غراميات ابن عمار

من قصيدة رومانثي ابن عمار

غراميات ابن عمار أو رومانثي ابن عمار (بالإسبانية: Romance de Abenámar) هي قصيدة من الرومانثيرو القديم [1]، تصنف في إطار ما يسمى بشعر التخوم (بالإسبانية: Romance fronterizo)‏[2]

وهذه القصيدة أشهرها على الإطلاق، وتبدأ ب Abenámar‚ Abenámar أي “ابن عمار، يا ابن عمار”، تعد من روائع الأدب الإسباني، وتتميز بجاذبية لكونها اعتمدت التصوير المشهدي للحوادث، والحوار التراجيدي الحزين، في رصد الأحداث المرتبطة بمدينة غرناطة، آخر قلاع المسلمين بالأندلس، تدور أحداث القصيدة حول ملك أندلسي، يوسف الرابع، الذي سلم صلاحياته للملك الإسباني دون خوان الثاني، مقابل الحماية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تاريخ وتأليف القصيدة

يعود تاريخ هذا الرومانثي لسنة 1431م. وينسبها المؤرخون إلى شاعر غرناطي يتقن الإسبانية ويجيد الشعر العربي، يقول المؤرخ والمستشرق خوان فيرنيت:

هي من نظم مسلم غرناطي كان على اطلاع جيد على الشعر العربي. ويتقن القشتالية، وقد استلهم من واقعة حصلت عام 1431م/834هـ، عند انتقال الأمير الملكي النصري، ابن الأحمر، إلى صفوف خوان الثاني، قبل معركة هيكويرويلا بأربعة أيام.[3]


محتوى وتركيب القصيدة

تتناول القصيدة رغبة الملك دون خوان الثاني في السيطرة على غرناطة وضمها لمملكته، ويدخل في حوار مع ابن عمار، الذي يتفاوض معه من أجل إقناعه بفك الارتباط بمدينته الجميلة وتسليمها له، وجاء في مطلعها (مع ترجمة تقريبة) :

Cquote2.png Abenámar‚ Abenámar‚ ابن عمار، يا ابن عمار،

Moro de la morería‚ مسلمُ من حَيِّ المسلمين،

El día que tú naciste اليوم الذي وُلدتَ فيه،

Grandes señales había! بزغت علامات عظيمة،

Estaba la mar en calma‚ كان البحر هادئًا،

La luna estaba crecida والبدر مكتملاً.

Cquote1.png


إعجاب الملك الإسباني وانبهاره بهذه المدينة يبدو واضحا من خلال استدعاء عناصر الطبيعة والثروات التي تزخر بها، وأهم معالمها كجنة العريف وأبراج برميخاس. ورد ابن عمار وتعهد فيها بقول الحقيقة كونه إنسان شريف وذو كرامة، ابن مسلم وأم مسيحية، التي أوصته منذ طفولته بتجنب الكذب، فكان صريحا في وصف مهندس تلك المعالم الشامخة: كان يتقاضى مئة دوبلاس في اليوم الذي يعمل فيه، ويخسر نفس العدد في اليوم الذي لا يعمل فيه.[4]

في الشق الثاني يترك الملك الإسباني ابن عمار، وينتقل للحوار مع مدينة غرناطة مباشرة، ويقترح عليها أن تتزوج به كما يتزوج الرجل المرأة، ويقدم لها المهر والصداق:

Cquote2.png Si tú quisieses‚ Granada‚ غرناطة، إن شئتِ

Contigo me casaría; اتخذكِ لي زوجة

Daréte en arras y dote سأعطيكِ قرطبة وإشبيلية.

A Córdoba y a Sevilla. كمهر وصداق

— casada soy‚ rey Don Juan‚ إني ذات بعل يا دون خوان

Casada soy‚ que no viuda; متزوجة أنا، ولست بأرملة،

El moro que a mí me tiene فالمسلم الذي يملكني

Muy grande bien me quería. حُبه لي عظيمُ.

Cquote1.png


ربطه بين المدينة والمرأة واعتبارها عروسا يظفر بها الذي يستحقها، هو موضوع له جذور في الشعر الأندلسي كالذي قاله المعتمد بن عباد في غرناطة:

«غرناطة، ما لها نظير ما مصر! ما الشام! ما العراق! *** ما هي إلا العروس تُجْلـى وتلك من جملة الصداق.»

مراجع

  1. ^ ازدهرت في إسبانيا في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين، صنف من الشعر يطلق عليه “الرومانثيرو” Romancero، وهو عبارة عن قصائد شعبية مجهولة الكاتب، تنتقل من جيل إلى جيل عن طريق المشافهة، وتصنف ضمن الأغاني الشعبية التي كانت تُغَنى وتَتَرَدَّد على ألسنة العامة في المناسبات والحياة اليومية
  2. ^ شعر تاريخي يرصد الأحداث والوقائع التاريخية، يمزج فيها بين ما هو خيالي وما هو واقعي، انتشر هذا النوع من الشعر في فترات حروب الاسترداد بين المسلمين والمسيحيين الذين كانوا يخوضون حروبا لا هوادة فيها للسيطرة على المدن والبلدات والممالك، وذلك في الفترة التي سبقت سقوط الأندلس
  3. ^ فضل الأندلس على ثقافة الغرب، خوان فيرنيت، نقله عن الإسبانية: نهاد رضا، قدم له ووضع حواشيه: فاضل السباعي، الطبعة الأولى: حزيران/ يونيو 1997، ص: 431.
  4. ^ من روائع شعر الحدود في الأدب الإسباني د. عيسى الدودي، تاريخ الولوج 14 ديسمبر 2012
الكلمات الدالة: