علاج نفسي

دكتور / عبد الستار ابراهيم محمـد
ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال

حالـة :

قررت أخيراً، وبعد تردد طويل، أن تذهب الى الطبيب النفسى. وهى في حالة حادة من القلق والخوف، والاكتئاب الذى يتزايد يوماً بعد يوم .

وتبلورت شكواها عند الطبيب من حالة خوف مرضى " فوبيا " من الأماكن المغلقة والضيقة Claustrophobia يصيبها الجزع وتوشك على الإغماء، وتهن أعصابها هوناً شديداً عنمدا تجد نفسها في مكان مغلق أو ضيق وانتهى بها الأمر في النهاية الى الامتناع عن ركوب المواصلات، أو الذهاب الى السينما، أو الدخول الى الاكشاك العامة لعمل التليفونات. وحتى الامتناع عن القيام بالواجبات الحيوية التى تتطلب منها الدخول الى حمام المنزل.

يقول الدكتور جود مارمر بكاليفورنيا تعليقاً على هذه الحالة : لقد كان المنهج المفضل في علاجها - منذ خمسة عشر عاماً أو يزيد - أن تستلقى المريضة على أريكـة التحليل ثلاث أو أربع مرات كل اسبوع لمدة تتراوح بين ثلاثة أو خمسة أعوام. وينتهء العلاج في النهاية ، بعد أن تكون قد استنفذت ما يقرب من 30 ألف دولار أو يزيد، وبعد تتبع، أو استقصاء شامل لكل ظروف حياتها منذ أن كانت طفلة.

وربما يكتشف المعالج في النهاية أن المشكلة ترجع أساساً الى شعور بالعجز، أو افتقار الى ضبط النفس بسبب علاقات تمتد بجذورها الى فترة الطفولة - بام مستبدة، أو أب بليد غير مكترث، أو أى شئ من هذا القبيل .

والآن :

أما الآن فإن هناك أساليب جديدة للعلاج النفسي يمكن أن تساعد على شفاء هذه المرأة تماماً بعد زيارة للمعالج مرة أو مرتين في الاسبوع ولمدة ستة شهور، أو أقل، وبقليل من النفقات، ودون الاستلقاء على الأريكة، أو دخول في ذكريات الطفولة، واستقصاء اللاشعور. بعض الطرق المستخدمة في الأساليب الحديثة : وتلتجىء هذه الأساليب الى طرق مباشرة أى يكون اهتمامها على الشكوى، أو المرض في اللحظة الراهنة، هنا - والآن : هذا هو المنطلق الاساسى لنظريات العلاج الحديثة . وقد تستخدم بعض أساليب التحليل النفسى في علاج المريضة خاصة لاكتشاف بداية تكون المرض. وتشجيع المريضة على مواجهة نواحى ضعفها. ولكننا بجانب هذا قد نعرض المريضة تدريجاً، تدريجاً لأماكن مغلقـةز تبدأ اولاً بالأماكن التى لا تستثير إلا قدراً قليلاً من الخوف (كمنازل الأقارب أو الأصدقاء ) ثم الانتقال بها بنفس التدريج الى الاماكن التى تستثير القدر الاكبر من الخوف والجزع. وبالطبع لا يتم ذلك في يوم أو اسبوع أو شهر واحد .. وانما على مدار فترة العلاج .. حتى يرسخ الاطمئنان في موقف وراء الآخر .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عقم التحليل النفسي الفرويدي

لقد ظلت مفاهيم التحليل النفسي تسيطر على مدارس الطب النفسي العلاجي ردحاً طويلاً من الزمن. والحقيقة أن التغير من أساليب فرويد الكلاسيكية الى الأساليب الحديثة المعاصرة من العلاج يعتبر في نظر الكثير من العلماء نقطة تحول خطيرة بل أن بعضهم يعتبره ثورة حقيقية في أساليب العلاج النفسى عملت على تحرير طاقاته من عقم قاتل. يقول أحدهم : " ان التحليل النفسى قد مات فعلاً ، ولم تعد تلك هى المشكلة انما المشكلة أن نواجـه حياتنا بمفاهيم متحررة من علم قد حوطته الاكفان " . وفى أحسن الأحوال، نجد أن الاطباء النفسيين المعتدلين ينظرون الى التحليل كأداة من أدوات عدة يمكن للطبيب النفسى أن يتسلح بها في مواجهته للمرض .


الحرب العالمية الثانية كبداية للتحول

ويعود هذا التطور في نظر الاطباء النفسيين الى المرحلة السابقة على الحرب العالمية الثانية. عندما اضطر الأطباء النفسيون الى ابتكار أساليب تساعد على اقتصاد الجهـد والوقـت في فــترة الحـرب . ومنذ ذلك اليوم أصبحت هذه الأساليب تمثل قوة حقيقية في مواجهـة الأساليب التحليليـة التقليدية. وأمكنها بالفعل أن تقدم مساهمتها في علاج الكثير من المشكلات، والأمراض التى تغطى مجالات مختلفة منها حالات القلق والاكتئاب والشعور بالوحدة والبرود الجنسى عند المرأة، والعجز الجنسى ( العنـه ) عند الرجل ... الخ. وباختصار أمكن علاج كثير من الحالات المرضية التى كان يبدو ان الاسلوب الوحيد الذى ينجح فيها هو اسلوب التحليل النفسى ولكن بفوائد عملية أكثر : قليل من الوقت، وقلة من النفقات وقلة من الجهـد وفاعليـة تامـة في العلاج.

وماذا نسمى الأساليب الجديدة

وتسمى الأساليب الجديدة للعلاج النفسى باسماء مختلفة منها : العلاج السلوكى، أو علاج الواقع والعلاج البيولوجى، وتحقيق الانسان لذاته، والعلاج التشريطى، والعلاج الدينامي، وتدريب الحساسيةن أو العلاج عن طريق مواجهة المرض .

وما الذى يميز هذه الأساليب ؟ : ويختلف الطبيب النفسى الحديث عن المحلل الفرويدى في أنه يهتم بشكل الأعراض بصورته الراهنة كما يشكو منها المريض ( مثلا الاكتئاب، أو العجز الجنسى، أو الخوف المرضى) لا توجـد تفسيرات قديمة للمرض، لا يوجد رجوع بالمريض الى حالات الصدمات الانفعالية فـى مراحل الطفولة كما لا يوجد استلقاء على الاريكة في محاولة لاستجلاب ما هو خفى في اللاشعور. ولا يوجد عودة بكل مرض الى لا شعور جنسى مكبوت.

تطوران آخـران

ويتمشى مع هذا التطور في الاسلوب تطوران من نوعين مختلفين. أحدهما يظهر في الابتعاد عن علاج المريض وحده - في الجلسة العلاجية - والالتجاء بدلاً من هذا الى اسلوب المجتمع العلاجء الذى يظهر فيه مع المريض في الجلسة العلاجية الزوج، أو غيره من الاشخاص الذين يمسهم موضوع توافق المريض .

لماذا هذا التطور ؟

وينبع كثير من هذه التطورات بسبب التطور الثقافى للأطباء النفسيين، والجمهور العام معاً. وربما تكون الثورة على تقاليد التعبير الجنسى التى أخذت تجتـاح المجتمعات الأوربيـة ذات سـبب ما .

اللاشـعور الجنسى ومتى كان هاما ؟

فالتأكيد الفرويدى على اللاشعور الجنسى كحجر الزاوية في الكثير من المشكلات الانسانية، كان مفيداً منذ أول ظهوره، فقد كان المجتمع البراجوازى الذى عاش فيه فرويد يعمل على قمع كل ما يختص بالجنس من مشاعر أو نقاش علنى .

ولكن لعل أعظم مأثرة قدمها المحلل النفسى - فيما يرى أحد علماء النفس - هى أنه استطاع أن ينقل المريض النفسى من المنزل الى المصحة العقلية. وبسبب فرويد توقف الناس عن امتهان المريض العقلي، وبدأوا يعاملونه كأى انسان مريض. ومع هذا فحتى هذه القيمة اصبحت الان محدودة المدى إذ بدأنا ندرك الان أن هناك عدداً ضئيلاً جداً من الناس مرضى حقيقة وكليـة بالمعنى الطبى النموذجى .

لا يوجد إنسان مريض كليـة

ان كثيراً من المرضى الذين يذهبون الى الطبيب النفسى لطلب المساعدة أناس أسوياء بمعنى عام، ولكن لديهم مشكلات خاصة في التوافق، فإذا عاملتهم كأناس مرضى فإنك ستمنحهم بهذا " شماعة " يعلقون عليها أخطاءهم كالاضطراب العضوى الذى أصيبوا به، أو الاباء الذين أوصلوهم الى هذه الحالة .. وكان لسان حالهم يقول : " أنها ليست غلطتى. ولا أستطيع أن أفهل شيئاً حيالها " .

انك تمنحهم فرصة يهربون فيها من تحملهم للمسئولية فضلاً عن أنهم يلقون بهذا عبء العلاج على المحلل، أن عليك دائماً أن تقطع عليهم هذا الطريق الذى يجنبهم مسئولية مساعدة الذات. أن كثيراً من الناس خاصة التعساء منهم يحبون العيش في عالم من الحلم. والمحلل النفسى بأسـاليبه التقليدية لا يحذرهم من هذا، بل يساعدهم على ذلك، فهو يطلب من المريض أن يستلقى وأن يحلم وأن يتوهم وهو بهذا يبعد المريض عن مشكلته بدلاً من أن يرغمه على مواجهـة مشكلته في داخل اطار الواقع اليومى الذى يحياه.

علاج داخل المجتمع

ولهذا فإن أسـاليب العلاج الحديثـة بدأت تبتعد عن العلاج في داخل المستشفى نحو علاج في داخل مجتمع للصحة العقليتة حيث يشاهد المريض وهو يتعامل مع واقعـه ، ويوجـه للتعامل مع هذا الواقع دون أن يكون باحثاً عن العلاج أو هارباً منه . وهناك فائدة أخرى نجنيها من العلاج بعيداً عن المستشفى - وبعيداً عن الاريكة التحليلية - هى ابقاء المريض في بيئته الطبيعيـة، وبالتالى التخفيف من حدة قلقه، والتقليل من مشكلات اعادة التوافق عندما يعود الى التعامل مع الواقع الخارجى بعد فترة العلاج.

ان العلاقة في جلسات التحليل النفسى تكون علاقة شخص بشخص ( أى المحلل والمريض) وهذه العلاقة علاقة تعسفية وغير واقعية إذ قليلاً ما يتصرف الناص بهذه الطريقة في العالم الخارجـى .

ان الأريكة - نفسها - رمز للعزلة ، والوحدة التى يفرضها المحلل النفسى على مريضه. فبهذا الموقف يساعد المحلل المريض على أن يواجه منعزلا نفسه، وغيره من الناس والأشياء.

وعلى هذا فإذا ذهب المريض الى الطبيب يشكو من الاكتئاب، والشعور بالوحدة وهو مع أصدقائه وبين أفراد أسـرته فإننا لن نصل الى علاج حقيقى لهذه المشاعر من مجـرد الاستلقاء على اريكة وثـيرة الصنع .

ما البديـل ؟ : والبديل لهذا أن يتحدث الطبيب الى المريض ويواجهـه وربما في وجود الزوجـة، أو بوجود بعض الناس الآخرين وأن يحدثـه في هذا الموقف من الخصائص الشخصية التى نجعل الناس ينعزلون عنه وينفـرون منه .

وقد يطلب منه مثلاً أن يخفف ميله الى السخرية غير المرحـة دون اهتمام بما أدى به الى هذا الاسلوب من خبرات طفولية مبكرة .

ان الدكتور " وليم جلاسر " - وهو من أحد الاطباء النفسيين المحدثين - ومؤسس ، ومدير مركز علاج الواقع بلوس أنجلوس يقول " ان المحلل النفسى قد يظن نفسه بأنه عالج مشكلة مريضة في حجرة التحليل. ولكن علينا ألا نتصور أن المريض يمكن أن يقضى حياته بأكملها في داخل هذه الحجرة .

ويتساءل متعجبا : ما الذى يحدث للمريض عندما يعود الى زوجته وجيرانه؟ أنه إذا لم ينجح هنا فلا نجاح على الاطلاق، ان مشكلته اذن قائمة كما هى، ولعل هذا هو السبب الذى يجعل من التحليل النفسى اسلوباً غير ملائم في مواجهة الحياة الواقعية.

وبسبب الرغبة في مساعدة المريض، ومواجهته بصعوباته الوجدانية في بيئته الطبيعية يجمع المعالج النفسي بين المريض، والأقران، وغيرهم في الجلسات العلاجيـة .

فى الوقت الذى لا زال فيه المحلل النفسى - حتى الآن - ينظر الى أن شكلاً من أشكال الاتصال الشخصى بالمريض على أنه نوع من انتهاك نقاء العلاقة التحليلية.

ويدرك - الآن - الأطباء النفسيون أن أقران المريض وزوجته وأصدقاءه يمكن أن يقدمـوا نواحى مختلفة من المعرفة بالمشكلة، لا يستطيع ان يقدمها الطبيب وحده في مدة شهور، ووجود هؤلاء " الخارجين " يساعد على ابراز استجابات عدة عند المريض لم يكن من الممكن ظهورها دون وجودهم أو بوجود المعالج وحده.

ولعل هذا ما يفسر الانتشار المفاجئ لعيادات علاج جنس في الولايات المتحدة أمكن تنظيمها بحيث تتبع اسلوباً علاجياً يعتمد على الجمع بين الزوجين معـاً في الجلســــات العلاجيـة .

جلســات المواجهـة : كما انتشرت أيضاً جلسات المواجهـة، وجلسات العلاج الجمعى بناء على هذا التحقق من أن فاعليـة الإنسان تتحقق في داخل المجموعـة وليس كفرد منعزل. وعلى الرغم من أن الجماعة قد تعمل على كف أو شل المرضى دون تشجيعهم، فإن غالبية الأطباء النفسيين المحدثين يرون أن مزايا اسلوب العـلاج مع الجماعة أكثر من أخطائه .

العلاج ليس من عمل الطبيب وحده

ويعتقد هؤلاء الأطباء أن الطبيب النفسى لن يحتاج بمرور الزمن الى تدريب طبى كامل لنجاحه في العلاج، ويقوم حالياً الاخصائيون النفسيون الاكلينيكيون، والاخصائيون الاجتماعيون وآخرون من غير المتخصصين بالطب بجـزء أساس في عبء العلاج النفسى من هذا النوع، ومن المعتقد أن هذا الدور سيزيد من فاعلية الطب النفسى عموماً في علاج أنواع متعددة من الأمراض السيكولوجية. إذ سيمكن تناول كثير من الاضطرابات السلوكية أما في الحالات التى يكون فيها المرض راجعاً الى أسـباب عضوية في المخ فإن العبء الأكبر يقع على الطبيب النفسى وحده.

ويشبه الحال هنا الطبيب الباطنى الذى يعالج كثيراً من المرضى الطالبين للعلاج، ولكنه ينصح المصابين بأمراض القلب أن يتجهـوا الى طبيب القلب الممارس ولكن كثيراً من الأطباء المعالجين يقفون - لسوء الحظ - في وجه هذه الدعوة ويرون أن الوقت لا زال طويلاً بحيث يتقاسم فيه الأشخاص من غير الأطباء عملية العلاج النفسى.

ويشير المعارضون لهذا التطور بجزع الى النتائج السيئة التى يمكن أن تحدث عند ممارســة العلاج النفسى من قبل شخص لم يتلق دراسـة منظمـة في الطب البشرى كالأخصائى النفسى والاجتماعى.

ويشـيرون أيضاً الى أن امكانيات التحرر من تعقيدات التحليل النفسى الفرويدى لايجب أن يؤدى الى تبسيطات خطيرة أضرارها أكثر من منافعها .

فضلاً عن هذا فإن التزايد المفاجئ لنظريات الطب النفسى قد يؤدى بشكل صاحب نظرية الى التعلق المتصلب بنظريته، وما تفرضه من أساليب خاصة، متجاهلاً الأساليب الأخرى بما فيها التحليل والتى قد تكون ذات فائدة حاسمة في بعض الأحيان.

ومن زاوية أخرى يرى بعض ممثلى المدارس الحديثة في العلاج أنه بالإلتجاء الى أشخاص من غير المتخصصين في الطب كالأخصائيين النفسيين الاكلينيكيين في جماعة العـلاج النفسـى يعتبر أول خطوة نحو طب نفسى واقعى .

ان كثيراً من الأمراض النفسية ليست طبية، وإنما اجتماعية. بل أن بعض مشكلات الفقر، والبطالة والعنصرية تحتاج لعلاجها الى تغيير في نظام المجتمع أكثر من حاجتهـــا لعلاج طـبى.

ان على الطبيب النفسى ألا يترك المجتمع يلقى على كاهله عبء مشكلاته وفساد بناته، أن مجتمعاً تتحقق فيه العمالة للجميع - مثلاً - يمكن أن يخدم الصحة العقلية أكثر من بيئـة المستشفى أو المصحة بكل أشكال أساليبها العلاجية قديمها وحديثها. وأن العمل مثلاً يمكن أن يؤدى لمريض مصاب بالإنقباض الحاد ( ملانكوليا ) مالا يستطيع أن يقدمه كــل المحللين النفسيين والأطباء في العالم .

الطبيب النفسى والايجابية الاجتماعية

أن على الطبيب النفسى أن يكون ايجابياً اجتماعياً وأن يكون داعية للإصلاح الاجتماعى والقانونى ما أمكن لأنه يعـرف أكثر من غيره ما تلعبـه هـذه العوامل في الصحـة الوجدانيـة للمواطـن .

بل ويذهب الدكتور " ستيبزوك " أكثر من هذا الى الدعوة بضرورة اشتراك الطبيب النفسى في مساعدة مرضاه عند البحث عن عمل أو عند البحث عن اشباع بعض الاحتياجات، وقد قام هو شخصياً بمساعدة مرضاه على وجود أعمال، والتخطيط معهم لشراء بعض الاحتياجات المادية. وكان يساعد مرضاه من التلاميذ الصغر في القيام بالأعمال المدرسية بنجاح.

يقول " ستيزوك " : ربما يعترض بعض زملائى من الأطباء على اسلوبى في العلاج بأنه ليس " طباً نفسياً " . ولكننى أبادر فأقول بأن الطب النفسى معناه مساعدة الناس على حل مشكلاتهم الوجدانية ومسبباتها بكفاءة. فإذا كان التلميذ يكره مدرسته او زملاءه فإننى بمساعدته على استذكار دروسـه أدفعـه لتكوين علاقات حب بأساتذته وزملائه وهذا أكثر فاعلية مما لو استخدمت أريكة تحليليـة لعشرات الساعات.

ان الصحة العقلية ليست عملية توازن غامض بين رغبة في السعادة الكاملة، وعقل مريض معذب، أن الصحة العقلية ما هى الا قدرة على التكيف مع مجتمع معقد التركيب. وأنك لا تحتاج الى طبيب باريكة وثيرة، ولغـة متفقـة لمساعدته على التكيف أن ما يحتاج اليـه فقط هو تنشيط لهذه القدرة.

الكلمات الدالة: