غزو الجزائر (1775)

غزو الجزائر
جزء من الحروب الاسبانية على الساحل البربري
Plano ideal de la Ciudad de Argel.jpg
خريطة الهجوم الاسباني على الجزائر في 1775
التاريخ8 يوليو 1775
الموقع
النتيجة نصر جزائري حاسم
المتحاربون
داي‌ليك الجزائر اسبانيا
توسكانيا
القادة والزعماء
محمد عثمان
صلاح بك
ألخاندرو أورايلي
جون أكتون
القوى
الحرس الشخصي للداي:
~4,000 فارس
بايليك القسنطينة:
~15,000 هجانة
بايليك وهران:
~4,000 مشاة
بايليك تيتري:
~10,000 مشاة
20,000[1]
7 سفن الخط
12 فرقاطة
27 زورق مدفعي
5 هلك
9 فلوكة
4 زوارق هاون
7 galleys
3 سفن حربية أصغر
230 ناقلة[2]
الضحايا والخسائر
300 قتيل وجريح[3] 500[4]-800 قتيل[5]
2,000 جريح[6]
2,000 أسير[7]

غزو الجزائر كانت محاولة برمائية ضخمة وكارثية في 8 يوليو 1775 قامت بها قوة مشتركة اسبانية و توسكانية للاستيلاء على مدينة الجزائر، عاصمة الجزائر العثمانية. الهجوم البرمائي قاده الجنرال الاسباني ألكسندر أورايلي والأميرال التوسكاني السير جون أكتون، على رأس إجمالي 20,000 رجل على متن 74 سفينة حربية من مختلف الأحجام و 230 سفينة نقل تـُقِل الجنود للغزو. القوات الجزائرية المدافعة كانت تحت إمرة بابا محمد بن عثمان. الهجوم أمر به ملك اسبانيا، كارلوس الثالث، الذي كان يحاول أن يستعرض أمام دول الساحل البربري القوة العسكرية المجدَدة بعد التجربة الاسبانية الكارثية في حرب السبع سنوات. كما عنيَ الهجوم عرض أن اسبانيا سوف تدافع عن جيوبها المغربية ضد أي هجوم عثماني، وتقليص نفوذ دول الساحل البربري في البحر المتوسط.

انطلقت القوات الاسبانية من قرطاخينا في 1775 وأبحرت باتجاه الجزائر. وعلى الساحل، بالقرب من المدينة، أمر أورايلي القوات الاسبانية بالهبوط على الشاطئ والاستيلاء على المدينة، بينما كانت السفن الحربية الاسبانية والتوسكانية تحمي قوارب الإنزال المقتربة من الساحل. إلا أن الإبرار كان معيباً منذ البداية، إذ أن المنطقة التي اختارها الاسبان للهبوط لم تكن هي تلك التي اتجه إليها قادة قوارب الإنزال. موقع الإنزال الفعلي كان غير مناسباً على الإطلاق لإنزال المدفعية الثقيلة التي كان من المخطط أن تقصف أسوار مدينة الجزائر، مما أدى إلى انغراس معظم المدافع في الرمل المبتل وهو ما أسفر عن غيابهم عن المعركة. بالرغم من ذلك، هاجمت القوات الاسبانية نظيرتها الجزائرية، التي اتجهت للانسحاب إلى مواقع داخل البر. اختار الاسبان تعقب الجزائريين، إلى أنهم ساروا إلى مصيدة محكمة بعناية مما كبد الاسبان خسائر هائلة، ففقدوا ربع إجمالي قوتهم بالمقارنة بالخسائر الخفيفة في الجانب الجزائري. باضطرار الاسبان للانسحاب إلى قواربهم المنتظرة أمام الساحل، انتهى الهجوم بفشل ذريع فأصبحت الحملة لطمة مهينة للجيش الاسباني المعاد تنظيمه.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

كانت القوات المسلحة الإسپانية قد خضعت لمشروع تطوير ضخم تحت الإشراف الشخصي لملك إسپانيا، كارلوس الثالث. وقد جاء ذلك في أعقاب الهزيمة المذلة لإسپانيا في حرب السنوات السبع، حيث أعلن كارلوس الحرب على مملكة بريطانيا العظمى دعماً لحلفائه التقليديين البوربون، مملكة فرنسا، في 1762. إلا أن هاڤانا ومانيلا، عاصمة الامبراطورية الاستعمارية الإسپانية في الأمريكتين وآسيا، قد استولي على كلتاهما بسرعة من قِبل البريطانيين ووالغزو الكارثي للپرتغال تم صده. كل هذا جعل كارلوس يوقن أن القوات الإسپانية تحتاج إصلاح شامل لكي تكون فعالة في أي حرب في المستقبل. وكانت إسپانيا في ذلك الوقت تحتفظ بعدة جيوب خارجية على ساحل المغرب، بالرغم من أنهم كانوا دوماً مهددين بهجوم مغربي. كان كارلوس مصمماً على ألا يخسر المزيد من الأراضي بعد فقدان فلوريدا ومينورقة للبريطانيين، وهو منطق مشابه للفتح الإسپاني لكورسيكا.

بعد نجاح القوات الإسپانية في كسر الحصار المغربي على المدينة الواقعة تحت السيطرة الإسپانية عام 1774، قررت حكومة كارلوس الثالث إرسال تجريدة بحرية إلى ساحل شمال أفريقيا، كما كان مصمماً أن يثبت للسلطان محمد الثالث أن إسپانيا لن تتراجع عن تصميمها على التمسك بجيوبها المغربية. كان هدف إسپانيا هو احتلال الجزائر. ميناء رئيسي يفترض أنه معرض للخطر، وقلب الجزائر العثمانية النابض. كانت التجريدة تحت قيادة ألخاندرو أورايلي، ضابط أيرلندي دخل الخدمة العسكرية الإسپانية في ريعان شبابه، كواحداً من الشتات العسكري الأيرلندي. كان لأورايلي تاريخاً عسكرياً مميزاً في خدمة إسپانيا. كرئيس للحرس الملكي عام 1765، قام بصفة شخصية بحماية الملك شارل الثالث من محاولة اغتيال. في أعقاب حرب السنوات السبع، تسلم هاڤانا بنفسه عنما أعادها البريطانيون إلى إسپانيا بعد معاهدة پاريس عام 1763. كما قام بسحق تمرد قام به المستوطنون الفرنسيون في لويزيانا عام 1768 بعد أن نُقلت المنطقة من فرنسا إلى إسپانيا عام 1763، بموجب معاهدة پاريس أيضاً. في قيادة العنصر البحري للبعثة كان الأدميرال الإسپاني پدرو گونزاليس دى كاستيجون، حيث قاما بتخطيط وتنظيم فرقة عمل بحلول أواخر الربيع لتنفيذ الغزو.[8]


المعركة

پورتريه السير جون أكتون، منسوبة إلى إمانوِلى ناپولي.


التبعات

على الرغم من أن إصلاحات كارلوس الثالث بشكل عام للجيش الإسپاني ستستمر لتعزيز مكانة بلاده وفعاليتها العسكرية في الحروب المستقبلية، إلا أن الاستعدادات الضعيفة لأورايلي والقيادة غير الفعالة جعلت الجيش الإسپاني محل استهزاء. كانت هناك عدة أسباب للهزيمة الإسپانية: في حين أن القوات الجزائرية لديها معلومات استخبارية مفصلة عن الإسپان، لم يكن لدى الإسپان معلومات عن قوة أو مواقع القوات الجزائرية، كانت غالبية القوات الإسپانية تتكون من جنود تم تجنيدهم مؤخراً ذوي تدريب محدود في حين أن الجزائريين بينهم الكثير المحاربين المخضرمين، واجه الجزائريون الإسپان بقيادة موحدة، في حين كان لدى أورايلي وقائد السفن الإسپانية العديد من الخلافات وعانوا من نقص الاتصالات. أدت العلاقة العنيفة بين أورايلي ومختلف الأدميرالات الإسپان إلى نقص استثنائي في التخطيط والتنظيم المتماسكين، مما أدى بدوره إلى أن يظل أورايلي بدون أدوات وأسلحة غير كافية. أثبت أورايلي عدم قدرته على تنسيق العناصر المتنوعة لقواته. أجبر السخط الشعبي على الهزيمة المهينة في الجزائر العاصمة كارلوس الثالث على إنقاذ حياة قائده من خلال إبعاده وتكليفه بمهام في المستعمرات النائية التابعة للإمبراطورية الإسپانية.[9]

غيرت التطورات الجديدة الوضع الاستراتيجي عندما عين الامبراطور كارلوس كونت فلوريدابلانكا وزيراً للخارجية عام 1777. مع إشرافه على الشؤون الخارجية لإسپانيا لمدة خمسة عشر عاماً، أصبح فلوريدابلانكا من أكثر الموظفين المدنيين احتراماً وتأثيراً في الامبراطورية الإسپانية. على الرغم من محاولة الغزو الفاشلة، وقعت إسپانيا والمغرب عام 1780 معاهدة صداقة في سلام أرانخويز عام 1780. وأدرك محمد الثالث أن مصالحه الخاصة في الجزائر العثمانية لن تكون ممكنة إلا إذا كان لديه دعم إسپاني.[10] عام 1785، أظهر السلطان مدى نفوذه في الجزائر من خلال رعاية معاهدة بين إسپانيا والجزائر العثمانية بعد أن حاول الإسپان قصف الجزائر مرتين باستخدام أسطولهم، فشل القصف الأول فشلاً ذريعاً وأدى القصف الثاني إلى انتصار حاسم للإسپان.[11] الآن، انخفضت حدة التوترات التي كانت تواجهها إسپانيا بشكل متكرر على امتداد الساحل البربري بفضل الدبلوماسية الماهرة لفلوريدابلانكا، على الرغم من أن تجارة الرقيق البربرية استمرت بلا هوادة، وخاصة الآن بعد أن أصبح الإسپان لا يشكلوا تهديداً لمركز التجارة. يُترك الآن لدول أخرى مثل المملكة المتحدة، هولندا والولايات المتحدة للتعامل مع الجهاد البحري وإنهاء العبودية هناك. حاربت الولايات المتحدة وانتصرت في حربين ضد الدويلات البربرية، وكسبت شهرة من البابا. في عام 1816 ، قامت قوة أنگلو-هولندية مشتركة بقصف الجزائر في محاولة لوضع نهاية لتجارة الرقيق في الجزائر العاصمة، عملت البحرية الملكية والبحرية الهولندية بانسجام. انتهت تجارة الرقيق البربرية إلى الأبد عندما غزت فرنسا الجزائر أخيراً في عام 1830.

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ Jaques p. 34
  2. ^ Jaques p. 34
  3. ^ Kaddache, p. 446
  4. ^ Jaques p. 34
  5. ^ Houtsma p. 259
  6. ^ Jaques p. 34
  7. ^ Wolf p. 322
  8. ^ Powell pg 886
  9. ^ Powell pg 886
  10. ^ Powell pg. 886
  11. ^ Wolf p. 323-4


المراجع

  • Hull, Anthony H. (1980). Charles III and the Revival of Spain. University Press of America. ISBN 0819110213.
  • Powell, John (2006). Great Events from History: The 18th Century 1701-1800. Salem Press. ISBN 9781587652790.
  • Wolf, John B. (1979). The Barbary Coast: Algiers Under the Turks, 1500 to 1830. Greenwood Publishing. ISBN 0393012050.
  • Jaques, Tony (1979). Dictionary of Battles and Sieges: A-E. Greenwood Publishing. ISBN 978031333536-5.
  • Houtsma, Martijn T. (1913). First Encyclopaedia of Islam. Brill Ltd. ISBN 9004097961.