فتح الله والعلو

فتح الله والعلو

فتح الله والعلو (ولد في الرباط 26 مارس 1942) سياسي واقتصادي مغربي، شغل منصب وزير المالية والاقتصاد في المغرب بين 1998 وحتى 2007. وهو عضو في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ورئيسا لمجلس مدينة الرباط.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

ولد سنة 1942 بمدينة الرباط، تابع دراسته بكل من كلية الحقوق بالرباط سنة 1964، كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية ومعهد الدراسات السياسية بباريس سنة 1966. وقد حصل على الدكتوراه في العلوم الاقتصادية سنة 1968.

كما أصبح خلال الفترة نفسها كاتبا عاما للاتحاد الوطني لطلبة المغرب بفرنسا. وإضافة إلى نشاطه كاستاذ مساعد بالمركز الجامعي للبحث العلمي وكمساعد في النشرة الاقتصادية والاجتماعية للمغرب انتخب رئيسا للاتحاد الوطني لطلبة المغرب ومسؤولا باتحاد طلبة المغرب العربي.

في سنة 1968 ناقش اطروحته للدكتوراه في الاقتصاد بباريس قبل أن يلتحق بهيئة التدريس بكليتي الحقوق بالرباط والدار البيضاء وبالمدرسة الوطنية للإدارة.


مسيرته

شارك سنة 1972 ضمن مجموعة الرباط في الاعلان عن إنشاء حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي سيصبح احد اعضائه البارزين وانتخب من 1968 إلى 1977 عضوا بالمكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي وفي سنة 1972 انشأ رفقة الباحث عبد العزيز بلال جمعية الاقتصاديين المغاربة التي أصبح رئيسا لها منذ 1982.

انتخب في مناسبات عدة رئيسا لاتحاد الاقتصاديين العرب منذ 1978 وفي سنوات 1977 و1992 و 1997. كما انتخب مستشارا بلديا بالرباط ونائبا بمجلس النواب عن المدينة نفسها في سنوات و1977 و1984 و1983 و1997.[1]

وخلال المؤتمر الخامس للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية 1989 انتخب عضوا بالمكتب السياسي واعيد انتخابه في نفس المنصب خلال المؤتمر السادس للحزب المنعقد في مارس 2001 وكان رئيسا للفريق البرلماني للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في البرلمان منذ 1993 إلى غاية 1997. عينه الحسن الثاني مارس 1998 وزيرا للاقتصاد والمالية.

وفى فبراير 2000 انتخب ولعلو رئيسا للمجلس الإداري لوكالة بيت مال القدس. كما عينه الملك محمد السادس وزيرا للاقتصاد والمالية والخوصصة والسياحة في 6 سبتمبر 2000.

انتخب فتح الله ولعلو عن حزب الاتحد الاشتراكي للقوات الشعبية 23 يونيو 2009 رئيسا لمجلس مدينة الرباط خلفا لعمر البحراوي عن الحركة الشعبية.[2]

سيرته

ولِد فتح الله والعلو في بداية سنوات الأربعينيات، بحي ديور الجامع، بالرباط، لأسرة مُتواضعة، كان مُعيلها يعمل بقالا، هاجر من إحدى مناطق سوس، وتابع دراسته الابتدائية بمجموعة مدارس محمد الخامس، ثم ثانوية مولاي يوسف الشهيرة، وانخرط في مرحلة المراهقة، في العمل السياسي بحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وكان جاره، ونموذجه النضالي، هو المهدي بنبركة، وفي مرحلة الستينيات أصبح "والعلو" شابا حيويا، كثير الحركة في صفوف الشبيبة الحزبية، بل واستطاع أن يكسب ود وصداقة، كبار الاتحاد أمثال عبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمان اليوسفي، وعبد الواحد الراضي والآخرون، يقول بعض ممن جايلوه في العمل السياسي، أنه كان يتسم، عكس كثير من شباب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، بسلوكات واختيارات، مُعتدلة، في الحياة الشخصية، والعمل السياسي، وميالا أكثر إلى حل الخلافات عن طريق الحوار، ويجنح أكثر لنوع السلوك المُتحضر، وينفر من النزوعات الغوغائية والدوغمائية، كما كان شديد الاعتداد بنفسه، وبحس ذكاء واضح.[3]

وشكلت مرحلة دراسته الجامعية، شعبة الاقتصاد بجامعة مدينة "غرونوبل" الفرنسية، مُنعطفا حاسما في حياته، إذ كانت تلك فُرصته، التي صقل من خلالها ميولاته الدراسية الجادة، ليُصبح واحدا من أهم الأطر المغربية، الأكاديمية إلى جانب الراحل عزيز بلال، في مجال الاقتصاد.

وكان كبار قادة الاتحاد ينظرون إلى فتح الله، باعتباره العقل الاقتصادي للحزب، خلفا لعبد الرحيم بوعبيد، الذي أخذته مهمامه السياسية والتنظيمية، بعيدا عن مجالات الاشتغال والدراسة الأكاديميين. غير أنه حينما احتدت العلاقة بين الحسن الثاني والمهدي بنبركة، في بداية سنوات الستينيات، من القرن الماضي، نأى "والعلو" قليلا، عن ذلك الجو المشحون، في الصالونات السياسية بالرباط، وانشغل أكثر بإدارة شؤون فرع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بفرنسا، إلى جانب الحبيب سي ناصر(أخ وزير الثقافة السابق علال سي ناصر) وهي المرحلة التي شهدت تنافسا حادا، بين الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وحزب التقدم والاشتراكية، بهدف السيطرة على التنظيم الطلابي "أوطيم" مع العلم أن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، كانت له اليد الطولى تنظيمييا، في "أوطيم". بعد اختطاف واغتيال المهدي بنبركة، التحق "والعلو" بزُمرة عبد الرحيم بوعبيد الحزبية، ليُصبح بالتالي واحدا من قادة الحزب.

يتذكر مُجايلوه أيضا، أنه تعرض خلال سنوات أواخر عقد الستينيات من القرن الماضي، لمُضايقات مخزنية، زمن أوفقير، كانت تُحصي عليه حركاته وسكناته، سيما حينما كان ينتقل إلى الخارج، حيث كان قد عرف كيف يعقد صداقات متينة مع العديد من الشخصيات السياسية والأكاديمية، سيما في أوساط الحزب الاشتراكي الفرنسي.

ولاحظوا بشيء من الاستغراب، أن المضايقات البوليسية لواعلو، انتهت تقريبا، حينما تسلم إدريس البصري مُديرية الشؤون العامة (دي آ جي) بوزارة الداخلية، حيث أبدى ولد الشاوية الكثير من الود والتقدير، للشاب الاتحادي المثقف، الذي حصل على شهادة الدوكتوراه بميزة الشرف، من جامعة "غرونوبل" شعبة الاقتصاد، وتفسير ذلك في نظرهم، أن البصري كانت لديه عقدة نقص، هو الذي لم يكن قد حصل على شهادة الباكولوريا، وبدأ حياته المهنية، مفتشا للشرطة "آنسبيكتور" لذا سعى إلى كسب صداقات مُثقفي المعارضة، أمثال "والعلو" والراضي. وفي تلك الفترة، يقول مُجايلو والعلو، لم تكن لهذا الأخير ميولات لجمع الأموال، لكنه بالمُقابل، حرص على الشد بقوة، على الحبال التي كانت تُرمى في اتجاهه من مُختلف الأطراف النافذة في الدولة المخزنية.

فمثلا، حينما كان أستاذ الاقتصاد "والعلو" مدعوا للمشاركة في مؤتمر اقتصادي عالمي، سنة 1974 بالعاصمة النمساوية "فيينا" رفقة الراحل عزيز بلال، لإلقاء عرض باسم الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، اشتكى قبل السفر من ضيق ذات يده لتغطية تكاليف رحلته، وإقامته خلال أيام المؤتمر المذكور، وهي الشكوى التي وصلت بسرعة إلى أذني الحسن الثاني، فكان أن أرسل له مبلغا من المال للإقامة في أحد أفخم الفنادق بفيينا.

وبطبيعة الحال كانت هناك عيون وآذان مغربية، نقلت تقريرا ضافيا عن تدخل "والعلو" في المؤتمر العالمي المذكور، وكان من شدة إعجاب الحسن الثاني بمُداخلة الرجل، لتضمنها بصمة تحليل مغربية، أن كانت تلك فاتحة "خير" عميم.

حصل "والعلو" على مقعد برلماني عن مدينة الرباط، في الانتخابات التشريعية سنة 1977 وهي الفرصة التي حولها، إلى رصيد سياسي مُهم، من خلال مُداخلاته االمُفوهة في البرلمان، مما لفت إليه الأنظار، وجعله يكون أشهر برلماني اتحادي، ضمن فريق كان يرأسه وزير العدل الحالي، عبد الواحد الراضي. كانت تدخلاته البرلمانية، المُنتقدة لأداء الحكومة، مثار اهتمام وإعجاب مختلف الفئات الشعبية، ومن طرائف ما وقع حينها، أن الحسن الثاني كان قد دعا إلى قصر الرباط، مجموعة من قدماء مسؤولي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وكان من بين المدعويين، أستاذ القانون الراحل عبد الرحمان القادري، وأمين حزب جبهة القوى الديموقراطية حاليا، التهامي الخياري، وفتح الله والعلو، وأشار الحسن الثاني إلى هذا الأخير، بنبرة ضاحكة قائلا للجميع: "واش هذا هو مُنظِّر الاتحاد الاشتراكي؟". وما حدث بعد ذلك، أن الحسن الثاني عيَّن "والعلو" أستاذا في المدرسة المولوية، وأصبحت جميع الأبواب مفتوحة أمامه، حيث حصل على العديد من القطع الأرضية، ورخص نقل (كَريمات). ناهيك عن أنه كان على علاقة أكاديمية، مع عدد من مؤسسات البحث الفرنسية ، المُرتبطة بالخدمات الاستثمارية، والتي اشتغل لديها إما مستشارا، أو مُكلفا بالإشراف على فُرق بحث، حول جدوى العديد من المشاريع الاستثمارية بالمغرب، وقد ساعد "والعلو" على ذلك أنه كان دائما، يتبنى نوعا من الاشتراكية اليبيرالية، متسمة بكثير من الانفتاح، بما جعله أقرب إلى المدرسة الاقتصادية الفرنسية، وهو ما تبدى جليا في نوع السياسة الاقتصادية، التي اعتمدها، حينما تسلم منصب وزير المالية، في حكومة عبد البرحمان اليوسفي، وعمَّرَ فيه قرابة عشر سنوات.

"والعلو" من السياسيين المغاربة الذين أصبحوا من الأغنياء، بعدما انطلق من أساس اجتماعي متواضع جدا، لكن بعض المُقربين منه، يقولون أنه ليس من النوع الذي سعى إلى مُراكمة الثروات بل سعت إليه، سيما من خلال الامتيازات، التي حصل عليها، منذ أن تسلم مقعد برلمانيا سنة 1977، ثم استاذا بالمدرسة المولوية، فالمهام الاستشارية والبحثية، التي قام بها لفائدة عدد من الشركات الأجنبية، وتبقى في هذا الاطار، واقعة تمرير صفقة اتصالات المغرب لشركة "فيفاندي" الفرنسية، النقطة الأكثر إشارة ل "واعلو" باعتباره استفاد من منصبه الوزاري، حينما كان وزيرا للمالية، إذ كان يشغل حينها، وظيفة مُستشار للشركة الفرنسية المذكورة، وبالتالي، مُساهمته في تمرير الصفقة المذكورة، حيث قال الصحافيان الفرنسيان "نيكولا بو" و"كاترين غراسيي" أن والعلو استفاد من ربح شركة "فيفاندي" لصفقة شراء أغلب أسهم اتصلالات المغرب.

واليوم ليس خافيا أن "والعلو" يرقد على الملايير جراء، المناصب العديدة التي تقلب فيها، وهو ما جعله، يبتعد كثيرا عن "ثقافة" الأصل الاجتماعي المتواضع، الذي جاء منه أول مرة، وثمة واقعة تُفيد ذلك، حيث يحكي شاهد عيان أن "والعلو" كان في زيارة عائلية لأخيه، بأحد أفخم أحياء العاصمة، حين اعترضه بستاني، بيت أخيه وسلمه رسالة، تضمنت طلبا بتوظيف ابنه المجاز العاطل، غير أن المُفاجأة كانت أن البستاني فقد عمله.

مؤلفاته

بدأ فتح الله ولعلو ينشر سنة 1958 بجريدة الشباب، كما نشر كتاباته الاقتصادية بمجموعة من المنابر. لفتح الله ولعلو الكتب الآتية:[4]

  • الاقتصاد السياسي: جزءان، البيضاء، دار النشر المغربية، 1970- 1973.
  • الاقتصاد العربي والمجموعة الأوربية، البيضاء، دار النشر المغربية، 1980.
  • L'Assistance étrangère face au développement économique du Maroc, Casablanca, Ed.

Maghrébines, 1968.

  • Le Tiers- Monde et la troisième phase de domination, Casablanca, Ed. Maghréhines, 1974.
  • La Pensée socio - économique d'EMAKRIZI, Rabat, Ed. BESM, l977
  • Propos d'économie marocaine, Rabat, SMER, 1980.

مراجع

  1. ^ الرباط: فتح الله ولـعـلو عمدة للرباطيين وأحرضان يفقد العدوتين بوابة وجدة، تاريخ الولوج 1 أغسطس 2010
  2. ^ انتخاب فتح الله ولعلو رئيسا لمجلس مدينة الرباط فضاءات، تاريخ الولوج 1 أغسطس 2010
  3. ^ مصطفى حيران. "كيف يغتني السياسيون المغاربة؟". هسبريس.
  4. ^ فتح الله ولعلـو اتحاد كتاب المغرب، تاريخ الولوج 1 أغسطس 2010

قالب:بوابة المغرب1 قالب:مشروع ويكي المغرب