اليوم بالعربية السعودية. وكان الوهابيون من الإسلام أشبه بالبيورتان من المسيحية: استنكروا التعبد للأولياء، وهدموا أضرحة المشايخ والشهداء، واستهجنوا لبس الحرير والتدخين، ودافعوا عن حق كل فرد في أن يفسر القرآن لنفسه(2). وقد شاعت الخرافات في جميع المذاهب على السواء، ولقى دجاجلة الدين كما لقيت المعجزات الكاذبة التصديق السريع، وكان جل المسلمين يعدون مملكة السحر عالماً حقيقياً كعالم الرمال والشمس الذي يكتنفهم(3).

أما التعليم فهيمن عليه رجال الدين الذين آمنوا بأن أضمن سبيل لتكوين المواطنين الصالحين أو الأتباع الأوفياء القبيلة هي ترويض الخلق لا تحرير الفكر. وكان رجال الدين قد انتصروا في معركتهم مع العلماء والفلاسفة والمؤرخين الذين ازدهروا أيام الإسلام الوسيط، فانتكس الفلك إلى التنجيم، والكيمياء إلى الخيمياء، والطب إلى السحر، والتاريخ إلى الأساطير. ولكن في كثير من المسلمين حلت المحكمة الصامتة محل التعليم والتفقه في المعرفة. وكما قال داوتي الحكيم البليغ:

"إن العرب والترك، الذين كتبهم هي وجوه الرجال... والذين شروحهم وتفاسيرهم هي الأقوال المأثورة السائرة ومئات الأمثال الحكيمة القديمة السائدة في عالم الشرق، هؤلاء قريبون من إدراك الحقائق الإنسانية. إنهم شيوخ راسخون في الحكمة وهم لا يزالون شباباً، ولا ينسون بعد ذلك إلا القليل مما تعلموا."

وقد أكد ورتلي مونتاجيو في خطاب كتبه عام 1717 لأديسون أن "الرجال ذوي الشأن من الأتراك يبدون في أحاديثهم مهذبين لا يقلون تحضراً عن أي رجال التقيت بهم في إيطاليا"(5)، أجل فالحكمة ليس لها وطن.


البزوغ والنمو

السلطان أحمد الثالث يلقي بعملات ذهبية على جنود الإنكشارية.

تحت رعاية زوج ابنة السلطان أحمد الثالث، الصدر الأعظم دماد ابراهيم پاشا نڤشهرلي، بدأت الدولة العثمانية سياسات وبرامج جديدة في تلك الفترة، التي أسست أول مطبعة باللغة العثمانية، وروجت التجارة والصناعة.

ولقد كان عالم الإسلام على الدوام غنياً بالشعراء. ذلك أن الصحاري الرهيبة، والسماء المحيطة، والنجوم المنتشرة إلى ما لا نهاية في الليالي الصافية، كل أولئك حرك الخيال كما حرك الإيمان الديني بالإحساس بما في الكون من أسرار ملغزة، وأضفى دم الشباب المضطرم بالرغبة المكبوتة على مفاتن النساء تصوراً مثالياً، تلك المفاتن التي زدنها إغراء في ذكاء وحكمة باحتجابهن وحيائهن. وفي 1774 نشر السير وليم جونس كتابه "شروح على الشعر العربي" الذي كشف للعقول اليقظة في غربي أوربا عن حب المسلمين للشعر وما ينطوي عليه من رقة وعاطفة مشبوبة. أما أعظم فحول الشعراء العثمانيين في القرن الثامن عشر فهو نديم، الذي تغنى بشعره أيام السلطان محمد الثالث (1703- 30):

رسم للتيوليپ، بريشة عبد الجليل لڤني (1720)
إيه أيها الحب الحائر، إن قلبي وروحي ضاعا هباءً
وفرغ مني الصبر وذهب الجلد
ذات مرة كشفت عن صدرها البديع،
فإذا الراحة والسلام يهربان من صدري...
لها خال في خدها وثني، وضفائر وثنية، وعيون وثنية...
أقسم أن دنيا جمالها القاسي بأسرها وثنية خالصة.
ولقد وعدتني بقبلات على نحرها، وبقبلات على صدرها،
ولكن ويلي فقد حنثت الوثنية بوعدها السابق.
يا للرشاقة المحببة التي أبرزت بها غدائرها من تحت طربوشها،
كل مخلوق أبصرها تأمل حسنها مشدوهاً لتوه.
يا قاسية القلب، لأجلك يبكي الرجال وينوحون يأساً،
إن قدك الرقيق لزكي من كل شذى وأبهج من كل لون،
فليت شعري هل أرضعتك وردة عطرة من ثديها.
وأنك لتقبلين أيتها الحلوة وفي إحدى يديك وردة وفي الأخرى كأس.
فلا أدري أي الثلاثة آخذ- الوردة أم الكأس أم أنت.
لكأن نبعاً متدفقاً تفجر من نهر الحياة.
حين طلعت عليَّ بذلك القد اللدن البديع(6).

وكان على النساء الإفادة ما استطعن من قدودهن اللدنة الرشيقة، فمتى ذبلت محاسنهن جر عليهن الزمن ذيول النسيان في زوايا الحريم. وكان لفظ "الحريم" هذا لا يقصر على أزواج الرجل وسراريه، بل ينسحب على كل إناث بيته. وقد ظل الحجاب مضروباً عليهن في القرن الثامن عشر، وكان يسمح لهن بالخروج من الدار، ولكن (بعد 1754) كان عليهن إذا خرجن أن يخفين كل عضو فيهن إلا عيونهن الساحرة، ولا يدخل جناحهن غير الأب، أو الأخ، أو الزوج، أو الابن. وحتى بعد الموت كان المفروض أن يتصل هذا الفصل بين الجنسين في الدار الآخرة. فالمؤمنات لهن جنتهن غير جنة الرجال، والمؤمنون يمضون إلى فردوس آخر ترفه فيه عنهم حور من الجنة أبكار متجددات الشباب. وكانت خيانة المرأة لزوجها تعاقب عقاباً صارماً ويندر حدوثها، وكان العربي يحلف بـ "شرف حريمه" كأغلظ الإيمان(7). وروت الليدي ماري أن النساء التركيات اللاتي سمح لها بلقائهن لم تضقن بالحجاب الذي عزلهن عن الرجال. وقد رأت بعضهن يعدلن في جمال الوجه وحسن القد ورفاهة الطبع "أشهر حساننا الإنجليزيات(8). فلما أذن لها بدخول أحد الحمامات العامة الكثيرة، تبين لها أن النساء يمكن أن يكن جميلات حتى لو تجردن من الثياب. وقد افتتنت على الأخص بنساء الطبقة الراقية في حمام بأدرنة. دعوتها لخلع ملابسها والاستحمام معهن، فاعتذرت. "ولما اشتد إلحاحهن عليَّ اضطررت في النهاية إلى أن أفتح قميصي وأريهن مشدي (الكورسيه)، فأقنعهن هذا تماماً إذ رأيت أنهن اعتقدن أني حبيسة بقيود تلك الآلة بحيث لا أقوى على فتحها، وقد عزون هذه الحيلة لتدبير زوجي. وعلقت إحداهن قائلة "انظرن كم يقسو الأزواج الإنجليز على نسائهن المساكين(9)".

وكان الأتراك فخورين بحماماتهم العامة، يرون أنفسهم على العموم شعباً أنظف من النصارى الكفار. وكان الكثيرون من أفراد الطبقتين العليا والوسطى يختلفون إلى الحمام التركي مرتين في الأسبوع، وأكثر منهم يختلفون مرة في الأسبوع. هناك يجلسون في غرفة ملئت بخاراً حتى يتصببون عرقاً، ثم يأتي عامل فيدعك كل مفصل في أجسامهم ويدلك لحمهم ويكيسه بقطعة من القماش الخشن ثم يغسله. لا عجب إذن إن لم نسمع الكثير عن روماتيزم المفاصل في تركيا. على أن أمراضاً أخرى تفشت بينهم لا سيما الرمد، فالرمال والذباب كانت تنقل العدوى إلى العيون. ولكن الأتراك كما أسلفنا علموا أوربا التطعيم ضد الجدري.

ولم يخامرهم شك في أن مدينتهم تفوق مدنية الأقطار المسيحية. صحيح أنهم سلموا بأن الرق كان أوسع انتشاراً في بلاد المسلمين، ولكنهم لم يروا فرقاً حقيقياً بين الأرقاء في تركيا والأقنان (Serfs) أو الخدم (Servants) في العالم المسيحي، وقد اتفقت معهم في الرأي الليدي ماري واصل اللفظ. وكانوا لا يقلون عنا غلواً في حب الأزهار والعناية بها، فكانت لهم مثلنا مباريات مجموعة في تربية زهرة الطوليب؛ كما شهدت الآستانة في عهد السلطان أحمد الثالث (1703- 30)؛ ويبدو أن الأتراك هم الذين أدخلوا إلى أوربا المسيحية بطريق البندقية وفيينا والأراضي الواطئة أزهار الطوليب والياقوتية (Hyacinth) الشرقية وحوزان الحدائق (ranuneulus) كما أدخلوا أشجار القسطل (أبي فروة)- والميموزا(10).

الثقافة

نافورة أحمد الثالث هي مثال كلاسيكي لعمارة فترة التيوليپ

أما الفن في تركيا فكان الآن في اضمحلال شأنه في معظم الأقطار المسيحية. واعتبر الأتراك أنفسهم أرقى في صناعات الفخار والنسيج والأبسطة والزخرفة وحتى في المعمار. فقد ورثوا عن آبائهم كيف يضفون على التصوير التجريدي منطقاً وتواصلاً ودلالة. وفاخروا ببهاء القاشاني الذي صنعوه (كما يرى على نافورة أحمد الثالث في الآستانة)، وبيريق قرميدهم الذي لا ينطفئ، وبصلابة منسوجاتهم ورقتها" وبتألق أبسطتهم ومتانتها. واشتهرت الأناضول والقوقاز في هذه الحقبة بوبرهما اللامع وتصميم السجاد الهندسي الدقيق، لا سيما سجاجيد الصلاة التي توجه أعمدتها وأقواسها المدببة المصلى الراكع صوب المحراب الذي يشير في كل مسجد إلى قبلة مكة المكرمة. كذلك فضل الأتراك جوامعهم ذات القباب والقرميد والمآذن على أبراج الكاتدرائيات القوطية وعقودها وفخامتها الكابية. وشيدوا حتى في هذه الحقبة المضمحلة المساجد العظيمة في نوري- عثمانية (1748) ولا ليلى- يامسي (1765)، وحاكى أحمد الثالث طراز الحمراء في القصر الذي شيده في عام 1729. أما الآستانة فلعلها كانت أروع العواصم الأوربية، كما كانت أوسعها رقعة برغم شوارعها المتشابكة وأحيائها الفقيرة الكثيرة الضجيج، وكان سكانها البالغون مليونين من الأنفس(11) مثلى سكان لندن، وثلاثة أمثال سكان باريس، وثمانية أمثال سكان روما(12). وحين أطلت الليدي ماري على المدينة والميناء من قصر السفير البريطاني، خيل إليها أنهما "ربما يؤلفان معاً أبهى مشهد في العالم"(13).

الاضمحلال

على عرش هذه الدولة العثمانية، من الفرات إلى الأطلنطي، تربع سلاطين عصر الاضمحلال. ولقد نظرنا في موقع آخر من هذا الكتاب(14) في أسباب ذلك الاضمحلال: وهي انتقال تجارة غربي أوربا التي تقصد آسيا، إذ أصبحت تدور حول أفريقيا بحراً بدلاً من طريقها البري الذي كان يختر مصر أو غربي آسيا؛ وتخريب قنوات الري أو إهمالها؛ وتوسع الإمبراطورية وامتدادها إلى مسافات مترامية لا تتيح لها الحكم المركزي الفعال وما ترتب على ذلك من استقلال الباشوات ونزوع الولايات إلى الانفصال؛ وتدهورت الحكومة المركزية لتفشي الرشوة والعجز والكسل، وتمرد الانكشارية المرة تلو المرة على النظام الصارم الذي كان له الفضل فيما بلغوا من قسوة وتسلط القدرية والجمود على الحياة والفكر، وتراخي السلاطين الذين استطابوا خدور النساء وآثروها على ساحات الوغى.

وقد استهل أحمد الثالث حكمه بسماحه للإنكشارية بأن يملوا عليه اختياره لكبير وزرائه (الصدر الأعظم). وهذا الوزير هو الذي قبل رشوة بلغت 230.000 روبل بعد أن قاد 200.000 تركي ضد 38.000 جندي من جيش بطرس الأكبر عند نهر بروت، لقاء سماحه للقيصر المحاصر بالفرار (21 يوليو 1711). وحدث أن ألـّبت البندقية أهل الجبل الأسود للثورة على تركيا، فأعلنت هذه الحرب عليها (1715) وأتمت فتح كريت واليونان. فلما أن تدخلت النمسا، أعلنت تركيا الحرب عليها (1716)، ولكن أوجين أمير سافوا هزم الترك في بترفارداين وأكره السلطان بمقتضى معاهدة بساروفتز (1718) على الجلاء من المجر، والنزول عن بلغراد وأجزاء من ولاشيا للنمسا، وتسليم البندقية حصوناً في ألمانيا ودلماشيا. ولم تسفر المحاولات التي بذلتها تركيا لتعويض هذه الخسائر بالغارات تشنها على فارس إلا على المزيد من النكسات والهزائم، وقد قتل الغوغاء- بقيادة عامل حمام- الوزير إبراهيم باشا وأكرهوا أحم على التنازل عن العرش (1730).

وجدد ابن أخيه محمود الأول (1730- 54) الصراع مع الغرب ليفرض بالحرب تدفق الضرائب وتعاليم الدين، وانتزع جيش تركي أوخاكوف وكلبورون من الروسيا، واسترد جيش آخر بلغراد من النمسا. غير أن اضمحلال تركيا عاود سيرته الأولى في عهد مصطفى الثالث (1757- 74). ففي 1762 أعلنت بلغاريا استقلالها. وفي 1769 خاضت تركيا الحرب مع الروسيا منعاً لانتشار سلطان الروسيا في بولندا. وهكذا بدأ ذلك الصراع الطويل الذي أنزلت فيه جيوش كاترين الكبرى هزائم ساحقة بالأتراك. فلما مات مصطفى أبرم أخوه عبد الحميد الأول (1774- 89) معاهدة مذلة تسمى قجوق قينارجي (1774)، قضت على النفوذ التركي في بولندا وجنوبي الروسيا ومالدافيا وولاشيا، وعلى هيمنة الأتراك على البحر الأسود. وجدد عبد الحميد الحرب في 1787، فهزم هزائم منكرة، ومات كمداً. وكان على تركيا أن تنتظر حتى يجيء كمال باشا (أتاتورك) لينهي قرنين من الفوضى ويجعل منها دولة حديثة.

شخصيات هامة أثناء الفترة

  • Grand Admiral Mustafa Pasa – was the son-in-law of the Grand Vizier and is remembered for establishing forty-four new tulip breeds[2]
  • ابراهيم متفرقة — a Hungarian convert who had established the first Ottoman printing press which was seen as a landmark of the period
  • نديم – a poet who broke new ground by challenging the traditional canon while writing in a classical Ottoman format.
  • عبد الجليل لڤني – an outstanding miniature painter who began to work in Edirne to Istanbul where he studied painting and became the court painter where the Ottoman tradition of miniature albums was revived. These albums that Levni painted were called Tulip albums which mirrored the structure of the states itself, ranking distinguished members of the regime according to horticultural achievements.[3]

التمرد المناهض للتيوليپ

Tulip prices began to rise in the last decades of the 17th century and peaked in 1726–1727 before state intervention. This reflected the demand for the inflated value of the rare bulbs and escalating demands for flowers in the elite’s palaces and gardens.[4]

Tulip mania demonstrated the state's power to regulate the economy by increasing the prices for bulbs. Courtiers at the time forwarded a petition to denounce the practice of flower sellers, whom they perceived to be taking advantage of the elite by raising the prices of the bulbs. This led to the process of issuing inventories of flowers and price lists to the judge of Istanbul for enforcement.[5]

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ Ariel Salzmann, “The age of tulips”, 84
  2. ^ Ariel Salzmann, “The age of tulips”, 93
  3. ^ Ariel Salzmann, “The age of tulips”, 93
  4. ^ Ariel Salzmann, “The age of tulips”, 94
  5. ^ Ariel Salzmann, “The age of tulips”, 95


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

للاستزادة

مراجع

  • Salzmann, Ariel. 2000. "The Age of Tulips Confluence and Conflict in Early Modern Consumer Culture (1550–1730)." In Consumption Studies and the History of the Ottoman Empire, 1550–1922. Albany State University of New York Press, pp. 83–106.

وصلات خارجية