عزيز أباظة

عزيز أباظة
Aziz Pasha Abaza عزيز باشا أباظة.jpg
عزيز أباظة
وُلِدَ(1898-08-13)13 أغسطس 1898
توفي11 يوليو 1973(1973-07-11) (aged 74)
الجنسيةمصري
المهنةشاعر وسياسي وكاتب

عزيز باشا أباظة (13 أغسطس 1898 - 10 يوليو 1973م) شاعر مصري كبير، ويعد رائد الحركة المسرحية الشعرية بعد أحمد شوقي. وكان المدير الأسبق لعدة أقاليم منهم القليوبية والمنيا وبورسعيد وأسيوط. اتسم هجومه على جمال عبد الناصر، بعد وفاته، وعلى اليساريين بالبذاءة والفحش،

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة

ولد "عزيز أباظة" بالربعماية مركز منيا القمح مديرية/محافظة الشرقية عام 1898 تلقى تعليمه الإبتدائي بالمدرسة الناصرية الابتدائية، وأكمل دراسته في المرحلة الثانوية بالمدرسة التوفيقية بشبرا والمدرسة السعيدية. والتحق بمدرسة الحقوق ونال الليسانس عام 1923 في الخامسة والعشرين من عمره، تمرن على المحاماة في مكتب "وهيب دوس بك" المحامي لمدة عامين ، ثم عمل مساعدا للنيابة فوكيلا للنيابة في مديرية الغربية. وفاز بعضوية مجلس النواب، عمل بوزارة الداخلية مدير التحقيق الشخصية، ووكيلا لمديرية البحيرة عام 1935. وعين مديرا للقليوبية عام 1938 ثم مديرا للفيوم ومديرا للبحــيرة ، ومحافظا لبورسعيد وحاكما عسكريا عام 1942 ، ومنها مديرا لأسيوط لمدة ثلاث سنوات ونال رتبة "الباشوية" أثناء خدمته في أسيوط، وأختير عضوا لمجلس الشيوخ عام 1947. واستقر المقام بالأسرة في القاهرة واختير عضوا في مجلس إدارات شركات مختلفة. وكان سكنه بالقاهرة في حي الدقي ، وفاز بالجائزة التقديرية في الأدب "الشعر" عام 1965. ورحل عن دنيانا في 10 يوليو عام 1973م.


المدير شاعراً

عزيز-اباظة32.jpg

قرض الشعر وهو في العاشرة من عمره ، وطوال عمله بالإدارة إستطاع ألا تكون هاك خصموة بين الإدارة والإبداع ، أحيانا كان يعطي للإدارة ما للإدارة ، ويعطي للشعر ما للشعر، حتى كانت القارعة بوفاة زوجته الحبيبة إلى قلبه وروحه ، فإنبعثت ملكته الشاعرة بتلك "الأنات الحائرة" وإذا الناس يلتفتون إلى هذا الزوج الثاكل المكلوم ، وإذا هو أعظم من زوج ، وأعظم من أخ ورفيق ، ولم يكن من المألوف عندهم أن يسمعوا أو يقرءوا الشاعر يرثي زوجته هذا الرثاء الحار البليغ .. إذا إستثنينا في القدماء جريرا وإبن الرومي ، وفي المحدثين محمود سامي البارودي وفي عصرنا الحديث نزار قباني في رثاء بلقيس ، وكان رحيل زوجته ـ إبنة عمه ، في 29 يونيو عام 1942. وأتم في أسيوط بعد فاجعة الرحيل رواية "العباسة" التي قدمت في دار الاوبرا ، وجاء ديوان كامل لرثاء زوجته وهو "أنات حائرة".

وقد وضع تقرير حصوله على جائزة الدولة التقديرية عام 1965 هذا الديوان في طليعة أعماله: إلى جانب ما أنتجه من الشعر الغنائي الرفيع وفي طليعته "أنات حائرة" الذي يضم نخبة من القصائد الرائعة التي أوحت بها مناسبة فاجعة ، وكان لصدوره في نفوس القراء وعند الشعراء والنقاد صدى بعيد". حتى عندما كان مديرا لبورسعيد والحرب العالمية في عنفوانها وقنابل المحور تتساقط على المدينة من كل جانب كان يخلو لنفسه مع ربة الشعر.

الوفد

يوم وفاة الزعيم الزعيم "مصطفى النحاس" في 23 أغسطس عام 1965 كان "عزيز أباظة" المدير الأسبق لعدة أقاليم .. القليوبية والمنيا وبورسعيد وأسيوط والشاعر الكبير المرشح لإمارة الشعر بعد أحمد شوقي، كان في الإسكندرية ولم يكن في وسعه أن يلحق بجنازة "النحاس باشا" في القاهرة إلا إذا ركب "قطار الصحافة" الذي يقوم في الرابعة وليس به سوى ركاب الدرجة الثالثة ، ولحق بالقطار وركب الدرجة الثالثة ، وتعرف عليه بعض الركاب وأحاطوا به للتحية وللإستفسار عن ظروف ركوبه معهم في الدرجة الثالثة ، وعندما أعلمهم أنه يريد اللحاق بجنازة "مصطفى النحاس" أبدى بعضهم تعجبهم وإعجابهم لأنه لم يسر وراء "النحاس باشا" في حياته ، وحرص على أن يمشي وراءه في جنازته يوم رحيله! وقال الرجل في هدوء: إنه "مصطفى النحاس".

وضعه "الأديب طاهر الطناحي" في روضة "حديثة الأدباء" ذلك هو عزيز أباظة: بلبل من بلابل الأشعار ، وكناري من نوابغ الكناري وتحري اللسان ، مبعد الغناء والألحان ، تتبارى في شعره الأنغام والأناشيد ، فلست تعرف أيها النشيد ، وأيها القصيد؟ .. وهل تغريده بكاء أن بكاؤه تغريد؟ هو ساجع صداح ، يؤثر الليل كما يؤثره هذا الطائر الجميل ، فلا تسمعه بين الناس داعيا لنفسه بغنائه وموسيقاه ، بل يدع الناس يستمعون إليه ويتزاحمون عليه ، ويرتدون الليل ساهرين ، يمتعون أنفسهم وأرواحهم بما يبدع من شعر رائع وفن رفيع. قال الشعر منذ العاشرة من عمره ، وفي كهولته تبوأ مكانه في الطبقة الأولى من شعراء العربية يقول الشعر ويتغنى به بعيدا عن الأنظار ، وإنبعثت ملكته الشاعرة بأناته الحائرة فدوت بين القلوب والأسماع ، وعرفت ما طبع منها في جميع البقاع.

وعبر عن هذه الفكرة بأسلوبه المتميز "الأستاذ العقاد" في تقديمه له في حفل الإستقبال الذي أقامه مجمع اللغة العربية عام 1959: "إهتم بالقدرة ولم يهتم بالتقدير ، فلم يعرف الراصدون هذا الكوكب إلا وهو في برجه الأسمى قد جاوز جانبي الأفق وصعد في سمت السماء". آثر الإنزواء والإنطواء زمنا طويلا ، تلفت الناس فإذا هم يرون عزيز أباظة شاعرا كبيرا ، ولم يك لهم عهد أن يروا مديرا لإحدى مديريات القطر المصري وقتئذ شاعرا كبيرا ، كأنما الشعر حرام على الإدارة والمديرين ، وما بالهم وقد كان مديرا للقليوبية فمديرا للمنيا فحاكما عسكريا لمنطقة القناة ، ومديرا لعاصمة الصعيد أسيوط!

إلى أسيوط

عزيز-اباظة11.jpg

وأسيوط بلد محافظ ينصرف أهلها إلى شئونهم وتنمية أنفسهم وبيوتهم وأولادهم وأموالهم ، يجعلون بينهم وبين حكام إقليمهم أو المشوهرين الوافدين عليهم مسافة في العلاقة معهم ، يقبلون بالمحبة على كل من يأنسون إليه ويأنس إليهم ويرون فيه البذل والعطء دون نفس شخصي ، فكذا كانوا مع "الدكتور السعيد" والد أمينة السعيد الطيب الوطني المشهور ، عندما أعتقل أثناء ثورة 1919 كانوا يحرسون أسرته ويرعون شئونها حتى الصباح ، وهكذا فعلوا مع "عزيز أباظة" مدير الإقليم أحسنوا وفادته لأنه أحسن التعامل معهم ، ذهب إلى أسيوط في أواخر عام 1942 وبقي هناك ثلاثة أعوام ، أحب أهل أسيوط وأحبوه ، الكلمة الحلوة تسبق لسانه. هذه سمة تأسر قلوب أهل الصعيد ، كان مهيب الطلعة فارع الطول أنيق الملبس وعلى وجهه جمال وجلال ، وهذه صفات لها قدرها للحاكم مع المحكومين ، يذهب إلى مكتبه مبكرا في الصباح يباشر أعماله دون تفرقة بين الوافدين عليه ، وبعد العصر يذهب إلى نادي البلدية يجلس بين رواده ولا بأس من الإستماع إلى أحوال البلد من الفئة التي تتردد على النادي. وفي التاسعة مساء يعود إلى بيته ، والناس لا يريدون من الحاكم إلا الدقة في أعماله والإهتمام بما يعن لهم من مطلب ، وقال الآباء إن أسعد أيام أسيوط كانت في عهد عزيز أباظة.

وظل يرتدي البدلة السوداء طوال عامين بعد وفاة السيدة زوجته وهي إبنة عمه في 19 يونيو عام 1942م ، إلى أن خلعها تحت إلحاح أصدقائه الأسايطة "وهيب دوس وحبيب دجوي وكمال نخلة" ، وكانت له علاقات طيبة مع عمدة أسيوط "صموئيل شنودة" وإختلطت بناته مع بنات الأسر الصديقة في أسيوط. وإذا كان له في أسيوط هذه المكانة الطيبة كان له في نفوسنا نحن طلاب المرحلة الثانية في أسيوط والتي بدأت من عام 42 حتى عام 1945 الذي حصل فيه معظمنا على التوجيهية "الثانوية العامة" وبعدها شد أكثرنا الرحال إلى الجامعة بالقاهرة ، كان له في نفوسنا وقع خاص وتقدير مهم. في تلك الأعوام كانت الحركة الوطنية العربية تتصاعد ضد فرنسا وإنجلترا ، وكان الصراع الداخي في مصر على أشده بين الوفد بزعامة النحاس باشا من جانب وبين القصر وأحزاب الأقلية من جانب أخر ، وكان من حظ غالبيتنا من الشباب أن بقينا على الوفاء للوفد وعلى الحب للزعيم مصطفى النحاس على الرغم من الأنواء العاصفة التي كانت تهب على الوفد من الملك ومن أحزاب الأقلية ومن جريدة "أخبار اليوم" ، كان يقود مجموعتنا في تلك الأيام طالب أطول من غالبيتنا قامة ، أخضر العينين يلتهب حماسة في الهتاف للوفد وللنحاس باشا ونحن نحمله على أكتافنا وترتفع حناجرنا بإصرار على الهتاف للوفد والنحاس ، لم يزل إسمه في ذاكرتي "شمس" فرقت بيننا الأيام بعد أن تركنا أسيوط إلى القاهرة .. لعل الأيام تكون قد صنعت به خيرا. كانت مسيرة طلاب أسيوط تبدأ من المدرسة الثانوية ثم مدرسة الأمريكان ثم مدارس وسط البلد وعند ميدان المحطة نتوقف أمام مكتب جريدة المصري ومديره "صادق حبشي" المخلص للوفد ونحييه ونحي الوفد والنحاس باشا .. والهتاف أيضا بحرية سوريا ولبنان ونسير في شارع الهلالي إلى أن تتوقف المسيرة أمام المديرية على النيل. ويهل علينا المدير الشاعر الأنيق والصمت يخيم علينا دون أي كلمة تجرح قدسية هذه اللحظات التي يخطب فيها "المدير الشاعر عزيز أباظة" ونحاول أن نحفظ عباراته البليغة وأبيات الشعر التي يقتبسها من أمير الشعراء أحمد شوقي ، لقد كان – وهو على حق – منحازا لأمير الشعراء "شوقي بك".

كانت أيام

عزيز أباظة22.jpeg

في أسيوط أتم المدير الشاعر رواية "العباسة" التي مثلت في دار الأوبرا وكانت رواية "قيس ولبنى" صدى لوعته وأحزانه لفقد زوجته ، وتم إخراج "قيس ولبنى" قصة مسرحية وشعرا تمثيليا كأحسن ما توضع القصص المسرحية ، وينظم الشعر التمثيلي ، فبلغ الذروة أو كاد. وجال مع أحمد شوقي في هذا المجال. وكان شوقي أستاذا له ورائدا ، عرفه وهو طالب وتأثر به تأثرا شديدا ، و"قيس ولبنى" هي أول مسرحية لعزيز أباظة "كانت أسيوط وشها حلو عليه" وإن كان قد بدأ في "قيس ولبنى" في المنيا إلا أن الأسايطة كانوا يعتزون بأنه نال الباشوية وهو مدير لمديريتهم.

وفي فترة ولايته على أسيوط والحرب العالمية الثانية في شبابها طفت على صدر الأحاديث بمدينة أسيوط حكاية "الخط" .. كان من قرية "درنكة" في حضن الجبل الغربي لأسيوط تطرده الحكومة، ويختفي هو وزملاءه في الجبل الغربي وبين حقول الذرة ، وكثرت الأحاديث والشائعات عنه وعن طغيانه وعن الإتاوات التي يطلبها من أثرياء المدن والقرى على إتساع المديرية ، وكانت بيوت مدينة أسيوط لا حديث لديها أكثر من القصص التي تروى عن "الخط" .. فمن قائل إنه شوهد بسينما أسيوط يشاهد أحد أفلام يوسف بك وهبي. هكذا يدخل السينما ويخرج "ولا تستطيع الشرطة أن تفعل له شيئا" شائعات .. ربما .. وحكايات عن الثروات التي حصلها هو وأفراد شلته ، وحكايات عن الطائرات التي كانت تمسح المنطقة التي يختفي فيها "الخط" إلى أن راحت حكاية حكمدار البوليس الذي قام بالقبض علي والدة الخط وعلى زوجته من قرية درنكة ، وذلك للضغط عليه لتسليم نفسه بعد أن عجزت الشرطة عن مواجهته وسرعان ما راجت حكاية أخرى .. هي أن مدير المديرية الشاعر عزيز أباظة رفض هذا الأسلوب من الحكمدار وأمر بالإفراج عن والدة الخط وزوجته ، وقال عزيز أباظة في إجتماع خاص بمواجهة "الخط" ورجاله يجب أن يمتثل في مواجهة "الخط" بالأساليب الفعالة دون اللجوء إلى الأساليب الإنسانية ، وكان أن حدث بعدها شقاق داخل مجموعة الخط وإنقسام فريق تحت إمرة الرجل الثاني في مجموعة "الخط" يدعى "عواد" ، وتمكنت الشرطة من القضاء على "عواد" في قرية "موشا" القريبة من مدينة أسيوط والقضاء على "الخط" نفسه.

وهنا كانت يلزم تهدئة النفوس الفزعة من جرائم الخط وأفعاله فتقرر عرض جثمان الخط على عربة مكشوفة تمر بشوارع أسيوط ليراها السكان وتهدأ نفوسهم ، وذهبت بين الشبان الذي ذهبوا وعلى رأس شارع بيتنا في أسيوط قدر لي أن أرى جثمان "الخط" وفوجئت بأنه رجل يميل إلى القصر وإلى النحافة وبعيد عن الصورة التي رسمتها له في ذهني. عملاق طويل عريض ممتلئ. أهذا هو الخط الذي دوخ الأمن في جميع أرجاء مديرية أسيوط.

في بيته

كتاب قيس ولبنى لعزيز أباظة. لقراءة وتحميل الكتاب، اضغط على الصورة.
كتاب غروب الاندلس لعزيز أباظة. لقراءة وتحميل الكتاب، اضغط على الصورة.

وتذكر ابنته "عفاف عزيز أباظة" زوجة الكاتب الكبير "ثروت أباظة" أن الشعر كان أول ما سمعوا في البيت: "كنت أرى أبي جالسا بين أخواله وأعماه يقرأ عليهم بصوته الحنون مختاراته من الشعر القديم ، وكان أبي يردد شعر شوقي ويطلب منا أن نردده وأن نحفظه ، فقد كان شديد الإعجاب بشوقي ، شديد التعصب له كان حبه لشوقي جمعه بصديقه "وهيب دوس المحامي".

كان يعلم ذويه السلوك الإنساني ومراعاة مشاعر الآخرين. مرة دعيت إبنته لحضور أحد الأفراح المتواضعة بأسيوط فأوصى إبنته "عفاف" ألا تلبس شيئا من حليها فإن العروس الداعية لا تملك حليا بالمرة.

وكانت عقيلته – رحمها الله – تأتي بمقرئ يشبه صوته إلى حد بعيد صوت الشيخ محمد رفعت يسمى الشيخ "السيد الجـمل" ، وكان عزيز أباظة يطرب للسيدة "أم كلثوم" وكان يدعوها للقاء الناس في كل مديرية كان مديرا لها، واعتادت أسرته الصغيرة أن تحتفل بذكرى زواج "عزيز أباظة" إحتفالا عائليا.

التاريخ والأصدقاء

وكما كان تاريخ إنجلترا عند "شكسبير" وحيه وإلهامه ، كانت تاريخ مصر وحي شوقي وعزيز أباظة ، وهما يستوحان التاريخ الإسلامي والعربي في مسرحياتهم الشعرية ، يكتب شوقي "مجنون ليلى وعنترة وعلي بك الكبير وقمبيز" .. يكتب عزيز أباظة "قيس ولبنى وشجرة الدر وغروب الأندلس" ونراه وقد أشاد بشجرة الدر وهي تشد عزيمة زوجها الملك الصالح نجم الدين أيوب ، وأول مرثاة لعزيز أباظة كانت رثاؤه للشيخ "علي عبد الرازق" إشادة بما لأسرة عبد الرازق من فضل ومآثر على العروبة والإسلام والأزهر ، عام 1971 عندما رحل "الدكتور عبد الرازق السنهوري" كتب "عزيز أباظة" قصيدة في رثائه.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

شهادات منصفة

قال "د. محمد مهدي علام": محمد عزيز أباظة مدرسة الشعر العربي الأصيل. حافظ على عمود الشعر ليس بمقالاته ومحاضراته فحسب بكل بأعماله الفنية سواء في الشعر الغنائي أو الشعر المسرحي ، وكانت له دراسة واسعة باللغة العربية.

وكتب "فتوح نشاطي" في كتابه "خمسون عاما في خدمة المسرح": أراد الجمهور أن يرى "عزيز أباظة" ليحييه وهو رجل متواضع حيي خجول فإعتذر عن عدم الظهور على المسرح ، ولكن "شكري راغب" مدير مسرح الأوبرا أقنعه بأن يذهب بعد الفصل الثالث مباشرة إلى المسرح ليهنئ الممثلين ، وهنا إستجاب عزيز أباظة لتهنئة الممثلين ، ولم يكد يصل إل منتصف المسرح حتى أرتفعت الستار وصفق له الجمهور طويلا. وفي الكتاب نفسه ذكر فتوح نشاطي: لأول مرة في تاريخ المسرح الشعري تضرب "قيس ولبنى" كل الأرقام القياسية في النجاح الأدبي والمادي. ولا بأس قبل الخـتام أن نمس مسرحياته الشعرية: قيس ولبنى والناصر ، وغروب الاندلس ، وأوراق الخريف ، وقيصر ، والعباسة ، وشجرة الدر ، وشهريار ، وقافلة النور.

ثم أسدل الستار

لم يكن يكتب في حجرة خاصة أو على مكتب وإنما كان يكتب على ركبتيه وهو بملابس البيت ، وعكف في أيامه الاخيرة مع صديقه الوفي "أنور أحمد" على جمع ما تفرق من قصائده وجمعا "ديوان" صدر بعد رحيله، وآخر بيت من الشعر وهو مريض بالذبحة الصدرية:

يا منى النفس لا أقول من القلب قلبي فديتك نفسي ذبيح

وأسدل الستار.

أعماله الأدبية

اتسم أسلوبه بالجزالة والقوة والفخامة، له ديوان شعر بعنوان «أنات حائرة» نشره عام 1943 وألف تسع مسـرحيات شـعرية هي:

  • قيس ولبنى - نشر عام 1943.
  • العباسة - نشر عام 1947.
  • الناصر- نشر عام 1949.
  • شجرة الدر - نشر عام 1950.
  • غروب الأندلس - نشر عام 1952.
  • شهريار - نشر عام 1955.
  • أوراق الخريف - نشر عام 1957.
  • قيصر - نشر عام 1963.
  • زهرة - نشر عام 1968.
  • من اشرقات السيرة النبوية (يضم أهم الأحداث التي حدثت عبر السيرة النبوية الشريفة وذلك بصياغة شعرية)
  • ديوان عزيز أباظة، وأصدر بعد وفاته، وضم أربعة دواوين في العاطفة والقومية والرثاء وقصائد أخرى
  • كتاب (أشعار لم تنشر لعزيز أباظة)، أصدرته أبنته عفاف أباظة بعد وفاته ويضم أشعار لم تنشر في أي الدواوين والمسرحيات السابقة
  • ديوان (أنات حائرة)

هجاء عبد الناصر

قال في هجاء جمال عبد الناصر بعد وفاته:

النكسة الكبرى حملت لواءها
كالقائد المغوار عاد مظفرا
ستون ألفاً - ليتني كنت الفدا
على أشلائهم تمشي متبخترا
يا ويح مصر وقد مشيت بروضها
فمحوت يابس أرضها والأخضرا
وياويح التاريخ كيف تفتح صفحاته
لتكون أنت فيها أسطرا
حطمت أقدار الرجال بخسة
وجعلتهم سلعا تباع وتشترى
لا تحسبوا تحت التراب عظامه
أبت المقابر أن تكون له ثرى

الأسانيد

  1. طاهر الطناحي: حديقة الأدباء.
  2. عفاف عزيز أباظة: أبي عزيز أباظة.
  3. فتوح مشاطي: خمسون عاما في خدمة المسرح.
  4. محمد البرعي: شعر وشعراء.
  5. د. مهدي علام: المجمعيون في خمسين عاما.
  6. نوران النجار: شاعر العروبة والإسلام.

المراجع