عدنان مردم بك

عدنان مردم بك (1917 ـ 1988) شاعر مسرحي سوري.

عرفتُ الشاعر المسرحي عدنان مردم بك (1917 ـ 1988م) منذ ثلث قرن، وأجريتُ معه حوارات كثيرة، لأني كنتُ أعد عنه رسالة ماجستير في جامعة القاهرة بعنوان «عدنان مردم شاعراً مسرحيا» بإشراف الأستاذ الدكتور محمد أبو الأنوار [نشرتها فيما بعد بعنوان «المسرح الشعري عند عدنان مردم بك: اتجاهاته الموضوعية وقضاياه الفنية»، عن الشركة العربية للنشر، القاهرة 1998م، في 502 ص من القطع الكبير] وقد وجهت له خلال إعداد الرسالة ما يقرب من (ثلاثمائة) سؤال، ووصلتني إجاباتها، ونشرتُ بعض هذه الحوارات في «الشعر»، و«الموقف العربي»، و«الفيصل»، و«الثقافة الأسبوعية» (الدمشقية)، و«الوطن» (العمانية) ... وغيرها. وحينما نشرتُ رسالتي بالعنوان الذي أشرتُ إليه كتبت تحته (الكتاب الأول)، على نية أن يضم الكتاب الثاني الحوارات التي ستكون في (ثلاثمائة) صفحة تقريباً، بمتوسط أن الإجابة تحتل في المتوسط صفحة تقريباً. ولكن أموراً شغلتني عن الوفاء بإصدار الكتاب الثاني، ومن ثم فنحن هنا سننشر بعض أسئلتي وبعض وردود الشاعر المسرحي الكبير عليها. (1)

  • كتبتم الشعر والمسرحية الشعرية. لِم استأثرت المسرحية الشعرية باهتمامكم منذ عشر سنوات؟

-في الواقع لم تستأثر المسرحية الشعرية باهتمامي منذ عشر سنوات وحسب، وإنما عاشت معي أكثر أيام حياتي، فقد نظمت المسرحية الشعرية قبل أربعين عاماً، وأنا في السابعة عشرة من عمري، وظهرت لي أول مسرحية شعرية عام 1933م بعنوان "فتح عمورية" على صفحات مجلة "الشام" لصاحبها الأستاذ خليل المحصل، وفي عام 1934م ظهرت لي مسرحية "عبد الرحمن الداخل"، ونشرت مقدار خمسمئة بيت من الشعر على صفحات مجلة "العرفان" لصاحبها الأستاذ عارف الزين، ونظمت مسرحية "مصرع الحسين" عام 1935م، ونشرت الفصل الأول والثاني على صفحات مجلة "العرفان" أيضا، ونظمت في عام 1936م مسرحية "جميل وبثينة"، ونشرت الفصل الأول على صفحات مجلة "الإنسانية" الدمشقية، لصاحبها الأستاذ وجيه بيضون. ثم إني نظمت عام 1940م مسرحية "الدون كارلوس" وهي مخطوطة، وفي عام 1945م نظمت مسرحية "يوسف وزليخة"، وهي مخطوطة أيضا. فيتبين مما تقدّم أن المسرحية الشعرية لم تستأثر باهتمامي منذ عشر سنوات وحسب، وإنما استأثرت باهتمامي منذ كنت يافعاً، وكان حبي لها حبا قديماً متأصلاً في حنايا نفسي.

  • صدر لكم في الاثني عشر عاماً الأخيرة عشر مسرحيات شعرية. بِمَ تفسرون هذه الغزارة في الإنتاج؟ وهل تؤثر الغزارة على مستوى العمل الأدبي؟

-نعم، صدرت لي حتى اليوم المسرحيات التالية: غادة أفاميا، العباسة، الملكة زنوبيا، الحلاج، رابعة العدوية، مصرع غرناطة، فلسطين الثائرة، فاجعة مايرلنغ، ديوجين الحكيم، دير ياسين. إن صدور عشر مسرحيات لشاعر مسرحي ليس بالعدد الكبير، ذلك أن إنتاج الشاعر المسرحي الأوربي يكون أضعاف هذا العدد. ولا شأن للغزارة في الإنتاج على مستوى العمل الأدبي، لأن قدرة الشاعر المتمكن من فنه، كفيلة بنجاح كل أثر فني يصدر عنه. تأثير الأب

  • كان والدكم الأستاذ خليل مردم بك من أكبر شعراء الشام وباحثيها، ما أثره في فنكم؟

-لا شك أن الوالد خليل مردم بك من أكبر شعراء الشام، وهو صاحب مدرسة جديدة في فن الوصف بالشعر العربي، وقد تأثرت به كثيراً وأفدت منه، ذلك، سبق ودرست عليه الأدب العربي مدة أربع سنوات أستقي من معينه بصدد التوجيهات التي يوجهني نحوها، وفي نظراته العميقة التي يشرحها لي، فقد كان ناقداً نافذ البصيرة، ذوّاقة بمواقع الحسن، فكانت دراستي عليه عظيمة الفائدة، كما أني أعتبر نفسي تلميذاً له في فن الشعر، إذ سبق وأبنت بأنه صاحب مدرسة جديدة، فقد أعطى باب الوصف لوناً جديداً لم يسبق إليه شاعر معاصر، وجعل من القصيدة وحدة تامة في موضوعها، مع بيان مشرق وأصيل، وقد قام بطبع ديوانه المجمع العلمي العربي في دمشق، وديوانه شاهد على ما ذكرت.[1]

  1. ^ أ.د. حسين علي محمد (فبراير 1980م). "في المسرح الشعري: حوارات من ثلث قرن مع الشاعر المسرحي الكبير عدنان مردم بك (1917 ـ 1988م)". مجلة «الفيصل»، العدد (33) -. pp. ص51-55،. {{cite web}}: line feed character in |title= at position 36 (help)