عديمات الذنب

عديمات الذنب Anura رتبة من البرمائيات صف الفقاريات. تتصف أفرادها بجسمها المتكتل المجرَّد من الذنب، وبطول أطرافها الخلفية التي تسمح لها بالقفز الفجائي والسريع. تمر في تكاثرها، بمرحلة يرقية تعيش حتماً في الماء ولا تغادره إلا بعد جملة من التحولات الشكلية، تسمى الشراغيف قبل أن تصل إلى المرحلة البالغة. وقد ميَّز العلماء منها نحو 4000 نوع، ولازالوا يكتشفون المزيد كلما اكتشفوا مناطق جديدة من العالم.


وهي مجموعة قديمة، تعود أقدم مستحاثة لها إلى الزمن الجوراسي، أي إلى ما بين 144ـ 208 مليون سنة، ويعتقد العلماء أنها ربما نشأت عن حيوانات شبيهة بالسَّمادل[ر: الضفادع المذنَّبة].

ضفدع الشجر

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المعيشة

تعيش معظم الأشكال البالغة من عديمات الذنب قرب الماء، تلجأ إليه للتغذي أو الهرب من الأخطار، وهي تمتاز بجلدها الأملس الناعم، وتحمل أسناناً على فكها العلوي فقط، وأطرافاً خلفية طويلة. تسمى هذه المجموعة بالضفادع الحقيقية وتؤلف فصيلة الرانيدات Ranidae، والتي منها الضفدع Rana temporaria والضفدع الأخضر R.esculenta الذي يمكن أن يصل طوله إلى نحو 12سم.

[ضفدع الجبل]

وبعضها الآخر يقضي معظم وقته على اليابسة، وتمتاز بجلدها الخشن الثؤلولي، وفمها المجرد من الأسنان تماماً، وهي تشكل فصيلة العلجوميات Bufonidae، ومنها ضفدع الجبل Bufo bufo الذي يمكن أن يصل طوله إلى نحو 15سم (الشكل 2). وبعضها الآخر يعيش على الشجر وتؤلف فصيلة الهيليدات Hylidae، التي تمتاز بتكيُّفها للتسلق وذلك بتشكل «وسائد» خشنة على ذرى أصابعها تُمَكِّنُها من التسلق على الأشجار والتثبت عليها، ومنها ضفدع الشجر Hyla arborea الذي لايتجاوز طوله 5 سم ، علماً أن هناك ثماني عشر فصيلة من عديمات الذنب.

الضفدع الأخضر


الوصف

يختلف حجم الضفادع، فأصغرها لايتجاوز طوله، عدا الأطراف، 8.5مم، ووزنه 30 غراماً، وهو يعيش في البرازيل، وأكبر ضفدع يبلغ طوله 30 سم ووزنه 3.2كغ وهو يعيش غربي إفريقيا. ومعظمها لونها رمادي أو أخضر أو أصفر، يمكّنها من التناغم مع الوسط الذي تعيش فيه. لكن بعضها الآخر ذو لون فيروزي (توركوازي) أو برتقالي أو أحمر أو أزرق، وفي كثير من الأحيان توحي إلى مهاجميها أن هذه الضفادع سامة. والواقع أن معظم الضفادع يطلق مادة سامة تفرزها بعض الغدد الموجودة على جلدها، لكن بعض هذه السموم لا يسبب إلا تخرشاً لا يكاد يُشْعَر به، وبعضها الآخر يستطيع أن يقتل الإنسان.

جلدها رطب عادة بسبب الإفرازات المخاطية التي تطلقها غدد مخاطية منتشرة على سطح الجلد، الذي يكون رقيقاً ومجرداً من الحراشف أو الشعر أو عناصر الحماية الأخرى.

وقد طوَّرت الضفادع لنفسها استراتيجيات مختلفة للتلاؤم مع الظروف الصعبة، ففي المناطق الجافة يكون جلد الضفادع سميكاً، وتعيش في شقوق الأشجار وجحور تحفرها في الأرض. وبعض الضفادع التي تعيش في المناطق الصحراوية تفرز حول نفسها شرنقة مخاطية تمنع خسارة جسمها الماء في أثناء انطمارها في الطين. وبعض الضفادع في أستراليا لاتخرج من جحورها إلا لتتغذى أو لتتكاثر.

نظرها حاد، وعيونها بارزة تمكِّنها من النظر إلى ما حولها بزوايا واسعة وفي الاتجاهات كلها تقريباً. وأعضاء سمعها متطورة جداً، وخلف كل عين غشاء دائري يمثل غشاء الطبل الذي يلتقط الموجات الصوتية وينقلها إلى الأذن الداخلية ومن ثَمَّ إلى الدماغ.

وهي تتنفس على اليابسة بكيسين رئويين إسفنجيي الشكل، وعبر جلدها الرطب المزوَّد بشبكة دموية شعرية. أما عندما تكون تحت الماء فإنها تعتمد على جلدها فقط للحصول على حاجتها من الأكسجين.

تغذيها

تتغذى معظم الضفادع بالحشرات واللافقاريات الصغيرة كالديدان والعناكب، وتتغذى الأنواع المائية بالشراغيف والأسماك الصغيرة وأحياناً بالضفادع الأخرى، أما الضفادع الأكبر فتأكل الحيوانات مثل الفئران والأفاعي الصغيرة. و عندما تلمح الضفدعُ فريستَها فإنها تُطْلِق لسانها المشطور إلى شطرين والمثبت من طرفه الأمامي على مقدمة الفك السفلي، والذي يمكن أن يمتد مسافة تزيد على طول الضفدع نفسه، يساعد على ذلك مادة مخاطية تغطي سطحه. وتبتلع الضفادع عادة فرائسها بكاملها، وهي عندما تفعل ذلك تغوص عيونها ضمن فجوة في جمجمتها، فتضغط على الفريسة لتنزلق نحو الحنجرة والبلعوم.

تكاثرها

نداء التزاوج لدى ذكر الضفدع

تعلن الضفادع عن وجودها بنداءات متنوعة، من جملتها النقيق. وهي تُصْدِر أصواتَها بالطريقة نفسها التي يُصدر بها الإنسان أصواته، أي باندفاع الهواء من الرئتين إلى الحبال الصوتية في الحنجرة. وتتخذ هذه الأصوات أهميتها في فصل التكاثر ليجتذب الذكرُ الأنثى. ولدى ذكور كثير من الضفادع أكياس صوتية، هي امتداد من جلد الحنجرة أو على جانبي الفم. فحينما ينادي الذكرُ تنتفخ أكياسه الصوتية التي تقوم بتضخيم الصوت (الشكل 4). ولكل ضفدع صوته المميَّز بحيث تتمكن الإناث من تحديد أقرانها المناسبة.

يتم الإخصاب لدى الضفادع في الماء، فيمتطي الذكرُ ظهرَ الأنثى، مثبتاً نفسه عليها برسغيه، وتُطلِق هذه بيضَها في الماء بشكل السلسلة يضم بعضها إلى بعض مادة هلامية، فيرمي الذكرُ نطافَه فوقها لتخصبها. لكن بعض الضفادع تنجز هذه العملية على اليابسة، بالطريقة السابقة نفسها.

الشكل (5) أنثى الضفدع Pipa pipa تحمل بيضها على ظهرها حتى الفقس

ومعظم الضفادع لا تعتني ببيضها، فما إن يخصبها الذكر حتى يهجرها. لكن القليل من الضفادع يعتني ببيضه، وفي بعضه الآخر تحمل الأنثى بيضها على ظهرها (الشكل 5). وتقوم إناث نوع من الضفادع في أستراليا بابتلاع بيضها فتتطور الصغار في المعدة لتخرجها من فيها شراغيف أو ضفادع صغيرة. ويعتني ذكر ضفدع داروين بصغاره، فيحمل البيض والشراغيف في جيوبه الصوتية حتى البلوغ.

تضع الأنثى عدداً كبيراً من البيض قد يصل إلى 10000 بيضة، تحاط بغلاف هلامي يحميها. يتحول البيض إلى شراغيف ذات رأس كبير وذنب طويل، وتتنفس بغلاصم خارجية مدة بقائها في الماء، تختفي بالتدريج مع تطورها الشكلي، ويترافق ذلك بتشكل رئات تساعدها على التنفس الهوائي. كما يُرْتَشَف ذيلها تدريجياً حتى وصولها مرحلة الضفدعة البالغة، تظهر في أثناء ذلك أطرافها الخلفية ومن ثَمَّ أطرافها الأمامية (الشكل 6).

يحتاج البيض حتى يفقس إلى فترة تختلف من يوم حتى يومين في المناطق الحارة، ومن 30 حتى 40 يوماً في المناطق الباردة. ويستغرق تحول الشراغيف إلى ضفادع بالغة عدة شهور.

شراغيف الضفدع

أهميتها

للضفادع أهميتها عند الإنسان، فمعظم الضفادع تتغذى بالحشرات؛ إذ إنها تسيطر على الحشرات وخاصة البعوض والحشرات الضارة بالمحاصيل. وتعدّ الضفادع غذاءً جيداً للإنسان، فمن أرجلها تُعَدُّ وجبات غذائية في كثير من أنحاء العالم.

وتستخدم الضفادع وسيلة تعليمية ممتازة لتوضيح بنية الفقاريات ووظائف أعضائها، وفي البحوث العلمية. وتستخدم بيوضها في تعليم الطلاب التطور الجنيني للفقاريات. كما تستخدمها بعض المختبرات وسيلة جيدة لتأكيد الحمل لدى النساء. ويعدها علماء البيئة مؤشراً حيوياً جيداً لنظافة البيئة، فوجود الضفادع يشير إلى بيئة نظيفة خالية من التلوث.

المراجع

- R.T.ORR, Vertebrate Biology (Saunders Comp.,Philadelphia & London 1966).

- H.W.PARKER et A. BELLAIRS, Les Amphibiens et les Reptiles, (trad. de l’angl., Rencontre, Lausanne,1971).

المصادر

الكلمات الدالة: